"جمعية الخريجين التقدميين" كرّمت المهندسة الراحلة أليسار عبد الصمد وحمادة: حان الوقت كي يدرك اللبنانيون أن هذه المعركة الأخيرة هي معركتهم وحدهم

الرئيسية مجتمع / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jan 29 23|17:24PM :نشر بتاريخ

ايكو وطن -بعقلين- الشوف

أقامت جمعية الخريجين التقدميين- قطاع المهندسين، برعاية رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، حفلا في المكتبة الوطنية في بعقلين، تكريما للرئيسة السابقة لدائرة التنظيم المدني في الشوف المهندسة الراحلة أليسار عبد الصمد.

شارك في الحفل النائب مروان حمادة ممثلا جنبلاط، رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط، عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله، أمين السر العام في "التقدمي" ظافر ناصر، مسؤولو المهن الحرة في حركة "أمل"، "القوات اللبنانية"، "حزب الله"، "الأحرار"، "الجماعة الإسلامية"، "التيار الوطني الحر"، وفد من كلية الفنون الجميلة والعمارة- الفرع الرابع، إدارة المكتبة الوطنية في بعقلين وفاعليات وعائلة الراحلة ومهتمون.

الحفل الذي إستهل بالنشيد الوطني اللبناني تولت تقديمه والترحيب بالحاضرين المهندسة مروة الصايغ، التي أثنت على مآثر المهندسة أليسار عبد الصمد "عرفناها مفعمةٌ بالحياة والقيم الأخلاقية والصفات الإنسانية والمناقبية العالية، تركت بصمة ميّزَتها خلال تَعَلُمِها وتعْلِيمِها في الجامعة اللبنانية، وفي دائرة التنظيم المدني في الشوف كانت السند والمرجع، عاونت مهندسي الشوف والإقليم لإنجاز معاملاتهم وأعمالهم الهندسية وعينها على القانون الذي التزمت به لخدمة الناس وتسيير أمورهم"، لافتة إلى أن قطاع المهندسين في جمعية الخرجيين التقدميين قد حاول إقامة هذا التكريم في حضورِها السنة الماضية لكن القدر كان أسرع.

بعدها توالى على التعريف بالمتحدثين كل من المهندسة الصايغ وممثل قطاع المهندسين في مكتب الشوف في الجمعية المهندس كرم القرضاب.

وتحدث منسق قطاع المهندسين في جمعية الخريجين التقدميين المهندس وائل سليقا فقال: "عامٌ مرّ على رحيل المهندسة أليسار عبد الصمد. عامٌ مرَّ على رحيل سيدة من النخبة التي تستطيع أن تقول للأجيال الطالعة، "قمتُ بواجبي".

وأضاف متحدثا عن المهندسة أليسار ومسيرتها المهنيّة المميّزة، وعن دعمها للنشاط الهندسي، والمهني، والنقابي في قطاع المهندسين في جمعية الخريجين التقدميين، مؤكدا "كم نحن بحاجةٍ لنخبةٍ من خامَتكِ في مجتمعنا اليوم، وخاصةً في نقابة المهندسين لمساعدة المهندسين".

وناشد سليقا النقيب ومجلس النقابة مجدداً بضرورة إبقاء النقابة على دورها الجامعِ، والراعي، والناظِم لكافة المهندسين وعائلاتهم، مع التأكيد على أحقية مطالب المهندسين المتقاعدين الذين ساهموا في بناء النقابة، وفي تغذيةِ صناديقِها بإستمرار في السنوات السابقة"، داعيا جميعَ المهندسين "إلى العملِ الجدّي لتصويب الأداء داخل مجلس النقابة الذي لم يكن على مستوى تحدياتِ المرحلة".

من جهتها، ألقت العميدة السابقة لكلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية الدكتورة نهى الغصيني كلمة وجدانية بإسم أصدقاء المهندسة الراحلة عبد الصمد، عددت فيها مآثرها وخصالها الحميدة، كما تحدثت عن مواجهتها المرض بصبر وشموخ وتفان في واجبها حتى الرمق الأخير، تاركة نموذجا راقيا في المسؤولية المجتمعية الإدارية والمهنية والأخلاقية.

وشكرت رئيس وأعضاء جمعية الخريجين التقدميين على إحياء هذه المناسبة، كما شكرت رئيس الحزب وليد جنبلاط لرعايته الحفل قائلة "هو كما عهدناه دوما قمة الوفاء والمحبة والإيمان بالمعرفة والعلم أداة للنضال في سبيل الإنسان الأصيل، الإنسان المنتج لتاريخه ولحضارته، من أجل مواطن حر وشعب سعيد".


بدوره، قال المدير العام للتنظيم المدني المهندس إلياس الطويل قال  "كان لي شرف مرافقها لسنين طويلة منذ بداية مسيرتها في الوظيفة العامة، وقد كانت دائما السند الأساسي لزملائها المهندسين والرفيقة الدائمة في دائرة الشوف، لم تبخل يوما بتعاونها معهم لتطوير وتحسين مشاريعهم بما يساعد في المحافظة على الطابع العمراني للمنطقة".

وأضاف "لقد أعطت جهدا كبيرا للتعاون مع البلديات والسلطات المحلية لتطوير أنظمة البناء بما يتلاءم مع طبيعة هذه المنطقة، فكان من البديهي أن تتولى رئاسة الدائرة بجدارة"، لافتا إلى أنها ورغم الظروف الصحية الصعبة التي كانت تمر بها، كانت مثالا للموظف المسؤول، إن على صعيد تعاونها مع زملائها في الدائرة أو مع المهندسين وأصحاب العلاقة. 

وقالت السيدة ران عبد الصمد، شقيقة المهندسة الراحلة في كلمة بإسم العائلة "كان شعار أليسار الدائم "أنت صديقي والحق صديقي... وإن اختلفتما فالحق أولى بصداقتي" ولم يكن مجرد شعار وضعته في مكتبها بل كانت دائمة الحرص على تطبيقه".

وتطرقت إلى موضوع مرضها بالقول "بالرغم من ألمها الكبير أبت إلا أن تعطي من قلبها وروحها، وحتى اللحظة الأخيرة، لعملها  وللعالم من حولها حتى الغير مقربين".

ورأت عبد الصمد "ولكي يكون هذا التكريم اليوم تكريما فعليا آمل ألا ينتهي هنا مثل أي تكريم عادي بإحتفال وكلمات ودرع أو شهادة تقدير... فيا ليتنا نستطيع أن نحقق لأليسار ما حاولت أن تبنيه وطالبت به وطمحت له من سنين وهو ال automation للنظام الإداري في لبنان وعلى وجه الخصوص التنظيم المدني وكلنا نعرف ما يمكن أن يقدمه هذا النظام إذا ما تم اتباعه".

أما كلمة راعي الحفل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط فألقاها النائب مروان حمادة قائلا" : "عندما طلب مني رئيس الحزب وليد جنبلاط أن أتحدث عن الراحلة المهندسة أليسار أسر لي بأنه إلى جانب الحزب السياسي والإجتماعي، هذا الحزب العريق الذي أسسه المعلم الشهيد كمال جنبلاط، والذي أداره  وناضل من خلاله "وليد" كان هناك حزب آخر رديف، وأليسار كانت تمثل هذا الحزب، حزب الجمال والبيئة والعمران، حزب تألق المرأة في هذا الجبل، حزب العلم وكل ما يرمز إلى رقي الشابة، فأليسار من الطفلة، إلى الشابة والمعلمة والإدراية، في كل هذه المراحل تفانت من أجل مهنتها، ليس من أجل الجبل وحسب بل من أجل كل لبنان".

وأردف "من حظنا، رفاق الوليد، أننا في الشوف الذي حافظ على جماله ورقيه وتاريخه، والفضل يعود في ذلك إلى بطل، ليس فقط في المسيرة السياسية، بل أيضا في مسيرة الرقي والإعمار والعودة ومسيرة المصالحة، إلى شخص جميل بأخلاقه وعلمه مثل أليسار عبد الصمد، هو"وليد جنبلاط".

وأضاف مثنيا على الدكتورة نهى الغصيني "الصديقة والأخت العزيزة ورئيسة بلدية بعقلين السابقة، هي وكثيرات من السيدات والطالبات ترفعن من شأن المرأة في المنطقة، وبالتالي شأن المجتمع ككل"، متوجها إلى المدير العام للتنظيم المدني المهندس إلياس طويل بالقول "لقد سهرت على مسيرة أليسار المهنية، ونحن ندين لك بتوجهيها، فقد تتلمذت على يديك إلى أن أصبحت بدورها معلمة".

وتابع "من جملة ما قرأت عن أليسار، أريد أن أذكر أمامكم جملة أحببتها، كتبها أحد زملائها، وجاء فيها "مهندسة بارعة، أمينة، شامخة حفرت في قلوبنا نموذجا من نماذج الرقي المتمايز، ورسمت لوحة من أجمل مشاهد الحياة" بهذه الكلمات وصف المهندس راشد سركيس، إبن بعلبك، زميلته أليسار بعد أن خطفتها المنية من حضن أهلها، ومنطقتها، وجامعتها، وجبلها، ولبنانها".

وقال "تمثيلي لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، ولرئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط في هذا التكريم، يحمل صفة عائلية قبل الصفة الرسمية، فجميعكم يعلم جيدا ماذا تعني "أليسار" للمختارة، فهي التي تساعد ولا تساير وفقا للقانون وبروح إنسانية".

وشكر بإسم رئيس الحزب والنائب جنبلاط جمعية الخريجين التقدميين وكل من ساهم في تنظيم حفل التكريم، ومدير المكتبة الوطنية الأستاذ غازي صعب على الإستضافة، ناقلا تعازيهما لأسرة وأصدقاء الفقيدة عبد الصمد، لافتا إلى أن "الكلام في السياسة وفي مثل هذه المناسبة ليس بمستحب".

وختم "في هذه الظروف التي يمر بها لبنان، ليس أمامنا سوى الصبر ثم الصبر رغم أننا نعرف جيدا أن للصبر حدود، وكما الصبر في لبنان التضامن في فلسطين التي تعيش لحظات مفصلية بالإنتقال من الإتكالية التي دامت عقود طويلة على الأنظمة والأوهام، إلى إعتناق المقاومة الحقيقية من الداخل بعد أن أدرك الفلسطينيون أن الأنظمة العربية التي كانت تحمل راية فلسطين قد قامت ببيعها في منتصف الطريق، وقد حان الوقت الآن كي يدرك اللبنانيون أن هذه المعركة الأخيرة هي معركتهم وحدهم، وهم أصحاب القرار فيها وليس الخارج". 


في ختام الحفل تسلم السيد سَعيدِ عَبْدِ الصَّمَدِ والد المهندسة الراحلة أليسار عبد الصمد درعا تكريمية "عربون محبة ووفاء لمن رسمت بصماتها في بيئتنا ومجتمعنا".
 
يُشار إلى أن محمية أرز الشوف سوف تقوم بغرس شجرة تكريماً للراحلة في وقت تعلن عنها لاحقا.

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan