افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 23 يونيو 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jun 23 25|08:03AM :نشر بتاريخ

"الأخبار:

 أرخى فجر أمس الأحد بثقله على الواقع السياسي الداخلي في ضوء ثابتتيْن كرّسهما العدوان الصهيوني على إيران، ثم الانخراط المباشر للولايات المتحدة في الحرب: الأولى، الذعر اللبناني من تداعيات هذه الحرب، ربطاً بالحريق الذي سيطاول كل دول المنطقة، والثانية موقف حزب الله، ببعديْه العسكري والأيديولوجي، خصوصاً في ظل تمنّع الأخير عن إعطاء أجوبة واضحة في هذا الخصوص.

وأمام هذا التصعيد، أعلنت السفارة الأميركية في لبنان أمس أن وزارة الخارجية أمرت بمغادرة أفراد العائلات والموظفين الحكوميين الأميركيين غير الأساسيين من لبنان، على ضوء الحرب القائمة.

وقال بيان السفارة إن «وزارة الخارجية الأميركية أمرت بمغادرة أفراد العائلات وموظفي الحكومة الأميركية غير الأساسيين من لبنان نظراً إلى الوضع الأمني المتقلّب وغير القابل للتنبّؤ في المنطقة»، وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيراً من «المستوى الرابع: أي عدم السفر» إلى لبنان.

بإعلانها هذا أثارت خطوة السفارة الأميركية البلبلة في بيروت. لكن على الرغم من علامات القلق الأميركية من ردات الفعل الإيرانية في الخليج وفي لبنان وحتى في داخل الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن بيان السفارة في بيروت لا يعكس إجراءات أميركية جادّة ناتجة من مخاوف ثابتة، إنّما بدا القرار الأميركي في إطار الإجراءات الاحترازية البروتوكولية، خصوصاً أن إجراءات مماثلة سبقت ذلك في سفارات الولايات المتحدة الأميركية في الخليج العربي خلال اليومين الماضيين وسبقت الهجوم الأميركي على إيران، ولا سيما في قطر والإمارات.

وحتى ليل أمس، لم يدفع البيان الأميركي السفارات الغربية الحليفة للولايات المتحدة، والتي تتبعها عادةً في لبنان بالتحذيرات الدبلوماسية لمواطنيها، إلى إصدار بيانات مشابهة أو اتخاذ إجراءات فعلية، خصوصاً أن السفارات الغربية في بيروت أصلاً لم تخرج بعد من بعض الإجراءات التي اتّخذتها قبيل الحرب على لبنان في أيلول العام الماضي، ومنها عدم إحضار الدبلوماسيين بعائلاتهم والاكتفاء بالموظفين الأساسيين مع تخفيف قيود السفر على المواطنين، لكن الالتزام بتحذيرات بعدم زيارة مناطق لبنانية معيّنة.

وأكّد أكثر من مصدر دبلوماسي أن الدول المعنية لا تزال تراقب الأوضاع وستستمر في ذلك خلال الـ 48 ساعة المقبلة لمواكبة التطوّرات ولتبني على الشيء مقتضاه.

وأكّدت مصادر دبلوماسية بارزة أن «الأوضاع في لبنان حتى الآن لا تدعو إلى القلق، والتنسيق العالي بين الأطراف اللبنانية والمجتمع الدولي مطمئن حيث وصلت عدة رسائل تؤكد أن لبنان غير معنيّ بالتصعيد وأن اللبنانيين متّفقون على ذلك».

وقالت مصادر أخرى إن «عمليات الإجلاء الأميركية والتي تضمّنت موظفين حتى الآن، لا تؤشر إلى ارتفاع جدّي في المخاطر، وإنه حتى لو حصل تدهور في الأوضاع فلن تحصل عمليات إجلاء واسعة، وسياسة التشجيع على السفر التجاري لا تزال مستمرة».

من جهة ثانية، أكّدت مصادر أن «السفارة البريطانية في بيروت لم تعدّل أي شيء في تعليمات السفر للمواطنين والدبلوماسيين في لبنان، وأن السفارة تواكب الأوضاع».

وعليه، يتجه المشهد في لبنان، نحو مرحلة بالغة الحساسية نتيجة اقتراب المسار العسكري التصاعدي في المنطقة من محطة مفصلية في رسم سيناريوهات المستقبل القريب، حيث يتصرّف كثيرون على أساس أن الحرب أصبحت أمراً واقعاً، ولم يعد بإمكان أحد التكهّن في ما يمكن أن تؤول إليه الأمور، وسط نشاط سياسي لمعرفة التأثيرات المحتملة للضربة الأميركية، بالتزامن مع مشاورات رسمية بين رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، تؤكد «تجنيب لبنان تداعيات الأوضاع الراهنة بعد التصعيد الإيراني - الأميركي، وقصف المنشآت النووية الإيرانية».

وقال عون، في بيان، إن «التصعيد الأخير للمواجهات الإسرائيلية - الإيرانية والتطورات المتسارعة التي ترافقها، ولا سيما قصف المنشآت النووية الإيرانية، من شأنه أن يرفع منسوب الخوف من اتّساع رقعة التوتر على نحو يهدّد الأمن والاستقرار في أكثر من منطقة ودولة، الأمر الذي يدفع إلى المطالبة بضبط النفس، وإطلاق مفاوضات بنّاءة وجدّية لإعادة الاستقرار إلى دول المنطقة، وتفادي مزيد من القتل والدمار، ولا سيما أن هذا التصعيد يمكن أن يستمر طويلاً»، مؤكّداً أن «لبنان، قيادة وأحزاباً وشعباً، مدرك اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أنه دفع غالياً ثمن الحروب التي نشبت على أرضه وفي المنطقة، وهو غير راغب في دفع المزيد، ولا مصلحة وطنية في ذلك، ولا سيما أن تكلفة هذه الحروب كانت وستكون أكبر من قدرته على الاحتمال».

أما سلام فأعلن أنه «أجرى اتصالاً مع الرئيس عون، تمّ خلاله البحث في التطورات الخطيرة التي تمر بها المنطقة، وانعكاساتها المحتملة على لبنان»، مشيراً إلى أنه «جرى الاتفاق على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين الجانبين، والعمل المشترك لتجنيب لبنان تداعيات هذه الأوضاع، وتغليب المصلحة الوطنية العليا، والحفاظ على وحدة الصف والتضامن الوطني».

من جهته، أصدر حزب الله بياناً أدان فيه «العدوان الأميركي الهمجي الغادر على المنشآت النووية السلمية في ‏الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي يكشف الوجه الحقيقي للولايات المتحدة الأميركية كأكبر تهديدٍ ‏للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي»، معتبراً أن «الإدارة الأميركية أرادت من خلال هذا العدوان الإجرامي أن تُحقّق ما عجز الكيان الصهيوني عن ‏إنجازه»، مع التأكيد على «تضامننا الكامل مع الجمهورية الإسلامية، قيادةً وشعباً، وكلنا ثقة في قدرة إيران القوية بحقّها ‏ونموذج قيادتها الصلبة والشجاعة، وشعبها المعطاء والعزيز، وحرس ثورتها وقواها الأمنية ‏والعسكرية اليقظة والمضحّية، على مواجهة هذا العدوان».

رجّي يهرب من إدانة العدوان

من جانبه، قلّل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي مرة أخرى من شأن ما يمثّله على المستوى الرسمي، فقرّر أنه غير معنيّ بالمشاركة في الاجتماع الطارئ لمنظمة المؤتمر الإسلامي الذي انعقد الجمعة الفائت في مدينة إسطنبول التركية، لمناقشة العدوان الإسرائيلي على إيران، وأوفد سفير لبنان في أنقرة غسان المعلم بدلاً عنه.

ووفقاً لمصادر مطّلعة، فإن رجّي تقصّد عدم المشاركة شخصياً، لتوقّعه أن يخرج عن الاجتماع موقف تضامني مع إيران، يُدين الاعتداء الإسرائيلي عليها، مع العلم أن رئيسَي الجمهورية والحكومة أدانا العدوان، وأعربا عن تضامن لبنان الكامل مع إيران. كما يشار إلى أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني شارك في الاجتماع الوزاري، رغم العلاقة السيئة بين الإدارة السورية الجديدة وإيران. وكان البيان الذي صدر عن الاجتماع قد أكّد «ضرورة وقف الهجمات الإسرائيلية، لما تشكّله من خرق واضح للقانون الدولي وتهديد لأمن المنطقة».

 

 

 

"الديار":

سرقت سورية يوم امس الاحد الاضواء في المنطقة، بعدما عاد الارهاب ليقرع ابوابها بقوة، بتسلل انتحاريّ الى كنيسة مار إلياس بمنطقة الدويلعة في دمشق، قام بتفجير نفسه موقعا عشرات القتلى والجرحى في صفوف المصلين.

الحدث السوري الدراماتيكي أتى ليخلط كل الاوراق، ويعيد طرح سؤال اساسي حول قدرة وارادة النظام هناك على حماية الاقليات، خاصة في ظل تغلغل المتطرفين والمتشددين في اجهزة الدولة، ونهوض «داعش» من جديد، كما في ظل المشاريع «الاسرائيلية» المشبوهة للمنطقة والدافعة لتقسيمها.

والخطِر، ان ذلك تزامن مع تحول كبير في مسار المواجهات «الاسرائيلية»- الايرانية، بحيث قررت الولايات المتحدة الاميركية ليل السبت- الاحد الانخراط في الحرب على طهران، مستهدفة ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض.

وبهذا القرار تكون المنطقة دخلت في منعطف هو الاخطر في تاريخها الحديث، اذ تتجه راهنا كل الانظار الى الرد الايراني، شكله وتوقيته، باعتباره سيُحدد اذا كنا نتجه الى الانفجار الكبير او التسوية الكبرى.

وابرز ما تم اعلانه في هذا المجال توصية مجلس الشورى الإيراني بإغلاق مضيق هرمز، وترك اتخاذ القرار إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، كما اعلان الحوثيين استعدادهم لبدء مهاجمة السفن الأميركية في البحر الأحمر.

وفي اول تعليق اميركي على التهديدات باقفال «هرمز»، قال نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إن «تعطيل إيران لحركة الملاحة في المضيق، سيكون انتحارا بالنسبة لها».

ويُعتبر هذا المضيق شريان الحياة للعالم الصناعي، ويعبر منه ثلثا الإنتاج النفطي الذي يستهلكه العالم، ما يعني ان اغلاقه سيؤدي الى تداعيات اقتصادية هائلة على دول العالم.

الرد الايراني

وتقول مصادر واسعة الاطلاع ان الولايات المتحدة الاميركية، تعتبر «ان اللحظة الحالية هي الامثل لدفع ايران مجددا الى التفاوض»، لافتة الى انها متفاهمة مع «اسرائيل» على ان «الوقت حان بعد توجيه ضربات «قاضية» للبرنامج النووي الايراني لوقف هذه الحرب». وتضيف المصادر لـ «الديار»: «لكن ما يريده الثنائي الاميركي- «الاسرائيلي» شيء، وما تخطط له ايران وما تقبله شيء آخر تماما».

وشددت المصادر على ان ايران «لن تسمح بأن يمر العدوان الاميركي عليها مرور الكرام، وتتجه مكسورة الى طاولة التفاوض». واكدت المصادر ان طهران «تدرس راهنا كل خياراتها... وبحسب المعلومات، هناك توجه جدي لاغلاق مضيق هرمز، باعتبار ان ذلك سيؤدي الى ضرر اقتصادي عالمي كبير يصيب الولايات المتحدة الاميركية بشكل اساسي، من دون استبعاد اغلاق مضيق باب المندب ايضا».

وترجح المصادر «الا تتجه ايران راهنا لضرب القواعد الاميركية في المنطقة، وستلعب هذه الورقة في مراحل لاحقة في حال تطورت الامور دراماتيكيا»، مضيفة:»كما انه من المرجح ان يتزامن اغلاق المضائق، مع تكثيف الضربات على تل ابيب».

ماذا حصل ليلا؟

وكان الرئيس الاميركي اعلن ليل السبت- الأحد أن الجيش الأميركي نفذ «هجومًا ناجحًا جدًا» على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض.

وقال ترامب في منشور على منصته «تروث سوشال»: «استكملنا هجومنا الناجح جدًا على المواقع النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان». وأضاف: «أُسقطت حمولة كاملة من القنابل على موقع فوردو الرئيسي»، لافتًا إلى «أن الطائرات التي نفذت الهجوم غادرت المجال الجوي الإيراني بسلام ، وهي في طريق عودتها إلى الوطن». وأكد أن منشآت التخصيب النووي في طهران «دُمّرت بالكامل».

وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث إن الضربات على المنشآت النووية الإيرانية كانت «نجاحا باهرا»، مؤكداً«دمرنا البرنامج النووي الإيراني». فيما رأى نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس أن «الضربات أخّرت إلى حد كبير قدرة إيران على تطوير سلاح نووي».

ووفق تقرير القيادة الاميركية عن الغارة ضد المنشات النووية، فان القاذفات القت 14 قنبلة زنة كل منها 12 طنًا على فوردو، فيما القت الطائرات عشرات صواريخ توماهوك ضد عدة أهداف ومنشآت اخرى.

بالمقابل، أكد مصدر إيراني كبير لوكالة «رويترز» إنه تم نقل معظم اليورانيوم عالي التخصيب في فوردو إلى مكان غير معلن، قبل الهجوم الأميركي. وأفاد المصدر أنه تم تقليص عدد الأفراد في موقع فوردو إلى الحد الأدنى.

وأكد الهلال الأحمر الإيراني انه «لم تسجل أي إشعاعات في الهجوم على المواقع النووية»، متحدثا عن اصابة 11 شخصاً غادر معظمهم المستشفى.

وشدد الحرس الثوري الايراني على أن التكنولوجيا النووية الإيرانية لا يمكن تدميرها بأي هجوم، معتبرا ان «أميركا وضعت نفسها في الخط الأمامي للعدوان».

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وفي اول تعليق له على الضربات الاميركية، وصف هذه الضربات بال «شنيعة»، محذراً من أنه «ستكون لها تداعيات دائمة»، وأن طهران «تحتفظ بجميع الخيارات للرد».

ووصف عراقجي الهجوم الأميركي بأنه «خيانة» من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قائلاً إن ترامب «خان إيران رضوخُا لطموحات رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو»، الذي وصفه بـ«المجرم»، الذي اعتاد استغلال أراض وثروات الشعوب لتحقيق أهداف «إسرائيل».

استنفار لبناني

وفيما استنفرت دول المنطقة لمواكبة هذه التطورات الكبرى واحتمال انعكاسها عليها، سارع رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون للدعوة لضبط النفس. واعتبر في بيان ان قصف المنشآت النووية الإيرانية «يرفع منسوب الخوف من اتساع رقعة التوتر، على نحو يهدد الأمن والاستقرار في أكثر من منطقة ودولة». ودعا إلى «ضبط النفس وإطلاق مفاوضات بناءة وجدية، لإعادة الاستقرار إلى دول المنطقة، وتفادي مزيد من القتل والدمار».

وقال مصدر امني رفيع ان كل الاجهزة الامنية عادت واستنفرت من جديد بعد الضربات الاميركية، خشية اي تحركات انتقامية تحصل من داخل الاراضي اللبنانية، لافتا في حديثه ل»الديار» ان ذلك يتزامن مع جهود سياسية استثنائية لتحصين «النأي بالنفس».

واستبعدت مصادر سياسية واسعة الاطلاع ان يتغير موقف حزب الله بعد الذي حصل، فيتجه الى القيام بردة فعل من الداخل اللبناني، معتبرة ان رفع السقف كلاميا الذي حصل في اليومين كان هدفه الردع، للضغط على واشنطن لعدم الانخراط في المعركة... لكن بعدما اصبح ذلك امرا واقعا، فهو يعي ان مصلحته والمصلحة اللبنانية العليا تقتضي مواصلة ضبط النفس».

واتى البيان الذي صدر عن حزب الله مساء امس ليؤكد ان الحزب سيبقى على موقفه وموقعه الحالي في المواجهة الحالية، اذ شدد على تضامنه الكامل مع إيران قائلا:»كلنا ثقة في قدرتها على مواجهة العدوان، وإذاقة العدو الأميركي والصهيوني مرّ الهزيمة».

وأجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اتصالًا بالرئيس عون، تم خلاله البحث في التطورات الخطرة التي تمر بها المنطقة، وانعكاساتها المحتملة على لبنان. وتم الاتفاق بين عون وسلام على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة والعمل المشترك، لتجنيب لبنان تداعيات هذه الأوضاع، وتغليب المصلحة الوطنية العليا، والحفاظ على وحدة الصف والتضامن الوطني.

كذلك افيد عن اجراء سلام سلسلة اتصالات شملت كلًا من وزير الدفاع الوطني ميشال منسى، ووزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، « في إطار تنسيق الجهود واتخاذ كال التدابير الأمنية اللازمة للحفاظ على الاستقرار الداخلي، وصون الأمن الوطني في هذه المرحلة الدقيقة».

 

 

 

"النهار":

لم تكن مسارعة كل من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بعد ساعات قليلة من تنفيذ الضربة الأميركية على المنشآت النووية في ايران، إلى إعلان موقفين جديدين بارزين من رفض تكبيد لبنان أكلافاً جديدة لا يحتملها والتشديد على تجنب توريطه في الحرب الاقليمية الجارية، إلا انعكاساً متقدماً للخطورة العالية التي تدرّجت إليها المنطقة والتي تملي مواقف وإجراءات استثنائية لحماية لبنان من تداعياتها. وبدا واضحاً كما أفادت مصادر معنية، أن أركان السلطة في لبنان باتوا يستشعرون تدرّج الخطورة التي تحاصر لبنان بقوة وتملي عليهم التصرف بسرعة أقله بسلاح الموقف الجماعي أولاً، الذي يقيم سداً معنوياً وسياسياً رادعاً أمام أي انزلاق نحو توريط لبنان في الحرب وتداعياتها، وهو ما فسر المسارعة، منذ ما قبل الضربة الأميركية لإيران وبعدها إلى تظهير "وحدة حال" أهل الحكم وأركانه حيال رفض التورط في الحرب. ولفتت المصادر نفسها إلى أن المعطيات المتجمعة في الساعات الأخيرة لدى المسؤولين والمراجع، تكشف قلقاً كبيراً على كل المستويات الديبلوماسية الإقليمية والدولية التي يتواصل معها لبنان من أن تكون المنطقة على مشارف انفجار المرحلة الثانية المتقدمة من الإشتعال الإقليمي، وأن الساعات المقبلة ستكون حاسمة بعد انكشاف حقيقة الأضرار والنتائج التي حققتها الضربة الأميركية لمنشآت التخصيب النووي في إيران بما ينذر بتفاقم كبير في وقائع الحرب. وعلى رغم محاذرة المصادر المعنية الجزم بأي احتمال من الاحتمالات التي تثير قلق اللبنانيين، غير أنها لمّحت إلى أن جميع المسؤولين الكبار يقدمون المعطيات التي تتقاطع عند استبعاد قيام "حزب الله" بأي مغامرة جديدة من شأنها الزج بلبنان تكراراً في مهالك التداعيات الحربية، ناهيك عن أن معالم الإجماع اللبناني، إن داخل السلطة والحكومة وإن على المستوى السياسي والشعبي العام ضد اي تورط، يشكل مانعاً قويا يصعب معاكسته هذه المرة.

ولم يكن أدل على بدء اتّساع الآثار والتداعيات الواسعة للحرب بعد الضربة الأميركية من إعلان وزارة الخارجية الأميركية، أمس الأحد، بأنها أمرت بمغادرة عائلات وموظفي سفارتها غير الضروريين من لبنان بسبب الوضع الأمني بالمنطقة.

وفي ما بدا ترجمة للتنسيق بين رئيسي الجمهورية والحكومة عقب الضربة الأميركية أمس لإيران، أصدر الرئيس عون بياناً اعتبر فيه "أن التصعيد الأخير للمواجهات الإسرائيلية – الإيرانية والتطورات المتسارعة التي ترافقها، لا سيما قصف المنشآت النووية الإيرانية، من شأنه أن يرفع منسوب الخوف من اتّساع رقعة التوتر على نحو يهدد الأمن والاستقرار في أكثر من منطقة ودولة، الأمر الذي يدفع إلى المطالبة بضبط النفس وإطلاق مفاوضات بنّاءة وجدية لإعادة الاستقرار إلى دول المنطقة وتفادي المزيد من القتل والدمار، لا سيما وأن هذا التصعيد يمكن أن يستمر طويلا". وناشد الرئيس عون "قادة الدول القادرة التدخل لوضع حد لما يجري قبل فوات الأوان"، مشيراً إلى "أن لبنان، قيادة وأحزاباً وشعباً، مدرك اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أنه دفع غالياً ثمن الحروب التي نشبت على أرضه وفي المنطقة وهو غير راغب في دفع المزيد ولا مصلحة وطنية في ذلك، لا سيما وأن كلفة هذه الحروب كانت وستكون أكبر من قدرته على الاحتمال".

وأفادت مصادر بعبدا أن الرئيس عون تابع منذ فجر أمس التطورات العسكرية التي نتجت عن قصف المنشآت النووية الإيرانية، وظل على اتصال مع رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى وقائد الجيش العماد رودولف هيكل وقادة الأجهزة الأمنية، مؤكداً ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للمحافظة على الاستقرار في البلاد.

وبدوره كتب رئيس الحكومة نواف سلام عبر منصة "إكس": "بمواجهة التصعيد الخطير في العمليات العسكرية، ومخاطر تداعياتها على المنطقة بأسرها، تزداد أهمية تمسكنا الصارم بالمصلحة الوطنية العليا التي تقضي بتجنيب توريط لبنان أو زجّه بأي شكل من الأشكال في المواجهة الإقليمية الدائرة. وعينا لمصلحتنا الوطنية العليا هو سلاحنا الأمضى في هذه الظروف الدقيقة".

وأفادت مصادر السرايا، أن الرئيس سلام أجرى اتصالاً برئيس الجمهورية تم خلاله البحث في التطورات الخطيرة التي تمر بها المنطقة، وانعكاساتها المحتملة على لبنان. وقد جرى الاتفاق على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين الجانبين، والعمل المشترك لتجنيب لبنان تداعيات هذه الأوضاع، وتغليب المصلحة الوطنية العليا، والحفاظ على وحدة الصف والتضامن الوطني. وفي السياق ذاته، أجرى الرئيس سلام سلسلة اتصالات شملت كلّاً من وزير الدفاع الوطني ووزير الداخلية وقائد الجيش في إطار تنسيق الجهود واتخاذ كل التدابير الأمنية اللازمة للحفاظ على الاستقرار الداخلي وصون الأمن الوطني في هذه المرحلة الدقيقة.

 

 

 

"نداء الوطن":

سيُدرَج يوم الثاني والعشرون من حزيران 2025، كتاريخ لواحدة من أهم الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط.

بأسلوبٍ طغى عليه طابع الخداع، شغل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران والعالم حول ما يريد أن يفعله حيال إيران، فهو من جهة حاول إيهام الجميع بأنه أعطى فرصة جديدة ، لأسبوعين، وما إنْ جفَّ حبر كلامه، عن المهلة، حتى عاجلت الطائرات أهدافها.

أكثر من 125 طائرة عسكرية أميركية شاركت في العملية التي أطلق عليها اسم «مطرقة منتصف الليل»، واستُخدم خلالها ما يقارب 75 سلاحًا موجهًا بدقة.

إعطاء الأمر وبدء العملية

الرئيس ترامب، بعد ظهر أول من أمس السبت، وبينما كان في ناديه للغولف في نيو جيرسي، أعطى الموافقة النهائية على تنفيذ الضربة.

وفجر أمس الأحد، اخترقت طائرات الشبح المجال الجوي الإيراني وألقت ما لا يقل عن ستّ من القنابل الخارقة على منشأة «فوردو» الأكثر تحصينًا. وبالتوازي أطلقت الغواصات الهجومية صواريخ «توماهوك» على مواقع في أصفهان ونطنز.

قائد الجيش الأميركي كشف أنه جرى إسقاط ما مجموعه 14 صاروخاً خارقاً على أهداف إيرانية نحو الساعة الثانية فجرًا بالتوقيت المحلي في إيران، مشيرًا إلى أن هذه أكبر ضربة في تاريخ أميركا.

لبنان والنأي بالنفس والحياد عن الصراعات

كان لافتًا أن لبنان الرسمي تلقف المبادرة وقطع الطريق على المزايدين، وكان أول المبادرين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي أعلن أن لبنان، قيادة وأحزابًا وشعبًا، مدرك اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أنه دفع غاليًا ثمن الحروب التي نشبت على أرضه وفي المنطقة وهو غير راغب في دفع المزيد ولا مصلحة وطنية في ذلك، لا سيما وان كلفة هذه الحروب كانت وستكون أكبر من قدرته على الاحتمال.

وعلمت «نداء الوطن» أن البيان الذي أصدره الرئيس عون صباح أمس، بعد الضربة الأميركية، تتابع بسلسلة اتصالات داخلية وخارجية، وتركزت الاتصالات مع الأميركيين، بشكل خاص، على تحييد لبنان عن الحرب والالتزام بالحياد، كما تتابعت الاتصالات مع الفرنسيين والأمم المتحدة.

وبحسب المعلومات، فقد تجند لبنان الرسمي أمس لمنع الانزلاق إلى الحرب، وحصل تواصل مع «حزب الله» لإبعاد شبح التدخل وحصلت الدولة على ضمانات بعدم المشاركة.

ورغم التطمينات الداخلية والخارجية إلا أن هناك تخوفًا لبنانيًا من تصاعد التطور والحرب والذي قد تصيب شظاياه لبنان رغم كل الاحتياطات والوعود.

في هذا السياق، أفيد بأنّ لبنان الرسمي تبلّغ رسالة من السفيرة الأميركية ليزا جونسون طلبت نقلها إلى «حزب الله»، ومفادها أنّ أيّ تحرّك باتجاه أيّ قاعدة أميركيّة أو ما يخصّ بلادها في لبنان سيلقى ردًّا مؤذيًا جدًّا.

سلام وتجنيب توريط لبنان

بدوره، أكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام أنه «بمواجهة التصعيد الخطير في العمليات العسكرية، ومخاطر تداعياتها على المنطقة بأسرها، تزداد أهمية تمسكنا الصارم بالمصلحة الوطنية العليا التي تقضي بتجنيب توريط لبنان أو زجّه بأي شكل من الأشكال في المواجهة الإقليمية الدائرة. وعيُنا لمصلحتنا الوطنية الـعليا هو سلاحنا الأمضى في هذه الظروف الدقيقة».

المشاورات الرئاسية وتنسيق المواقف

بالإضافة إلى المواقف الحازمة، تلاحقت المشاورات، وفي هذا السياق، أجرى رئيس مجلس الوزراء، اتصالًا برئيس الجمهورية، العماد جوزاف عون، تم خلاله البحث في التطورات الخطيرة التي تمر بها المنطقة، وانعكاساتها المحتملة على لبنان. وقد جرى الاتفاق على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين الجانبين، والعمل المشترك لتجنيب لبنان تداعيات هذه الأوضاع، وتغليب المصلحة الوطنية العليا، والحفاظ على وحدة الصف والتضامن الوطني.

وفي السياق نفسه، أجرى الرئيس سلام سلسلة اتصالات شملت كلًّا من وزير الدفاع الوطني ميشال منسى، ووزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، وذلك في إطار تنسيق الجهود واتخاذ كافة التدابير الأمنية اللازمة للحفاظ على الاستقرار الداخلي وصون الأمن الوطني في هذه المرحلة الدقيقة.

«حزب الله» يدين ولا يتدخّل

كان لافتًا البيان الذي أصدره «حزب الله» أمس تعليقًا على الضربة الأميركية لإيران. البيان مسهب وعالي النبرة، لكنه لم يورِد أي موقف تُشتَمّ منه النية في التدخل، على غرار ما سبق أن أعلنه أمينه العام الشيخ نعيم قاسم.

الخارجية الأميركية للموظفين وأفراد العائلات في لبنان: غادروا

أظهر إشعار صادر عن وزارة الخارجية الأميركية وأرسل عبر البريد الإلكتروني للمواطنين الأميركيين في لبنان أمس الأحد أن الوزارة أصدرت أمرًا بمغادرة أفراد عائلات وموظفي الحكومة الأميركية غير الضروريين من لبنان، مشيرة إلى الوضع الأمني المضطرب في المنطقة.

يُذكَر أن الولايات المتحدة كانت أمرت العام الماضي بمغادرة أفراد عائلات وموظفيها غير الضروريين خلال حرب إسرائيل على لبنان، ولكن هذا الأمر ألغي لاحقًا.

تفجير انتحاري في كنيسة في دمشق

تطور أمني بارز في سوريا هو الأول منذ سقوط نظام الأسد، انتحاري يفجِّر نفسه داخل كنيسة مار الياس في حي الدويلعة في العاصمة دمشق. الخارجية السورية قالت إن الانفجار ناجم عن انتحاري يتبع لتنظيم داعش الإرهابي حيث أطلق النار، ثم فجّر نفسه بواسطة سترة ناسفة.

الرئيس عون دان الجريمة داعياً السلطات السورية إلى اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع تكرارها ووأد الفتنة في مهدها.

 

 

 

"الجمهورية":

حبس أنفاس يسود المنطقة بدأ إثر الهجوم الأميركي فجر أمس على المنشآت النووية الإيرانية على وقع استمرار الحرب الإسرائيلية ـ الإيرانية المتواصلة منذ عشرة ايام، في انتظارطبيعة الردّ الإيراني المنتظر، وما سيكون عليه مستقبل المنطقة في ضوئه. في وقت أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس أنّها أمرت بمغادرة عائلات وموظفي سفارتها غير الضروريين من لبنان ودول اخرى «بسبب الوضع الأمني في المنطقة».

وفيما لم تُعرف بعد طبيعة الردّ الإيراني، بدأت الإدارة الأميركية تسرّب عن «ردود متماثلة». في الوقت الذي بدا أنّ التقارير التي تُروّج عن نتائج قصف المنشآت النووية تنطوي على مبالغات وغموض وتناقضات، عززها أكثر عدم صدور أي بيان رسمي إيراني، سوى الحديث عن تعرّض هذه المنشآت في أصفهان ونطنز وفوردو لقصف أميركي.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول أميركي قوله «إنّ الضربة الأميركية على إيران لم تدمّر منشأة فوردو شديدة التحصين، لكنها ألحقت بها أضراراً بالغة». ولفت إلى «انّ إسقاط 12 قنبلة خارقة للتحصينات لم تكن كافية لتدمير موقع فوردو الإيراني».

«مطرقة منتصف الليل»

وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث في مؤتمر صحافي أمس، إنّ «الضربات العسكرية الأميركية ضدّ المنشآت النووية الإيرانية حققت نجاحاً مذهلاً وساحقاً». وأضاف: «أنّ الضربات لم تستهدف عناصر أو مواطنين إيرانيين، لكنها قضت على طموحات إيران النووية». وقال: «العملية التي خطّط لها الرئيس ترامب جريئة ورائعة، إذ أظهرت للعالم أنّ الردع الأميركي قد عاد. عندما يتحدث هذا الرئيس، يجب على العالم أن ينصت».

وأكّد «دمّرنا البرنامج النووي الإيراني». وأضاف أن ترامب «يسعى إلى السلام وعلى إيران سلوك هذا الطريق». وحذّر من أنّ «أي ردّ إيراني سيُقابل بقوة أكبر من الضربة الأخيرة». وأوضح أنّه «تمّ إعداد خطة قصف إيران على مدى أشهر وأسابيع لتكون جاهزة عندما يأمر الرئيس دونالد ترامب».

بدوره، كشف رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال دان كاين، تفاصيل الضربات الأميركية التي أطلق عليها «مطرقة منتصف الليل».

وقال: «إنّ القوات الأميركية استخدمت 7 قاذفات شبح من طراز «بي-2»، مشيراً إلى أنّ الهجوم لم يُقابل بردّ من الدفاعات الإيرانية».

وفي معرض كشفه تفاصيل عن العملية، أوضح كاين أنّ «سلسلة الضربات الرئيسية تضمنت 7 قاذفات شبح بي-2» حلّقت 18 ساعة، انطلاقاً من البرّ الأميركي إلى إيران، تخلّلتها عدة عمليات إمداد بالوقود في الجو». وأضاف أنّه لم تُسجل «طلعات لمقاتلات إيرانية، ويبدو أنّ أنظمة الصواريخ أرض جو الإيرانية لم ترصدنا خلال المهمّة». وقال: «احتفظنا بعنصر المفاجأة».

الموقف الإيراني

وردّ وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، على قول هيغسيث أنّه «تمّ محو الطموحات النووية الإيرانية»، قائلًا: «إنّ برنامجنا النووي ليس مستوردًا كي يتمّ القضاء عليه عبر القصف، بل هو علم أنتجه علماؤنا»، مشيرًا إلى أنّه «يمكن تدمير مبانٍ أو تجهيزات لكنها كلها قابلة للإحياء مرّة أخرى». وأضاف عراقجي: «تدخّل واشنطن في المواجهة الحالية خطأ كبير قد يؤدي إلى إشعال حرب تمتد إلى المنطقة كلّها وما بعدها».

وقال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إنّ «الهجوم الأميركي يُظهر أنّ واشنطن هي المحرك الرئيسي وراء الضربات الإسرائيلية»، مضيفاً أنّها «انضمت إلى الساحة بعد أن شهدت عجز إسرائيل».

وذكر أنّ «هذا العمل يُثبت بوضوح أنّ الولايات المتحدة هي المحرّك الرئيسي للأعمال العدائية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية». وأوضح أنّه «رغم محاولة الأميركيين في البداية إخفاء دورهم، فإنّهم وبعد الردّ الحاسم والرادع للقوات المسلحة الإيرانية، ومع مشاهدتهم لعجز الكيان الصهيوني، اضطروا للدخول المباشر إلى ساحة المواجهة. وأضاف أنّ «اعتداء الكيان الصهيوني على بلادنا، رغم ما سبّبه من خسائر وشهادة عدد من القادة والعلماء والمواطنين الأعزاء، يجب أن يكون محفزاً لوضع الخلافات جانباً وتفعيل الطاقات الشعبية الهائلة. وقد أثبت الشعب الإيراني مراراً استعداده لبذل الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن تراب هذا الوطن وصون سيادته». ولاحقاً، شارك بزشكيان في تظاهرة في العاصمة طهران للتنديد بالضربات الأميركية للمواقع النووية، وهتف المتظاهرون «الثأر، الثأر» رافعين قبضاتهم، فيما حاول الرئيس الإيراني شق طريقه عبر الحشد المتجمع في ساحة الثورة في وسط طهران.

إلى ذلك كتب علي شمخاني مستشار المرشد خامنئي على منصة «إكس»: «حتى لو دُمّرت المواقع النووية فإنّ اللعبة لم تنته. إنّ المواد المخصبة والمعرفة المحلية والإرادة السياسية باقية». وأضاف أنّ «المبادرة السياسية والعملانية هي الآن لدى الطرف الذي يمارس اللعبة بذكاء ويتجّنب الضربات العمياء. المفاجآت مستمرة».

وقال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد خامنئي: «لا مكان بعد اليوم لأميركا أو قواعدها في هذه المنطقة والعالم الإسلامي». ولفت إلى أنّ «أميركا هاجمت قلب العالم الإسلامي، وعليها أن تنتظر عواقب لا يمكن إصلاحها لأنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا ترتضي أي إهانة او اعتداء عليها».

وأوصى مجلس الشورى الإيراني بإغلاق مضيق هرمز، وقرّر ترك اتخاذ القرار إلى المجلس الأعلى للأمن القومي. ولم يُحسم بعد قرار إغلاق المضيق، الذي يمرّ عبره نحو 20 في المئة من تدفقات النفط والغاز العالمية.

لكن النائب والقائد في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل كوثري قال: «إنّ إغلاق المضيق مطروح وسيُتخذ القرار إذا اقتضى الأمر».

في غضون ذلك، أشارت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، إلى «انّ المسؤولين الإسرائيليين يميلون سراً نحو إنهاء الهجوم على إيران بعد الضربة الأميركية على منشآتها النووية». ونقلت عن مصدر، انّ ما ستفعله إسرائيل لاحقاً سيعتمد على طريقة ردّ إيران على الهجوم الأميركي، وذكرت «انّ إسرائيل ستردّ وفقاً للتطورات، وإذا توقف القتال الآن تكون إسرائيل قد حققت معظم أهدافها».

منسوب التوتر

داخلياً، تابع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون منذ فجر أمس التطورات العسكرية التي نتجت من قصف المنشآت النووية الإيرانية، وبقي على اتصال مع رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام ووزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى وقائد الجيش العماد رودولف هيكل وقادة الأجهزة الامنية، مؤكّداً ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للمحافظة على الاستقرار في البلاد. واعتبر «انّ التصعيد الأخير للمواجهات الإسرائيلية - الإيرانية والتطورات المتسارعة التي ترافقها، ولاسيما قصف المنشآت النووية الإيرانية فجر اليوم (أمس) من شأنه أن يرفع منسوب الخوف من اتساع رقعة التوتر على نحو يهدّد الأمن والاستقرار في اكثر من منطقة ودولة، الأمر الذي يدفع إلى المطالبة بضبط النفس وإطلاق مفاوضات بنّاءة وجدّية لإعادة الاستقرار إلى دول المنطقة وتفادي المزيد من القتل والدمار، خصوصاً انّ هذا التصعيد يمكن ان يستمر طويلاً». وناشد قادة الدول القادرة التدخّل لوضع حدّ لما يجري قبل فوات الأوان، مشيراً «انّ لبنان، قيادة وأحزاباً وشعباً، مدرك اليوم، أكثر من اي وقت مضى، انّه دفع غالياً ثمن الحروب التي نشبت على ارضه وفي المنطقة، وهو غير راغب في دفع مزيد ولا مصلحة وطنية في ذلك، خصوصاً انّ كلفة هذه الحروب كانت وستكون أكبر من قدرته على الاحتمال».

الوجه الحقيقي

في هذه الأثناء، دان «حزب الله» في بيان «العدوان الأميركي الهمجي الغادر على المنشآت النووية السلمية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي يكشف الوجه الحقيقي للولايات المتحدة الأميركية كأكبر تهديد للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، ويشكّل انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي والإنساني واتفاقيات جنيف وميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر استهداف المنشآت النووية واستخدام القوة ضدّ دولة ذات سيادة، ويُعدّ تصعيدًا جنونيًا وخطيرًا غير محسوب، يُنذر بتوسيع دائرة الحرب ويدفع المنطقة والعالم نحو المجهول إذا لم يوضع له حدّ، ولم تتخذ المواقف الرادعة له». وقال: «إنّ المكر والخداع المفضوح الذي يمارسه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المنقاد بأوهام السيطرة والاستعلاء، وهذا الجنون بالتعدي على دولة ذات سيادة وقصف منشآتها النووية السلمية الخاضعة لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يؤكّد أنّ الولايات المتحدة الأميركية ومعها طغاة الاستكبار العالمي، لا يريدون إلّا إخضاع الدول الحرة والمستقلة عن هيمنة هذا الاستكبار، ووضعها أمام أمرين: إما الخنوع والمذلة أو القتل والدمار».

أضاف: «لقد أرادت الإدارة الأميركية من خلال هذا العدوان الإجرامي أن تُحقّق ما عجز الكيان الصهيوني عن إنجازه في عدوانه المتواصل على الجمهورية الإسلامية في إيران، وأن تعوّض عن فشله الذريع في تحقيق أهدافه وفي التصدّي للصواريخ الإيرانية الموجعة والمزلزِلة. ويؤكّد هذا العدوان الشراكة الكاملة والمباشرة بين أميركا وإسرائيل في التخطيط والتنفيذ، ليس فقط في الحرب على الجمهورية الإسلامية، بل في كل ما تتعرض له المنطقة من حروب وجرائم، في غزة ولبنان وسوريا واليمن، مما يثبت أمام العالم أجمع، أنّ أميركا هي الراعي الرسمي للإرهاب ولا تعترف لا بمواثيق دولية ولا قوانين إنسانية ولا تعهدات ولا التزامات». وأكّد «تضامننا الكامل مع الجمهورية الإسلامية، قيادةً وشعبًا»، داعياً «الدول العربية والإسلامية والشعوب الحرة في العالم إلى الوقوف إلى جانب الجمهورية الإسلامية في مواجهة العدوان الأميركي والإسرائيلي». كما دعا الأمم المتحدة والهيئات الدولية والقانونية، وخاصة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى تحمّل مسؤولياتهم تجاه هذا العدوان الخطير الذي كان يمكن أن يؤدي إلى تلوث نووي يُهدّد سلامة مناطق واسعة من العالم ويودي بحياة عشرات الآلاف من الناس، لولا التدابير الإيرانية الاحترازية».

الموقف الإسرائيلي

على صعيد الموقف الإسرائيلي، أشار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إلى أنّ «نحن قريبون جداً من تحقيق أهداف الحرب على إيران، ولن ننهي عمليتنا مبكراً، ولن نواصلها أكثر مما هو مطلوب». ولفت إلى أنّ «الجيش والموساد يقومان بأعمال بطولية في عملية «الأسد الصاعد»، ونشكر ترامب على هذا العمل المشترك»، وقال: «لن ننسى الأثمان الباهظة التي دفعناها خلال عملية «الأسد الصاعد» وهجمات إيران علينا». واضاف: «قمنا مع الولايات المتحدة بإنجازات غير مسبوقة، وقلت إننا سنغيّر وجه الشرق الأوسط وهذا ما نفعله اليوم»، وتابع: «النظام الإيراني يريد تدميرنا ونحن قريبون جداً من القضاء على قدراته النووية والصاروخية. والعملية في إيران ستقرّبنا من تحقيق أهدافنا في غزة»، لافتاً الى أننا «سنقيّم الأمور وسنعمل من أجل ألّا تشكّل منشأة فوردو أي تهديد علينا».

تفجير كنيسة ومصلين

من جهة ثانية، وفي تطور خطير، هزّ مساء أمس انفجار كنيسة مار إلياس في منطقة دويلعة في دمشق، أوقع 20 قتيلاً و52 جريحاً.

وأفادت وزارة الداخلية السورية «أنّ انتحارياً يتبع لتنظيم «داعش» الإرهابي قد أقدم على الدخول إلى كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق، حيث أطلق النار، ثم فجّر نفسه بواسطة سترة ناسفة». وأوضحت «أنّ الوحدات الأمنية سارعت إلى موقع الحادث، وطوقت المنطقة بالكامل، وبدأت الفرق المختصة بجمع الأدلة ومتابعة ملابسات الهجوم».

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر قولها، إنّ «الانفجار أحدث حالة من الذعر بين الأهالي، في حين هرعت فرق الإسعاف والدفاع المدني إلى المكان لنقل المصابين وتأمين المنطقة، دون معرفة أسباب الانفجار أو طبيعته، بينما باشرت الأجهزة الأمنية التحقيق في ملابساته». وأشار إلى أنّ «كنيسة مار إلياس تعدّ من أبرز الكنائس المسيحية في دمشق، وتحمل طابعاً روحياً وتاريخياً مهمّاً بالنسبة لأبناء الطائفة المسيحية في المنطقة. وغالباً ما تحتضن الكنيسة فعاليات دينية واجتماعية، وتُعدّ مركزاً لتجمّع الأهالي في الأعياد والمناسبات».

 

 

 

"اللواء":

مع الضربات الأميركية «القاتلة» بـ «B2» على ثلاث منشآت نووية ايرانية من بينها «فوردو»، الذي حظي بكتابات وتحليلات بدأت ولم تنتهِ حتى بعد الضربات «الناجحة للغاية» حسب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي باغت طهران وقيادتها في الوقت الذي كان يتحدث بين الساعة والساعة عن الجهود الدبلوماسية.

الموقف يتجه الى خيارات معقدة على مستوى المنطقة، في ضوء وجهة الرد الايراني وما اذا كان سيقتصر على اسرائيل، ام بإقفال مضيق هرمز وتسديد ضربات للأهداف الاميركية المنظورة او الممكنة.

ولبنان، الحذر مما يجري، وعلى الرغم من انضباط حزب الله، ضمن السقف الرسمي والرئاسي في لبنان، فإن الاتصالات تركز على عدم تسجيل ما يدفع باتجاه التصعيد، مع العلم ان اسرائيل ما انفكت عن الانتهاك اليومي للاتفاق ذي الصلة بوقف النار، والقرار 1701.

وحسب المخاوف الدبلوماسية، فإن لبنان ليس خارج استهداف المصالح الاميركية، نظراً لاحتضانه بعثات دبلوماسية اميركية ومقر للسفارة في عوكر.

وعليه، اصدرت الخارجية الاميركية امراً بمغادرة افراد عائلات وموظفي السفارة الاميركية غير الضروريين في لبنان.

وكانت الضربات الاميركية ضد ايران، وانعكاساتها المحتملة موضع تشاور بين الرئيسين جوزف عون ونواف سلام، بهدف تجنيب لبنان تداعيات هذه الاوضاع، واعتبار المصلحة الوطنية السلاح الامضى في هذه الظروف الدقيقة، على حد تعبير رئيس الحكومة.

مؤكدا ان «وعينا لمصلحتنا الوطنية العليا هو سلاحها الامضى في هذه الظروف الدقيقة».

ورأى الرئيس جوزف عون ان قصف المنشآت النووية الايرانية يرفع منسوب الخوف من اتساع رقعة التوتر على نحو يهدد الامن والاستقرار، مشيرا الى ان لبنان الذي دفع غالياً ثمن الحروب غير راغب في دفع المزيد، ولا مصلحة وطنية في ذلك.

وفي السياق، جدَّد زوار عين التينة نقل تقييم الرئيس بري للموقف بعد الضربات الاميركية فجر امس، بالتأكيد على ان حزب الله لن يتدخل بالحرب 200٪.

ولم يحدث اي تطور ميداني من قبل حزب الله او غيره من الفصائل المسلحة، واكتفى الحزب باعلان التضامن الكامل مع ايران معربا عن ثقته بقدرتها على مواجهة العدوان، واذاقة العدو الاميركي الصهيوني مُرّ الهزيمة، ودعا حزب الله الدول العربية والاسلامية للوقوف الى جانبها.

وينظم حزب الله، بعد غد الاربعاء، مهرجانا تضامنا مع ايران امام السفارة في بئر حسن.

الوضع الميداني

ميدانياً، ومنذ صباح امس، لم تغادر المسيّرات الاستطلاعية والحربية سماء بيروت والضاحية الجنوبية، ومن الجنوب الى البقاع.

وشن طيران العدو الاسرائيلي فجر امس غارة جوية على مرتفعات تومات نيحا المشرفة على منطقتي البقاع الغربي واقليم التفاح ، مستهدفا مبنى الارسال، الذي يستخدمه العديد من محطات التلفزة والخليوي كنقطة بث وتغطية.

وادت الغارة الى تدمير المبنى بالكامل، وتحطيم كافة اعمدة واجهزة ومنشآت البث والارسال، وهو كان تعرَّض منذ يومين لغارة جوية مماثلة دمرت جزءًا منه.

كما حلَّق الطيران المـسيّر الاستخباراتي الاسرائيلي، فوق اجواء النبطية، عربصاليم، سجد، اللويزة، جرجوع، مليتا، حـومين الفوقا، القطراني، بـرغز، يحمر الشقيف ارنون، كفرتبنيت السكسكية، الصرفند والجوار وبيروت والضاحية.

ونفذت مسيّرة اسرائيلية مساء السبت عدوانا جويا حيث استهدفت بصاروخين موجهين دراجة نارية على مدخل برعشيت قرب الحاجز للجيش اللبناني.

وليلاً، حلق الطيران الحربي الاسرائيلي فوق الزهراني وصولاً الى العاقبية والبيسارية.

ومنع اهالي في بلدة السلطانية في بنت حبيل دورية تابعة لقوات اليونيفيل من اكمال تحركها في وادي السلطانية، وذلك لعدم مواكبة دورية من الجيش اللبناني معها.

واعلن لاحقاً الجيش الاسرائيلي اغتيال قائد مدفعية «حزب الله» محمد عدنان منصور في بلدة الطيبة بغارة جوية.

 

 

 

"الأنباء" الالكترونية :

ماذا بعد؟ سؤال من الصعب الإجابة عليه قبل اتضاح طبيعة الرد الايراني، والرد على الرد. الاحتمالات متعددة بما في ذلك الرهان على الحل الدبلوماسي، والذي تتزايد الدعوات الدولية لتغليبه على الحلول العسكرية. ولعل ما يزيد من ضبابية المشهد ما نقلته شبكة "إن بي سي" عن مسؤولين بالبنتاغون والبيت الأبيض قولهم إن "الساعات الـ48 المقبلة تثير قلقا بالغا"، إذ إن "المواقع التي قد يستهدفها الرد الانتقامي الإيراني لم تتضح بعد".

كما نقلت الشبكة عن مسؤولين أميركيين أنه من غير الواضح ما إذا كان أي رد انتقامي سيستهدف مواقع داخل أميركا أم خارجها، وهل سيكون الرد مباشرة من طهران أم إنه سيتم عن طريق "أذرعها" بالمنطقة. وما هو رأي الكرملين بالتطورات الذي سيسمعه وزير خارجية إيران عباس عراقجي في لقاءاته في موسكو التي وصلها أمس، وكذلك الموقف الصيني التي لها مصالح كبرى في إيران.

مصادر متابعة رأت في حديث للانباء الالكترونية ان ما بعد تدمير المنشآت النووية في إيران ليس كما قبله. لأن ايران اصبحت امام خيارات عدة أحلاها مر. فهي من جهة تهدد بإغلاق مضيق هرمز، وهي في نفس الوقت تواجه عقوبات منذ العام 2018 وانها ستكون أول المتضررين من إقفال المضيق.  فالعزلة ستزداد عليها وكذلك الضغوط الدولية، ولا حل لها إلا بالعودة الى المفاوضات للخروج بماء الوجه أمام الرأي العام الدولي. المصادر رأت أن أي قرار ستتخذه ايران غير العودة الى المفاوضات قد ينعكس سلباً عليها.

عطية

في المواقف وصف النائب سجيع عطية الهجوم الاميركي على ايران بالعمل العدائي المستنكر والمدان. مشبهاً ما جرى باستعمار جديد. عطية وفي حديث لجريدة الأنباء الالكترونية اعتبر ما جرى بأنه "صلبطة" دولية سياسية بغياب أي دور لما يسمى بالمجتمع الدولي  ومجلس الأمن. حيث هناك انتهاك للسيادة الدولية والكرامة الدولية. مضيفا انه لا يعرف ما اذا كانت ايران ستواجه ام ستستوعب الضربة. مقدراً اعتمادها الخيار الثاني، لكنها في المقابل ستزيد من ضرباتها الصاروخية ضد إسرائيل.

خليل

بدوره اعتبر استاذ القانون الدولي خليل حسين في حديث لجريدة الانباء الالكترونية ان الضربة الاميركية ضد المنشآت النووية الايرانية كانت معروفة بتوقيتها وحجمها، حتى أن قصة الدخول الاميركي على خط المواجهة مع إيران كان معروفاً. فالمهم الآن ماذا سيحصل بعد الضربة، معتبرا أن إيران في وضع صعب جداً، لكنه ليس مستحيلاً، فأمامها بعد الذي جرى مهمة صعبة تبدأ بإعادة تكوين النظام، وهذا يتطلب مجهوداً كبيراُ من أجل تقطيع المرحلة، اعادة تكوين البنية الاقتصادية والسياسية، خاصة وأنها وحيدة في مواجهة العالم، فليس لها حلفاء حتى الصين التي وقعت معها معاهدة تطوير العلاقات الاستراتيجية كلفت مئات ملايين الدولارات لم يصدر عنها موقف إدانة لما جرى. كذلك روسيا فهي في حربها مع اوكرانيا ما زالت تعتمد على المسيّرات الايرانية. 

تفجير ارهابي في دمشق

قُتل 20 شخصا وأصيب العشرات جراء تفجير استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق، في حين أشارت السلطات بأصابع الاتهام إلى تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت الداخلية السورية في بيان: "أقدم انتحاري يتبع لتنظيم داعش الإرهابي على الدخول إلى كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق". وأضافت أنه "أطلق النار ثم فجّر نفسه بواسطة سترة ناسفة".

وفي سياق حديثه لجريدة الأنباء الإلكترونية وصف النائب سجيع عطية تفجير الكنيسة بالعمل الجبان المدان والمرفوض. داعياً الدولة السورية لحماية كل فئات المجتمع السوري، مسلمين ومسيحيين. متخوفاُ من وصول الأمور الى فوضى قد تؤدي الى تهجير المسيحيين. وقال هذا العمل مستنكر وجبان لأن الحالة المسيحية موجودة في سورية منذ مئات السنين. معتبرا أن ما جرى إساءة للنظام الحالي. ولم يستبعد عطية فرضية ان يكون لإسرائيل دور في ما جرى. داعيا لوضع حد لهذا الفلتان وتقسيم المناطق واعادة سايكس بيكو جديد. مطالباً بالضرب بيد من حديد لصون الأمن.

 

 

 

"البناء":

بالرغم من تباهي رئيس حكومة الكيان بإعلان النصر واحتفال الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإنهاء المهمة، تؤكد السلطات الإيرانية، كما ورد في بيان الحرس الثوري، أن المنشآت الأساسية لتخصيب اليورانيوم تمّ نقلها من المباني المخصصة للمشروع النووي، خصوصاً في نطنز وأصفهان وفوردو، وأن الكميات المخصبة من اليورانيوم على نسب مرتفعة تمّ نقلها أيضاً، وأن خطة توزيع سرية نحو عشرات ومئات الأماكن قد تم اعتمادها قبل العدوان الأميركي، بينما يشكّك خبراء أميركيون بصحة الأنباء عن نجاح العملية في فوردو، ويتخوّف آخرون من تداعيات العدوان والرد الإيراني، بينما انتقل الرئيس ترامب بسرعة من الحديث عن إنجاز المهمة بنجاح إلى التلويح بالعمل على تغيير النظام في إيران، وهو ما كان ينفيه على الدوام، قبل أن يغرّد مساء أمس قائلاً، لنجعل إيران عظيمة، وإذا كان النظام الحالي عاجزاً عن ذلك فلم لا نغيّره، فيما كان مبعوثه للتفاوض مع إيران ينقل عنه تجديد الدعوة لإيران للعودة إلى المفاوضات.

في إيران نقاش مفتوح حول الردّ وتأكيد على حق الرد والإجماع على هذا الحق، وتلويح بأوراق القوة الإيرانية، سواء باستهداف القواعد الأميركية والأساطيل الأميركية في المنطقة، كما فهم من كلام مستشار الإمام علي الخامنئي الدكتور علي ولايتي، أو بالدعوة لإغلاق مضيق هرمز والتسبب بأزمة طاقة في العالم، كما كانت تقول مناقشات مجلس الشورى الإسلامي الذي ترك الأمر في النهاية في عهدة مجلس الأمن القومي، حيث قال عضو لجنة الأمن القوميّ في مجلس الشورى الإيراني إسماعيل كوثري إن المجلس وصل إلى نتيجة بخصوص إغلاق مضيق هرمز، لكن القرار النهائيّ بيد مجلس الأمن القومي. وصولاً إلى مناقشات على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي ترتفع فيها الأصوات المنادية بامتلاك سلاح نووي، فيما كان الحرس الثوريّ يؤكد الإجماع على مواصلة استهداف كيان الاحتلال، بعدما أصدر بياناً يقول فيه، “ذكرنا مراراً وتكراراً، فإن عدد القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، وانتشارها، وحجمها لا يشكل مصدر قوة، بل إنه ضاعف من ضعفها»، وأضاف «نذكركم بقوة أن التكنولوجيا النووية المحلية والسلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية لن يتمّ تدميرها بأي هجوم، بل إن هذا الهجوم من شأنه أن يعزز إرادة العلماء الشباب الإيرانيين الملتزمين بالتقدم والتنمية»، وختم «رداً على هذه الاعتداءات والجرائم، فإن عملية «عودة صادق 3»، التي شهد الصهاينة 20 موجة منها حتى الآن، ستستمر بدقة وهدف وعنف ضد البنية التحتية والمراكز الاستراتيجية ومصالح النظام الصهيوني».

في سورية، حدث كبير ضجّت به المنطقة، مع تفجير انتحاري تكفيري أدى الى استشهاد أكثر من عشرين مواطناً سورياً في كنيسة مار الياس في حي الدويلعة بدمشق، ما أعاد القلق الذي رافق مجازر الساحل السوريّ الطائفيّة التي ثبت تورط أجهزة الحكم الجديد فيها، ومن بعدها أزمة العلاقة مع منطقة السويداء السورية على أساس طائفي أيضاً، والخشية من أن يكون التكفيريّون يلقون تسهيلات من مواقع مؤثرة في أجهزة الحكم الجديد، في ظل أسئلة كبرى عن تكفير محميّ ينشر ثقافة التكفير، ويحاسب السوريين على هوياتهم الطائفية والمذهبية ويحظى برعاية وحماية مؤسسات الأمن في الحكم الجديد، بصفته أحد مكوّنات «الثورة».

بعد ساعات من تصريح للرئيس الأميركي دونالد ترامب قال فيه إنّ الجيش الأميركيّ نفّذ «هجومًا ناجحًا جدًا» استهدف ثلاث منشآت نوويّة إيرانيّة هي: فوردو، نطنز وأصفهان، طالبت الخارجيّة الأميركيّة موظفيها غير الأساسيين وعائلاتهم بمغادرة لبنان بسبب الوضع الإقليميّ. في حين تابع وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي بقلق شديد التطورات العسكرية في الشرق الأوسط، وكان على تواصل مستمرّ مع كبار المسؤولين في الدولة وسفراء الدول المؤثرة في المنطقة، لتجنيب لبنان أي تداعيات يمكن أن تصيبه جراء الأحداث الأخيرة.

إلى ذلك أكدت مصادر سياسية لـ “البناء” أن حزب الله متمسك بخياره بعدم الانخراط المباشر في الحرب، تفادياً لمنح “إسرائيل” ذريعة لتوسيع جبهتها نحو لبنان، خاصة أن تل أبيب ماضية في خرق التهدئة من طرف واحد دون رادع. وترى المصادر أن انضمام الحزب للحرب لن يغيّر في موازين القوى العسكرية، كما أن تصريحات الحزب وقياداته هدفها تأكيد التضامن السياسي والمعنوي مع إيران، ولا تعني اتخاذ قرار عسكري ميداني. وتشير المعطيات إلى أن الحزب يتجنب التورط في قرارات غير محسوبة، بعدما كلفه انخراطه في معركة غزة أثماناً باهظة.

على خط آخر أفادت صحيفة العدو “يديعوت أحرونوت” بأنّ الجيش الإسرائيليّ رفع مستوى التأهُّب على الحدود الشماليّة مع لبنان، تحسّبًا لأيّ ردود فعل أو تصعيد محتمل من جانب إيران أو حلفائها في المنطقة. واستهدفت طائرة حربيّة إسرائيليّة، مرتفعات تومات نيحا المُطلّة على منطقتي البقاع الغربي وإقليم التفّاح (شرق لبنان)، فأصابت مبنى للإرسال تستخدمه محطّات تلفزيونيّة وشبكات اتّصالات خلويّة كنقطة بثّ وتغطية، من بينها قناة “المنار”، ما أدّى إلى تدميره بالكامل. وفي سياقٍ متّصل، سقط صاروخ اعتراضيّ إسرائيليّ في وسط الطريق الفرعيّ الواصل بين وادي السلوقي ومستشفى ميس الجبل، قرب قلعة دوبيّه جنوبي لبنان، من دون وقوع إصابات. كما وتسلّلت قوّة إسرائيليّة متمركزة في جبل البلاط إلى أطراف بلدة عيترون الشرقيّة (جنوب لبنان)، وفجّرت منزلًا غير مأهول عند تخوم البلدة.

إلى ذلك وفيما يزور رئيس الحكومة نواف سلام قطر اليوم للبحث مع كبار المسؤولين في الأوضاع في المنطقة عموماً، ولبنان خصوصاً، في ضوء الحرب الإسرائيلية على لبنان إضافة الى المساعدات التي تقدّمها قطر للبنان، شكلت زيارة المبعوث الأميركي توماس باراك الى لبنان محل متابعة سياسية، إذ بات لبنان مطلوباً منه الانخراط في ترتيبات إقليمية تتجاوز حدوده، تشمل ضبط سلاح حزب الله وترسيم الحدود، في ظل اشتعال الحرب بين “إسرائيل” وإيران. وبحسب مصادر سياسية لـ “البناء” فإن الورقة الأميركية ليست تفاهماً بل فرض إرادات تحت التهديد بانهيار الدعم الدولي، مع تحميل الجيش مسؤولية التنفيذ. وهذا يضع حزب الله أمام اختبار مصيريّ: إما القبول بشروط تفرض نزع سلاحه تدريجياً، أو المجازفة بصدام مع الداخل والخارج. وفيما تشير المصادر إلى أن مصير الورقة يرتبط مباشرة بمسار الحرب الإقليمية ونتائجها على طهران، تشدّد على أن مباشرة الرؤساء الثلاثة بدراستها يعكس قلقاً لبنانياً من الضغوط الأميركية وتشكيل لجنة مشتركة هدفه إنتاج ردّ موحّد.

على خط آخر قدّم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون تعازيه الحارة إلى كنيسة الروم الأرثوذكس بضحايا التفجير الإرهابي الذي وقع مساء الأحد في كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة في دمشق، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى الذين أصيبوا في التفجير.

وأكد إدانته الشديدة لهذا الحادث الإجرامي، داعياً السلطات السورية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكراره وتوفير الحماية لدور العبادة ولروادها، ولجميع المواطنين السوريين إلى أي طائفة انتموا لأن وحدة الشعب السوريّ تبقى الأساس لمنع الفتنة ووأدها في مهدها.

وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الإرهاب لا طائفة ولا دين له، وأن رعاته سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الدول، هم أعداء لله ولرسالاته السماوية السمحاء التي جاءت من أجل كرامة الإنسان لأي دين أو طائفة انتمى.

وأكد رئيس الحكومة نواف سلام، في بيانٍ رسميّ أنّ “هذا العملَ الإجراميَّ الدنيءَ يستهدف سورية، دولةً وشعبًا، ويهدف إلى زرع الفتنة وإحداث شرخٍ داخل النسيج الوطنيّ السوريّ”. وشدّد على “تضامن الحكومة اللبنانيّة الكامل مع الجمهوريّة العربيّة السوريّة في جهودها لصون أمنها واستقرارها”، معلنًا “استعدادَ لبنان للتعاون والتنسيق في كلّ ما من شأنه تعزيز الأمن ومواجهة الإرهاب”. كما أعرب رئيس الوزراء عن ثقته “بقدرة الدولة السوريّة ومؤسّساتها على تجاوز هذه المحن والتصدّي لأيّ مخطّطاتٍ خبيثةٍ تسعى إلى زعزعة الاستقرار أو المسّ بالوحدة الوطنيّة”.

وعلى خطٍّ موازٍ، صدر عن بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس بيانٌ جاء فيه: “في اليوم الذي تُقيم فيه كنيستُنا الأنطاكيّة ذكرى جميع القدّيسين الأنطاكيّين، امتدّت يدُ الإثمِ الغادرةُ وحصدت أرواحَنا مع أرواح أحبّتنا الذين سقطوا شهداءَ في القدّاس المسائيّ في كنيسة مار إلياس – الدويلعة / دمشق”. وأوضحت البطريركيّة أنّه “بحسب المعلومات الأوّليّة المتوافرة لدينا حتى الآن، وقع انفجارٌ عند باب الكنيسة، ما أدّى إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى من المصلّين والموجودين في محيط الكنيسة”. وأضاف البيان: “فيما نقوم بإحصاء الشهداء والجرحى وجمع أشلاء أحبّتنا الذين لم نتمكّن حتى الساعة من إحصائهم بدقّة، تستنكر البطريركيّة هذا العملَ الشائن، وتَشجُب بأقسى العبارات هذه الجريمةَ المروّعة. كما تدعو السلطاتِ القائمةَ إلى تحمّلِ مسؤوليّاتها الكاملة حيال ما يجري من انتهاكٍ لحرمة الكنائس، وإلى تأمين الحمايةِ لجميع المواطنين”.

علّق رئيس “التيّار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل على منصة “إكس” قائلًا: “إنّ دماءَ المسيحيّين السوريّين المهدورةَ في كنيسة مار إلياس تضع الحُكمَ السوريَّ أمام مسؤوليّةِ محاسبةِ المجرمين المعروفين منه، وتضع حلفاءَه الدوليين ورفاقَه اللبنانيين أمام تحدّي الحفاظ على جميع مكوّنات المجتمع، مع حقّها في حرّيّة المعتقد والرأي. حمى الله سوريا وأعان أهلها على البقاء موحَّدين على أرضها”.

واكد مسؤول العلاقات المسيحيّة في حزب الله محمد الخنسا، تضامن حزب الله الكامل مع الشعب السوريّ بجميع مكوّناته، مشيرًا إلى أنّ “مثل هذه الجرائم لن تنجح في كسر وحدة الشعب السوريّ، الذي سيلفظ الجماعات الإرهابيّة الدخيلة على نسيجه الوطنيّ وهويّته الأصيلة وفكره المعتدل”. واختتم الخنسا تصريحه مشدّدًا على أهمّيّة الوحدة الوطنيّة في مواجهة المخطّطات التكفيريّة والإرهابيّة التي تسعى إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة.

 

 

 

"الشرق":

في اليوم العاشر من الحرب الإسرائيلية الإيرانية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده نفذت هجوما “ناجحا للغاية” على المواقع النووية الإيرانية الثلاثة فوردو ونطنز وأصفهان، مؤكدا أن “الآن هو وقت السلام”، في حين قال مصدر إيراني كبير إنه تمّ نقل معظم اليورانيوم العالي التخصيب بفوردو إلى مكان غير معلن قبل الهجوم الأميركي.
وقال ترامب إنه تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع النووي الأساسي في فوردو، مؤكدا أن موقع فوردو انتهى. واوضح رئيس هيئة الاركان الاميركية ان غواصة اميركية مهدت بـ20 صاروخا من طراز ”توماهوك” قبل دخول طائرات بي 20 وإسقاطها 14 قنبلة خارقة للتحصينات أحدثت اضرارا كبيرة بـ”فوردو” ، ولاحقا قال مسؤول اميركي ان الضربات لم تدمر المنشأة.
في المقابل، قال المسؤول الإيراني إنه تمّ تقليص عدد العاملين في موقع فوردو إلى الحد الأدنى.وردا على ذلك أطلقت إيران دفعتين صاروخيتين صباح الأحد على إسرائيل، مخلفة دمارا كبيرا في عدة مواقع.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الصواريخ سقطت بشكل مباشر في عدة مناطق بإسرائيل. وأفادت مواقع إعلام إسرائيلية بارتفاع عدد المصابين إثر إطلاق الصواريخ الإيرانية على إسرائيل إلى 27 مصابا.
وقالت جهات إسرائيلية رسمية إن الرشقة الصاروخية الإيرانية قد امتازت عن سابقاتها من ناحية استخدام صاروخ متطور من طراز “خيبر”، وقد طالت عدة مواقع في منطقتي تل أبيب وحيفا الكبريين، وألحقت دمارًا واسعًا جدًا، وأدت إلى إصابة نحو ثلاثين من الإسرائيليين، معظم إصاباتهم طفيفة إلى متوسطة.
ونوهت الجبهة الداخلية في إسرائيل إلى أن الرشقة الصاروخية الإيرانية كانت عنيفة ودقيقة، لكن احترام المواطنين للتعليمات والبقاء داخل الملاجئ والغرف الآمنة قد حفظ حياة الكثيرين، حتى أولئك القاطنين في عمارات وأبراج تهاوت، لكن الملاجئ المحصنة لم تتهدم.
فرح إسرائيلي بالانضمام الأميركي
وواصلت إسرائيل هجماتها الجوية في اليوم العاشر من حربها على إيران، حيث استهدفت مواقع في بوشهر وأصفهان ويزد وتبريز والاهواز، وذلك في أعقاب ضربات نفذتها الولايات المتحدة ضد المنشآت النووية الرئيسية في البلاد فجر الأحد، واستهدفت مواقع عسكرية ومنشآت للصواريخ.
وقال نائب محافظ بوشهر إن إسرائيل استهدفت موقعين عسكريين في المحافظة الواقعة جنوب غرب إيران . وكانت وسائل إعلام محلية قد أفادت بأن انفجارات شديدة دوّت في المحافظة التي تقع فيها المحطة النووية الوحيدة العاملة بتوليد الكهرباء في البلاد.
كما أعلن الحرس الثوري الإيراني أن إسرائيل قصفت مقرين عسكريين في محافظة يزد وسط إيران، فيما قالت وكالة مهر الإيرانية إن الدفاعات الجوية تصدت لأهداف معادية في أجواء محافظة أصفهان وسط البلاد.
وتصدت الدفاعات الجوية أيضا لهجوم إسرائيلي على مدينة دزفول في محافظة خوزستان جنوب غرب البلاد، وفقا لوكالة مهر.
في تلك الأثناء، توعد القائد الجديد للحرس الثوري اللواء محمد باكبور -في أول ظهور له- بمواصلة “العمليات الجوفضائية” ضد إسرائيل.
وبثت وسائل إعلام إيرانية مشاهد لاجتماع برئاسة باكبور الذي تسلم منصبه خلفا لحسين سلامي الذي اغتالته إسرائيل في بداية الحرب.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن 30 طائرة حربية هاجمت عشرات الأهداف العسكرية في إيران باستخدام أكثر من 60 قطعة ذخيرة.
سياسيا، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن أحداث هذا الصباح لها عواقب وخيمة، وعلى أعضاء الأمم المتحدة الشعور بالقلق إزاء هذا السلوك الإجرامي.
على الجانب الإسرائيلي، وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس شكره للرئيس ترامب على قراره “التاريخي” بتدمير 3 منشآت نووية في إيران.
واعتبر أن تدمير المنشآت يهدف إلى استمرار العمليات الإسرائيلية والتأكد من أن إيران لن تمتلك سلاحا نوويا.
ونقلت الإذاعة عن هذه المصادر قولها إن إسرائيل أنهت بنك الأهداف في إيران، خاصة المنشآت النووية، وأنها كانت تنتظر تدخل الولايات المتحدة، صاحبة القدرة الوحيدة عسكريًا على تدمير المنشأة النووية داخل باطن الأرض في فوردو.
ونقلت الإذاعة العبرية العامة عن مصادر في المؤسسة الأمنية قولها إن إسرائيل لوحدها لا تستطيع تدمير منشأة فوردو في إيران، وأنها كانت تعلم مسبقًا، ومنذ فترة طويلة أن الرئيس ترامب سيقوم بالهجمة، التي جاءت صباح الأحد. وليس صدفة أن الإدارة الأمريكية فضلت أن تتم الهجمة فيما البورصة الأمريكية في عطلة، تحاشيًا لصورة تراجع في الأسواق والاستثمارات المالية.
وتمنت اسرائيل على واشنطن استكمال ضرباتها في إيران لمنع التورط في حرب استنزاف.

طهران تتوعد بالرد على الضربات الأميركية وتدعو لاجتماع مجلس الأمن وعراقجي إلى موسكو

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن أميركا وإسرائيل تجاوزتا خطا أحمر كبيرا بمهاجمة منشآت بلاده النووية، مشيرا إلى صعوبة العودة للمفاوضات، ودعا لجلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي بهذا الشأن.

وندد عراقجي بالعدوان الأميركي العسكري الشرس على منشآت بلاده النووية، وقال إن الإدارة الأميركية مسؤولة بشكل كامل عن التداعيات الخطيرة للعدوان.

وقال إن أميركا وجهت ضربة لمبدأ عدم الانتشار النووي، وإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خان إيران ورضخ لطموحات مجرم اعتاد على استغلال أراضي وثروات الشعوب لتحقيق أهداف إسرائيل، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية.

وقال وزير الخارجية الإيراني إن الصمت في وجه الأعمال العدائية سيوصل العالم إلى مرحلة خطيرة، وأضاف “تعرضنا للهجوم وعلينا الرد وفق حقنا المشروع بالدفاع عن النفس”.

وأضاف أن “إيران تحت الهجوم من قبل قوة عظمى نووية ونظام مسلح بأسلحة نووية ويجب التنديد بذلك”.

حق الرد

وبشأن الرد الإيراني على الهجوم الأميركي فجر الأحد، أكد عراقجي على حق بلاده في الدفاع عن النفس بموجب الميثاق الأممي، مشيرا إلى أن طهران تحتفظ لنفسها بخيارات للرد. وقال عراقجي “تعرضنا للهجوم وعلينا الرد وفق حقنا المشروع بالدفاع عن النفس”.

وأوضح “هناك عدد متنوع من الخيارات أمامنا للرد على الهجوم الأميركي ولن أفصل أكثر”.

وقال وزير الخارجية الإيراني إن على الأمم المتحدة ووكالة الطاقة الذرية أن تشجبا هذه الاعتداءات.

وأضاف “إدارة ترامب تهددنا بهجمات إضافية وعلى المجتمع الدولي التحرك لحماية الأمن على المستوى العالمي”. وأشار الى انه سيلتقي اليوم الرئيس فلاديمير بوتين.

من جهته، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن بلاده لن تتخلى أبدا عن حقها في الطاقة النووية، الذي “لا يمكن انتزاعه منها بالحرب والتهديدات”.

ولفت مسؤول ايراني الى ان اي تحرك لاستهداف المرشد الايراني سيؤدي الى رد بلا حدود، ويغلب باب التفاوض.

 

 

 

 "الشرق الأوسط":

اتفق الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام على العمل لتجنيب لبنان تداعيات الأوضاع الراهنة بعد التصعيد الإيراني - الأميركي، وقصف المنشآت النووية الإيرانية، صباح الأحد.

وقال عون، في بيان، إن «التصعيد الأخير للمواجهات الإسرائيلية - الإيرانية والتطورات المتسارعة التي ترافقها، لا سيما قصف المنشآت النووية الإيرانية، من شأنه أن يرفع منسوب الخوف من اتساع رقعة التوتر على نحو يهدد الأمن والاستقرار في أكثر من منطقة ودولة، الأمر الذي يدفع إلى المطالبة بضبط النفس، وإطلاق مفاوضات بناءة وجدية لإعادة الاستقرار إلى دول المنطقة، وتفادي مزيد من القتل والدمار، لا سيما أن هذا التصعيد يمكن أن يستمر طويلاً».

وناشد عون قادة الدول القادرة «التدخل لوضع حد لما يجري قبل فوات الأوان»، مؤكداً أن «لبنان، قيادة وأحزاباً وشعباً، مدرك اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أنه دفع غالياً ثمن الحروب التي نشبت على أرضه وفي المنطقة، وهو غير راغب في دفع المزيد، ولا مصلحة وطنية في ذلك، لا سيما أن تكلفة هذه الحروب كانت وستكون أكبر من قدرته على الاحتمال».

وكان عون تابع منذ فجر الأحد التطورات العسكرية التي نتجت عن قصف المنشآت النووية الإيرانية، وظل على اتصال مع سلام ووزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى وقائد الجيش العماد رودولف هيكل وقادة الأجهزة الأمنية، مؤكداً «ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للمحافظة على الاستقرار في البلاد»، بحسب بيان الرئاسة.

سلام: لتجنيب توريط لبنان

من جهته، أعلن سلام أنه أجرى اتصالاً مع الرئيس عون، تم خلاله البحث في التطورات الخطيرة التي تمر بها المنطقة، وانعكاساتها المحتملة على لبنان، مشيراً إلى أنه «جرى الاتفاق على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين الجانبين، والعمل المشترك لتجنيب لبنان تداعيات هذه الأوضاع، وتغليب المصلحة الوطنية العليا، والحفاظ على وحدة الصف والتضامن الوطني».

وقال سلام عبر حسابه على منصة «إكس»: «بمواجهة التصعيد الخطير في العمليات العسكرية، ومخاطر تداعياتها على المنطقة بأسرها، تزداد أهمية تمسكنا الصارم بالمصلحة الوطنية العليا التي تقضي بتجنيب توريط لبنان أو زجّه بأي شكل من الأشكال في المواجهة الإقليمية الدائرة»، مؤكداً: «وعينا لمصلحتنا الوطنية العليا هو سلاحنا الأمضى في هذه الظروف الدقيقة».

وفي السياق نفسه، أجرى سلام سلسلة اتصالات شملت كلاً من منسى، ووزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، والعماد هيكل، وذلك في إطار تنسيق الجهود واتخاذ جميع التدابير الأمنية اللازمة للحفاظ على الاستقرار الداخلي، وصون الأمن الوطني في هذه المرحلة الدقيقة.

وزير المالية: نعوّل على وحدتنا

من جهته، شدد وزير المالية ياسين جابر على أن الموقف ثابت وموحد بتجنيب لبنان أي ارتدادات.

وقال جابر، المحسوب على رئيس البرلمان نبيه بري، خلال رعايته احتفالاً تربوياً في الجنوب: «المنطقة تمر بظروف مصيرية وخطرة، لكننا ما زلنا نعوّل على وحدتنا ووعي قياداتنا، وهذا ما نلمسه بما يتمتع به مسؤولونا في الدولة، من رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ومن الحكومة مجتمعة، من حكمة ودراية وسبل تعاطٍ، فالموقف ثابت وموحد بتجنيب لبنان أي ارتدادات تنعكس سلباً على أوضاعنا الداخلية، وهذا ما يمنحنا ثقة تدفع بنا إلى استكمال التقاط أنفاسنا الاقتصادية والمالية»، مؤكداً أن «ما يعطينا الدافع هو أن الموقف الرسمي محصن ومتوثب لإعلاء مصلحة لبنان العليا، مسخراً كل ما يلزم من خطوات داخلية وعلاقات خارجية في سبيل إعادة نهوض لبنان، وضمان إعادة إعماره».

استمرار الانتهاكات الإسرائيلية

في غضون ذلك، استهدفت غارة إسرائيلية مرتفعات تومات نيحا المشرفة على منطقتَي البقاع الغربي وإقليم التفاح، حيث أفيد بأنها استهدفت مبنى الإرسال الذي تستخدمه محطات تلفزيونية وشبكات اتصالات خلوية عدة كنقطة بث وتغطية، من بينها قناة «المنار»؛ ما أدى إلى تدميره بالكامل.

كذلك، سقط صاروخ اعتراضي إسرائيلي وسط الطريق الفرعي بين وادي السلوقي ومستشفى ميس الجبل، قرب قلعة دوبيه جنوب لبنان، بينما تسللت قوة إسرائيلية متمركزة في جبل الباط إلى أطراف بلدة عيترون الشرقية في جنوب لبنان، وقامت بتفجير منزل غير مأهول.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية