"ولادة جديدة" لمعتقلين فلسطينيين عاشوا أمل العودة الى الديار

الرئيسية دوليات / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 13 25|22:17PM :نشر بتاريخ

احتفل آلاف الفلسطينيين في مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة اليوم الإثنين بوصول حافلات للصليب الأحمر أقلّت نحو 1700 من المعتقلين الفلسطينيين الذين أطلقت إسرائيل سراحهم.

وتسلّق البعض جوانب الحافلات التي كانت تشق طريقها ببطء وسط حشود غفيرة تجمّعت عند مستشفى ناصر، لاستقبال أحبائه.

وقال السجين المطلق سراحه والبالغ 25 عاماً يوسف عفانة، وهو من شمال غزة في تصريح لوكالة "فرانس برس": "الفرحة الكبرى هي رؤية عائلتي كلها مجتمعة لاستقبالي".

وأضاف: "قضيت عشرة أشهر في السجن، هي من أصعب الأيام التي عشتها على الإطلاق. الألم في السجن ليس فقط جسدياً، إنه ألم في الروح"، مشيراً، على غرار كثر من رفاقه، إلى أنه يأمل أن يتم الإفراج قريباً عن كل السجناء المتبقين في السجون الإسرائيلية.

أمام مستشفى ناصر، واجه عناصر ملثّمون ويرتدون زياً عسكرياً صعوبات في الحفاظ على النظام، مع نزول السجناء ببزاتهم الرمادية الخاصة بالسجون الإسرائيلية، من الحافلات.

وصدحت أغان وطنية عبر مكبرات الصوت، فيما رفرفت الأعلام الفلسطينية إلى جانب أعلام "حماس" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".

شادي أبو سيدو البالغ 32 عاماً وهو من حي الرمال في مدينة غزة، شدد على أنه تعرّض مع سجناء آخرين لسوء معاملة في السجن. وقال: "حتى قبيل إطلاق سراحنا، واصلوا إساءة معاملتنا وإذلالنا، لكنّا نأمل الآن في محو تلك الذكريات المؤلمة وبدء حياة جديدة".

من بين الفلسطينيين المطلق سراحهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بوساطة أميركية، هناك نحو 1700 اعتقلهم الجيش الإسرائيلي في غزة خلال الحرب، فيما هناك 250 معتقلاً أمنياً، بينهم كثر دينوا بقتل إسرائيليين. هؤلاء، وافقت إسرائيل على إطلاق سراحهم مقابل الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، في إطار المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.

وفي مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، تجمّع حشد كبير لاستقبال نحو مئة من السجناء المطلق سراحهم بموجب الاتفاق. ورفع بعضهم شارات النصر، فيما واجه آخرون صعوبات في السير من دون مساعدة لدى نزولهم من الحافلات وقد استُقبلوا بالهتاف والترحاب.

محاطاً بذويه الذين قال إنه سيقضي معهم أول ليلة خارج السجن، قال مهدي رمضان لـ "فرانس برس": "إنه شعور لا يوصف، ولادة جديدة".

على مقربة، تعانق أقارب وقد انهمرت دموعهم فيما أغمي على البعض من شدة التأثر لرؤية أحبائهم مجدداً بعد سنوات، وأحياناً عقود، في السجن.

نور صوفان البالغ 27 عاماً، كان بانتظار رؤية والده موسى الذي سُجن بعد بضعة أشهر على ولادته، خارج السجن لأول مرة.

أتى صوفان ومعه ستة من أقاربه إلى رام الله من نابلس، شمال الضفة الغربية، وقضوا الليل في سيارتهم. وقال: "لم أرَ والدي من قبل، وهذه هي المرة الأولى التي سأراه فيها. إنها لحظة جميلة جداً".

على غراره، تحدّى كثر قيود التنقّل التي تطبع الحياة اليومية في الأراضي الفلسطينية، مع ازدياد نقاط التفتيش التي أقامها الجيش الإسرائيلي خلال الحرب.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية الأحد بأن السلطات الإسرائيلية اتّصلت بعائلات معتقلين وطلبت منهم عدم إقامة احتفالات حاشدة.

وقال علاء بني عوده الذي جاء من بلدة طمون في شمال الضفة الغربية لاستقبال ابنه البالغ 20 عاماً والذي قبع في السجن أربع سنوات: "غير مسموح إقامة استقبال، غير مسموح الاحتفال، غير مسموح التجمّع".

وقال سجناء عدة لـ "فرانس برس" إنهم سيذهبون إلى منازلهم للبقاء مع عائلاتهم.

في السابق، تخلّلت عمليات إطلاق سراح سجناء تجمّعات حاشدة في شوارع رام الله حيث رُفعت الأعلام الفلسطينية وكذلك أعلام الفصائل، لا سيما "حماس".

وضع سجناء كثر الكوفية الفلسطينية، وبعضهم حمله أقاربه على الأكتاف. وقال السجين المطلق سراحه سامر الحلبية إن "السجناء يعيشون على الأمل... العودة إلى الديار، إلى أرضنا، تساوي كل ذهب العالم".

وأضاف: "إن شاء الله سيسود السلام وتتوقف الحرب في غزة. الآن أريد فقط أن أعيش حياتي".

وسارع صحافيون كثر للتحدث إلى السجناء المطلق سراحهم، لكن كثراً منهم رفضوا الإدلاء بأي تصريح. وقد أشار البعض إلى أنهم نُصحوا قبيل الإفراج عنهم بعدم الإدلاء بتصريحات.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : فرانس برس