الفوعاني : اللبنانيون أمام اختبار مصيري لمدى استحقاقهم الإستقلال
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Nov 22 25|00:03AM :نشر بتاريخ
حيت حركة "أمل" الذكرى السنوية الاولى لشهدائها باحتفال في حسينية السادة آل عثمان في بعلبك، حضره النائب غازي زعيتر، النائب السابق الدكتور جمال الطقش، الوزير السابق الدكتور حمد حسن، رئيس الهيئة التنفيذية في الحركة الدكتور مصطفى الفوعاني ومقرر هيئة الرئاسة الدكتور عباس نصرالله ومسؤول الشؤون البلدية المركزي بسام طليس ومسؤول اقليم البقاع اسعد جعفر، قادة عسكريون وأمنيون، ممثلو "حزب الله" والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب "البعث"، وفود من الدفاع المدني اللبناني و"الهيئة الصحية" وجمعية "شفاء" و"كشافة الرسالة الاسلامية" وفاعليات بلدية واختيارية واجتماعية.
وقال الفوعاني: "البقاع ليس جغرافيا فقط، بل ذاكرة ووصية ومساحة تولد فيها الأرواح من جديد. في ليل البقاع، حين تتثاءب الجبال وتغفو السنابل على أذرع الريح، ينهض من بين الحصى وجه الإمام الصدر، بهيا كفجر لم يكتملْ ضوؤه
بعد، ينادي من عمق الصمت: "كونوا حيث تكون الكرامة... فالأرض لا تروى إلا باليقين". ومن حوله، أرواح الشهداء تتوهج كنجوم في تربة عطشى. وجوه من تراب وعزيمة، من حنين ووصية، من قسم أقسمه في بعلبك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فلم يتركوا الجنوب وحيدا، ولا البقاع صامتا، ولا لبنان مهيض الجناح".
أضاف: "ذاكرة البقاع ليست سطورا تقرأ، بل دماً يجري في أرض تعرف أسماء شهدائها كما تعرف نبض الربيع، في عين البنية، انفتحت الينابيع على وجع مقدس، كانوا هناك، أبناء الضوء، ينظرون إلى السماء كأنها أم تبكي أبناءها، ثم يبتسمون، لأنهم يعرفون أن البكاء آخر شكل من أشكال النصر. كانت البنادق ترتل، وكانت الأرض تجيب، وكانت الحجارة تتفتح كزنابق حمراء، يخطون على وجنات الليل: "لن نترك الجنوب، لن نترك الإنسان، لن نترك الفجر وحيدا في مواجهة الظلام".
وتابع: "هذه المحطات ليست للتاريخ فقط، بل دروس تضيء حاضر الوطن وتؤسس لمستقبله. في تلال شلعبون، حيث تختلط رائحة البارود بعبق الزعتر البري، كانوا يسيرون حفاة القلوب إلا من حب الوطن، يتقدمون والريح خلفهم تردد: "أمل، أمل، أمل..." كأنها ترسم اسمهم في هواء الأبد. وفي بنت جبيل، حيث الجنوب يكتب تاريخه بالدم لا بالحبر، ارتفعوا كأعمدة من ضوء لا ينكسر، وحين سقطوا، لم يسقطوا، بل عادوا إلى الأرض بذورا من نار وذاكرة، ليولد منهم جيل يحرس النور في كل قرية ووديان".
وقال: "شهداء البقاع هم ركن من هوية لبنان الحديثة، وهم النداء الذي لا يسقط بمرور الزمن. يا شهداء البقاع، يا خفق القسم في بعلبك، يا ملامح الصدر في وجوه المقاتلين، أنتم لستم موتى، أنتم الذين يوقظون الوطن كلما هم بالنوم، أنتم الذين تحرسون العلم حين يهب عليه الغبار، أنتم الذين صنعتم من الطلقة صلاة، ومن الجرح طريقا إلى القيامة".
أضاف: "انطلاقا من النهج الذي أرسته حركة أمل منذ تأسيسها بقيادة الإمام السيد موسى الصدر، وتأكيدا على الثوابت الوطنية التي دفعت الحركة إلى حمل هموم الناس والدفاع عن حقوقهم، تجدد حركة أمل تمسكها المطلق بالوحدة الوطنية باعتبارها الشرط الأساسي لبقاء لبنان واستمراره. فلبنان، بتعدديته، ليس مجرد مساحة جغرافية، بل رسالة إنسانية وحضارية".
ورأى أن "العيش المشترك ليس مجرد صياغة أو شعار، بل فعل يومي ومسؤولية وطنية تتطلب مواجهة كل خطاب فتنة وتقسيم"، داعيا إلى "تعزيز مؤسسات الدولة وتفعيل حضورها العادل لا سيما في المناطق المحرومة".
وأكد أن "التزام الحركة ثابت بوصية الإمام الصدر: السلاح الذي لا يوجه نحو العدو غير شرعي. إن المقاومة خيار وطني جامع أثبتت التجارب ضرورته في حماية لبنان وردع العدوان".
وشدد على أن "إجراء الانتخابات النيابية في موعدها ليس تفصيلا بل حجر أساس في الانتظام الديمقراطي، وأي محاولة للتهرب من هذا الاستحقاق تشكل اعتداء على الدستور وعلى حقوق الناس".
وقال الفوعاني: "المرحلة الراهنة بما تحمله من تحديات تتطلب أعلى درجات المسؤولية الوطنية والتعاون السياسي بعيدا عن الحسابات الضيقة. ان لبنان لا ينهض إلا بوحدته وثقة أبنائه بالدولة".
أضاف: "ان ذكرى شهداء حركة أمل اليوم يصادف عيد الاستقلال، وهنا نستحضر ما قاله الرئيس نبيه بري البارحة بمناسبة الذكرى ال82 للاستقلال: الإستقلال ليس يوما من تاريخ، وليس فعلا ماضيا مبنيا على المجهول، إنما هو امتحان يومي للبنانيين شعبا وجيشا ولسائر السلطات، وهو دعوة دائمة لهم لاستكمال معركة إستقلال الوطن وتحصينه من الإرتهان والخضوع، وصون السيادة، وتحصين الإرادة الوطنية من التبعية، وتحرير الأرض والإنسان من براثن الإحتلال، والسعي الحثيث لتأمين كل مستلزمات الدعم والمؤازرة لتمكين الجيش من تحقيق وانجاز كل المهام المناطة به باعتباره مؤسسة ضامنة وحامية للبنان واللبنانيين ولسلمهم وبالطبع لمكافأة قيادتها وجنودها وضباطها ورتبائها على عظيم ما يقدمون، وليس التشكيك والوشاية والتحريض عليهم في الداخل والخارج وإستهداف دورهم الوطني المقدس الذي كان وسيبقى عنوانا للشرف والتضحية والوفاء من أجل حماية لبنان وصون كل تلك العناوين من عدوانية اسرائيل التي كانت ولا تزال تقف حائلا بين اللبنانيين وبين إستقلالهم الحقيقي الناجز برا وبحرا وجوا".
اضاف: "اللبنانيون كل اللبنانيين، وكل قواهم السياسية في ذكرى الاستقلال هذا العام، هم أمام اختبار مصيري لمدى استحقاقهم الإستقلال بكل ما يمثل من مفاهيم وأبعاد وقيم وطنية، إن ميدان هذا الإختبار اليوم هو الجنوب الذي يجسد صورة مصغرة عن لبنان الوطن والرسالة، يجسدها أبناؤه عيشا واحدا، شراكة في الجرح والألم والأمل والشهادة والتضحية والقيامة والرجاء، هناك مقياس الوطنية والإنتماء الحقيقي، وهناك تختبر جدية كل السلطات الرسمية وفاء بكل التزاماتها وخاصة إعادة الاعمار وبذل كل جهد مستطاع لوقف العدوان الاسرائيلي المتواصل وذلك باعتبارها حاضنة ومسؤولة أمام وعن أصحاب الأرض الذين يصنعون إلى جانب الجيش الإستقلال الحقيقي، صمودا وتمسكا بآخر ذرة من التراب الوطني وبالثوابت مهما غلت التضحيات ولم ولن يبدلوا تبديلا، فهل ننجح جميعا في هذا الإختبار، ونحقق الاستقلال فنستحقه؟".
وتابع: "في البقاع حيث الأرض تنبت من طينها الوعر أنفاس المقاتلين، هناك، بين السهل والجبل، انفتح باب السماء على موعد مع الخالدين. شهداء أمل لم يكونوا ظلالا، بل جذورا مغروسة في قلب الذاكرة. كانوا يمشون والليل ينصت لحفيف خطاهم، كأن الأرض تعرفهم واحدا واحدا. يا أبناء البقاع، يا ندب الضوء على وجه الجنوب، أنتم مجاز الحياة حين تتطهر بالكرامة، أنتم اليقين في زمن الالتباس. سلام عليكم، يا من جعلتم من أجسادكم جسورا بين العزة والخلود، ومن أرواحكم منارة على طريق الكرامة".
وختم: "إن حركة أمل، التي قدمت أغلى التضحيات من أجل لبنان، تلتزم أمام الشعب اللبناني بمواصلة النضال من أجل دولة عادلة، قوية، قادرة، تحترم تنوعها، وتحتضن جميع أبنائها دون استثناء، وتضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار".
مجلس عزاء
وفي الختام اقيم مجلس عزاء حسيني عن أرواح الشهداء.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا