البناء: ترامب للكيان مبروك النصر… نحن شركاء الإبادة… وللعرب هاتوا أموالكم وطبّعوا
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 14 25|09:17AM :نشر بتاريخ
انتهى اليوم الأميركي الطويل بصورة واضحة حول حقيقة الموقف الأميركي، كما أعلنه الرئيس دونالد ترامب، بما لا يقبل التأويل، حيث وقف الحرب على غزة ليس مجرد وقف للنار لفتح طريق البحث عن حل سياسي، بل وقف نهائي للحرب لأن "إسرائيل" خسرت قواعدها وقوّتها في الغرب وصولاً إلى أميركا، مبشّراً الإسرائيليين بأنهم سوف يخرجون من العزلة ويستعيدون مكانتهم وعلاقاتهم وسمعتهم مع وقف الحرب، ولأن وقف الحرب مصلحة أميركية إسرائيلية كما كانت الحرب، تباهى ترامب ودعا الإسرائيليين للتباهي بما أسماه بالنصر، وهو عملياً كان النجاح بقتل 100 ألف فلسطيني أغلبهم نساء وأطفال وشيوخ، وتدمير 90% من مساكن غزة ومستشفياتها ومدارسها وبناها التحتية، مؤكداً مشاركته في حرب الإبادة بتقديم كل أنواع السلاح والدعم المالي والدبلوماسي والقانوني، واعداً بأن وقف الحرب ليس طريقاً نحو حل سياسي تشكل الدولة الفلسطينية وحل الدولتين جزءاً منه، وهو يتباهى بأنه وافق على ضم القدس وجعلها عاصمة ونقل سفارة أميركا إليها، ويتجاهل أي حديث عن الضفة الغربية، وتبقى غزة تحت عهدة مجلس دوليّ برئاسته مقاطعة بلا هوية، مجرد جغرافيا وسكان تتاح لهم فيها شروط البقاء على قيد الحياة، بمقدار تخليهم عن هويتهم الوطنية والسلاح، وعندما انتقل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى شرم الشيخ متعمّداً ترك حكام 20 دولة ينتظرون لساعتين وهو يلقي خطابه أمام الكنيست، تعمّد معاقبتهم على عدم حضور بنيامين نتنياهو معه، كم كان قد خطط لذلك فتصرّف بفظاظة في مخاطبة العرب بلغة تختصرها معادلة، أنتم اثرياء هاتوا أموالكم وطبّعوا.
حكام الدول المشاركة وهم من المؤيدين لقيام دولة فلسطينية لم يسمعوا كلمة من ترامب تلاقي دعواتهم، وانتهت القمة على مجرد وقف الحرب وفتح الباب للإعمار بشرط نجاح حكام الدول العربية والاسلامية بنزع سلاح المقاومة، لأن ترامب لا يرى في غزة جزءاً من الشعب الفلسطيني الذي يناضل لنيل حقوقه، هو لا يعترف بوجود وطن فلسطيني، وبعدما أهدى القدس لكيان الاحتلال وامتنع عن ذكر الضفة الغربية، محتفلا بعودة الأسرى الإسرائيليين، بينما احتفل الفلسطينيون بعودة أسراهم دون أن يضيعوا وقتهم بالاستماع إلى كلمتي ترامب في الكنيست وشرم الشيخ، بانتظار اتضاح معالم مرحلة وقف الحرب، وكيف سوف يواصل الإسرائيليون حربهم على المقاومة عندما يقررون أن مساعي نزع السلاح قد فشلت ويحصلون من ترامب على الضوء الأخضر لتطبيق نموذج لبنان على غزة، بينما فشل ترامب في إيقاف الملاحقة القضائية بحق نتنياهو في الكيان، وربما يكون قد نجح في فتح الطريق أمام حكومة ائتلافية بين نتنياهو والمعارضة بقيادة يائير لبيد، كما قالت تلميحات ترامب أمام الكنيست.
فيما تصدّرت زيارة الرئيس الأميركي دونالد وترامب إلى المنطقة الاهتمام المحلي والإقليمي والدولي، وبين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، توزعت وقائع الزيارة إلى الأراضي المحتلة والقمة الدولية الإسلامية العربية وإنجاز الدفعة الأولى من تبادل الأسرى بين "إسرائيل" وحركة حماس ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تردّدت أصداء الشق اللبناني من خطاب ترامب في بيروت وانطلق سيل التحليلات عن مراميه ومعانيه وأبعاده وما إذا كان مجرد موقف أو حثّ للحكومة اللبنانية على الاستمرار بخطتها لحصرية السلاح، أم لإرضاء "إسرائيل" بأنها حققت إنجازات في لبنان بالقضاء على حزب الله لمنح رئيس حكومة الاحتلال جرعة دعم معنوية وسياسية بعد إخفاقه في حرب العامين في غزة. وعلمت "البناء" من أوساط دبلوماسية غربية أن الملف اللبناني سيتحرّك في وقت قريب، وسيكون الملف التالي بعد غزة، ولا يعني أننا سنشهد حرباً كالحرب السابقة بين لبنان و"إسرائيل"، لكن التوجه الإسرائيلي إلى رفع وتيرة التصعيد بعد الانتهاء من تطبيق المراحل الأولى من "وثيقة غزة" التي وقعها ترامب ومعه 20 دولة أمس، في شرم الشيخ. وأوضحت الأوساط أن التداعيات العسكرية والأمنية والسياسية لاتفاق غزة لن تلفح لبنان فحسب، بل المنطقة برمّتها، وستعمل الدبلوماسية الأميركية على تسريع وتيرة الحلّ في لبنان عبر زيارات مكثفة للموفدين الأميركيين، ومن المحتمل أن تزور المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس بعد بدء السفير الأميركي الجديد في لبنان ميشال عيسى مهامه الدبلوماسية رسمياً، على أن تعمل واشنطن على إعادة تفعيل عمل "الميكانيزم" والضغط على جميع الأطراف لضبط الحدود وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي، بعد مسلسل التصعيد الإسرائيلي الأخير لا سيما الاعتداء على المدنيين ومصالحهم في المصيلح.
فيما حذّرت جهات سياسية عبر "البناء" من ذهاب "إسرائيل" إلى جولة تصعيد عسكرية ـ جوية أوسع على لبنان، لحرف الأنظار والأضواء الإعلامية عن رضوخ "إسرائيل" لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والرهائن عبر مفاوضات مع حماس وليس بالقوة العسكرية، ولمنع أي انقسامات سياسية في الداخل الإسرائيلي حول اتفاق غزة، وذلك عبر شن حرب خارجية.
ورأى الرئيس الأميركي خلال خطابه في "الكنيست" الإسرائيلي أنّ "حزب الله هو خنجر ضرب "إسرائيل" وأنهيناه والرئيس اللبناني يعمل على سحب السلاح وحصره بيد الدولة ونحن ندعم الرئيس لبناء دولة تعيش بسلام مع جيرانها وهناك أمور جيّدة تحدث في لبنان".
وبرأي مصادر سياسية فإنّ خطاب ترامب عن لبنان مليء بالمغالطات والأخطاء، والأرجح يعلم بأنّ حزب الله لم ينتهِ وإلا لماذا كلّ هذا الضغط الأميركي والغربي والعربي على الحكومة والدولة اللبنانية لنزع سلاح الحزب؟ ولماذا تستمر "إسرائيل" بحرب القتل والتدمير والاغتيالات وتهدّد بحرب أوسع مع توغل برّي لتدمير البنية التحتية العسكرية والصاروخية للحزب؟ ولفتت المصادر لـ"البناء" إلى أنّ ترامب يبحث عن إنجازات وهمية لإضافتها إلى سجله بأنه أوقف الحرب على ثماني جبهات بثمانية أشهر، وأنه أزال كلّ التهديدات لأمن "إسرائيل"، وقام بتضليل الرأي العام الإسرائيلي واسترضاء اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة والعالم. وتساءلت المصادر: إذا كان الغزل السياسي الترامبي برئيس الجمهورية اللبناني حول حصرية السلاح وحديثه عن أمور جيدة تحدث في لبنان، يعكس رضى أميركياً عن الدولة اللبنانية، فلماذا لا يوقف ترامب ضغط إدارته ووزارة خارجيته ومبعوثيه عن لبنان؟ ولماذا لم يوقف الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان منذ 27 تشرين الثاني الماضي أي منذ حوالي عام؟
وإذ أفادت معلومات "البناء" أنّ تشاوراً رئاسياً يحصل بين الرؤساء الثلاثة بشكل مباشر وغير مباشر لمواكبة أمرين: الأول التطورات العسكرية والأمنية الخطيرة خلال الأيام القليلة الماضية أكانت الاعتداءات الإسرائيلية على المصيلح خصوصاً وإحباط مخطط كبير لعمليات إرهابية في الضاحية الجنوبيّة خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد السيد حسن نصرالله، والملف الثاني هو مواكبة تطورات المنطقة وما يجري في شرم الشيخ وتداعيات توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وانتهاء الحرب في غزة على لبنان والاستعداد لعروض أميركية جديدة ومفاوضات تستكمل تطبيق الورقة الأميركيّة وخطة الجيش وتعيد إحياء لجنة الإشراف الخماسية في الجنوب.
وأكد رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون أنه سبق للدولة اللبنانية أن تفاوضت مع "إسرائيل" برعاية أميركية والأمم المتحدة، ما أسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية تمَّ الإعلان عنه من مقرّ قيادة "اليونيفيل" في الناقورة. فما الذي يمنع أن يتكرَّر الأمر نفسه لإيجاد حلول للمشاكل العالقة، لا سيّما أنّ الحرب لم تؤدّ إلى نتيجة؟ فـ "إسرائيل" ذهبت إلى التفاوض مع حركة "حماس" لأنه لم يعُد لها خيار آخر بعدما جرّبت الحرب والدمار. اليوم الجو العام هو جو تسويات ولا بدّ من التفاوض، أما شكل هذا التفاوض فيُحدّد في حينه. وسئل الرئيس عون عمَّا اذا كان لبنان في خطر، فأجاب "لبنان ليس في خطر إلا في عقول بعض الذين يتخذون مواقف نقيض الدولة، ولا يريدون أن يروا بأن لبنان يقوم من جديد، لا سيما أنّ كل المؤشرات الاقتصادية إيجابية، المشكلة في لبنان أن البعض يريد حلولاً سريعة، لكن 40 سنة من الأزمات المتتالية والتعثر لا يمكن إنهاؤها بسرعة".
وعن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، أجاب الرئيس عون ""إسرائيل" مستمرة في توجيه الرسائل العسكرية والدموية للضغط علينا، ولعلّ قصف الجرافات وآليات الحفر في المصيلح يوم السبت الماضي خير دليل على السياسة العدوانية الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان، في وقت تقيَّد لبنان بالاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي، وطالبنا مراراً بتدخل أميركي وفرنسي لكنهما لم تتجاوبا. الآن نأمل أن نصل إلى وقت تلتزم فيه "إسرائيل" وقف العمليات العسكرية ضد لبنان، ويبدأ مسار التفاوض لأنّ هذا المسار الذي نراه في المنطقة يجب إلا نعاكسه".
بدوره، أشار رئيس الحكومة نواف سلام في تصريح له، إلى أنه "بينما حكومتنا ملتزمة بمضمون إعلان وقف العمليات العدائية لشهر تشرين الماضي، وهي تعمل جاهدة على بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية وعلى حصر السلاح، ما زالت البلاد تتعرّض لاعتداءات إسرائيلية شبه يومية. لذلك، أدعو الأشقاء والأصدقاء الإقليميين والدوليين إلى مشاركتنا العمل من أجل وقف هذه الاعتداءات وانسحاب القوات الإسرائيلية الكامل من الأراضي اللبنانية، ومساعدتنا في اعادة الإعمار، مما يساهم ليس في استقرار لبنان فحسب، بل في استقرار المنطقة بأسرها".
وكان سلام كتب عبر حسابه على "اكس": "ما تعرّض له المهندس طارق مزرعاني، منسّق تجمّع أبناء القرى الجنوبية الحدودية، من تهديد مباشر عبر مكبّرات صوت من مسيّرة إسرائيلية، مدانٌ بأشدّ العبارات. ولا يسعني في هذا السياق إلا أن أجدّد التزام الحكومة الكامل بإعادة الإعمار وبحقّ جميع أبناء الجنوب، ولا سيّما سكان القرى الحدودية، في العودة الآمنة والمستدامة إلى بلداتهم وقراهم".
ووضع مصدر نيابي في الثنائي الوطني، العدوان الإسرائيلي الأخير على المصيلح في إطار سعي الاحتلال إلى إعاقة إعادة الإعمار في الجنوب وضرب كلّ القطاعات والمصالح والأشخاص والأدوات التي تستخدم في إعادة إعمار القرى الحدودية لتكريس واقع جغرافي وديموغرافي وسياسي جديد على الحدود، وتيئِيس بيئة المقاومة وأهالي الجنوب من العودة إلى قراهم، وذلك للضغط عليهم وتشديد الحصار عليهم لتأليبهم على المقاومة حتى تخرج البيئة منتفضة على السلاح وتدعو إلى تسليمه. وشدّد المصدر لـ"البناء" على أنّ بيئة المقاومة الصابرة والصامدة والتي خبرت واختبرت بكافة المحطات والظروف الصعبة لن تفرّط بإنجازات المقاومة خلال العقود الأربعة الماضية ولن تبيع كرامتها مقابل إعادة إعمار منازلها وبالتالي لن تقايض السلاح بإعادة الإعمار. ورأى المصدر أنّ ملف إعادة الإعمار أهمّ تحدّ للحكومة والدولة اللبنانية لإثبات جديتها وجدوى دورها والخيار الدبلوماسي في منع العدوان وتحرير الأرض، وإلا لن نسمح بعد الآن لأحد بالطلب من المقاومة تقديم خطوات جديدة أو تسليم السلاح في شمال الليطاني، مضيفاً: بعد الانسحاب الإسرائيلي ووقف العدوان وإعادة الأسرى وتثبيت الحدود يصار إلى إقامة حوار وطني صريح حول كافة المسائل والقضايا الوطنية لا سيما الواردة في اتفاق الطائف ولم تطبق، ومن ضمنها حصرية السلاح بيد الدولة.
وأشار قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى تمادي العدو الإسرائيلي في اعتداءاته على المواطنين، واستهدافه الممتلكات والمنشآت المدنية، وآخرها في منطقة المصيلح في الجنوب، مشيراً إلى أنّ هذه الاعتداءات تتسبّب بسقوط شهداء وتُخلّف أضراراً مادية كبيرة، وتمثل تهديداً مستمراً للبنان، وخرقاً فاضحاً للقوانين الدولية واتفاق وقف الأعمال العدائية.
وخلال تفقده قيادة لواء المشاة العاشر في بلدة كفرشخنا ـ زغرتا اعتبر أنّ أمن لبنان مُصون بفضل احتراف العسكريين وصلابتهم وعزيمتهم وإصرارهم على أداء الواجب عن قناعة وإيمان رغم صعوبة المرحلة الحالية، وأنّ المؤسسة العسكرية تبقى محلّ إجماع اللبنانيين وثقة الدول الشقيقة والصديقة، وبفضل تفانيهم. وقال مخاطباً العسكريين: "لكلّ منكم دوره الأساسي في استمرار الجيش الذي يتولى مهمات جساماً ونوعية في الداخل وعلى امتداد الحدود، فلا مجال أمامنا للضعف أو التهاون، حيث إن الجيش يجسّد الأمان بالنسبة إلى المواطنين وإنه لن يتوانى عن تقديم التضحيات من أجل خلاص لبنان".
بدوره، أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، أنّ السلاح ليس هواية نضحّي بها بأبنائنا وندفنهم تحت التراب، متسائلاً: "هل وجدنا من يدافع عنّا في وجه العدوّ كي لا نستخدم السلاح؟". وقال: "الدين عدالة وليست هناك عدالة مجتزأة. ونتمنى لهذه الثقافة أن تكون هي السائدة بيننا في لبنان. فنحن شعب واحد ومصلحتنا واحدة". وأضاف: "لن يبقى بلد إذا لم نؤمن بهذه الثقافة. وسيكون ذلك في مصلحة "إسرائيل" التي لا تلتزم بعهود ومواثيق.. "الإسرائيلي" يعلن صراحة أطماعه بأرضنا ومياهنا ويطرح شعار "إسرائيل الكبرى"، لذلك لا يمكن أن نكون حياديين في هذه الحالة".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا