نداء الوطن: "صفعة واشنطن" على "وجه السلطة": أطلقوا يد الجيش أو ادفعوا الثمن

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 19 25|09:41AM :نشر بتاريخ

بينما كانت الدولة اللبنانية منهمكة في مؤتمر "بيروت 1"، سعيًا وراء جرعات دعم خارجي، وقع القرار الأميركي بإلغاء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى واشنطن، كالصاعقة على السلطة السياسية. صفعة أعادت تذكير الحكم بأولوياته والتزاماته، وبأن مفاتيح العبور إلى عواصم القرار لا تُفتح إلا ببسط السيادة وتطبيق الإصلاحات الفعلية. وأن التراخي السياسي والأمني في تفكيك منظومة "حزب الله" العسكرية، ستكون كلفته باهظة. وأن الهامش المتاح للمناورة يتقلّص، وسط تصاعد التهديدات على الجبهة الجنوبية، مع دخول مخيم "عين الحلوة" دائرة النيران، بعد استهداف الطيران الإسرائيلي حركة "حماس" داخله.

وما زاد من قسوة البلاغ الأميركي، تزامنه مع لقاء واشنطن التاريخي، الذي جمع الرئيس دونالد ترامب بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في لحظة تعيد رسم الخريطة الإقليمية على قواعد خالية من الميليشيات الإيرانية. ولبنان، إذا واصل تردده وتموضعه في المنطقة الرمادية، سيكون أول الخارجين من المشهد الجديد.

رسالة واشنطن للسلطة أولًا

في المقابل، يؤكد مصدر سياسي رفيع لـ "نداء الوطن" أن إلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن هي "رسالة سياسية موجهة أولًا إلى الداخل اللبناني، فالقرار حمل دلالة واضحة مفادها أن المؤسسة العسكرية تتحرك ضمن سقف السلطة السياسية، وأن أي إشارة أو اعتراض يصدر في واشنطن يجب أن يُقرأ في بيروت بمعناه السياسي العميق".

ويشير المصدر إلى أن "الجيش ينفذ اليوم قرارًا سياديًا اتخذته الحكومة بإنجاز المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح بيد الدولة جنوب الليطاني، على أن تُستكمل بنهاية العام الحالي. الخطة تُنفذ بدقة وبإشراف مباشر من المؤسسات الدستورية، بما يعكس التزام المؤسسة العسكرية بالدور الذي أوكل إليها من دون أي اجتهاد سياسي أو أمني خارج المرسوم لها".

ويضيف أن "التنسيق بين الجيش و"الميكانيزم" يجري على أعلى المستويات، إذ يرأس اللجنة ضابط أميركي رفيع يعاونه ضابط فرنسي، وتشارك في اجتماعاتها الدبلوماسية الأميركية مورغان أورتاغوس. وقد أسهم هذا التنسيق في ضمان تقدّم العمل الميداني وتذليل العقبات، كما دفع السفارة الأميركية في بيروت إلى إصدار بيانات متتالية بعد اجتماعات اللجنة، تشيد فيها بأداء الجيش واحترافيته والتزامه بالتفاهمات الموضوعة".

لكن المسألة التي أثارت التباسًا، وفق المصدر نفسه، "تعود إلى اعتراض السيناتور الأميركي ليندسي غراهام على بيان قيادة الجيش الصادر الأحد الماضي، والذي دان الاعتداء على قوات "اليونيفيل" واستخدم تعبير "العدو الإسرائيلي". ويشدّد المصدر على أن "المؤسسة العسكرية لا تُصدر مثل هذه المصطلحات من باب الاختيار، بل لأنها تعكس الواقع القانوني والسياسي القائم، إذ إن لبنان ما زال في حالة حرب مع إسرائيل، ولم يحصل أي تغيير أو تطبيع يتيح استخدام تعابير بديلة. وبالتالي فإن الجيش يعتمد في بياناته، المفردات الرسمية المعتمدة من قبل الدولة، ولا يستطيع الاجتهاد في تعديلها".

ومع ذلك، يوضح المصدر "أن الأمور وُضعت سريعًا في إطارها الصحيح، وأن ما حصل لا يتجاوز كونه سوء فهم محصور". فالعلاقات بين لبنان والولايات المتحدة، بحسب تعبيره، "أصلب وأمتن من أن تهزها مفردة أو بيان"، خصوصًا أن التعاون العسكري مستمرّ ومتين، والجانبان يعرفان تمامًا حدود دور الجيش وطبيعة الالتزامات التي يخضع لها".

وختم أن "التحضيرات لزيارة جديدة للعماد هيكل إلى واشنطن ستُستأنف قريبًا، على أن يتم ترتيبها على الأرجح مطلع العام المقبل، في إطار تعزيز التعاون القائم واستكمال البحث في برنامج الدعم للجيش والمراحل المقبلة من الخطة جنوب الليطاني".

أما في إطار التصعيد الأميركي، فأشارت مصادر مطلعة إلى أن "الاجتماع الأخير بين قائد الجيش ومورغان أورتاغوس، شهد توترًا ملحوظًا، بعدما اختصرت أورتاغوس اللقاء إثر تكرار هيكل عبارة "العدو الإسرائيلي". كما أبدت انزعاجها من قرار تمديد مهلة حسم ملف نزع السلاح لشهر إضافي، من دون أي تقدّم ملموس"، وفق مصادر مطّلعة لـ"نداء الوطن". ولفتت إلى أن "الإدارة الأميركية لم تلمس أي تحول جدي في علاقة الجيش بـ "حزب الله"، من شأنه أن يعزز سلطة الدولة، مثل وقف العمل ببطاقات المرور الخاصة التي تُمنح لعناصر "الحزب" على حواجز الجيش".

إلغاء الزياة على طاولة الحكومة؟

أما على مستوى لبنان الرسمي، فعلمت "نداء الوطن" أن قرار إلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن أحدث استنفارًا في أوساط كبار المسؤولين اللبنانيين، نظرًا لكونه تطورًا غير مسبوق في مسار العلاقة بين الولايات المتحدة والمؤسسة العسكرية، التي لطالما اعتُبرت شريكًا استراتيجيًا لواشنطن ومحيّدة عن تقييمها السلبي للطبقة السياسية. في هذا السياق، بدأ رئيس الجمهورية سلسلة اتصالات مكثفة يُرتقب أن تستكمل اليوم، بهدف استيضاح خلفيات القرار وسبل احتواء تداعياته على الجيش اللبناني وصورة لبنان أمام شركائه الدوليين. ومن المتوقع أن يُطرح هذا الملف من خارج جدول الأعمال في جلسة مجلس الوزراء غدًا (الخميس) في قصر بعبدا.

عون يفتتح "بيروت 1"

تحت وطأة العاصفة الأميركية، افتتح رئيس الجمهورية مؤتمر "بيروت 1"، مرحبًا بالسفير الأميركي الجديد ميشال عيسى، قائلًا إن اختيارَك في هذا المركز، ووجودَك معنا اليوم (أمس)، هو لفتة معبّرة جداً من الرئيس دونالد ترامب حيال لبنان". وشدد عون على انفتاح لبنان على محيطه العربي والدولي، مشددًا على أن استعادة دور لبنان الطبيعي كلاعب اقتصادي وثقافي وجسر تواصل بين الشرق والغرب، لا يمكن أن يكون مجرد شعار بل هو مسار عملي نحو شراكات جديدة وانخراط فعّال في خارطة الأعمال الإقليمية والدولية.

الجيش يضرب بقاعًا

شنّ الجيش اللبناني مساء أمس، سلسلة مداهمات في إطار ملاحقة مطلوبين خطيرين. وخلال تقدم إحدى وحدات المخابرات لتنفيذ مداهمة في محلة الشراونة، تعرّضت القوة لكمين بعد قيام شقيق أحد المطلوبين بتفخيخ المنزل مسبقًا، فانفجر عند محاولة الاقتحام، ما أدّى إلى استشهاد عنصرين من الجيش اللبناني وإصابة آخرين. في الوقت نفسه، نفذت طائرات الـ "سسنا" طلعات متواصلة فوق المنطقة، دعمًا للقوات المنتشرة على الأرض ورصدًا لتحرّكات المطلوبين.

إسرائيل تستهدف "عين الحلوة"

في تصعيد عسكري لافت على جبهة المخيمات، شن الجيش الإسرائيلي غارة على موقع تدريبي تابع لـ "حماس" في عين الحلوة، استهدفت مسلحين نشطوا في المنطقة، وفق ما أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي. وأشار إلى أن "الموقع في منطقة عين الحلوة كان يُستخدم لتدريب المسلحين وتأهيلهم لتنفيذ هجمات ضد القوات الإسرائيلية". وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه "تم اتخاذ إجراءات لتقليل خطر إصابة المدنيين، شملت استخدام ذخائر دقيقة، والمراقبة الجوية، والاستناد إلى معلومات استخباراتية دقيقة".

القذافي في السراي

إثر إخلاء سبيله، استقبل رئيس الحكومة نوّاف سلام، هنيبعل القذافي في السراي. وقال سلام: "من موقعي المسؤول اعتبر أن ما حصل معه وتوقيفه المتمادي يستوجب حتمًا إجراء مراجعة جدية في سبيل صون حقوق الأفراد وتحصين القضاء نفسه حفاظًا على حُسن سير العدالة.

ارتفاع في تسجيل المغتربين

أصدرت وزارتا الخارجية والداخلية بيانًا حثتا فيه المغتربين على التسجيل قبل انتهاء المهلة الدستوريّة غدًا الخميس، معلنتين أنه ولغاية اليوم بلغ عدد الطلبات المقدّمة عبر المنصة 101,355 طلبًا، تسلّمت منها وزارة الداخلية 65,250 طلبًا يتم حاليًا تدقيقها ومطابقتها مع القوائم الانتخابية.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : نداء الوطن