الديار: العسكريون المتقاعدون يلوّحون بالمطار والمرفأ كورقة ضغط
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 18 25|08:24AM :نشر بتاريخ
نفّذ العسكريون المتقاعدون أمس تحرّكًا احتجاجيًا واسعًا في الشارع، عبّروا خلاله عن استيائهم من تدهور أوضاعهم المعيشية وحرمانهم من حقوقهم، بعدما تراجعت رواتبهم إلى حدود 180 دولارًا أميركيًا فقط. وسأل عدد منهم بمرارة: هل يُعقل أن يكون هذا الوضع عادلاً؟
كما رفعوا الصوت عاليا بالقول ان هذا الاحتجاج تحذيري وسيكون لهم جولات عدة اخرى قد تطال اقفال مطار رفيق الحريري الدولي ومرفأ بيروت كونهما مرافق للدولة التي تستفيد منها مشددين ان احتجاجاتهم ليس هدفها قطع الطريق على الناس الذين هم «منهم وفيهم» ، بل وسيلة ضغط لتحقيق مطالبهم.
وناشد العسكريون المتقاعدون رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الى النظر فعليا باحوالهم الاجتماعية المزرية وتحقيق مطالبهم التي هي ليست منة من احد بل مطالب محقة لعسكريين خدموا وطنهم بشرف وبمحبة.
في غضون ذلك، يبرز ايضا ملف الانتخابات النيابية كملف اساسي مؤخرا حيث تعتبر أوساط ان توقيت الانتخابات قد تعاكسه الظروف الاقليمية، اذ ان المنطقة كلها وليس لبنان فقط داخل الاعصار دون ان يدري احد ما هي الخطوة التالية، سواء كانت سياسية او عسكرية، يمكن ان يقدم عليها بنيامين نتنياهو بخاصة بعد ردات الفعل الخليجية، وصداها الدولي على ضرب الدوحة، والتي تأخذ منحى عملانيا في المرحلة المقبلة.
في المقابل، شددت اوساط سياسية ان ثقافة التمديد او التأجيل لاي استحقاق يجب ان تسقط لانها ثقافة الدول الفاشلة التي تتذرع دائما بذرائع واهية بهدف ارجاء استحقاق على غرار الانتخابات النيابية.
تفادي حرب الطوائف
في النطاق ذاته، ان لبنان في مرحلة انتقالية يقودها الرئيس جوزاف عون، ما يفترض الحاجة الى نحو عامين من الهدوء السياسي بعيدا عن حرب الطوائف او حرب القوى السياسية، والتي قد يقتضيها الصراع الانتخابي، وحتى ان كان الاميركيون يريدون اجراء الانتخابات في موعدها لاحداث تغيير جذري في خارطة القوى، مع دخول المنطقة في مرحلة مختلفة على كل الاصعدة.
اما اللافت ان قوى قريبة من واشنطن تعترض على ذلك وتعتبر ان الشرق الاوسط يعيش حالة من الفوضى الخطيرة التي يمكن ان تتفاعل على كل المستويات وتنعكس على الوضع اللبناني ما دامت الولايات المتحدة لم تطرح حتى اللحظة رؤيتها للشرق الاوسط الجديد، وما اذا كانت بعيدة عن الرؤيا «الاسرائيلية» او متسقة معها.
هل ستندلع الحرب مجددا في لبنان؟
وعندما نسأل الاوساط اياها حول احتمالات المرحلة المقبلة، وبعد اقفال الملف العسكري لغزة وفتح الملف السياسي، تجيب اوساط عين التينة ان الرئيس نبيه بري تلقى تأكيدات من واشنطن كما من دول اوروبية باستبعاد اي حرب وحتى معارضة الحرب لان الصراع العسكري استنفد في الحروب التي جرت عبر الاعوام المنصرمة اهدافها.
لقاء بين مستشار رئيس الجمهورية والنائب رعد
من جهة اخرى، التقى مستشار رئيس الجمهورية اندريه رحال برئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد امس وقد جرى البحث في عدد من المسائل التي تهم مصلحة البلاد، وذلك في جو من التفاهم المتبادل كما ذكر البيان الرسمي.
الشيخ قاسم لضحايا البيجر: العدو أراد إبطال دوركم فحوّلتم جراحكم إلى سلاح
وبموازاة ذلك، توجه امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم لضحايا البيجر الذين تعرضوا لجروح واصابات بالغة في مثل هذه الايام العام الماضي من قبل العدو الإسرائيلي بالقول :»انتم تسيرون ببصيرتكم الاعظم من البصر والعدو اراد ان يبطل دوركم من المعركة لكنكم مستمرون.» واضاف:»استمروا في مساركم لان قيمة ما تفعلونه مع جراحكم كبيرة جدا وانتم على درب سيد الشهداء والقادة»، مشيرا الى انهم اعظم مقاومة ومشددا على ان «اسرائيل» ستسقط لانها كناية عن عدوان واجرام واحتلال في حين ان النصر لكم.
وفي هذا السياق، قال أهالي الضحايا لـ«الديار» إن شهداء البيجر هم نبراس صبرٍ وفخرٍ للبنان، فقد واجهوا الألم بكرامةٍ وتعالوا على جراحهم ليتركوا في الوجدان درسًا في البطولة والتضحية. وأكدوا أن ما أصابهم يكشف الوجه الحقيقي لـ»إسرائيل»، التي لا تعرف معنى للإنسانية ولا تخوض حروبها بشرف، بل تعتمد أساليب وحشية وإرهابية نادرة المثال في العالم.
الاعتداء «الاسرائيلي» على قطر قد يسرّع مسارين
الى ذلك، تتواصل ردود الفعل المنددة بالهجوم الاسرائيلي على دولة قطر الوسيطة التي تسعى الى الوصول الى تهدئة واتفاق وقف اطلاق النار بدلا من الحرب والقتل في غزة. وعليه كان بيان القمة العربية والاسلامية التي انعقدت في قطر واضحا وصارما حيال سيادة وامن الدول العربية والخليجية.
انما وقاحة «اسرائيل» وتمسكها بأنها استهدفت قادة حماس وليس قطر وانها ستواصل ضرب حماس اينما كان في العالم فهو يدل على غطرسة وغرور وفلتان امني مدعوم اميركيا باستباحة كل الاعراف وكل القوانين الدولية وسيادة الدول لتحقيق اهداف لها. وفي المسار ذاته، ومع حصولها على الضوء الاخضر في القتل والاجرام من ادارة ترامب فلا شك ان التطورات التي حصلت مؤخرا في قطر يمكن ان تسرع عدة مسارات. ذلك انه وفقا لاوساط عسكرية رأت انه من الواضح ان العدو الاسرائيلي ليس في وارد التهاون مع حماس فهو ذاهب لمواجهة الاخيرة حتى النهاية فضلا ان العدوان الاسرائيلي بلغ مرحلة جديدة حيث استهدف الطيران المعادي القيادات السياسية والمدنية على غرار استهدافه للحكومة اليمنية ومن ثم قيادات حماس السياسية في الدوحة غير عابئة بانعكاسات هذا التوجه الاجرامي الجديد.
في المقابل، اعتبرت مصادر ديبلوماسية خليجية لـ«الديار» ان الضربة «الاسرائيلية» على قطر يمكن ان تشكل دينامية عربية-دولية جديدة تحديدا بعد الاجتماع مع الجمعية العمومية من اجل الذهاب الى حل الدولتين وانهاء هذا الصراع.
ضربة الدوحة وصلت ارتداداتها الى قصر اليمامة
وتقول جهات سياسية لـ«الديار» ان الهجوم الاسرائيلي على الدوحة احدث هزة في قصر اليمامة حيث ان هناك في الرياض من يعتبر ان هذه الضربة كانت بمثابة انذار او اشعار الى المملكة لثنيها لتبنيها فكرة الدولتين وللجهود التي تبذلها لدى العديد من دول العالم وهو ما يثير غضب «اسرائيل».بيد ان وسائل الاعلام التابعة لليمين «الاسرائيلي» باتت تلمح الى ان السعودية تحرض الدول العربية والاسلامية ضد الدولة العبرية مع اتهام الديبلوماسيين السعوديين بانهم ينشطون في اكثر الدوائر تأثيرا لاستقطاب ليس فقط الاصوات الدولية وانما ايضا الخطوات الفعلية باتجاه وضع الاساس لدولة فلسطينية. ونشرت تعليقات في صحيفة «يسرائيل هيوم» اخذت منحى خطيرا الى حد التلميح بان ما تقوم به السعودية هو بمثابة اعلان حرب ضد «اسرائيل».
الاتفاق الامني بين سوريا و«اسرائيل»
على صعيد اخر، يتم التفاوض بين سوريا و«اسرائيل» حول تنسيق امني من اجل الوصول الى ترتيبات بين الدولتين تؤدي الى الغرض المرجو منها علما ان هذا التنسيق لا يعني سلاما ولا تطبيعا بين دمشق و«تل ابيب». وتعقيبا على ذلك، استبعد مصدر ديبلوماسي عربي في حديثه لـ«لديار» ذهاب سوريا الى اتفاق سلام مع «اسرائيل» في المرحلة الحالية في ظل استمرار التطورات العسكرية. كما لفت الى ان الرئيس السوري احمد الشرع لا يريد مواصلة الدولة العبرية استهداف نظامه او الاراضي السورية ولذلك دخل الشرع في هذه المفاوضات لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا.
من الجانب اللبناني، يترقب مسؤولون لبنانيون نتائج الاتصالات السورية- «الاسرائيلية» برعاية اميركية حول الاتفاق الامني، في ظل معلومات ان واشنطن التي كانت على تعاون وثيق مع كل من السعودية وتركيا حول طريقة ادارة الوضع السوري وصياغة اتجاهاته تبدو الان وحيدة في مساعيها لعقد لقاء بين الشرع ونتنياهو في نيويورك اخر الشهرالحالي وعلى هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة. لكن المؤكد ان هناك ضغوطا حتى من الداخل السوري لا سيما من فصائل تحت ادارة الشرع وايضا من ضباط الذين انشقوا عن النظام السابق حول التوقيع على اي اتفاق يتجاوز بنود اتفاق فض الاشتباك الذي رعاه وزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسنجر في ايار 1974.
العلاقات اللبنانية - السورية: هل من تطور؟
اما على صعيد العلاقات اللبنانية-السورية، قال مصدر وزاري رفيع المستوى لـ«الديار» ان العلاقات تتقدم رويدا رويدا حيث ان اللقاء الذي حصل بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ونظيره السوري احمد الشرع على هامش القمة العربية اكدا فيه على متانة العلاقة بين الدولتين والحرص المشترك على متابعة ملفات اساسية لبنانية وسورية.
لاريجاني والتعاون بين الرياض وطهران
من جانب اخر، لفتت زيارة امين المجلس القومي الايراني علي لاريجاني ولقائه ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان حيث بحثا العلاقات المشتركة والوضع في الإقليم وسبل التعاون في المجالات المشتركة.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا