الكنيسة المارونية والرهبانية اللبنانية ودعت الأباتي خليفة في مأتم رسمي وشعبي

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Jan 13 23|19:29PM :نشر بتاريخ

ودعت الكنيسة المارونية والرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي انطوان خليفة في مأتم رسمي وشعبي ، حيث رأس الصلاة لراحة نفسه في كنيسة مار جرجس في جبيل ، راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون ممثلا البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ، في حضور المطارنة سمعان عطالله ، بولس روحانا ، ميشال شيحان ، منير خيرالله ، رفيق الورشا وانطوان نجم ، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي هادي محفوظ ومجلس المدبرين والرؤساء العامون السابقون ، ولفيف من الاباء والكهنة .
وحضر ايضا النائب فريد هيكل الخازن ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري ، وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار ممثلا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ، وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد مكاري ممثلا رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية ،الرئيس ميشال سليمان، النائب سيمون ابي رميا ممثلا الرئيس ميشال عون ، النائب مروان حمادة ممثلا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ، النائب زياد الحواط ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ، النائب نعمة افرام ، شربل زوين ممثلا الرئيس سعد الحريري ، منسق الاقضية في التيار الوطني الحر طوني ابي يونس ممثلا رئيس النائب جبران باسيل ، رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم ، السفير جورج خوري ، المدير العام للامن العام اللواء الركن عبّاس ابراهيم ، مدير عام المراسم والعلاقات العامة في رئاسة الحكومة لحود لحود ، نقيب المقاولين مارون حلو ، قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري ، رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل فادي مرتينوس وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير ، الرئيس السابق لبلدية جبيل الدكتور جوزف الشامي ، رئيس نادي عمشيت الرياضي يوسف القصيفي رئيس جمعية آنج الاجتماعية المحامي اسكندر جبران ، عائلة الراحل والاقارب وحشد من المواطنين .

بعد الانجيل المقدس القى الاب محفوظ كلمة جاء فيها : "نجم لامع أعلن ميلاد ربّنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، ونحن لا زلنا نعيش في ضياء هذا العيد، ودنح، أي اشراق مجيد احتفلنا بعيده منذ أسبوع على التمام، وكوكب البريّة، أي نجم الضياء في البرية، مار انطونيوس، سوف نصل الى عيده بعد أربعة أيام، فنشعر بأنفسنا مغمورين بالأضواء الآتية من عل، من ونبتهج لأنّ السماء تضفي على أرضنا فرحًا عند الله، آتيا من النور ،  في الوقت عينه، يتسلّل الحزن الى مساحة وجودنا ويحاول الإحكام عليها، إذ نحن مجتمعون اليوم، وطيف الموت يهيمن على المكان وسلطانه سلطان ظلام يحاول أن يبدد الأنوار التي ننعم بها لذا، تتجاذبنا المشاعرُ حتّى الإرباك وربّما الضياع الى أن نستعرض في أذهاننا شريط حياة من كان نجما لامعًا على هذه الأرض، مضيئًا حيثما حلّ، في كل محطة حياتية له أي الأباتي أنطوان خليفة رحمه الله ، فنعلم عندها أنّ شكل الموت واهن أمام نور القيامة الذي يزرعه الله في كلّ منّا وعندها، تكون للأنوار الكلمة الفصل، وتتبدّد غيمة الظلام وينكفئ الحزن عن مساحة وجودنا، مبقيًا فقط حسرة الغياب تتلوّن بضياء رجاء القيامة حيث النور الأبدي. 
واردف : نجما لامعًا بدا منذ ميلاده وطفولته في عمشيت في هذه البلدة، تشرب الأباتي أنطوان قيما ورقيا من جميع أبنائها، وراح يفتخر بتاريخها الديني والدنيوي وبأبناء بلدته يتبؤون المراكز العالية التي كانوا من خلالها يتألقون ويزهون ويضيئون على مجتمعهم، دنيا ودينًا. حدق بالإيمان الذي تربّى عليه، وعلم أنّ فيه نورًا أخاذا انقاد اليه بدون تردّد، خصوصًا أنّ خاله الأب مارون وأخاه الأب لويس، ابني رهبانيتنا، كانا سراجًا أضاء له الطريق صوب نور الإيمان الأخاذ .
وتحدث في كلمته عن مراحل حياة الراحل منذ ان  دخل طالبية الرهبانية اللبنانية المارونية، في دیر الروح القدس الكسليك، سنة 1953 والمراكز التي تبؤاها والتي اسندت اليه في لبنان وبلدان الانتشار حتى وفاته من قبل قداسة البابا فرنسيس والبابا بينديكتوس والبطريرك الراحل نصرالله صفير والبطريرك الراعي وقال : كان الأباتي أنطوان معطاءً، فقد ساعد الكثيرين الذين يبكونه اليوم عالمين أنّهم، لولاه لما كانوا في الحياة حيث هم آمن بالطاقات وأطلقها، وكان في علاقاته  مميزا جدا فمن لا يعرف كيف كان يتواصل في كل مناسبة تخص الأصدقاء والأحباء ، قربه من جميع الأطراف في المجتمع وقدرته على امتصاص المشاكل، أهّلاه للمبادرة الى زرع الوفاق كلّما حاول النزاع والشقاق لعب دوره السيئ، أعطى المراكز التي تبوأها من شخصيّته وتفاعل معها ومع الظروف فزاد على شخصيته ما زاد تلك الشخصيّة التي نعرفها جميعًا والتي جعلت منه في كلّ حقبة من حقبات حياته، نجما لامعًا ليس بمقدور أحدٍ تجاهله. 
واردف : في كل مواقفه ونظراته الإداريّة كان صلبًا كل الصلابة، ونبيلاً خفورًا في كلامه عند اختلاف الرأي الإداري مع الآخرين. كلامه مهذّبٌ كل التهذيب، وصاف كل الصفاء. هو، بحق، مثال عن طريقة الكلام مع وعن الذين يختلف الإنسان معهم في الرأي الإداري أو الاجتماعي، لذا هو بحق منارة للكثيرين في مجتمعنا عن طريقة الكلام مع وعن الآخرين، خصوصا عند اختلاف الرأي ولأجل فرادة شخصيّته وكل عطاءاته، قلّده رؤساء الجمهوريّة اللبنانيّة والحكومات اللبنانية والفرنسية والايطالية والاونيسكو ونقابة محامي باريس أوسمة رفيعة وبما أنّه حظي بالوسام الأخير، بعد دخوله في الغيبوبة، لم يتمكن من نيله مباشرة، وقد وضع اليوم ظهرًا على كفنه.

وتابع : أما ختاما فأود أن أمنح النفس فرصة الكلام معه بصيغة المخاطب في وداعه الأخير:  Pere أنطوان في الأيام الأخيرة من حضورك بيننا، كنت تتفقد ثمار الأرض في اللقلوق، كما اعتدت ان تفرح بعمل الأرض وبثمارها. وفي ذلك النهار من شهر حزيران الفائت نزلت من القطارة الى مستشفى سيدة المعونات - جبيل للاطمئنان على رفيق درب السنوات الأخيرة، الاب جوزيف الدكاش بعد أن خضع لعملية في القلب. وبعد الاطمئنان عليه، أخبرت الجميع عن حالته الجيّدة وذهبت الى الأهل والأقارب في عمشيت وكأنّك بمودّع وصعدت بعدها إلى القطارة. وخذلك ذاك الشريان في الرأس، لكنك كافحت وجاهدت وناضلت الى أن وصلت الى كانون الثاني. إنّ الربّ عضدك في كل ذلك، لأنه يريد لك قصة مع هذا التاريخ. ف 10 کانون الثاني هو أيضًا يوم مفارقة أخيك ابونا لويس هذه الفانية، سنة ١1997 ذكراه تبقى ذكرى بسمة وتحديث وثقافة وتغيير وتجميل واقع وذكرى تفاعل مع الله ومع الروح النبوية للديانة التي فيها نحاكي الله أبانا  : فتاريخ 10 كانون الثاني هو أيضًا تاريخ نيلك درجة الأباتية سنة 2013 على يد صاحب السيادة المطران بولس روحانا بعد قرار بهذا الشأن من صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي .
وختم : عجيب الله في أحكامه التي لن نستطيع يومًا فقهها pere أنطوان، لقد استعرضت مع الجميع شريط محطات حياتك حيث بِتَ نجمًا لامعا في نور الالتزام والمسؤولية والانفتاح والاحترام والفرح والموقع والجدية والإنتاج والعمران. فانت حيثما حللت، بددت ظلام اللامسؤولية والانغلاق والتشنج والحزن والسطحية والعقم والهدم ،والآن مثل كلّ إنسان، يحاول الموتُ الظالم والمظلمُ إحكام القبضِ عليك، ولكنّني واثق، برجاء الإيمان المسيحي، أنّك ، كما كنت تفلت، بنكتة طريفة وجواب ذكيّ من محاولة القبض عليك بالكلمة، أنّك ستفلت من الموت، إذ تستقي من نجم الميلاد اللامع، ومن اشراق الدنح المجيد، ومن ضياء شفيعك مار انطونيوس كوكب البرية، ستستقي نورا تشع به، وتسمع من يسوع ربّنا أمر: "تِ"، فتذهب اليه طائعا، وتحل عنده في الأنوار الأبدية، تحلّ هناك، نجما لامعًا. أمين

وفي الختام تقبل المطران عون والاباتي محفوظ ومجلس المدبرين واهل الفقيد التعازي من الحاضرين ونقل الجثمان الى مدافن دير سيدة المعونات حيث ووري الثرى .
وكان قد وضع على نعش الفقيد وسام  الاستحقاق اللبناني الفضي ذو السعف الذي كان منحه اياه الرئيس ميشال عون قبل انتهاء ولايته ولم يتمكن من تسلمه يومها لوجوده في العناية الفائقة في المستشفى ، هذا صالون الكنيسة غص بالمعزين من وزراء ونواب حاليين وسابقين وفاعليات سياسية قضائية وحزبية ونقابية واجتماعية وعسكرية واعلامية وفكرية .

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan