ناصر: الحكومة اللبنانية تتحمّل مسؤولية كلّ ما يجري في الجنوب

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Nov 02 25|11:31AM :نشر بتاريخ

ايكو وطن- الجنوب- ادوار العشي

استقبل مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر علماء حوزة أهل البيت (ع) - بنت جبيل، بحضور مسؤول ملف التبليغ في المنطقة سماحة الشيخ شوقي خاتون حيث كانت مناسبة اطّلع فيها على الأوضاع التي تمرّ بها الحوزة هذا العام، خاصةً وأنها قدّمت عددًا من الشهداء من طلابها وكادريها الإداري والتعليمي خلال معركتَي الإسناد وأُولي البأس.

وتحدث ناصر عن دور الحوزة ورسالتها ومشروعها، فعبّر عن التقدير والامتنان لكافة العاملين فيها، خاصة بعد الجهد والنشاط والشجاعة التي يبذلونها كرأس حربة في مشروع الجهاد الثقافي والتربوي والديني والعسكري أيضًا، وقد خرجت الحوزة شهداء ومجاهدين ومبادرات من أجل خدمة المجتمع بإخلاصٍ يكلّله التوفيق الإلهي، الذي يظهر مستوى تطوّر أدائها وعملها، وحضورها بين الناس.

وتناول الحاج ناصر سيرة مجموعة من الشهداء الذين كانوا من ضمن الفريق الذي عمل في الحوزة ودرّس فيها، وفي مقدّمتهم مديرها وإمام مدينة بنت جبيل الشهيد الشيخ أمين سعد وإخوانه، مشيرًا إلى أن جبل عامل لطالما شكّل منبعًا للعلم والدراسة ومستقرًّا لطلاب علم أهل البيت (ع).

وأشار ناصر إلى التهديد الثقافي والديني الذي يتعرّض له مجتمعنا اليوم ودور الحوزة في مواجهته، فقال إن الشيعة يشكّلون مصدر عداء للكيان الصهيوني وفق مراكز الأبحاث والدراسات الإسرائيلية والأمريكية، وأن دورنا اليوم هو صناعة الأجيال وتلبية احتياجات المجتمع على المستويات الثقافية والدينية والتربوية والتبليغية والفقهية، وهي احتياجات تختلف من مرحلة لاخرى ومجتمعٍ وآخر، ونحتاج لمواجهتها إلى تطويرٍ دائم يبدأ من مخالطة المجتمع والاقتراب منه وممارسة التبليغ بشكلٍ دائم، وحضورنا المستمر وتحديد نوعية التهديد الذي يواجهنا، وحفاظنا على مشروعنا، خاصةً وأننا في مسارٍ واحد ومنظومةٍ واحدة ومشروعنا واحد، ومن هنا لا بدّ من التأكيد على أن المواجهة الثقافية ملقاة على عاتق العلماء من أجل أن يستمر مشروع أهل البيت (ع).

وتطرّق ناصر إلى الشأن السياسي الداخلي، فاعتبر أن الحكومة اللبنانية تتحمّل مسؤولية كل ما يجري في الجنوب في هذه المرحلة، خصوصًا فيما يتعلّق بكيفية الردّ والتعاطي مع الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على أهلنا، فهي التي وقّعت على اتفاق وقف إطلاق النار، وهي التي تتحمّل المسؤولية بمفردها في إدارة هذا الملف.

وتطرق ناصر الى أننا اليوم نسير وفق مسارٍ طبيعي رسمناه، ولدينا القدرة على تحمل الضغوط ومواجهتها، فنركّز على أولوياتنا وفي مقدّمتها الوقوف إلى جانب أهلنا وتعزيز صمودهم، وأن نحافظ على استقرارهم وعيشهم بكرامة. ومن ضمن ما نعمل عليه ملفّ التعويضات وإعادة الإعمار، إذ إن نحو خمسين ألف وحدة سكنية في منطقتنا مدمرة بالكامل، ومئة وستين ألف وحدة تقريبا بحاجةٍ إلى الترميم.

ورأى ناصر أن الانتخابات النيابية التي باتت على الأبواب، ينظر إليها الطرف السياسي الآخر في لبنان على أنها مفصلية، ويتطلّع إلى أن يحقق من خلالها مكاسب سياسية تسمح له بتجاوزنا، ولذلك يسعى لإجراء تعديلٍ يسمح للمغتربين بانتخاب مئة وثمانية وعشرين نائبًا في الاغتراب كما حصل في الدورة الانتخابية الماضية، ولكن هذا يُعدّ خلافًا للقانون النافذ الذي كان ينصّ على انتخاب مئة وثمانية وعشرين نائبًا في الاغتراب لمرةٍ واحدة فقط — وهذا ما تحقق في انتخابات العام 2022 — على أن يُنتخب من بعدها المغتربون لستة نواب موزّعين على القارات الست، أو أن يأتوا إلى لبنان لينتخبوا في دوائرهم، وهذا ما يرفضه الطرف الآخر ويمارس الضغوط لتعديله.

وقال ناصر: هذا الضغط أيضًا يأتي في سياق ما يمارسونه من خياراتٍ يسيرون فيها، متجاهلين كافة المعايير التي تسمح لأيّ مواطنٍ أن يدافع عن أرضه وبلده، بل ويريدون تنفيذ المشروع الإسرائيلي-الأمريكي ولو على حساب مصلحة اللبنانيين ومستقبلهم، إن كان في الانتخابات أو التفاوض أو غيرها من العناوين، فهم لديهم خيارات لا يمكننا أن نتغاضى أو نتنازل في مواجهتها، فوفق كل القوانين والمواثيق الدولية، ووفق اتفاق الطائف والدستور اللبناني، من حقّنا أن نقاوم وأن نسعى لتحرير أراضينا المحتلة، وحتى أن النشيد الوطني اللبناني جاء فيه تعبيرٌ واضح: "سيفُنا والقلم"، ولكن هؤلاء لا يؤمنون بذلك.

وختم ناصر: في لبنان هناك من لا يؤمن إلا بالاستسلام والخضوع، ويدعونا إلى تسليم سلاحنا، ولكن ما هي الضمانات؟ خاصةً وأننا نرى ما فعله العدو بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة برعايةٍ وضمانةٍ أمريكية، من عمليات قتلٍ للفلسطينيين تحت ذريعة أن جنديًا إسرائيليًا واحدًا قد قُتل؟! وها نحن نرى في لبنان، فقبل وصول أيّ مبعوثٍ أمريكي، يكثّف العدو من غاراته وقتله للمدنيين، وكأن المندوبين الأمريكيين لا يصلون إلى لبنان إلا على رائحة الدم اللبناني، ذلك أن الأمريكي هو صاحب القرار، وهو المعني، وهو الراعي والداعم لكل الخطوات الإسرائيلية.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan