الرفاعي: الغفلة عن المعركة لا تُعفي من المسؤولية
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Aug 08 25|11:50AM :نشر بتاريخ
أشار مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي إلى أن "الدولة تتعرّض لضغوط هائلة تهدّد بنيتها التحتية وأمنها واستقرارها، في ظل تهديدات صهيونية متكررة تطال كل لبنان، لا جزءًا منه. وفي الوقت نفسه، يُطرح نزع السلاح من المخيمات والفصائل والمجموعات التي واجهت الاحتلال، من دون أن يُقدَّم بديل واقعي لحماية البلاد. إن سحب هذا السلاح دون استراتيجية دفاعية واضحة، يُفقد لبنان عنصر الردع، ويجعله مكشوفًا في وجه أي عدوان، فتغيب القدرة وتُقيَّد الإرادة، ويُفرَض علينا الأمن كما يريده العدو، لا كما تختاره الدولة.
وقال في خطبة الجمعة: "نحتاج اليوم إلى عقول باردة تُعالِج القضايا الساخنة، لا إلى انفعالات تُصبّ في الشارع. فالتحديات الكبرى لا تُحلّ بالتصعيد ولا بالمواجهات الشعبية، بل بالحوار المسؤول في المؤسسات المعنية، حيث تُدار الأزمات بالعقل لا بالغضب، وتُقدَّم المصلحة الوطنية على ردود الفعل العابرة. الشارع لا يجب أن يواجه الشارع، بل أن تُوجَّه الطاقات نحو حلول تحفظ الاستقرار وتصون كرامة الجميع".
وتابع: "جربنا انقسام الجيش، وذقنا مرارة الحرب الأهلية، فلا نريد أن نُعيد فتح جراح لم تندمل، على الجميع التحلي بالوعي والحكمة وتحمل المسؤولية".
وأعلن: "نرفض اقتصادًا مبنيًا على المحرمات، ونطالب بتنمية حقيقية تُعيد لبعلبك الهرمل حقها في الحياة الكريمة، كما نطالب بمحاسبة عادلة لا انتقامية ولا انتقائية".
وأضاف: "المؤلم أن من دمّروا البلد وسرقوا أموال الناس لا يزالون في مواقع القرار. كيف يُصلِح مَن أفسد؟ وكيف نؤتمن على العدالة من لم يعرف طعمها؟ المحاسبة يجب أن تطال الجميع، دون استثناء".
وأردف: "في زمنٍ يُسوَّق فيه للفحشاء تحت لافتة "الرزق"، نسمع من يقول: نرقص لنأكل، نكشف لنكسب، نغشّ لنربح، نُراوغ لنعيش! وهم لا يعلمون أن الشيطان وعدهم الفقر ليجرّهم إلى الفاحشة، ولكن الله وعدهم مغفرة وفضلًا. فأيّ الوعدين أصدق؟".
وقال: "من يظن أن العدوّ الصهيوني يطمح إلى غزة منزوعة السلاح فقط، يُخطئ التقدير. العدو يسعى إلى شرقٍ أوسط منزوع الإرادة، منزوع السلاح. إنهم يريدون إقليمًا أعزل لا يملك أدوات الدفاع عن نفسه، ليبقى خاضعًا للهيمنة ومفتوحًا أمام أطماعهم، من البحر إلى النهر، ومن الحدود إلى العواصم".
ورأى أنه "حين يُطالب البعض بنزع سلاح غزة، يتناسون أن المشكلة ليست في السلاح، بل في الاحتلال. البندقية التي تدافع عن شعب مقهور ليست خطرًا، بل صرخة في وجه الظلم".
وختم الرفاعي: "الغفلة عن المعركة لا تُعفي من المسؤولية. الصمت في زمن المذبحة ليس حيادًا، بل خذلان مقنّع. لا أحد يُطالَب أن يحمل السلاح، لكن لا يجوز أن ينسى أن الكرامة يُدافَع عنها".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا