من هي ماريا كورينا ماتشادو الفائزة بجائزة نوبل للسلام؟
الرئيسية دوليات / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 10 25|17:49PM :نشر بتاريخ
تجسد ماريا كورينا ماتشادو، الناشطة الجسورة التي فازت اليوم الجمعة بجائزة نوبل للسلام، روح المعارضة الفنزويلية، ولو أنها تعيش في الخفاء منذ الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل عام 2024.
ورأى مرشح المعارضة الذي حل محلها عند استبعادها من السباق الرئاسي إدموندو غونزاليس أوروتيا أن منح الجائزة للمعارضة المعروفة بين أنصارها بلقب "المحرِرة" هو "إقرار منصف بالكفاح الطويل الذي خاضته امرأة وشعب بكامله من أجل حريتنا وديموقراطيتنا".
وإن كانت الهيئة الانتخابية التي تُتهم بأنها تأتمر بالسلطة، أعلنت فوز نيكولاس مادورو الذي يحكم البلاد منذ 2013، فإن المعارضة أعلنت فوز مرشحها.
ولم تتمكن ماتشادو من الترشح بعدما أُعلنت عدم أهليتها لخوض الانتخابات، لكنها خاضت الحملة تأييداً لمرشح غير معروف في ذلك الحين، فجمعت حشود المعارضة خلفه. وهي التي دعت أنصارها الى جمع محاضر كل مركز اقتراع من أجل "إثبات" فوز المعارضة.
وعمدت السلطة في فنزويلا إلى التصدي بعنف للاحتجاجات والاضطرابات التي أعقبت الانتخابات وكثفت في الأشهر الأخيرة حملة القمع السياسي، بحسب ما أفادت بعثة خبراء تابعة للأمم المتحدة.
واختارت ماتشادو البقاء في بلادها في حين اضطر غونزاليس أوروتيا الى الخروج إلى المنفى في أيلول/سبتمبر بعدما صدرت بحقه مذكرة توقيف وتعرض لمضايقات لفظية من السلطة.
وقالت في حديث أجرته معها وكالة "فرانس برس" في أواخر أيلول/سبتمبر 2024 إنها تبقى أحياناً "أسابيع عدة من دون أي تواصل مع الناس"، مضيفة: "إنني حيث أشعر أنني أكثر فائدة للكفاح". وتؤكد أنها تواصل معركتها من مكانها السري.
وقالت في المقابلة التي أجريت معها عبر الفيديو: "إن حصل لي أمر ما، التعليمات واضحة... لن يفاوض أحد على حرية فنزويلا مقابل حريتي".
واكتسبت ماتشادو شهرة واسعة وسريعة في الانتخابات التمهيدية للمعارضة في تشرين الأول/أكتوبر 2023 حين ثبتت شعبيتها بحصولها على أكثر من 90% من الأصوات من أصل ثلاثة ملايين ناخب. وسرعان ما تصدرت المعارضة التي يطلق عليها أنصارها لقب "المحرِرة" تيمناً بـ"المحرر" سيمون بوليفار، استطلاعات الرأي.
وهي معروفة بصراحتها وجسارتها، وهما ميزتان كان لهما برأي الخبراء مساهمة كبرى في شعبيتها، وكانت تردد باستمرار شعار حملتها "حتى النهاية".
وعندما لم يُدرج اسمها على اللوائح الانتخابية، تحولت إلى وجه المعارضة وروحها. فجابت بلا كلل أنحاء البلاد، وخاضت حملتها في السيارة على الطرقات بعدما حُظر عليها استقلال الطائرة، فكانت كل من إطلالاتها تستقطب حشوداً غفيرة وسط الصيحات والبكاء والتدافع.
وكانت ماتشادو تعد باستمرار بـ"التغيير" في فنزويلا التي حكمها هوغو تشافيز من 1999 وحتى 2013، وبعده وريثه السياسي نيكولاس مادورو.
وأعلنت اللجنة الانتخابية الوطنية المتهمة بالتبعية للسلطة، فوز مادورو في الانتخابات الأخيرة بأغلبية 52% من الأصوات، لكن الحكومة لم تنشر النتائج الكاملة إلى الآن، متذرعة بتعرضها لعملية قرصنة معلوماتية.
في المقابل، تؤكد المعارضة التي نشرت محاضر مراكز الاقتراع، فوز غونزاليس أوروتيا بحصوله على أكثر من 67% من الأصوات، غير أن السلطة تؤكد أن هذه المحاضر "مزورة".
وبطلبها من أنصارها جمع محاضر مراكز الاقتراع، حظيت ماتشادو بدعم دولي قوي، مع عدم اعتراف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد كبير من بلدان أميركا اللاتينية بنتيجة الانتخابات.
وعند فوزها بجائزة ساخاروف عام 2024، اعتبرت ماتشادو أن تلك الجائزة تكافئ "كل سجين سياسي وطالب لجوء ومنفي وكل مواطن من بلادنا يكافح من أجل ما يؤمن به".
وهي من مؤيدي الليبرالية الاقتصادية واقتصاد السوق. واقترحت خصخصة مجموعة "بيتروليوس دي فنزويلا" العامة العملاقة للنفط، ومصدر الدخل الرئيسي للبلاد التي انهار إنتاجها بسبب سوء الإدارة والفساد.
وأعلنت "سنحرر بلادنا ونعيد أبناءنا إلى الديار"، في إشارة إلى سبعة ملايين فنزويلي تقول الأمم المتحدة إنهم غادروا البلاد التي تواجه أزمة اقتصادية مزمنة وبالغة.
وعودة فنزويليي الشتات مسألة تعلق عليها ماتشادو أهمية كبرى، إذ يعيش أولادها الثلاثة أنا كوريا وهنريكي وريكاردو في الخارج.
دخلت ماتشادو، وهي مهندسة بالأصل، معترك العمل السياسي عام 2002 بإنشائها جمعية "سوماتي" ("انضم إلينا") للمطالبة باستفتاء لعزل الرئيس تشافيز.
وبعدما اتُهمت بالخيانة لتلقي جمعيتها تمويلاً من الولايات المتحدة، وتلقت تهديدات بالقتل، قررت إرسال أطفالها للعيش في الولايات المتحدة، لكنها بقيت وفية لشعارها الانتخابي، مؤكدة بانتظام أنها ستمضي "حتى النهاية".
وأيدت نشر الولايات المتحدة سفناً حربية في مياه الكاريبي، مؤكدة على مواقع التواصل "لم يبق لنا سوى فترة قصيرة قبل أن يستعيد الفنزويليون سيادتهم وديموقراطيتهم. إننا مستعدون لتولي زمام الحكم من جديد".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا