فضل الله: لبنان لا يبنى بالتهميش بل بالتضامن والتكاتف

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Sep 07 25|10:42AM :نشر بتاريخ

عقد السيّد علي فضل الله لقاءً حواريًا في المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك، تحت عنوان "حُسن الخلق في المجتمع"، أجاب خلاله على عدد من الأسئلة والاستفسارات حول آخر المستجدّات في لبنان والمنطقة.

استهلّ اللقاء بتأكيد أنّ حُسن الخلق هو جوهر الدين وعلامة الإيمان، مشيرًا إلى أنّ "الإسلام مشروع أخلاقي شامل يهدف إلى إكمال مكارم الأخلاق في علاقة الإنسان بربّه، وبنفسه، ومع الآخرين"، لافتا إلى أنّ "النبي محمّدًا جاء ليتمّم مكارم الأخلاق، وأنّ الأخلاق لم تكن على هامش رسالته كما يظن البعض، بل أراد الله لها أن تحكم حياة الإنسان سلوكًا وممارسة، على المستوى الفردي والاجتماعي، في بيته، ومع جيرانه، وفي تعامله مع الكون والحياة من حوله".

وأضاف: "الإنسانية لا تكتمل إلا بالأخلاق، وبها فقط يصبح الإنسان إنسانًا"، معتبرًا أنّ "واقع الأمة اليوم يحتاج إلى ثورة أخلاقية تشمل الفقه والسياسة والاقتصاد والتربية والإعلام والثقافة، وكل مجالات العمل والإنتاج. ثورة تجعل الأخلاق حاضرة في سلوكياتنا ومواقفنا، فنرتقي بها ونُصلح عيوبنا".

وتابع: "بحسن الخلق يتحقّق النجاح على المستوى الفردي والمجتمعي، لما يوفّره من استقرار نفسي وانسجام أسري واجتماعي"، مؤكدا أنّنا "نمتلك رصيدًا غنيًا من القيم والأخلاق، ولسنا بحاجة إلى استعارته من غيرنا، إنما ينقصنا أن نجسّد هذه القيم في سلوكنا العملي وأن نتواصى بها، فتميّزنا يكمن في أنّ أخلاقنا تنبع من إيماننا، من حبّنا لله ورسوله وأهل بيته، لا من مجرّد قوة القانون أو فرضه".

وفي معرض حديثه عن مناسبة المولد النبوي الشريف، أوضح أنّ "الاختلاف في تاريخ ولادة الرسول يعود إلى اختلاف الروايات بين من يحدده في الثاني عشر من ربيع الأول، ومن يراه في السابع عشر منه"، مشددًا على أنّ "هذا التباين لا ينبغي أن يُدرج في خانة الخلاف المذهبي، داعيا إلى إحياء هذه الولادة المباركة باعتبارها محطةً لخروج البشرية من ظلمات الجهل والتمزّق والتناحر إلى رحاب الإسلام، حيث النور والعلم والوحدة والتقدّم".

كما أكد أنّ "الإخلاص للرسول يعني الإخلاص للقيم التي جسّدها، بالاقتداء بأخلاقه والتمثل بسيرته في صدقه وأمانته وحلمه وعفوه ولين كلامه وصفاء قلبه وحسن تعامله مع الناس".

ولفت إلى "ضرورة أن تتحوّل هذه المناسبة إلى فرصة لتعزيز الوحدة بين مكوّنات الأمة، بالتركيز على المشتركات وعناصر الالتقاء بدلًا من استحضار الخلافات"، محذرًا من الساعين إلى تمزيق صفوف الأمة عبر إثارة الفتن والعصبيات بما يخدم مصالح الأعداء ويسهّل سيطرتهم على مقدّراتها.

وفي ما يتعلّق بالمستجدات الأخيرة في لبنان، شدّد على أنّ "هذا الوطن لا يمكن أن يُبنى على الإقصاء والتهميش لأيّ من مكوّناته، بل على التفاهم والتضامن والتكاتف"، داعيا إلى "الحفاظ على الصيغة التوافقية التي تصون مصلحة لبنان وتحميه من الفوضى والحروب الأهلية، وإلى بناء دولة قوية وعادلة تحفظ أمنه واستقراره وسيادته وتُحصّن مواقع قوّته".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan