اطلاق الحملة الإعلامية حول التحول في التربية والحلبي: لا يجوز ان تدفع اجيالنا ثمن تقاعس المؤسسات الدستورية عن انتخاب رئيس وتشكيل حكومة

الرئيسية تربية / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jan 24 23|18:15PM :نشر بتاريخ

أطلق وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي ووزير الإعلام  زياد المكاري والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة السيدة جوانا فرونتسكا والمدير العام للتربية عماد الأشقر الحملة الإعلامية حول التحول في التربية، وذلك في مؤتمر صحافي عقد في وزارة التربية، في حضور مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي السيدة كوستانزا فارينا وفريق عمل المكتب، وممثلي المنظمات الدولية والجهات الداعمة للتربية، مديرة مكتب الوزير رمزة جابر، مدير التعليم الأساسي جورج داود، رئيسة دائرة الإمتحانات أمل شعبان، مديرة مشروع "كتابي" الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية الدكتورة وفاء قطب ومسؤولة البرامج في المشروع بوليت عساف ، ومنسقة المشاريع الخارجية في الوزارة إيمان عاصي واعلاميين.
  
يذكر انه تم اطلاق الحملة الوطنية لتحويل التعليم في لبنان، لمناسبة اليوم الدولي للتعليم، استتباعا لقمة تحويل التعليم التي تم عقدها في نيويورك في أيلول 2022.
 
وبعد النشيد الوطني، تحدث مدير الحفل المستشار الإعلامي ألبير شمعون، فأشار إلى أن التطور السريع الذي فرضه إيقاع المتغيرات في العالم، فرض تحولا في التعليم ، ما استوجب شرحا وشراكة مع الرأي العام لمواكبة المتغيرات وتحقيق اهداف التنمية المستدامة لجهة الجودة.
 
 وتحدث المدير العام للتربية عماد الأشقر، فقال: "يمر لبنان في فترة صعبة وحرجة من تاريخه، حيث تراكمت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في السنوات الاخيرة ضاربة في طريقها كل القطاعات الحيوية والاساسية ومؤسسات الدولة والادارات العامة لتدخل لبنان في نفقٍ مظلم لا تعرف نهايته.
هددت هذه الازمة الحادة حياة الناس وحرمتهم من الحقوق الاساسية والبديهية كالغذاء والطبابة والتعليم وجعلت منها أملا منشودا وحلما يكاد يكون شبه مستحيل في بلد كان مهدا للحريات والحقوق ومنصة للفكر والادب والثقافة".
 
وأضاف:"إن الواقع المرير الذي نمر فيه اليوم في لبنان عامة وفي قطاع التربية بخاصة وضعنا في مواجهة مع المعلمين، بينما في الحقيقة الوزير والإدارة وكل العاملين في الوزارة، في صفهم ومع مطالبهم المحقة ويسعون بكل الامكانيات المتاحة بالتنسيق مع الجهات المانحة والشركاء الحرصاء على مصلحة لبنان لتأمين الحاجات وتسخير الامكانيات لإعادة فتح المدارس من أجل استمرارية قطاع التربية ومنعه من الانهيار.
 
نجتمع اليوم في وقت أصبح ضمان وصول كل الاطفال في لبنان إلى التعليم هدفا صعبا، وتحقيق جودة التعليم تحديا، والمحافظة على النظام التربوي أملا منشودا من أجل الاجيال الصاعدة. نجتمع اليوم، علنا نجد في هذا النفق المعتم ضوءا، لأن أشد لحظات الليل ظلمة هي التي تسبق الفجر. ولكم يحتاج لبنان إلى فجر جديد".
 
وتابع الاشقر: "نجتمع اليوم لاطلاق حملة إعلامية بالشراكة مع وزارة الإعلام، وبالتعاون مع منظمة اليونيسكو مواكبة لالتزامات لبنان في مؤتمر نيويورك لتحويل التعليم والذي خلص إلى ستة دعوات إلى العمل تمحورت حول: 
أولا: التعليم في حالات الأزمات.
ثانيا: التحدي العالمي لمواجهة أزمة التعليم .
ثالثا: ضمان جودة التعلم الرقمي العالم وتحسينها للجميع. 
رابعا: تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين الفتيات والنساء من خلال التعليم. 
خامسا: تمويل التعليم من خلال زيادة الاستثمار بشكلٍ أكثر إنصافاً وكفاءةً. 
سادسا: تحويل التعليم لتغيير العالم من خلال شراكة التعليم من أجل التخضير".
 واستطرد الاشقر:" أعلن لبنان بشخص  وزير التربية في مؤتمر التحول التعليمي في نيويورك في شهر أيلول الماضي التزام لبنان بدعوات العمل الست كأهداف للتحول التعليمي لسنة 2030 بهدف مواكبة المسارات العالمية للتربية علها تكون سبيلا وطريقا لتحويل الازمة إلى فرصة لانتشال قطاع التربية من مستنقع الصعوبات وخلق مسارات جديدة لتحقيق الوصول إلى التعليم وضمان الجودة العالية والحوكمة الرشيدة.
 
لقد بدأت وزارة التربية والتعليم العالي مسار التحول التعليمي عندما أصدرت الخطة الخمسية للتعليم العام كرؤية واستراتيجية عامة لضمان الوصول والجودة والتخطيط التربوي البنّاء والادارة الفعالة حيث حددت الأهداف والأولويات ورسمت المسارات والخطوات اللازمة لتحقيقها آخذة بعين الاعتبار التحديات المتزايدة والصعوبات المتراكمة. وحرصت الوزارة على تكامل كل الخطط والبرامج مع أولويات الخطة الخمسية التي تنقضي مدتها سنة 2025، لتكون التزامات لبنان في مؤتمر التحول التعليمي استكمالا واستمرارية لاهداف الخطة الخمسية حتى سنة "2030.

وتابع :"نطلق اليوم سويا بالشراكة مع وزارة الإعلام، والتعاون مع منظمة اليونيسكو هذه الحملة الاعلامية لتعريف المواطنين على واقع التربية في لبنان بمشاكله وتحدياته وعلى المبادرات المضيئة للاستجابة لهذه التحديات بالتعاون مع العديد من الشركاء بالاضافة لعرض مسارات التحول التعليمي والتزامات لبنان بالاهداف ذات البعد التنموي والمستدام.
 
تميز لبنان عبر تاريخه بالثروة البشرية الغنية حيث صدر وما زال يصدر المتميزات والمتميزون أصحاب الكفاءة والاختصاص إلى كافة دول العالم ليساهموا في إنماء الدول وتحقيق النجاحات العالمية في كافة الميادين. 
إن عماد هذا التميز هو المعلم المتميز والمدرسة والنظام التربوي في لبنان. نطلق اليوم هذه الحملة الاعلامية الوطنية للتأكيد على أهمية المحافظة على هذه الثروة البشرية عبر التزامنا الكامل بالعمل الحثيث لضمان حقوق المعلم وفتح المدرسة والحرص على أن تكون دامجة وحماية النظام التربوي وتطويره وتحويله لمواكبة التغيرات ومواجهة التحديات وأن يكون متناغما مع تطلعات أجيالنا الصاعدة.

بدورها، تحدثت أيضا المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السيدة جوانا فرونتسكا فقالت :" أود أن أتقدم بخالص الشكر لوزارة التربية والتعليم العالي، ووزارة الإعلام، واليونسكو، لدعوتي للمشاركة في هذا الحدث اليوم، والاحتفال باليوم العالمي للتعليم وإطلاق الحملة الإعلامية للتعليم في لبنان.   يمثل عام 2023 منتصف المدة منذ أن تبنت الأمم المتحدة خطة التنمية المستدامة لعام 2030 للسلام والازدهار والبشر والبيئة. وفي هذه اللحظة المفصلية في تطبيق تلك الخطة، يدعو اليوم العالمي للتعليم هذا العام إلى الحفاظ على تعبئة سياسية قوية حول التعليم لترجمة الالتزامات والمبادرات العالمية إلى أفعال في كل بلد.

واضافت: "  على المستوى العالمي، هناك أزمة تتعلق بنظام التعليم والخدمات التي تفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19 والركود المالي، والصراعات حيث لا يزال 244 مليون طفل وشاب خارج المدرسة. وانخفض عدد الشباب العاملين بمقدار 34 مليونًا في عام 2020 بمعدل أعلى من معدل البالغين. ولا شك ان هذه الأزمة العالمية تفاقمت في لبنان بسبب الأزمة الاجتماعية والاقتصادية.

 ومع ذلك، لا يجب أن يمنعنا شيء من ضمان الحق في التعليم الجيد طوال الحياة؛ وتعزيز التعليم كمسعى عام ومصلحة عامة. يجب علينا جميعًا أن نقوم بدورنا لضمان ذلك.

 التعليم هو المصدر الأساسي للأمل وبناء القدرات وتعزيز فرص الحياة لأجيالنا القادمة. ان التعليم مدى الحياة الذي يبدأ في السنوات الأولى من العمر يمكن أن يكسر حلقة الفقر، ويحسن المؤشرات الصحية، ويجهز الناس لوظائف لائقة مع فرص لاكتساب المهارات، والتخفيف من أزمة المناخ. يمكن للتعليم أن يعد المتعلمين للوفاء بمسؤولياتهم تجاه مجتمعاتهم ليكونوا مواطنين نشطين ومسؤولين. ان السعي لتحقيق المساواة بين الجنسين وضمان حقوق النساء والفتيات هو أيضًا التزام لا يمكن تحقيقه إلا إذا استثمرنا في التعليم.
 
وتابعت:" يبني اليوم العالمي للتعليم على الزخم الكبير الذي ولدته قمة الأمم المتحدة لتحويل التعليم التي انعقدت في نيويورك في أيلول 2022 والتي شارك فيها لبنان مبدياً اهتمامه بحشد الدعم السياسي والمالي لترجمة الالتزامات إلى أفعال. بما في ذلك تسريع التعليم الأساسي، ودعم التعليم الأخضر، وتعزيز التعلم الرقمي العام، وتعزيز المساواة بين الجنسين في التعليم ومن خلاله، وضمان استمرارية التعلم في حالات الطوارئ والأزمات الاجتماعية والاقتصادية.
 
    كما سلطت قمة الأمم المتحدة المشار اليها الضوء على أهمية ضمان بيئة تعليمية إيجابية تدعم تنمية جميع أصحاب المهارات حيث تشمل هذه البيئة المدارس، والمعلمين، والمناهج، وإدماج الجميع في الوصول إلى التعليم.
واشارت فرونتسكا الى انه " بسبب الأزمة الاجتماعية والاقتصادية، يتطلب الوضع اليوم في لبنان جهدًا مشتركًا منا جميعًا لضمان وصول كل طفل إلى المدرسة. إن تكلفة ضعف الاستثمار في التعليم تهدد مستقبل لبنان بصورة لا يستطيع تحملها. يجب علينا جميعًا أن نوحد جهودنا من أجل الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها خلال قمة تحويل التعليم. بما في ذلك من خلال عقد ميثاق تضامن للمضي قدمًا لترجمة الالتزامات إلى أفعال وتعزيز قدرات صانعي السياسات، والمعلمين، والمربين، لجعل التعليم تحويليًا. يجب أن نعمل معًا لدعم جميع عناصر المنظومة التعليمية، بما في ذلك المعلمين، وتمكينهم من الحصول على الموارد الكافية، وتنمية أنفسهم والوفاء بدورهم كمنتجين للمعرفة داخل نظام التعليم والمجتمع.

 وقالت : اليوم بمناسبة إطلاق الحملة الإعلامية في لبنان، أود أن أشجع وسائل الإعلام على مواصلة مشاركتها في دعم قطاع التعليم ونقل الرسائل الرئيسية المتعلقة بأولويات التعليم وخلق الفرص في البلد، مشيرة الى ان التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان. إنه مصدر للكرامة الشخصية والتمكين وقوة دافعة للنهوض بالتنمية الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والثقافية. لذا، يجب أن نضمن أن التعلم يمكّن الكافة في لبنان من إعادة تشكيل الحاضر وقيادة لبنان إلى مستقبل أكثر عدلاً، واستدامةً، وصلابةً، وسلميةً.
وختمت فرونتسكا بالقول:  إنني أتطلع إلى تعاوننا المستمر وتحقيق نتائج ملموسة في النهوض بأجندة التعليم".
ثم تحدث  المكاري فقال : "يسرني أن أشارك في فاعليات هذا المؤتمر الذي يناقش موضوع تحويل التعليم من اجل وضع حد للازمة العالمية المتمثلة في غياب المساواة والشمول والجودة في التعليم منذ جائحة كورونا، وليس خافيا انها تتعمق أكثر فأكثر في لبنان بسبب أزمة اقتصادية ومعيشية غير مسبوقة يعانيها المواطن. ان وضع حد لهذه الازمة يتطلب تضافر الجهود العالمية والمحلية وتعاون مختلف القطاعات والوزارات. ومن هذا المنطلق، تأتي مشاركتنا في اللقاء اليوم تحسسا منا في وزارة الإعلام لهذه الازمة العالمية من خلال دعمنا لقطاع التربية، ومواكبة منا لالتزامات لبنان بمؤتمر تحويل التعليم بوعي شعبي واجتماعي وبمعرفة المسار التحويلي المرتقب في التعليم في لبنان من اجل انتشاله من الازمات وتحويله الى منارة للتعليم في الشرق بغية ضمان حقوق الانسان والمساواة بين الجنسين والانصاف والادماج".
واضاف: "هدفنا من اللقاء هو ضمان تأطير هذه الالتزامات وتطبيقها في واقعنا اللبناني من خلال دعمنا للقطاع التربوي الذي تمكن في زمن الازمات هذا من الصمود والاستمرار بالرغم من الصعوبات. فعالمنا يزداد ضبابية و يطرح الكثير من التحديات:
أولا: جائحة كورونا التي حرمت الطلاب نصف اوقاتهم التي كان يفترض ان يقضوها في المدرسة.
ثانيا: الازمة الاقتصادية العالمية التي تحرم الطلاب في الكثير من الدول الكهرباء والانترنت، وتعرقل بذلك اللجوء الى وسائط تكنولوجيا الاتصال الضرورية للتعليم عن بعد.
ثالثا: عدم المساواة بين الفقراء والاثرياء في الحصول على التعليم. يضاف الى كل ذلك الفقر والحروب والصراعات وأزمات المناخ".
 
وتابع:"أما في لبنان، فإن الأزمات تتوالى خصوصا مع تفاقم مشكلة الكهرباء وزيادة الدين العام وانعدام القدرة الشرائية لدى المواطن وانهيار الليرة اللبنانية والبنى التحتية، اضافة الى الازمات السياسية و الاجتماعية، ولعل أهمها أزمة النازحين السوريين التي تفاقم الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وباتت تشكل عبئا كبيرا على البلد.
 
وأضف الى ذلك، الخلل في المؤسسات، سيما عدم انتخاب رئيس للجمهورية. كل هذه الامور وغيرها اثرت على قطاع التعليم الذي تزعزع أسوة بغيره من القطاعات الاساسية في البلد. وعلى الرغم من ذلك فان وزارة التربية تحولت الى خلية ازمة لإنقاذ ما يجب انقاذه من الاعوام الدراسية، من خلال اللجوء الى التعليم عن بعد والحفاظ على التعليم الرسمي واللجوء الى مساعدات خارجية لدعم الاساتذة وقطاع التعليم". 
 
وأشار الى "ان  التعليم عن بعد، حاول سد الفجوة الناتجة من عدم تمكن الطلاب من الوصول الى مدارسهم،الا ان لهذه الاستراتيجية ايضا سيئاتها، إذ إنها زادت عزلة الطلاب وفرضت نوعا من اللامساواة في الحصول على العلم".
 
وقال:"لذلك فان طرقا جديدة لتحويل التعليم اصبحت ضرورية. وقد واكبنا وزارة التربية في تأمين التعليم الرسمي من خلال شاشة التلفزيون الرسمي. وبرأينا هذه الوسيلة جيدة ومنصفة للجميع وخصوصا للفقراء الذين لا قدرة لهم على تأمين الانترنت او تحديث جهاز الكومبيوتر. اما التلفزيون فهو متوافر للجميع بشكل مجاني. الا أن دمج البرامج التربوية بالبرامج الترفيهية والاخبارية غير كاف. 
 
لذلك نحن نقترح تخصيص قناة للتعليم والتوعية".وقال: "لقد اطلعنا على التزامات وزارة التربية خلال مشاركة وزير التربية في مؤتمر التحول التعليمي في نيويورك، ونتعهد بدعم هذه الالتزامات والاقتراحات من خلال عملنا الإعلامي والتوعوي. ونرى أنه يجب تحسين اوضاع التعليم من دون التركيز فقط على مشاكل التعليم المادية، انما ايضا على صحة الطالب والمعلم النفسية والاجتماعية وضرورة حصوله على العلم".
 
وتابع: "نحن نضع منصاتنا ووسائل اعلامنا بتصرف التربية، اذ لا حل لمشاكل اللامساواة والتغيير المناخي من دون قطاعي التربية والاعلام. كما اننا نشيد بانشاء مرفق التمويل الدولي المعني بالتعليم والذي سوف يدعم التعليم والابتكار التربوي في العالم، و لا سيما في الدول التي تواجه ازمات كبرى مثل لبنان. كما نشكر اليونيسكو واليونيسيف ووزارة التربية لدعمها هذا القطاع بشكل كبير، ونتمنى ان يبقى لبنان منارة للعلم والتعليم في المنطقة من خلال مواكبة التحول العالمي في هذا المجال".

من جهته، قال  الحلبي: إذا استعرضنا مضامين الرسائل التي نطلق نماذج منها اليوم في حملتنا الإعلامية عن التحول في التعليم  ، نجد فيها بعضا من هواجسنا الكثيرة التي نعبر عنها في كل مناسبة ، من ضياع عام دراسي نتيجة الإضرابات ، او نتيجة تلاشي القيمة الشرائية لنقدنا الوطني ، او نتيجة حملة خبيثة مبرمجة تستهدف التعليم الرسمي وتضع نصف المتعلمين على قارعة التسرب المدرسي والضياع ، فيما سجل تاريخنا تضحية اجدادنا بأغلى المقتنيات للحصول على التعليم لأولادهم.
أقول ذلك وانا أستعرض العبارات التي تبنتها الامم المتحدة عبر منظماتها عند انتشار الوباء والإقفال القسري للمدارس ، والحجر المنزلي للبشرية ، فيما التربية لا تنتظر والتعليم حق نلتزم به ونوفره لجميع الأولاد المقيمين على الأراضي اللبنانية بدعم من المجتمع الدولي . هذا المجتمع الذي يبدو وكأنه يتراجع عن التزاماته تجاه لبنان ويضيق الخناق على الحكومة اللبنانية تحت عناوين شتى، تدفع التربية وأولاد اللبنانيين ثمنها . لكننا لن نتوقف عن التعليم مهما بلغ التضييق .

واضاف: اليوم نطلق مع الوزير الصديق زياد مكاري الحملة الإعلامية عن التحول في التربية والتعليم ، وقد شاركنا منذ اشهر في الأمم المتحدة في نيويورك بقمة التحول في التربية والتعليم ، واكدنا التزامنا بالأهداف المحددة للتنمية المستدامة .
واليوم نؤكد مجددا سعينا المستمر لتطبيق مقتضيات التنمية ، ونضم جهودنا إلى الجهود العالمية للمحافظة على الكوكب اخضر تتدنى فيه الإنبعاثات الحرارية إلى المستويات المقبولة . وننطلق في تحقيق المدارس الخضراء في مبانيها وتجهيزاتها وتدريب معلميها وترسيخ سلوكيات الحياة الخضراء والموارد المتجددة في حياة المتعلمين ويومياتهم .
صحيح اننا نعيش فقرا مدقعا ، لكننا نقاتل من اجل ان لا يتم وضع الأولاد امام خيارين إما التعليم أو الطعام ، لأننا لا نناقش في الحصول على الحق في التعليم بل نتطلع إلى رفع مستوى الجودة ،وتحويل المدارس إلى واحة جاذبة يتناغم فيها التعليم مع الأنشطة الرياضية والفنية ومع العناية بالبيئة المدرسية لتكون آمنة ومريحة وحاضنة للتنوع الوطني والفكري والإجتماعي ، يعتز التلامذة بانتمائهم إليها وتشكل منصة لانطلاق احلامهم وتطلعاتهم نحو المستقبل".
 
وتابع الحلبي :إننا نغتنم فرصة وجود المنسقة الخاصة للأمم المتحدة السيدة يوانا فرونتيسكا لنؤكد التزاماتنا أهداف التنمية والعمل اليومي لتحقيقها في مواعيدها ، ولنرفع الصوت عبرها إلى الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش لكي يعطي توجيهاته بدعم التربية في لبنان ، سيما واننا سلكنا طريق الحوكمة الرشيدة والشفافية واستخدام التكنولوجيا في ورشة تطوير مناهج التعليم ، وباشرنا الإصلاحات الإدارية وخفض النفقات غير المجدية ، واعتمدنا مسار الجودة والإعتمادية في المدارس . وبالتالي لا يجوز ان تدفع اجيالنا ثمن تقاعس المؤسسات الدستورية عن انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة".
 
وتابع :"كذلك نرحب بالوزير مكاري ونثمن وجوده ومؤازرته لوزارة التربية في إطلاق هذه الحملة ، والعمل على نشرها في وسائل الإعلام التي تواكبنا مشكورة . فنحن وإياه شركاء في كل ورش العمل التي تحمل عناوين تربوية ووطنية وتنموية وترفع إسم لبنان .
    إن ورشة تحديث المناهج تهدف إلى توفير تعليم متقدم يكوّن طالبا يمتلك فكرا ناقدا ومبدعا وممتلكا للمهارات، ومواطنا لبنانيّا راسخا في واقعه المحلّي وقادرا على التعامل مع الأزمات بمختلف أنواعها، ومواطنا عالميا منفتحا قادرا على مواكبة تحديات العولمة في كل ظرف وزمان ومكان، والعمل على أن يكون  التعلّم بمعارفه وطرائقه من أجل الحياة والعمل والتنمية المستدامة، ومن أجل السلام والتكافل الاجتماعي.
وإننا نتابع تحشيد كل الطاقات الفكرية والتربوية في لبنان للانكباب على التفكير في حماية التعليم ومستقبله وفاقا لمنهجية بحثية تتيح تقديم رؤية وحلول مبنية على معطيات علمية موثوق بها ورصينة وضمن مقاربات متقاطعة المجالات والمناهج، وتحديدا كل ما يتعلق بأزمة التعليم المتعددة الأوجه في خلال السنوات التي يُتوقع أن تمتد عبرها هذه الأزمة".
 
وأضاف الحلبي :"كما نواصل العمل على تحقيق التحول الرقمي، وردم الفجوة الرقمية، والوصول العادل للتقنيات،وبالتالي دخول عصر التعليم الرقمي التفاعلي انسجاما مع المناهج الحديثة.
 
شكرا للسيدة يوانا فرونتسكا ، وشكرا للوزير المكاري على التعاون الدائم ، وشكرا لوسائل الإعلام على تنوعها فهي طريقنا إلى الرأي العام".

وكانت قمة تحويل التعليم أكبر اجتماع للتعليم في العقود الأخيرة. وخلال هذه القمة، قامت 133 دولة بالتزامات وطنية لتعويض الفاقد التعليمي الناتج عن وباء كوفيد-19 وتحويل التعليم لإرساء الأسس للمستقبل  لتصبح هذه الدول أكثر شمولاً وملاءمةً وقدرة على الصمود في وجه الصدمات المستقبلية. 
احتشد المجتمع الدولي حول ست دعوات إلى العمل يحمل كل منها القدرة على تسريع وتيرة التغيير. تغطي هذه المبادرات العالمية التي تقودها تحالفات شركاء، مجالات أساسية هي: التعلم التأسيسي؛ والتحولات الخضراء والرقمية؛ والمساواة بين الجنسين؛ والتعليم في الأزمات والتمويل. واستعدادا للمشاركة في القمة، عقد لبنان سلسلة من المشاورات الوطنية التي أسهمت في صياغة التزامات من أجل إحداث تحول وطني في التعليم. وقامت وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان تماشيا مع توجه الحكومة اللبنانية، بمجموعة من الالتزامات، رغم الصعوبات التي تواجه اللبنانيين على كل الأصعدة. وتؤكد هذه الالتزامات أن التعليم هو أولوية قصوى بغض النظر عن سياق البلد، لأن التعليم يأتي أولا ولا يمكن أن ينتظر. لذا، ينبغي إعطاء الأولوية للتعليم لدفع البلد إلى الأمام.
 
يدعو اليوم الدولي للتعليم الحكومات والمجتمع الدولي والجهات المعنية الأساسية إلى الوفاء بالتزاماتها بإعطاء الأولوية للاستثمار في التعليم وتحويل التعليم من أجل عكس التراجع المشهود في أهداف التنمية المستدامة وتسريع التقدم نحو تحقيقها. 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan