إتفاقيات تغيّر المناخ.. واقعٌ يخالف المطلوب

الرئيسية بيئة / Ecco Watan

الكاتب : ليال نصر
May 17 22|13:46PM :نشر بتاريخ

منذ انعقاد مؤتمر كوبنهاغن عام ٢٠١٠ حتى اليوم، تنعقد مؤتمرات دورية ذات أهمية إستثنائية خاصة بالتغير المناخي، بالرغم من التغيرات أو التأجيل الذي طرأ عليها بسبب جائحة كورونا.

يشهد العالم بعض المتغيرات التي كنا نتوقعها منذ عشرين عاماً عن آثار تغير المناخ على الكرة الأرضية والاقتصاد والإنتاج والزراعة وارتفاع مستوى البحر، وبتنا نرى هذه المتغيرات بشكل محدود وفترات زمنية متباعدة، واليوم نحن شهود ونعيش مرحلة أحداث تغير المناخ وآثارها على دول العالم بحيث نرى فيضانات وأمطار غزيرة غير معتادة في مناطق، وجفاف في مناطق أخرى، كما نرى ارتفاعاً في مستوى مياه البحر وخراباً في الإنتاج الزراعي وانتشاراً لأمراض نباتية في غير مواعيدها أو أمراض بين الحيوانات والبشر بسبب ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي للكرة الأرضية الناتج من الاحتباس الحراري.

 ما هو الاحتباس الحراري ؟ الاحتباس الحراري ظاهرة ناتجة من ارتفاع مستوى انبعاثات الغازات المسببة للتغير المناخي وثاني أوكسيد الكربون. يقاس التغير المناخي بثاني أوكسيد الكربون باعتباره الغاز الأساسي، وهو ينبعث من احتراق المركبات والمواد التي تحتوي على الكربون وبشكل أساسي الوقود الاحفوري أي النفط والفحم الحجري والخشب وهذا يستخدم لإنتاج الطاقة بشكل واسع في كل دول العالم ما يتطلب إلتزام الدول المنتجة أو المسببة لهذه الانبعاثات وهي الدول الصناعية الكبرى أن تلتزم بالإتفاقية الإطارية لتخفيف الإنبعاثات إلى المستويات التي كانت قائمة قبل الثورة الصناعية وبالتالي الحؤول دون ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بما يزيد على درجتين ونصف.
ما هي الاتفاقية الإطارية؟

 هي اتفاقية تعتمد على محورين أساسيين هما سياسات التخفيف وسياسات التكيف. تهدف سياسات التخفيف إلى إلزام الدول الصناعية الكبرى بتخفيف انبعاثاتها للغازات المسببة للاحتباس الحراري وبالتالي التراجع عما يحدث اليوم من ارتفاع تدريجي لدرجة حرارة الكرة الأرضية، واتفاقية باريس تشكل محطة أساسية في هذا السياق إذ وضعت عام ٢٠١٥ استراتيجية هامة جداً بحيث يجب حتى نهاية هذا القرن أي عام ٢١٠٠ أن تتحقق العودة إلى مستويات الانبعاثات التي كانت قائمة قبل الثورة الصناعية أي تخفيف الانبعاثات إلى مستويات دنيا تحول دون ارتفاع درجات الحرارة والإبقاء على ارتفاع حاصل بدرجة ونصف أي ١,٥.

 كيف يتحقق هذا الهدف؟

 يجب أن يصار تدريجياً إلى الالتزام بنسب تخفيف الإنبعاثات في كل مؤتمر يعقد لتحقيق الهدف الإستراتيجي في موعده المتفق عليه. لذلك وبحسب الخبير البيئي د. ناجي قديح، فإن المؤتمرات الأخيرة التي عقدت بما فيها مؤتمر غلاسكو في اسكتلندا عام ٢٠٢١، ما زالت قاصرة عن فرض إلتزام الدول بمستويات التخفيف المطلوبة التي تؤمن تحقيق هذا الهدف الإستراتيجي في الموعد المتفق عليه.
 اذاً، يبدو أن ما يتحدثون عنه اليوم عن نسبة تخفيف الإنبعاثات حتى العام ٢٠٣٠ ليست وفق البرنامج الزمني المحدد في اتفاقية باريس، حيث كان يفترض أن يصل الالتزام لتخفيض نسبة ٣٠٪ من الإنبعاثات، أما ما تحقق في هذا المؤتمر بالذات، فهو الاتفاق على تخفيض ٧,٥٪ فقط، ما يعني أنه ورغم الضجيج والإعلام الذي رافق المؤتمر والإيهام بأن هناك نجاحات تتحقق، إلا أن الواقع في مستوى الإلتزام بتخفيف الانبعاثات هو أدنى بكثير. ويضيف قديح: "المطلوب والمفروض وضع استراتيجية للتخلي التدريجي عن استخدام الوقود الاحفوري في استخدام الطاقة واللجوء إلى مصادر الطاقة البديلة كالطاقة الشمسية وطاقة أمواج البحر وطاقة حرارة الأرض والطاقة النووية التي تؤمن مستوى عال ٍ من الطاقة دون أن تسبب انبعاثات لتغير المناخ".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan