الحجار: لبنان لن يكون منطلقاً لضرر أو إساءة لأي دولة شقيقة
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Oct 31 25|13:19PM :نشر بتاريخ
أكد وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار أن مشاركة لبنان في "حوار المنامة" الذي تستضيفه مملكة البحرين "تمثل محطة أساسية لإبراز الحضور اللبناني الفاعل على الساحة الإقليمية، وفرصة لتأكيد التزام لبنان العمل العربي المشترك وتعزيز التعاون مع الدول الشقيقة، وفي مقدمتها البحرين".
وشدّد الحجار في حديث لصحيفة "الأيام" البحرينية، عشية زيارته إلى المملكة، على "عمق العلاقات التاريخية التي تجمع لبنان والبحرين"، مشيراً إلى أن "المرحلة الحالية تشهد دفعاُ جديداً في مسار التعاون الثنائي بعد الزيارة الرسمية الأخيرة لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون إلى المنامة، وتعيين سفير جديد للمملكة في بيروت".
وأوضح أن "لبنان يعوّل على مشاركته في المنتدى الأمني الدولي لتأكيد دوره كشريك في الأمن والاستقرار الإقليمي، ولبحث سبل تطوير التعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية"، لافتاً الى أن زيارته لمملكة البحرين تلبية لدعوة وزير الداخلية الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، "للتباحث في الملفات المشتركة وتعزيز التنسيق الثنائي".
وعبّر الحجار عن تقدير بلاده للدعم العربي والدولي الذي يحظى به لبنان في مواجهة تحدياته السياسية والاقتصادية، مؤكداً أن "الحكومة اللبنانية ماضية في مسار الإصلاحات وترسيخ الاستقرار الداخلي عبر بسط سلطة الدولة وتفعيل مؤسساتها".
وشدد على أن "لبنان يحرص دوماً على المشاركة الفاعلة في المؤتمرات الدولية، لا سيّما تلك التي تُعقد في الدول العربية الشقيقة، انطلاقاً من تمسكه بهويته العربية وإيمانه العميق بانتمائه إلى محيطه. فلبنان الذي لطالما كان محط اهتمام واحتضان عربي، يرى في هذا التواصل استمرارية طبيعية لعلاقاته التاريخية مع أشقائه".
أضاف: "في هذه المرحلة المفصلية، ومع تصاعد التحديات الأمنية والاقتصادية في المنطقة، يعوّل لبنان على دعم الأشقاء والأصدقاء لمساعدته على تجاوز أزماته والحفاظ على استقراره ووحدته. وتأتي مشاركتنا في حوار المنامة تأكيداً لرغبتنا في أن يبقى لبنان جزءاً فاعلاً من الحوار الإقليمي، وسعياً الى فتح آفاق جديدة للتعاون، خصوصاً في المجالات الأمنية والاقتصادية. كما أن هذه المشاركة تمثل رسالة واضحة بأن لبنان ما زال حاضراً فاعلاً، ويعتمد على الاحتضان العربي والدولي لإعادة النهوض والانخراط الإيجابي في محيطه. وهنا لا بد من توجيه التحية لمملكة البحرين على استضافتها لهذا الحدث المهم، وإتاحة الفرصة لنا للمشاركة فيه".
وبالنسبة الى التطلعات التي يضعها لبنان على جدول أعماله، خصوصاً في ما يتعلق بأمن الخليج والقضية الفلسطينية، قال: "يأتي حوار المنامة في توقيت بالغ الحساسية تشهد فيه المنطقة تحولات كبرى، ونحن في لبنان نعوّل على الانخراط في حوار بنّاء يهدف إلى التوصل الى مفهوم مشترك للأمن الإقليمي. إن أمن المنطقة مترابط، وأي استقرار شامل سينعكس إيجاباً على أمن كل الدول، بما فيها لبنان. نحن نؤكد أن لبنان لم يكن ولن يكون منطلقاً لأي ضرر أو إساءة تجاه أي دولة شقيقة، بل هو شريك في الأمن والاستقرار، ودرع أمان في وجه أي تهديد. وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، يجدد لبنان إدانته للاعتداءات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ويتمسك بمبدأ حلّ الدولتين ومبادرة السلام العربية التي انطلقت من بيروت".
وأكد أن الزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى مملكة البحرين "تعكس عمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، وهي تأكيد للروابط الأخوية المتينة التي تربط الشعبين اللبناني والبحريني، والتي لطالما تميزت بالاحترام المتبادل والتعاون الصادق"، قائلاً: "انطلاقاً من هذا الإرث العريق، تشهد العلاقات اليوم دفعاً جديداً مع عودة سفارة البحرين إلى العمل بشكل طبيعي في بيروت، وتسلّم السفير الجديد وحيد مبارك سيّار مهامه، الأمر الذي يمهّد لتوسيع أطر التعاون في مختلف المجالات الأمنية والاقتصادية والتجارية. ولا يمكن إغفال الدور الإيجابي للجالية اللبنانية في البحرين التي ساهمت في إثراء الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، وتحظى بتقدير واحتضان كبيرين من الدولة والشعب البحريني، بما يجسد عمق العلاقة بين البلدين".
ورأى أن "مشاركة لبنان في هذا الحدث تمثل فرصة حقيقية لإعادة تفعيل العلاقات الثنائية وتطويرها على المستويات كافة، السياسية والأمنية والاقتصادية فهذا النوع من المنتديات يتيح التواصل المباشر مع كبار المسؤولين المشاركين، وخصوصاً في مملكة البحرين، لتبادل الرؤى حول التحديات المشتركة، ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون البنّاء"، مؤكداً أن "هذا التعاون سيُستكمل قريباً من خلال زيارة رسمية سأقوم بها إلى مملكة البحرين تلبية لدعوة كريمة من وزير الداخلية البحريني الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، بحيث سنبحث الملفات ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التنسيق الثنائي، خصوصاً في القضايا الأمنية".
وأشار إلى أن "لبنان يواجه تحديات كبيرة في مقدمها استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من أراضيه واعتداءاته اليومية، بالاضافة إلى احتجاز عدد من الأسرى اللبنانيين بعد الحرب الأخيرة. نحن نبذل جهوداً ديبلوماسية متواصلة بالتنسيق مع الأشقاء العرب والدول الصديقة لوضع حد لهذه الانتهاكات ومتابعة الملف على المستويات الدولية. في المقابل، تلتزم الحكومة اللبنانية بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية حصراً. ويواصل الجيش اللبناني والقوى الأمنية جهودهم لتثبيت الاستقرار وتطبيق قرارات الحكومة بكل جدية"، مشدداً على أن "الوحدة الوطنية تبقى الركيزة الأساسية في مشروع بناء الدولة، وهي الأساس لتعزيز الاستقرار ومواجهة التحديات الأمنية والسياسية. كما تبذل الحكومة جهوداً كبيرة على الصعيد الاقتصادي عبر تنفيذ الإصلاحات المطلوبة وإعادة الثقة بالاقتصاد اللبناني لجذب الاستثمارات والدعم الدولي".
ورأى أن "المبادرات الإقليمية والدولية مثل حوار المنامة تشكّل رافعة حقيقية للجهود الوطنية اللبنانية، وهي فرصة لتأكيد انفتاح لبنان واستعداده للتعاون ضمن رؤية جماعية لمواجهة التحديات".
وتابع: "من خلال هذه المشاركة واللقاءات الثنائية على هامش المؤتمر، نهدف إلى توضيح الرؤية اللبنانية، وعرض التحديات التي نواجهها، واستقطاب المزيد من الدعم العربي والدولي، سواء في الملفات الأمنية أو الاقتصادية أو الإنمائية".
وختم الوزير الحجار بالتأكيد أن "لبنان يتطلع إلى أن تكون مشاركته في حوار المنامة محطة لتعزيز الحضور اللبناني على الساحة الإقليمية والدولية، وترسيخ علاقاته التاريخية مع الدول العربية، وفي مقدمتها مملكة البحرين، بما يخدم الأمن والاستقرار المشترك".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا