جابر :كلمتنا كلبنانيين يجب أن تكون جامعة حول سيادة وطنية مطلقة
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Aug 17 25|08:19AM :نشر بتاريخ
ايكووطن - الجنوب- ادوار العشي
إعتبر وزير المالية ياسين جابر، "أننا نمر بظرف مصيري وإستثنائي، وجميعنا كلبنانيين، مدعوون إلى تحمل المسؤولية كل من موقعه، فالأزمات الكبرى في الغالب، وإن عُرفت بداياتها، فالثابت أنه لا يمكن لأحد التنبؤ بتداعياتها، وهكذا هي التجارب، وهذا هو التاريخ، أصدق شاهد. من هنا، مطلوبة وملحة هي الحكمة والعقلنة".
أضاف: "إننا نعيش وسط حلبة لعبة أمم، الشرق الأوسط بكليته اليوم، في مستنقع الحدث، وبراعتنا كلبنانيين، أن نثبتها اليوم، ليس في العلم وحده، إنما أيضاً في تجنيب بلدنا الغرق في هذا المستنقع، لأن ما نخشاه، هو أن التداعيات متى تدحرجت، لن يعود بمقدور أحد أن يقوى عليها، أو أن يرسم حدوداً لها"، مشددا على ان "كلمتنا كلبنانيين، يجب أن تكون جامعة حول سيادة وطنية مطلقة، وحول وقف الإعتداءات على بلدنا، والعبث بأمنه وصون سلمه الأهلي".
كلام الوزير جابر ورد خلال رعايته الإحتفال الذي أقامته ثانوية التربية والتعليم في بلدة الدوير ، لتكريم طلابها الناجحين في الشهادات الرسمية للعام الدراسي 2024-2025 .
حضر الإحتفال الى الوزير جابر ، ممثلين عن نواب المنطقة، مدعي عام محافظة بعلبك-الهرمل القاضي حسين الحسيني ، مدراء ثانويات ومدارس رسمية، ممثل عن المجلس البلدي في الدوير واعضاء في البلدية، شخصيات تربوية وإجتماعية وإعلامية، وذوو الطلاب المكرمين.
قانصو
بعد النشيد الوطني، ونشيد الثانوية، ودخول موكب الخريجين، كلمة ترحيب للمربي حسين يونس، ثم ألقى رئيس ثانوية التربية والتعليم أديب قانصو كلمة، اعلن فيها ان احتفالنا اليوم، علامة فارقة في هذا الزمن، فرغم المآسي التي تهز مشاعرنا وتعصف بوجداننا، كان الإصرار على إقامة هذا الإحتفال وإنجاحه، لا حبا بالفرح، بل تدليلا منا، على وفائنا لصناع الفرح، شهداءنا الأبرار ، الذين بذلوا دمهم ، كي نفرح، كي نتكلم ونتكلم بحرية، وتركوا أشلاء هم على الصخور وتحت الركام، ذاكرة لفعل اإيمان بالوطن وبالحياة ، لا حبا بالموت، وتركوا لنا وصية بأن لا نطفىء الحياة، ونلغي مواعيدها، او ان نقبل بأن يطبق علينا صمت الخوف والذل والإنكسار، وتقوقع الخاسرين الذي يراد لنا ان نتكفن به.
ثم قدم طلاب من الثانوية لوحات فولكلورية، تلاها كلمة الخريجين، ألقتها الطالبة انجي بدران، ثم كلمة نائب رئيس لجنة الأهل عباس جوني.
ثم ألقى راعي الإحتفال الوزير جابر كلمة، قال فيها: "نحتفل اليوم والظرف قلق، بتخريج دفعة من طلابنا الذين تحدوا كما كل طلاب الجنوب، بمثابرتهم وإصرارهم على نهل العلم كل القلق الذي رافقهم خلال العام الدراسي الفائت بشجاعة، وسجلوا في مراتب النجاح على مستوى لبنان أعلى الدرجات".
أضاف: "لو لم تكونوا أبناءً تربية قائمة على التمسك بالقيم، وأبناء تربة تمايزت أرضها بالصلابة والتحم
إنسانها بالتضحية والصمود، لما نبتت فيكم روح تحدي اكتساب العلم والمعرفة والتطلع دوماً إلى الأعلى، فالشكر كل الشكر لآبائكم وأمهاتكم الصامدين رغم الإعتداءات والتهديدات، والتحية لإدارة ثانوية التربية والتعليم، ولهيئتها التعليمية التي عملت بوحي رسالتها، ليكون زادكم العلمي كما الضوء الذي ينير أمامكم مجالات التخصص وميادين الإبداع".
وتابع: "ستصبحون أنتم عما قريب رجال المستقبل، فاعملوا للوطن كما تعملون لأنفسكم ولعائلتكم
الصغيرة، وليكن الخير الذي تسعونه لبلدكم ، كما الخير الذي تسعونه لهما واجهدوا لكل خطوة تكرّس التلاقي مهما اشتد الخلاف مع الآخرين في وجهات النظر.
ابحثوا عن المشترك، ولا تدعوا الاختلاف يرفع بين اللبنانيين جدران التباعد والقطيعة اسلكوا طريق الحوار والإنفتاح، وابحثوا كما أوصانا الإمام السيد موسى الصدر عن كلمة سواء، فما يجمع يفوق بأضعاف ما يفرّق، فعيشنا واحد وكلنا على مركب واحد، وأي اختلال في مساره".
"مصيرنا جميعاً الهلاك، آمنوا بالحوار واعملوا به في كل مجالات حياتكم، وليكن ما تعلمتموه ليس مجرد مواد لكسب علامات النجاح وحسب، وإنما أسلوب حياة وطنية ومهنية وإنسانية على السواء".
وقال: "تفاءلوا دوماً بأن غداً سنعمل جميعاً ليكون أفضل، شدّوا السواعد، وإن بكينا أرواحاً عزيزة غالية، جراء ما أصابنا من ويلات الحرب، فإننا لن ننحني أو ندع اليأس يتسلل الى عقولنا وقلوبنا ما
دامت لنا السواعد التي تبني والأمل الذي لا يمكن أن يندثر".
وتابع: "ربما ينتظر البعض أن أتحدث في السياسة، من موقعي كوزير في هذه الحكومة، وسط المناخات
المعقدة، وأنا استفيض في الكلام إلى الخريجين فما ينطبق على هؤلاء البراعم من مسلمات، علينا أن نكون لهم القدوة في اتباعها، ونحن نمر بظرف مصيري واستثنائي، وجميعنا كلبنانيين مدعوون الى تحمل المسؤولية كل من موقعه من فالأزمات الكبرى في الغالب، وإن عُرفت بداياتها، فالثابت أنه لا يمكن لأحد التنبؤ بتداعياتها، وهكذا هي التجارب، وهذا هو التاريخ أصدق شاهد، من هنا، مطلوبة وملحة هي الحكمة والعقلنة، فنحن نعيش وسط حلبة لعبة أمم، الشرق الاوسط بكليته اليوم في مستنقع الحدث، وبراعتنا كلبنانيين، أن نثبتها اليوم ليس في العلم وحده، إنما أيضاً في تجنيب بلدنا الغرق في هذا المستنقع، لأن ما نخشاه هو أن التداعيات متى تدحرجت لن يعود بمقدور أحد أن يقوى عليها أو أن يرسم حدوداً لها؛ كلمتنا كلبنانيين يجب أن تكون جامعة حول سيادة وطنية مطلقة، وحول وقف الإعتداءات على بلدنا والعبث بأمنه وصون سلمه الأهلي، بالأمس قلنا ونكرر اليوم وعلى مسمع الجميع، ونأمل الا يقتطع البعض كلامنا وفق الرياح التي
تناسبه، نعم نحن مع قيام الدولة وإصلاحها، وتقوية مؤسساتها بما فيها الجيش والقوى الأمنية، ومع
بسط سلطتها كاملة. هذا ما ارتضيناه منذ دخولنا الحكومة، وفي بيانها الوزاري. ومفهوم تقوية
الدولة نترجمه أيضاً في الوزارة التي نتولى مسؤوليتها ، وقد حققنا تقدماً مهماً على طريق تعزيز مرافقها المالية وتطويرها، بما يعزز مواردها، ويسهم ليس في تقوية قطاعاتها الاقتصادية وتمكينها من المباشرة بإعادة الإعمار وحسب إنما أيضاً بالمساهمة في إعادة النهوض بالشأن الاجتماعي، وإن ما أقريناه قبل يومين لجهة تخصيص المتقاعدين بمبلغ 12 مليون ليرة يضاف شهرياً الى معاشهم التقاعدي، وتحويل كامل مستحقات الأساتذة والعاملين في مديرية التعليم المهني والتقني حتى نهاية العام 2025 ليسا إلا خطوة بداية داعمة، على طريق إصلاح الرواتب والأجور، ورفع مستوى المعيشة في سياق مسار يشمل فيما يشمل دعم القطاعات التربوية والصحية وكل ما يدفع بتعزيز الأوضاع الاجتماعية والارتقاء بها إلى المكانة التي ترفعها الى عدالة اجتماعية منشودة،".
واردف: "أكرر هنا السؤال الذي يحتاج الى جواب صادق وواضح وملتزم، هل سيدعوننا من أن نبني هذه الدولة، ونقوّي جيشها وقواها الذاتية؟ ونعيد بناءها الاقتصادي والإجتماعي والاعماري؟ وهل سيساعدوننا على إلزام المعتدي بوقف اعتداءاته؟.
فمن حقنا أن نطلب ضمانات من الدول التي رعت اتفاق وقف النار كي تتوقف آلة القتل والهدم
وإعاقة الإعمار و تردع المعتدي عن التمادي حاضراً ومستقبلاً، نحن نطالب بأبسط الحقوق التي تقرن قول مساعدة لبنان باستعادة سيادته بالفعل، وهذا يعني انسحاباً كاملاً لكل معتدٍ على هذه السيادة، ووقف الاعتداءات اليومية والاستباحة لاجوائنا، والزام اسرائيل الانسحاب من النقاط المحتلة وبالالتزام بكامل مندرجات القرار 1701 كي يتمكن الجيش اللبناني من الانتشار حتى آخر حبة تراب عند حدوده".
وختم: "صحيح أن الواقع مصيري، لكن لنا في بعض الرجال ،حكمة، وهنا، ومن هنا من النبطية قلب
الجنوب، لا يسعنا الا أن نجدد الثقة بمواقف دولة الرئيس نبيه بري ونكبر فيه الجهد الذي يبذله لتوفير مناخات الاستقرار المستدام، وتأمين الدعم لإعادة الإعمار، وتوفير مناخات العيش الآمن لجميع اللبنانيين، و أخيراً، ولن أطيل أكثر نحن سُعاة بناء دولة وعلينا واجب صونها وصون مؤسساتها الدستورية والشرعية، كما علينا واجب تقويتها كل من موقعه ودوره، فالأوطان القوية لا تقوم إلا بدولة قوية عادلة تحمي جميع أبنائها وتضمن حاضرهم ومستقبلهم اللائقين، وبهذا تفرض احترامها بين الأمم.
مبروك للخريجين، وبالنجاح الدائم والمزدهر بإذن الله، والشكر لادارة مدرسة التربية والتعليم، ولهيئتها التعليمية على كل الجهد والشكر للأهل على روح الصمود والإيمان بالأرض والثبات فيها، والشكر لكم جميعاً ، والى لقاءات دائمة مكللة بالنجاح".
بعد ذلك قدم قانصو درع تقدير للوزير جابر ، ثم جرى توزيع شهادات التقدير على الطلاب المكرمين.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا