اللواء: الإحتلال يستعدُّ لإستدراج حزب الله لقتال يغيِّر المشهد

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 25 25|10:05AM :نشر بتاريخ

بين أخطر استهداف يكرِّس التصرُّف الإسرائيلي تجاه اتفاق وقف النار الذي يبلغ عاماً كاملاً، بعد يومين، بتنفيذ عملية اغتيال لمسؤول عسكري كبير في حزب الله مع أربعة من مساعديه الكبار، والزيارة المقرَّرة للبابا لاون الرابع عشر بدءاً من السبت المقبل ولغاية الثلاثاء في 2 ك1، يعيش البلد مرحلة ترقب، على أمل أن يتمكن المعنيون من لجم العدوانية الإسرائيلية التي تتوعد البلد «بقتال لأيام» لإنهاك حزب الله، وبدأت وحداتها العسكرية القيام بتدريبات تحاكي تدخلاً عسكرياً برياً بدءاً من الحدود الشمالية مع لبنان.

بالمقابل، ينتظر لبنان وصول وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الى بيروت للبحث في آلية لنزع فتيل تصعيد اسرائيلي محدق بلبنان، بعد مشاورات أجراها الوزير المصري مع نظيرَيْه السعودي الامير فيصل بن فرحان والفرنسي جان نويل بارو على هامش قمة العشرين في جوهاسنبورغ، وتقوم على تنفيذ مبادرة مدير المخابرات المصرية حسن رشاد وتنطلق الآلية من:

1- مبادرة اسرائيل للانسحاب من نقطة من النقاط الخمس مقابل تسليم حزب الله سلاحه.

2- منع إقدام اسرائيل على عمليات جديدة ضد المواطنين اللبنانيين.

3- ونزع فتيل التفجير بأي طريقة من الطرق.

وعُلم أن عبد العاطي اجرى اتصالاً بوزير الخارجية القطري للغاية نفسها.

وقال مصدر دبلوماسي عربي ان الوزير المصري يأتي الى لبنان باسم اللجنة الخماسية المعنية برعاية الاستقرار في لبنان.

وبالانتظار استبعد مسؤول اميركي ان يتجه حزب الله الى التصعيد..

وتباينت المعلومات حول ما اذا كان هناك ضوء اخضر اميركي بشأن الضربة الاسرائيلية للضاحية الجنوبية، ام ان المسألة اقتصرت على الإشعار بالضربة بعد حصولها.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان هناك إتصالات تتم على مستويين لمنع التصعيد في لبنان، إتصالات في الداخل من اجل ضبط الوضع وعدم حصول ردات فعل، وإتصالات في الخارج لمواكبة الموضوع والضغط على اسرائيل كي لا تستكمل اعتداءاتها.

وفُهم انه جرت متابعة التفاصيل الجديدة التي توافرت عن استهداف الضاحية الجنوبية.

وقالت إن الإنشغال بالتحضيرات لزيارة الحبر الأعظم البابا لاون الرابع عشر عن متابعة ملف الإتصالات لتجنيب لبنان أية سيناريوهات سلبية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان ايال زامير تفقد صباح امس منطقة الفرقة 210 خلال تمرين مفاجئ في المنطقة للتعامل مع حادث طارئ ومفاجئ. واطلع على الاستعدادات على الحدود اللبنانية وأوعز بالحفاظ على الجاهزية العملياتية المتزايدة في ضوء عملية القضاء على قائد أركان حزب الله». وكان الجيش الإسرائيلي اعلن بدء مناورات على مستوى قيادة الأركان للتعامل مع حالة حرب.

كما ذكر إعلام إسرائيلي: ان الجيش نقل رسالة لحزب الله وحكومة لبنان مفادها أن إطلاق أي صاروخ سيؤدي لرد غير متناسب. فيمانقلت قناة «الحدث» عن مصدر في حزب الله: أن الظروف الحالية لا تسمح بالرد على اغتيال الطبطبائي.

ورجحّت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية : «أن يسعى حزب الله إلى تجنب جولة أخرى واسعة النطاق من القتال مع إسرائيل وأن يختار حزب الله تأجيل رده بسبب الضغط الداخلي أو الاكتفاء بعمل رمزي محدود».

وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأنّ المنظومة الأمنية مستعدة لكل السيناريوهات. وأشارت القناة إلى أنّ أحد احتمالات الردّ هو أن يطلق تنظيمًا في لبنان الصواريخ بدلاً من «حزب الله»، مضيفةً أنّ «الجيش الإسرائيلي يمتلك مسبقاً خططًا «غير متناسبة» للرد بحال إطلاق نار من لبنان». وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»: أن سلاح الجو الإسرائيلي عزّز دفاعاته الجوية ورفع مستوى تأهبه في الشمال تحسبًا لإطلاق «حزب الله» صواريخ من لبنان. وبسبب هذه التقديرات ذكرت وسائل اعلام عبرية انه تم امس فتح الملاجىء في مستوطنات الشمال قبالة لبنان.

من جهة أخرى، أوضح مصدر أمني إسرائيلي، أن «جولة الإضعاف لحزب الله يجب أن تُنجز قبل نهاية العام، وأن حكومة لبنان لن تقوم بهذه المهمة، ولن ننتظر. وإذا لم نضعف حزب الله قبل نهاية العام فسيفاجئنا في التوقيت، ويمكن إضعاف الحزب دراماتيكيًّا لسنوات طويلة بقتال لأيام فقط».

وفي المنطقة الشمالية، استقدم جيش الاحتلال تعزيزات اضافية، ولم يتوقف الطيران المعادي عن التحليق، مع توجيه تحذيرات للمستوطنين، وتفعيل منظومات دفاعية خشية رد محتمل وفقاً للتقديرات الاسرائيلية.

واعتبر الرئيس جوزف عون ان استهداف اسرائيل الضاحية بالتزامن مع ذكرى الاستقلال دليل آخر على انها لا تأبه للدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها على لبنان، وترفض تطبيق القرارات الدولية وكل المساعي والمبادرات المطروحة لوضع حدّ للتصعيد، وإعادة الاستقرار ليس فقط الى لبنان بل الى المنطقة ككل.

ورأى الرئيس نواف سلام ان الاعتداء على الضاحية الجنوبية يتطلب توحيد كل الجهود خلف الدولة ومؤسساتها.. مشيراً الى ان «حماية اللبنانيين ومنع الانزلاق الى مسارات خطرة هي ألوية الحكومة في هذه المرحلة».

العدوان يقوِّض فرصة للتفاوض

وحسب مصادر سياسية واسعة الاطلاع، فإن العدوان على الضاحية الجنوبية قوّض اي فرصة للتفاوض من اجل وقف الاعمال العدوانية وتحقيق الاستقرار على جانبي الحدود، بل كان العدوان رداً بالنارعلى مبادرة الرئيس جوزيف عون التفاوضية التي اطلقها عشية عيد الاستقلال، فيما لم يصدر اي موقف حول العدوان لا عن لجنة الاشراف على تنفيذ وقف اطلاق النار – ميكانيزم، ولا عن الدولتين المنضويتين فيها اميركا وفرنسا، وكأِن هذا الصمت يستبطن نوعاً من الموافقة الضمنية على ممارسة الاحتلال مزيداً من الضغط والتصعيد العسكري المترافق مع الضغط السياسي والاقتصادي- الخدماتي، لدفع لبنان وحزب الله الى خطوات اخرى نحو التفاوض المباشر الذي يتجاوز الطابع الامني.

وافادت المعلومات بأن لجنة «الميكانيزم» «الخماسية» تبلغت من اسرائيل بأن عملية الاغتيال التي نفذتها إسرائيل بحق رئيس اركان قوات حزب الله هيثم طبطبائي واربعة من معاونيه، لن تشكل تصعيدًا إلا إذا ردّ عليها حزب الله». وأكد مسؤول أميركي في حديث صحفي «على مواصلة العمل من أجل الحفاظ على عمل الآلية الخماسية، رافعين من وتيرة الاجتماعات إلى مرتين شهريًا، مشيراً إلى التواصل مع الأطراف عبر الخماسية لإحراز تقدم بين إسرائيل ولبنان».

وحدها الامم المتحدة دعت امس خلال جلسة لبحث الوضع في الشرق الاوسط لا سيما في فلسطين، «جميع الأطراف لوقف الأعمال العدائية في لبنان والامتثال للقرار 1701. وناشدت، القادة والسياسيين وقف اللغة التحريضية التي تغذي العنف».

لكن قبل العدوان، صدر موقف لافت للإنتباه للرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون، الذي قال: أن خطاب الرئيس عون بمناسبة ذكرى الاستقلال «بالغ الأهميّة، معتبراً أنّه عبّر عمّا نراه نحن أيضاً، أي ضرورة التصرّف بحزم وفاعليّة حيال حزب الله، وتنفيذ خطّتنا الرامية بوضوح إلى استعادة السيادة اللبنانيّة في الجنوب».

ورأى ماكرون أنّ «الأسابيع والأشهر المقبلة ستكون حاسمة للغاية في تحقيق هذا الهدف«، معرباً عن اعتقاده أنّ «الالتزامات الّتي أعلنها الرئيس عون في خطابه مهمّة للغاية، وسنتابع تنفيذها».

وقال: في الوقت نفسه، سننظّم مؤتمراً في فرنسا لدعم تعافي لبنان، وأصدقاؤنا في السعودية سينظّمون أيضاً مؤتمراً لتمويل القوّات المسلّحة اللّبنانيّة، بالتنسيق الوثيق معنا. وهذان الرّكنان أساسيّان لتحقيق نتائج ملموسة على الأرض.

غارة حارة حريك

لم يوقف العدو الاسرائيلي عدوانه على لبنان برغم كل التطمينات الغربية بعدم التصعيد حالياً بل ذهب الى تصعيد اوسع ونفذ تهديده بقصف الضاحية الجنوبية، بغارة عصر الأحد على منطقة حارة حريك ومن دون اي أنذار مسبق، مستهدفة بـ «صواريخ ذكية» شقة في الطبقة الرابعة بمبنى بالشارع العريض، ادت الى تدميرها وتدمير الطابق الثالث وأضرار بالغة في الشقق المجاورة والابنية الملاصقة والمقابلة والسيارات المتوقفة في الشارع. وتلى الغارة تحليق مكثف للطيران المعادي فوق المنطقة المستهدفة. وحسب وزارة الصحة العامة ادت الغارة الى ارتقاء 5شهداء واصابة 28 شخصا بجروح.. كما اندلع حريق عملت فرق الدفاع المدني على أخماده.

ولاحقا تبين ان المستهدف هو «رئيس اركان قوات حزب الله» هيثم علي طبطبائي (من والد ايراني وام لبنانية)، الذي ارتقى مع اربعة من معاونيه ونعاهم حزب الله رسمياً وتم تشييعهم امس الاثنين في الغبيرة.

وقال نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله والوزير ‏ السابق محمود قماطي من مكان الغارة: العدو لا ينفع معه الاتفاقات. لا خيار إلاّ بالتمسك بالمقاومة ولا يمكن قبول الاستمرار بهذه الاستباحة والعدوان يخرق خطاً أحمر جديداً. ونحن ننسق مع الدولة اللبنانية لوضع حد لهذه الاستباحة الإسرائيلية. والعدوان دليل على أن العدو لا تنفع معه الاتفاقات.. والتفاوض المباشر أو غير المباشر مع العدو الإسرائيلي هو مضيعة للوقت.

كما تفقد المكان نائب حزب الله علي عمار، وقال: ان هذا العدوان الغادر استهدف منطقة سكنية بامتياز. واكد «أننا مستمرون في صمودنا، ونحن اقوياء بثباتنا وبحقنا وبشهدائنا وبقوة شعبنا ومناصرينا».

وشن العدو غارات على جرود بلدة النبي شيث منطقة الشعرة في البقاع الشرقي. وافيد عن إرتقاء شهيد. وشن العدو غارة من طائرة مسيَّرة على سيارة في بلدة عيتا الشعب، ادت الى ارتقاء المواطن محمد صالح شهيداً. ثم القت طائرة اخرى قنبلة على راعٍ في بلدة رميش ما ادى الى اصابته بجروح.

ووفق القناة 12 العبرية: «الغارة ضد رئيس أركان حزب الله بمكان اختبائه بالضاحية تم تنسيقها مع الأميركيين». وقال مسؤول أميركي لـ«أكسيوس»: تعليقاً، إن «إسرائيل لم تبلغنا قبل قصف الضاحية الجنوبية لبيروت. وأن إسرائيل أبلغتنا بغارة الضاحية الجنوبية بعد تنفيذها. والولايات المتحدة تعلم منذ أيام أن إسرائيل كانت تخطط للتصعيد في لبنان لكنها لا تعرف المكان ولا الزمان». وفي السياق، اشارت القناة 13 الإسرائيلية الى ان «البيت الأبيض لم يعد يعارض تنفيذ هجوم ببيروت مع تعاظم قوة حزب الله وعجز الحكومة».

بعد عدوانه الغادر على حارة حريك في الضاحية الجنوبية، استمر امس، استطلاع طيران العدو في مراقبة الاراضي اللبنانية من الضاحية الى مناطق بعلبك مروراً بالجنوب والجبل. فحلّق الطيران المسيَّر الاسرائيلي فوق الضاحية. وسُجل ايضا تحليق الطيران المسيَّر المعادي فوق قرى الزهراني على علو منخفص. وحلق الطيران فوق خلدة وعرمون ومناطق قرى عاليه من سوق الغرب الى كيفون وبيصور وجوارها. وكان يسمع هدير الطائرات. كما وصل تحليق الطيران المعادي الى مناطق بعلبك وطاريا وشمسطار في البقاع.

وإستكمالاً لعدوانه على الجنوب، استهدف الاحتلال الاسرائيلي امس، بقذائف مدفعية المنطقة الواقعة بين عيترون وبليدا. فيما استهدفت المدفعية الإسرائيلية منطقة سدانة المحاذية للبلدة. وجدد قصفه لمحيط منطقة «الكيلو 9» الواقعة بين بلدتي عيترون وبليدا بـ3 قذائف. كما استهدف القصف الإسرائيلي منطقة شيحين. واطلقت قوات إسرائيلية 3 قذائف باتجاه عناصر الدفاع المدني اللبناني وكشافة الرسالة الإسلامية خلال محاولتهم إطفاء النيران في يارين والزلوطية.

من جهة ثانية أطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي النار من موقع «رويسات العلم» باتجاه أطراف بلدة كفرشوبا.

وفي تشييع شهيد حزب الله هيثم الطبطبائي واربعة من مساعديه، اكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، أن كل التنازلات التي قدمتها الحكومة لم تثمر ولم تؤدِّ الى أي نتيجة، وأن على الصهاينة أن يبقوا قلقين لانهم ارتكبوا خطأ كبيراً، وأن على الدولة أن تحمي مواطنيها وسيادتها.

وهذا الوضع المستجد كان موضع بحث بين قائد الجيش العماد رودولف هيكل والمنسقة الخاصة اللامم المتحدة في لبنان Jeanine annis - plashaet.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة اللواء