الأنباء: إيران – إسرائيل: من يقول آخ أولاً؟ .. الحكومة لتنفيذ الاصلاحات بوتيرة أٍسرع

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jun 18 25|08:27AM :نشر بتاريخ

دخلت المبارزة العسكرية الإيرانية الإسرائيلية مرحلة متقدمة، بعدما كانت حروباً متنقلة "بالواسطة". أما ما نشهده منذ نهاية الأسبوع الفائت، وإذا استمر وتوسع وتعمّق حدةً، سيهدد الأمن القومي الإستراتيجي للمنطقة وسيكون له ارتداداته على العالم على كافة المستويات. 
وكما يبدو أن سياسة الجزرة الأميركية في استراحة حالية، وتقدمت عليها سياسة العصا. ما تريده كل من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل واضح، الا وهو تقويض أو القضاء على طموحات طهران النووية – بحسب رؤية كل منهما للمشروع النووي الإيراني – وأيضاً تدمير المنظومة الصاروخية البالستية لإيران، التي أوجعت تل أبيت وظهر ذلك في حجم الأضرار التي أحدثتها، ودقة التصويب على بنك الأهداف. 
وبين التهديد والتهديد المضاد بين طهران وتل أبيب، والقصف المتبادل والتصريحات العالية السقف من الطرفين، يحاول لبنان الذي يسعى جاهداً إلى أن يلتقط أنفاسه بعد حرب مدّمرة، أن يحيّد نفسه، وهذا ما شددت عليه الدولة اللبنانية رسمياً. 
وأشار مصدر إلى جريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أن تحييد لبنان عمّا يحصل في المنطقة عسكرياً وسياسياً أكثر من ضرورة، لا بل واجب لحماية الدولة اللبنانية والشعب اللبناني. ورأى المصدر أن نتائج الحرب الإيرانية الإسرائيلية بالتأكيد ستنعكس على الحزب وسلاحه، متسائلاً: إذا سقطت طهران عسكرياً، وأدى ذلك إلى ما أدّى اليه، فماذا ستكون قيمة السلاح وأي دور سيلعبه؟ 
ولفت المصدر إلى أن أمام حزب الله فرصة للمبادرة بتسليم سلاحه المتبقي إلى الدولة اللبنانية، وتحديداً في هذه المرحلة، وذلك لعدة اعتبارات على رأسها طمأنة كافة الأطياف في لبنان أنه لن ينخرط في أي حرب إسناد لطهران وعدم توريط لبنان وتحييده عن ارتباطاته الإقليمية"، لافتاً إلى أن الإجرام الإسرائيلي متنقل، ويتخطى كل الحدود، بدأه في غزة وانسحب على جنوب لبنان والآن في قلب طهران.
التسوية الدبلوماسية .. هل تصبح واقعاً؟
إلى الآن العدو الإسرائيلي يقود الحرب بقواته العسكرية وسلاحه الجوي وأنظمته الاستخباراتية، إنما السؤال هل ستشارك واشنطن في الحرب، خصوصاً أن تدمير المنشآت النووية الإيرانية الكبرى يحتاج إلى مساعدة أميركية؟
الرئيس الأميركي دونالد ترامب حذّر طهران من شنّ هجمات إضافية على إسرائيل، داعياً إياها إلى "الاستسلام غير المشروط". توازياً، رشقات صاروخية إيرانية تغزو سماء تل أبيب، وطهران على موقفها حول الملف النووي والمفاوضات مع الولايات المتحدة، بحيث عقارب الساعة في الأيام المقبلة ستحدد مستقبل المعركة.  
وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، أشار الخبير العسكري العميد المتقاعد حسن جوني إلى أن "هذه المواجهة ستنتهي بتسوية دبلوماسية، إذ ان الحسم العسكري مستحيل في حالة دولتين متباعدتين عن بعضهما البعض". 
"اعتقد ان هذه المواجهة لن تطول كثيراً، ستطول لأيام معدودة وربما أسبوع أو أسبوعين"، وفق جوني. وأشار إلى انه لا يمكن لمنطقة الشرق الاوسط أن تبقى خاضعة لهذه التداعيات ومعطلة عملياً لفترة طويلة. 
ولفت جوني إلى أن إيران تملك القدرة على القصف بالصواريخ لمدة طويلة جداً، حيث ان مخازنها الاستراتيجية ممتلئة بالصواريخ، وهي من إنتاج وصناعة محلية، وذاهبة في المعركة إلى ابعد الحدود، وليس لديها ما تخسره.
وأشار جوني إلى أنه وُضعت إيران بين خيارين، إما ان توّقع على عدم تخصيب اليورانيوم داخل إيران، وبالتالي افشال خطة مشروعها النووي وبين محاولة تدمير هذا المشروع، معتبراً أنهم لم يستطيعوا عملياً تدميره فثمة مفاعلات وخصوصاً محطة فوردو النووية الموجودة في باطن الجبال وعصية على التدمير، ولو كان باستطاعة اسرائيل تدميرها لكانت فعلت ذلك منذ اليوم الأول.
لذلك، قررت طهران المواجهة وبالتالي لن تستسلم وتقبل بشروط ترامب، وفق جوني. ويضيف: "المواجهة ممكنة والصواريخ التي تسقط في اسرائيل فاجأت الإسرائيليين لناحية فشل مواجهة الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية لها، ما حقق نوعاً من التوازن النسبي مع اسرائيل من قبل إيران".
وحول دخول الولايات المتحدة الأميركية مباشرة في الصراع العسكري الدائر، استبعد جوني أن تدخل واشنطن في هذه الحرب، معيداً ذلك أنه يؤدي إلى انفجار أمن المنطقة والشرق الأوسط. 
وأشار جوني إلى اختلاف في الاهداف بين الولايات المتحدة واسرائيل بالنسبة للمشروع النووي الإيراني، شارحاً أن ترامب يريد لإيران ان تكمل بمشروعها بإجراءات وضوابط صارمة من الوكالة الدولية وتخصيب اليورانيوم خارج إيران، فيما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لا يريد ان يسمع بكلمة نووي في إيران"، على حد تعبيره.
التعيينات والإصلاح.. والانفتاح على سوريا!
وبالتوازي مع اشتعال المعركة إقليمية العابرة للبحار، خطت الدولة اللبنانية خطوة جد مهمة بإنجاز التشكيلات الدبلوماسية، على الرغم من الملاحظات والاعتراضات التي رافقتها. إلى ذلك، شددت مصادر لجريدة "الأنباء" الإلكترونية على أنه يجب أن يلي إنجاز التشكيلات الدبلوماسية التشكيلات القضائية، لاسيما أنها تعتبر مفتاحاً لباب جدي للإصلاح.
وأكد المصدر أن الخطوات التنفيذية المتخذة من الحكومة بما يتعلق بإنجاز التعيينات وتعزيز الثقة الخارجية لناحية التزام لبنان بالإصلاح، سيحدث نقلة إيجابية.
ومن ناحية أخرى، شدد المصدر على إجراء الخطوات الإصلاحية بوتيرة أسرع، خصوصاً أن الدعم الدولي والاستثماري في سوريا يحظى بدفع كبير، من هنا علينا تلقف الفرص المتاحة أمام لبنان، وإنجاز ما هو متبقي من التزامات أمام المجتمع الدولي. وفي سياق متصل، دعا المصدر إلى استثمار الانفتاح العربي والدولي على سوريا بما يخدم مصلحة لبنان وسوريا المشتركة.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة الأنباء الالكترونية