افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 20 أبريل 2024

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Apr 20 24|08:32AM :نشر بتاريخ

"الأخبار"

 يُفترض عدم التقليل من أهمية اجتماعات سفراء الدول الخمس بالافرقاء المناوئين لحزب الله. بيد ان المغزى الفعلي لجولاتهم في ما يقدمه لهم او يحجبه. يملك الثنائي الشيعي القفْل والمفتاح معاً: قفْل البرلمان علّقه حزب الله على بابه، والمفتاح عند الرئيس نبيه برّي. غالب الظن عند الثنائي ان لا تفتح الابواب الا لاستقبال سليمان فرنجية رئيساً

 

اجتمع سفراء الدول الخمس بمعظم الافرقاء المعنيين بانتخاب الرئيس، ترشيحاً او اقتراعاً، وسمعوا منهم مجدداً ما كانوا سمعوه تكراراً، فرادى ومجتمعين. كما بعد كل اجتماع، سابقاً وفي اليومين المنصرمين، يمدّون استنتاجاتهم بجرعات من التفاؤل، لاحظوا بعض الايجابيات، وفق السفير المصري علاء موسى، من طراز وجود «مشتركات» بين الافرقاء. في الواقع اضحى انتخاب الرئيس أبعد مما كان.في الاهتمامات المعلنة والتصريحات اليومية لثلاثة اطراف هم الاكثر التصاقاً بالاستحقاق والأكثر تأثيراً في حصوله او في تعطيله، كالثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، انهم يغرّدون في أسراب متباعدة: الاول ينتظر ما بعد حرب غزة، والاخيران يتسابقان على مواجهة النزوح السوري وتداعياته السلبية. هم الافرقاء الثلاثة الممسكون بفيتو نصاب جلسة الانتخاب عددياً وميثاقياً مذ الشغور، وهم وحدهم المعنيون بإحداث خرق في مواقفهم للذهاب الى مجلس النواب والتصويت.


اما ما لم يسع سفراء الدول الخمس، قبلاً والآن، الوصول اليه في مهمة مستعصية، فيكمن في بضعة معطيات، منها:
1 - استمرار انقسام الكتل في البرلمان من حول ترشيح رئيس تيار المردة. حزب الله يقول انه فريق وازنٌ له الحق في ان يكون له مرشح. حجته ان على الفريق الآخر الأخذ في الاعتبار رأيه، مقدار اخذه هو في الاعتبار رأي الفريق ذاك. ذلك ما يؤول الى اعتراف الحزب بعدم تمكنه من ايصال مرشحه الى الرئاسة. لكن ايضاً عدم تمكن الفريق الآخر من اخراج فرنجية من السباق الرئاسي او حمل الحزب على التخلي عنه.
بين هذين النقيضين لا يُسمع من اي من السفراء الخمسة اسم محدّد يقترحونه بديلاً من فرنجية، كما من اي ندّ لفرنجية بغية استبعاده. عبارتهم الغامضة: التفكير في مرشح ثالث ليس الا.


2 - تكمن العقبة الكأداء المستمرة منذ آذار 2023، مذ اعلن رئيس المجلس نبيه برّي ترشيح فرنجية ولاقاه بعد ايام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في اصرارهما على ترشيح رئيس تيار المردة وطلب اجراء حوار من حول ترشيحه، توصلاً الى تقديم الضمانات الكفيلة باقناع المتحفظين عنه بالقبول به. في حسبان حزب الله يدور الحوار المتوخى من حول هذه النقطة بالذات، لا سواها. هو المنطق نفسه الذي ساقه نصرالله امام رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قبيل الشغور عام 2022، بتأكيده له ان الفرصة متاحة لوصول فرنجية الى الرئاسة، الموعود بها قبلاً، على انه يضمن شخصياً لباسيل كل ما يطلبه منه. رد فعل باسيل يومذاك معارضته انتخاب فرنجية رغم تأكيد نصرالله ان خلافهما «ليس في السياسة بل في الصراع على السلطة».
للسبب هذا يرفض مناوئو فرنجية في الاحزاب المسيحية الحوار. كلا الفريقين يضع في طريق انتخاب الرئيس شرطه التعجيزي: الاولون الذين لا يتخلون عن فرنجية، والاخيرون المصرّون على اخراجه سلفاً من الترشح.


3 - يُعيد حزب الله، مرة بعد اخرى، التذكير بالمبادرة الفرنسية الاولى السنة المنصرمة - وكان وافق عليها - بربطها انتخاب رئيس يطمئن اليه بتسمية رئيس للحكومة يطمئن اليه خصومه. طُرح آنذاك فرنجية والسفير السابق نواف سلام في تقاسم حصة متكافئة بين طرفيْ الانقسام. في الحجة المساقة للعودة الى المعادلة الفرنسية المطفأة، انها حلّ ممكن لتثبيت موازين قوى داخلية تأخذ في الاعتبار مصالح الافرقاء جميعاً على ان الانقسام الحالي ليس سوى نسخة مجددة عن تحالفيْ 8 و14 آذار.
ليست تلك الحجة الوحيدة المساقة.
منذ ما بعد اتفاق الطائف درجت المعادلة هذه: رئيس الجمهورية في حصة السوريين، ورئيس الحكومة في حصة الغرب والعرب. ذلك ما رافق ثنائية الرئيسين الياس هراوي ورفيق الحريري، وثنائية الرئيسين اميل لحود والحريري. بخروج سوريا من لبنان وانتقال الدور والنفوذ الى حزب الله، ثُبّتت المعادلة نفسها في عهد الرئيس ميشال سليمان وصولاً الى عهد الرئيس ميشال عون: رئيس للجمهورية يوافق عليه حزب الله دونما ان يقف في طريق تسمية رؤساء الحكومات المتعاقبين ذوي المصالح المالية والتجارية العميقة والعلاقات الشخصية عند العرب والغرب. توالياً الرؤساء فؤاد السنيورة وسعد الحريري ونجيب ميقاتي وتمام سلام وصولاً الى حسان دياب الذي اوصله الحزب الى السرايا من غير ان يُحسب عليه.
في حسبان حزب الله، لئن يشعر بأنه اقوى افرقاء الداخل، بيد ان له شركاء دائمين عرباً واميركيين في تكوين السلطة اللبنانية: إما رئيس الجمهورية لنا ورئيس الحكومة لكم، او العكس.


4 - ليس تحرّك الخماسية سوى ادارة الوقت الضائع الى حين أوان تسوية حرب غزة بعدما ادخلت الاستحقاق الرئاسي في مدارها. نُقِل الى حزب الله ما اسرّ به السفير السعودي وليد البخاري امام أكثر من طرف محلي، ان ليس لسفراء الدول الخمس سوى التحرك جولة بعد اخرى قبل التوصل الى وضع تقرير اخير بالحصيلة، يُرفع الى وزراء خارجية دولهم فيجتمعون لبتّ انتخاب الرئيس عند ابرام حلول حرب غزة التي تشمل، في ما تشمل، استقرار الجنوب لكن ايضاً الاستقرار الداخلي اللبناني. عندذاك سيكون الحزب، وحده دون سائر الافرقاء اللبنانيين، جالساً الى طاولة الكبار مباشرة او من خلال ايران، لانجاز تسوية ما بعد حرب غزة.


الموقف نفسه يتحدّث عنه فرنجية امام زواره. يقاسم حزب الله في وجهة نظره بأن عامل الوقت يصبّ في مصلحته ما دامت حرب غزة ستفضي في نهاية المطاف الى اتفاق يكون الحزب في صلبه. عامل الوقت بازاء استمرار الشغور الرئاسي طال اكثر او قصُر ليس في لبّ انشغاله وهو يخوض الشق اللبناني في حرب غزة.

 

"النهار"

 مع ان عناوين المحادثات الفرنسية – اللبنانية التي تفرغ لها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شخصيا مجددا امس مع كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب #ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون، كانت معروفة ولا شك في أهميتها القصوى، فان تزامن “مصادفة” اليوم اللبناني مع الرد ال#إسرائيلي على الضربة الإيرانية لم يقلل من أهميته بل بالعكس ابرز الادراك الفرنسي والاستشعار التصاعدي لدى باريس حيال الخطورة التصاعدية المتدحرجة للمواجهات الضارية الجارية بين إسرائيل و”#حزب الله” في الجنوب اللبناني وشمال إسرائيل. ذلك ان باريس التي دأبت ولا تزال تدأب على اطلاق التحذيرات في كل مناسبة من انفجار حرب واسعة بين إسرائيل و”حزب الله”، بدت كأنها اندفعت بقوة مجددا نحو محاور البركان اللبناني الذي يتهدد الداخل والحدود، ان باستمرار المواجهات الميدانية جنوبا وان بتعقيدات الازمة الرئاسية – السياسية داخليا، واعادت طرح دورها على المشهد. ولعل الإشارة الى ما تحدث عنه ماكرون عن توافق فرنسي – أميركي على مقاربة الحلول المقترحة للبنان تختصر مجمل الحركة الفرنسية المتجددة اذ تركت انطباعات واضحة حيال تحفز #فرنسا لعدم ترك الولايات المتحدة “تستفرد” بالدور المحوري الذي من شأنه رسم مسارات الحلول ان جنوبا وان حدودا وان رئاسيا، كما امكن التقاط مغزى اثر التنسيق المتجدد بين باريس وواشنطن بعد زيارة الموفد الرئاسي جان ايف لودريان لواشنطن ولقائه كبير مستشاري الرئيس الأميركي لامن الطاقة وموفده الى لبنان وإسرائيل آموس #هوكشتاين .

 

ومع ذلك فان الأهمية التي اكتسبتها محادثات ماكرون ومعاونيه مع كل من ميقاتي وقائد الجيش لم تنكشف نتائجها الحسية والملموسة بعد باستثناء تشكيل لجنة لملف دعم #الجيش اللبناني. وترجمة هذه النتائج تنتظر تطورات الفترة المقبلة ومن الواضح ان باريس تعطي الأولية لدعم الجيش رهانا على دوره ودور “اليونيفيل” في إعادة تعويم القرار 1701 تبعا لما ورد في ورقة الاقتراحات الفرنسية لمنع تطور المواجهات في الجنوب الى حرب شاملة. ووفق مصادر ديبلوماسية لـ”النهار” ان الفرنسيين ابلغوا ميقاتي انهم ادخلوا تعديلات على الورقة التي قدموها في شباط بشأن الوضع في الجنوب في ضوء الملاحظات التي وردت اليهم.

 

والمحادثات الفرنسية – اللبنانية توزعت طوال ثلاث ساعات ونصف الساعة في قصر الاليزيه بين استقبال الرئيس الفرنسي ماكرون الرئيس ميقاتي حيث عقدا اجتماعا مطولا ثم انتقلا الى غداء عمل موسّع شارك فيه عن الجانب اللبناني قائد الجيش العماد عون، والمستشار الديبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر، وعن الجانب الفرنسي شارك كل من سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو، رئيس أركان الجيوش الفرنسية الجنرال تييري بوركهارد، مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل بون، مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الاوسط آن كلير ليجاندر، الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، مديرة ادارة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية السفيرة آن غريو.

 

وفي المعلومات الرسمية التي وزعها الجانب اللبناني ان الرئيس ماكرون جدد تأكيد دعم فرنسا الجيش اللبناني في كل المجالات، والتشديد على الاستقرار في لبنان وضروة ابعاده عن تداعيات الاحداث الجارية في غزة. واعاد تأكيد المبادرة بشأن الحل في الجنوب والتي كانت قدمتها فرنسا في شهر شباط الفائت، مع بعض التعديلات التي تأخد بالاعتبار الواقع الراهن والمستجدات. كذلك جدد الجانب الفرنسي التأكيد على اولوية انتخاب رئيس جديد للبلاد والافادة من الدعم الدولي في هذا الاطار لاتمام هذا الاستحقاق والموقف الموّحد للخماسية الدولية. وجدد الجانب الفرنسي التأكيد ان فرنسا تدعم ما يتوافق بشأنه اللبنانيون وليس لديها اي مرشح محدد، مشيرا الى توافق الجانبين الفرنسي والاميركي على مقاربة الحلول المقترحة.

كما تطرق البحث الى موضوع النازحين السوريين في لبنان، فوعد الجانب الفرنسي بالمساعدة في حل هذه المشكلة على مستوى الاتحاد الاوروبي.

 

انسحاب “حزب الله”

ونقلت مراسلة “النهار” في باريس رنده تقي الدين عن مصدر فرنسي رفيع ان دعوة رئيس الحكومة وقائد الجيش كانت بهدف منع توسيع الحرب الى لبنان وان رئيس الحكومة هو المسؤول عن نقل الرسالة الفرنسية بضرورة التهدئة والمهم بالنسبة الى فرنسا هو ان ينسحب “حزب الله” الى ما وراء الخط الأزرق وان ينتشر الجيش اللبناني الذي يحتاج الى مساعدات ومعدات لتحقيق هذا الانتشار، وهذا ما حصل عليه من الاتحاد الأوروبي الذي قدم مساعدات للبنان بمليار يورو منها المساعدات الى الجيش. ويقول المصدر الفرنسي ان القلق الفرنسي يأتي من ان إسرائيل لن تتحمل قصف “حزب الله” دون الرد وخصوصا منذ ان هاجمت إسرائيل غزة، يعني انها لن تترك “حزب الله” يقصف دون أي رد. وميقاتي لديه الورقة الفرنسية للتهدئة ووافق على العمل عليها وهذا جيد. وفرنسا تريد العمل مع الاميركيين والشركاء العرب.

 

وحول الرئاسة اللبنانية يبدو وفق المصدر ان الخماسية موحدة بحسب كلام لودريان الذي شرح لميقاتي مضمون لقائه مع هوكشتاين وان الاميركيين باتوا متعاونين مع فرنسا خصوصا ان الرئيس ماكرون كان طلب من وزير الخارجية انتوني بلينكن التوافق على الحل اللبناني عبر فتح البرلمان. والمشكلة ان في لحظة مثل هذه يجب على “حزب الله” ان يقتنع ان مصلحته في الوضع الراهن تقضي ان تكون المؤسسات اللبنانية فاعلة. لكن الجانب اللبناني ما زال يعتبر ان انتخاب الرئيس يتطلب معجزة حاليا .

 

حول اللاجئين السوريين قال المصدر الفرنسي ان “فرنسا لا تقول للبنانيين اتركوا اللاجئين عندكم ولكن فقط ينبغي ان تحصلوا على ادنى الضمانات ان يعودوا الى بلدهم نهائيا لان كل الذين اجبروا على الذهاب عادوا الى لبنان في اليوم التالي لان الوضع في سوريا مأسوي”.

يشار الى ان ميقاتي قال بعد الاجتماع : “عبّرت للرئيس ماكرون عن شكر لبنان لوقوف فرنسا الدائم الى جانبه ودعمه في كل المجالات. كما شكرته على الجهود التي يبذلها باستمرار من أجل وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان ودعم الجيش بالعتاد والخبرات لتمكينه من تنفيذ مهامه كاملة . وتطرقنا بشكل خاص الى ملف النازحين السوريين وشرحت للرئيس ماكرون المخاطر المترتبة على لبنان بفعل الاعداد الهائلة للنازحية. وجددت المطالبة بقيام المجتمع الدولي بواجباته في حل هذه المعضلة التي ستنسحب تداعياتها على اوروبا خصوصا. وتمنيت على الرئيس ماكرون ان يطرح على الاتحاد الاوروبي موضوع الاعلان عن مناطق آمنة في سوريا بما يسهّل عملية اعادة النازحين الى بلادهم، ودعمهم دوليا واوروبيا في سوريا وليس في لبنان.وفي الملف الرئاسي جددت التأكيد ان مدخل الحل للازمات في لبنان هو في انتخاب رئيس جديد لاكتمال عقد المؤسسات الدستورية والبدء بتنفيذ الاصلاحات الضرورية”.

 

في سياق متصل التقى امس الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الوفد النيابي اللبناني المعارض في البيت الأبيض. ويتابع وفد نواب قوى المعارضة، الذي يمثل 31 نائبا، جولته في العاصمة الأميركية واشنطن، مقدما وجهة نظر المعارضة وخارطة طريق موحدة للمرحلة المقبلة، وهو يضم النواب ميشال معوض، وضاح الصادق، جورج عقيص، مارك ضو ونديم الجميل.

 

“الخطر الوجودي”

وفي ملف النزوح السوري خصص رئيس حزب “القوات اللبنانيّة” سمير جعجع مؤتمرا صحافيا لاثارة هذا الملف معلنا أن” النزوح السوري يشكّل خطراً وجودياً على لبنان، الى جانب تفاقم الجرائم وخسارة الأموال وسواها من الظواهر”. وذكّر أن “لبنان هو بلد عبور وليس بلد لجوء وأن الاتفاقية التي عقدت بين الدولة اللبنانيّة وبين المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة في العام 2003 نظمت علاقة لبنان بالمفوضية وعلاقته بالنزوح السوري كما نصت على استقبالهم لمدة سنة على أن يتم توطينهم في دولة ثانية”.وأكد أن “للأوطان ثوابت وقوانين ومن لا ينتبه لبلده قد يصبح لاجئاً فيه برمشة عين”.وقال “لدينا في لبنان بين 40 و45% من السوريين يقيمون بشكل غير شرعي، ونستغرب كيفية إعطاءنا دروسا في الانسانية.

 

وحذر من “أن الازمة السورية تحتاج إلى 13 سنة إضافية. وبعد هذه السنوات يكون قد بات للنازحين السوريين حق مكتسب في الأرض، ومن المتوقع أن يصبح عددهم 4 ملايين، يعني بقدر عدد اللبنانيين، وبالتالي كان الله يحب المحسنين وكان لدينا بلد إسمه لبنان”. لا شك أن الأحداث المتتالية من جرائم جعلتنا نتساءل حول هذه المسألة وتداعياتها، لكن جوهرها يكمن في أن اي شعب لا يستطيع أن يتحمل شعباً يوازيه عددا في بلده، وخصوصا إذا كان وضعه كوضع لبنان.”

 

 

"نداء الوطن"

 حذّر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من خطر عمل عسكري إسرائيلي وشيك ضد لبنان. وأمضى ماكرون ثلاث ساعات مع ميقاتي، بينها خلوة استمرت ساعة. ثم انضم اليهما قائد الجيش العماد جوزاف عون لمتابعة شتى جوانب الملف اللبناني. وتصدّر المحادثات بين الجانبين موضوع دعم الجيش اللبناني.

 

وليلاً أصدر قصر الإليزيه بياناً، أكد فيه ماكرون لميقاتي «التزام فرنسا بذل كل ما في وسعها لتجنّب تصاعد أعمال العنف بين لبنان وإسرائيل». وأضاف أنّ الرئيس الفرنسي الذي التقى أيضاً قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون «أكد عزمه على مواصلة تقديم الدعم الضروري للقوات المسلحة اللبنانية» .

 

وأتى تحذير ماكرون من خطر هجوم إسرائيلي كبير على لبنان بعد أيام من نشر تقرير لـ «فرانس برس»، جاء فيه أنّ «الخيار الأكثر واقعية» هو «حرب مفتوحة تشنّها إسرائيل ضد «حزب الله» في لبنان». وزاد ماكرون على هذا التقرير، حسب المعلومات الديبلوماسية، قوله لميقاتي إنّ وقوع إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي نتيجة قصف «الحزب» موقع عرب العرامشة في الجليل الغربي سيؤدي الى ردٍّ إسرائيلي. ونبّه من أنّ اسرائيل لن تعامل لبنان أفضل مما تعامل به حالياً قطاع غزة. لذلك، كثفت باريس اتصالاتها بواشنطن كي تساهم في الضغط على تل ابيب لمنعها من مهاجمة لبنان. وفي الوقت نفسه طلب الجانب الفرنسي من ميقاتي أن يتواصل مع «حزب الله» طالباً منه «الانضباط «.

 

وفي ما يتعلق بدعم الجيش اللبناني، أشارت المعلومات الى أنّ فرنسا قررت زيادة مساعداتها للمؤسسة العسكرية بما في ذلك الدعم اللوجيستي، فضلاً عن أنّ الاتحاد الأوروبي قرر زيادة مساعداته للجيش من ضمن مساعدات اقتصادية سخيّة لملف النازحين .

 

وفي موضوع النازحين السوريين، تفيد المعلومات أنّ الملف استحوذ على لقاءات باريس، علماً أنّ إدراج بند لبنان في جدول أعمال قادة الإتحاد الأوروبي لم يكن ليحصل لولا ضغط إيطاليا التي اطّلعت رئيسة حكومتها جورجيا ميلوني على تفاصيل هذا الملف في زيارتها الأخيرة للبنان. كما أنّ الوعود التي اطلقتها الإدارة الفرنسية لمساعدة لبنان في الحصول على مساعدات من الاتحاد الأوروبي، تفتقد إلى آلية تنفيذية.

 

وفي تصريحه بعد الاجتماع قارب ميقاتي ملف النازحين من زاوية «المطالبة بقيام المجتمع الدولي بواجباته في حل هذه المعضلة التي ستنسحب تداعياتها على أوروبا». كما تمنى على ماكرون القيام بعمل مماثل.

 

في المقابل، أكد رئيس حزب «القوات اللبنانيّة» سمير جعجع في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في معراب أنّ» النزوح السوري يشكّل خطراً وجودياً على لبنان». وذكّر بأنّ لبنان هو بلد عبور وليس بلد لجوء، وشدّد على أنّ «كثيراً من المسؤولين في الدولة اللبنانية نسوا أنهم مسؤولون، و»الله ستر» أنّ أي طرف إقليمي لم ينتبه لتسليح النازحين السوريين الذين يشكلون بعددهم ما يزيد على عديد القوى الأمنية كلها، وعندها ماذا نفعل؟».

 

على صعيد متصل، أعلن قادة الاتحاد الأوروبي امس خلال قمة في بروكسل «أنّ الاتحاد جاهز للعمل مع كل الأفرقاء لتجنب المزيد من التصعيد في المنطقة، وتحديداً في لبنان». وفي بيان، دعا الاتحاد الأطراف كافة لالتزام تطبيق قرار مجلس الأمن 1701. وأضاف البيان: «يبقى الاتحاد الأوروبي ملتزماً استقرار لبنان، وذلك من خلال دعم تطبيق الإصلاحات الضرورية، وتعزيز دعمه للجيش». وكرّر الاتحاد موقفه السابق لجهة «الحاجة الى تأمين العودة الآمنة والطوعية والكريمة للاجئين السوريين، على النحو المحدّد من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان».

 

من جانبها، أعربت الحكومة الإيطالية أمس، عن «ارتياحها لنتائج نقاش المجلس الأوروبي في شأن لبنان، وهو موضوع أضيف إلى جدول أعمال المبادرة الإيطالية لتقييم المبادرات الإضافية التي يمكن أن ينفذها الاتحاد الأوروبي لصالح استقرار البلاد» .

 

وأشارت الى أنّ «رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي قد التزموا بالفعل مواصلة دعم الجهات الأكثر ضعفاً في لبنان، بمن فيهم اللاجئون، النازحون والمجتمعات المضيفة لهم، والتي تواجه صعوبات جمّة» .

 

"الأنباء"

 يبدو أنَّ مفاعيل الهجوم الإيراني على إسرائيل، كما الردّ المضاد قد انتهت، فيما يبقى التوتر على حاله في غزة وسط تصاعد المخاوف من تنفيذ إسرائيل تهديدها باجتياح رفح بعد تعثّر المفاوضات بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، في ظلّ التصريحات الأخيرة التي تُنذر بالاستعداد لتنفيذ الهجوم في أيّ لحظة.

 

وعلى وقع التصعيد في غزة، فإنَّ جنوب لبنان الذي يشهد توتراً غير مسبوقاً، لا يزال الوضع يتأزم على أرضه، فيما الكلمة للميدان، إذ إنَّ العدو الإسرائيلي لم يصحُ بعد من الصدمة إثر الهجوم الذي نفذه حزب الله ضدّ مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في منطقة عرب العرامشة، والتي أصيب خلالها 18 إسرائيلياً بينهم 14 جندياً.

 

في السياق، علّقت مصادر أمنية في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية قائلة إنَّ الهجوم استخدم فيه حزب الله طائرات من دون طيار وبالتالي لم تتمكن الدفاعات الإسرائيلية من اعتراضها قبل دخولها المجال الجوي، ما يعني تطوّر قدرات الحزب الدفاعية بمواجهة آلة الحرب الإسرائيلية الفتاكة وخلق نوع من توازن القوى في الجبهة الجنوبية.

 

المصادر تخوفت من وضع إسرائيل كل ثقلها في الجنوب بفعل قلقها من تنامي قوّة حزب الله وقدرته الفائقة على تطوير منظومته الهجومية بشكل لا يسمح لإسرائيل باكتشافها.

 

أمّا في الشأن السياسي الداخلي، فإنَّ المساعي مستمرّة في ظلّ استئناف حراك الخماسية بهدف إحداث خرق على المستوى الرئاسي، وخفض التوتر في الجنوب، إذ كان لافتاً اللقاء الذي جرى في الإليزيه بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، كما قائد الجيش العماد جوزف عون، والذي رأت به المصادر الأمنية تأكيد فرنسا دعمها المتواصل للبنان في كافة المجالات المتعلقة بعمل اللجنة الخماسية ومحاولاتها إيجاد المخارج السياسية وإنجاز الملف الرئاسي وخفض منسوب التوتر في الجنوب من خلال تطبيق القرار 1701.  

 

إلا أن النائب بلال الحشيمي اعتبر أنَّ لقاء الإليزيه لم يخرج عن طابعه البروتوكولي، إذ إن فرنسا حاولت جاهدة الدخول على خط الأزمة اللبنانية منذ انفجار المرفأ، كما بعد حرب السابع من تشرين والعمل على تطبيق القرار 1701، فيما لم تسفر بعد جهودها عن أي نتيجة.

 

الحشيمي ذكّر في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية بزيارات الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان، والتي كانت بلا جدوى، حسب تعبيره، إذ إنه عاد بمجموعة أسئلة وبعد أن تمت الإجابة عليها لم يأخذ بها، ما يعني أنَّ القرار ليس بيد فرنسا، فهو بيد أميركا، مشيراً إلى أنَّ القول بأن الزيارة تأتي لتحذير لبنان من اجتياح إسرائيلي وشيك ليس في محله، فإنَّ كل الموفدين الذين زاروا لبنان في الفترة الأخيرة نقلوا إلينا مثل هذه التحذيرات وليست فرنسا وحدها.

 

وإذ وصف الحشيمي حراك اللجنة الخماسية بالـ "حركة بدون بركة"، دعا إلى إشراك إيران بحل الأزمة  الرئاسية، لأن الفريق الذي يعطل انتخاب رئيس الجمهورية ينتمي إليها، سائلاً "أين المشكلة إذا تمت الاستعانة بإيران للضغط على الثنائي الشيعي لحل هذا الملف؟".

 

وسط الضبابية المهيمنة على الأجواء، يبقى التصعيد سيّد الموقف في المنطقة، فيما لا تزال الأنظار شاخصة على التوتّر الإسرائيلي – الإيراني وما سيتبعه من تداعيات خطيرة، في ظلّ التوقعات بأن لا تسوية قريبة لإنهاء الحرب في غزة كما الجنوب.

 

"الجمهورية"

 تدرّج الوضع في المنطقة، من الدوران في حلقة التوتّر الشديد والقلق في أعقاب الضربة الإيرانية لإسرائيل، إلى الدوران في بحر واسع من التحليلات والتفسيرات الاقليمية والدولية، حول ما بدا انّه هجوم اسرائيلي على مدينة اصفهان الإيرانية.

 

اللافت في هذا السياق، أنّ اسرائيل لم تعلن تبنّيها رسمياً لهذا الهجوم، فيما واشنطن أعلنت رسمياً على لسان وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن، انّ الولايات المتحدة لم تشارك في أي هجوم. كما أنّ ايران لم تتهم إسرائيل مباشرة، ونفت تعرّضها لهجوم من خارج أراضيها، ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين إيرانيين تأكيدهم انّ الهجوم نُفّذ بطائرات مسيّرة صغيرة يرجح ان تكون أُطلقت من داخل إيران.

 

مسؤولية إسرائيل!

الّا انّ كلّ الدلائل تشير إلى إسرائيل، وهو ما اكّدته اولاً، واشنطن، فيما وسائل الاعلام الاميركية كانت اول من كشف عن مهاجمة اسرائيل لأهداف في ايران، وانّ واشنطن كانت على علم بهذا الهجوم. وثانياً، الإعلام الغربي، حيث نقلت صحيفة «فايننشال تايمز» نقلاً عمّا سمّته مصدراً مطلعاً بأنّ إسرائيل ارادت عبر الهجوم إيصال رسالة أنّ بإمكانها الوصول الى أي مكان تريده في إيران، مشيرةً الى انّ الهجوم أصاب هدفاً عسكرياً كان متورطاً في القصف على اسرائيل السبت الماضي. وثالثاً، الإعلام الاسرائيلي الذي اعلن انّ الهجوم الإسرائيلي استهدف 9 أهداف في قاعدة جوية تابعة للحرس الثوري الايراني، ونفّذته طائرات بصواريخ بعيدة المدى.. ورابعاً، سخرية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الذي وصف الهجوم بالضعيف و«المهزلة».

 

خفض التصعيد

على أنّ الترويج الرسمي الإيراني عن أنّ ايران ستحقق في حقيقة الهجوم على أن تعلن نتائجه لاحقاً، وكذلك ترويج الإعلام الاسرائيلي عن تقديرات الاجهزة الأمنية الاسرائيلية بأنّ الهجوم على ايران انتهى، مع محافظة اسرائيل على حال من التأهّب العالي، أفرزا مساحة واسعة من الإعتقاد بأنّ التوتر التي تفاقم منذ الهجوم الإيراني على اسرائيل فجر السبت – الأحد الماضي، مضبوط تحت سقف «خفض التصعيد وعدم الإنزلاق الى مواجهة واسعة»، وهو ما بدأت تؤشر إليه تحليلات وتقديرات المعلّقين والمحللين السياسيين والخبراء العسكريين.

وإذا كانت تلك التقديرات والتحليلات قد أدرجت الردّ الإيراني على استهداف القنصلية الايرانية في دمشق، والردّ الإسرائيلي على الردّ الإيراني، بالشكل «المضبوط» الذي حصلا به، ضمن حدود «المواجهة المحدودة دون ملامسة الأطراف المعنيّة سقف الحرب المباشرة والواسعة»، وهو الامر الذي يخفّض تلقائياً من منسوب حبس الأنفاس في المنطقة عمّا كان عليه غداة الضربة الإيرانية لإسرائيل فجر السبت – الأحد الماضيين. الّا أنّ التقديرات نفسها تبقي على حيّز واسع من الحذر الشديد. وتتجنّب الجزم بنزع وشيك لفتيل توتر وصل الى درجة عالية من الاشتعال بين ايران واسرائيل. حيث، في ظل هذا الواقع، تبقى الخشية قائمة من خطأ في التقدير من هذا الجانب أو ذاك، ينحى بالمنطقة برمّتها الى مسار دراماتيكي.

 

ترييح جبهة لبنان

وتبرز في هذا السياق، قراءة عسكرية للتطورات الأخيرة، تستخلص انّ المواجهة بين ايران واسرائيل التي خرجت من الظل الى العلن، ورسّمت بينهما قواعد اشتباك وردع جديدة، رادعة للطرفين من الإنزلاق الى حرب ومواجهة شاملة. والردود العسكرية التي حصلت سواءً على اسرائيل او على إيران، تعكس بمحدوديتها، وبما لا يقبل أدنى شك، رغبة مشتركة من قبل الجانبين الإيراني والإسرائيلي بعدم الإنزلاق الى حرب قاسية. يضاف الى ذلك موقف الإدارة الاميركية التي اعلنت التزامها بخفض التصعيد، ومارست ضغوطاً في كل الاتجاهات، لاحتوائه ومنع توسيع دائرة الصراع في المنطقة.

 

وبحسب القراءة العسكرية، فإنّ التأثيرات المباشرة لضبط التصعيد بين ايران واسرائيل، قد لا تنسحب على ميدان غزة، بل قد تلمس على جبهة لبنان، ليس لناحية ترييحها بوقف العمليّات العسكرية، وهو أمر وكما هو معروف، مرتبط بتطورات الحرب في غزة، بل لناحية خروجها من دائرة الإحتمالات الحربيّة الخطيرة، التي تزاحمت بعد الضربة الايرانية لاسرائيل، وأنذر ارتفاع وتيرة التصعيد فيها، وكذلك وتيرة التهديدات والاعتداءات الاسرائيلية، بانحدار هذه الجبهة إلى مواجهة واسعة تتجاوز باشتعالها خط المواجهة القائم الى العمق في كلا الجانبين.

 

لا تصعيد واسعاً

في موازاة ذلك، نفى مصدر رسمي مسؤول ما جرى ترويجه في الأيام الاخيرة عن تلقّي لبنان بعد الضربة الايرانية رسالة تحذيرية من ضربة اسرائيلية واسعة للبنان، وقال لـ«الجمهورية»: «لم نسمع بشيء من هذا القبيل». وأضاف: «اسرائيل تستصعب الحرب على لبنان، وهذا ما تؤكّده مستوياتها العسكرية وكل المحللين والمعلّقين الاسرائيليين، ونحن أيضاً لا نريد الحرب، لكن المؤسف هو أنّ هناك في لبنان من يستسهل هذه الحرب لا بل يتمنّاها».

ورداً على سؤال قال: «المواجهة القائمة مع اسرائيل، ما زالت ضمن قواعد الاشتباك، والمقاومة برغم توسيع اسرائيل لدائرة اعتداءاتها، لم تخرج عن هذه القواعد ولا تريد أن تنزلق الامور الى حرب واسعة».

 

اضاف: «بصورة عامة، المواجهات في الجنوب محصورة في النطاق المعروف، ولا أتوقع تصعيداً واسعاً. اولًا لأنّ اسرائيل عالقة في غزة. ولأنّها ثانياً، باتت عالقة اكثر في الجبهة الجديدة مع إيران. وثالثاً، وهنا لا أكشف سراً، فإنّ الأميركيين لا يريدون الحرب ويمنعون من التورّط فيها، فهم يدركون، كما إسرائيل، أنّ جبهة الجنوب صعبة، وتأثيراتها واضحة على امتداد الجبهة، ولذلك، هم يواصلون مع الفرنسيين على وجه الخصوص، بذل الجهود والمساعي مع كلّ الأطراف لخفض التوتر الذي ما زال مضبوطاً ولو من دون الإعلان عن ذلك».

 

ورداً على سؤال آخر، أعاد المصدر التأكيد على «أنّ جبهة الجنوب مرتبطة بجبهة غزة، وفي اعتقادي أنّ الامور في اتجاه الاتفاق على هدنة، وعلى الرغم من التعثرات الآنية، لن تطول كثيراً، والهدنة هذه المّرة ستجرّ هدنات حتماً. واما ما يعنينا في لبنان، فإنّ التسوية السياسية للجبهة الجنوبية، هي التي سترسو في نهاية المطاف، وخصوصاً أنّ الاميركيين جادون في بلوغ هذه التسوية، ونحن أيضاً جادون في إصرارنا على التطبيق الكامل وغير المجتزأ للقرار 1701».

 

باريس: استقرار لبنان

إلى ذلك، حضر لبنان بكلّ ملفاته في قصر الإيليزيه، خلال المحادثات التي أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون.

استمر اللقاء بين ماكرون وميقاتي لنحو ساعة، انضمّ اليه بعده العماد عون ورئيس أركان الجيوش الفرنسية الجنرال تييري بوركهارد، حيث استُكملت المحادثات إلى مأدبة غداء تكريماً لرئيس الحكومة.

 

ميقاتي

وقال ميقاتي بعد اللقاء: «عبّرت لماكرون عن شكر لبنان لوقوف فرنسا الدائم الى جانبه ودعمه في كل المجالات. كما شكرته على الجهود التي يبذلها باستمرار من أجل وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان ودعم الجيش بالعتاد والخبرات، لتمكينه من تنفيذ مهامه كاملة. وتطرّقنا بشكل خاص الى ملف النازحين السوريين، وشرحت لماكرون المخاطر المترتبة على لبنان بفعل الأعداد الهائلة للنازحين. وجدّدت المطالبة بقيام المجتمع الدولي بواجباته في حل هذه المعضلة التي ستنسحب تداعياتها على اوروبا خصوصاً».

اضاف: «وقد تمنيت على ماكرون ان يطرح على الاتحاد الاوروبي موضوع الاعلان عن مناطق آمنة في سوريا، بما يسهّل عملية اعادة النازحين الى بلادهم، ودعمهم دولياً واوروبياً في سوريا وليس في لبنان».

 

وحول الملف الرئاسي، أوضح ميقاتي: «جدّدت التأكيد انّ مدخل الحل للأزمات في لبنان هو في انتخاب رئيس جديد لاكتمال عقد المؤسسات الدستورية والبدء بتنفيذ الاصلاحات الضرورية».

 

معلومات

ووفق معلومات لـ«الجمهورية» من باريس، فإنّ أجواء اللقاء كانت إيجابية جداً، عبّر خلالها الرئيس ميقاتي عن تقديره للدور الفرنسي تجاه لبنان، والجهود التي يبذلها الرئيس ماكرون للحفاظ على أمنه واستقراره، وتوفير الدعم المطلوب للجيش اللبناني، وكذلك للدور الفاعل الذي تبذله باريس لإتمام استحقاقاته الدستورية وفي مقدمها إنتخاب رئيس الجمهورية، سواءً عبرها مباشرة، او من خلال شراكتها في اللجنة الخماسية.

 

واشارت المعلومات، الى انّ الحديث تطرّق الى التطورات الاخيرة في المنطقة، والتوتر المستجد على الخط الايراني- الاسرائيلي، حيث شدّد ميقاتي على دعم الأصدقاء للبنان وفي مقدّمهم فرنسا، وممارسة الضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها. كما أثار ملف النازحين السوريين في لبنان، طالباً الدعم الفرنسي لحلّ هذه المسألة.

وبحسب المعلومات، فإنّ الرئيس ماكرون عكس بشكل واضح أنّ لبنان يشكّل اولوية بالنسبة اليه، وعبّر عن عاطفة ملحوظة تجاهه. مشّدداً، انطلاقا من العلاقة التاريخية بين البلدين، على حرص فرنسا الشديد على لبنان الذي سيبقى أولوية، وانّها إلى جانبه في تلمّس الحلول لأزمته، وانّها ملتزمة بدعم الجيش اللبناني في كافة المجالات، وبتمكين لبنان من إعادة انتظام حياته السياسية بتوافق أطرافه السياسية على انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، تضع في رأس قائمة اولوياتها خطوات علاجية واصلاحية عاجلة وشاملة، كسبيل اساسي لمعالجة أزمته المالية والاقتصادية.

 

وإذ اكّد أن ليس لباريس أي مرشح معيّن لرئاسة الجمهورية، شدّد على وحدة موقف اللجنة الخماسية وقال: «انّ على اللبنانيين أن يسعوا الى الإفادة من الدعم الدولي في هذا الاطار لإتمام الاستحقاق الرئاسي». لافتاً إلى توافق اميركي- فرنسي على مقاربة الحلول المقترحة.

 

وبحسب المصادر عينها، فإنّ ماكرون، قارب بحذر ما وصفه بالوضع المقلق في منطقة الشرق الأوسط، مكرّراً في الوقت نفسه، رغبة فرنسا بخفض أجواء التصعيد على جبهة الجنوب اللبناني، ومشدّداً على الحاجة الملحّة لكل ما يرسّخ الأمن والاستقرار في لبنان، ويبعد عنه شبح الحرب الدائرة في غزة. وهو الأمر الذي يؤكّد الضرورة الملحّة لالتزام كل الاطراف بمندرجات القرار 1701. مؤكّداً في هذا السياق على مبادرة الحل في الجنوب التي قدّمتها فرنسا في شباط، مع بعض التعديلات التي تأخذ في الاعتبار الواقع الراهن والمستجدات.

اما في ما خصّ ملف النازحين السوريين، فقد كان ماكرون متفهماً للموقف اللبناني، والمعاناة التي يتكبّدها لبنان من جرائه، ووعد بالمساعدة في حل هذه المشكلة على مستوى الاتحاد الاوروبي.

 

دعم الجيش

وتشير المعلومات، إلى انّ قائد الجيش أطلع الرئيس الفرنسي على وضع الجيش والتحدّيات التي يواجهها في ظلّ الازمات السياسية والامنية والاجتماعية، اضافة الى الحرب الدائرة في الجنوب. وبناءً على ذلك، اكّد الرئيس ماكرون استمرار دعم بلاده للجيش اللبناني بكل الوسائل المتاحة لتمكينه من القيام بمهماته في كل لبنان بما فيها الجنوب.

 

وسبق ذلك، اجتماع عقده قائد الجيش مع قائدي الجيشين الفرنسي والايطالي، وجاء استكمالاً لاجتماع روما قبل فترة، حيث قدّم قائد الجيش دراسة عن حاجات الجيش اللوجستية والمادية. وأفيد بأنّ قائدي الجيشين الفرنسي والايطالي قاربا الطرح اللبناني بإيجابية. حيث أُفيد عن توجّه الى تشكيل لجنة مشتركة لبنانية- فرنسية- ايطالية ودول أخرى، لدراسة حاجات الجيش، وسبل توفيرها. على ان يسبق ذلك قرار سياسي لوقف اطلاق النار في الجنوب، فيما ستتولّى فرنسا وايطاليا العمل في اتجاهه.

 

الوضع الميداني

ميدانياً، لازم التوتر الشديد منطقة الحدود الجنوبية، انما بحدة أقل مما كانت عليه خلال الايام القليلة الماضية، حيث تواصلت الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق والبلدات اللبنانية، وافيد عن سلسلة غارات نفّذها الطيران الحربي الاسرائيلي على عيترون بالقرب من مرج العبد، ومنطقة المشاع بين مجدل زون والمنصوري، وعيتا الشعب. وترافق ذلك مع قصف مدفعي طال بلدات بليدا، خراج بلدة رميش واطراف كفر شوبا.

 

في المقابل، أعلن «حزب الله» انّ المقاومة الاسلامية استهدفت التجهيزات التجسسية في موقع بياض بليدا، والتجهيزات التجسسية في مواقع الرادار في مزارع شبعا، وتجمعاً لجنود العدو في محيط موقع الراهب، وتجمعاً لجنود العدو في رويسات العلم في تلال كفر شوبا، ونعى الحزب الشهيد محمد حسن السيد عبد المحسن فضل الله (ابو هادي) من بلدة عيناثا، وسكان بلدة خربة سلم.

 

 

"الديار"

 على وقع التصعيد الاقليمي والتهديدات الاسرائيلية المتصاعدة، تحرك لبنان الرسمي باتجاه فرنسا حيث شهدت العاصمة الفرنسية لقاء بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، تبعه استقبال ماكرون لقائد الجيش العماد جوزاف عون الذي يزور باريس تلبية لدعوة من رئيس اركان الجيوش الفرنسية بهدف استكمال النقاش حول المساعدات للمؤسسة العسكرية اللبنانية بعد اجتماع روما منذ حوالى شهر.

 

وفي التفاصيل، قالت مصادر مطلعة للديار ان زيارة ميقاتي لباريس ليس هدفها البحث بالازمة الرئاسية بل لتناول مسألة النازحين السوريين مع الرئيس ماكرون بعدما فاقت قدرة الدولة على تحمل عبء النزوح السوري على كل المستويات والطلب من فرنسا المساعدة في حل هذا الملف. اضف على ذلك، تطرق اللقاء بين ماكرون وميقاتي ايضا الى كيفية تجنيب لبنان الحرب الشاملة حيث تسعى فرنسا جاهدة الى ابعاد لبنان عن النيران «الاسرائيلية» المرجحة الى الامتداد الى كل لبنان.

 

وتابعت المصادر المطلعة ان مجرد حضور ومشاركة الجنرال عون في اللقاءات الفرنسية فهذا يعني ان فرنسا تعطي معلومات للدولة اللبنانية من خلال ميقاتي وعون حول نوايا «اسرائيل» بمواصلة الحرب حتى تحقيق اهدافها ومنها ابعاد حزب الله الى ما بعد نهر الليطاني. وهنا تنوي باريس اعادة احياء طرحها حول تطبيق القرار 1701 والذي افشلته واشنطن.

 

اللجنة الخماسية: اعداد ورقة تتضمن النقاط المشتركة لفتح ثغرة في جدار الازمة الرئاسية

بموازاة ذلك، تسعى اللجنة الخماسية الى اعداد ورقة تتضمن النقاط المشتركة التي توصلت الى جمعها نتيجة اللقاءات التي قامت بها مع جميع الاطراف السياسية، لبحثها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري على ان تكون منطلقا لاي حوار تمهيدي بهدف فتح ثغرة في جدار الازمة الرئاسية.

 

ووفقا لمصادر مطلعة فان «الورقة المشتركة» ستطرح على «طاولة حوار» تشكل الممر للوصول الى جلسات انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، بعدما ان تكون حلت عقدة ارساء عرف جديد يتمثل بالاتفاق على رئيس الجمهورية من خلال حوار دعا اليه الرئيس بري سابقا، الامر الذي يفرغ آلية الدستورية الديمقراطية لانتخاب رئيس للجمهورية.

امام هذا الواقع، يبقى على المساعي الجارية ان تتوصل الى اتفاق الاطراف على تحديد الشخصية التي سترأس «طاولة الحوار» المرتقبة.

 

جعجع: النزوح السوري خطر وجودي على الهوية اللبنانية

وفي نطاق اخر، دق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ناقوس الخطر حول الاعداد الهائلة من النازحين السوريين غير الشرعيين في لبنان معتبرا ان هذا الامر يشكل خطرا وجوديا على لبنان وعلى شعبه. وشدد جعجع ان الوطن لديه ثوابت وقوانين ومقوّمات، وإذا خرجنا عنها لن يكون لدينا وطن، وإذا لم ننتبه لوطننا قد يصبح اللبناني لاجئاً في بلده»، مضيفا: «بكل بساطة، أستطيع أن أفترض بأن الأزمة السورية قد تمتد 13 سنة إضافية، ما يعني أنه قد تصبح نسبة النازحين السوريين 4 ملايين في الـ2030 ليوازي عدد اللبنانيين». وبمعنى اخر، ان الهوية اللبنانية مهددة بالزوال اذا استمر الوضع على هذا المنوال من دون تحرك فعلي من قبل السلطة حيث ان اللبناني يواصل الهجرة في حين ان النازح السوري يواصل ايضا الدخول الى الاراضي اللبنانية.

 

ولفت جعجع الى ان:» قانون الامن العام ينص على ترحيل من لا يحمل إقامة، وهذا القرار ليس بحاجة إلى قرار قضائي فـ «الحل عنا» نحن وليس في الاتحاد الاوروبي. والغريب في لبنان أنه لا يوجد أحد يريد أن «يعمل بطل» وهذا خطأ وهم بهذا الفعل يعرضون اللبنانيين لأكبر خطأ»، مشيراً إلى أن «مسألة لجوء السوريين في لبنان بالنسبة لنا هي خطر وجودي فعلي يهدد وطننا».

 

التباعد بين الوطني الحر وحزب الله حول غزة لا يعني القطيعة بينهما

من جانبها، قالت اوساط متابعة للعلاقة بين حارة حريك وميرنا الشالوحي لـ «الديار» ان التباعد في المواقف بين حزب الله وحليفه «التيار الوطني الحر» في ما خص الحرب الجنوبية ومساندة الحزب لـ «حماس» وضمن «وحدة الساحات» لا يعني القطيعة والتباعد بين الطرفين.

وتكشف هذه الاوساط عن استمرار التواصل بين الطرفين بعد فترة من غياب اللقاءات المباشرة باستثناء زيارة وفد «الوفاء للمقاومة» للرابية ولقائه الرئيس ميشال عون.

 

وتشير الاوساط الى حصول لقاء منذ بضعة ايام حيث كان لقاء ايجابياً طرح فيه كل المواضيع الخلافية وغير الخلافية. واضافت هذه الاوساط ان التلاقي في انتخابات نقابة المهندسين ليس مستجداً وفي كل الانتخابات النقابية يجري التنسيق بين «التيار» و «الثنائي الشيعي» ولكن هذا العام اخذ التنسيق طابعاً مختلفاً مع فوز مرشح «التيار» والتحالف مع «الثنائي» على مرشح القوات والقوى الاخرى وفي ظل تحريض وتجييش للشارع المسيحي ضد «الثنائي» والسوريين بعد مقتل القيادي القواتي باسكال سليمان.

وعن التقارب بين النائب جبران باسيل والرئيس نبيه بري ومستقبله على العلاقة بين الطرفين، تلفت الاوساط الى ان الامور في خواتيمها ولا يزال الحوار بين الطرفين «شغالاً» وفي بدايته.

 

القوات اللبنانية: خطابنا وطني وسيادي وليس طائفيا

بدورها، وردا على سؤال بان موقف القوات جاء متأخرا من خطر وجود النازحين السوريين في لبنان، اوضح مسؤول بارز في القوات اللبنانية للديار ان حزبه لم يتنكر يوما بتأييد «للثورة السورية» انما ادخال او عدم ادخال النازحين السوريين الى لبنان فهذا الامر يقع ضمن مسؤولية الحكومة والسلطة وليس مسؤولية المعارضة او هذا الفريق او ذاك. وتابع انه منذ عام 2011 عند بدء النزوح السوري الى لبنان وصولا لعام 2014 تم دخول اعداد هائلة من النازحين السوريين تحت رعاية حكومة اللون الواحد برئاسة نجيب ميقاتي والتي تضمنت هذه الحكومة 11 وزيرا للتيار الوطني الحر.

 

ولفت المسؤول القواتي الى انه من اللحظة الاولى دعت القوات الى انشاء مخيمات للنازحين على الحدود اللبنانية-السورية بما انه امر بديهي ولكن للاسف طريقة دخول النازحين السوريين تمت بطريقة عشوائية. واضاف ان الجنرال ميشال عون اصبح رئيسا للجمهورية عام 2016 ولكنه لم يأخذ اي اجراء او تدبير مناسب في موضوع النزوح السوري وتداعياته السلبية على لبنان اجتماعيا واقتصاديا وكيانيا. وباختصار، اعتبر المسؤول القواتي ان السلطة هي التي تلام على الواقع الذي وصلنا اليه بوجود اعداد هائلة من النازحين السوريين على الاراضي اللبنانية.

 

واعتبر المسؤول البارز في القوات ان فريق 8 اذار لا يسعى لاعادة النازحين الى سوريا بل جل ما يقوم به هو مزايدات وكلام شعبوي فقط لا غير لان فريق 8 اذار يعلم جيدا ان النظام السوري لا يريد عودتهم حاليا.

 

على صعيد اخر، وردا على معلومات تفيد بان القوات لم تفز بنقابة المهندسين نظرا لخطابها الطائفي والتقسيمي الذي ازعج البيئة السنية وعليه سجل تراجع للقوات عند سنة طرابلس وبيروت، نفت مصادر القوات اللبنانية للديار ان خطابها طائفي مشيرة الى ان رئيس حزب القوات سمير جعجع اكد في كلمته الوداعية للشهيد باسكال سليمان «بأن مواجهتنا ليست مواجهة طائفية ولا مناطقية بل وطنية». واضافت هذه المصادر ان المشروع الوطني التي تؤمن به القوات يضم ايضا جهات سنية ودرزية وشيعية مشيرة الى ان القوات كانت تتحالف مع تيار المستقبل الا انه اليوم في حالة اعتكاف سياسي اضافة الى ان القوات لا زالت حليفة اللواء اشرف ريفي والنائب فؤاد مخزومي والنائب وضاح صادق.

 

ورأت المصادر القواتية ان الثابت في انتخابات نقابة المهندسين والمحامين والطالبية وفي الانتخابات النيابية ان التيار الوطني الحر في حالة تراجع مسيحية كارثية وربح فقط لحصوله على الاصوات الشيعية في حين ان القوات اللبنانية حازت على نسبة 70% من اصوات المسيحيين اي الاكثرية المسيحية في نقابة المهندسين.

 

فيتو اميركي يمعن في تعزيز الاجرام «الاسرائيلي» ويحبط امال الفلسطينيين

على صعيد اخر، اسقطت اميركا مجددا مشروع قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطينية في الامم المتحدة بعد استخدامها للفيتو رابطة الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة بعد اجراء مفاوضات بين السلطة الفلسطينية و»اسرائيل». هذا الامر يقطع الشك باليقين لمن صدق لوهلة ان الولايات المتحدة الاميركية تؤمن بحل الدولتين اي باقامة دولة فلسطينية فالفيتو الاميركي خير دليل على النفاق الاميركي حول فلسطين وحول خطة السلام للصراع الفلسطيني-الاسرائيلي.

 

في غضون ذلك، ووسط التكتم الشديد من قبل حكومة العدو الاسرائيلي الا ان المعلومات التي وردت من واشنطن هي ان «اسرائيل» استهدفت قاعدة جوية بصواريخ بعيدة المدى في اصفهان حيث ان وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ذكرت لصحيفة نيويورك تايمز ان وزارة الحرب «الاسرائيلية» ابلغت البنتاغون مسبقا بالضربة التي نفذتها على القاعدة الجوية العسكرية في مدينة اصفهان.

 

من جهتها، لم تعلن ايران ببيان رسمي عن الجهة المسؤولة عن اطلاق الصواريخ في وسط محافظة اصفهان انما اشارت الى ان المضادات الدفاعية تم تفعيلها وعليه اسقطت ثلاث مسيرات صغيرة في اجواء اصفهان مؤكدة ان لا خسائر في الارواح ولا في العتاد في القاعدة الجوية العسكرية التي كانت هدفا لهذه المسيرات.

صقور اللوبي اليهودي في اميركا : من اجل بقاء «اسرائيل» يجب….

الى ذلك، يعتبر الصقور في اللوبي اليهودي في اميركا ان بقاء «اسرائيل» يتطلب اعادة ترسيم لخرائط المنطقة وخاصة في كل من لبنان وسوريا والعراق.

 

هل تتجه المنطقة الى اعادة صياغة اتفاق سايكس بيكو يترافق مع تغيير ديمغرافي؟

منذ السابع من تشرين الاول الماضي اي عند اطلاق حماس عملية طوفان الاقصى والعدوان الاسرائيلي على غزة وجرائم الحرب التي ارتكبها جيش الاحتلال، والمنطقة تعيش تصعيدا غير مسبوق حيث فتحت الجبهة الجنوبية اللبنانية لاسناد غزة وتبعها العراق من خلال بعض الفرق التابعة للحشد الشعبي بتوجيه ضربات لقواعد اميركية في سوريا كما لحق الحوثيين بحملة اسناد غزة فجرى التصعيد في البحر الاحمر. والتوتر بلغ ذروته عندما ظهر الصراع الايراني – «الاسرائيلي» الى العلن فاقتربت المنطقة من اندلاع حرب اقليمية كبيرة الا ان الجهد الاميركي خفف من الوصول الى الحرب الشاملة.

 

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستبقى المنطقة على حالها بحدودها المرسومة منذ اتفاقية سايكس بيكو؟ ام ان كل هذا القتل والتدمير والتصعيد سيؤدي الى تغيير ملامح المنطقة برمتها؟

 

"اللواء"

 بصرف النظر عن اللغط الموزع بين «المسخرة الاسرائيلية» والغموض الايراني في ما خصَّ الردّ على ردّ إيران على استهداف القنصلية الايرانية في دمشق، فإن المشهد الاقليمي آخذ في البلورة، في ضوء تبدُّل الأولويات بين القوى الكبرى، عالمياً وفي الاقليم، في ما خص مجريات الحرب في غزة، وهي تقترب من نهاية شهرها السابع،  بين تفاهم أميركي- اسرائيلي على إنهاك «حماس» ومنعها من  تحقيق أي نصر، مهما كانت حجم عمليات القتل والتدمير بحق الفلسطينيين في القطاع وخارجه، وسعي دول «المحور» المدعوم من إيران إلى تكريس معادلة «القوة المقابلة»، بصرف النظر عن حجمها وتأثيرها على مجريات الصراع وآفاقه وتسوياته.
وفي السياق، تحتل المحادثات التي جرت في الأليزيه بين الرئيس ايمانويل ماكرون والرئيس نجيب ميقاتي، والتي انضم اليها قائد الجيش العماد جوزاف عون، من زاوية وضع اللمسات على تعديلات ممكنة للورقة الفرنسية الخاصة بتطبيق القرار 1701، وانعكاساته على الجبهة المحتدمة في الجنوب بين اسرائيل وحزب الله.
ولئن اثنى الوفد اللبناني، على الجهود الفرنسية الداعمة للإستقرار في لبنان، وتوفير ما يلزم لتمكين الجيش اللبناني من القيام بدوره في الجنوب والحفاظ على الأمن والاستقرار، فإنه في الوقت  نفسه، اعتبر ان الحل يبدأ من الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على الجنوب ولبنان، مع الحرص اللبناني على الالتزام بالسعي لمنع توسع المجابهة من الجانب اللبناني.
واعتبر الرئيس ميقاتي ان المدخل لحل الأزمات في لبنان هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لاكتمال عقد المؤسسات الدستورية والبدء بتنفيذ الاصلاحات.
وفي المعلومات حول الرئاسة، ان الفرنسيين، ومعهم الجانب القطري يرون ان أحد الخيارات التحضير لمؤتمر حوار يعقد خارج لبنان على غرار مؤتمر الدوحة عام 2008.
وفي إطار الربط بين ما يجري في الجنوب وملف الرئاسة، نقل عن مقربين من الثنائي ان «الأميركيين أبلغوا اصدقاء لحزب الله استعداد واشنطن تسهيل الملف الرئاسي واعطاء الحزب الرئاسة ومكاسب حكومية، اذا اوقف التصعيد على الجبهة الجنوبية.


الأليزيه: مشهد مثير للإهتمام
وشهد قصر الأليزيه الفرنسي اجتماعاً غير مسبوق، حضره الى الرئيس ماكرون كل من الرئيس نجيب ميقاتي، قائد الجيش العماد جوزاف عون، ورئيس أركان الجيوش الفرنسية الجنرال تيري بوركهارد والموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لورديان الآتي لتوه من الولايات المتحدة الأميركية.. اضافة الى السفير هيرفيه ماغرو.
بدأ الاجتماع ثنائياً تخلله غداء عمل، واستغرق ثلاث ساعات، بعد انضمام الوفد العسكري اللبناني  والفرنسي إليه.
البحث تركز حول الورقة الفرنسية لإنهاد الاشتباكات الدائرة في الجنوب، والملف الرئاسي، والمساعدات الفرنسية  والغربية للجيش اللبناني..
واشار ماكرون ان التعديلات على الورقة الفرنسية تأخذ بالاعتبار المستجدات على واقع ما يجري في المنطقة.
وفي ما خص الملف الرئاسي، دعا ماكرون للاسفادة من الدعم الدولي والموقف الموحد للخماسية، مؤكداً ان فرنسا تدعم ما يتوافق عليه اللبنانيون، وليس لديها اي مرشح محدَّد، وأن هناك توافقاً فرنسياً أميركياً على مقاربة الحلول المقترحة.
وذكر الرئيس ميقاتي بالمخاوف التي تنتابه من استمرار العدوان الاسرائيلي، وملف النزوح السوري، والمخاطر المترتبة عليه، وطالب ماكرون بالعمل من اجل مناطق آمنة في سوريا وأن تأتي مساعدات الاتحاد الأوروبي الى السوريين على أرضهم.
وذكرت مصادر لبنانية ان اجتماع العماد عون مع قائدي الجيش الفرنسي والايطالي كان ايجابيا وجاء استكمالا لاجتماع روما الذي قدم خلاله العماد عون دراسة عن حاجات الجيش ووضعه وحاجاته لوجيستيا وماديا، في ضوء التحديات التي يواجهها. ومنذ ذلك الحين، درس قائدا الجيش الفرنسي والايطالي عرض العماد عون الشامل، واستوضحا بعض النقاط لتحديد الخطوات الواجبة للمساعدة في اطار خطة معينة، خاصة في ما يتصل بالوضع في الجنوب، وحاجيات الجيش والتطويع، وغيره. واشارت الى ان سيتم تشكيل لجنة مشتركة من كل الاطراف المجتمعة، لدرس الحاجات وكيفية تأمين الدعم والتمويل اللازمين. كل ذلك لا بد ان يسبقه قرار سياسي ووقف إطلاق نار على ان يواكب سياسيا على مختلف المستويات.
محلياً، أوضحت أوساط نيابية معارضة لـ«اللواء» أن الإصرار على الحوار من قبل قوى الممانعة لانتخاب رئيس الجمهورية  مرفوض انطلاقا من مبدأ أساسي وهو التمسك بجلسة الانتخاب، إذ ليس منطقيا أن يجر الحوار جلسات من دون نتيجة،  في حين أن انعقاد جلسات انتخاب متتالية يبقى في أولويات المطالبات.
وقالت هذه الأوساط أن الثنائي الشيعي لا يزال على تمسكه بترشيح النائب السابق سليمان فرنجية،  والايام المقبلة تظهر ذلك،  وبالتالي فإن جهد اللجنة الخماسية في إيجاد قواسم مشتركة قد ينسف من قبل قوى الممانعة.
إلى ذلك افيد أن اللجنة الخماسية تتحضر للخطوة المقبلة لجهة تقييم خلاصة جولاتها ولقاءاتها والانتقال إلى نشاط جديد.


نواب المعارضة في واشنطن
وفي واشنطن، يتابع وفد نواب قوى المعارضة (31 نائبا) لقاءاته في العاصمة الأميركية. وقد استهل لقاءاته باجتماع في الكونغرس مع ممثلين عن لجنة الصداقة اللبنانية- الأميركية والتي باتت تضم 36 نائباً..
كما عقد النواب لقاء موسعاً مع النادي اللبناني في البنك الدولي ومؤسسة النقد وأكاديميين لبنانيين في واشنطن. كما التقى مسؤولي الشرق الاوسط ولبنان في الخارجية الاميركية.


بوصعب خارج التيار العوني
حزبياً، بات بحكم المؤكد ان نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب، أصبح خارج التيار الوطني الحر، في ضوء سلسلة طويلة من الخلافات والتباينات مع رئيس التيار جبران باسيل.
وفهم ان لا قرار علني باعتبار بوصعب خارج التيار العوني، بل سيعامل على هذا الأساس ضمن الأطر التنظيمية..


مآخذ متزايدة
وفي سياق متصل، نقل عن قربين من «الثنائي الشيعي» ان المآخذ تتزايد على أداء باسيل، فهو «لن يكسب أعداءه وسيخسر  حلفاءه إذا استمر بالمناورة واللعب تحت الطاولة مع بعض الدول العربية والأوروبية.
وحسب معلومات هؤلاء ، فإن باسيل أرسل رسائل علنية وغير علنية فحواها استعداده للانفصال عن حزب الله والتعامل معه على طريقة وليد جنبلاط اذا جرى التسليم بموقعه في تزعم الموارنة والبت بالملف الرئاسي.


ملف سليمان أمام القضاء
قضائياً، اما في جديد ملف خطف في جريمة اغتيال منسق «القوات اللبنانية» في جبيل باسكال سليمان، فتسلَّم النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار من مخابرات الجيش ملفّ التحقيق الأوّلي في الجريمة، وأحاله الى النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان طالباً إجراء المقتضى القانوني. وأحيل مع الملف ستة موقوفين من التابعية السورية بينهم الموقوفون الأربعة الذين نفّذوا الجريمة بداعي سلب المغدور سيارته بحسب إفاداتهم الاولية. ولا تزال الجهات الأمنية تنتظر توقيف اثنَين سوريين من المطلوبين في هذه الجريمة من الأمن السوري الذي كان وعد بتسليمهما من اصل خمسة مطلوبين بينهم لبنانيون.


الوضع الميداني
ميدانياً، شنت الطائرات الاسرائيلية غارات على عيتا الشعب والمنصوري وعيترون، بعد استهداف المنازل في الخيام وكفركلا.
وعصراً، استهدف حزب الله موقع بياض بليدا، بالاسلحة المناسبة، حسب بيان الحزب. كما استهدف الحزب آلية من نوع «هامر» في موقع المطلة، فضلاً عن تجمع لجنود الاحتلال.

 

"البناء"

 صحا العالم فجر أمس، على نبأ يملأ شاشات القنوات الأميركيّة وتتدفق معه معلومات مسرّبة بصورة منسقة ومبرمجة دون إعلان رسميّ بالمسؤولية الاسرائيلية، لكن بالقول بلا أدنى شك ها هو الرد الإسرائيلي على ايران لم يتأخر، وتحت عناوين جاذبة متقنة كانت وسائل الإعلام الغربية تشترك في حملة تسويق تريد خلق الانطباع بأن غارات لطائرات إسرائيلية أصابت قواعد عسكرية كبرى ومفاعلات نووية حساسة في منطقة أصفهان في وسط إيران، قبل أن تؤكد الأنباء الآتية من طهران أن لا شيء من ذلك على الإطلاق وأن لا جسم طائراً دخل أجواء إيران، وأن لا غارات استهدفت قواعدها العسكرية، كما عادت وأكدت قناة «سي أن أن» وفق صور الأقمار الصناعية. وأن مفاعلاتها النووية لم تتعرّض لأي غارات او استهدافات، كما عادت وأكدت وكالة الطاقة الدولية. وأن الأمر اقتصر على ثلاثة أجسام طائرة صغيرة، كناية عن طائرات مسيّرة صغيرة أطلقت من داخل إيران، على أيدي عملاء تمّ تجنيدهم لهذا الغرض، وقد أسقطتها الدفاعات الإيرانية. وبقيت القنوات الإسرائيلية تتناقل خبر الرد على الرد الإيراني أملاً بأن يصحّ بعض ما وردها من تسريبات، لكن كل ساعة تمرّ كانت تقول إن الرواية الصحيحة هي الرواية الإيرانية، حتى خرج وزير الأمن الداخلي في حكومة كيان الاحتلال ايتمار بن غفير يقول إن ما جرى هو مجرد مسخرة.


عمليّاً، شهدت سماء المنطقة خلال أيام قليلة عروضاً للردع قدّمتها كل من إيران وكيان الاحتلال. وإذا قبلنا بإيجابية ما قاله البعض تهكماً بوصف الرد الإيراني بالمسرحية، فإن عامل الإبهار الذي يرافق العمليات الحربية الكبرى المصمّمة لتحقيق انتصارات كبرى، يسمح بتشبيهها بالعمل الممسرح. ووفقاً لمعادلات العمل المسرحيّ فإن المنطقة كانت في عرض 14 نيسان على موعد مع ملحمة إيرانية مبهرة، وشاهدت في 19 نيسان كوميديا إسرائيلية سوداء فاشلة.


بالتوازي، كانت هذه الأيام ذاتها تسجل للمقاومة في غزة ولبنان النجاح بتقديم تكتيكات إبداعية مبهرة، بينما جيش الاحتلال في حال تراجع قتاليّ، ومثلما كانت الفخاخ التي نصبتها المقاومة في غزة في شرق خان يونس واصطادت فيها أربعة عشر جندياً من جيش الاحتلال واصلت ملاحقة الجنود والآليات بطرق إبداعية متجددة، كان ما أنجزته المقاومة على جبهة لبنان يقول شيئاً مشابهاً، سواء بتكتيكات استخدام الصواريخ السريعة ذات الرؤوس الثقيلة، أو الطائرات المسيّرة الانقضاضيّة أو عمليات التفخيخ واستدراج جنود الاحتلال إلى الكمائن، بينما نيران صواريخ المقاومة نجحت بجعل مقار القيادة ومرابض المدفعية ومراكز القبة الحديدية والحرب الالكترونية والمتابعة الجوية، مناطق مُقفرة غير صالحة للاستخدام، وهي تتلقى كل يوم المزيد من النيران.

فيما تنفّس العالم الصعداء بعدما أتى الرد الإسرائيلي على الرد الإيراني هزيلاً و«مسخرة»، وفق توصيف وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير، عادت الجبهتان الغزاوية والجنوبية الى صدارة المشهد الإقليمي والدولي في ظل تعثر جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بموازاة استمرار العمليات العسكرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي مع تراجع نسبي في سخونة العمليات عن الأيام القليلة الماضية.
وعلمت «البناء» أن الأميركيين وبعض الدول الأوروبية حاولوا استثمار الرد الإسرائيلي على إيران قبل حصوله، بمحاولة الضغط على الحكومة اللبنانية وحزب الله تحت تهديد توسيع العدوان على لبنان كبديل أميركي لـ»إسرائيل» عن ضرب إيران، لانتزاع ضمانات من لبنان بوقف العمليات العسكرية ضد «إسرائيل» من الجبهة الجنوبية. وقد نقلت جهات دبلوماسية لمراجع سياسية رسائل حازمة بأن لبنان سيتعرّض لضربة إسرائيلية قريبة، إلا أن حزب الله لم يكترث لهذه التهديدات فيما رفضت الحكومة تهدئة جبهة الجنوب من دون تطبيق القرار 1701 وانسحاب قوات الاحتلال من كامل الأراضي اللبنانية المحتلة.


وأيّد مصدر سياسي مسيحي مخضرم قول رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن «وحدة الساحات قائمة شاؤوا أم أبوا»، مشيراً لـ»البناء» الى أنه لا يمكن فصل لبنان عن ما يجري في المنطقة، وبخاصة في فلسطين المحتلة، وهو أكثر المتأثرين من نتيجة حرب طوفان الأقصى، ولذلك لا يمكنه الوقوف مكتوف الأيدي لكي تستفرد «إسرائيل» بغزة وتقضي على حركة حماس ثم تنقضّ على لبنان، فضلاً عن أنه من حق حزب الله أن يفتح المعركة مع «إسرائيل» من بوابة مزارع شبعا لكي يعيد الأراضي المحتلة والحقوق والسيادة اللبنانية على الطاولة وفي الواجهة، بعدما انتهك العدو هذه السيادة وداس على الحقوق وتجاهل القرار 1701 باعتداءاته المستمرة على الجنوب.
على الصعيد الميداني، واصلت المقاومة عملياتها النوعية ضد مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأعلن حزب الله، في بيان، أنه «وبعد رصد دقيق ‏وترقب لقوات العدو، وعند وصول آلية من نوع هامر الى موقع المطلة وتجمّع الجنود حولها استهدفها ‏مجاهدو المقاومة الإسلامية ‏بصاروخ موجّه ما أدى إلى تدميرها وسقوط الجنود بين قتيل وجريح».
كما أعلن الحزب في سلسلة بيانات، استهداف تجمّع لجنود ‏العدوّ الإسرائيلي في محيط موقع الراهب بقذائف المدفعية، والتجهيزات التجسسية في موقع بياض بليدا بالأسلحة المناسبة. كما استهدف تجمعاً لجنود العدو الصهيوني في محيط موقع رويسات العلم بتلال كفرشوبا المحتلة بالأسلحة ‏الصاروخية، وتجمعاً لجنود ‏العدو الإسرائيلي في موقع بيّاض بليدا بقذائف المدفعيّة، كما استهدفوا التجهيزات ‏التجسسيّة في موقع الرادار بمزارع شبعا اللبنانية المحتلة ودمّروها.


وفي سياق آخر، أشار نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم الى أننا «نحن لا زلنا كحزب الله عند موقفنا، أي تجاوز إسرائيلي لهذا السقف المعمول به في المواجهة سنردّ عليه بالمقدار التناسبيّ، وأي تصعيد إذا بلغ مستوى معيناً سنواجه هذا المستوى بما يستلزم حتى لو أدى الأمر إلى أقصى ما يمكن، لكن لا انسحاب من المواجهة ولا تراجع عن المساندة والحماية، ولا يمكن أن نقبل بإقفال هذا الملف إلَّا بعد إقفال ملف غزَّة وتوقف إطلاق النار هناك».
وكشف قاسم تفاصيل عملية عرب العرامشة النوعية وقال في كلمة له في احتفال: «تحصَّن الإسرائيلييون في مبنى مدني على أساس أن لا يعرف أحد، وقرروا إنشاء مركز معلومات ومتابعة للجبهة، ولكن الإخوة في المقاومة راقبوهم وصوَّروهم عند دخولهم وعند خروجهم لمدة شهر وكان التصوير والمراقبة يتمَّان بشكل يوميّ، ثم قاموا بعملية مزدوجة (صاروخ موجَّه وطائرة مسيَّرة)، والإسرائيلي اعترف بثمانية عشر بين قتيل وجريح، وادعى أنَّ 6 منهم في حالة خطر. هذا يعني أنَّ حضور المقاومة قويّ، فالمقاومون يراقبون العدو بالعين المجردة وبالوسائل التقنية التي تصوّرهم وتعرف أين هم، وهذا إنجاز كبير».


وأضاف: «البعض يسأل هل هنالك تغيير عند الحزب بعد الردّ الإيراني؟ هل هناك مثلاً مساومات أو تطورات معينة؟ أقول لكم لا يوجد تعديل بعد الرد الإيراني بل التغيير في المنطقة والتغيير بالاستراتيجية والتغيير بالردع الاستراتيجي، لكن بالنسبة لموقفنا كحزب الله في عملية المواجهة لا تعديل ولا تغيير».
في غضون ذلك، شهدت باريس اجتماعات فرنسية – لبنانية حول عدد من الاستحقاقات لا سيما رئاسة الجمهورية والحدود الجنوبية وملف النازحين السوريين.
وعقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في قصر الإليزيه مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اجتماعًا مطولًا تناول العلاقات اللبنانية الفرنسية والأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، وفق المكتب الإعلامي لميقاتي. ثم انتقل ماكرون وميقاتي الى غداء عمل موسّع شارك فيه عن الجانب اللبناني قائد الجيش العماد جوزاف عون، وعن الجانب الفرنسي كل من سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو، رئيس أركان الجيوش الفرنسية الجنرال تييري بوركهارد، والموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان.
وخلال الاجتماع، جدّد ماكرون تأكيد دعم فرنسا الجيش اللبناني في المجالات كافة، والتشديد على الاستقرار في لبنان وضروة إبعاده عن تداعيات الأحداث الجارية في غزة. وأعاد تأكيد المبادرة بشأن الحل في الجنوب والتي كانت قدّمتها فرنسا في شهر شباط الفائت، مع بعض التعديلات التي تأخد بالاعتبار الواقع الراهن والمستجدات، وفق مكتب ميقاتي.


كذلك جدّد الجانب الفرنسيّ التأكيد على «أولوية انتخاب رئيس جديد للبلاد والإفادة من الدعم الدوليّ في هذا الإطار لإتمام هذا الاستحقاق والموقف الموحّد للخماسية الدولية». كما جدّد الجانب الفرنسي تأكيد أن «فرنسا تدعم ما يتوافق بشأنه اللبنانيون وليس لديها أي مرشح محدد»، مشيراً الى «توافق الجانبين الفرنسي والأميركي على مقاربة الحلول المقترحة». كما تطرّق البحث إلى موضوع النازحين السوريين في لبنان، فوعد الجانب الفرنسي بالمساعدة في حل هذه المشكلة على مستوى الاتحاد الأوروبي.
بدوره لفت ميقاتي الى أننا «تطرقنا بشكل خاص الى ملف النازحين السوريين وشرحت لماكرون المخاطر المترتبة على لبنان بفعل الأعداد الهائلة للنازحين. وجدّدت المطالبة بقيام المجتمع الدولي بواجباته في حل هذه المعضلة التي ستنسحب تداعياتها على أوروبا خصوصاً». وأشار إلى «أنني تمنّيت على ماكرون أن يطرح على الاتحاد الأوروبي موضوع الإعلان عن مناطق آمنة في سورية بما يسهّل عملية إعادة النازحين الى بلادهم، ودعمهم دولياً وأوروبياً في سورية وليس في لبنان».


ونقلت مصادر إعلامية عن مصدر مواكب لزيارة قائد الجيش العماد جوزف عون إلى باريس الى أن «اجتماعه مع قائدي الجيش الفرنسي والإيطالي كان إيجابياً وجاء استكمالاً لاجتماع روما الذي قدّم خلاله العماد عون دراسة عن حاجات الجيش ووضعه وحاجاته لوجيستياً ومادياً، في ضوء التحدّيات التي يواجهها. ومنذ ذلك الحين، درس قائدا الجيش الفرنسي والإيطالي عرض العماد عون الشامل، واستوضحا بعض النقاط لتحديد الخطوات الواجبة للمساعدة في إطار خطة معينة، خاصة في ما يتصل بالوضع في الجنوب، وحاجيات الجيش والتطويع، وغيره». وأشار المصدر إلى أنه سيتمّ تشكيل لجنة مشتركة من كل الأطراف المجتمعة، لدرس الحاجات وكيفية تأمين الدعم والتمويل اللازمين».
وأشارت أوساط سياسية لـ»البناء» إلى أن زيارة الرئيس ميقاتي وقائد الجيش الى فرنسا ليست محضَ صدفة، بل هي منسقة في إطار شعور الحكومة اللبنانية وقيادة الجيش بأخطار جمّة ومتعددة الأوجه على لبنان، تبدأ بالحرب في غزة وعلى الجبهة الجنوبية والتداعيات الاقتصادية وأزمة نزوح الجنوبيين، واحتمالات توسُّع العدوان الإسرائيلي على لبنان، إضافة الى الفراغ الرئاسي الذي يهدد استمرار منظومة عمل المؤسسات وشلل تسلل إلى كافة مفاصل الدولة، ما يعمّق فجوة الانهيارات المالية والنقدية والاقتصادية والاجتماعية، في ظل أزمة النزوح التي أرهقت كاهل البلد وباتت تشكل خطراً وجودياً على لبنان. لذلك غادر المسؤولون الى الدول الكبرى لإيصال الصرخة وإطلاق النداء والإنذار الأخير بأنه في حال لم تتحرّك هذه الدول المانحة والصديقة للبنان، فإنه لن يستطيع الصمود لبضعة أشهر وسينهار كل شيء، ولن ينفع التحرك بعد فوات الأوان.


ووفق معلومات «البناء» فإن جهات أمنية لبنانية نقلت تحذيرات لدول كبرى من تأثير أزمة النزوح على الواقع الأمني في لبنان، ومن تزايد موجات الهجرة غير الشرعية للنازحين السوريين إلى أوروبا عبر البحر. لكن مصادر معنية بملف النزوح كشفت لـ»البناء» عن ممانعة أميركية لعودة النازحين السوريين الى سورية، وضغوط أوروبية على مراجع لبنانية كبيرة للجم تحرّكها في ملف النزوح ملوحة بسلاح العقوبات المالية. ولفتت المصادر إلى أن الرئيس القبرصي عرض على الحكومة خلال زيارته الى لبنان، زيادة المساعدات المالية للنازحين لإبقائهم في لبنان، وتحدث عن مناطق آمنة في سورية يمكن إعادة بعض النازحين إليها.
وليل أمس، وزعت دوائر الرئاسة الفرنسية بياناً لفتت فيه الى ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اكد خلال لقائه ميقاتي في باريس، «التزام فرنسا بذل كل ما في وسعها لتجنب تصاعد أعمال العنف بين لبنان و»إسرائيل»»، بحسب ما نقل الإليزيه.
وتابعت أن «ماكرون يواصل التحرّك من أجل استقرار لبنان بحيث تتم حمايته من الأخطار المتصلة بتصعيد التوترات في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، ذكر بالالتزام الفرنسي في إطار قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وشدّد على مسؤولية الجميع حيالها لتتمكّن من ممارسة مسؤولياتها في شكل كامل».


وأورد البيان أيضاً أن «فرنسا ستتحرّك في هذا الاتجاه مع جميع من هم مستعدون للمشاركة في شكل أكبر، وخصوصاً شركاءها الأوروبيين، وفق ما توصل إليه المجلس الأوروبي الطارئ» الذي عقد الأربعاء والخميس في بروكسل.
كذلك، تشاور ماكرون هاتفياً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكرّر دعوته «المسؤولين السياسيين الى إيجاد حل للأزمة المؤسسيّة التي تضعف لبنان».
قضائياً، تسلَّم النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار من مخابرات الجيش ملفّ التحقيق الأوّلي في جريمة منسق هيئة «القوات» في جبيل باسكال سليمان، وأحاله الى النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان طالباً إجراء المقتضى القانونيّ. وأحيل مع الملف ستة موقوفين من التابعيّة السورية بينهم الموقوفون الأربعة الذين نفّذوا الجريمة بداعي سلب المغدور سيارته بحسب إفاداتهم الأولية.

 

 

"الشرق"

بينما التزمت اسرائيل الصمت، نفت الولايات المتحدة، الجمعة، ضلوعها في الهجوم على مدينة أصفهان الإيرانية، وقال مسؤولون أميركيون إن إسرائيل نفذته، بينما دعت دول غربية وعربية إلى ضبط النفس، وتجنب زيادة التصعيد في المنطقة. وأفاد مسؤولون ووسائل إعلام إيرانية بحدوث هجوم بطائرات مسيرة صغيرة فجر أمس على مدينة أصفهان، وأكدوا عدم تعرض المنشآت النووية في المنطقة لأي ضرر. وفي حين أكد مسؤولون إيرانيون أن الهجمات بالمسيّرات نفذها متسللون وليس جهة خارجية، وقللوا من أهميتها، نقلت وسائل إعلام أميركية بينها شبكة “سي إن إن” عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن إسرائيل نفذت هذه الهجمات ردا على الضربات الإيرانية غير المسبوقة التي استهدفتها قبل أسبوع.

 

وفي حين تحدثت المصادر الإيرانية عن استخدام طائرات مسيرة صغيرة، قالت تقارير إعلامية إسرائيلية إن هجوم فجر امس تم بواسطة صواريخ أطلقتها طائرة من خارج الأجواء الإيرانية، واستهدفت مطارا عسكريا في أصفهان.

 

وخلال مؤتمر صحافي في كابري بإيطاليا، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ردا على سؤال، إنه لن يعلّق على ما حدث في إيران سوى بالقول إن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل، لكنها لم تشارك في أي عمليات هجومية.

 

في غضون ذلك، حث وزراء خارجية مجموعة السبع (أميركا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وفرنسا وكندا واليابان) إيران وإسرائيل على تجنب أي تصعيد. وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إن البيان الختامي لقمة مجموعة السبع أكد أنها تريد تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ومنع أي زيادة في التصعيد، مضيفا أن واشنطن أوضحت لمجموعة السبع أن إسرائيل أبلغتها في اللحظة الأخيرة بالهجوم على إيران، ولم تشارك فيه.

 

كما قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن أي تصعيد كبير لا يخدم مصلحة أحد، وأنه يريد رؤية الهدوء في المنطقة، مؤكدا في الوقت ذاته حق إسرائيل المطلق في الدفاع عن نفسها. من جهتها، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى خفض التصعيد في الشرق الأوسط، وشددت على ضرورة بذل كل الجهود حتى تمتنع جميع الأطراف عن أي إجراءات أخرى.

 

وفي ردود الفعل الأوروبية أيضا، قال نائب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إنه من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها في إطار القانون الدولي، داعيا إلى التهدئة.

 

وفي نيويورك، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن الأخير دعا لوقف “دوامة الأعمال الانتقامية الخطيرة في الشرق الأوسط”، بعد أن كان قد حذر قبل ذلك من نزاع إقليمي شامل.

 

وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده نقلت إلى الإسرائيليين رغبة إيران بعدم التصعيد بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل، وأعرب لافروف عن أمله أن يكون الرد الإسرائيلي على منشآت أصفهان جاء في إطار عدم التصعيد كذلك. بدوره، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن موسكو تدرس المعلومات المتعلقة بالضربة الإسرائيلية “المزعومة” على إيران، وتحث الجانبين على ضبط النفس، مضيفا أنه من السابق لأوانه التعليق من دون بيانات رسمية. وفي بكين، أكد المتحدث باسم الخارجية الصينية لين جيان معارضة بلاده لأي سلوك من شأنه زيادة التوتر في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن بكين تابعت ما حدث في أصفهان الإيرانية. وفي الإطار، أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أن التصريحات الإيرانية والإسرائيلية غير قابلة للتصديق بشأن ما حدث من تفجيرات في إيران. في ردود الفعل أيضا، دعت دول عربية إلى ضبط النفس، وتجنب التصعيد في المنطقة، وإنهاء الانتقام المتبادل بين إسرائيل وإيران. وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن مصر عبّرت عن قلقها البالغ تجاه استمرار التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران، في أعقاب أنباء عن هجوم إسرائيلي على الأراضي الإيرانية. وحذرت الوزارة، في بيان، من عواقب اتساع رقعة الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة.

 

من جانبها، قالت الخارجية الإماراتية إن “الإمارات تعبّر عن قلقها البالغ من استمرار التوتر في المنطقة، وتدعو إلى ضبط النفس، وتجنيب المنطقة التصعيد وانجرافها إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار”.

 

وفي السياق، نددت الخارجية العُمانية بالهجوم على أصفهان وباعتداءات إسرائيل العسكرية المتكررة بالمنطقة.

 

من جهته، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن التصعيد الإقليمي خطر يجب منعه، داعيا إلى وقف التصعيد الإسرائيلي-الإيراني.

ودعا الصفدي إلى إبقاء التركيز على إنهاء العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، قائلا إنه يجب عدم السماح بدفع انتباه العالم بعيدا عن هذا العدوان، وجهود وقفه فوريا.

 

 

 "الشرق الاوسط"

عاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليهتم شخصياً ومباشرة بالملف اللبناني، رغم الخيبات الكثيرة التي واجهتها جهوده في لبنان منذ عام 2020، مع تفجيري المرفأ والزيارتين المتلاحقتين اللتين قاما بهما إلى لبنان، لمحاولة وضعه على سكة التعافي السياسي والاقتصادي. وبعدها، ترك الملف في عهدة وزير خارجيته، وقتها، جان إيف لودريان، لينتقل بعدها إلى كاترين كولونا التي سلمها حقيبة الخارجية في بداية ولايته الثانية، قبل أن تنتقل الحقيبة المذكورة إلى ستيفان سيجورنيه الذي كان مستشاره السياسي ورئيس مجموعة حزبه «النهضة» في البرلمان الأوروبي. وبين هذا وذاك، كانت خلية الإليزيه الدبلوماسية المؤلفة من مستشاره السفير إيمانويل بون، ومن مستشاره لشؤون الشرق الأوسط والعالم العربي باتريك دوريل، وبالتشارك مع برنار إيميه، السفير الأسبق لدى لبنان ومدير المخابرات الخارجية حتى أشهر خلت، الجهة المولجة بالملف اللبناني، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية.

 

نهاية الإخفاقات الفرنسية

عندما أخفقت الجهود الفرنسية في إنجاز المهمة الصعبة الموكلة إليها، عمدت إلى الاستدارة بداية نحو اللجنة الثلاثية (فرنسا والولايات المتحدة والمملكة السعودية)، لتتحول لاحقاً إلى لجنة خماسية (بانضمام مصر وقطر إليها). وآخر ما قام به ماكرون تكليف الوزير السابق لودريان بمهمة «تنسيقية» لمساعدتها. والحال أن الأخير، بعد زيارتين غير مثمرتين إلى لبنان، دأب على العودة إلى الواجهة ليومين أو 3، ليختفي لأشهر بعدها. وآخر ما قام به زيارة واشنطن لتنسيق المواقف بين فرنسا والولايات المتحدة بشأن ملفين رئيسيين: حرب «المشاغلة» القائمة في جنوب لبنان بين «الحزب» وإسرائيل. ولهذا الغرض، قدم سيجورنيه خطة مع محطات زمنية لإعادة الهدوء لهذه الجبهة، وجاءت موازية (ومنهم من يصفها بالمنافسة) لخطة أميركية قدمها مبعوث الرئيس بايدن لشؤون أمن الطاقة أموس هوكشتاين مهندس الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل. والملف الثاني عنوانه الانتخابات الرئاسية التي فشلت باريس، بداية، في تنفيذ رؤيتها القائمة وقتها على وصول النائب والوزير السابق سليمان فرنجية، مرشح الثنائي الشيعي إلى قصر بعبدا، لتتخلى عنها مع لودريان الذي أخذ يدافع عن خيار المرشح الثالث الذي رفضه، حتى اليوم، الثنائي المذكور.

 

وسط هذه الإخفاقات وعلى خلفية التصعيد الذي يشهده الشرق الأوسط والمخاوف الفرنسية التي نقلها المسؤولون في باريس مراراً إلى السياسيين اللبنانيين، داعين إياهم لأخذ التهديدات الإسرائيلية بتوسيع نطاق الحرب مع لبنان على محمل الجد، ولكن دون طائل، يبدو أن الرئيس ماكرون قرر استعادة الملف اللبناني الذي حمله مع آخرين إلى القمة الاستثنائية التي حصلت في بروكسل يومي الأربعاء والخميس الماضيين. واللافت فيها أن ماكرون اغتنم فرصة المؤتمر الصحافي الذي عقده بنهايتها ليوجه مجموعة رسائل وليرسم «خريطة طريق» تحركه الجديد لصالح لبنان.

 

وجاءت الاجتماعات التي شهدها قصر الإليزيه الجمعة، مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومع قائد الجيش العماد جوزيف عون، ثم الاجتماع الموسع على مأدبة الغداء الذي ضم المستشارين من الطرفين، لاستكمال النقاش ومن أجل التفاهم على الملفات الأربعة التي أثارها ماكرون من بروكسل؛ وأبرزها السبل الآيلة لتوفير وضمان الأمن والاستقرار في لبنان، ما يعني عملياً إيجاد تسوية لملف «حرب المناوشات» بين لبنان وإسرائيل واستباق تحولها إلى حرب موسعة بالارتباط مع التصعيد الأخير الحاصل بين إيران وإسرائيل والمخاوف الفرنسية بأن يكون لبنان أحد مسارحه. والملف الثاني يتناول دعم الجيش اللبناني. وقال ماكرون من بروكسل إن «المجلس الأوروبي قرر توفير مساعدة معززة للجيش اللبناني» الذي يراد له أن يلعب دوراً محورياً، بالتعاون مع قوات «اليونيفيل»، في تبريد جبهة الجنوب والعودة إلى تطبيق مضمون القرار الدولي رقم 1701 لعام 2006 الذي ينص على منطقة خالية من السلاح والمسلحين ما بين نهر الليطاني والحدود الدولية.

 

وكان يفترض أن تستضيف باريس الشهر الماضي، مؤتمراً دولياً لدعم الجيش اللبناني. إلا أنه لم يحصل، بل عُقد مؤتمر مشابه في إيطاليا بحضور العماد عون. ويصر الغربيون على الحاجة للمحافظة على الجيش باعتباره دعامة المحافظة على لبنان واستقراره. والثالث يركز على الالتفات إلى الاقتصاد اللبناني وكيفية مد يد المساعدة له. وسبق لماكرون أن قدم خريطة طريق اقتصادية عام 2020، لإنقاذ لبنان والحؤول دون انزلاقه إلى قعر الهاوية وربطها بالإصلاحات المطلوبة التي هي وسيلة الوصول إلى المساعدات الدولية التي وعد بها لبنان في مؤتمر «سيدر» في عام 2018. وكانت الوعود ضربت وقتها رقماً قياسياً، إذ وصلت إلى 11 مليار دولار بين هبات وقروض واستثمارات.

 

الأولوية لمساعدة الجيش اللبناني

وفي السياق العسكري، أشارت مصادر مواكبة للاجتماع بين ماكرون وعون إلى أنه كان إيجابياً، وقدم فيه عون دراسة متكاملة عن حاجات الجيش ووضعه والتحديات التي يواجهها عسكرياً ومادياً. ودرسها الجانب الفرنسي، وكانت لديه بعض الأسئلة حول مندرجاتها. وتم البحث في كيفية القيام بمساعدة الجيش، كما تم البحث بالوضع في الجنوب وإمكانية تعزيز وجوده وفق خطة معينة وتأمين حاجاته. ومن أجل ذلك تم تشكيل لجنة مشتركة للبحث بهذه الخطة والحاجات وكيفية تمويلها. وقد يحتاج ذلك بالطبع إلى قرار سياسي لبناني ووقف لإطلاق النار في الجنوب.

 

أما بالنسبة للملف الاقتصادي، فإن باريس تذكر بأنها مع الاتحاد الأوروبي ومجموعة دعم لبنان كانت دائماً جاهزة لتقديم المساعدات الاقتصادية والمالية، شرط القيام بالإصلاحات البنيوية لوقف النزيف المالي الذي يتعرض له لبنان من جراء الفساد. والطريق إليها تمر عبر الإصلاحات الهيكلية.

 

كذلك تم بحث موضوع اللاجئين السوريين من جميع جوانبه. وكان الرئيس ماكرون قد أشار إلى «تولي الاتحاد الأوروبي مسؤولية اللاجئين السوريين». ومن السيناريوهات المحتملة أن يقوم الاتحاد الأوروبي بتقديم المساعدات لسد المصاريف التي تتكبدها الدول المضيفة؛ ومنها لبنان.

 

أما الملف الأخير فيتناول الشغور الرئاسي الذي لم يغِب عن المحادثات. إلا أن مصدراً في قصر الإليزيه قال إنه «ليس الهدف الأساسي» من المناقشات التي أُجريت الجمعة، رغم أهمية القيام في أسرع وقت ممكن بانتخاب رئيس للجمهورية من أجل إعادة بناء مقومات الدولة، وباريس تحذر السلطات اللبنانية من المخاطر التي يتعرض لها البلد.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية