النهار: 5 أيلول ينهي "القطيعة" بين الرئاسات الثلاث اختراق إسرائيلي خطر غداة اجتماع الناقورة

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Sep 09 25|08:19AM :نشر بتاريخ

 رغم الانطباعات الإيجابية في المشهد الداخلي التي خلفتها عودة اللقاءات المباشرة بين الرؤساء الثلاثة، وترميم العلاقات بينهم بعد فترة فتور وتوتر بدأت بعد جلستي مجلس الوزراء في الخامس والسابع من آب قاربت "القطيعة" بين كل من رئيسي الجمهورية والحكومة جوزف عون ونواف سلام من جهة، ورئيس مجلس النواب نبيه بري من جهة مقابلة، أثارت موجة الغارات الإسرائيلية العنيفة على جرود السلسلة الغربية في الهرمل قلقاً متجدداً من أن تكون هذه الغارات رسالة تفلّت إسرائيلية من كل الرهانات على ضغوط أميركية على إسرائيل، بعدما دفعت الولايات المتحدة الأميركية قدماً لإعادة تنشيط لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل. كما أن المخاوف من هذه الغارات أثيرت في اتجاه أن تكون إسرائيل ترد على ما اعتبر مرونة في موقف السلطة اللبنانية حيال خطة قيادة الجيش اللبناني في شأن حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية، علماً أن وسائل إعلام إسرائيلية كانت عكست التقويم الإسرائيلي لما اعتبره تجنّب الجيش اللبناني الصدام مع "حزب الله" في الخطة التي اقرتها الحكومة اللبنانية في جلستها في الخامس من أيلول. حتى أن الغارات على أقاصي البقاع الشمالي وإعلان إسرائيل أنها استهدفت "معسكرات لقوة الرضوان" التابعة لـ"حزب الله" اكتسبت تفسيرات خاصة، لجهة الإضاءة على المناطق شمال الليطاني التي تختزن قدرات مسلحة ثقيلة لـ"حزب الله". وتنتظر الأوساط المعنية بلورة المواقف الخارجية المؤثرة ولا سيما منها موقف الإدارة الأميركية من خطة الجيش اللبناني الذي لم يعلن بوضوح بعد، على رغم التفسيرات الإيجابية الأولية التي واكبت زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس وقائد القيادة المركزية الأميركية الأميرال براد كوبر لبيروت الأحد ومشاركتهما في اجتماع لجنة الاشراف على وقف النار "ميكانيسم" في الناقورة. كما تترقب بيروت زيارة وشيكة ترددَ أن الموفد السعودي المكلّف بالملف اللبناني يزيد بن فرحان سيقوم بها لبيروت، ويفترض أن يتبلور معها الموقف السعودي من المجريات الأخيرة في لبنان وتحديداً القرارات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية في جلسات الخامس والسابع من آب والخامس من أيلول.

وغداة الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء سُجل أمس لقاءان في بعبدا وعين التينة، وكانت خطة قيادة الجيش محورهما، على أن يُستتبعا بلقاءات أخرى مكوكية في بحر الأسبوع، وسيعقد اليوم لقاء في عين التينة بين رئيسي مجلس النواب والحكومة.

ولكن المشهد السياسي اخترقه استهداف 7 غارات إسرائيلية لجرود السلسلة الغربية لجبال لبنان في الهرمل بعد ظهر أمس، كما استهدفت غارة أيضاً جرد اللبوة، وأسفرت الغارات عن سقوط 5 قتلى و5 جرحى. وهذه ثاني أعلى حصيلة في الغارات على الهرمل منذ 27 تشرين الثاني 2024، علماً أن الحصيلة الأكبر كانت في 15 تموز وبلغت 12 قتيلاً و20 جريحاً. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن "جيش الدفاع أغار على أهداف عدة لحزب الله في منطقة البقاع في لبنان، ومن بينها معسكرات لقوة الرضوان والتي تم رصد في داخلها عناصر من حزب الله وتم استخدامها لتخزين وسائل قتالية". وأضاف: "استخدم حزب الله المعسكرات لإجراء تدريبات وتأهيل لإرهابيين وذلك بهدف تخطيط وتنفيذ مخططات ضد قوات جيش الدفاع ودولة إسرائيل. لقد أجروا خلال التدريبات في المعسكرات تمارين بإطلاق النار وتأهيل لاستخدام وسائل قتالية من أنواع مختلفة".

كذلك سجلت في الجنوب إصابة مواطن جراء استهدافه من محلّقة إسرائيلية خلال رعيه الماشية في أطراف ميس الجبل الغربية.

وفي غضون ذلك، أعلنت قوات "اليونيفيل" أنّها "تعمل بشكلٍ وثيق مع الجيش اللبناني لاستعادة الاستقرار في المنطقة. وأضافت: "نساعده في تعزيز حضوره من خلال الدوريات، والتدريبات، والتنسيق اليومي". وذكرت أنّه "بفضل دعم اليونيفيل، أعاد الجيش انتشاره في أكثر من 120 موقعاً في جنوب لبنان، ما يعزز سلطة الدولة وفقاً للقرار 1701.

أما في التحركات السياسية، فالتقى أمس رئيس الجمهورية جوزف عون في قصر بعبدا، رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأجرى الرئيسان جولة أفق تناولت الأوضاع العامة في البلاد عموماً وفي الجنوب خصوصا، والتطورات بعد جلسة مجلس الوزراء الأخيرة. وبعد اللقاء اكتفى الرئيس بري بالقول: "ببركات ستنا مريم كل شي منيح" (نسبة الى عيد ميلاد السيدة العذراء أمس). وأفيد أن رئيس المجلس سيلتقي رئيس الحكومة نواف سلام اليوم. كما استقبل بري في عين التينة قائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي قال رداً على سؤال، هل هو مرتاح للوضع؟: "دايماً".

وبدوره، شدّد الرئيس سلام على "أنّ استقرار لبنان ليس حاجة لبنانية فحسب، بل حاجة عربية جامعة"، مؤكّدًا أنّ "الحكومة ماضية في تنفيذ قراراتها لجهة حصرية السلاح بيد الدولة على كامل الأراضي اللبنانية". وأضاف "أنّ لبنان، وبعدما عاد إلى موقعه الطبيعي بين أشقائه العرب، يحتاج إلى تعزيز دعم الجيش اللبناني باعتباره الركيزة الأساسية لحماية الوطن"، لافتًا في الوقت نفسه إلى "ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلّها".

ونقل أمس عن مصدر أميركي نفيه لما نشره بعض وسائل الإعلام عن أن الموفد الأميركي توم برّاك لم يطرح الورقة الأميركية على الجانب الإسرائيلي، أو أن أورتاغوس بصدد التخلي عن ورقة برّاك والعودة إلى ورقتها الأولى. وأكد المصدر أن أورتاغوس وبرّاك "مستمران في التنسيق والتعاون الوثيق" في ما يتعلق بالملف اللبناني.

وأكد وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي أن "كلمة ترحيب في بيان مجلس الوزارء الأخير، تعني الموافقة"، وأوضح أن "قرار حصرية السلاح اتخذ ولا رجوع عنه، وكنا نتمنى أن يتم التقيّد بالمهلة الزمنية التي وضعها مجلس الوزراء، لكن ثقتنا بالجيش كبيرة ونحن أكيدون أنه سينجز اللازم".

في المقابل، مضى "حزب الله" في حملاته النمطية ضد الحكومة، فرأى عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشي أن "ما صدر عن الحكومة في جلستها الأخيرة كان خطوة باتجاه تصويب الاندفاعة السابقة الخاطئة، وما أكدت عليه من ضرورة وجود استراتيجية أمن وطني قد ورد فعلاً في البيان الوزاري". وشدّد على أن "شرط المقاومة وأبنائها وشعبها كان واضحاً، أنه لا نقاش في الاستراتيجية الدفاعية الوطنية أو استراتيجية الأمن الوطني قبل انسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية ووقف العدوان وتحرير الأسرى وإعادة الإعمار".

وبدوره، اعتبر عضو الكتلة النائب علي فياض أن "ما خرج به اجتماع الحكومة بالمحصلة لم يكن كافياً، لأن ما تفرضه المصلحة الوطنية هو التراجع عن قراري 5 و7 آب نهائيا"، مشددا على "الحاجة إلى خطوات إضافية تجعل من هذين القرارين بلا أي أثر فعلي".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : النهار