النهار: أسبوع لبناني حار بين الجنوب ونيويورك والضاحية

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Sep 20 25|08:34AM :نشر بتاريخ

رسمت معالم التصعيد الإسرائيلي المتواصل لعمليات القصف والغارات على منطقة جنوب الليطاني، خصوصاً في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة، صورة خطيرة تتعلق بطبيعة التحديات المتنامية التي تواجهها السلطات اللبنانية السياسية والعسكرية. يأتي ذلك في سياق تنفيذ خطة بسط سيادة الدولة وحصرية السلاح بيدها. استناداً إلى المراجعة الميدانية لاستهدافات الكيان الإسرائيلي، بالإضافة إلى بيانات الجيش الإسرائيلي حول الأهداف التي تم استهدافها، يتضح أن إسرائيل تسعى لإثبات استمرار الوجود المسلح لحزب الله في الجنوب، مما يضع السلطة والجيش اللبنانيين في موقف حرج ويزيد من الضغوط عليهما لتغيير طبيعة الخطة الجارية أو مواجهة المزيد من التصعيد والعمليات الإسرائيلية.

يكتسب هذا الهدف دلالات خطيرة، خصوصاً وأن التصعيد الحالي يتزامن مع مجموعة مواعيد مفصلية تتزاحم جميعها في الأسبوع المقبل. فهناك أولاً تحرك دبلوماسي كثيف للبنان، حيث من المقرر أن يسافر رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إلى نيويورك في الساعات المقبلة للمشاركة في افتتاح الدورة العادية للأمم المتحدة. كما يشهد الأسبوع المقبل فعاليات إحياء حزب الله للذكرى السنوية لاغتيال أمينه العام المعين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين.

 

وفي يوم الأحد، تعقد لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل “الميكانيزم” اجتماعاً في الناقورة، بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي تصل اليوم إلى بيروت خصيصاً من أجل المشاركة في هذا الاجتماع، ولن تعقد أي لقاءات سياسية أخرى في بيروت.

تعكس مجمل هذه التحركات والمحطات أولوية الوضع الخطير بين لبنان وإسرائيل في وقت تتزايد فيه جوانب التوتر الداخلية الناتجة عن سخونة السجالات بين حزب الله والأفرقاء السياسيين، بفعل النمط الاستفزازي الذي يعتمده الحزب، مما ينذر بمزيد من الاحتدامات عشية إحياء ذكرى زعيم الحزب الراحل.

في الواقع الميداني، واصلت إسرائيل أمس استهداف المناطق الجنوبية، حيث استهدفت غارة من مسيرة سيارة أمام مدخل مستشفى تبنين الحكومي، مما أسفر عن سقوط ضحية وإصابة أحد عشر شخصاً بجروح، بما في ذلك اثنان بحالة حرجة. وأفادت المعلومات أن المستهدف في غارة تبنين هو حسين حسان رمضان من بلدة الطيبة وسكان جبشيت. كما استهدفت مسيرة إسرائيلية بصاروخ موجه شاحنة لنقل المياه في المنطقة الواقعة بين أنصار وكوثرية الرز، حيث أفيد عن وقوع قتيل.

كما أغارت مسيرة أخرى على محيط منطقة حاروف. ومع أن مجلس الوزراء يواصل عقد جلسات يومية لإنجاز إقرار الموازنة، أعلن أمس وزير الإعلام بول مرقص أن “الحكومة، رغم انكبابها على دراسة موضوع الموازنة، فإن المساعي والضغوط قائمة باتجاه ردع الاعتداءات الإسرائيلية والإيضاح أمام الدول الراعية والضامنة للترتيبات الأمنية لقيامها. 

عشية سفره اليوم إلى نيويورك لترؤس وفد لبنان إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عرض رئيس الجمهورية العماد جوزف عون مجمل هذه الملفات مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، خصوصاً التطورات الأمنية الأخيرة في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية على بلدات وقرى جنوبية وبقاعية، والاتصالات الجارية لمعالجة هذه التطورات.

كما تناول الرئيسان مسار مناقشة مشروع قانون موازنة 2026، إضافة إلى الأوضاع العامة. وبحث الرئيس عون مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل الأوضاع الأمنية في البلاد، واطلع منه على تفاصيل الاعتداءات الإسرائيلية على بلدات وقرى جنوبية، وعلى ما حققه الجيش في مجال مكافحة المخدرات.

يبقى الوضع في لبنان محط أنظار المراقبين في ظل التصعيد العسكري والضغوط السياسية، مما يتطلب تنسيق جهود الدولة مع مؤسساتها الأمنية والعسكرية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. لبنان يتطلع إلى استعادة السيادة والأمان في منطقة تتسم بالهشاشة والتوتر، وهو ما يحتاج إلى إرادة قوية وجهود متكاتفة من جميع الأطراف المعنية.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : النهار