فضل الله: لرفض الإملاءات والتمسك بالسيادة والوحدة في مواجهة العدوان

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Oct 31 25|15:47PM :نشر بتاريخ

أشار العلامة علي فضل الله، في خطبتي صلاة الجمعة، على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، الى "الاعتداءات الإسرائيليّة الّتي شهدناها خلال الأسبوع الفائت على لبنان في الغارات الّتي استهدفت البقاع والجنوب وعمليّات الاغتيال وفي استمرار عمليّات التّوغّل في قرى الشّريط الحدوديّ وكان آخر ذلك هدم حسينيّة عديسة والجريمة النّكراء الّتي ارتكبها العدوّ في استباحته لمبنى بلديّة بليدا وقتله وبدم بارد أحد موظّفيها وفي استهدافه المستمرّ للآليّات الّتي تستخدم في الإعمار لمنع إعادة إعمار ما تهدّم من عدوانه. يأتي كلّ ذلك في إطار عدم قيام اللّجنة المكلّفة بالإشراف على وقف إطلاق النّار بدورها في ردع العدوّ عن اعتداءاته والضّغوط الّتي تمارس على لبنان والّتي يبدو أنّها ستستمرّ إن على الصّعيد الأمنيّ أو الاقتصاديّ حتّى يرضخ لشروط العدوّ بالتّفاوض المباشر معه والّتي سعت المبعوثة الأميركيّة لتسويقه عبر الآليّة الّتي طرحتها".

وقال: "أصبح من الواضح أنّ التّفاوض الّذي تدعى الحكومة إلى الانخراط فيه لا يراد منه إنهاء حال الحرب القائمة وعودة الاستقرار لهذا البلد، فلو كان هذا هو الهدف المرجوّ لحصل منذ قرار وقف إطلاق النّار والّذي التزمت الدّولة اللّبنانيّة بكلّ بنوده ومعها المقاومة وما يشهد على ذلك هو عدم ردّها رغم اعتداءاته المتواصلة والّتي أدّت حتّى الآن إلى استشهاد أكثر من ثلاثمئة وستّين شهيداً ولكن هذا العدوّ بات واضحًا أنّه لا يريد من التّفاوض حلًّا، بل مدخل لتكريس الأمر الواقع وشرعنته، بأن تكون له اليد الطّولى في لبنان والحصول على مكتسبات أمنيّة تتمثّل بتسليم لبنان بما يريده من منطقة عازلة قد تتوسّع في حدودها... وقد تتوسّع شروطه إلى تحقيق أهداف أخرى سياسيّة وأمنيّة منها ما أعلن عنه ومنها ما لم يعلن".

ودعا "الدّولة اللّبنانيّة إلى أن لا تتعامل مع طرح المفاوضات من موقع ضعف على قاعدة أنّ لا خيار لدى لبنان سوى التّسليم بذلك، وأن تصرّ على موقفها أمام كلّ الدّول الّتي تدعوها إلى التّفاوض لإنهاء حال الحرب بعدما التزمت بما عليها والضّغط على العدوّ لِيَفي بالتزاماته لوقف اعتداءاته واستباحته للسّيادة اللّبنانيّة والانسحاب من المواقع الّتي لا يزال يحتلّها وإعادة الأسرى اللّبنانيّين"، مؤكداً "انّنا لا نريد التّهوين من قدرات العدوّ وإمكاناته والتّغطية الدّوليّة الّتي يملكها لكن هذا، كما قلنا سابقًا، لا يدعو إلى التّسليم لشروطه أو التّنازل عن سيادة هذا البلد وأمنه بل إلى تعزيز المناعة الدّاخليّة والعمل على توفير الشّروط الخارجيّة لوقاية البلد من أطماع العدوّ وعدوانه".

ونوّه بـ "الموقف الوطنيّ المسؤول الّذي اتّخذه رئيس الجمهوريّة بدعوته قيادة الجيش إلى الرّد على أيّ اعتداء من العدوّ الصّهيونيّ على الأراضي اللّبنانيّة والّذي يعيد للجيش دوره بحماية اللّبنانيّين والذود عن الوطن، ودائمًا كنّا نؤكّد أنّ الجيش قادر على القيام بهذا الدّور إذا توافرت له القدرات والإمكانات والغطاء السّياسيّ".

وجدد الدّعوة للّبنانيّين جميعاً إلى "عدم الانصياع للتّهاويل والخضوع لها في هذه المرحلة والّتي تهدف إلى إضعاف مناعتهم الدّاخليّة لدفعهم إلى تقديم التّنازلات الّتي يريدها العدوّ في سعي منه إلى أن يأخذ بالتّهاويل ما لم يستطع الحصول عليه بالحرب. وهذا لا يعني عدم الحذر من هذا العدوّ فالحذر معه واجب في كلّ مرحلة"، مطالباً "كلّ اللّبنانيّين في هذه المرحلة الحرجة من تاريخهم وأمام التّحديات الّتي تمسّ أمنهم وسيادتهم جميعًا بتعزيز وحدتهم في مواجهة هذه الأخطار والكفّ عن كلّ ما يمسّ بها، لكونها الرّأسمال الأساس لهم والّذي به يمنعون كلّ من يريد العبث بأمنهم ومصيرهم، ولا طريق لبلوغ هذه الوحدة وترسيخها إلّا باعتماد لغة الحوار لكي تكون الحاكمة بينهم عند أيّ اختلاف".

وأضاف: "لقد أصبح واضحًا أنّ التّوافق هو الّذي يضمن الأمن والاستقرار والوحدة، فهذا البلد لا يمكن أن يستقر بالغلبة، ولذلك نتوجّه وفي ظلّ الاختلاف الحاصل على قانون الانتخاب الّذي أخذ أبعادًا طائفيّة ومذهبيّة وقد يؤدّي إلى تطيير الاستحقاق الإنتخابيّ الّذي ننتظر، بأن تبذل كلّ الجهود لإيجاد صيغة توافق تؤدّي إلى حفظ حقّ المغتربين بالانتخاب لكن بما لا يدخل هذا الاستحقاق في دائرة تصفية الحسابات الدّاخليّة، أو يطيح بالتّوازنات الوطنيّة أو يؤدّي إلى شرخ داخليّ".

وتطرق إلى غزّة "الّتي عاود العدوّ غاراته عليها وأدّت إلى سقوط عدد كبير من الشّهداء والجرحى متذرّعًا بعدم وفاء المقاومة في غزّة بالتزامها ومن دون أن يقدّم أيّ دليل مقنع عليه، ما يشير إلى استمرار العدوّ بمشروعه بتدمير غزّة وتهجير أهلها وهو لذلك يصطنع الذّرائع الّتي تبرّر له مواصلة تحقيق مشروعه، ما يدعو الدّول الرّاعية لهذا الاتّفاق إلى تحمّل مسؤوليّتها لإلزام العدوّ بالوفاء بما تعهّد به"، داعياً "الشّعب الفلسطينيّ إلى أن يبقى على ثباته وصبره وصموده لمنع الكيان الصّهيونيّ من تحقيق أهدافه منه وتحقيق ما يصبو إليه في غزّة والّذي يستكمله حثيثًا في الضّفّة الغربيّة".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan