الأنباء: هل يحمل الموفد المصري تطمينات أم تحذير؟.. جلسة نيابية مشكوك بانعقادها

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 28 25|09:27AM :نشر بتاريخ

 تتجّه الأنظار إلى الأسبوع الحالي وما سيحمله من معطيات وتطورات قد تتّسم بأهمية كبيرة، لجهة اتّضاح بعض الخطوط التي ترتبط بالتصعيد الميداني والعسكري الإسرائيلي المتدرج في لبنان، بعدما رسمت وقائع الأيام الأخيرة صورة مثيرة للقلق المتصاعد حيال احتمال إنفجار حربي ميداني واسع لم يعد لبنان يقوى إطلاقاً على تداعياته الكارثية.

وفي هذا السياق تتوالى زيارات الوفود الديبلوماسية والأمنية إلى لبنان، حاملة قلقها وتحذيراتها من مخاطر المراوحة أو الإنزلاق في متاهة المواجهة وعدم الشروع في تنفيذ القرارات التي أعلنتها الحكومة في بيانها الوزاري وحددها رئيس البلاد في خطاب القسم لاسيما موضوع حصر السلاح في يد الدولة اللبنانية، خاصة بعد دخول إتفاق غزة حيز التنفيذ وإلغاء حالة الطوارئ في جنوب إسرائيل.
فقد وصلت المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس الى بيروت قادمة من إسرائيل عقب جولة قامت بها على الحدود الجنوبية للبنان، حيث تشارك في اجتماع لجنة الميكانيزم يوم غد الأربعاء بعد لقائها رئيس الجمهورية جوزاف عون، على أن يزور المبعوث الأميركي توم براك لبنان بداية تشرين الثاني المقبل، بالتزامن مع وصول السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى إلى لبنان.

وفي هذا الإطار، تأتي زيارة رئيس جهاز الاستخبارات المصرية اللواء حسن رشاد إلى بيروت لتحمل دلالات بالغة الأهمية، ويرى مراقبون أن في زيارة اللواء رشاد رسائل بالغة الأهمية، فإما ستكون على شكل تطمينات أو تحذيرات تتناسب مع ما أعلنه السفير المصري لدى لبنان علاء موسى عقب زيارته رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام.

وكان رشاد التقى قبل أيام رئيس وزراء حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ إن القيادة المصرية تضّطلع بدور ريادي فعال في غزة، وفي مجموعة الدول الخمس الداعمة للبنان، حيث اتخذ التصعيد الإسرائيلي في الأيام الأخيرة بعداً شديد الأثر ينذر بخطر حرب متجددة على ما تبقى من ترسانة "حزب الله" في لبنان، وما يمكن أن تقدم عليه إسرائيل من خطط وهجمات جديدة محتملة.

حراك ديبلوماسي
وبعد أورتاغوس، وصل الى بيروت الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بهدف تأكيد وقوف الجامعة العربية مع الحكومة اللبنانية في بسط سيادتها على الأراضي اللبنانية كافة، لاسيما مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان، على أن يصل اليوم الى بيروت رئيس الاستخبارات المصرية، حاملاً جملة من الرسائل الأمنية والسياسية سيبلّغها الى المسؤولين اللبنانيين.

مصادر مطلعة، أفادت "الأنباء الإلكترونية" بأن الرسالة الأميركية التي تحملها أورتاغوس، والنصائح التي سيقدمها المسؤول المصري، تتخطى ملف حصرية السلاح لتشمل إيجاد آلية للتفاوض مع إسرائيل في زمن غير بعيد، ما يعني أن المهلة المحددة لاتخاذ إجراءات ملموسة قد تكون أسابيع وليست أشهراً.

ولفتت المصادر إلى أن "هذه الرسالة تحمل إشارات واضحة إلى الأطراف اللبنانية حول حدود المهلة الزمنية وأهمية تحركها السريع، مما يعكس الضغوط الدولية المستمرة على لبنان لتسريع التوصل إلى حل سياسي وأمني للأزمة القائمة".

بالتوازي، بدأت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس- بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل حيث من المقرر أن تلتقي كبار المسؤولين لمناقشة آخر التطورات في إطار مشاوراتها الدورية مع الجهات المعنية بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر عام 2006 بهدف تعزيز الأمن والاستقرار على جانبي الخط الأزرق.

نصاب مشكوك فيه
وسط هذه الأجواء، ومع تأكيد رئيس الجمهورية إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، تنشغل الأوساط السياسية في البحث عن مخارج تتوافق عليها القوى السياسية، وتعيد ترميم الوضع الداخلي الذي انشطر على وقع مطالبة أكثر من نصف عدد نواب المجلس بتعديل المادة 112 من قانون الانتخاب التي تتيح للمغتربين التصويت لأعضاء المجلس النيابي في مكان إقامتهم، والذي يرفض رئيس مجلس النواب نبيه بري إدراجه على جدول أعمال الجلسة التشريعية اليوم، فيما وضع مجلس الوزراء على جدول أعماله يوم غد الأربعاء في قصر بعبدا، مناقشة إقتراح القانون المعجل لتعديل قانون الانتخابات الذي تقدم به وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي.

عون
وفي سياق متصل، أكد رئيس الجمهورية خلال استقباله رئيس المجمع الثقافي الجعفري الشيخ محمد الحاج مع وفد، "ألا انقسام على المستوى الشعبي ولغة الحرب لا تنفع، وأي مشكلة مهما كان حجمها لا تحل إلا بالحوار".

كما التقى عون السفير المصري علاء موسى، الذي قال بعد اللقاء إن "مصر تدعم مواقف رئيس الجمهورية في حصرية السلاح وطرحه استعداد لبنان للدخول في مفاوضات، وتقف إلى جانب مقاربة الرئيس بشكل كامل وواضح وتمد يد العون في هذا المجال".
وأشار إلى أن "زيارة مدير المخابرات المصرية تدخل في إطار التنسيق الأمني والسياسي مع لبنان، ومصر تبذل جهوداً لتهدئة الأوضاع"، مؤكداً أن "ما يحدث من تطور في الاعتداءات الإسرائيلية في مداها ووتيرتها يدعونا للتحوط مما يجري".

السفير المصري الذي زار السراي الحكومي قال بعد لقائه الرئيس سلام الذي يزور مصر قريباً: "دعونا نستغل حالة الزخم المصاحب لإتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ونتائج اتفاق شرم الشيخ والالتزام الدولي لإنهاء الصراعات والنزاعات كافة في المنطقة والعالم، ولنبنِ على هذا الزخم من أجل أيضاً إنهاء النزاع في لبنان، وهذا مدخلنا ونستخدم فيه قدراتنا وتواصلنا مع مختلف الأطراف".
أضاف: "نحن لا نحمل لا رسائل تهديد ولا تحذير، انما رسالة تحوط مما يمكن أن يحدث في المستقبل. نحن ننسق مع الدولة اللبنانية بكامل أركانها من أجل محاولة الوصول الى حل يجنّبنا المزيد من التصعيد".

وبعد رحيل "شاعر المنبرين" طليع حمدان، فجع الجسم الإعلامي برحيل بسام براك، الإعلامي اللامع صاحب اللغة الرصينة والأداء المتقن، وهو الذي جعل من اللغة العربية قضيته، عاشَ من أجلِ الحرفِ العربيّ، وماتَ وهو يحملُ في قلبِه همَّ صيانتهِ من الترهّلِ والابتذالِ.
كان رحمه الله دقيقاً في نُطقهِ، صارماً في حكمهِ، آمنَ بأنّ العربية ليست مجرّد وسيلةِ تعبيرٍ، بل هويّة ثقافة وانتماءٌ وحياةٌ.
"الأنباء" تتقدم من عائلة الفقيد ومن الجسم الإعلامي ومن الجامعة الانطونية ومن أصدقاء بسام براك بأحر التعازي القلبية.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة الأنباء الالكترونية