الأخبار: دعا القوى المحلية بما فيها الخصوم إلى التعاون لمواجهة التحديات

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Sep 20 25|08:32AM :نشر بتاريخ

في تطور هو الأول من نوعه منذ وقت طويل، بادر حزب الله إلى مخاطبة السعودية بصورة مباشرة وعلنية، داعياً إياها إلى فتح صفحة جديدة مع قوى المقاومة، على ضوء توسع العدوان الإسرائيلي في المنطقة، ووصوله إلى قطر. كما دعا قاسم جميع القوى المحلية إلى التعاون على المشتركات لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وإعادة بناء الدولة.

وفي خطاب ألقاه أمس في الذكرى الأولى لاغتيال قادة وحدة الرضوان، أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أنّ الحكومة اللبنانية مسؤولة عن مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، داعياً إيّاها إلى دراسة خياراتها. وتوجّه إليها بالقول: «نحن، كمقاومة، حاضرون أن نقوم بواجبنا إلى جانب الجيش اللبناني، إذا كان لديكم أي قرار، أيّاً يكن.

نحن حاضرون، لكن فقط في مواجهة العدو الإسرائيلي، وليس أن نتواجه نحن مع بعضنا»، منبّهاً إلى أنّ «الله أنقذ لبنان من فتنة خمسة آب، بتكويعة خمسة أيلول، لأنّ أي فتنة ستنقلب على ‏الجميع».‏

وفي هذا السياق، حثّ قاسم «كل مَن في الداخل اللبناني،‎ ‎حتى الذين وصلت الخصومة بيننا وبينهم إلى ما يُقارب ‏العداء»، على «عدم تقديم خدمات لإسرائيل،‎‏ وألّا يكونوا خُدّاماً لإسرائيل،‎ ‎من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون».

ودعا إلى التوحّد لـ«طرد إسرائيل وبناء لبنان. نجري الانتخابات النيابية في موعدها، وتضع ‏الحكومة بند الإعمار كأولوية، وتسرّع عجلة الإصلاح المالي والاقتصادي، وتكافح الفساد، ونتحاور بإيجابية ‏لاستراتيجية الأمن الوطني».‏

وثمّن قاسم موقف الرؤساء الثلاثة في العدوان الأخير على الجنوب، غير أنه اعتبر «هذا يحتاج إلى متابعة وإلحاح يومي.‏ دعوا الأولوية تكون: إيقاف العدوان، مواجهة إسرائيل، إخراج المحتلّ وبداية الإعمار. هذه هي الأولويّات، لا تكون الأولويّات أن نشتغل ببعضنا البعض، دعوا هذه الأولويّات تكون واضحة».‏

 

أميركا لا تدعم لبنان
وحول مزاعم الدعم الأميركي للبنان، قال قاسم إنّ «أميركا لا تفعل إلا أن تطلب ‏من لبنان، وتأخذ من لبنان، وتضغط على لبنان‎، وأنشأت أكبر سفارة في لبنان من أجل أن تدير المخابرات ‏على لبنان ومن لبنان. طائراتها في الجوّ تُعطي الإحداثيات للكيان الإسرائيلي‎، ترعى لجنة اتّفاق،‎ ‎وهذه اللجنة وظيفتها وعملها فقط، أن ترى كيف تضرب المقاومة، وأهل المقاومة».

وأضاف أنها «لا تُعطي الجيش ‏اللبناني إلا مقدار الأسلحة التي يستطيع عبرها أن يُدير الوضع الداخلي‎، أي سلاح فيه شبهة أنه يمكن أن ‏يصل إلى الكيان الإسرائيلي، أي سلاح له مدى أو له فاعلية، أو يمكن أن يؤثّر على الطيران، أو يمكن أن يؤثّر ‏على الجيش الإسرائيلي، ممنوع أن يحصل عليه الجيش اللبناني، ليس فقط من أميركا، بل من أي مكان في ‏العالم، ممنوع». وعليه، أكّد قاسم أنه «لا يوجد دعم. حتى عندما يعطون الجيش، يعطونه من أجل إسرائيل، ‏لا يعطونه من أجل لبنان. فإذاً، أميركا تتصرّف بعدائية حقيقية».‏

 

دعوة إلى السعودية
إلى ذلك، حذّر قاسم من أنّ «المنطقة بأسرها أمام منعطف سياسي استثنائي خطير»، مع وصول العدو الإسرائيلي إلى «ذروة الإجرام والتوحّش، وعدم التقيّد بأي قاعدة إنسانية أو قانونية أو دولية أو حقوقية، ‏وذلك بمؤازرة كاملة تفصيلية من قبل الإدارة الأميركية». وشدّد على أنه «يجب أن نعرف تماماً ماذا نواجه: هناك مشروع اسمه إسرائيل الكبرى وليس عدواناً إسرائيلياً مؤقّتاً ‏لأسباب، ويمكن حلّ المشكلة. لا، هذه المشكلة لن تُحلّ بالطرق المعتمدة.

لا تُحلّ بالاتّفاقات، ولا تُحلّ بالصبر ‏الدائم، ولا تُحلّ بتدخّل الدول الكبرى، لأنها لن تتدخّل إلا لمصلحة إسرائيل»، داعياً إلى البحث «عن حلول أخرى ‏حتى نواجه هذا التحدّي الخطير».‏

وفي هذا السياق، وجّه قاسم دعوة علنية إلى السعودية لـ«تصفية العلاقات» و«فتح صفحة جديدة مع المقاومة»، عبر حوار «يعالج الإشكالات، ويُجيب عن المخاوف، ويؤمِّن المصالح‎. مبني على أنّ إسرائيل هي العدو، وليست المقاومة‎. يُجمِّد الخلافات التي مرّت في الماضي». وإذ أكّد أنّ «سلاح المقاومة وجهته العدو الإسرائيلي، وليس لبنان، ولا السعودية، ولا أي مكان، ولا أي ‏جهة في العالم»، نبّه قاسم إلى أنّ «الضغط على المقاومة هو ربح صافٍ لإسرائيل، وعندما لا تكون المقاومة موجودة، فهذا يعني أنّ ‏الدور سيأتي على الدول»‎

.‎
واعتبر قاسم أنّ «ما بعد ضربة قطر، يختلف عمّا قبل ضربة قطر. يعني حتى نحن في ‏طريقة تفكيرنا، الدول، الأنظمة، الشعوب، الناس، الحركات، القوى المختلفة، تفكيرها بعد قطر يجب أن يكون ‏غير تفكيرها قبل قطر. لأنه بعد قطر، انكشف كلّ شيء، اتّضح كلّ شيء. أصبح الموضوع التوسّعي لا مفرّ ‏منه إذا بقينا على نفس الوتيرة. لا بدّ أن نغيّر، لا بدّ أن نبدّل».

لذا، دعا قاسم إلى «قلب المعادلة (...) يجب أن تكون إسرائيل هي الخطر، وليس المقاومة، وأن نعلم أنّ خطر إسرائيل شامل على ‏الجميع: على المقاومة وعلى الأنظمة وعلى الشعوب»، مشدّداً على أنه «يجب أن نتّخذ الإجراءات لإيقاف العدو، لا أن نساعده على المقاومة وعلى مشروعه التوسّعي».‏

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة الاخبار