نزّال يرثي العلامة حماده: لترفع راية اللغة اعتزازاً بحارسها الوفي

الرئيسية ثقافة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Sep 29 25|16:34PM :نشر بتاريخ

كتب رئيس اتحاد الكتَّاب اللبنانيين الدكتور أحمد نزَّال في رثاء العلاّمة الراحل الأستاذ شوقي حمادة في إيكو وطن:

كلما أتيناه كان ينسج من حروف اللغة لباساً للفصاحة ومعطفاً للبلاغة، وسوراً منيعاً يحفظها من محاولات التشويه والتفتيت والشرذمة.
وكلما أتيناه وجدنا معجماً يُستكمل، وكتاباً يُحقَّق، وأثراً يُحفظ من الضياع والنسيان.
هو هو منذ القدم، في أعلى نقطةٍ من اللغة، ونحن نرفع رؤوسنا لكي نراه، حارساً وفارساً، ووفيَّاً للمبادئ التي عاشها في هذا الجبل الأشم.
مرتحلاً إلى الأزهر الشريف، مروراً ببيروت، ينهل من معينه علماً، ويبني من عرينه حلماً، ثم مل لبث أن عاد، علماً فقيهاً ممسكاً بناصية الكلام وهديل الحمام.
السادة الأعزاء


نتفقُ وإياكم على رؤيةٍ واحدةٍ لهذا الوطن، هي استثمارُ الإنسانِ بالطرقِ النزيهة، والاستفادةُ من مقدراتِ الأرضِ التي تطعمُنا بطريقةٍ تليقُ بلبنانَ وأبنائِه، إيماناً بهذا الوطن، الملاذِ النهائي لجميع أبنائه.
ولا أغالي إذا قلتُ، إن المسيرةَ الوطنيةَ التي مثّلها الراحل شوقي لهي مثالٌ يُحتذى في العلم والتواضع والأخلاق.

نشاطرُهُ الرأيَ إذ آمن أن بناءَ الإنسانِ هو المدخلُ الصحيحُ لبناءِ الوطن، ليكونَ هذا الجيلُ واعياً ومدركاً للأخطارِ التي تحيطُ بوطننا، وليخرِّج من مقاعدهِ كوادرَ ومسؤولين في طليعةِ من يحملُ لواءَ النهضة بلبنان، من خلال العلم والتواضع والأخلاق.

هذا الأمرُ ليس كلاماً عابراً، بإمكانكم جميعاً أن تنظروا إلى زرع الراحل في تكوينِ نسيجٍ مجتمعيٍ يضعُ الوطنَ نصبَ عينيه، ولا شيءَ غير ذلك.

السادة الأعزاء
من هذا المنبر، ومن قلبِ لبنانَ النابض، وشريانه الحياتي الهادر، يهمنا في اتحاد الكتَّاب اللبنانيين أن نؤكد على الآتي:
- تاريخُ الجبل يختصرُ تاريخاً طويلاً للبنان والمناطقِ المحيطةِ به، فليس غريباً أيضاً أن تحتشدَ مظاهرُ هذا التاريخ، العمرانيةُ والأثريةُ والتراثيةُ في مدنه وقراه، ليكونَ البقاعُ منطقةً تعاقبَتْ عليها الحضاراتُ المتعددةُ والثقافاتُ المختلفة، والتي تتمثلُ في عشرات الأماكن والقلاع.
- إننا في الاتحاد، وفي الاتحاد قوة، نبذلُ الجهودَ للحفاظِ على الثروةِ الثقافية في لبنان، فالثقافة رسالة لبنان إلى الإنسانية جمعاء.
- السعيُ المستمر لبناءِ جيلٍ مثقفٍ يدركُ دورَه الرساليَّ، ويؤديه بحكمةٍ وحسنِ دراية.
- العملُ مع المؤسساتِ الثقافيةِ على مساحةِ لبنان، من أجلِ رسمِ سياسةٍ ثقافيةٍ وطنيةٍ هادفة.
في مثل هذا اليوم، فلترفع رايةُ اللغة اعتزازاً بحارسها الوفي وفارسها الأصيل، العلامة الراحل شوقي حمادة.
أخيراً، وأنت في الجبل تشعر أنك في النهجِ المنذورِ على امتدادِ قداسةِ العملِ والعبادة، تشعرُ بفكرِ الثوار على مرِّ التاريخ، كضوءِ النبراسِ المتوهجِ على جبينِ الدهر، وأنت مع الأسماء المرصعة بفيض الإيثار تؤمن أنك تسير في طريق الحق.
باسمي، وباسم اتحاد الكتَّاب اللبنانيين، أتقدَّم من ذوي الراحل، ومن المشايخ الأعزاء، بأسمى آيات العزاء. إنا لله وإنا إليه راجعون.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan