الخطيب: للمستعجلين على نزع السلاح، هذا التنازل ليس في صالحكم
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Jul 06 25|11:02AM :نشر بتاريخ
تم احياء اليوم التاسع من محرم في مقر المجلس طريق المطار، برعاية نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، وحضوره الى حشد من علماء دين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين.
وبعد تلاوة اي من الذكر الحكيم للقارئ احمد المقداد، قدم الحفل الدكتور جهاد سعد، فقال: "الم يان للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون. ( الحديد ، 16).
وقال رسول الله ص: لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع ... وبالفعل سرعان ما رضيت الأمة بالطقوس من دون روح العبادة ، وبالصلاة من غير ابعادها الإجتماعية ، وبالحج من دون أن تتمحور حياتها حول التوحيد الخالص ، وبلغة التشيع رضيت الامة بالعبادة من دون ولاية ، والتي بها يقوم الدين في إصلاح الأنفس والمجتمعات، وبها تتمحور حياة الناس حول التوحيد ، وبها يسود العدل ، ويقتص للمظلوم من الظالم، وبها حياة الدين وعمارة الأرض، ونظام الملة كما تقول السيدة الزهراء عليها السلام :"وإمامتنا نظاماً للملة".
نعم لقد ابتلي الإسلام الذي بما ابتليت به الأديان السماوية من قبل ، وغرق في الطقوس على حساب الروح والمعنى الحقيقي للعبادة ، فكانت هجرة الحسين من مكة هجرة من الشكل إلى المضمون.
_ وانفصل أداء الصلاة عن إقامة الصلاة بمعناها القرآني بعد تخلي الأمة عن ولاية المعصوم ، فكانت هجرة الحسين ، من أداء العبادة إلى إقامة العبادة في أبعادها الإلهية والإنسانية والقرآنية والإجتماعية.
_ وكان استفحال هاتين الظاهرتين ناتجاً عن الاستنكاف عن البذل والعطاء والركون إلى الظالمين وطلب السلامة الدنيوية فكانت هجرة الحسين شهادة يبذل فيها كل ما هو غال ونفيس لتحرير الأنفس من أنانياتها وحرصها وتعليمها طريق الهجرة من الأنا إلى الله سبحانه وتعالى . ليقوم الدين في الأنفس والآفاق".
الخطيب
والقى راعي الحفل العلامة الخطيب كلمة جاء فيها: "ما نعيشه اليوم في لبنان ليس بعيداً عن واقع الامة كلها، هو جزء من هذه الصورة الكلية التي تعيشها الامة, أننا مجموعة من القبائل ونتعاطى مع بعضنا على اننا مجموعة من القبائل، لا يوحدنا هدف ولا توحدنا قضية، أنتم ترون القضية الفلسطينية اليوم والشعب الفلسطيني الذي يعاني ما يعانيه، كل بلد عليه أن يهتم بنفسه ولا تهمه اي قضية من قضايا الأمة،:وعلى الأمة كلها ان تجتمع لتعالج هذه المشكلة و تستعيد هذه القضية ولتعطي الشعب الفلسطيني حقه ، اليوم العرب ماذا يفعلون؟ العرب يتعاطون مع القضية الفلسطينية بأنهم لا علاقة لهم، حتى بالعلاقة الإنسانية العرب لا يتعاطون مع القضية الفلسطينية، المبدأ إنساني، فما نراه في الغرب الذي ليس له اي علاقة بالدين ولا علاقة مذهب وعلاقة مبدأ ولا وطن، ومع ذلك يتعاطون معها من منطلق إنساني، يؤيدون القضية الفلسطينية، يتظاهرون و يعترضون على حكوماته.التي تمد إسرائيل بالأسلحة التي تضلل الرأي العام،، أما العرب فهم بعيدون عن هذه القضية.، حتى على هذا المستوى الإنساني لا يتعاطون مع القضية الفلسطينية. لذلك نحن الصورة في لبنان كما ذكرت ليست بعيدة عن هذه الصورة العامة هي جزء منها ، كل أحد يعتني بنفسه، اليوم موضوع الاحتلال الاسرائيلي والعدوان الإسرائيلي على لبنان كيف تعاطى معه اللبنانيون؟ هل تعاطوا معه على أنه عدوان على لبنان أو عدوان على طائفة؟ يتعاطون معه على أنه عدوان على طائفه ولا ينبغي أن يكون للبنانيين الآخرين من بقية الطوائف أن يكون لهم دور في هذا الصراع، وأن يكون لهم دور في حماية لبنان وفي حماية الشعب اللبناني وكرامة الشعب اللبناني، هذه الصورة للأسف، كيف يقول أن لبنان وطن واحد وبلد واحد؟ وأن هناك سيادة للبنان وهناك من يرفع عنوان السيادة للبنان، أين الصدق في ذلك؟ كيف يتعاطون معه هذا العدوان على أنه عدوان على طائفه أو أن بعض الأحيان أكثر من ذلك يبررون هذا العدوان ويعطونه المبررات وأن السبب هو هذا السلاح وأن عليكم أن تنزعوا هذا السلاح من هذه الفئة التي تدافع عن لبنان، هل هذا إيمان بوطن؟ هذه السيادة؟ أين هو الشعب اللبناني؟ لا أدري أين هم المثقفون في لبنان؟ أين هم الذين يحلمون بلبنان ببلد مستقل قادر على الدفاع عن نفسه وحماية السيادة، كيف يدافعون عن سيادته؟ هم مثل الأمة العربية والإسلامية الذين تخلّوا عن دورهم في الحياة وأن لهم رسالة في هذه الحياة، وألقوا زمام أمورهم إلى الغرب، الآن العرب والمسلمون يعتمدون في حماية بلدانهم على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى الغرب، فلا هم ينتجون طعامهم ولا هم ينتجون لباسهم ولا هم ينتجون أسلحتهم، هم ينتجون النفط ويدفعونه للغرب حتى يحميهم، من من يحميهم؟ من الذين يهدد العالم العربي والعالم الإسلامي، ايران التي هي العالم العربي والعالم الإسلامي؟ المقاومة في لبنان هي التي تهدد العالم العربي والعالم الإسلامي؟ من الذي يهدد هذه البلدان؟ من الذي يأخذ هذه الأموال؟ أليس الغرب، أليس كل ما يؤتى به من أسلحة إلى الدول العربية وانفق في مقابلها كل هذا المال في مقابل ماذا؟ الخطر من ماذا؟ و من أين؟ المصدر هو اسرائيل والمتهم هو المقاومة والمتهم هي ايران التي تدعم المقاومة. انه انقلاب في المفاهيم وتشويه موضوع المقاومة تشويه الثورة الإسلامية في ايران، تشويه كل حركة في العالم العربي والعالم الإسلامي ممنوع ان يكون هناك حركة توعية أو حركة وعي، من الطبيعي ان مصلحة الغرب هو أن نبقى نائمين، لكن ما هي مصلحة أمتنا؟ في لبنان يريدون نزع السلاح. يجهدون في هذه الحرب، هم يمشون مع الحرب العسكرية التي تعرضت لها المقاومة وبيئة المقاومة وتعرض لها لبنان في الواقع بحرب ضغط سياسي داخلي وبحرب تشويه للمقاومة ولمجتمع المقاومة، والآن مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية الكل بانتظاره وماذا سيبجيبه اللبنانيون، والبعض في الداخل يزيد الضغط وينشر أخباراً ويخوّف الناس وأنتم بين أمرين: إما أن تسلموا وترفعوا ايديكم وتستسلموا كما طلبوا من إيران أن تستسلم وبين الويل والثبور وعظائم الامور، نحن مررنا بظروف اصعب من هذه بكثير، العدو الاسرائيلي دخل الى لبنان سنة 1982 ولكنه خرج من لبنان ذليلاً خاسئاً وانتصر شعبنا في عام 2000، هؤلاء نسوا هذا التاريخ، هؤلاء هم الذين يقولون أن المقاومة لم تفعل شيئاً، المقاومة لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي اخرجت العدو الإسرائيلي من جنوب لبنان وحررت لبنان في انتصار تاريخي في الخامس والعشرين من أيار سنة 2000، هذه المحاولات لإضعاف هذه البيئة ولسلخها عن مقاومتها لإضعاف المقاومة هي إضعاف للبنان لكل لبنان، لأن المقاومة اذا رضخت وبيئة المقاومة إذا رضخت وتنازلت فالتنازل لصالح من سيكون؟ هل لصالح الداخل اللبناني؟ ولصالح لبنان ام لصالح الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية والغرب، التنازل لن يكون لكم، الى المستعجلين على نزع السلاح ويصرون على استعمال كلمة نزع السلاح اقول : هذا التنازل ليس لصالحكم، هذا التنازل سيكون من لبنان للعدو الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية والغرب بشكل عام".
وتابع: "إذاً لماذا هذا الحقد ولماذا هذه الكراهية؟ لماذا شن هذه الحرب التي هي حرب على لبنان وليست حرباً على المقاومة وليست حربا ًعلى اللبنانيين، وانتم تقولون ان هذا السلاح لم يؤد الى نتيجة ومن الحرب الأخيرة المقاومة لم تستطيع ردع اسرائيل، المقاومة ردعت الاسرائيلي وانتم تشوهون الوقائع، ردعت اسرائيل التي لو استطاعت ان تصل الى الاولي بل الى الليطاني لما توانت عن ذلك، هل وصلت الى الليطاني فضلاً عن أن تصل الى الاولي ؟ هل استطاعت ان تفرض على لبنان وعلى المقاومة ما تريده من تنازلات؟ لم تستطع ان تفرض على لبنان وعلى المقاومة وعلى جمهور المقاومة ما أرادته، هل استطاعت أن تفصل بين جمهور المقاومة وبين المقاومة؟ هل ترون ان بيئة المقاومة رغم الذي حصل من خسائر ومن دمار ومن شهداء هل تنازلوا عن مقاومتهم؟ لأنهم يرون أن التنازل عن المقاومة تنازل عن كرامتهم تنازل عن أنفسهم هو بمثابة قتل النفس حينما يتخلون عن المقاومة، لنفرض ان كلامكم صحيح وأن المقاومة لم تستطع ان تردع؟ من السبب؟ بسببكم أنتم، أنتم الذين اوقعتم لبنان في هذه الحالة، لأنكم وقفتم الى جانب العدو بإعلامكم وبضغطكم السياسي وبضغطكم الاقتصادي الى جانب الضغط الاقتصادي الخارجي، أنتم جزء من هذه الحرب، لماذا تكذبون وتشوهون دور المقاومة؟ المقاومة ما زالت واقفة على ارجلها رغم كل هذا الضغط من الولايات المتحدة الامريكية اكبر قوة فاشية في هذا العالم الى أصغر قوة فيه وهم أنتم، ولكنكم تحاربون لبنان ولا تحاربون فئة في لبنان هذه الفئة الطليعة هي كشهداء كربلاء الذين فدوا الامة كلها وحافظوا على وجودها وعلى رسالتها، هذه الطليعة الذين هم كل الوطنيين الذين ايّدوا المقاومة بالسياسة، الذين ايّدوا المقاومة بالمال، الذين ايّدوا المقاومة ودعموها بالإعلام بكل جهات الدعم، بالكلام على المنابر، وعلى القنوات التلفزيونية، هؤلاء هم المقاومة، هؤلاء الى جانب المقاتلين على الجبهات وإلى جانب القادة الشهداء، هؤلاء هم ضمير لبنان، هذا السلاح ايها الاخوة هو مصدر قوة لبنان، حينما تريدون نزع سلاح المقاومة، كما قلت بالامس في الليلة الماضية، من يريد نزع سلاح المقاومة ينزع روح لبنان، من يريد ان يفرط بسلاح المقاومة يفرط بمصالح لبنان وبوجود لبنان، المقاومة حفظت اللبنانيين جميعاً واحترمت اللبنانيين جميعاً لأنها مؤمنة حقيقة بلبنان وبالشعب اللبناني، وهي لا تنطلق من منطلق طائفي عصبي ضيق إنما من منطلق وطني حقيقي إنساني.
هذه هي أساساً رسالة عاشوراء، هذه هي أصلاً رسالى الإمام الحسين".
وختم: "رسالتنا في آخر يوم نحيي في عاشوراء، اللبنانيين جميعاً أهلنا وإخواننا، وجودنا مرتبطا بوجودهم ونحافظ عليهم كما نحافظ على أنفسنا ولأن لبنان لا يمكن أن يستمر إلا بوحدة أبنائه ووقوفهم صفاً واحداً في مواجهة العدو. أرجو الله لهذا الوطن ولهذه الأمة الانتصار، وأرجو لهذه القوى أن تعيد قراءتها لواقعها ولتأخذ ما فيه مصلحة لبنان، ونحن مع دعوة فخامة رئيس الجمهورية للحوار الوطني لنرى أين يمكن الاستفادة وكيف يمكن الاستفادة من سلاح المقاومة لحفظ لبنان ومصالح اللبنانيين جميعاً. تقبّل الله منا ومنكم ورزقنا الله سبحانه وتعالى شفاعة الحسين وأبناء الحسين، السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك وأناخت برحلك، عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار".
وفي الختام، تلا الشيخ نعمة عبيد مجلس عزاء حسيني.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا