خطوات تصعيدية واحتجاج ضد اعادة تشغيل مقالع شركات الاسمنت في كفر حزير الكورة
الرئيسية بيئة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 09 25|18:41PM :نشر بتاريخ
ايكووطن - الشمال - روعة الرفاعي
في خطوة احتجاجية تهدف إلى التصدي لإعادة تشغيل وتوسيع مقالع شركات الإسمنت على مساحة تُقدّر بثلاثة ملايين متر مربع في مناطق كفرحزيز، بدبهون وشكا، نفّذ تجمّع مدنيّ الشمال ولجنة كفر حزير البيئية وقفة رمزية في كفرحزيز، مقابل مقالع "شركة الترابة الوطنية" في بدبهون، وذلك رفضاً لسياسات التدمير البيئي، ورفعاً للموت من أجل حماية الحياة والطبيعة ووقف التعديات التي تمارسها مصانع الإسمنت ومقالعها على البيئة والصحة العامة.
قال رئيس لجنة كفرحزير البيئية، المهندس جورج عيناتي، خلال الوقفة الاحتجاجية:
"المقالع التي ترونها أمامكم كانت في ما مضى بساتين زيتون. شركة الترابة قامت باقتلاع أكثر من مليون شجرة زيتون، ودمّرت الينابيع والشلالات، وأتلفت أراضي البناء المطلة على أجمل شاطئ في الشرق. كما قضت على الأراضي الزراعية في الكورة وشكا، وتسببت بخسارة أكثر من 20 ألف فرصة عمل في القطاع الزراعي، بعدما أدّت إلى يباس مواسم التين واللوز والعنب."
وأضاف: "هذه الشركة اغتالت آلاف المواطنين الأبرياء بمرض السرطان، نتيجة أوبئة صناعة الإسمنت وأمراضها الخطيرة والمجهولة، وخلّفت تغيّرات مناخية كارثية بسبب اقتلاع الجبال ودمار المساحات الخضراء، ما أدّى إلى اختلال في الطقس، واحتباس الأمطار، وتحول فصل الشتاء إلى صيف حارّ."وتابع عيناتي: "إعادة العمل بمقالع شركات الترابة وتوسيعها على 3 ملايين متر إضافي ولمدة عشر سنوات، يعني القضاء على ما تبقّى من كفرحزير وبدبهون وشكا."
وختم بالدعوة إلى "تنفيذ القرار رقم 3، واستيفاء رسوم تشويه البيئة التي تتجاوز الملياري دولار، وخاصة من شركات الترابة، وتخصيصها للقرى المتضررة ولأسر شهداء مجازر السرطان وأمراض القلب والصدر. كما ندعو إلى إعلان هذه المقالع مركزاً للجرائم البيئية، ومنع الدخول إليها تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القضائية المناسبة."
النقيبة مهى المقدم قالت: لقد حان الوقت لنقولها بصوت واحد مدو: كفى تدميراً ، كفى تلويثاً كفى نهباً بإسم القانون. نطالب من هنا، من هذا الموقع الذي يرينا هول الكارثة والجريمة حيث هناك نشاهد ما تبقى من قرية بدبهون الشهيدة يجب أن لا يسمح بالترخيص لعودة عمليات الجرف الإجرامية ، وأن يحاسب كل من يتواطأ ويسهل ويسكت عن إستمرار هذه الجريمة، كما يجب أن يتم التعويض للقرى المتضررة، وأن يطبق القانون رقم 444 والمرسوم 8803 كما وضعا لحماية هذه الأرض لا لتدميرها. هذا المرسوم يحدد المناطق المسموح فيها بالإستثمار بعيداً عن المناطق السكنية والزراعية والمحمية فحال شركات الترابة اليوم هو الجرف قرب البيوت ولم يتبق لها سوى جرف البيوت لتختفي قرى من الوجود وعن الخريطة وهنا بدبهون وكفرحزير نموذج صارخ. كما نص هذا القانون على إلزام المستثمر إجراء دراسة تقييم أثر بيئي ، وما نراه يظهر ويفضح كل الذين إرتشوا وتواطؤوا في وزارة البيئة ".
من جهته، تحدّث مختار بلدة أنفة ورئيس رابطة مخاتير قضاء الكورة شادي المسيح، مؤكداً رفضه للأسلوب المعتمد في مناقشة خطة شركة الترابة الوطنية، قائلاً:
"اجتمع بالأمس عدد من رؤساء بلديات الكورة لمناقشة مشروع الشركة، دون أي حضور لممثل عن بدبهون أو حتى المختار، رغم أن الشركة استولت على مليوني متر فيها. للأسف، من يُناقش هذا الملف لا يملك الخلفية البيئية أو التقنية، وبعضهم يفتّش عن مكاسب لقراه من خلال استثمارات جديدة".
وأضاف: "المرسوم 8803 لا يجب أن يُستغل كذريعة للاحتيال على القانون تحت شعار إعادة التأهيل، والاجتماعات مع غير المتخصصين تثير الريبة. أبناء بدبهون، شكا، أنفه وفيع هم من يدفع الثمن الصحي الباهظ نتيجة التلوّث".
وتابع: "أحد عمّال الشركة، الذي فقد أصدقاءه بسرطان الرئة، استُخدم للترويج بأن الشركة لا تسبّب السرطان. أما أبناء الكورة، فهم عاجزون عن المشاركة في الاعتصامات بسبب الضغوط التي تمارسها الشركة عليهم، إذ تستخدمهم كدروع بشرية عبر لقمة عيشهم. لدي أقارب في الشركة لا يتم تثبيتهم لهذا السبب".
وختم المسيح بالقول: "حتى إدارة الشركة نفسها تُعيّن بلا كفاءة، فأول من استُقدم للإدارة كان مهندس كهرباء فقط لأنه من الكورة!"
الناشط والخبير في التلوث البيئي الدكتور منذر حمزة، وفي تصريح له خلال التحرك البيئي قال : "نتوجه بخطاب مباشر إلى فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة: عندما استمعنا إلى خطاب القسم شعرنا بالأمل، وتخيلنا أن أبناءنا سيبقون في هذا البلد لاجئين إلى العدالة والحق. فخامة الرئيس، ودولة الرئيس، ندرك أن تصحيح المسار بعد عقود من الفساد ليس بالأمر السهل ويتطلّب وقتاً، لكننا نناشدكم اليوم وقف هذه الجريمة البيئية المستمرة، ومحاسبة كل من تسبب بها، سواء في الوزارات أو الحكومات المتعاقبة.
إن ما تقوم به شركة الترابة الوطنية هو جريمة موصوفة بحق الإنسان والطبيعة، ومن المؤسف أن هذه الشركة لا تُبدي أي اهتمام بتأثيراتها البيئية والصحية على سكان المنطقة، وكأن أرواح الناس لا تعنيها".
كما وتحدث في التحرك مختار بدبهون سمير الأيوبي .
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا