"اليونيفيل" الهندية تنظم مسيرة رمزية في ذكرى مولد المهاتما غاندي

الرئيسية مجتمع / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 02 25|13:30PM :نشر بتاريخ

ايكو وطن- الجنوب- ادوار العشي

احتفاءً بعيد مولد "قديس السلام"، أب الأمة الهندية، المهاتما غاندي (المهاتما أي الروح العظيمة)، و"اليوم العالمي للاعنف"، (ولد في 2 أكتوبر 1869 في بوربندر، الهند، واغتيل في 30 يناير 1948 في دلهي)، نظمت الكتيبة الهندية السادسة والعشرين، العاملة في إطار قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان "اليونيفيل"، مسيرة رمزية بعنوان "إمشِ من أجل السلام"، شارك فيها المئات من أبناء منطقتي مرجعيون - حاصبيا، وذلك في منطقة العرقوب، هذه المنطقة الجنوبية الحدودية، (التي أطلق عليها في السابق تسمية فتح لاند)، قداعتادت منذ أمد بعيد، على الصراع، وعانت من الحروب والنزاعات.

فعالية "مسيرة السلام"، إنطلقت من منطقة سوق الخان، بمشاركة قائد الكتيبة الهندية الكولونيل أن. غلادسون، رئيس إتحاد بلديات العرقوب رئيس بلدية كفرشوبا الدكتور قاسم القادري، ورؤساء بلديات المنطقة، وجمع غفير من المشاركين من أبناء المنطقة، في خطوة عكست الشراكة القوية، بين قوات حفظ السلام الهندية، والسلطات المحلية. 

في هذا اليوم، سار نحو 450 رجلًا وامرأة وطفلًا، جنبا إلى جنب، على دروب قرى وبلدات منطقة العرقوب في جنوب لبنان، التي تهادت، بين التلال الهادئة، حيث تتداخل حقول الزيتون وأحراش الصنوبر، مع مشهد الخط الأزرق، وقد اكتسبت حياةً جديدة تماهت مع رسالة المهاتما غاندي، عندما جمعت قوات حفظ السلام الهندية، مئات من أبناء المنطقة، احتفالاً، ليس فقط بذكرى مولد "أب الأمة" الهندية غاندي، بل أيضاً بتجسيد شوقهم المشترك للسلام.

وجسّد هذا التجمع، لحظة نادرة من الوحدة في منطقة، اعتادت أن تكافح من أجل الأمل والصمود في ظل الإضطرابات.

وفي كلمته خلال الحدث، أكد العقيد أن. غلادسون، الأهمية العميقة لهذه المبادرة، قائلاً: إن "هذه المسيرة ليست مجرد تكريم للمهاتما غاندي، بل هي تذكير بأن السلام هو أعظم قوة يمكن للبشرية أن تنميها. وفي وقت يواجه فيه لبنان ظروفًا صعبة، فإن المشاركة الحماسية لأبناء هذه المنطقة في هذا الحدث، تعكس أملهم الجماعي بالسلام والإستقرار؛ إن رسالة غاندي الخالدة حول اللاعنف والوئام، لا تزال ذات صلة بالعالم اليوم، والهند من خلال قواتها لحفظ السلام في إطار "اليونيفيل"، فخورة بأن تواصل حمل هذه الرسالة، ومشاركتها مع المجتمع الدولي".

وقد تجلت أصداء فلسفة غاندي في الإبتسامات وخطوات المشاركين؛ فلبنان، الذي يعاني اليوم من تحديات سياسية وإقتصادية، شهد في هذه المبادرة، تعبيراً صادقاً عن توق شعبه إلى الإستقرار. وكانت هذه المسيرة الرمزية -البسيطة، السلمية الشاملة - إنعكاسًا لمبدأ غاندي، بأن التغيير العميق، يمكن أن يولد من العمل الجماعي اللاعنفي.

المشاركون في هذا الحدث، لا سيما من يسكنون القرى المحاذية للتوترات على طول الخط الأزرق، لم تكن "مسيرة السلام" بالنسبة لهم مجرد نشاط إحيائي، بل كانت إعلانًا عاماً عن طموحهم لمستقبل خالٍ من الخوف والنزاع. فقد حمل الأطفال لافتات صغيرة تدعو للسلام، وسارت النساء جنباً إلى جنب مع جنود حفظ السلام، وانضم الشيوخ بوقار وصمت، مما أضفى على الحدث عمقًا جيلياً يعكس استمرارية الأمل.

هذه المسيرة، بالنسبة لمن شاركوا فيها، ولجنود حفظ السلام الهنود الذين جعلوها ممكنة، حملت معها رسالة غاندي الأبدية: "السلام يبدأ بخطوة واحدة، لكن صداه يمكن أن يتردد عبر الأمم".

وبالنسبة لدولة الهند، فقد شكّل هذا الحدث، أكثر من مجرد تكريم لزعيم وطني، بل كان تجديداً لرسالتها إلى العالم، بأن "السلام ليس مجرد غياب للحرب، بل هو حضور للثقة والتعاون والإنسانية".

إشارة، إلى أن المهاتما موهانداس كرمشاند غاندي، هو محامٍ وسياسي، وكاتب وناشط إجتماعي هندي بارز، والزعيم الروحي للهند، قاد حركة إستقلال الهند ضد الحكم البريطاني. إغتيل غاندي بعد أربعة أشهر ونصف فقط من نيل بلاده الإستقلال، في 30 يناير 1948، على يد قوميٍّ هندوسيّ، رأى أن غاندي خان هندوسيي الهند، بدعمه خطة تقسيم جنوب آسيا. 

كان رائدًا لـ"الساتياغراها"، وهي مقاومة الإستبداد من خلال العصيان المدني الشامل، التي تأسست بقوة عقب "أهيمسا" أو" اللاعنف الكامل"، والتي أدت إلى استقلال الهند، وألهمت الكثير من حركات الحقوق المدنية والحرية في جميع أنحاء العالم.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan