قداس في قرطبا لمناسبة عيد مار سركيس و باخوس
الرئيسية ثقافة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 05 25|10:09AM :نشر بتاريخ
ترأس رئيس دير مار سركيس وباخوس للرهبانية اللبنانية المارونية في بلدة قرطبا الاب شربل بيروتي قداساً في باحة الدير لمناسبة عيد الشهيدين، عاونه فيه عدد من رهبان الدير، في حضور اعضاء المجلس البلدي ومخاتير البلدة ، مدير مستشفى قرطبا الحكومي الدكتور عباد السخن وحشد من المؤمنين .
بعد الانجيل المقدس، القى بيروتي عظة قال فيها : بفرحٍ كبيرٍ ومرة جديدة نجتمع في هذا المكان المبارك، بكل هذه الوجوه الطيبة، لنحتفل معًا بعيد القديسين الشهيدين سركيس وباخوس، في هذا الدير المبارك، هذا العيد الغالي على قلوبنا. نحن كأبناء قرطبا لا يمكننا في هذه المناسبة، إلا أن نطلب شفاعة هذين الشهيدين العظيمين اللذين لم يتردّدا في أن يقدّما حياتهما من أجل المسيح، ومن أجل الحقيقة والإيمان ،فسركيس وباخوس،كانا قائدين كبيرين في الإمبراطورية الرومانية، يتمتّعان بالسلطة والمجد، لكن عندما طُلب منهما أن يُنكرَا المسيح ويقدّما الذبائح للأصنام، رفضا دون أي تردّد، واختارا الموت بدل خيانة الإيمان ، ومن خلال استشهادهما، صارا شاهدين أمام العالم أجمع أن الإيمان ليس حبرًا على ورق ولا كلامًا فقط، بل هو موقف وشهادة، وأحيانًا تكون الشهادة بالدم".
وأضاف: "هناك شهادة أخرى مستمرة منذ أكثر من مئتي سنة، من خلال دير مار سركيس وباخوس، الذي ينتمي إلى الرهبانية اللبنانية المارونية، رهبانية القديسين الذين، منذ تأسيسها، أثبتت أن الإيمان لا يُحيى إلا بالصلاة والتقشف وخدمة الناس ، فالرهبان عاشوا هنا، وصلّوا هنا، وربّوا أجيالًا في هذا المكان ، كانوا دائمًا قلبًا يخفق مع أهل قرطبا في أفراحهم وأحزانهم، في أوقات الضيق وأوقات الرخاء".
واكد ان "هذا الدير منذ تأسيسه كان جسرًا يربط بين الروحانية المارونية العريقة وبين حياة الناس اليومية".
وقال: "قدّم اهل قرطبا وأجدادنا الكثير للرهبانية وللكنيسة، وقلة يعلمون أن على أحد حجارة هذه الكنيسة كتابة تشير إلى أن الخوري بطرس جرجس توفي ودُفن في هذه الكنيسة سنة 1713، وهذه البلدة قدّمت ايضاً للرهبانية العديد من الشبان الذين اختاروا طريق الدعوة، وهي ثالث بلدة في لبنان من حيث عدد الرهبان ، وفي المقابل، ردّت الرهبانية الجميل لأبناء قرطبا من خلال القداديس، والصلاة، والتعليم، فكان هذا التبادل الجميل والمثمر سببًا في أن يبقى هذا الدير شاهدًا على إيمان ضيعتنا وصمودها".
واضاف : "في كل عيدٍ ومناسبة، كان هذا الدير ولا يزال نقطة التقاء لأبناء قرطبا ، مقيمين ومغتربين، حول القديسين الشهيدين سركيس وباخوس، اللذين هما رمز للشهادة، وهذا الكلام اليوم ليس من الماضي، ولا هو مجرد ذكرى بعيدة، بل هو واقع نعيشه يوميًا، فالذي حدث في الرابع من آب 2020 جعلنا نعيش ألمًا كبيرًا، عندما خطف انفجار مرفأ بيروت من هذه البلدة أربعة من خيرة شبابها: نجيب، وشربل حتي ،شربل كرم، وجوزيف روكز ، هؤلاء الشباب الذين كانوا ضحية الغدر، صاروا شهودًا على الحياة الحقيقية، وعلى المحبة التي هي أقوى من الموت ،واليوم أيضًا، ونحن نذكر الشهيد نجيب في عيد ميلاده، نؤمن أن حياته على هذه الأرض قد انقطعت بشكلٍ سريعٍ ومأساوي، لكنها استُكملت عند الرب في ولادةٍ جديدةٍ في السماء، حيث الفرح والسلام اللذان لا يمكن ان ينتهيان".
وقال: "الشهادة ليست فقط بالدم، بل هي أن نعيش بصدق، وأن نقول الحقّ ولو سكت الجميع،هي أن نبقى أمناء في هذا الزمن المشبعٍ بالفساد،وأن نتمسّك بالرجاء عندما ييأس الجميع من حولنا وأن نبقى، على مثال سركيس وباخوس، مصرون على المحافظة على إيماننا مهما كانت الأثمان ،فالشهادة تعني ان نعيش حياتنا وكأنها عطية من الله وان نكون على استعداد لأن نقدمها إن دعت الحاجة".
وختم سائلا الله بشفاعة القديسين الشهيدين سركيس وباخوس "لأن يبقى هذا الدير منارة في هذه البلدة والمنطقة ، ولكي يحرسوا قرطبا واهلها ووطننا لبنان لتتحول دماء شهدائنا لبذور حياة جديدة وأبدية وأن يبقى ايماننا أقوى حتى من الموت" .
وفي ختام القداس زار الاهالي المدافن حيث يرقد اهلهم وأحباؤهم وصلوا لراحة انفسهم .
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا