بشور: زياد الرحباني لا نقول وداعاً فأنت بإبداعك باق بيننا
الرئيسية مجتمع / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jul 28 25|17:04PM :نشر بتاريخ
رثا المنسق العام ل"تجمع اللجان والروابط الشعبية" معن بشور الفنان المبدع زياد الرحباني، وقال في كلمة : "حين كنا نلتقي في مقر تجمع اللجان والروابط الشعبية في المصيطبة صيف 1976، في عزّ الحرب اللبنانية القاسية، نستمع كل مساء إلى حلقة إذاعية بعنوان "بعدنا طيبين قول الله" لزياد الرحباني والمبدع الآخر الراحل جان شمعون، لم أكن أظن للحظة واحدة أن ذلك الفنان العبقري ما زال دون العشرين من عمره، وأنه كان يلتقط مع المبدع الآخر الصديق جان مشاعر المواطن اللبناني في عزّ أيام الحرب على لبنان والتي يسميها البعض بالحرب اللبنانية، مشاعر الإنسان اللبناني العادي الذي يكتوي بنيران تلك الحرب على يد بعض أهل الحرب بل تجارها إلى حد كبير".
وقال :"منذ تلك الأيام، وانا اتابع زياد الرحباني، لأجد صوته يسبقني إلى كل ناحية من نواحي لبنان حيث كنت أقول في لبنان يجتمع اللبنانيون على أمرين: أرز لبنان وزياد الرحباني ممثلاً لعائلة، أيقونتها فيروز، أعطت الفن اللبناني والعربي قدراً من الإبداع قلّ نظيره..
وفي إحدى زياراتي للمغرب العزيز، وانا اتجول في الأسواق الشعبية لمدينة الدار البيضاء وجدت صوت زياد، أغانيه ومسرحياته يلعلع من جوانب وحوانيت صغيرة في تلك المدينة الجميلة التي تمردت على الترجمة الفرنسية لأسمها (كازابلانكا) لتتمسك باسمها العربي (الدار البيضاء).
وفي كل زيارة إلى بلد عربي كنت أواجه السؤال ذاته: هل لك علاقة بزياد الرحباني لأكتشف أن المبدعين في بلادنا العربية، كزياد وغيره، هم الأكثر قدرة على تحطيم كل جدران التجزئة والتفتيت التي حاولوا إقامتها بين أبناء العروبة، بل كنت أشعر أن بعض أغاني زياد تتحول إلى ما يشبه النشيد الوطني في البلاد العربية من المحيط إلى الخليج، لاسيّما حين تربط بين الهم الوطني والهم الاجتماعي..
ولا أبالغ إذا قلت أن زياد وأمثاله من الفنانين والفنانات العرب الكبار وبقدرتهم على الوصول إلى آخر بيت عربي في أي قطر عربي مهما كان بعيداً عن مسقط رأسهم هو الدليل الأول على أن العرب أمّة واحدة وحضارة واحدة، وحملة رسالة واحدة..
ورغم كل الآلام التي يعيشها العرب هذه الأيام بفعل ما يجري في غزّة اليوم وعموم فلسطين، فأن نبأ رحيل زياد الرحباني قد تخطى كافة الأخبار لأن الأمّة كلها التي اكتوت بحزنها الكبير على ما يصيب أبناؤها من غزّة إلى كل أرض عربية مروراً بدماء أبنائها المقاومين، وهي إذ تبكي كل جراحها، فهي تبكي أيضاً فقيداً لم يغادر أوجاع وطنه وأمّته يوماً، بل فقيداً لم يفارقه الإبداع منذ أن كان فتى يافعاً..
رحمك الله يا زياد، وإذا كانت ظروف قاهرة قد حالت دون أن أكون في عداد مودعيك في المحيدثة – بكفيا، فأن في كل واحد منهم من يحمل دعائي لك بالرحمة الواسعة ولإبداعك الخلود".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا