افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 12 25|09:21AM :نشر بتاريخ
"النهار":
الشيخ نعيم قاسم أعاد سردية تفسير حزبه لاتفاق 27 تشرين الثاني، وتوعّد بأن العدوان الإسرائيلي لا يمكن أن يستمر بلا رادع، وأن الصمت على الخروقات الإسرائيلية لن يدوم طويلًا
على رغم ثبوت الحديث عن “مهلة جديدة” نهائية أمام لبنان، واكب زيارة الوفد المالي – الامني الاميركي لبيروت وسقفها آخر السنة الحالية لإبراز السلطات اللبنانية خطوات حاسمة في اتجاهي نزع سلاح “حزب الله” وتجفيف مصادر تمويله، ظلّل الغموض الشديد المشهد الداخلي وسط تزايد معالم القلق بعد الموقف الأميركي الذي صار في حكم المثبت أنه لا يبدي اقتناعاً بمستوى الجدية اللبنانية في تنفيذ الالتزامات بحصرية السلاح، فيما تتوالى للأسبوع الثالث حملة التهديدات والإنذارات المركزة في إسرائيل بعملية واسعة في لبنان، ولو أن التضارب حيال توقيتها لا يزال يشوب هذه الحملة. وعلى غرار الأسابيع الأخيرة التي أبرزت صورة لبنان المحاصر بين فكي كماشة التهديدات الإسرائيلية وسياسات الإنكار ومناهضة الدولة والذرائع المجانية لإسرائيل التي يدأب عليها “حزب الله”، جاءت المواقف الأخيرة للأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أمس لتعيد رسم هذه المعادلة الاستفزازية التي أريد من جولتها الأحدث مناطحة تداعيات الضغوط الأميركية على لبنان والتهديدات الاسرائيلية بعملية واسعة، بتصعيد سياسة تقديم الذرائع بل وإطلاق تهديدات جديدة سافرة بتحرك وشيك للحزب سعياً لإضعاف السلطة وفرض الأجندة الإيرانية القابعة وراء هذا النمط المتدحرج في تعريض لبنان للانكشاف والخطر.
وترصد الأوساط الديبلوماسية والسياسية تداعيات الزيارة التي قام بها الوفد الأميركي لبيروت، والتي اعتبرت بمثابة إيداع السلطات اللبنانية التحذير الأخطر من مغبة مزيد من التلكؤ في تشديد كل الاجراءات الآيلة إلى مكافحة وسائل تمويل “حزب الله”، علماً أن اللافت في ما لاحظه كثيرون من النواب والسياسيين الذين قابلوا الوفد تمثّل في عدم تمييز الوفد كلامه عن الجانب المتعلق بالتشدد المالي والمصرفي عن الجانب المتصل بنزع السلاح، بما ترك انطباعاً واسعاً حيال مهلة الربط المحكم بين المسارين.
ولكن في المقابل، فإن رئيس الجمهورية جوزف عون لم يخفِ أمس أن مطلب لبنان الضغط على إسرائيل لم يثمر إيجاباً بعد. وفي لقاءاته في صوفيا في إطار الزيارة الرسمية التي قام بها إلى بلغاريا زار الرئيس عون أمس رئيس الحكومة البلغارية روزين جيليازكوف في مقر رئاسة الحكومة البلغارية، وعقد معه اجتماعاً. وتحدث الرئيس عون عن “استمرار إسرائيل في انتهاك الاتفاق الذي أعلن عنه قبل عام، من خلال استمرارها في الأعمال العدائية وانتهاك قرار مجلس الأمن الرقم 1701، وإبقاء احتلالها لأراض لبنانية وعدم إعادة الأسرى اللبنانيين”. وأضاف “أن لبنان طلب من الدول الصديقة المساعدة في الضغط على إسرائيل لالتزام الاتفاق، ولكن حتى الآن لم نصل الى نتيجة إيجابية”. وشرح بناء على استيضاح رئيس الحكومة البلغارية، المهمات التي يقوم بها الجيش اللبناني في الجنوب، كما عرض للواقع الأمني في البلاد وهو أفضل مما كان عليه في السابق.
بدوره، قال رئيس الحكومة نواف سلام في احتفال إحياء العيد الثمانين لتأسيس شركة طيران الشرق الأوسط، “إنني عملت مع فخامة رئيس الجمهورية على إعادة وصل لبنان بالعالم العربي بعد سنوات من الانكفاء والعزلة. وكذلك عملنا على إعادة بناء الثقة بالدولة عبر الإصلاح المؤسساتي كما في استعادة السيادة وبسط سلطة الدولة بقواها الذاتية على كامل الأراضي اللبنانية”.
وأما الشيخ نعيم قاسم في كلمته في “يوم الشهيد”، فأعاد سردية تفسير حزبه لاتفاق 27 تشرين الثاني، وتوعّد “بأن العدوان الإسرائيلي لا يمكن أن يستمر بلا رادع، وأن الصمت على الخروقات الإسرائيلية لن يدوم طويلًا”. وتحدث باسم لبنان كله قائلاً: “العدو يواصل اعتداءاته، ويمنع الأهالي من العودة إلى قراهم، لكن لبنان لن يبقى متفرجًا على هذه الانتهاكات”، مشيرًا إلى أن هناك حدًا للصبر، وأن العدوان سيكون له نهاية”. كما كرر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل يتعلق فقط بالجنوب اللبناني، وتحديدًا جنوب نهر الليطاني. وقال: “إسرائيل يجب أن تخرج من لبنان وتحرّر الأسرى، لأن هذا الاتفاق واضح ومُلزم، ولا يمكن تحريفه أو تغييره”.
وفي هجوم على الولايات المتحدة، اعتبر قاسم “أن واشنطن تمارس وصاية مباشرة على الحكومة اللبنانية عبر الضغط الإسرائيلي”، مشددًا على رفض تدخلات أميركا في الشؤون اللبنانية. وقال: “ما تطلبه أميركا من لبنان هو أوامر تُنفّذ بيد إسرائيل، وهذا التدخل مرفوض بشكل كامل”. وانتقد تصريحات المسؤول الأميركي توم برّاك، “الذي دعا إلى تسليح الجيش اللبناني لمواجهة الشعب المقاوم”. وقال: “كيف يمكن الحكومة أن ترضى بذلك؟”. وأضاف: “لن أناقش خدام إسرائيل الذين لا يدافعون عن وطنهم ولا يستنكرون الاعتداءات الإسرائيلية، بل أسأل الأحرار: لماذا لا تضع الحكومة خطة زمنية لاستعادة السيادة الوطنية وتكليف القوى الأمنية بتنفيذها؟”. وفي ختام كلمته، حذر قاسم من “أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى مزيد من التدهور”، قائلاً: “إذا كان الجنوب يعاني اليوم، فإن النزيف سيطال كل لبنان بسبب أميركا وإسرائيل. لا يمكن أن يستمر الوضع كما هو، فلكلّ شيءٍ نهاية، ولكلّ صبرٍ حدود”.
وفي المقابل اتّهم الجيش الاسرائيلي “حزب الله” بأنه يعمل جنوب نهر الليطاني في انتهاك لاتفاق الهدنة ويحاول استعادة قدراته القتالية وتهريب الأسلحة من سوريا.
وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، “إن اتفاق وقف النار قد ينهار خلال أيام، بل إنّ بعض المراقبين يجادل بأن الاتفاق بات فعليًا حبراً على ورق”. وتحدثت عن “ارتفاع احتمالات أن تتطور الهجمات الإسرائيلية في الأسابيع المقبلة إلى حرب شاملة جديدة، وأن يفضّل “حزب الله” – رغم ضعفه الحالي – خيار الحرب على خيار نزع السلاح. فما زال الحزب يمتلك آلاف الصواريخ والمسيّرات القادرة على ضرب شمال إسرائيل ووسطها، وهو ما يعني أن عودة النيران إلى بلدات الشمال الإسرائيلي، بعد أشهر قليلة فقط من عودة السكان إلى منازلهم، احتمال لا يمكن الاستهانة به”.
وعلى الصعيد الميداني، استهدفت المدفعية الإسرائيلية أحد أحياء بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، من دون وقوع إصابات. وألقت مسيّرة قنبلة صوتية على سطح مركز الدفاع المدني التابع للهيئة الصحية في بلدة الطيبة. وتسللت قوة من الجيش الإسرائيلي فجراً إلى منطقة الخانوق في بلدة عيترون وعمدت إلى تفخيخ وتفجير أربعة منازل. كما ألقت مسيّرة قنبلة على بلدة الضهيرة. وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على “أكس”: “في إطار نشاط ليلي لقوات اللواء 769 في جنوب لبنان: تدمير عدد من المباني التي استخدمت كبنى تحتية إرهابية تابعة لحزب الله الإرهابي”. أضاف: “خلال ساعات الليلة الماضية (الاثنين)، دمّرت قوات اللواء 769 عدة مبان استخدمت كبنى تحتية إرهابية في قرية حولا بجنوب لبنان. كما وخلال نشاط آخر جرى الشهر الماضي في المنطقة ذاتها، كشفت القوات وسائل قتالية وعبوات ناسفة قديمة كانت مخزّنة داخل تلك المباني وتم احباط مفعولها”. وختم: “وجود هذه البنى الإرهابية يشكّل خرقًا للاتفاق بين إسرائيل ولبنان حيث سيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة أي تهديد على أراضي دولة إسرائيل”.
"الأخبار":
في موقف هو الأول منذ وقف إطلاق النار قبل نحو عام، نبّه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى أنّ «العدوان لا يمكن أن يستمر ولكل شيءٍ حدّ»، و«لأننا في خطر وجودي حقيقي، من حقّنا أن نقوم بأي شيء لحماية وجودنا». وشدّد على «أننا سندافع عن أهلنا ولن نستسلم ولن نتخلّى عن سلاحنا (…) وأي ثمن يبقى أقلّ من ثمن الاستسلام»، داعياً أميركا وإسرائيل إلى «أن ييأسوا، فنحن أبناء الأرض الصامدون، ولن نعيش إلّا أعزّة». وحذّر من أنه «إذا كان الجنوب نازفاً، فالنزف سيطاول كل لبنان».
وفي احتفال «يوم الشهيد» أمس، أكّد قاسم أن اتفاق وقف إطلاق النار هو حصرياً لجنوب نهر الليطاني، وعلى إسرائيل الانسحاب، وإيقاف العدوان، وإطلاق سراح الأسرى، ولا توجد مشكلة على أمن المستوطنات، والدولة اللبنانية تتحمّل مسؤولية من خلال حكومتها وأجهزتها بإخراج إسرائيل بكل الوسائل المشروعة والمّتاحة، مشدّداً على «تنفيذ الاتفاق وبعدها كل السبل مفتوحة لنقاش داخلي حول قوة لبنان وسيادته، ولا علاقة للخارج بهذا النقاش».
وأكّد أن «الجنوب مسؤولية الدولة، مسؤولية الحكومة والشعب والمقاومة، ولن يستقر لبنان مع استمرار عدوان إسرائيل وضغط أميركا»، حاسماً أن «لا استبدال للاتفاق، ولا تبرئة ذمّة للعدو الإسرائيلي باتفاق آخر، لأنه عندما نذهب إلى اتفاق آخر، فيعني ذلك أن كل شيء انتهى وعفونا عنه، وعندها سيذهبون إلى شروط جديدة وترتيبات جديدة»، مؤكداً أن «استمرار العدوان على هذه الشاكلة بالقتل والتدمير لا يمكن أن يستمر، ولكل شيء حدّ. لن أتكلم أكثر من هذا، وعلى المعنيين أن ينتبهوا». وأضاف: «المقاومة تحمّلت المسؤولية 42 سنة، وقالت الحكومة إنها ستتحمّل المسؤولية هذه المرة، ونحن فتحنا لها الطريق، ونؤيد أياً كان يريد الدفاع عن هذا الوطن».
وأشار قاسم إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار يتضمّن «انسحاب إسرائيل من جنوب نهر الليطاني، وانتشاراً للجيش اللبناني في هذه المنطقة وعدم وجود أي مظاهر مسلّحة لغير الجيش فيها. وبالنسبة إلينا، الاتفاق مقبول لأن الثمن هو انتشار الجيش اللبناني بدل المقاومة على أرض الجنوب، ونحن نتمنى أن يكون الجيش موجوداً ليقاتل العدو الإسرائيلي إذا تقدّم أو اعتدى».
واعتبر «أننا رابحون بهذا الاتفاق، لأن الدولة أعلنت استعدادها لتحمّل مسؤوليتها، وفي المقابل، إسرائيل خسرت لأنها يجب أن تخرج بحسب الاتفاق من دون أن تحصل على مكاسب عدوانها»، سائلاً: «لماذا لم تطبّق إسرائيل ما عليها؟ لماذا لم تطبّق أميركا ما عليها باليد الإسرائيلية؟».
نحن في خطر وجودي حقيقي ومن حقّنا أن نقوم بأيّ شيء لحماية وجودنا
وأجاب: «السبب أن لبنان يستعيد سيادته وحريته وكرامته إذا خرجت إسرائيل، ولأن إسرائيل فشلت في جرّ المقاومة إلى خرق الاتفاق وإعطاء ذريعة لها للادّعاء بأن أمنها مُعرّض للخطر».
ونبّه إلى أن إسرائيل «تريد أن تتدخّل في مستقبل لبنان، وكيف سيكون جيشه واقتصاده وسياسته وموقعه؟ أميركا، باليد الإسرائيلية، تريد أن تنهي قدرة لبنان المقاوم، وأن تسلّح الجيش بمقدار قدرته على مواجهة حزب الله، أي ممنوع أن يكون الجيش قادراً على إسقاط طائرة واحدة، أو إطلاق صاروخ واحد باتجاه العدو الإسرائيلي»، لافتاً إلى أنهم «يضغطون على الحكومة لتقدّم تنازلات من دون بَدَل، ومن دون ضمانة، وعن طريق الفتنة، مع إعطاء حرية كاملة لإسرائيل أن تبقى محتلّة وتعتدي متى تشاء».
وأسف قاسم لأن «حكومتنا لم تجد من البيان الوزاري إلا حصرية السلاح، وتدّعي أنها إنما تقوم بحصرية السلاح لنزع الذرائع من العدو الإسرائيلي»، مؤكداً أن «نزع السلاح لا يمنع الذريعة. الآن يتحدّثون عن أن حزب الله يستعيد قدرته، ويتسلّح من جديد، ويتموّل، والمال يعطيه قوة… الذرائع لن تنتهي».
وعن الاعتداءات والخروقات اليومية، قال: «لن نناقش خدّام إسرائيل الذين يشاركون في الضغط لتحقيق المطالب الأميركية الإسرائيلية»، سائلاً الحكومة «لماذا لا تضع خطة استعادة السيادة الوطنية من ضمن جدول أعمالها، وتضع جدولاً زمنياً، وتطلب كل شهر من الجيش اللبناني والأجهزة المعنية تقديم تقرير أين أصبحنا في استعادة السيادة الوطنية وفي عدم تطبيق الإملاءات الأميركية وعدم الانبطاح أمامها؟. ما علاقة الأميركيين بالوضع الاجتماعي والقرض الحسن والخدمات التي تُقدَّم للناس؟». ودعا الحكومة للتصرف «على أساس حماية المواطنين، وحماية المنظومة الاجتماعية، ومسؤوليتها عن الإعمار والبناء وإعطاء الحقوق وليس دورها أن تنفّذ الإملاءات الأميركية».
اجتماع «الميكانيزم»: ضغوط على الجيش
تعقد لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار اجتماعها الـثالث عشر في رأس الناقورة اليوم، بالتزامن مع تصاعد التهويل الإسرائيلي وتكثيف الانتهاكات للأراضي اللبنانية المُحرّرة. وبحسب مصادر متابِعة، فإن وفد الجيش اللبناني يتوقّع أن يسمع كلاماً عالي السقف من الطرفيْن الأميركي والإسرائيلي اللذيْن يضغطان على الجيش لتسلّم الميدان خلفاً لقوات «اليونيفل» والتفاوض مع العدو.
وكان رئيس اللجنة الجنرال الأميركي جوزيف كليرفيلد والمبعوثة مورغان أورتاغوس نقلا إلى المشاركين في الاجتماع السابق موافقة الرؤساء الثلاثة على توسعة «الميكانيزم» عبر تكليف كلّ منهم لممثّل مدني عنه على غرار لجنة المستشارين التي شاركت في مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار. ويُنتظر أن يتابع اجتماع اليوم استكمال النقاش في الشكل المُعدّل للجنة.
وتوغّلت قوات الاحتلال فجر أمس إلى أطراف عيترون حيث توجد عدة منازل، فيما لفت فرحان حق، المتحدّث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، في مؤتمر صحافي في نيويورك، إلى أن «اليونيفل رصدت في اليومين الماضيين تحرّك 188 آلية إسرائيلية بينها دبابات في منطقة عملياتها، وتحليق مُسيّرة فوق موقع قيادة اليونيفل في القطاع الشرقي وأخرى في القطاع الغربي».
"الجمهورية":
يستمر لبنان عرضةً لحملة ضغوط كبيرة سياسية واقتصادية وعسكرية، يُنتظر أن تتصاعد في قابل الأيام، خصوصاً إذا صح أنّ الجانب الأميركي أمهل السلطة اللبنانية 60 يوماً لحسم ملف نزع سلاح «حزب الله»، فيما الواقع على الأرض، وخلافاً لما يُشاع، لا يدلّ إلى أنّ الأوضاع تتّجه نحو الحرب التي تهدّد بها إسرائيل الممعنة يومياً في عدم التزام وقف إطلاق النار والقرار الدولي 1701، بحيث أنّها تغتال يومياً كوادر وعناصر من «حزب الله»، وتقصف أمكنة جنوب الليطاني وشماله بذريعة أنّها مواقع او مخازن له، غير آبهة بلجنة «الميكانيزم» التي ستجتمع مجدداً اليوم، ولا بالدعوات والجهود الديبلوماسية التي تطالبها بوقف اعتداءاتها.
فيما يُنتظر وصول السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى إلى بيروت الأسبوع المقبل، تعيش الأوساط الرسمية والسياسية حالة انتظارية لمعرفة كيف ستتعاطى الإدارة الأميركية مع الملف اللبناني، في ضوء ما سمعه وفد الخزانة الأميركية خلال زيارته لبيروت قبل أيام، من طروحات، خلال لقاءاته مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام وعدد كبير من النواب والقيادات السياسية، في الوقت الذي لم يلتق رئيس مجلس النواب نبيه بري، ما دفع المراقبين إلى طرح أسئلة في هذا الصدد لم تتوافر أي أجوبة عنها.
بري التقى المر
وقد استقبل بري أمس، النائب ميشال المر، حيث تمّ البحث في آخر التطورات والمستجدات السياسية وشؤون تشريعية.
بين تهديدين
وفي سياق متصل، قالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، إنّ لبنان يبدو في سباق قاتل مع عامل الوقت، في ظل تهديدين: أمني وعسكري إسرائيلي من جهة، وسياسي اقتصادي أميركي من جهة مقابلة. ويتكامل التهديدان والمدى الزمني المعطى للبنان، وفق ما حدّده وفد الخزانة والأمن القومي الأميركيين لبيروت، هو في غضون الـ60 يوماً. وأضافت المصادر، انّ هذا يعني أنّ حال التريث التي مُنحت للبنان أميركياً، ستستمر حتى مطلع السنة المقبلة. وخلال هذه الفترة سيكون على الحكومة اللبنانية و«حزب الله»، على حدّ سواء، أن يدرسا جيداً الخطوات المقبلة، منعاً للدخول في الأسوأ، خصوصاً لجهة الوفاء بالشروط التي نقلها الوفد الأميركي إلى المسؤولين اللبنانيين، والتي تتركّز خصوصاً على تجفيف مصادر التمويل لـ«حزب الله»، وترجمة ذلك بإجراءات وإصلاحات وقوانين داخلية.
لكن التحدّي، وفق المصادر نفسها، سيكون في الموقف الإسرائيلي. فهل هو مرهون فعلاً بالموقف الأميركي، وهل يعني أنّ إسرائيل ستجمّد أي مغامرة في لبنان، أم إنّها في صدد التصعيد بمعزل عن موافقة واشنطن؟ وفي الأيام الأخيرة كان الضغط الإسرائيلي يتركّز على دفع الجيش اللبناني إلى دهم منازل محدّدة، تقول إسرائيل إنّها تحتوي على أسلحة للحزب. وهذا ما رفض الجيش الدخول فيه بشدة. ويُفترض أن يتضمن اجتماع «الميكانيزم» المقرر اليوم، إشارة إلى منحى التطورات المقبلة.
استبعاد الحرب الشاملة
لكن مصادر رسمية أبلغت إلى «الجمهورية» انّها تستبعد أن يتطور التصعيد الإسرائيلي ضدّ لبنان إلى حرب شاملة، أقله خلال هذه المرحلة، خصوصاً انّ سيناريو الاعتداءات الموضعية والمتنقلة يساوي صفر كلفة بالنسبة إلى تل أبيب على كل الصعد، وبالتالي هو الأنسب لها حتى إشعار آخر.
وأبدت المصادر في الوقت نفسه قلقها من ارتفاع وتيرة الضغوط العسكرية والمالية والسياسية والنفسية على لبنان، كبديل عن الحرب الواسعة، مشيرة إلى انّ من المرجح ان تستمر هذه الضغوط في التصاعد مع اقتراب نهاية السنة، والتي يمكن أن تشكّل حداً فاصلاً للانتقال إلى مرحلة أخرى من التصعيد، ترمي إلى الضغط على الدولة والجيش لنزع سلاح «حزب الله» من شمالي الليطاني وليس فقط جنوبه.
لبنان المستقر
وفي هذه الأجواء، عاد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مساء أمس، في ختام زيارة رسمية لبلغاريا التقى خلالها نظيره البلغاري رومن راديف ورئيسي مجلسي النواب والوزراء، وأثمرت اتفاقاً على البحث في تفعيل الخط الجوي المباشر بين البلدين، وتعزيز الاتفاقيات الموقّعة بينهما في اكثر من مجال، إضافة إلى المشاركة الافتراضية للقضاء اللبناني في التحقيق مع إيغور غريتشوشكين مالك سفينة «روسوس» (الموقوف في بلغاريا) التي نقلت حمولة نيترات الأمونيوم إلى لبنان، وكانت السبب في الانفجار الذي شهده مرفأ بيروت عام 2020.
وقبل عودته، التقى عون كلاً من رئيس الحكومة البلغارية روزين جيليازكوف ورئيسة مجلس النواب رايا نازاريان، وأكّد «انّ لبنان المستقر والآمن يريح الدول الاوروبية، ويمنع الاختراقات التي يمكن ان تسبب إرباكات أمنية او اجتماعية». وتطرّق عون إلى الوضع في الجنوب، فأشار إلى استمرار إسرائيل في الأعمال العدائية وانتهاك قرار مجلس الأمن الرقم 1701، وإبقاء احتلالها لأراضٍ لبنانية وعدم إعادة الاسرى اللبنانيين. وقال: «إنّ لبنان طلب من الدول الصديقة المساعدة في الضغط على إسرائيل لالتزام الاتفاق، ولكن حتى الآن لم نصل إلى نتيجة ايجابية».
موقف «حزب الله»
في غضون ذلك، قال الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، في كلمة له لمناسبة «يوم الشهيد» شدّد فيها على «الدور الحيوي لمجتمع المقاومة في حماية لبنان من الضغوط الخارجية». وأوضح «أنّ هذا المجتمع يشكّل خط الدفاع الأول عن الدولة، ويصونها من محاولات الإخضاع التي تتعرّض لها من أطراف خارجية»، داعيًا إلى الاستفادة القصوى من هذا المجتمع المقاوم. وأكّد «أنّ العدوان الإسرائيلي لا يمكن أن يستمر بلا رادع، وأنّ الصمت على الخروقات الإسرائيلية لن يدوم طويلًا». وأوضح قائلاً: «العدو يواصل اعتداءاته، ويمنع الأهالي من العودة إلى قراهم، لكن لبنان لن يبقى متفرجًا على هذه الانتهاكات»، مشيرًا إلى «أنّ هناك حدًا للصبر، وأنّ العدوان سيكون له نهاية». ولفت إلى أنّ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل يتعلق فقط بالجنوب اللبناني، وتحديدًا جنوب نهر الليطاني. وقال: «إسرائيل يجب أن تخرج من لبنان وتحرّر الأسرى، لأنّ هذا الاتفاق واضح ومُلزم، ولا يمكن تحريفه أو تغييره». وأكّد «أنّ النقاش حول مستقبل قوة لبنان وسيادته يجب أن يكون داخليًا بحتًا، من دون أي تدخّل خارجي».
وهاجم قاسم الولايات المتحدة، معتبراً انّها «تمارس وصاية مباشرة على الحكومة اللبنانية عبر الضغط الإسرائيلي»، مشدّدًا على رفض تدخّلات أميركا في الشؤون اللبنانية. وقال: «ما تطلبه أميركا من لبنان هو أوامر تُنفّذ بيد إسرائيل، وهذا التدخّل مرفوض بشكل كامل». وانتقد قاسم تصريحات الموفد الأميركي توم برّاك، الذي دعا إلى «تسليح الجيش اللبناني لمواجهة الشعب المقاوم». متسائلاً: «كيف يمكن للحكومة أن ترضى بذلك؟» وقال: «لن أناقش خدّام إسرائيل الذين لا يدافعون عن وطنهم ولا يستنكرون الاعتداءات الإسرائيلية، بل أسأل الأحرار: لماذا لا تضع الحكومة خطة زمنية لاستعادة السيادة الوطنية وتكليف القوى الأمنية بتنفيذها؟».
وعن الخروقات الإسرائيلية أشار قاسم إلى تصريحات المتحدث باسم قوات «اليونيفيل»، الذي أكّد أنّ إسرائيل ارتكبت أكثر من 7 آلاف خرق في جنوب لبنان، في حين أنّ المقاومة لم تُسجّل أي خرق. وأوضح، أنّ البعض ما زال يصرّ على تحميل لبنان المسؤولية، بينما الحقيقة أنّ المشكلة الأساسية تكمن في إسرائيل.
وحذّر قاسم من أنّ استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى مزيد من التدهور، قائلاً: «إذا كان الجنوب يعاني اليوم، فإنّ النزيف سيطاول كل لبنان بسبب أميركا وإسرائيل. لا يمكن أن يستمر الوضع كما هو، فلكلّ شيءٍ نهاية، ولكلّ صبرٍ حدود».
حشد إسرائيلي
ميدانياً، أعلنت قوات «اليونيفيل» على لسان نائب المتحدث باسم الأمين العام للامم المتحدة فرحان حق، عن رصد 88 آلية للقوات الإسرائيلية بما في ذلك دبابات ميركافا، داخل منطقة العمليات أمس، بعدما كانت قد رصدت 100 آلية في اليوم الذي سبقه. كذلك رصدت طائرة مقاتلة تحلّق فوق موقع «اليونيفيل» في القطاع الشرقي، بالإضافة إلى طائرة مسيّرة (درون) تعمل بالقرب من موقع أممي في القطاع الغربي.
وأضافت، انّها تواصل اكتشاف مخابئ الأسلحة والبنى التحتية غير المصرّح بها. وعثرت على صواريخ غير محروسة ونفقين قرب قرية شيحين في القطاع الغربي، إلى جانب لغمين أرضيين مضادين للدبابات بالقرب من رميش. وأشارت «اليونيفيل» إلى أنّها، «ومنذ تفاهم وقف الأعمال العدائية العام الماضي، اكتشفت ما يقرب من 360 مخبأ غير محروس و300 ذخيرة غير منفجرة. وقد تمّ تحويل كل هذه المكتشفات إلى الجيش اللبناني، وفقاً للممارسة المتبعة».
وقد تواصل الخرق الإسرائيلي لاتفاق وقف اطلاق النار، حيث استهدفت المدفعية الإسرائيلية أحد أحياء بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، فيما القت مسيّرة قنبلة صوتية على سطح مركز الدفاع المدني التابع للهيئة الصحية في بلدة الطيبة. وتسلّلت قوة من الجيش الإسرائيلي فجر أمس إلى منطقة الخانوق في بلدة عيترون وفجّرت أربعة منازل. كذلك ألقت مسيّرة قنبلة على بلدة الضهيرة.
في غضون ذلك، قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية «إنّ اتفاق وقف النار قد ينهار خلال أيام، بل إنّ بعض المراقبين يجادل بأنّ الاتفاق بات فعليًا «حبرا على ورق». وتحدثت عن «ارتفاع احتمالات أن تتطور الهجمات الإسرائيلية في الأسابيع المقبلة إلى حرب شاملة جديدة، وأن يفضّل «حزب الله» – رغم ضعفه الحالي – خيار الحرب على خيار نزع السلاح. فما زال الحزب يمتلك آلاف الصواريخ والمسيّرات القادرة على ضرب شمال إسرائيل ووسطها، وهو ما يعني أنّ عودة النيران إلى بلدات الشمال الإسرائيلي، بعد أشهر قليلة فقط من عودة السكان إلى منازلهم، احتمال لا يمكن الاستهانة به».
قانون الانتخاب
من جهة ثانية، لم يحجب الإنشداد إلى زيارة وفد الخزانة الأميركية الرفيع المستوى الاهتمام بما آلت اليه المعركة السياسية حول قانون الانتخابات النيابية، الذي مرّ أسبوع على إقرار طلب تعديله في مجلس الوزراء.
وعلمت «الجمهورية»، انّ الرئيس جوزاف عون لم يوقّع بعد مرسوم إحالة مشروع قانون الحكومة إلى المجلس النيابي، ويُنتظر أن يوقّعه خلال ساعات بعدما عاد من بلغاريا.
واكّد مصدر نيابي بارز لـ«الجمهورية»، انّ مسار القانون لا يزال ضبابياً، خصوصاً انّه يحمل صفة العجلة من الحكومة، ما يفرض وضعه على جدول أعمال الهيئة العامة لمجلس النواب خلال أسبوعين كحدّ أقصى من تسلّمه اللجنة المختصة، وإذا بتت او لم تبت به ففي كلا الحالتين يحال إلى اللجان النيابية المختصة ومنها إلى الهيئة العامة، كأولوية. وأضاف المصدر، انّ المرحلة الثانية تأخذ مسارين لا ثالث لهما، اما أن تُعقد جلسة تشريعية وتتمّ تلاوة مشروع القانون، وحتى إذا لم يبت به، فإنّ الحكومة تستطيع إصداره بمرسوم خلال 40 يوماً، شرط ان تتمّ تلاوته بحسب المادة 38 من النظام الداخلي لمجلس النواب والمادة 58 من الدستور، وأما الّا تُعقد جلسة تشريعية ويبقى معلقاً...وعليه، فإنّ القانون أخذ مساراً إجرائياً، ويبقى رهن التوافق في اللجان. لكن، وبحسب المصدر، أصبح التوافق صعباً والحلول الوسطى غير ممكنة، بسبب السقوف العالية التي وضعها كل فريق في وجه الآخر.
واشار المصدر، إلى انّ المعركة تحولت إلى «قضية حياة او موت»، ولا أفق للحل حالياً، في انتظار كلمة السرّ الخارجية التي ربما تأتي مع الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان في زيارته المرتقبة، والمرجحة اليوم.
وعلمت «الجمهورية»، أن لا جلسة تشريعية سيدعو اليها رئيس مجلس النواب في المدى المنظور، خصوصاً بعد تعطيل الجلستين السابقتين بفعل المقاطعة.
لجنة إعادة الإعمار
إعمارياً، اجتمعت أمس اللجنة الوزارية لإعادة الإعمار والتعافي برئاسة رئيس الحكومة نواف سلام، وحضور الوزراء ومسؤولي المؤسسات المعنية. وبحث المجتمعون في آلية تحديد ودفع المساعدات والتعويضات عن الأضرار اللاحقة بالوحدات السكنية وغير السكنية الناتجة من العدوان الإسرائيلي بعد 8 تشرين الأول 2023، وكذلك الأضرار الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت. وناقشت اللجنة ضرورة تصنيف المتضررين وتحديد أولويات التعويض استناداً إلى حجم التمويل المتاح، وتمّ التوافق على الآتي:
1- إنهاء أعمال مسح الأضرار والكشوفات الميدانية من قبل الهيئة العليا للإغاثة ومجلس الجنوب.
2- استكمال عملية التحقق من تقييم الأضرار من خلال جهة استشارية مستقلة ذات اختصاص فني.
3- البدء بترميم المباني المتضررة إنشائياً.
4- إعطاء الأولوية لإصلاح الوحدات السكنية المتضررة جزئياً، بهدف تأمين عودة الأسر إلى منازلها في أسرع وقت ممكن.
5- اعتماد مقاربة «إعادة البناء بشكل أفضل» (Build Back Better) في إعادة إعمار القرى الجنوبية التي تعرّضت لدمار واسع.
6- تشكيل فريق تقني متخصّص يتولّى متابعة تنفيذ هذه البنود، ويضمّ ممثلين عن رئاسة مجلس الوزراء، مجلس الإنماء والإعمار، الهيئة العليا للإغاثة، مجلس الجنوب، ووزارة المهجّرين.
وسيُستكمل النقاش في الاجتماع المقبل، تمهيداً لرفع المقترحات النهائية إلى مجلس الوزراء لإقرارها.
"الديار":
في زيارة حملت الكثير من الابعاد التي تجاوزت البروتوكول السياسي، شكل لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، نقطة تحول في معادلة الشرق الأوسط. فالزيارة، التي جاءت وسط تبدل الأولويات الأميركية، أعادت واشنطن إلى قلب اللعبة السورية، ليس من باب الحرب، بل من بوابة التسويات الكبرى.
الشرع، الذي يقدم نفسه كوجه براغماتي يسعى لفك العزلة عن دمشق، حمل معه مشروع «تبادل مصالح» أكثر منه «طلب دعم»، مدركا أن واشنطن اليوم تبحث عن ترتيبات استقرار بأقل كلفة ميدانية، على ما ينقل العارفون. من هنا، فإن اللقاء قد يمهد لمرحلة جديدة من إعادة التموضع الإقليمي، تفتح فيها خطوط خلفية بين دمشق وبعض العواصم الخليجية، بإشراف أميركي غير معلن.
أما لبنان، فكعادته الحلقة الأضعف في لعبة الكبار، اذ ان التقارب السوري – الأميركي، قد يضعه أمام إعادة رسم موازين النفوذ في المنطقة، ما سيعني مزيدا من الضغوط على الساحة اللبنانية، حيث سيختبر «الحياد المستحيل» مجددا.
اين لبنان؟
في الشكل، بدت زيارة الشرع إلى واشنطن حدثا سوريا - أميركيا صرفا، عنوانه «إعادة التموضع» وفتح صفحة جديدة بين دمشق والعاصمة الأميركية بعد عقدين من القطيعة، لكن في المضمون، تقول مصادر مطلعة على السياسة الاميركية، إن «لبنان كان حاضرا بقوة في النقاش حول الحدود، وإن لم يذكر بالاسم، وكمعادلة في لعبة النفوذ الإقليمي، وكهاجس في ذهنية الأميركيين الذين يخشون انفجار الساحة اللبنانية في وجه ترتيباتهم الجديدة للمنطقة».
فواشنطن التي بدأت تتعامل مع سوريا الشرع كسلطة أمر واقع يصعب تجاوزها، تدرك أن أي تسوية شرق أوسطية، لا يمكن أن تستقر من دون «هدوء لبناني» محسوب بدقة. كما ان الشرع بدوره، يدرك أن استعادة الدور السوري في الإقليم، لا تمر فقط عبر «البوابة الإسرائيلية» أو العراقية، بل من لبنان أولا، البلد الذي كان تاريخيا الامتداد الطبيعي لسوريا وواجهة نفوذها غربا.
وبحسب المصادر، فقد طرحت ملفات الأمن الحدودي، والنازحين والموقوفين، وملف «الميكانيزم»، الذي تسعى واشنطن لتوسيعه ليشمل مراقبة الحدود الشرقية للبنان، مع مجموعة من المسؤولين في الخارجية والدفاع والامن القومي، الذين التقاهم الشرع، حيث تم تناول هذه النقاط بعبارات فضفاضة، توحي بأن الأميركيين أرادوا اختبار استعداد دمشق، للقيام بدور «الضامن الصامت» لاستقرار لبنان.
الشرع من جهته، حاول أن يقدم نفسه كوسيط قادرعلى التهدئة لا كطرف مواجه، مقدما عرضا ضمنيا مكررا: «سوريا تستطيع المساعدة في استقرار لبنان، شرط أن يعاد الاعتراف بها لاعبا شرعيا لا يمكن تجاوزه». منطق لاقى آذانا أميركية صاغية، وإن بحذر، فالإدارة الأميركية تدرك أن ترك لبنان ينهار، يعني خسارة ساحة حساسة على البحر المتوسط.
وفي هذا السياق، تؤكد مصادر متابعة أن الشرع أشار إلى «خطوط التواصل» القائمة بين بيروت ودمشق، والتي يمكن تفعيلها ضمن تفاهمات إقليمية أوسع، تتيح ضبط السلاح جنوباً ،وتنظيم العلاقة مع حزب الله في إطار «الاستقرار» الذي تريده واشنطن.
خطاب قاسم
اما في لبنان، وفي يوم الشهيد هذا العام، فقد قدم الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، خطابا جمع بين الرمزية السياسية والتحذيرات الاستراتيجية، مشيرا الى موقع الحزب «كحارس للسيادة الوطنية ومدافع عن لبنان في مواجهة الضغوط الخارجية»، مؤكدا على دور «مجتمع المقاومة» كدرع للدولة، مشددا على أن «هذا المجتمع يصون لبنان، ويشكل خط الدفاع الأول أمام أي محاولة إخضاع، ما يجعل من تضحيات الشهداء ووفاء القواعد عنصر قوة عمليا ورمزيا على حد سواء».
على الصعيد الإقليمي، ركز الخطاب على الانتهاكات الإسرائيلية في الجنوب، محذرا من «أن الصمت على الخروقات لن يستمر، وأن لبنان لن يظل متفرجا أمام الاعتداءات، التي تمنع الأهالي من العودة إلى قراهم»، مشددا، على «أن اتفاق وقف إطلاق النار محدد في جنوب نهر الليطاني، وأن أي تأويل أو تعديل له يعتبر تبرئة للاحتلال»، مؤكدا «أن أي نقاش داخلي حول مستقبل قوة لبنان وسيادته ، يجب أن يكون لبنانيا بحتا دون تدخل خارجي»، في رسالة واضحة بأن القرار الوطني لا يقبل التفويض لأي طرف خارجي.
أما على المستوى الداخلي، فقد انتقد قاسم الولايات المتحدة، معتبرا تدخلها في شؤون لبنان عبر الضغط الإسرائيلي «مرفوضا بالكامل»، ورفض «أي محاولة لتسليح الجيش اللبناني لمواجهة المقاومة»، طارحا تساؤلات حادة للحكومة حول «غياب خطة زمنية واضحة، لاستعادة السيادة الوطنية وتكليف القوى الأمنية تنفيذها، وهو ما يعكس فجوة بين خطاب الدولة الرسمي، وواقع حماية الأرض والمواطنين».
وختم قاسم بأن «خروقات إسرائيل تجاوزت 7 آلاف مرة في الجنوب، في حين لم تسجل أي خروقات من المقاومة»، محملا الاحتلال مسؤولية تصعيد التوتر، ومعيدا التأكيد على أن لبنان لن يتحمل استمرار هذا الوضع، قائلا: «لكل شيء نهاية، ولكل صبر حدود»، في رسالة مزدوجة تحذّر الداخل والخارج، وتثبت أن حزب الله يرى نفسه خط الدفاع الأول عن السيادة، مع التأكيد أن أي تسوية أو تعديل للواقع العسكري والسياسي، يجب أن يبدأ بالالتزام الكامل من العدو الإسرائيلي أولا، قبل أي نقاش لبناني داخلي.
حبر على ورق
كلام سبقه معلومات لصحيفة «هآرتس الإسرائيلية» قالت فيها إن اتفاق وقف النار قد ينهار خلال أيام، بل إنّ بعض المراقبين يجادل بأن الاتفاق بات فعليا «حبرا على ورق»، متحدثة عن «ارتفاع احتمالات أن تتطور الهجمات الإسرائيلية في الأسابيع المقبلة إلى حرب شاملة جديدة، وأن يفضّل حزب الله خيار الحرب على خيار نزع السلاح. فما زال الحزب يمتلك آلاف الصواريخ والمسيّرات، القادرة على ضرب شمال إسرائيل ووسطها، وهو ما يعني أن عودة النيران إلى بلدات الشمال الإسرائيلي، بعد أشهر قليلة فقط من عودة السكان إلى منازلهم، احتمال لا يمكن الاستهانة به».
عودة فرنسية
وفي وقت يغرق فيه لبنان في أزماته الداخلية ، وتزداد الجبهة الجنوبية توترا، عاد الحَراك الفرنسي ليكسر الجمود الديبلوماسي. فالإليزيه، التي لم ترفع يدها يوماً عن «الملف اللبناني»، تتحرك مجددا بخطوات محسوبة، وسط حديث متزايد عن احتمال قيام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بزيارة إلى الجنوب خلال فترة الأعياد لتفقد كتيبة بلاده، في حال توافرت الظروف السياسية والأمنية، على ان تسبقه مستشارته لشؤون الشرق الاوسط آن كلير لوجاندر هذا الاسبوع الى بيروت، في زيارة استطلاعية، بعد ان كانت شاركت في الاجتماعات التي عقدها في باريس، رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد في بيروت.
مصادر ديبلوماسية مطلعة أكدت أن باريس تشعر بأن الوقت حان لإعادة الإمساك بخيوط اللعبة اللبنانية، بعدما نجحت واشنطن في فرض إيقاعها خلال الأشهر الماضية، عبر مقاربتها الأمنية للجنوب وملف «الميكانيزم»، حيث انها بخلاف العاصمة الاميركية، تريد التقدم من البوابة السياسية والاقتصادية، عبر مبادرة محدثة، تحاول الجمع بين الواقعية الإيرانية والانفتاح العربي، تحت مظلّة «تسوية هادئة» لا تصطدم بأي طرف.
وتشير المصادر الى ان الزيارة المحتملة لماكرون، لن تكون رمزية كما في السابق، فالإليزيه تريد أن يعود الرئيس الفرنسي هذه المرة بعرض ملموس، يجمع بين الضمانات السياسية وبعض المساعدات التنموية المحدودة، على أن تكون كـ «دفعة على الحساب» ، تشجيعا لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، رغم خيبة الأمل الفرنسية من السلطة السياسية اللبنانية.
وختمت المصادر بان لبنان بالنسبة إلى ماكرون، يبقى رمز الحضور الفرنسي في الشرق الأوسط، ومساحة اختبار لقدرة باريس على القيام بدور الوسيط الموثوق به في زمن الصفقات الكبرى. لذلك، قد تتحوّل زيارته المرتقبة إلى محاولة أخيرة، لإنقاذ الدور والوجود الفرنسيين، قبل أن تبتلعها ديناميكيات «الشرق الأوسط الجديد»، الذي تعيد واشنطن رسم ملامحه.
وفد الخزانة الاميركية
وفي انتظار وصول السفير الاميركي ميشال عيسى الى بيروت، وبعده وفد من الكونغرس، لتدشين مرحلة جديدة من السياسة الاميركية، التي يبدو ان سفنها تسير خلافا لرياح العهد، استمر انشغال الساحة المحلية بتداعيات زيارة وفد وزارة الخزانة، التي اكتسبت منحى خطِرا، خصوصا في ظل المعلومات من واشنطن، عن تقرير اورتاغوس «غير المشجع والايجابي»، بعد زيارتها الاخيرة الى لبنان ولقاءاتها ، والتي انتهت الى خلاصة «ان المسؤولين في لبنان لا يريدون ان يفهموا ان القرارات الاميركية جدية».
فالاخذ والرد والبلبلة التي شهدتها الاجواء المحيطة بالزيارة، بعد التسريبات عن اجواء ايجابية بثتها «القنوات الرسمية»، قبل ان تنكشفت حقيقة « كلام المجالس المغلقة»، لم تخف وفقا لمصادر وزارية، ان الطابع «التقني» الذي غلّف الزيارة، فضحه مضمون اللقاءات وحجم الوفد وطبيعة الاسئلة المطروحة ، التي كشفت الابعاد السياسية والاستراتيجية، التي تتجاوز مجرد متابعة الالتزامات اللبنانية في ملف مكافحة تمويل الإرهاب. من هنا، يمكن قراءة الزيارة كجزء من استراتيجية «الضغط الوقائي»، لا كعقوبة آنية، هدفها تحذير بيروت من أي انزلاق خارج منظومة الضبط المالي الغربية.
من جهتها اكدت اوساط واكبت الزيارة، أنّ واشنطن أرادت اختبار العهد وتوجهاته حيال مسألتين أساسيتين: أولاً مدى التزامه بآليات الشفافية المالية الدولية، وثانياً موقع لبنان المقبل في منظومة العقوبات الأميركية على إيران، اذ بحكم موقعها الجغرافي وتركيبتها المصرفية، ما زالت بيروت تشكّل ثغرة محتملة في منظومة الرقابة الإقليمية ،على حركة الأموال المرتبطة بالشبكات الخاضعة للعقوبات، فواشنطن تريد ان تضمن «ألا يتحوّل لبنان إلى منفذ مالي خلفي لحلفاء طهران».
وتتابع الاوساط، بان الوفد طرح سلسلة من الأسئلة الدقيقة تتعلّق بمسار الإصلاحات في مصرف لبنان، وبالتعاون القائم بين الأجهزة اللبنانية والهيئات الرقابية الدولية، محذرا من التدخلات السياسية المتمادية في عمل المؤسسات النقدية، محاولة التغطية على تحويلات مشبوهة، تحت طائلة إعادة النظر في التعاون المالي مع واشنطن وصندوق النقد الدولي.
خارطة طريق اميركية
وكشفت الاوساط ان الوفد تحدث بصراحة، وفقا لمعلومات استخباراتية دقيقة يملكها، حول اماكن التسرب واسماء اشخاص وموظفين في الدولة، مؤكدا ان اجراءات السلطة اللبنانية لا تتناسب مع الاتجاهات الاميركية الواضحة، واضعا خارطة طريق لجهة تشديد الرقابة على المعابر الشرعية وغير الشرعية، اغلاق عدد من شركات تحويل الاموال، مكافحة «اقتصاد الكاش»، منع حزب الله من الاستفادة من علاقاته ونفوذه داخل مؤسسات الدولة.
وختمت الاوساط بالتأكيد ان واشنطن منحت العهد فرصة، لكنها ربطتها بالالتزام الدقيق بقواعد اللعبة المالية الدولية، والتي ستنعكس في المرحلة المقبلة من خلال تشديد الرقابة الأميركية على المصارف اللبنانية، ومتابعة حركة التحويلات بالدولار، آملة ان تكون الرسالة قد فهمت جيدا في بيروت، ذلك ان «أي تهاون او تباطؤ في انجاز خطوات الاصلاح المطلوبة اقتصاديا وسياسيا وامنيا، سيواجه بعقوبات وبوقف المساعدات، غامزة من قناة مساعدة ال 230 مليون دولار للقوى العسكرية والامنية، والتي تم تجميدها لارتباطها بخطة «حصر السلاح».
الى الشارع
وليس بعيدا عن الضغوط الممارسة، أشيعت معلومات عن اتجاه «بيئة المقاومة» وجمهورها الى تنظيم تحرك شعبي في منطقة الحمرا، للمطالبة بالاسراع في تنفيذ خطط الاعمار، في ظل ما يراه كثيرون تقاعسا من قبل الحكومة في معالجتها لهذا الملف، خصوصا ان لبنان مهدد بقرض البنك الدولي المخصص ب250 مليار دولار، ما لم يتم اقراره في مجلس النواب قبل نهاية العام، بعد تمديد المهلة لشهرين، وفي ظل الاعتمادات الخجولة التي رصدتها الحكومة لدعم ومساعدة المتضررين، حيث يتوقع الكثيرون ان يكون هذا التحرك باكورة سلسلة من الاحتجاجات في الشارع.
تسوية خلاف الـ 16 مليار
على الصعيد المالي، كشفت اوساط مطّلعة أن الخلاف المزمن بين وزارة المال ومصرف لبنان حول الدين البالغ 16.5 مليار دولار، بدأ يسلك طريقه الى الحل، بعد أشهر من التباين في وجهات النظر بين الوزير والحاكم، نتيجة الضغوط التي مارسها صندوق النقد الدولي، حيث اتفق الطرفان على تكليف شركة «KPMG Netherlands» الدولية المتخصصة في التدقيق المالي، للتحقق من واقعية هذا الدين، ومن القيمة التي يمكن اعتمادها في الميزانية الجديدة لمصرف لبنان، وسط تقديرات اولية أن القيمة الحالية للدين، قد تتراوح بين 2 و4 مليارات دولار فقط، تبعا لأسعار الصرف والقدرة الفعلية للدولة على السداد.
ويرى خبراء اقتصاديون أن هذا التفاهم يشكل مؤشراً إيجابياً للأسواق، ويعزز الثقة بين المؤسستين الماليتين الأساسيتين في البلاد، خصوصاً إذا ترجم بتفاهمات إضافية حول توزيع الخسائر، وآلية إعادة هيكلة الدين العام، ما قد يفتح الباب أمام عودة المفاوضات الجدية مع صندوق النقد في الأشهر المقبلة، معتبرين ان هذه الخطوة، وفق مصادر مالية، تطور مهم في مسار تنظيم العلاقة المالية بين الدولة والمصرف المركزي، تمهيدا لوضع أسس أكثر شفافية وواقعية، في إعداد الموازنات العامة والمصرفية، بما يتمشى مع متطلبات صندوق النقد الدولي وبرنامج الإصلاح المالي المرتقب.
حرائق
وعلى رغم ان حرائق الغابات في لبنان، اضحت منذ سنوات عنوانا دائما للتبدل المناخي وقصور قدرات الدولة وامكاناتها، أمام المواسم المتكررة للحرائق في معظم فصول السنة، احدثت موجتها الحالية على امتداد قرى الجنوب والاقليم صدمة كبيرة، نسبة للمساحات الشاسعة التي شكلت «وجبة» دسمة للنيران، وبلغت ذروة اتساعها، ان بفعل العدوان الاسرائيلي او الجفاف المناخي، مخلّفة كارثة بيئية تضاف الى كوارث الاعوام الماضية، لا سيما في إقليم الخروب وغابة بكاسين، التي تمثل واحدة من أهم الثروات الوطنية والبيئية في لبنان والمنطقة.
"نداء الوطن":
يشتد أكثر فأكثر الكباش الميداني والسياسي والدبلوماسي على جنوب لبنان وفي جنوب لبنان، وبرز هذا الكباش أكثر فأكثر في مواقف صادرة من تل أبيب ومن بيروت.
من إسرائيل، المتحدث باسم الجيش نداف شوشاني كشف أن «حزب الله» يعمل جنوب نهر الليطاني، في انتهاك لاتفاق الهدنة، وأن القوات الإسرائيلية تشن غارات على أهداف له في تلك المنطقة. وتابع شوشاني أن «حزب الله» يحاول أيضًا تهريب أسلحة من سوريا وعبر طرق أخرى إلى لبنان. وأضاف «نعمل على منع حدوث ذلك وإغلاق الطرق البرية من سوريا إلى لبنان بدرجة كبيرة من النجاح، لكنهم لا يزالون يشكلون تهديدًا لنا».
في المقابل، ذكر مسؤولون لبنانيون أن إسرائيل تضغط على الجيش اللبناني ليكون أكثر صرامة في نزع سلاح «حزب الله» من خلال تفتيش منازل خاصة في الجنوب بحثًا عن أسلحة.
وقال مسؤولون أمنيون لبنانيون لـ «رويترز» إن الجيش واثق من قدرته على إعلان جنوب لبنان خاليًا من أسلحة «حزب الله» بحلول نهاية العام 2025، لكنه رفض تفتيش المنازل الخاصة خوفًا من إشعال فتيل حرب أهلية وعرقلة استراتيجية نزع السلاح التي يعتبرها الجيش حذرة لكنها فعالة.
الشيخ قاسم: «السلاح لن يُسلَّم»
هذا ولا يتردد «الحزب» في التصعيد فالأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، انتقد الحكومة قائلًا إنها لم تجد في بيانها الوزاري سوى الحديث عن «حصرية السلاح»، مشيرًا إلى أن «الذرائع الإسرائيلية لا تنتهي، فبعد ذريعة السلاح جاءت ذريعة التمويل وذريعة استعادة القدرة».
وتابع قاسم، مصعِّدًا حملته على الحكومة: «ليس دورها تنفيذ الإملاءات الأميركية». وفي ملف السلاح، بلغ تصعيد الشيخ قاسم ذروته، فقال: «سلاح المقاومة هو سرّ قوتها، ولن يُسلّم، وعلى أميركا وإسرائيل أن تيأسا.
الشيخ قاسم كشف أنه حصل الاتفاق في 27 /11/ 2024، الاتفاق هو وقف إطلاق النار، والاتفاق فيه انسحاب إسرائيل من جنوب نهر الليطاني، وفيه انتشار للجيش اللبناني في جنوب نهر الليطاني، وعدم وجود أي مظاهر مسلحة لغير الجيش اللبناني المسؤول عن الأمن في تلك المنطقة. هذا الاتفاق يتحدث عن هذه النتيجة: انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، جنوب نهر الليطاني، وانتشار الجيش اللبناني.
بالنسبة إلينا كحزب الله، الاتفاق فيه ثمن مقبول لدى المقاومة، لأن الثمن هو انتشار الجيش اللبناني الذين هم أهلنا». وتابع قاسم: «الذي يقول إنه: «بالاتفاق أنتم لم تعودوا موجودين مسلحين في جنوب نهر الليطاني»، صحيح، لكن الموجودين هم أولادنا: الجيش اللبناني، هؤلاء أبناء وطننا، وبالتالي نحن رابحون بوجود الجيش اللبناني. رابحون بهذا الاتفاق، لأن الدولة أعلنت استعدادها لتتحمل مسؤوليتها، بعد أن تحملتها المقاومة 42 سنة».
نصيحة سعودية: أسرعوا
على وقع هذه التطورات والمواقف النارية، مصادر دبلوماسية خليجية كشفت لـ «نداء الوطن» عن نصيحة سعودية وصلت إلى بيروت، تقضي بالذهاب في اتجاه الإسراع في حصر السلاح والتفاوض المباشر، بعيدًا من المماطلة ورفعِ السقوف وفرضِ الشروط ومحاولة مسايرة هذا أو ذاك، لأن البديل سيكون مكلفًا، على شكل حربٍ مدمّرة إسرائيلية جديدة أو ابتعادٍ دولي عربي – غربي شامل، عن لبنان.
وتقول المصادر، في غمزٍ من قناة المبادرة المصريّة، إن في رأي السعودية، الوساطاتِ التي تلتف على حتميّتَي حصر السلاح والتفاوض المباشر، لن تكون قادرة على حماية لبنان.
هذا وسيكون لبنان الرسمي على موعد مع محطة سعودية حين يصل الموفد السعودي المكلف متابعة الملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان في الساعات المقبلة على رأس وفدٍ كبير يضم 27 شخصية متخصصة في مجالات استثمارية واقتصادية وتنموية وسياحية وغيرها، في خطوة تعبّر عن جدية المملكة في مقاربة الملف اللبناني من زاوية جديدة، عنوانها الاستثمار في الفرص لا في الأوهام، وبما يعود بالخير على الشعب اللبناني.
حصيلة زيارة بلغاريا
وأمس، عاد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إلى بيروت، في ختام زيارة رسمية قام بها إلى بلغاريا، والتقى خلالها رئيس الجمهورية نظيره البلغاري رومن راديف ورئيسي مجلسي النواب والوزراء، وأثمرت اتفاقًا على البحث في تفعيل الخط الجوي المباشر بين البلدين، وتعزيز الاتفاقيات الموقعة بينهما في أكثر من مجال، إضافة إلى المشاركة الافتراضية للقضاء اللبناني في التحقيق مع إيغور غريتشوشكين مالك سفينة «روسوس» التي نقلت حمولة نيترات الأمونيوم إلى لبنان وكانت السبب في الانفجار الذي شهده مرفأ بيروت عام 2020.
وزير الخارجية وقضية قبطان باخرة النيترات
وعلى هامش مشاركته في الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس عون إلى بلغاريا، التقى وزير الخارجية يوسف رجي، نظيره البلغاري جورج جورجييف، وخلال اللقاء أعرب الوزير رجي عن شكره للحكومة البلغارية على تعاونها في قضية مالك السفينة المرتبطة بانفجار مرفأ بيروت، الموقوف لدى السلطات البلغارية، مؤكدًا أهمية هذا الملف في إطار الجهود المبذولة لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة في جريمة انفجار مرفأ بيروت، التي باتت قضية وطنية تعني جميع اللبنانيين. من جهته، أكّد الوزير جورجييف حرص بلاده على التعاون الكامل ضمن الأطر القانونية، وعلى القيام بما يلزم للمساعدة في هذا الملف الذي هو بعهدة القضاء.
الخارجية ترد: الأرقام تصدر حصرًا عن الداخلية
على صعيد آخر، وزارة الخارجية والمغتربين، وفي معرض ردها على ما ورد في تقرير تلفزيوني من معلومات غير دقيقة واتهامات لا صحة لها، توضح ما يلي: إن دور وزارة الخارجية والمغتربين يقتصر على استقبال طلبات التسجيل من اللبنانيين المغتربين عبر البعثات الدبلوماسية والقنصلية في الخارج، وإحالتها إلى الجهات المختصة. أما الأرقام النهائية والرسمية بعد التدقيق في كل ملف والتحقق من صلاحيته واستيفائه الشروط القانونية، فإنها تصدر حصراً عن وزارة الداخلية والبلديات بصفتها الجهة المخولة قانونًا إدارة العملية الانتخابية والإشراف على جداول الناخبين.
بالنسبة للادعاء الوارد في التقرير بأن صاحبه أرسل كتابًا رسميًا إلى الوزارة لطلب هذه الأرقام، تؤكد الوزارة أنها لم تتسلم أي كتاب أو مراسلة رسمية من الجهة المعنية حول هذا الموضوع.
وتنفي وزارة الخارجية والمغتربين بشكل قاطع أي اتهام يتعلق بـ «إخفاء الأرقام» أو التستر على المعلومات.
34 بندًا على طاولة الحكومة
مجلس الوزراء يعقد جلسة عادية غدًا، وعلى جدول أعماله أربعة وثلاثون بندًا عاديًا، ومن بين البنود تعيينات في أكثر من موقع.
"الأنباء":
على وقع التصعيد الأميركي تجاه الحكومة اللبنانية لتسريع حصر السلاح بيد الدولة، وتحديدًا سلاح “حزب الله”، يعود مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد إلى بيروت بعد زيارته الأولى قبل نحو أسبوعين. ويُرجّح أن يحمل رشاد في جعبته ردًّا على الموقف اللبناني الرسمي، إلى جانب تحذير جديد من “نيات إسرائيلية غير سليمة” تجاه لبنان.
بالتوازي، يصل إلى بيروت الموفد السعودي المكلّف بمتابعة الملف اللبناني، الأمير يزيد بن فرحان، حيث سيلتقي الرؤساء الثلاثة. ووفق المراقبين، تعكس هذه الزيارة تحوّلًا في مقاربة الرياض للملف اللبناني، خصوصًا من البوابة الاقتصادية.
وفي خضمّ هذه التحركات، استبق الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم الزيارتين، موجّهًا رسائل مزدوجة إلى الداخل والخارج. ففي كلمة متلفزة أمس، اتهم الحكومة اللبنانية بأنها “لا ترى من البيان الوزاري سوى بند نزع سلاح المقاومة”، مضيفًا: “اليوم لم يعد نزع السلاح هو المشكلة، بل باتت الذريعة بناء القدرة والأموال، وبعدها يقولون إن المشكلة في أصل الوجود. وهذه الذرائع لن تنتهي”.
الفخ الإسرائيلي
رأت مصادر متابعة أن تصريح قاسم، الذي جاء بعد رسالته المفتوحة إلى الرؤساء الثلاثة، وبُعيد تأكيد الحزب إعلاميًا أنه استعاد قوته وتتدفق إليه الأموال، أوقع الحزب في الفخّ الإسرائيلي، وكأنه يُبرّر الذرائع التي تعتمدها تل أبيب لمواصلة القصف والاغتيالات، واتهام لبنان بعدم الالتزام بوقف النار.
ولفتت المصادر إلى قوله إن “الاتفاق يقتصر على جنوب الليطاني”، معتبرةً أنه بذلك يعيد تأكيد الحجة الإسرائيلية. كما توقّفت عند قوله إن “لا خطر على المستوطنات الشمالية”، بما يعني رفض أي تفاوض قبل تنفيذ الاتفاق، على أن يُناقَش لاحقًا داخليًا مستقبل قوة لبنان وسيادته.
التحرّك المصري والرهان الدولي
في المقابل، تواصل مصر مساعيها لتجنيب لبنان “الجنون الإسرائيلي” ووقف الحرب. لكن، وفق مصادر مراقبة، فإن تحقيق ذلك يتطلّب عنصرين أساسيين:
الأول: ضغط أميركي مباشر على إسرائيل لوقف الاعتداءات وانسحابها من النقاط المحتلة.
الثاني: تسريع دعم الجيش اللبناني بالعتاد والمعدات لتمكينه من أداء دوره، لا سيما بعد أن أظهر تقريره الأخير تقدّمًا ميدانيًا ملحوظًا.
وشدّدت المصادر على أن لبنان بحاجة إلى دعم اقتصادي واستثماري، وهو أمر لن يتحقّق ما دامت رائحة الحرب تلوح في الأفق، خصوصًا في ظلّ التهديدات الإسرائيلية بتوسيع نطاق عملياتها. وأضافت المصادر أن الحديث عن تأجيل الضربة الإسرائيلية إلى ما بعد زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان “غير مضمون”، متسائلة: “متى كانت إسرائيل تأبه لشيء غير مصالحها؟”
الانتخابات وحظوظ التأجيل
على خطّ الانتخابات النيابية المقرّرة عام 2026، رمت الحكومة اللبنانية الكرة في ملعب مجلس النواب بإحالة مشروع قانون يقضي بتعليق العمل بالمادة 112 لمرة واحدة، وإلغاء البطاقة الممغنطة، واعتماد مراكز كبرى تسمح للمغتربين بالاقتراع. ويُطرح السؤال: هل سيدفع ذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى القبول بالتعديلات وإقرارها؟
بحسب مصادر سياسية، فإن “الجو الدولي لا يوحي بأن إجراء الانتخابات حاليًا يصبّ في مصلحة أحد”، مشيرة إلى أن بعض الأطراف الخارجية تراهن على إضعاف “حزب الله” سياسيًا عبر صناديق الاقتراع، فيما تؤكد المعطيات أن الضغط الخارجي يرفع منسوب شعبيته داخل بيئته.
وتشير المعلومات إلى أن الأوساط الدبلوماسية تتداول سيناريو تأجيل الانتخابات لعامين، نتيجة عوامل داخلية تتعلّق بالتوازنات السياسية وتراجع حضور بعض القوى مقارنة بالانتخابات السابقة.
ويرى المراقبون أن ثنائي "أمل - حزب الله" يسعى لتجنّب خروقات داخل بيئته، فيما يعاني “التيار الوطني الحر” من تراجع تحالفاته، و”النواب التغييريين” من تراجع التأييد الشعبي. أما “القوات اللبنانية”، فمن المرجّح أن تحافظ على حجم كتلتها الحالية، وهذه الكتل مجتمعةً تُشكّل أكثر من ثلثي المجلس.
"اللواء":
لم توفر الحرائق الاسرائيلية غابات جزين، من صنوبر بكاسين، الى الاشجار الخضراء هناك امتداداً الى القرى المرتفعة في جبل الريحان، بعد ان وسعت دائرة الاستهدافات من قتل البشر الى قتل الحجر، بتدمير المنازل الحدودية، كل ذلك خوفاً من الناس المقدامين الذين عادوا الى منازلهم وسط هذا «الدمار العظيم».
وسيطرت على اهتمام المسؤولين، الحرائق الكبيرة التي اندلعت في عدد من المناطق اللبنانية، من اقليم الخروب بالشوف الى محيط واعالي جزين وجبل الريحان والجرمق وسواها من مناطق وهددت المنازل في بعض القرى، واتت على مساحات واسعة من اشجار الصنوبر والبلوط والزيتون، منها بفعل فاعل داخلي، ومنها بفعل قنابل حارقة القاها العدو الاسرائيلي على مناطق الجنوب، وكانت مدار متابعة حثيثة من رئيسي الجمهورية من بلغاريا ومجلس النواب، ومن وزير الداخلية الذي طلب من الاجهزة المعنية فتح تحقيق بأسبابها، ووزيرة البيئة تمارا الزين التي تفقدت اقليم الخروب للإطلاع على نتائج الكارثة.
ومع عودة الرئيس جوزف عون من بلغاريا، توقعت مصادر سياسية ان تتحرك الملفات السياسية من جديد لاسيما تلك المؤجلة، في حين ان مصير التفاوض لا يزال مجهول الهوية.
وقالت المصادر لـ«اللواء» ان الترقب سيد الموقف بانتظار ما قد يحمله الموفدون من الخارج من رسائل، مشيرة في الوقت نفسه الى تواصل التحضيرات بشان زيارة قداسة الحبر الاعظم البابا لاون الرابع عشر الى بيروت والتي تحمل في مضامينها رسالة ايمان ومحبة.
وأكدت ان هذه الزيارة ما تزال قائمة في موعدها.
في هذا الوقت، ما تزال الاحداث تدور في المنطقة من زيارة الرئيس السوري احمد الشرع الى الولايات المتحدة الى مفاوضات الممر الآمن في غزة وقانون الكنيست باعدام الاسرى الفلسطينيين، الى اعلان الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان عمليات استهداف المواطنين والاعتداءات لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية.. والمعنى المقصود معروف.
وفي المعلومات ان وفد الخزانة الاميركية، الذي كان له دور محوري في محادثاته مع كبار المسؤولين اللبنانيين خلال ثلاثة ايام والتحذيرات التي ضخها قبل المغادرة، اوكل المتابعة لسفير بلاده الجديد ميشال عيسى، الذي يصل بعد غد الى بيروت ويقدم اوراق اعتماده الاثنين المقبل في 17 ت2 الجاري.
وتحدث مصدر مطلع عن مهلة 60 يوماً ينتهي في منتصف ك2 المقبل، لتحقيق تقدم ملموس في الاصلاح المالي ونزع سلاح حزب الله.
وفي التحركات، بقيت زيارة الموفد السعودي يزيد بن فرحان الى بيروت في الواجهة، وقرب وصول السفير الاميركي الجديدميشال عيسى، برزت معلومات عن زيارة مرتقبة خلال ايام لمستشارة الرئيس إيمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأوسط آن كلير لوجاندر المتابعة للوضع اللبناني، للإطلاع على المواضيع الاساسية العالقة في لبنان لا سيما في الجنوب وعمل «لجنة الميكانيزم»، ووسط معلومات عن إحتمال زيارة الرئيس ماكرون بيروت الشهر المقبل؟
كما تتم متابعة مسار المبادرة المصرية التي تنتظر القاهرة رد الكيان الاسرائيلي عليها، بعد التزام لبنان بمندرجاتها المتلعقة بجمع السلاح وسيطرة الجيش على كامل المنطقة الحدودية. وافيد انه متى ورد الرد الاسرائيلي قد يحضر وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي ومعه بعض اعضاء الوفد المصري الذي رافق مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد في زيارته الى بيروت.
عون في صوفيا
وواصل الرئيس عون لقاءاته الرسمية في صوفيا في اطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها الى بلغاريا تلبية لدعوة رسمية من نظيره البلغاري رومين راديف. وفي هذا الاطار، زار الرئيس عون رئيس الحكومة البلغارية روزين وعقد معها اجتماعاً. وتحدث الرئيس عون عن استمرار اسرائيل في انتهاك الاتفاق الذي اعلن عنه قبل عام، من خلال استمرارها في الاعمال العدائية وانتهاك قرار مجلس الامن الرقم 1701، وابقاء احتلالها لاراض لبنانية وعدم اعادة الاسرى اللبنانيين.
واضاف رئيس الجمهورية ان لبنان طلب من الدول الصديقة المساعدة في الضغط على اسرائيل لالتزام الاتفاق، ولكن حتى الآن لم نصل الى نتيجة ايجابية. وشرح الرئيس عون بناء على استيضاح رئيس الحكومة البلغارية، المهمات التي يقوم بها الجيش اللبناني في الجنوب، كما عرض للواقع الامني في البلاد وهو افضل مما كان عليه في السابق.
وعلى هامش مشاركته في الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس عون إلى بلغاريا، التقى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، وزير خارجية بلغاريا جورج جورجييف، وأعرب الوزير رجي عن شكره للحكومة البلغارية على تعاونها في قضية مالك السفينة المرتبطة بانفجار مرفأ بيروت الموقوف لدى السلطات البلغارية، مؤكداً أهمية هذا الملف في إطار الجهود المبذولة لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة في جريمة انفجار مرفأ بيروت، التي باتت قضية وطنية تعني جميع اللبنانيين.
من جهته، أكّد الوزير جورجييف حرص بلاده على التعاون الكامل ضمن الأطر القانونية، وعلى القيام بما يلزم للمساعدة في هذا الملف الذي هو بعهدة القضاء.
وذكرت معلومات الخارجية، ان الوزير رجي وعد نظيره البلغاري بالمساعدة في مجال تأمين الضمانات المطلوبة لعدم تنفيذ حكم الاعدام بحق مالك سفينة «روسوس» التي نقلت نيترات الامونيوم الى مرفأ بيروت مقابل تسليمه الى القضاء اللبناني للاستماع الى ما لديه من معلومات.
مجلس الوزراء وعيد الميدل إيست
وغداً يعقد مجلس الوزراء عند الساعة الثالثة جلسة في السراي الحكومي الكبير، لبحث المواضيع المبينة في جدول الأعمال المتضمن 34 بنداً.ابرزها: طلب وزير الصناعة الموافقة على تعيين مدير عام الصناعة. وطلب وزارة المالية الموافقة على مشروع قانون يرمي إلى تعديل المادة الرابعة من القانون النافذ حكماً رقم 1 تاريخ 3/4/2025 الإيجارات للأماكن غير السكنية..وطلب وزارة العمل الموافقة على مشروع قانون يرمي إلى تعديل بعض أحكام قانون الضمان الإجتماعي والإعفاء من زيادات التأخير وتقسيط الديون. متابعة دراسة آلية تحديد ودفع المساعدة عن الأضرار اللاحقة بالوحدات السكنية وغير السكنية من جراء العدوان الإسرائيلي بعد تاريخ ٨/١٠/٢٠٢٣. وطلب وزارة الأشغال العامة والنقل الموافقة على الإجازة لبلدية الغبيري بصورة مؤقتة وحصرية منح تصاريح ترميم للأبنية المتصدعة ضمن نطاق إليسار على أن لا ينشيء هذا الإجراء أي حق مكتسب لشاغلي العقارات لجهة الملكية أو الإشغال القانوني..ومجموعة طلبات وزارية بتعديل مواد في بعض القوانين ونقل اعتمادات وقضايا ادارية ووظيفية وقبول هبات.
ولمناسبة الذكرى الـ80 لتأسيس شركة طيران الشرق الاوسط (الميدل إيست) اكد الرئيس سلام في المناسبة ان «هذه الشركة أصبحت عنصرًا ثابتًا في هوية اللبنانيين والكلّ يتذكّر كيف شكلت صلة الوصل الوحيدة رغم الحروب والأزمات». واشار الى ان» رؤية الحكومة تقوم على ركائز عدّة وهدفنا إعادة بناء الدولة على أسس الكفاءة والإنتاجية وتحفيز الاستثمار وقد أطلقنا مبادرات لتحديث الإدارة وتأسيس وزارة للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي». من جانبه، أشار رئيس مجلس إدارة شركة MEA محمد الحوت في الاحتفال الى وضع خطط للمرحلة المقبلة تبدأ بإعادة دور بيروت كمركز صيانة الطائرات الشركات العالمية الأمر الذي يتطلّب منشآت جديدة، لافتًا الى إطلاق Fly Beirut في 2027 على أن تتسلم الشركة 6 طائرات جديدة. بدوره، قال وزير الاشغال فايز رسامني «قرّرنا في هذه الحكومة العمل بدل التبرير والمواجهة بدل المراوغة وبناء الدولة ومؤسساتها وإعادة هيبتها، سنفتتح مطار القليعات ويُمكن للشركة الجديدة منخفضة الكلفة استخدامه وسنُطلق boutique airport، وسنلحظ تحسينات كبيرة في المطار العام المقبل».
آلية إعادة الإعمار
حكومياً، اجتمعت اللجنة الوزارية لاعادة الاعمار والتعافي في القصر الحكومي برئاسة الرئيس نواف سلام وحضور الوزراء: ياسين جابر (المال)، جو الصدي (الطاقة والمياه)، حنين السيد (الشؤون الاجتماعية)، عامر البساط (الاقتصاد)، شارل الحاج (الاتصالات)، فايز رسامني (الاشغال)، وتمارا الزين (البيئة) والموظفين المعنيين، وانضم لاحقاً الوزيران راكان ناصر الدين (الصحة) ومحمد حيدر (العمل).
وبحثت اللجنة آلية دفع المساعدات والتعويضات عن الاضرار اللاحقة بالوحدات السكنية الناجمة عن العدوان الاسرائيلي بعد 8 ت1 2024، وكذلك الاضرار الناجمة عن مرفأ بيروت.
وقررت اعطاء الاولوية لترميم المباني المتضررة، واصلاح الوحدات السكنية المتضررة، بهدف تأمين عودة الاسر الى منازلها، واعادة اعمار القرى الجنوبية التي تعرضت لدمار واسع.
تفعيل الميكانيزم
وفي اطار متابعة الاعتداءات الاسرائيلية، بحث وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، سبل تعزيز وتفعيل عمل لجنة الإشراف على وقف الأعمال الحربية (الميكانيزم)، دعمًا للجهود التي يبذلها لبنان في هذا الإطار. وأكدت بلاسخارت «أنّ الأمم المتحدة تواصل دعمها للبنان وتعزيز استقراره ومساندة مؤسساته الوطنية، مشيرة إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين الجانبين في مختلف المجالات». من جهته، أكّد الوزير منسى «استمرار التعاون الوثيق بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في تنفيذ القرار 1701، في وقت يواصل الاحتلال الإسرائيلي خروقاته المتكرّرة لهذا القرار. كما شدّد على ضرورة ممارسة الضغط الدولي على الاحتلال الإسرائيلي للالتزام بالاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في تشرين الثاني 2024، والانسحاب من المواقع التي لا يزال يحتلّها، ووضع حدّ لانتهاكاته المستمرة للسيادة اللبنانية».
بالمقابل، قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية: إن اتفاق وقف النار قد ينهار خلال أيام، بل إنّ بعض المراقبين يجادل بأن الاتفاق بات فعليًا «حبرا على ورق». وتحدثت عن «ارتفاع احتمالات أن تتطور الهجمات الإسرائيلية في الأسابيع المقبلة إلى حرب شاملة جديدة، وأن يفضّل «حزب الله» – برغم ضعفه الحالي – خيار الحرب على خيار نزع السلاح. فما زال الحزب يمتلك آلاف الصواريخ والمسيّرات القادرة على ضرب شمال إسرائيل ووسطها، وهو ما يعني أن عودة النيران إلى بلدات الشمال الإسرائيلي، بعد أشهر قليلة فقط من عودة السكان إلى منازلهم، احتمال لا يمكن الاستهانة به».
وواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اتهام «حزب الله بالسعي إلى استعادة قدراته القتالية في جنوب لبنان لدرجة تهدد أمن إسرائيل، وتؤدي إلى إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار الذي تسنى التوصل إليه العام الماضي.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني: إن «حزب الله يعمل جنوب نهر الليطاني في انتهاك لاتفاق الهدنة، وإن القوات الإسرائيلية تشن غارات على أهداف له في تلك المنطقة».
وذكر شوشاني في إفادة صحفية، «أن حزب الله يحاول أيضا تهريب أسلحة من سوريا وعبر طرق أخرى إلى لبنان. وقال: «نعمل على منع حدوث ذلك وإغلاق الطرق البرية من سوريا إلى لبنان بدرجة كبيرة من النجاح، لكنهم لا يزالون يشكلون تهديدا لنا».
وأضاف: «نحن ملتزمون بالاتفاق الذي يجب أن يصمد. لن نعود إلى واقع السابع من أكتوبر/تشرين الأول (2023)، مع تهديد وجود آلاف المسلحين عند حدودنا على مسافة قريبة من مواطنينا…».
قاسم: العدوان لا يمكن أن يستمر
وابرز ما قاله الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: العدوان الصهيوني على هذه الشاكلة بالقتل والتدمير لا يمكن ان يستمر، ولكل شيء حد، وعلى المعنيين الانتباه.
وقال: اذا كان الجنوب نازفاً الآن، فالنزف سيطال كل لبنان بالفعل الصهيوني الاميركي، ونحن امام خطر وجودي حقيقي ومن حقنا ان نفعل كل شيء في مواجهة هذا الخطر، مؤكداً: سندافع عن اهلنا ووطننا.
ولن نتخلى عن سلاحنا، ولا يمكن للعدوان ان يستمر بلا رادع، وتساءل: لماذا لا تضع الحكومة اللبنانية خطة لاستعادة السيادة الوطنية ضمن جدول اعمالها.
وقال الشيخ قاسم، في الاحتفال المركزي الذي أقامه الحزب لمناسبة «يوم الشهيد» تحت شعار «عندما نستشهد ننتصر»، وأكد قاسم «أن المقاومة الإسلامية تمكنت من منع «إسرائيل» من تحقيق أهداف عدوانها على لبنان، ووقفت حاجزًا أمام الاجتياح الإسرائيلي، لافتًا إلى أن الصمود الأسطوري لمجاهدي المقاومة أوقف 75 ألف جندي إسرائيلي فلم يستطيعوا الدخول إلّا مئات أمتار.
وقال: أن العدوان الإسرائيلي لا يمكن أن يستمر بلا رادع، وأن الصمت على الخروقات الإسرائيلية لن يدوم طويلًا. والعدو يواصل اعتداءاته، ويمنع الأهالي من العودة إلى قراهم، لكن لبنان لن يبقى متفرجًا على هذه الانتهاكات، هناك حد للصبر، وأن العدوان سيكون له نهاية.
وحذر قاسم من «أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى مزيد من التدهور، قائلاً: إذا كان الجنوب يعاني اليوم، فإن النزيف سيطال كل لبنان بسبب أميركا وإسرائيل. لا يمكن أن يستمر الوضع كما هو، فلكلّ شيءٍ نهاية، ولكلّ صبرٍ حدود.
وقال: أن أميركا وإسرائيل تتدخلان في مستقبل لبنان وهما يريدان إنهاء قدرة لبنان المقاومة، وتسليح الجيش بقدر لمواجهة المقاومة وليس مواجهة العدو الإسرائيلي، وأميركا وإسرائيل تعتبران أن الاتفاق يعطي لبنان مكاسب وأنه إذا خرجت إسرائيل من لبنان، فيستعيد سيادته ولذلك يجري الضغط على الحكومة.
وأكد أن «إسرائيل تريد أن تتحكم في لبنان سياسيًا واقتصاديًا، وتريد لبنان حديقةً خلفية لتوسع المستوطنات ضمن إسرائيل الكبرى، معربا عن أسفه لأن الحكومة لم ترَ من البيان الوزاري إلّا نزع سلاح المقاومة، ولكن اليوم لم يعد نزع السلاح هو المشكلة بل اليوم باتت ذريعة بناء القدرة والأموال، وبعدها يقولون إن المشكلة بأصل الوجود وهذه الذرائع لن تنتهي». ولا مشكلة بالنسبة لسكان المستوطنات الشمالية الاسرائيلية وعلى اسرائيل الانسحاب من لبنان.
عودة طوعية
في مجال آخر، وحسب ما نقل عن سفيرة الاتحاد الاوروبي، فإن عملية طوعية لاعادة 160 الف نازح سوري، ستنطلق من خلال دفع مساعدات نقدية لهم داخل سوريا.
افتعال الحرائق
على الارض، في الجنوب، استهدفت المدفعية الاسرائيلية ظهر أمس بقذيفة أحد أحياء بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، من دون وقوع إصابات.ألقى جيش الاحتلال الاسرائيلي قنبلة صوتية على سطح مركز الدفاع المدني التابع اللهيئة الصحية، في الطيبة .كما ألقت مسيّرة قنبلة على بلدة الضهيرة ولا إصابات.
وافيد بداية المساء عن غارة من مسيرة اسرائيلية على منطقة الخيام.
نفذ العدو الإسرائيلي بعيد منتصف الليلة الماضية في عملية تسلل، تفجيرًا في منطقة الخانوق في بلدة عيترون استهدفت دمير 4 منازل، ما أدى الى اندلاع حريق بالقرب من مكان الانفجار من جهة مارون الراس. وألقت مسيّرة معادية صباحاً قنبلة على بلدة الضهيرة ولم تقع إصابات.
ومن جهة ثانية، افاد مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أن غارات العدو الإسرائيلي بعد ظهر امس الاول على بلدة جنتا في البقاع أدت إلى إصابة ثلاثة مواطنين بجروح.
الى ذلك،تمكنت فرق الدفاع المدني من اخماد الحرائق الكبيرة التي اشتعلت منذ ساعات الصباح بعدما القت محلقات معادية موادَ حارقة على 3 احراج بين بلدات رومين وعزة واركي، وأتت على مساحات واسعة من اشجار البلوط والملول والاشجار المثمرة، وتسبب بالحريق .
وانحسرت الحرائق التي شبت أمس في الجرمق والعيشية في منطقة جزين جراء الغارات المعادية التي تعرضت لها المنطقة بعد ظهرامس،، فيما استمرت في الريحان وعرمتى لصعوبة الوصول واطفائها.وامتدت النيران الى احراج الجبل الرفيع وجبل الريحان، وأتت على مساحات كبيرة من غابات الصنوبر في اضخم حريق تشهده المنطقة امتد لكيلومترات .
وواجهت فرق الدفاع المدني من مراكز النبطية وجزين واقليم التفاح مع فرق من اتحاد بلديات اقليم التفاح واتحاد بلديات جبل الريحان و«كشافة الرسالة الاسلامية» و«الهيئة الصحية الاسلامية»، صعوبات كبيرة في السيطرة على الحريق بسبب وعورة المنطقة، ووجود اجسام مشبوهة غير منفجرة من مخلفات العدوان.
ووجَّه الاهالي في مناطق اقليم التفاح وجبل الريحان نداءات الى الجيش اللبناني طلبت تدخله بإرسال طوافاته للمساعدة في اطفاء الحرائق، التي تشكل كارثة بيئية بحيث قضت النيران على اهم ثروة حرجية تحتوي الاف اشجار الصنوبر والبلوط والزيتون.
"البناء":
يبدو فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو سواء بسواء في حال تفكك، حيث يفقد ترامب أكفأ معاونيه وأشدهم قرباً منه ستيف ويتكوف الذي يجري الحديث عن استقالته قريباً، بعدما ضاق ذرعاً بأكاذيب جاريد كوشنر صهر ترامب والذي يتصرّف كرئيس للفريق الذي يضم ويتكوف، وقد تحقق ويتكوف من أن كوشنر عدا عن عاداته السيئة وتورم حلة التفاخر التي يعيشها قد ورط واشنطن بكذبة الحصول على موافقة حركة حماس على نزع سلاحها، بعدما بنى الكثير من مبادراته على صحة ما نقله كوشنر قبل اكتشاف أنه كان يكذب، بينما تسبّبت بالتوازي أكاذيب نتنياهو التي كان يحملها وزير الشؤون الاستراتيجي وأقرب الوزراء إلى نتنياهو رون ديرمر الى واشنطن ويبني عليها استراتيجيات تفاوضية قبل أن ينكر نتنياهو ما قاله، إضافة إلى تسلط زوجة نتنياهو سارة على إدارة الفريق السياسي لنتنياهو وقيامها بالاتصال بديرمر وإعطائه التعليمات، حتى ضاف ديرمر ذرعاً وقرّر الاستقالة.
في قضية مقاتلي حركة حماس المحاصرين في نفق في مدينة رفح نقلت القناة 12 العبرية عن مصدر أميركي أن واشنطن معنية بحل أزمة مقاتلي رفح دون تعطيل التقدم بتنفيذ مراحل الاتفاق. وأضافت أن أزمة مقاتلي حماس برفح في طريقها إلى الحل وإن استغرق الأمر أياماً أخرى. بينما ربطت وسائل إعلام إسرائيلية بين التوصل إلى تسوية لترحيل 200 مسلح عالق بأنفاق رفح، واستئناف فريق من الصليب الأحمر وكتائب القسام البحث عن جثث أسرى إسرائيليين في حي الشجاعية.
في لبنان، تحدث الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بمناسبة يوم شهيد حزب الله فقال إنّ «موقف حزب الله هو أن الاتفاق المعقود في 27 تشرين الثاني 2024 هو حصرًا في جنوب الليطاني وأنّه لا توجد مشكلة على أمن المستوطنات، والدولة تتحمل المسؤولية في إخراج «إسرائيل» بكل الوسائل المشروعة والمتاحة». وأوضح قاسم أنّه «إذا كان الجنوب نازفًا فالنزف سوف يطال كل لبنان»، مشيرًا إلى أنّ «لا تبرئة ذمة للعدو الإسرائيلي عبر اتفاق آخر»، شارحاً أن «اتفاق وقف إطلاق النار يتحدث عن انسحاب «إسرائيل» وانتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، وبالنسبة لنا فالاتفاق فيه ثمن مقبول لدى المقاومة لأن الثمن هو انتشار الجيش اللبناني في الجنوب». وأكّد «أننا نأمل أن يستمر الجيش اللبناني في وجوده على الأرض»، موضحًا «أننا رابحون في وجود الجيش اللبناني»، مضيفًا: «يجب تنفيذ الاتفاق وبعدها كل السبل مفتوحة لنقاش داخلي حول قوة لبنان وسيادته ولا علاقة للخارج بهذا النقاش»، مضيفاً «أننا سندافع عن أهلنا ولن نستسلم ولن نتخلى عن سلاحنا الذي يعطينا العزيمة والقوة»، مضيفًا: «أي ثمن هو أقل من ثمن الاستسلام».
ورأى الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أنّ المقاومة قدمت في معركة «أولي البأس» تضحيات كبيرة، ومنعت «إسرائيل» من تحقيق أهدافها، ووقفت حاجزاً أمام الاجتياح «الإسرائيلي»، موضحاً أنّ «الصمود الأسطوري لمجاهدي المقاومة أوقف 75 ألف جندي «إسرائيلي» لم يستطيعوا الدخول إلّا مئات أمتار».
وخلال الاحتفال المركزي الذي أقامه حزب الله، لمناسبة «يوم الشهيد» قال قاسم: «حصل اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، وقد نص على انسحاب العدو من جنوب نهر الليطاني وانتشار للجيش، وبالنسبة لنا فإنّ ثمن الاتفاق مقبول من ناحيتنا، وهو انتشار الجيش وهم أهلنا وأبناء وطننا.. والمقاومة تحمّلت المسؤولية 42 سنة، وقد قالت الحكومة، إنّها ستتحمّل المسؤولية هذه المرة، ونحن فتحنا لها الطريق، ونحن نؤيد أياً كان يريد الدفاع عن هذا الوطن».
وأشار إلى أنّ أميركا و»إسرائيل» تتدخلان في مستقبل لبنان، وهما تريدان إنهاء قدرة لبنان المقاومة، وتسليح الجيش بقدر (معيَّن) لمواجهة المقاومة وليس مواجهة العدو «الإسرائيلي»، وأميركا و»إسرائيل» تعتبران أنّ الاتفاق يعطي لبنان مكاسب، وأنه إذا خرجت «إسرائيل» من لبنان، فيستعيد سيادته، ولذلك يجري الضغط على الحكومة.
ولفت إلى أنّ «إسرائيل» تريد أن تتحكم في لبنان سياسياً واقتصادياً وتريد لبنان حديقةً خلفية لتوسّع المستوطنات ضمن «إسرائيل الكبرى»، معرباً عن أسفه لأنّ الحكومة «لم ترَ من البيان الوزاري إلّا نزع سلاح المقاومة. ولكن اليوم لم يعد نزع السلاح هو المشكلة بل اليوم باتت ذريعة بناء القدرة والأموال، وبعدها يقولون، إن المشكلة بأصل الوجود، وهذه الذرائع لن تنتهي».
وأشار إلى أنّ «إسرائيل» تقتل المدنيين في بيوتهم وتدمّر البيوت وتجرف الأراضي وتمنع عودة الأهالي إلى بيوتهم وتمنع الحياة عن القرى، والمتحدث باسم اليونيفيل يقول، إنّ «إسرائيل» نفذت أكثر من 7 آلاف خرق، فيما لم يُرصد من قبل حزب الله أيّ خرق في منطقة عملياتها، ويخرج بعض العابثين ليقول، إنّ المشكلة في لبنان هي السلاح بينما المشكلة في «إسرائيل».
وقال الشيخ قاسم: «لن أناقش خُدام «إسرائيل» الذين لا يدافعون عن مواطني بلدهم ولا يستنكرون اعتداءاتها، بل أسأل الأحرار: لماذا لا تضع الحكومة خطة زمنية لاستعادة السيادة الوطنية وتطلب من القوى الأمنية تطبيقها»، مشيراً إلى أنّ ما تطلبه أميركا من لبنان هي أوامر تضغط باليد «الإسرائيلية» لتطبيقها وتدخلها في شؤوننا الداخلية مرفوض. وأشار إلى تصريح الموفد الأميركي؛ توم برّاك حول ضرورة تسليح الجيش اللبناني ليواجه شعبه المقاوم متسائلاً؛ كيف ترتضي الحكومة بذلك؟
وتابع: «إنّ اتفاق وقف إطلاق النار هو حصراً لجنوب الليطاني، وعلى «إسرائيل» الخروج من لبنان وإطلاق سراح الأسرى، ولا خطر على المستوطنات الشماليّة». مشدداً على أنه إذا كان الجنوب نازفاً فالنزف سيطاول كل لبنان بسبب أميركا و«إسرائيل».
وأكد أنه «لا استبدال للاتفاق ولا إبراء لذمة الاحتلال باتفاق جديد، ويجب تنفيذ الاتفاق، وبعدها كلّ السبل مفتوحة لنقاش داخليّ حول قوة لبنان وسيادته، ولا علاقة للخارج بهذا النقاش، مشدداً على أن «العدوان لا يمكن أن يستمر ولكل شيءٍ حدّ».
وأردف: «نحن نتعافى في حضورنا الطبيعي فمجتمعنا مجتمع حي مؤمن بالمقاومة والتحرير بينما مشكلتهم في أصل وجودنا، ونحن في خطر وجودي حقيقي، ولذلك من حقنا أن نقوم بأيّ شيء لحماية وجودنا.. دماء شهدائنا وتضحيات أهلنا تدفعنا للأمام، والتهديد لن يثنينا عن الدفاع عن كرامتنا، ولن نترك مستقبل أجيالنا للمستكبرين، ولن نتخلى عن سلاحنا الذي يمكننا من الدفاع عن أرضنا وأهلنا».
وتابع قاسم: «على أميركا و»إسرائيل» أن تيأسا، فنحن أبناء الحسين وأبناء الأرض الصامدون، بعنا جماجمنا لله، ولن نتركها للشياطين؛ إما أن نعيش أعزة وإما أن نعيش أعزة.. لن نركع وسنبقى واقفين، وقد جربتمونا في السابق، وإذا أردتم التجربة مجدداً فلن ننسحب من الميدان».
وأضاف: «نحن مطمئنون لأنّ هذه المقاومة وشعبها لا يُهزمان، ونحن منصورون بالنصر أو الشهادة، وهذا زمن الصمود وصناعة المستقبل، وهذه القواعد الثلاث التي نسير عليها».
وواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على لبنان، فاستهدفت المدفعية الإسرائيلية بقذيفة أحد أحياء بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، من دون وقوع إصابات. وألقت مُسيّرة قنبلة صوتية على سطح مركز الدفاع المدني التابع للهيئة الصحية في بلدة الطيبة. وتسللت قوة من جيش الاحتلال فجر أمس الأول إلى منطقة الخانوق في بلدة عيترون وعمدت إلى تفخيخ وتفجير أربعة منازل. كما ألقت مُسيّرة قنبلة على بلدة الضهيرة. وزعم المتحدث باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي تدمير عدد من المباني التي استخدمت كبنى تحتية لحزب الله.
وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أنّ اتفاق وقف النار قد ينهار خلال أيام، بل إنّ بعض المراقبين يجادل بأن الاتفاق بات فعلياً «حبراً على ورق». وتحدثت عن «ارتفاع احتمالات أن تتطوّر الهجمات الإسرائيلية في الأسابيع المقبلة إلى حرب شاملة جديدة، وأن يفضّل حزب الله ـ رغم ضعفه الحالي ـ خيار الحرب على خيار نزع السلاح. فما زال الحزب يمتلك آلاف الصواريخ والمُسيّرات القادرة على ضرب شمال «إسرائيل» ووسطها، وهو ما يعني أنّ عودة النيران إلى بلدات الشمال الإسرائيلي، بعد أشهر قليلة فقط من عودة السكان إلى منازلهم، احتمال لا يمكن الاستهانة به».
وأشارت جهات في فريق المقاومة لـ «البناء» إلى أنّ الشيخ قاسم ردّ على المطالب والضغوط الخارجيّة بنزع سلاحه والتفاوض المباشر على «إسرائيل» بقوله إنّه لن يسلّم سلاحه ولن يفرّط بعوامل وأوراق القوة التي يملكها لبنان لا سيّما سلاح المقاومة الذي يدافع عن لبنان فيما يسعى الأميركي والإسرائيلي لنزعه والقضاء على الحزب وكلّ شكل من أشكال المقاومة»، وأكد قاسم انّ المقاومة مستعدة لمواجهة أيّ عدوان أو توسّع إسرائيلي ولن يرضخ لأيّ شروط خارجية تستند إلى ضعف المقاومة ولبنان. ووجه الشيخ قاسم رسالة واضحة لجميع الأطراف بأنّ واقع الاعتداءات والاحتلال لن يكون بلا حدود ما يعني أنّ المقاومة تنتظر الفرصة المناسبة للبدء بمرحلة جديدة من المقاومة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي مع تأكيد قاسم بأنه ملتزم بالقرارات الدولية لا سيما 27 تشرين وقرارات الدولة والجيش اللبناني.
ووفق مصادر سياسية فإنّ خيار الحرب الشاملة مستبعد في المدى المنظور إلا من حماقة يرتكبها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قد يحتاجها قبل الانتخابات الإسرائيلية، لكن الوضع الراهن هو الأفضل لـ»إسرائيل» لأنها تخوض الحرب وتحقق أهدافاً عدة من دون أن تتكبد أكلافاً بشرية ومادية، لذلك أي حرب شاملة قد تدفع حزب الله إلى الرد وتهديد أمن الشمال الذي قالت حكومة نتانياهو إنها شنت الحرب على لبنان لاستعادة الأمن في المستوطنات. ولفتت المصادر لـ«البناء» إلى أن «إسرائيل» لا تذهب إلى حرب كبيرة مع لبنان من دون التنسيق مع الأميركيين، فيما إدارة الرئيس ترامب لا تحبّذ توسيع دائرة الحرب في لبنان وامتدادها إلى المنطقة في ظلّ انشغال الأميركيين بملفات عدة مثل سورية وغزة وإيران وروسيا وأوكرانيا فضلاً عن الأزمات في الداخل الأميركي. كما تضيف المصادر إلى أنّ أيّ حرب إسرائيلية شاملة تحتاج إلى دخول برّي لتحقيق الأهداف العسكرية والأمنية والسياسية، وبالتالي سيتكرر سيناريو حرب الـ66 يوماً حيث لم تستطع القوات الإسرائيلية السيطرة البرية الكاملة على قرية واحدة، متوقعة توسيع نطاق الضربات الأمنية والعسكرية مع عمليات نوعية كالاغتيالات والتسلل إلى قرى حدودية.
ويصل المبعوث السعودي يزيد بن فرحان إلى لبنان خلال اليومين المقبلين للقاء المسؤولين اللبنانيين وقد تردّد أن وفداً سيرافقه في زيارته للبنان.
إلى ذلك، واصل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لقاءاته الرسمية في صوفيا في إطار الزيارة الرسمية التي قام بها إلى بلغاريا تلبية لدعوة رسمية من نظيره البلغاري رومين راديف. وفي هذا الإطار، زار الرئيس عون رئيس الحكومة البلغارية روزين جيليازكوف في مقر رئاسة الحكومة البلغارية، وعقد معه اجتماعاً. وتحدّث الرئيس عون عن استمرار «إسرائيل» في انتهاك الاتفاق الذي اعلن عنه قبل عام، من خلال استمرارها في الأعمال العدائية وانتهاك قرار مجلس الأمن الرقم 1701، وابقاء احتلالها أراضي لبنانية وعدم إعادة الأسرى اللبنانيين. وأضاف رئيس الجمهورية أن لبنان طلب من الدول الصديقة المساعدة في الضغط على «إسرائيل» لالتزام الاتفاق، ولكن حتى الآن لم نصل إلى نتيجة إيجابية. وشرح الرئيس عون بناء على استيضاح رئيس الحكومة البلغارية، المهمات التي يقوم بها الجيش اللبناني في الجنوب، كما عرض للواقع الأمني في البلاد وهو أفضل مما كان عليه في السابق.
وأشارت مصادر رسمية لـ»البناء» إلى أنّ الجيش اللبناني ماضٍ في تطبيق خطته لحصر السلاح بيد الدولة وفي مرحلتها الأولى في جنوب الليطاني، حيث أنجز الجيش 95 في المئة من المهمة وما يعيق استكمالها الاحتلال والعدوان الإسرائيلي، غير أنّ قائد الجيش العماد رودولف هيكل كان واضحاً في شرح ما أنجزه الجيش خلال تقريره الثاني الذي قدّمه لمجلس الوزراء في جلسته الأخيرة وتحذيره من انعكاس الاحتلال الإسرائيلي على استمرار الجيش بتطبيق الخطة.
وبحسب أوساط دبلوماسية، فإنّ مصر ماضية في دعمها للبنان وعرض المساعدة والوساطة لأيّ مفاوضات بين لبنان و»إسرائيل»، وهي بانتظار الجواب الإسرائيلي على الأفكار المصرية وتبادل خطوات حسن النية لإطلاق مفاوضات جدّية تؤدي إلى معالجة كافة نقاط النزاع وضبط التوتر على الحدود والانسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي اللبنانية مقابل إزالة التهديدات التي يمثلها حزب الله على شمال فلسطين المحتلة.
وعلمت «البناء» أنّ جولة الوفد المالي ـ الاستخباري الأميركي إلى لبنان والعناوين والمطالب التي طرحها، كانت محلّ نقاش بين المرجعيات الرئاسية والمسؤولين عن الوضعين المالي والنقدي، حيث كان تقييم الزيارة بأنها تحمل تحذيرات خطيرة للبنان ما يستدعي من المسؤولين اتخاذ إجراءات مالية وقانونية عاجلة لاحتواء الضغط الخارجيّ مع عدم استفزاز أي طرف داخلي وافتعال أزمة سياسية.
ولهذه الغاية استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة حاكم مصرف لبنان كريم سعيد وتناول اللقاء عرضاً للأوضاع العامة لا سيما المالية منها.
والأخطر وفق المعلومات أنّ الوفد الأميركي وضع مهلة ستين يوماً لاتخاذ إجراءات حاسمة لضبط اقتصاد تبييض الأموال و»الكاش» الذي يستفيد منها حزب الله، وفق ما قال الوفد الأميركي، وبعد انتهاء المهلة من دون كشف الأصول والتحويلات عبر المؤسسات المالية والصرافة الشرعية وغير الشرعية مثل «القرض الحسن» والمصارف المراسلة، يعني نقل تصنيف لبنان من المنطقة الرمادية إلى السوداء وما لذلك من تداعيات مالية واقتصادية وسياسية على البلاد.
ووفق معلومات «البناء» من مصادر دبلوماسية غربية وعربية فإن الأميركيين لوّحوا للمسؤولين اللبنانيين بفرض سلة عقوبات على مقرّبين من مسؤولين لبنانيين رفيعي المستوى.
على صعيد آخر، اجتمعت اللجنة الوزارية لإعادة الإعمار والتعافي برئاسة رئيس الحكومة نواف سلام، وضمّت الوزراء المعنيين، وخصص الاجتماع لبحث آلية تحديد ودفع المساعدات والتعويضات عن الأضرار اللاحقة بالوحدات السكنية وغير السكنية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي بعد 8 تشرين الأول 2023، وكذلك الأضرار الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت.
كذلك اتفق المجتمعون، على اعتماد مقاربة «إعادة البناء بشكل أفضل» (Build Back Better) في إعادة إعمار القرى الجنوبية التي تعرّضت لدمار واسع، تشكيل فريق تقني متخصّص يتولّى متابعة تنفيذ هذه البنود، ويضمّ ممثلين عن رئاسة مجلس الوزراء، مجلس الإنماء والإعمار، الهيئة العليا للإغاثة، مجلس الجنوب، ووزارة المهجّرين.
وفي سياق ذلك أشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى أنّ «سفيرة الاتحاد الأوروبي أبلغته ببدء عملية طوعية لإعادة 160 ألف نازح سوري عبر دفع مساعدات نقدية لهم، وهو مطلبنا لتشجيعهم على العودة بدل تشجيعهم على البقاء»، ولفت باسيل في تصريح له، إلى أننا «نأمل أن تتخذ الجهات المانحة الإجراء نفسه ويبقى على السلطة اللبنانية أن تقوم بإعادة مَن لا يرغب بالعودة وهو بوضع قانوني مخالف».
على صعيد آخر أعلنت جمعية كشافة الرسالة الإسلامية «فرق الإطفاء والإسعاف»، في بيان، أنّ «فرق الإطفاء والإسعاف في جمعية كشافة الرسالة الإسلامية أنهت عملها ضمن جهود مكافحة الحرائق التي اندلعت أمس الأول في مناطق عدة في محافظتي الجنوب والنبطية وأقضيتهما لا سيما الحرائق التي اندلعت في إقليم التفاح وجبل الريحان، إضافة إلى أعمال المؤازرة التي شاركت فيها في مناطق جزين وبكاسين وإقليم الخروب».
"الشرق":
على رغم ان حرائق الغابات في لبنان اضحت منذ سنوات عنوانا دائما للتبدل المناخي وقصور قدرات الدولة وامكاناتها أمام المواسم المتكررة للحرائق في معظم فصول السنة، احدثت موجة الحرائق على امتداد قرى الجنوب والاقليم صدمة كبيرة نسبة للمساحات الشاسعة التي شكلت “وجبة” دسمة للنيران وبلغت اول أمس ذروة اتساعها، ان بفعل العدوان الاسرائيلي او الجفاف المناخي مخلّفة كارثة بيئية تضاف الى كوارث الاعوام الماضية.
وبين حرائق الغابات التي هددت المنازل في بعض القرى واللهيب السياسي الأمني، توزع الاهتمام الرسمي امس. فغداة زيارة الوفد الاقتصادي – الامني الاميركي للبنان مستعجلا حصرالسلاح والتفاوض في 60 يوماً لتفادي الحرب، اتجهت الانظار الى موقف لبنان الرسمي من هذه الرسائل وموقف حزب الله منها ايضا .
للضغط على اسرائيل
في السياق، واصل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لقاءاته الرسمية في صوفيا في اطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها الى بلغاريا تلبية لدعوة رسمية من نظيره البلغاري رومين راديف.واكد ان لبنان طلب من الدول الصديقة المساعدة في الضغط على اسرائيل لالتزام اتفاق وقف اطلاق النار.
وصل لبنان بالعرب
بدوره، قال رئيس الحكومة نواف سلام في العيد الثمانين لتأسيس شركة طيران الشرق الاوسط “انني عملت مع فخامة رئيس الجمهورية على إعادة وصل لبنان بالعالم العربي بعد سنوات من الانكفاء والعزلة. وكذلك عملنا على إعادة بناء الثقة بالدولة عبر الاصلاح المؤسساتي كما في استعادة السيادة وبسط سلطة الدولة بقواها الذاتية على كامل الأراضي اللبنانية”.
تفعيل الميكانيزم
ليس بعيدا، استقبل وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، وتمّ خلال اللقاء التطرق إلى سبل تعزيز وتفعيل عمل لجنة الإشراف على وقف الأعمال الحربية (الميكانيزم)، دعمًا للجهود التي يبذلها لبنان في هذا الإطار. وأكدت هينيس- بلاسخارت أنّ الأمم المتحدة تواصل دعمها للبنان وتعزيز استقراره ومساندة مؤسساته الوطنية، مشيرة إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين الجانبين في مختلف المجالات. من جهته، أكّد اللواء منسى استمرار التعاون الوثيق بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في تنفيذ القرار 1701، في وقت يواصل الاحتلال الإسرائيلي خروقاته المتكرّرة لهذا القرار. كما شدّد على ضرورة ممارسة الضغط الدولي على الاحتلال الإسرائيلي للالتزام بالاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في تشرين الثاني 2024، والانسحاب من المواقع التي لا يزال يحتلّها، ووضع حدّ لانتهاكاته المستمرة للسيادة اللبنانية.
حبر على ورق
ايضا، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن اتفاق وقف النار قد ينهار خلال أيام، بل إنّ بعض المراقبين يجادل بأن الاتفاق بات فعليًا “حبرا على ورق”. وتحدثت عن “ارتفاع احتمالات أن تتطور الهجمات الإسرائيلية في الأسابيع المقبلة إلى حرب شاملة جديدة، وأن يفضّل “حزب الله” – رغم ضعفه الحالي – خيار الحرب على خيار نزع السلاح. فما زال الحزب يمتلك آلاف الصواريخ والمسيّرات القادرة على ضرب شمال إسرائيل ووسطها، وهو ما يعني أن عودة النيران إلى بلدات الشمال الإسرائيلي، بعد أشهر قليلة فقط من عودة السكان إلى منازلهم، احتمال لا يمكن الاستهانة به”.
معادلة جديدة
ليس بعيدا، كتب عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب رازي الحاج على منصة “إكس”: أحد نواب “الممانعة” صرّح بالأمس أنّهم في حزب الله لن يتخلّوا عن قدرات لبنان في “ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة”. أنصح الزميل أن يستبدل ثلاثيّته هذه بالرهان على الدولة وعلى الجيش الحامي الوحيد للبنان، لمنع تكرار ما حلّ بنا بسبب ما يسمّى بـ”المقاومة”. جرّبوا معادلة جديدة.
ضمانات لتسليم مالك “روسوس”: في الغضون وعلى هامش مشاركته في الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس عون إلى بلغاريا، التقى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، وزير خارجية بلغاريا جورج جورجييف، في مكتبه في العاصمة صوفيا. وخلال اللقاء أعرب الوزير رجي عن شكره للحكومة البلغارية على تعاونها في قضية مالك السفينة المرتبطة بانفجار مرفأ بيروت، الموقوف لدى السلطات البلغارية، مؤكداً أهمية هذا الملف في إطار الجهود المبذولة لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة في جريمة انفجار مرفأ بيروت، التي باتت قضية وطنية تعني جميع اللبنانيين.من جهته، أكّد الوزير جورجييف حرص بلاده على التعاون الكامل ضمن الأطر القانونية، وعلى القيام بما يلزم للمساعدة في هذا الملف الذي هو بعهدة القضاء.
الحرائق
بيئيا، تابع رئيس الجمهورية من صوفيا تفاصيل الحريق الضخم الذي شب منذ امس في منطقة جزين ولا سيما في بلدة بكاسين وفي اقليم الخروب ومنطقة الريحان، واعطى توجيهاته إلى الدفاع المدني بالعمل على مكافحة الحريق، كما طلب إلى الجيش وضع امكاناته الجوية للمساهمة في اخماد النيران ومنع امتدادها، كما طلب الاهتمام بحاجات المواطنين في هذه المناطق. وظل الرئيس عون على تواصل مع الجيش والدفاع المدني لمتابعة التطورات. كما تابع رئيس مجلس النواب الكارثة البيئية الناجمة عن إستمرار إندلاع الحرائق في المناطق الحرجية وأعطى توجيهاته لجهاز الإطفاء لتابع للدفاع المدني في كشافة الرسالة الإسلامية الى إستنفار كافة آلياته المخصصة للاطفاء وطاقاته البشرية والتطوعية من كافة المناطق ووضعها في تصرف المجالس البلدية في تلك المناطق والمؤازرة في عمليات إخماد النيران لا سيما في إقليم الخروب وغابة بكاسين التي تمثل واحدة من أهم الثروات الوطنية والبيئية في لبنان والمنطقة، وتنسيق خطط التحرك مع الأجهزة الرسمية المعنية.
"الشرق الأوسط":
حاول أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم، بثّ رسائل طمأنة لشمال إسرائيل، إلى جانب إصراره على رفض مناقشة تسليم سلاحه خارج منطقة جنوب الليطاني في جنوب لبنان، بقوله: «إننا في (حزب الله) نقول إن اتفاق وقف إطلاق النار هو حصراً لجنوب الليطاني، وعلى إسرائيل الخروج من لبنان، وإطلاق سراح الأسرى، ولا خطر على المستوطنات الشمالية». لكنه في المقابل أحبط جهود الدولة اللبنانية للمضي بتفاوض مع إسرائيل قبل تنفيذ اتفاق نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
واتهم قاسم في خطاب متلفز، الثلاثاء، الولايات المتحدة وإسرائيل بـ«التدخل في مستقبل لبنان»، مشيراً إلى أن الطرفين «يريدان إنهاء قدرة لبنان المقاومة، وتسليح الجيش بقدر لمواجهة المقاومة، وليس مواجهة العدو الإسرائيلي». وأضاف: «أميركا وإسرائيل تعتبران أن الاتفاق يعطي لبنان مكاسب، وأنه إذا خرجت إسرائيل من لبنان، فيستعيد سيادته، ولذلك يجري الضغط على الحكومة».
ورأى قاسم أن «إسرائيل تريد أن تتحكم في لبنان سياسياً واقتصادياً وتريد لبنان حديقة خلفية لتوسع المستوطنات ضمن إسرائيل الكبرى»، معرباً عن أسفه لأن الحكومة «لم ترَ من البيان الوزاري إلّا نزع سلاح المقاومة، ولكن اليوم لم يعد نزع السلاح هو المشكلة، بل اليوم باتت ذريعة بناء القدرة والأموال وبعدها يقولون إن المشكلة بأصل الوجود، وهذه الذرائع لن تنتهي».
7 آلاف خرق
وأشار إلى أن إسرائيل تقتل المدنيين في بيوتهم وتدمر البيوت وتجرف الأراضي وتمنع عودة الأهالي إلى بيوتهم وتمنع الحياة عن القرى، مستشهداً بتصريح لمسؤول في قوات «اليونيفيل» قال فيه إن إسرائيل «نفذت أكثر من 7 آلاف خرق، بينما لم يرصد من قبل (حزب الله) أي خرق في منطقة عملياتها»، مضيفاً: «مع ذلك، يخرج البعض ليقول إن المشكلة في لبنان بينما المشكلة في إسرائيل».
جنوب الليطاني
وجدد الحزب تمسكه باتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل الموقع في 26 نوفمبر 2024، وقال: «نحن في (حزب الله) نقول إن اتفاق وقف إطلاق النار هو حصراً لجنوب الليطاني، وعلى إسرائيل الخروج من لبنان وإطلاق سراح الأسرى، ولا خطر على المستوطنات الشمالية». وشدد على أنه «إذا كان الجنوب نازفاً، فالنزف سيطال كل لبنان بسبب أميركا وإسرائيل».
وأكد أنه «لا استبدال للاتفاق، ولا إبراء لذمة الاحتلال باتفاق جديد، ويجب تنفيذ الاتفاق وبعدها كل السبل مفتوحة لنقاش داخلي حول قوة لبنان وسيادته، ولا علاقة للخارج بهذا النقاش»، مشدداً على أن «العدوان لا يمكن أن يستمر، ولكل شيءٍ حد».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا