افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح يوم الثلاثاء في 7 شباط 2023

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Feb 07 23|10:14AM :نشر بتاريخ

الديار: زلزال مدمر يحوّل مناطق تركية وسورية الى «ركام» ولبنان تحت «الصدمة»
نعي مبكر لنتائج اللقاء «الباريسي» واشنطن والرياض: لا تنتظروا منا شيئا!
تجميد تحقيقات المرفأ بانتظار التسوية «والقوات» تجهض دعوة بكركي للحوار

 

 احتل «غضب الطبيعة» المشهد داخليا واقليميا اثر الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا واصاب سكان دول المنطقة بما فيها لبنان «بالهلع» في ليلة شتاء عاصفة وباردة لم تمنع الكثيرين من مغادرة منازلهم والخروج الى الشوارع في حالة من الصدمة. حجم الكارثة البشرية لم تتكشف فصولها النهائية بعد وقد تبلغ ارقاما قياسية نسبة لاعداد المباني المنهارة على سكانها خصوصا في الجنوب التركي حيث المركز الرئيسي للزلزال الذي تجاوزت هزاته الارتدادية المئات. اما في لبنان الذي استنفرت اجهزته الاغاثية تحسبا للأسوأ، اقتصرت الاضرار على بضعة تصدعات في المباني والطرقات ،فيما اعلن عن فقدان الاتصال، بأب وابنته من المغتربين العكاريين في احدى المناطق التركية المتضررة. وعشية اجتماع مفترض لمجلس القضاء الاعلى اليوم، عاد التحقيق في جريمة المرفأ الى «ثلاجة» الانتظار من جديد بعد قرار المحقق العدلي القاضي طارق البيطار بتاجيل الاستدعاءات المقررة يوم امس الى «أجل غير مسمى» منقذا القضاء و»العدلية» من «زلزال» لم تكن هزاته الارتدادية معلومة في قوتها وحجم اتساعها.

وزاريا، عقدت جلسة الحكومة الاستثنائية الجديدة دون «صخب» معتاد من قبل التيار الوطني الحر بعدما بات الامر «عرفا» يتجاوز قدرته على منعها في ظل تراكم الملفات والقضايا الملحة غير القابلة للتأجيل، فأقرت حزمة مساعدات للقطاعين العام والتربوي وتم ارجاء البحث في ملف الانتخابات البلدية. وفيما «اجهضت» القوات اللبنانية صباح امس، اللقاء الموسع المزمع عقده في بكركي لانتفاء الحاجة اليه في غياب اي أفق لتحقيق خرق في الملف الرئاسي، بحسب تقدير «معراب»، احتلت المشهد في المساء جمعية المصارف التي اعلنت اضرابا غير محدد المدة احتجاجا على ما تعتبره قرارات قضائية غير منصفة بحقها. اما انظار البعض فكانت مشدودة بالامس الى باريس، دون الكثير من الآمال الى «الاجتماع الخماسي» الذي عقد على وقع تسريبات اميركية وسعودية خلاصتها «لا تنتظروا منها شيئا»! 

هلع.. ودبلوماسية الكوارث 

في اجواء عاصفة وباردة، استفاق اللبنانيون فجر امس على هزة ارضية قوية، ساد بعدها الهلع وخرج السكان الى الشوارع في اكثر من منطقة، ليتبين لاحقا ان مصدر الزلزال جنوب تركيا وشمال سوريا، وقد توالت الهزات الارتدادية في لبنان طوال يوم امس، وقد استنفرت الاجهزة اللبنانية والادارات المعنية لمواكبة الوضع المستجد، فأقفلت المدارس حتى يوم الخميس. وفيما اكد بوحبيب فقدان الاتصال بمواطنين لبنانيين في المناطق التركية المنكوبة، كشف النائب محمد سليمان عن مقتل الدكتور وسام الأسعد وابنته ندوة. ورأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قبل الظهر اجتماعاً طارئاً لـ»اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث والأزمات» التابعة لرئاسة الحكومة. وسمحت الكارثة بعودة الاتصالات الدبلوماسية الى اعلى مستوياتها من الباب الانساني بين بيروت ودمشق، واجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا هاتفيا برئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس متضامنا،كما قدم له تعازيه بالضحايا الذين سقطوا ، ومنهم افراد من عائلته. وابلغ الرئيس ميقاتي نظيره السوري وضع الامكانات اللوجستية المتاحة في لبنان في خدمة جهود الاغاثة الجارية. وقد  كلف رئيس  الحكومة وزير الاشغال العامة والنقل علي حميّة متابعة الملف وتقديم ما يلزم. كما قدم وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب في اتصال هاتفي مساء امس، من «نظيره السوري فيصل المقداد ومن سوريا حكومة وشعبا بأحر التعازي بضحايا الزلزال وأكد «الاستعداد لتقديم كل مساعدة ممكنة ضمن الإمكانات المتوافرة. وقد ضرب الزلزال في سوريا محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية وطرطوس، وقال الدفاع المدني السوري الموجود في مناطق المعارضة شمال غرب البلاد إن المئات قتلوا واصيبوا، ووصف الوضع بالصعب جدا، مؤكدا أن مدينة حلب هي الأكثر تضررا، وأنهم بحاجة لمساعدة دولية. 

مساعدة «رمزية» الى تركيا 

وارسل الجيش اللبناني 20 عنصرًا من فوج الهندسة إلى تركيا للمساهمة في أعمال البحث والإنقاذ، وفي تركيا قتل وأصيب الالاف ، ورفعت السلطات التركية حالة الإنذار إلى المستوى الرابع، وهو يشمل طلب المساعدة الدولية. وقالت إدارة الطوارئ والكوارث التركية إن زلزالا بقوة 7.4 درجات على مقياس ريختر ضرب ناحية بازارجيك من ولاية كهرمان مرعش جنوب تركيا، على عمق 7 كيلومترات، في حين أفاد المعهد الأميركي للزلازل بأن قوة الهزة الرئيسية بلغت 7.8 درجات. واستمر الزلزال في كهرمان مرعش لنحو دقيقة وتسبب في دمار عشرات المباني وفي حريق ضخم، وبالإضافة إلى كهرمان مرعش، ضرب الزلزال ولايات غازي عنتاب وأضنة وملاطيا وديار بكر وشانلي أورفا وعثمانية، وتسبب في انهيار مئات المباني وحوصر العديد تحت الأنقاض. وأظهرت مقاطع مصورة السكان وهم يهرعون للشوارع وسط أجواء باردة بسبب الثلوج التي تساقطت في الأيام الماضية. وقال رئيس مرصد الزلازل في تركيا إن هذا الزلزال هو الأكبر منذ زلزال آب 1999 الذي تسبب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في إسطنبول. فيما اكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان انه اقوى من زلزال عام 1933. 

الاجتماع الخماسي؟ 

في غضون ذلك بحث الاجتماع «الخماسي» في باريس امس نقاطا عامة حول الازمة اللبنانية، ووفقا لمصادر دبلوماسية، كان اللقاء ايجابيا لناحية تجديد الحرص على استقرار لبنان، لكن المجتمعين لم يدخلوا في اية تفاصيل محددة تتعلق باسماء مرشحة للرئاسة الاولى... وكان التوافق تاما على ان يقوم اللبنانيون بقيادة بلادهم نحو الخروج من الازمة عبر سلسلة اصلاحات واضحة. بمعنى آخر، فان الامر يقع على عاتقهم اولا... وقد شاركت في الاجتماع مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى باربرا ليف، ومساعدها تيري ولف ، نزار العلولا مستشار الديوان الملكي السعودي، مساعد وزير الخارجية القطري محمد الخليفي والمستشار في الرئاسة الفرنسية للشرق الاوسط باتريك دوريل وآن غيغن مديرة قسم الشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية. ومثّل مصر في الاجتماع سفيرها في باريس علاء يوسف،وشارك أيضاً سفيرة الولايات المتحدة في بيروت دوروثي شي وسفيرة فرنسا في لبنان آن غريو.. 

«الكتاب» الاميركي يقرأ من عنوانه! 

ووفقا لمصادر مطلعة، لم يكن احد يراهن على اكثر من بيان الخارجية الفرنسية، فمساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بربارة ليف كانت قد نصحت الوفد النيابي اللبناني الذي التقته قبل ايام في واشنطن، بأن لا يعولوا على الولايات المتحدة الاميركية في الاستحقاق الرئاسي، او في اعادة بناء السلطة التنفيذية، وقد لمسوا غياب اي وجود للملف اللبناني على الاجندة الاميركية في هذه المرحلة. وكانت واضحة في الطلب منهم بان يبادروا بأنفسهم إلى حل عقدة انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة جديدة قادرة على تولي مسؤولية إعادة بناء المؤسسات وتحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية. وقالت صراحة «ان اخراج بلادكم من المأزق هو مسؤوليتكم اولا»، وفهموا ان واشنطن ليست في صدد دعم اي مرشح رئاسي. وقد جاء اعلان البنك الدولي عن «طي صفحة» القرض المخصص للكهرباء والغاز، ليزيد من قتامة الصورة الاميركية السلبية وضوحا.  

لماذا لا تبالي السعودية؟ 

ومن الجانب السعودي لا تبدو الصورة افضل حالا، فالرياض ليست معنية من قريب او بعيد بالعودة الى الساحة اللبنانية، وفقا للصيغة القديمة المعتادة، وهي سبق وابلغت باريس والدوحة انها لم تعد معنية بالاستثمار سياسيا في لبنان، وتدخلها الاقتصادي سيكون محدود جدا لا يتجاوز المساعدات الانسانية المحددة الوجهة والصرف الدقيق. ووفقا لمصادر دبلوماسية، فان من لم يدرك بان الادارة السعودية للملفات الخارجية قد تغيرت،لا يفقه شيئا في علم السياسة، فالسعودية في طليعة الدول التي استفادت من الحرب الروسية الأوكرانية، نتيجة ارتفاع أسعار البترول عالميا، وتجاوز الناتج المحلي التريليون دولار، فما الذي تحتاج الى الاستثمار فيه على الساحة اللبنانية سواء في السياسة او الاقتصاد؟. ولولا الاشتباك غير المباشر مع طهران على الساحة اليمنية لما احتاجت اصلا الى الحوار مع الايرانيين. فوفقا للرؤية السعودية، طهران محاصرة ودول محورها تعاني اقتصاديا، بينما هي جزء من «دول العشرين». ومن هنا يمكن فهم التعامل السعودي «الفظ» مع الازمة الاقتصادية المصرية والمجاهرة بعدم تقديم اي دعم مالي جديد «غير مشروط». واذا كانت دولة كمصر قد فقدت اهميتها الاستراتيجية بالنسبة الى السعودية غير المكترثة بفض الشراكة معها، الا اذا لبت شروطها الخاصة بالتنازل عن قطاعات خاصة وحكومية ترغب في الاستحواذ عليها، وتخفيف قبضة الجيش على الاقتصاد المصري، وهو العامود الفقري لبقاء الدولة المصرية الحالية، فكيف حريا بدولة انفقت فيها الرياض مليارات الدولارات وكانت الخلاصة «صفر»؟. ولهذا فان ما يجب ان يفهمه اللبنانيون في هذه المرحلة انه عليهم عدم انتظار شيء لا من واشنطن ولا من الرياض، فيما تبقى باريس عاجزة مع الدوحة عن احداث الاختراق المطلوب، وسقف التوقعات لن يتجاوز البيان الصادر عن الخارجية الفرنسية حول اللقاء «الباريسي». 

جعجع «والنعي» المبكر 

 وفي هذا السياق، كان لافتا النعي المبكر من قبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لنتائج اجتماع باريس، وكذلك دعوة بكركي الحوارية، وقال بعد اجتماع لتكتل الجمهورية القوية في ان اجتماع الدول الخمس في باريس، على وقع الأزمة الحاصلة في لبنان، جيد، ولكن الأكيد أنه لن يتم البحث بأسماء لرئاسة الجمهورية، لأن الأسماء تُبحث في الداخل وتحصل كما يتم التداول بها بين الكتل النيابية. وشدد جعجع على أنّ حزب الله لم يتخل في أي لحظة عن مرشحه لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية، ومشاورته مع باسيل لم تأت بنتيجة، معتبرًا «أننا أمام مسرحيّة لحزب الله وحلفائه لإيصال مرشحهم للرئاسة، ولن نقبل بمرشح «لا حول ولا قوة له»، وبأنّ نمدد الأزمة 6 سنوات أخرى». وقال «الناس لا تهمّها اجتماعات فولكلوريّة واجتماع بكركي افضل ألا يحصل اذا لم تكن هناك نتيجة منه، معلنا عن زيارة وفد من التكتل الى الصرح البطريركي اليوم. 

«والاشتراكي» غير متفائل 

وفي السياق نفسه، لم يبد وفد كتلة «اللقاء الديموقراطي» برئاسة النائب تيمور جنبلاط وعضوية النواب وائل أبو فاعور وفيصل الصايغ وبلال عبد الله، بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اي رهان على نجاح اجتماع باريس في تغيير الوقائع اللبنانية، وقال الصايغ بعد اللقاء، لم نلتمس شيئا جديا بعد حول وجود مبادرة خليجية اتجاه لبنان، العالم في انتظار ما سيفعله اللبنانيون. وعلى المسؤولين اللبنانيين ان يتحركوا ويتصرفوا، والعالم ينتظر معنا ويريد مساعدتنا ويقف معنا. وعن نتائج اجتماع  فرنسا قال «لا شك أنه غير حاسم ولكن يقدم الأمور خطوة إلى الأمام ويعرض خارطة طريق، ويؤكد الموضوع الاجتماعي الاقتصادي الإغاثي، ونأمل أن تكون هناك نتائج سياسية ولكن الجميع ينتظر اللبنانيين ماذا سوف يفعلون. 

«العدلية» تنجو من «كارثة» 

في هذا الوقت، نجت «العدلية» من خضة جديدة بعدما قرّر المحقّق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، القاضي طارق البيطار، تأجيل جلسات التحقيق المحدّدة خلال شهر شباط، وذلك بالنظر للظروف المستجدة المرتبطة بقرارات صادرة عن النائب العام التمييزي، وحفاظاً على سلامة التحقيق وحسن سيره. كما برر ذلك خلال مغادرته لمكتبه بالامس، واشار الى انه بغياب تعاون النيابة العامة التمييزية لن يكون هناك اي معنى لاي استجوابات راهنا. وعلم في هذا السياق، ان البيطار، الملاحق بتهمة اغتصاب السلطة يريد من القضاء ان يبت بالدعوى ضده من قبل المدعي العام التمييزي غسان عويدات عليه قبل ان يستانف اعماله. اي في الخلاصة عادت الامور الى «نقطة الصفر» بانتظار المخارج والحلول. وعاد ملف التحقيق الى «الثلاجة» بانتظار حل الازمة المعقدة، لكن ما ثبت خلال الايام القليلة الماضية انه ثمة « لا» كبيرة تعيق «تطيير» البيطار...»ولا» اخرى تمنعه من المباشرة في تحقيقاته. وفي هذا الاطار، تفيد المعلومات ان «تبريد» الاجواء الذي حصل بالامس والذي افضى الى تاجيل البيطار جلسات التحقيق، كان خلاصة اتصالات مكوكية اجراها رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود بكل من المحقق العدلي ومدعي عام التمييز، ولم يغب عن خط «الوساطة» رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي حرص على تهدئة الامور اولا ثم البحث عن المخارج بعيدا عن «الصخب» والتشنج، علما ان ايا من الحلول لم تتبلور بعد على الرغم من وجود بعض الاقتراحات التي يعمل على بلورتها وستدرس خلال اجتماع مجلس القضاء الاعلى اذا انعقد اليوم. علما ان عويدات لم يتوان عن التاكيد لكل من راجعه انه سيمضي حتى النهاية في اجراءاته اذا ما اصر البيطار على «اغتصاب» السلطة، وكان سيسطر مذكرة جلب بحقه لو اصدر واحدة مماثلة بحق النائب غازي زعيتر، والنائب السابق نهاد المشنوق، وقد حذرت مصادر امنية من حصول تصادم بين جهاز امن الدولة وعناصر الجيش المولجة حماية البيطار، فيما لو صدرت مذكرة مماثلة. ولهذا اختار الجميع التهدئة. 

جلسة حكومية دون «ضجيج» 

في غضون ذلك، التام مجلس الوزراء دون «ضجيج» الاحتجاجات المعتادة من التيار الوطني الحر، ودون التوقف عند توصيف الجلسة بـ «غير القانونية» من قبل رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واضحا بتجاوز اي اعتراضات مفترضة، وقال في مداخلته أنّ الشغور الرئاسي الحالي «لا أفق واضحا لإنهائه بعد، بدأنا الشهر الرابع من شغور في منصب رئيس الجمهورية، ومن غير المنطقي ولا الأخلاقي أن ننكفئ عن المهمات المطلوبة منا أو نتعمّد الاستقالة العملية من مسؤولياتنا»، مجدّداً دعوته إلى جميع الوزراء للعودة إلى المشاركة في الجلسات الحكومية، كلما اقتضت الحاجة لعقدها...وفي القرارات، أعلن وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، زياد المكاري، تأجيل البحث في بند الانتخابات البلدية. وأشار، خلال تلاوته مقررات جلسة المجلس، إلى إقرار مساعدات مالية بقيمة مليار و500 مليون ليرة للقطاع العام ككل، مؤكداً أنّه سيكون هناك مبلغ مماثل لوزارة التربية. وفي هذا الإطار، أكد وزير التربية، عباس الحلبي، أنّ هناك حرصاً من قبل جميع الوزراء على استمرار العام الدراسي، وقال إنّه تمّ تخصيص مبالغ للتعويض عن الخسائر على الأساتذة. 

ادوية السرطان والقمح؟ 

وبعد الجلسة، أعلن وزير الصحة فراس الابيض انه «لا رفع للدعم عن ادوية السرطان وتم اقرار سلفة خزينة لتسعير الأدوية على سعر صرف 1500». بدوره، أكد وزير الإقتصاد أمين سلام انه «خلال أسبوعين لن يكون هناك أي خطر من حصول أزمة قمح». وأعلن سلام انه «تم اقرار اعتمادات خلال جلسة امس لدعم القمح بقيمة 8 مليون دولار».

 

 

النهار: لبنان في استنفار واجتماع باريس يحضّر لـ”بيروت 1″

 

بقوة العصف المخيف الذي حمله زلزال مدمر كارثي ضرب بقوة في تركيا وسوريا واثار ذعرا عارما في لبنان، تراجعت كل القضايا والاستحقاقات والمواجهات الداخلية الى المرتبة الخلفية ولم يبق في الواجهة سوى أولوية الاستنفار العام الذي فرض نفسه على كل شيء في ظل هذا الويل الكارثي الذي شغل المنطقة والعالم. ومع فجر الذعر الذي دهم لبنان بكل مناطقه، حلت لغة واحدة نادرة على المشهد الداخلي هي لغة الاستنفار والتحسب، فيما بدا لافتا تعطيل قنبلة المواجهة القضائية، اذ بادر المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار بنفسه الى تعطيل اللغم بارجاء مواعيد كل الاستدعاءات التي كان طلبها الى مواعيد غير محددة مشددا على شرط التعاون مع النيابة العامة التمييزية لاكمال التحقيق. ودعي مجلس القضاء الأعلى الى جلسة اليوم لدرس بند وحيد هو ملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت كلا. كما ان جلستين لمجلس الوزراء واللجنة الوطنية لادارة الكوارث مرتا من دون ضجيج سياسي. واما لقاء باريس الخماسي حول لبنان فلم يظهر على شاشة الترقب طوال ساعات يوم الاستنفار وسط طغيان تطورات الزلزال المدمر وارتداداته الى ان صدر البيان الختامي عنه مساء.

وقد استنفرت الاجهزة اللبنانية والادارات المعنية لمواكبة الوضع المستجد، وتقرر اقفال المدارس اليوم وغدا. وإذ اعلن الجيش اللبناني ارسال 20 عنصرًا من فوج الهندسة إلى تركيا للمساهمة في أعمال البحث والإنقاذ، رأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً طارئاً لـ”اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث والأزمات” التابعة لرئاسة الحكومة في السرايا قررت اتخاذ مجموعة من الاجراءات المتعلّقة بالهزّة الأرضية التي وقعت فجراً. وأصدر وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام المولوي قرارا “عاجلا جدا” يطلب إعلان حال طوارئ بلدي وإجراء مسح بالاضرار الناتجة عن الهزة الارضية التي ضربت لبنان. وكلف المدير العام للتربية عماد الاشقر مديري التعليم الأساسي والثانوي ورؤساء المناطق التربوية في المحافظات والمسؤولين عن المؤسسات التربوية الخاصة، التعاون مع البلديات ومع الهيئة العليا للإغاثة ونقابة المهندسين ، معاينة مباني المدارس والثانويات الرسمية بعد حدوث الهزة الأرضية. وأجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا هاتفيا برئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس متضامنا بعد الزلزال المدمر الذي اصاب مناطق سورية وتسبب بسقوط ضحايا واضرار. وابلغ الرئيس ميقاتي نظيره السوري وضع الامكانات اللوجستية المتاحة في لبنان في خدمة جهود الاغاثة الجارية.

وابلغ ميقاتي مجلس الوزراء بانعقاد اجتماع لهيئة ادارة الكوارث واعطائها التوجيهات اللازمة في ما يتعلق بمواكبة كل ما يحصل وتزويد المواطن بالاجراءات والتوجيهات المناسبة منعا لحصول اي هلع، والاستعداد لأي طارئ، والكشف الوقائي على المباني والمنشآت التي يقال إنها اصيبت باضرار، وخاصة سد القرعون للتأكد من عدم حصول اي تصدع .

واقر مجلس الوزراء سلفة خزينة لتسعير الأدوية على سعر صرف 1500 . وأكد وزير الإقتصاد أمين سلام انه خلال أسبوعين لن يكون هناك أي خطر من حصول أزمة قمح وأعلن انه تم اقرار اعتمادات لدعم القمح بقيمة 8 ملايين دولار.

واعلن وزير التربية عباس الحلبي “ان حيزا كبيرا من الجلسة كان للقطاع التربوي “وكان حرص من جميع الوزراء على استكمال العام الدراسي”. وقال وزير الإعلام زياد المكاري خلال تلاوته المقررات: ستكون هناك مساعدات مالية بقيمة مليار و500 مليون ليرة للقطاع العام ككل كما سيكونُ هناك مبلغ مماثل لوزارة التربية.

اللقاء الخماسي

اما في شأن اللقاء الخماسي في العاصمة الفرنسية فأفاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني ان الاجتماع الخماسي ضم الى جانب فرنسا الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، للبحث بالملف اللبناني من جميع جوانبه الاجتماعية والانسانية والسياسية والاقتصادية. والاعلان عن هذا الاجتماع بشكل رسمي وصدور بيان هما دليل على الاهتمام الفرنسي بالوضع اللبناني والتاكيد من قبل فرنسا والمشاركين ان لبنان ليس متروكا بل هو حاضردوما في اتصالاتهم الديبلوماسية.

وشاركت مصر وقطر لاول مرة في هذا الاجتماع الذي اكتسب وفق مصادر ديبلوماسية طابعا سياسيا جراء مشاركة الممثلة الاميركية بربارا ليف الى جانب المندوب المصري. وقد تطرق المجتمعون الى الجانب السياسي بشكل عام والانتخابات الرئاسية بشكل خاص لملء الشغور الرئاسي باسرع وقت من دون تلميحات او تهديدات لعدم رغبة المجتمعين باتهامهم بالتدخل في هذه الانتخابات.

ونوهت المصادر بان الاعلان رسميا عن اجتماع يشارك فيه مستشارون هو مؤشر لتوسيع المشاورات لكي تشمل الشق السياسي فباريس تريد تاكيد دورها كمحرك لحل الازمة اللبنانية التي باتت تهدد الامن الداخلي في البلد. واشارت المصادر الى انه من غير المستبعد ان يحضر هذا اللقاء لاجتماعات اخرى يشارك فيها وزراء خارجية الدول المعنية للتحضير لاجتماع موسع ورفيع، “بيروت ١” على غرار اجتماع “بغداد ٢” لوضع صيغة لحل للازمة اللبنانية من جميع جوانبها السياسية والاقتصادية وتشارك فيه طهران كما شاركت في اجتماعات “بغداد ٢” بالاضافة الى دول اقليمية ودولية تتابع الملف اللبناني. وتوضح المصادر انه رغم ان التوتر يسود العلاقات الفرنسية – الايرانية ما زالت قنوات التواصل مفتوحة بين البلدين وتسعى باريس بجهد يومي الى عقد هذا الاجتماع الذي قد يشكل منصة اطلاق للضغط على الطبقة السياسية اللبنانية لحل الازمة وانتخاب رئيس وتعيين رئيس لمجلس الوزراء وتشكيل حكومة تبادر الى القيام بالاصلاحات وفق مطالب صندوق النقد الدولي. كما ان الاجتماع يعبر عن الاستمرار في دعم لبنان من الدول الصديقة ومساعدته على الخروج من النفق سريعا وان وضعه على قاب قوسين من الانهيار.

واراد المجتمعون من خلال بيانهم عدم الدخول في سراديب السياسة اللبنانية والانتخابات الرئاسية بل دعوة الاطراف الى التعقل والاسراع في سد الفراغات الدستورية والتحذير من تداعياتها السلبية والقيام بالاصلاحات الاساسية لمنع هذا الانهيار واكدوا من جديد ان لا مساعدات من دون اصلاحات.

وشاركت في الاجتماع مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى باربرا ليف، نزار العلولا مستشار الديوان الملكي السعودي، مساعد وزير الخارجية القطري محمد الخليفي والمستشار في الرئاسة الفرنسية للشرق الاوسط باتريك دوريل وآن غيغن مديرة قسم الشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية. ومثّل مصر في الاجتماع سفيرها في باريس علاء يوسف. وشارك في الاجتماع أيضاً سفيرة الولايات المتحدة في بيروت دوروثي شيا وسفيرة فرنسا في لبنان آن غريو.

غير ان اللافت في الامر انه كان مقررا ان يصدر بيان عن المجتمعين نحو الساعة السابعة مساء بتوقيت باريس ولكن البيان لم يصدر في الساعات اللاحقة بعد انتهاء الاجتماع .

 

 

الأخبار: البيطار نزل عن الشجرة: تراجع أم استراحة؟

 

بشكل مفاجئ، وعلى عكس كل الإجراءات التصعيدية التي اتخذها المحقق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، قرّر أمس إرجاء كل الجلسات التي حدّدها في شباط لاستجواب المدعى عليهم، وأطلق البيطار مواقف «مُهادنة» مشيراً إلى «أنني أجّلت الجلسات لأنّ مصلحة ملف التّحقيق العدلي تقتضي حصول تعاون بين المحقّق والنّيابة العامّة التّمييزية، وحالياً هذا التّعاون غير قائم، ويُفترض أن يُحلّ، وعندها نستأنف العمل». وأضاف: «نريد وضع التحقيق في ملف المرفأ على الطريق الصحيح والحفاظ عليه»، مشيراً إلى أنه لا يمكن السير بالملف في جوّ متشنّج».

خطوة البيطار فتحت باباً للأسئلة عمّا إذا كانت مرتبطة باتفاق قضائي أم لشعوره بعدم وجود غطاء شعبي وسياسي كافٍ للمعركة التي يخوضها.
علماً أنه حضر التاسعة صباح أمس إلى مكتبه في قصر العدل مع الكتّاب المسؤولين عن تدوين إجابات المدّعى عليهما النائب غازي زعيتر والنائب السابق نهاد المشنوق اللذين لم يحضرا كما كان متوقعاً. وبعد اجتماع مع محامين من هيئة الادعاء، تقرر تأجيل كل الجلسات من دون تحديد موعد لها.

ما جرى أسهم في تهدئة الأجواء المتشنجة في قصر العدل منذ أسابيع، إلا أن المعلومات تضاربت حول أسبابه. إذ إن التسريبات من مصادر المحقق العدلي، في الأيام القليلة الماضية، كانت تؤكّد أنه يتجه إلى إصدار مذكرات توقيف في حق من لا يمثل من المدّعى عليهم، مقابل ما نقِل عن مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات عن إصدار مذكرة توقيف في حق البيطار في حال استكمل إجراءاته. وعزت مصادر قضائية «تهدئة» البيطار إلى «مشاورات مستمرة منذ أيام بينَ رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبّود وأعضاء المجلس والبيطار وعويدات بهدف تجميد الإجراءات وتخفيف التصعيد والبحث عن سبل للخروج من هذه الأزمة القضائية، لأن استمرار الأمور على هذا النحو فلن تؤدي إلى مكان». ورأت المصادر أن «البيطار وجد في هذه المشاورات فرصة للنزول عن الشجرة لكونه لم يلقَ الدعم السياسي والشعبي المطلوب ولا حتى المؤازرة الدولية، فضلاً عن معرفته بأن أي جهاز أمني لن ينفّذ قراراته، ولأن لا مخرج قانونياً لكل إجراءاته قرر التراجع، خصوصاً أن الجيش يمكنه أن يحميه في منزله ومكتبه لكنه لن يستطيع مخالفة أي مذكرة إحضار تصدر في حقه».

في المقابل، تخوفت أوساط «العدلية» من أن تكون خطوة البيطار مجرد «استراحة محارب» منسقة مع عبّود، في انتظار الوقت المناسب لاستئناف التصعيد، ملمحة إلى إمكانية أن «يكون هذا التراجع مرتبطاً بتداول اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون مرشحاً رئاسياً ولعدم إحراجه، علماً أن الأخير أبلغ البيطار سابقاً رفضه أن يكون طرفاً في الصراع القضائي».

 

 

نداء الوطن: هزّات لبنان الارتدادية: تعميق الشعور بانعدام التوازن والثقة بالدولة
المصارف "تتفرعن" على الدولة والمجتمع والقضاء والمودعين!

 

40 ثانية من الرعب والذعر عاشها اللبنانيون فجر الاثنين لتزيد الطين بلّة في مستنقع الرمال المتحركة تحت أقدامهم حياتياً ومعيشياً واقتصادياً ومالياً وصحياً، فأتت الهزّات الارتدادية لزلزال تركيا وسوريا لتقتصر تداعياتها على تعميق الشعور بانعدام التوازن والأمان على أرض الواقع اللبنانية في ظل انهيار البنى التحتية والخدماتية واهتراء الهيكليات الرسمية وعجز الدولة ومؤسساتها عن تصريف مياه الأمطار... ولولا قضت الألطاف بتجنيب البلد وأبنائه وأبنيته المتصدعة كارثة محققة لحلّت نكبة السادس من شباط ردماً ودماراً وخراباً فوق الأنقاض اللبنانية.

وبعدما استفاقت الدولة اللبنانية على هول المصيبة التي حلّت بالأتراك والسوريين، استنفرت أجهزتها لإجراء المسوحات بالأضرار الناتجة عن الهزات ومخاطرها المحتملة على بعض الأبنية القديمة الآيلة للسقوط في عدد من المناطق اللبنانية، في حين واكبت وزارة الخارجية والسفارة اللبنانية في تركيا عملية تقصي المعلومات عن مواطنين لبنانيين فُقد الاتصال بهما في أنطاليا وتعذر التواصل معهما منذ لحظة وقوع الزلزال في الجنوب التركي، كما أعلن الجيش اللبناني إرسال 20 عنصراً من فوج الهندسة إلى الجمهورية التركية للمساهمة في أعمال البحث والإنقاذ بالتزامن مع إيفاد الدفاع المدني فرقاً من عناصره تم تجهيزها للمشاركة في هذه الأعمال وعمليات المسح الميداني في موقع الزلزال.

وعلى أرضية الانهيار المالي، فرض السؤال نفسه على طاولة جمعية المصارف: كيف يمكن ليّ ذراع الحكومة والمجلس النيابي والقضاء والمجتمع والمودعين... معاً؟ فكان الجواب: إعلان المصارف اضراباً مفتوحاً، وتعطيل مصالح البلاد والعباد، حتى تلبية مطالبها، وإذعان الجميع لما تراه مناسباً لحل الأزمة المصرفية التي دخلت عامها الرابع من دون ان تعترف البنوك بمسؤوليتها المباشرة عن تبديد أكثر من 100 مليار دولار من أموال المودعين.

سبق للمصارف أن اقفلت وأضربت، بيد أن "هذه المرة غير كل المرات" كما قال مصرفي مطلع لـ"نداء الوطن"! فبعد اجتماع طارئ لجمعية المصارف أمس، صدر بيان ناري بعدة فوهات باتجاه أهداف مختلفة، بدءاً من رفض الامتثال لأحكام وطلبات قضائية، مروراً باستعجال البرلمان اقرار قانون للكابيتال كونترول كرمى لعيون البنوك دون المودعين، وصولاً إلى ربط حل أزمة الودائع بمصير القطاع المالي برمته وأزمة دولة تحتضر بمعظم قطاعاتها.

في قراءة لذلك البيان، توقفت المصادر المعنية أمام جملة إنذارات، أولها انتصار الجمعية لمصرف "فرنسبنك" الذي خسر الأسبوع الماضي قضية أمام أحد المودعين، مع إمكان الحجز على موجودات للمصرف المذكور. فلسان حال البيان، الوقوف سداً منيعاً أمام تدحرج المزيد من القضايا لتشمل مصارف أخرى، فلا "يؤكل الثور الأبيض يوم أكل الثور الأسود". فالحكم المذكور يفرض سداد الوديعة نقداً وليس بشيك مصرفي كما تريد المصارف، علماً بأن قيمة الشيك لا تتجاوز 15% من المبلغ الأصلي للوديعة الدولارية. وفي ما يشبه لي الأذرع بالقوة، ترغب المصارف بتدخل قضاء ضد آخر لإلغاء الحكم، وهي بذلك تريد الاستثمار في الانشقاق القضائي الحالي لـ"تنفد بريشها".

على صعيد متصل، يستعجل البيان إقرار قانون للكابيتال كونترول ، علماً بأن المراد هو بند محدد يحمي المصارف من الدعاوى القضائية، بانتظار الحل النهائي لأزمة الودائع والتي تبدو مستعصية الحل بفعل "تفاهم" مصرف لبنان والنيابتين العامتين التممييزية والمالية على الحؤول دون إفلاس أي مصرف، حتى لو قضى الأمر بانعدام أي بصيص أمل يشي بحل منصف للمودعين.

وعلى الصعيد القضائي أيضاً، يأتي البيان على ذكر رفض طلب لكشف السرية المصرفية عن رؤساء وأعضاء مجالس إدارات البنوك ومديريها التنفيذيين. ولئن كان البيان لا يفصح عن القضية المعنية، كشفت مصادر محامين معنيين لـ"نداء الوطن" أن طلب كشف السرية، الذي أزعج خاطر المصرفيين، متعلق بدعاوى تبييض أموال تستدعي كشف السرية لا محالة. أما سبب رفض البنوك فيعود إلى قراءة خاصة بها لقانون تعديل السرية، مقابل قراءة قضائية أكثر صرامة لجهة التوسع في الحصول على معلومات وكشوفات عمليات وأرصدة وتحويلات في قضايا تبييض الأموال. وتؤكد مصادر المحامين المعنيين أنّ "من على رأسه بطحة يتحسّسها"، وتضيف: "مجرد رفض كشف السرية يعني أن لدى الرافض ما يريد اخفاءه، وإلا لما رفض وانصاع للقانون مثل بقية عباد الله".

ولا ينسى بيان الجمعية التذكر بأن الأزمة "نظامية"، وهذا التوصيف في عالم الأزمات لا يحشر المصارف في مسؤوليتها المباشرة، بل يبدد آثار الجريمة "ليضيّع دم القتيل بين القبائل". ولم يعد سرأ ان البنوك تلقي العبء الأكبر على الدولة لتكون المساهم الأكبر ومن "لحمها الحي" في رد الودائع لأصحابها، من دون أي محاسبة أو مساءلة لأي مصرفي أثرى على حساب المودعين.

الكباش أصبح على أشده، ويعلم مصرفيون أنّ هناك ساسة لا يرفضون لهم طلباً، وسيسعون عاجلاً لإيقاف مفاعيل جملة دعاوى في القضاء، والسعي الحثيث لاقرار قانون للكابيتال كونترول حتى لو أتى ببنوده خلافاً لمتطلبات صندوق النقد الدولي، كما حصل مع تعديل السرية المصرفية... كما لو أنّ الإصلاح ليس هدفاً بذاته، بل وسيلة تستخدم بمرونة وتحايل بهدف الافلات من العقاب.

وفي سائر جوانب المشهد اللبناني العام، توزعت الأحداث على شريط المتابعات الحكومية والقضائية والرئاسية أمس، بين انعقاد مجلس الوزراء في جلسة محددة الأهداف سلفاً لتقر اعتمادات مالية بغية تسيير القطاعات التربوية والصحية والعامة ولتمويل شراء القمح، وبين تراجع المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار "خطوة إلى الوراء" عبر قراره تجميد استدعاءاته للمدعى عليهم في القضية ربطاً بمسألة النزاع القضائي حول الصلاحيات مع النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، وبين تسجيل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع موقفاً لافتاً للانتباه جزم فيه بعدم القبول "هذه المرة ومهما كان الثمن" بوصول "حزب الله" وحلفائه إلى غايتهم الرئاسية عبر اعتماد "الأسلوب نفسه في إرهاق الناس واستنزاف موارد البلد من أجل الرضوخ في النهاية لخياراتهم"، مؤكداً في الوقت عينه أنّ التواصل مستمر مع البطريرك الماروني بشارة الراعي حول موضوع حوار بكركي مع تشديده على ضرورة أن يتمتّع هكذا اجتماع "بمقوّمات النجاح للخروج بالنتائج المنتظرة أو من الأفضل عدم انعقاده".

 

الأنباء: نكبة الزلزال تفجع شعبَي سوريا وتركيا.. ولبنان باقٍ على فالق الأزمات

 

تصدّرت أخبار الزلزال المدمر الذي نكب شعبي تركيا وسوريا، فجر الاثنين، قائمة المستجدات الدولية كما المحلية، وقد انشغل اللبنانيون الذين عاشوا هزات ارتدادية بنتائج الزلزال الكارثية بعد سقوط مئات القتلى والجرحى فيما لا تزال أعمال الإغاثة وانتشال الضحايا من تحت الركام مستمرة.

الحدث الكارثي الذي هزّ العالم بأسره، خطف الأضواء من مستجدات لبنانية كانت منتظرة مع مطلع الأسبوع، من ملف انفجار مرفأ بيروت، الى لقاء باريس، وجلسة مجلس الوزراء التي بحثت ملفات طارئة لا سيما مصير العام الدراسي ودعم أدوية السرطان، التي نالت دعماً كبيراً من الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة اللقاء الديمقراطي. وقد نجحت مساعي "التقدمي" من خلال الضغط الذي مارسه على المعنيين، بأن أقرّت الحكومة مبلغ مليار ونصف المليار للقطاع التعليمي، وتخصيص ٥ مليارات ليرة لبنانية لبنانية لدعم الأدوية السرطانية، رغم أن المطلوب لا يزال أكثر بكثير.

النائب السابق عاصم عراجي أكد أهمية تخصيص مبلغ ٥ مليارات لدعم الأدوية السرطانية، ولفت عبر "الأنباء" الالكترونية إلى ضرورة النظر بمشكلة "الأدوية المفقودة لأن مريض السرطان يلزمه ٤ أصناف أدوية لا يوجد منها الا صنف واحد لدى وزارة الصحة، ما يضطر المريض لتأمين بقية الأدوية من السوق السوداء وبأسعار خيالية، لأن شركات الدواء العالمية توقفت عن تصدير الدواء الى لبنان بعد أن بلغت الديون المترتبة على لبنان ٢٢٠ مليون دولار  مقابل ٣٠ الف مريض بالسرطان".

بدوره، أشاد النائب السابق علي درويش في اتصال مع الأنباء الالكترونية بالمقررات التي صدرت عن مجلس الوزراء وبالأخص المبلغ المخصص لوزارة التربية بعد الجهد الكبير الذي بذله الحزب النقدمي الإشتراكي بالتحديد من أجل انقاذ العام الدراسي وإعطاء المعلمين بعض حقوقهم، آملاً من المعلمين بما لديهم من حس اداري وتربوي تعليق الاضراب رأفة بالطلاب واستمرارية العام الدراسي.

في هذه الأثناء، انشغلت الأوساط السياسية بتتبع نتائج الاجتماع الخماسي لأجل لبنان، الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة ممثلين عن كل من فرنسا والولايات المتحدة الاميركية والسعودية ومصر وقطر، من دون أن يعلن عنه أي نتائج، بل اكتفى المشاركون في الاجتماع بإصدار توصية بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية من دون الدخول في أسماء المرشحين للرئاسة، لأن المهم بالنسبة لهم مدى استعداد لبنان لمساعدة نفسه بدءا بتنفيذ الاصلاحات التي وعد بها.

في هذا السياق، علّقت مصادر سياسية على نتائج الاجتماع بالقول أنها لم تكن تتوقع أن يصدر عن الاجتماع الخماسي أكثر مما تم تناقله عبر الاعلام، وخاصة بعد التراجع عن الوعود بتنفيذ الاصلاحات في الكهرباء وتشكيل الهيئة الناظمة وتنظيم القضاء وتوحيد سعر الصرف وغيرها من البنود التي بقيت حبراً على ورق.

المصادر لفتت الى أن الدول المعنية بمساعدة لبنان وفي مقدمها الدول التي شاركت بالاجتماع لم تلمس أن لبنان منذ اجراء الانتخابات النيابية في أيار الماضي قد تقدم خطوة واحدة الى الأمام، فهو من ذلك الوقت بتراجع مستمر ولم يقم بخطوة واحدة باتجاه مساعدة نفسه أقله هذا التعاطي غير المسؤول في الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية. وبالتالي فإن الدول الصديقة للبنان لا يمكنها المساعدة على إنجاز هذا الاستحقاق الذي يبقى أولا وأخيرا من مسؤولية مجلس النواب، ولذلك طالما بقي لبنان الرسمي بهذا التخلي عن دور مؤسساته واقرار الاصلاحات فهو باق على خط الهزات السياسية والأزمات.

وبذلك فإن لقاء باريس جاء ليؤكد مرة جديدة أن لبنان ليس أولوياته دولية، وحتى اللحظة لا دينامية سياسية خارجية تسمح باعطاء دفع للاستحقاق الرئاسي، ما يضع القوى السياسية أمام مسؤولياتهم للبننة الاستحقاق، وهو ما يحاول وليد جنبلاط فعله من خلال مبادرته لإنقاذ البلد.

 

 

 

الجمهورية: تركيا وسوريا منكوبتان.. الزلزال السياسي يهدّد لبنان.. المصارف: إضراب مشبوه

 

مادت الارض تحتنا، في باطنها تكسّرت طبقاتها، وعلى سطحها عواصف مطرية ورعدية وهوائية غير مسبوقة. زلزال قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر، ضرب مجموعة من دول المتوسط ومن ضمنها لبنان الذي ضربته هزّة قوية لامست الـ 5 درجات. وتركّز الزلزال بصورة خاصة في تركيا وسوريا، مخلّفًا مشاهد مخيفة وآلاف الضحايا من قتلى ومصابين ومفقودين ومحتجزين تحت الانقاض، وخرابًا ودمارًا كارثيين. وفي موازاة هذا المشهد الزلزالي المخيف، يتبدّى الزلزال السياسي الذي يضرب لبنان، بهزات ارتدادية تطال كل مفاصله، يقابله الزلزال المالي الذي ترعاه الغرف السوداء التي تمعن فتكًا بلقمة اللبنانيين، وتشكّل المصارف إحدى اكثر الغرف سوادًا، برعايتها اللصوصية الناهبة لأموال المودعين، وتكديسها في خزائن اصحابها، وإهدارها حقوق اصحاب الحقوق والتعامل معهم كمتسولين لمدخراتهم، واستمرارها في جريمة تهريب الاموال إلى الخارج لمن يدفع من المحظيين، القدر الأعلى من العمولات والرشاوى. السياسة مقفلة، والأزمة الاقتصادية والمالية في تورّم يومي، وها هي المصارف تتسلل من خلف معاناة الناس، لتعلن اضرابًا عامًا، في خطوة اقل ما يُقال انّها ميليشياوية، ومشبوهة في توقيتها واسبابها ومراميها، تعيد إلى الأذهان الإضرابات السابقة التي غطّت من خلالها عمليات السطو المفضوحة على اموال المودعين، وشكّلت شرارة انهيار الليرة واشتعال الدولار. فهذا المنحى بات يؤكّد الحاجة الملحّة لوقفه وردع فلتان المصارف بإجراءات وتدابير تُخضعها وتُلزمها بإنصاف المودعين وإعادة الأموال المنهوبة في خزائنها الى اصحابها.

النكبة

نكبة الزلزال تمدّدت من تركيا إلى سوريا حاصدة ما يزيد على الـ2000 قتيل والعدد إلى ارتفاع، إضافة إلى آلاف المصابين ودمار وخراب ما فوق الكارثي. تنادت جراءه دول العالم لمدّ يد المساعدات الانسانية والعينية والطبية لتركيا وسوريا، وكان لبنان شريكًا في ذلك، ضمن الإمكانات المقدور عليها.

الدولتان المنكوبتان

وكان زلزال قوي ضرب فجر امس، جنوب تركيا وشمال سوريا، ورفعت السلطات التركية حالة الإنذار إلى المستوى الرابع، وهو يشمل طلب المساعدة الدولية. وقالت إدارة الطوارئ والكوارث التركية إنّ زلزالًا بقوة 7.4 درجات على مقياس ريختر ضرب ناحية بازارجيك من ولاية كهرمان مرعش جنوب تركيا، على عمق 7 كيلومترات. في حين أفاد المعهد الأميركي للزلازل، بأنّ قوة الهزة الرئيسية بلغت 7.8 درجات. واستمر الزلزال في كهرمان مرعش لنحو دقيقة، وتسبب في دمار عشرات المباني وفي حريق ضخم، وفق مقاطع مصورة بُثت على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية إنّها سجلت 220 هزة ارتدادية. وبالإضافة إلى كهرمان مرعش، ضرب الزلزال ولايات غازي عنتاب وأضنة وملاطيا وديار بكر وشانلي أورفا وعثمانية، وتسبب في انهيار مئات المباني وحوصر العديد تحت الأنقاض. وأظهرت مقاطع مصورة السكان وهم يهرعون للشوارع وسط أجواء باردة بسبب الثلوج التي تساقطت في الأيام الماضية. وقال رئيس مرصد الزلازل في تركيا، إنّ هذا الزلزال هو الأكبر منذ زلزال آب 1999 الذي تسبب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم 1000 في إسطنبول.

اما في سوريا، فقد ضرب الزلزال محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية وطرطوس، وقالت مصادر صحية وفي الدفاع المدني السوري، انّ المئات من المواطنين السوريين لقوا حتفهم جراء الزلزال، إضافة إلى عدد كبير جدًا من المصابين، وأعداد كبيرة ايضًا من العالقين تحت الركام والانقاض. وقالت انّ الوضع صعب جدًا في المحافظات التي ضربها الزلزال، وناشدت المجتمع الدولي توفير المساعدة.

نجا لبنان

بضع ثوانٍ إرتعد فيها كلّ شيء، كانت كافية لتشكّل ما بدا انّه حدّ فاصل بين الحياة والموت، ولكن الله لطف، ونجّا لبنان وخرج مضرّجًا بأضرار في مختلف المناطق. الزلزال اللبناني بلغت قوّته 4.5 درجات على مقياس ريختر، كان على بُعد قريب جدًا من ان يتحوّل إلى تدميري؛ لحظة وقوعه بدت وكانّها من علامات يوم القيامة؛ قرابة الثالثة فجر الاثنين، تحرّك باطن الارض، تمايلت الأبنية، وتأرجح الناس في فراغ منعدم الجاذبية، وضاقت امامهم سبل النجاة، فأخلوا بيوتهم وهرعوا إلى الشوارع والفلا، ليصوغوا بذلك واحدًا من مشاهد الرعب والهلع اللذين فاقا حدود ايّ قياس لهما.

الزلزال والسياسة

الزلزال، كان الطاغي الوحيد على المشهد الداخلي، ولعلّ من هوله يفترض ان تُستخلص الدروس والعِبَر؛ مَن مِن اللبنانيين من لم يسكنه الفزع من هذا الزلزال؟ مَن مِن اللبنانيين من لم يشعر بضعفه وبوهنه وبعجزه؟ مَن مِن اللبنانيين من لم يعشْ تلك الثواني الأربعين التي بدت وكأنّها عدّ تنازلي لنهايته؟ مَن مِن اللبنانيين من لم يبق حابسًا انفاسه ترقباً لعبور الهزّات الارتدادية التي تلاحقت نهار امس؟ لبنان بالأمس كان وطن الخوف، خوف لا طائفة له، ولا مذهب، ولا انتماءات سياسية، ولا عناوين سيادية او ممانعة فيه، الكلّ؛ سياسيون، احزاب، طوائف، مناطق، كانوا سواسية كأسنان المشط أمام غضب الطبيعة، وليس على رأس اي من الخائفين خيمة أو خرزة زرقاء تحميه من هول الزلزال.

ربما شاءت الطبيعة ان ترسل هذه الرسالة المدمّرة إلى اللبنانيين بكل مستوياتهم، لعلّها تُحدث بزلزالها هزّات ارتدادية في رؤوس المعطّلين، تدفعهم إلى ان يقفوا مع انفسهم وقفة تأمّل وتبصّر في تلك اللحظة التي كادت تحوّل بلدهم إلى ذكرى، ويدركوا انّ بلدهم واستمراره واستمرارهم فيه، معلّق على شعرة، واذا كانوا غير قادرين على يصّدوا غضب الطبيعة بعواصفها وزلازلها واعاصيرها، فإنّ في مقدروهم أن يكسروا مسار انهيار صنعوه بأيديهم، ويوقفوا الزلزال السياسي الذي يعطّل الحياة في هذا البلد، وينذر باسقاطه الى أعمق أعماق الكارثة.

جليد سياسي صلب

المقولة المفترضة لانخراط المشهد اللبناني تحتها، خلاصتها أنّ ما بعد الزلزال ليس ما قبله على حدّ تعبير مصادر سياسية، التي اكّدت لـ»الجمهورية»، انّ «الطبيعة تمنح اللبنانيين فرصة لأن يعودوا إلى ذواتهم، وعلى أساس ما استُجد يفترض بكل مكونات الاشتباك الداخلي ان تتعظ مما حصل، وتسلك بلبنان المسار التحصيني له».

الّا انّ المصادر نفسها تنعى هذه الفرصة أمام إصرار هذه المكونات على السير على خط الزلزال السياسي ومفاقمته، بما يعجّل بانفجاره». وقالت: «مهما اشتدت العاصفة المناخية التي تضرب لبنان، فإنّ عمرها قصير، ومحطات الأرصاد تتوقع انحسارها في غضون الساعات المقبلة، وبالتالي فإنّ الجليد الطبيعي سيذوب حتمًا، الّا انّ العاصفة السياسية التي تهبّ على البلد من كل حدب وصوب داخلي، وتقطع اوصال الملف الرئاسي، تحتاج لتجاوزها - كما يُقال بالعامية - إلى «حلم الله». ذلك انّ الجليد السياسي المتكون على مختلف الخطوط الداخلية والطرقات المؤدية إلى شيء من الانفراج، من النوع الفولاذي الصلب العصي على الذوبان وحتى على الانصهار مهما بلغت درجة حرارة وسخونة محاولات الصّهر والتذويب».

وإذا كانت مكونات الصراع والانقسام قد حسمت تموضعاتها النهائية، أكان في موقع المتفرج على أزمة اقتصادية ومالية ومعيشية واجتماعية تزداد اختناقًا وتعقيدًا على مدار الساعة، او في موقع التصادم في الملف الرئاسي، كخطوط متوازية لا يمكن ان تلتقي تحت اي عنوان من شأنه ان يحرّر رئاسة الجمهورية من قبضة الرؤى والخيارات المتناقضة، فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الوضع الشاذ والميؤوس منه: كيف يمكن لهذا الجليد السياسي ان ينكسر؟ وهل ثمة قدرة جدّية وقوية من شأنها أن تجعله قابلًا للكسر؟

باريس تتمنى

كل محاولات الداخل مُنيت بالفشل، وانتقلت عيون المراقبين لترصد الاجتماع الخماسي الاميركي- الفرنسي- السعودي- القطري- والمصري في باريس، وما سيتمخض عنه، في الوقت الذي برزت اشارات سابقة له، تحصر فعاليته ضمن حدود مطالبة اللبنانيين والتمني عليهم إنجاز استحقاقاتهم والاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تمهّد لإنقاذ لبنان من أزمته.

فبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ ما يُنقل عن الفرنسيين لا يعطي عنوانًا لاجتماع باريس أكثر من كونه تجديدًا للفرصة امام اللبنانيين لبلورة حل رئاسي، وفرنسا في صدارة الداعمين لهذا التوجّه. وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ»الجمهورية»، انّ سلسلة رسائل بهذا المعنى ارسلتها باريس إلى القادة في لبنان، والسفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو عكست بوضوح شديد، بأنّ باريس على التزامها بدعم لبنان، وتتملكّها رغبة فائقة في وضع حصان الحل امام العربة اللبنانية. الّا انّ الأساس في كل ذلك يبقى في أن يلقى هذا الحل الدعم، ليس من اصدقاء لبنان، بل من القادة في لبنان».

واشنطن تحذّر

اما على المقلب الاميركي، فإنّ الولايات المتحدة الاميركية، وكما يكشف عائدون منها لـ»الجمهورية»، تتقاطع مع فرنسا، وسائر الدول الصديقة، لناحية دعم لبنان واستقراره، الّا انّ حدود مقاربتها للملف اللبناني لا تتجاوز النقاشات مع الأصدقاء، على شاكلة اجتماع باريس. واشار هؤلاء، إلى انّ دعوات تلقّتها مستويات اميركية مختلفة من جهات لبنانية وسياسية ونيابية، بممارسة دور فاعل تجاه لبنان، الّا انّها لم تلق استجابة من الجانب الاميركي. وثمة اشارات واضحة واكيدة تلقّاها أصدقاء واشنطن في لبنان، بأنّها لن تتدخّل بصورة مباشرة في الملف الرئاسي اللبناني. وبمعزل عمّا إذا كانت لها نظرة معينة من بعض المرشّحين المفترضين لرئاسة الجمهورية، الّا انّها اختارت ان تنكفئ خارج خط التدخّل المباشر، وتحيّد نفسها عن اختيار او تزكية أي من المرشحين، واللبنانيون احرار في أن يختاروا لرئاسة الجمهورية من يرون فيه مصلحة لهم وللبنان.

وبحسب العائدين من واشنطن، فأنّ الاولويات الاميركية محصورة في المجال الاوكراني والحرب الباردة التي لم تعد خفية، بين واشنطن والصين، والتي بدأت تسلك منعطفات حادة في الآونة الأخيرة، وأزمة المنطاد دخلت مدار التفاعل وباتت مفتحة على احتمالات كثيرة. وتبعًا لذلك، فإنّ حضور لبنان لدى الادارة الاميركية هو حضور عرضي، وليس حضورًا يتسم بالاولوية والجدّية.

الّا انّ أخطر ما ينقله هؤلاء، يتجلّى في قراءة اميركية سوداوية للواقع اللبناني، تحذّر من مخاطر محدقة بلبنان، وتتوقع مزيدًا من التأزّم في مدى غير بعيد، وعلى مستويات مختلفة. وحيال ذلك يقول العائدون، إنّ المسؤولين الاميركيين سواء في البيت الابيض او في الخارجية الاميركية، يعتبرون أزمة لبنان بلغت مستويات ما فوق الخطورة، وانّ على اللبنانيين ان ينتشلوا انفسهم من خانة التعقيدات القائمة، ويتبعوا المسار الذي يؤدي إلى إنقاذ لبنان واستعادة توازنه السياسي والاقتصادي. وواشنطن اكّدت على اختلاف مستوياتها، وما زالت على تأكيدها، بأنّ المسؤولية الاولى والاخيرة تقع على اللبنانيين لفك هذه التعقيدات قبل فوات الأوان، وبلورة الحل الذي ينسجم مع مصلحة لبنان بانتخاب رئيس للجمهورية على وجه السرعة، ويلي ذلك حكومة جديدة تقود لبنان خارج مأزقه. ودون هذا المسار لن يجد لبنان له مخرجًا من أزمته».

اجتماع باريس

وكان اجتماع ممثلي الدول الخمس، قد انعقد في باريس امس، وسط اجواء تفيد بأنّه سيخلص إلى رمي كرة الحل الرئاسي في ملعب اللبنانيين. وحضره عن الجانب الفرنسي مديرة شمال إفريقيا والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية آن غوغين، مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون شمال افريقيا والشرق الاوسط باتريك دوريل، مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، مساعد وزير الخارجية القطرية للشؤون الاقليمية محمد الخليفي، وسفير مصر لدى فرنسا علاء يوسف. كذلك شاركت في الاجتماع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان دوروثي شيا وسفيرة فرنسا في لبنان آن غريو.

جعجع

إلى ذلك، لفت رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بعد اجتماع لتكتل «الجمهورية القوية» في معراب، إلى «اهمية ان تجتمع الدول الخمس في باريس، على وقع الأزمة الحاصلة في لبنان»، الا انّه اكّد أنّه «لن يتمّ البحث بأسماء لرئاسة الجمهورية، لأنّ الأسماء تُبحث في الداخل وتحصل كما يتمّ التداول بها بين الكتل النيابية».

واشار جعجع إلى أنّ «حزب الله» لم يتخلّ في أي لحظة عن مرشحه لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية، ومشاورته مع باسيل لم تأتِ بنتيجة»، معتبرًا «أننا أمام مسرحيّة لحزب الله وحلفائه لإيصال مرشحهم للرئاسة، ولن نقبل بمرشح «لا حول ولا قوة له»، وبأنّ نمدّد الأزمة 6 سنوات أخرى».

وقال: «الناس لا تهمّها اجتماعات فولكلوريّة، واجتماع بكركي افضل ألا يحصل اذا لم تكن هناك نتيجة منه».

«امل»: الاولوية للانتخاب

واكّدت حركة «أمل» في بيان لمكتبها السياسي امس، «أنّ الاولوية القصوى هي لانتخاب رئيس للجمهورية، لإنهاء الشغور الرئاسي وقيامة الوطن من كبوته، وإخراجه من ازماته».

وقالت: «انّ السلطة التنفيذية مطالبة اليوم اكثر مما مضى بالقيام بأدوارها وتفعيل اعمالها ضمن الأطر الدستورية والقانونية لحماية الاستقرار الاجتماعي ومجابهة التحدّيات المعيشية والتربوية التي لم يعد في الاستطاعة تجاوزها، وبمواكبة ما يقوم به مجلس النواب من تشريع للقوانين في هذه المرحلة الدقيقة هو أساس للعملية الاصلاحية، وخطة التعافي الاقتصادي وتحقيق الثقة بين لبنان والدول المانحة، خصوصاً أنّ ما رَشح من مقدمات الحراك الدولي المخصّص لمناقشة الوضع اللبناني لم يرق إلى مستوى المحنة والأزمة التي يعانيها لبنان».

ومن جهة ثانية، أعلنت «أمل» انّه «لأنّ سلامة الوطن من سلامة القضاء، فهي تحذّر من حالة تجاوز حدّ السلطة واستغلالها التي يمارسها بعض الذين يتجرأون على القضاء، إذعاناً لإملاءات خارجية فتنوية تتجاوز الحقيقة والعدالة، تهدف لمزيد من التأزّم، مما يؤدي إلى اضعاف مؤسسة القضاء».

يُشار في السياق القضائي، إلى انّ المحقق في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، أجّل جلسات التّحقيق المحدّدة خلال شهر شباط، (حيث كانت محدّدة جلسة لاستجواب الوزيرين السابقين غازي زعيتر ونهاد المشنوق) وذلك بالنّظر للظّروف المستجدّة المرتبطة بقرارات صادرة عن النّائب العام التمييزي.

ونُقل عن البيطار قوله: «أجّلت الجلسات لأنّ مصلحة ملف التّحقيق العدلي تقتضي حصول تعاون بين المحقّق والنّيابة العامّة التّمييزية، وحاليًّا هذا التّعاون غير قائم، ويُفترض أن يُحلّ، وعندها نستأنف العمل».

وترددت معلومات امس، عن أنّه «إذا ما بادر القاضي البيطار إلى تسطير مذكرات توقيف بحقّ المشنوق وزعيتر فإنّ المدّعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات سيُسطّر مذكرة إحضار بحق البيطار على قاعدة انّ «البادي أظلم».

مجلس الوزراء

حكوميًا، عقد مجلس الوزراء جلسة في السرايا الحكومية امس برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وفي مداخلة له خلال الجلسة، هنأ ميقاتي اللبنانيين جميعًا بالسلامة بعد الهزّة الارضية التي سُجّلت فجرًا، مبديًا اسفه لما حصل في الدول الصديقة المحيطة بلبنان جراء الزلزال الذي وقع .

وقال: «انعقد اليوم اجتماع لهيئة ادارة الكوارت وأعطيت التوجيهات اللازمة في ما يتعلق بمواكبة كل ما يحصل وتزويد المواطن بالاجراءات والتوجيهات المناسبة منعًا لحصول اي هلع، والاستعداد، لا سمح الله، لأي طارئ، والكشف الوقائي على المباني والمنشآت التي يُقال إنّها اصيبت بأضرار، وخاصة سدّ القرعون للتأكّد من عدم حصول اي تصدّع» .

واما في الجانب السياسي، فجدّد ميقاتي «دعوتي للجميع للتعاون والتلاقي في سبيل معالجة الملفات الكثيرة والداهمة التي تتطلب ان نكون معًا لتمرير هذه المرحلة الصعبة. عندما تحدث الدستور عن مرحلة تصريف الاعمال، كان في بال المشترع أنّ الشغور الرئاسي سيكون لفترة قصيرة، يعود بعدها الانتظام في عمل المؤسسات، ولكن يبدو أنّ الشغور الحالي لا أفق واضحًا لإنهائه بعد، وها نحن بدأنا الشهر الرابع من شغور في منصب رئيس الجمهورية، يتزامن مع واقع مالي واقتصادي واجتماعي في غاية الخطورة. وإزاء هذا الواقع وجدنا انفسنا أمام كمّ هائل من المشكلات والتعقيدات التي ينبغي حلّها، مما يفرض تكثيفًا للعمل والاجتماعات الوزارية والحكومية، لتأمين الحلول المطلوبة. وكلما طال أمد الشغور ازدادت التعقيدات والمطالبات».

 

 

اللواء: اجتماع باريس: توجّه دولي - عربي للمساعدة.. والمصارف تعلن الإضراب
قرارات حكومية ترجّح العودة إلى المدارس ودعم أدوية السرطان.. وإرجاء التسعير بالدولار

 

فاضت روح التضامن مع الشعبين السوري والتركي عند اللبنانيين، تعاطفاً وحزناً ورغبة بالمساعدات، وإنهاء الخلافات لمواجهة المأساة الناجمة عن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، والارتدادات التي نجمت عنه، وشعر بها اللبنانيون عند الثالثة وعشرين دقيقة من فجر امس في ما يشبه الذعر والخوف من انهيارات وإصابات، حيث كانت الأبنية الشاهقة، وحتى العادية، تتراقص وتهتز تحت تأثيرات الارتدادات الزلزالية.

ومع موجة البرد والصقيع جاءت نكبة الزلزال وارتداداته، لتضيف عبئاً جديداً على اللبنانيين المحاصرين بالتلاعب بالدولار، والحصار الأميركي والغربي على الطاقة والتغذية بالكهرباء، وتأزمات الداخل، والاضرابات وآخرها إعلان جمعية المصارف الاضراب، غير المحدد بمدة زمنية، في ضوء تفسيرات متباينة، بين الدعاوى والاستدعاءات القضائية والتعميم الاخير لحاكم مصرف لبنان الذي قضى بتعديل القرار 13353 المتعلق بالقيود الاستثنائية على بعض العمليات التي تقوم بها المصارف.

ووسط مخاوف من ارتدادات قد تتكرر للزلزال التركي، تقفل الجامعات والمدارس الرسمية والخاصة اليوم وغداً الخميس في عطلة عيد مار مارون، ريثما تنجلي العاصفة، ويتضح وضع الطرقات والتنقل، ومن اجل سلامة الطلاب وافراد الهيئة التعليمية.

فقد عاش لبنان امس بين الهزات الطبيعية وتوابعها في الاقليم، التي صرفت الاهتمام عن الهزات السياسية والمعيشية الحاصلة، فيما اتجهت الانظار الى باريس لمتابعة اللقاء الخماسي الدولي بشأن لبنان الذي شارك فيه: آن غوغين مديرة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية، وباتريك دوريل مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون شمال افريقيا والشرق الاوسط، وباربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى، والمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، ومحمد الخليفي مساعد وزير الخارجية القطرية للشؤون الاقليمية، وسفير مصر لدى فرنسا علاء يوسف عن الجانب المصري.

واستمر الاجتماع من الظهر حتى قرابة السادسة مساء، وسط معلومات انه كان ايجابياً وان المجتمعين ركزوا على سبل توفير مصلحة لبنان، لكن على اللبنانيين تقرير تفاصيل تحقيق هذه المصلحة. وكان تأكيد على وجوب إجراء الاصلاحات البنيوية في كل القطاعات كإجراء اساسي لحصول التقدم.

ولفتت مصادر مطلعة عبر «اللواء» الى ان الملف الرئاسي الذي حط في اجتماع باريس لن يجمد على الصعيد الداخلي وان المساعي لا تزال قائمة لكنها لم تصل الى نقطة تسمح بالتأكيد ان الحسم قد اقترب.

وقالت هذه المصادر ان الافكار نفسها لا تزال تخضع للاخذ والرد ولا سيما بالنسبة الى تلك التي يسوق لها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ولائحة الاسماء الثلاثة التي تضم قائد الجيش والوزير السابق جهاز ازعور والنائب السابق صلاح حنين.

واوضحت ان اجتماع بكركي لجمع النواب المسيحيين لم يحدد موعده بعد، واشارت الى ان مواقف حزب القوات اللبنانية ليس بموقف رافض له، وبالتالي من غير المستبعد حصوله عندما تكتمل العناصر بشأنه إذ أن لا رغبة لدى بكركي في أن يفشل قبل عقده.

وفي لبنان عقد مجلس الوزراء جلسة أقر فيها البنود المتعلقة بقطاعات الصحة والتربية ودعم القمح والزراعة والطيران المدني، فيما وصفها «رئيس القوات اللبنانية» سمير جعجع بـ«غير القانونية». وقال: هناك دستور اذا تجاهلناه فهذه نهاية الجمهورية، ولا سيما أن جدول الاعمال تضمن نقاطا عديدة واضيف اليه بعد الموادّ، بينما في الواقع كان يجب البحث ببند او بندين لأهميتهما في ظل احتياجات اللبنانيين.

وفي الشأن الرئاسي قال جعجع: بعد ان تأكّد «حزب الله» بأن «التيار الوطني الحر» لن يصوت لـ«رئيس المردة» بدأ بجولات على النواب المستقلين، بتوزيع ادوار بينه وبين الرئيس نبيه بري، في محاولة للملمة اصوات تمكنّ فرنجيه من الوصول الى سدّة الرئاسة. ولكن حتى هذه اللحظة لم تؤدِّ مشاوراتهم واتصالاتهم الى اي نتيجة واعتقد انها لن تؤدي.

ورداً على سؤال رأى جعجع «ان فرنجية بعيد عن تأمين 65 صوتا خلافا للحملة الاعلامية التي يقوم بها البعض، واذا حصل ذلك، الامر سيبحث في حينه بشأن مشاركة «القوات» في تأمين النصاب، ولكن اؤكد اننا سنعارض ونواجه كل ما هو ممكن ان يؤذي أو يضر البلد أم يجدد للأزمة».

مجلس الوزراء

عقد مجلس الوزراء جلسة في السرايا برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي جدّد في مستهل الجلسة ، دعوته الوزراء الى المشاركة في الجلسات الحكومية، كلما إقتضت الحاجة لعقدها، مؤكداً «أننا لا نتحدى أحدا ولا نصادر صلاحيات أحد، بل نلتزم باحكام الدستور وروحيته، ومن غير المنطقي ولا الاخلاقي أن ننكفئ عن المهمات المطلوبة منا او نتعمد الاستقالة العملية من مسؤولياتنا».

وأوضح ميقاتي في كلمته في مستهل جلسة مجلس الوزراء صباح أمس، أن جدول الاعمال الموضوع حافل بالملفات الداهمة والطارئة والتي لا يمكن تركها او التلكؤ في معالجتها، وفي مقدمها ما يتعلق بمطالب اساتذة المدارس الرسمية والجامعة اللبنانية وتأمين الموارد اللازمة لها، إضافة الى إمور أساسية تتعلق بسير عمل الدولة ومؤسساتها ومختلف القطاعات».

وقال ميقاتي: إن مجلس الوزراء هو سيد نفسه واي امر يعتبر البعض انه غير ملح او يشكل تحديا لأي طرف كان، فنحن على استعداد لتأجيله.

وفي ملف القضاء، أضاف ميقاتي: صحيح اننا لا نتدخل في عمل القضاء، ولكن يهمنا السهر على الامن والاستقرار، وفي اي لحظة نلمس اي شيء قد يعكر الاستقرار فسنتداعى للبحث جميعا في هذه الملفات. قد يسأل البعض عن سبب سكوتنا عن التجنيات التي تطالنا، ولكننا نؤكد ان هذا السكوت مرده الى قناعتنا بأحقية ما نقوم به، وبأن الناس ملّت السجالات وتريد حلا لمشاكلها.

وتلا وزير الإعلام زياد المكاري مقررات الجلسة وقال: تمت الموافقة على تمويل مشروع اجراء مناقصة عالمية عبر منظمة الطيران المدني لتلزيم شراء ردار للطيران المدني، كما تم تمديد عقد صيانة وحراسة مطمر الناعمة. وفي الشؤون الصحية تم اقرار السلفة لوزارة الصحة للمساعدات الاجتماعية وسلفة اخرى للامراض السرطانية والمستعصية والمزمنة، وهناك مشروع مرسوم اتفاقية قرض بين الجمهورية اللبنانية والبنك الدولي لانشاء وتنفيذ مشروع تعزيز استجابة لبنان لجائحة» كوفيد 19».

اما في الشؤون المالية، فتم اقرار مشروع قانون معجل يرمي الى إجازة جباية الواردات، كما في السابق، وصرف النفقات إعتبارا من اول شباط 2023 لغاية صدور الموازنة 2023 على اساس القاعدة الاثنتي عشرية.

وفي الشؤون التربوية أعلن وزير التربية انه تم اقرار المساعدة بمليار و50 مليون ليرة لوزارة التربية، كذلك بمليار و500 مليون للقطاع العام ككل.

وفي موضوع الجامعة اللبنانية هناك مدربون متعاقدون في الساعة كانوا يتقاضون اتعابهم في اخر السنة وسيصار الى تنظيم عقودهم ليقبضوا رواتبهم في بداية السنة.

تم تكليف الهيئة العليا للاغاثة بالتعاون مع نقابتي المهندسين في بيروت وطرابلس والبلديات ومع الاجهزة الامنية باجراء مسح شامل للابنية المتصدعة من جراء الهزة التي حصلت وانجراف التربة على الطرقات العامة، ورفع تقرير مفصل لمجلس الوزراء.

وفي موضوع الانتخابات البلديات تم تأجيل البند حيث كانت الكلفة 8 ملايين و900 الف دولار، علما ان وزير الداخلية اكد جهوزية الوزارة والحكومة لإجراء الانتخابات.

وقال ردا على سؤال:نعم هناك امكانية لتأجيل موعد الانتخابات البلدية.

واضاف: ستكون هناك مساعدات مالية بقيمة مليار و500 مليون ليرة للقطاع العام ككل كما سيكونُ هناك مبلغ مماثل لوزارة التربية.

وأعلن وزير الصحة فراس الابيض انه «لا رفع للدعم عن ادوية السرطان وتم اقرار سلفة خزينة لتسعير الأدوية على سعر صرف 1500». بدوره، أكد وزير الإقتصاد أمين سلام انه «خلال أسبوعين لن يكون هناك أي خطر من حصول أزمة قمح». وأعلن سلام انه تم اقرار اعتمادات خلال جلسة اليوم لدعم القمح بقيمة 8 مليون دولار». وتم ارجاء البحث في مخصصات الانتخابات البلدية.

بدوره، قال وزير التربية عباس الحلبي «حيز كبير من الجلسة كان للقطاع التربوي وكان حرص من جميع الوزراء على استكمال العام الدراسي.

وقال وزير الزراعة عباس الحاج حسن: هناك قرارات مركزية وأساسية اتخذت تتعلق بوزارة الزراعة واستدامة هذا القطاع ، اولا بالنسبة الى السلفة التي تبلغ قيمتها 8 مليون دولار لوزارة الاقتصاد لشراء القمح ودعمه، خُصصت وزارة الزراعة 1.5 مليون دولار من هذه القيمة لدعم القطاع الزراعي. وفي ما خص طلب وزارة الزراعة، تمت الموافقة على ان يُخصص للوزارة 50 الف دولار من حقوق السحب الخاصة لمكافحة الحشرات وتحديدا حشرة «السونا».

وقال وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية: صدر قرار عن مجلس الوزراء بتكليف وزير الاشغال العامة والنقل بالتواصل مع الجانب السوري ووزير البيئة بالتواصل مع الجانب التركي، وبطبيعة الحال قمت مباشرة بالتواصل مع وزيري الصحة والنقل في سوريا، وتقدمت باسم رئيس الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني بالتعازي للجانب السوري، واعربنا له عن استعدادنا لتأمين أي مساعدة للشعب السوري، لأنه من الواجب علينا ان نساند من يقف مع لبنان في أشد أزماته، وواجب علينا أن نقف مع سوريا اليوم في هذه الأزمة الكبيرة جدا على المستوى الانساني وعلى كل المستويات.

وقال وزير البيئة ناصر ياسين: اتصلت صباحا بالجانب التركي وسيشكل فريق إنقاذ بحري لرفع الانقاض مؤلف من الجيش والدفاع المدني وبعض المتخصصين وسينطلق عند السادسة مساء الى أضنة مباشرة، وأمنت الخطوط الجوية التركية مع السفارة التركية الطائرة، وهذا اقل ما يمكن أن نقوم به للوقوف الى جانب الشعب التركي في هذه الظروف الصعبة.

هزّات طبيعية

عاش سكان لبنان لحظات من الهلع جرّاء الهزة التي ضربت أغلب المناطق بقوة 4,3 درجات فجر اليوم، إثر الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا، ما دفع بعضهم للخروج إلى الشوارع والمناطق المفتوحة خوفاً من انهيار الأبنية.

واشار المركز الوطني للجيوفيزياء في بحنس، التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية، الى أنّه عند الساعة 3:17 فجراً بتوقيت بيروت، حصلت هزة أرضية في البحر بين لبنان وقبرص، قوّتها 4,8 درجات على مقياس ريختر، وتبعد عن الشاطئ اللبناني حوالى 160 كلم، وشعر بها سكان لبنان خصوصاً في المناطق الساحلية الشمالية.

وكشف النائب محمد سليمان عن مقتل لبنانيين في الزلزال الذي وقع في تركيا. هما الدكتور وسام الأسعد وابنته ندوة. كما نعى أهالي جبل محسن في طرابلس، الشابة سيلينا الهضام ووالدتها سوسن، اللتين تُوفيتا في اللاذقية، بسبب الزلزال الذي ضرب سوريا.

وترددت معلومات عن تصدّع عدد من الأبنية في مدينة طرابلس التي يبدو أنها كانت أكثر تأثّراً بالهزّة. وأدت الهزة الارضية الى حدوث تشققات في الطريق عند دوار جنبلاط في صور جنوب لبنان، وتصدع حائط مبنى في منطقة النبعة – برج حمود.

وسادت حالة من الهلع لدى السكان، وقد خرج بعضهم إلى الطرق العامة والأماكن المفتوحة خوفاً من ارتدادات أخرى، في ظلّ طقس عاصف ومثلج.

وتسببت الهزة الأرضية، بانهيار منزل أبو عسلي الحداد في بلدة عين عطا - قضاء راشيا الوادي، من دون وقوع ضحايا.

كما شعر سكان منطقة الشمال، بهزات أرضية متتالية أيقظت الناس من نومهم، حيث عمّت حالة من الهلع والخوف معظم المنازل.وعمد عدد من المواطنين في طرابلس والمحيط الى إطلاق الرصاص النار في الهواء لإيقاظ المواطنين خوفاً من تكرار الهزات ووقوع أضرار، وصدحت المساجد بآيات قرآنية.

كما جالت مسيرات في شوارع بيروت الضاحية الجنوبية ومناطق اخرى، بعد خروجهم من منازلهم الى الشارع خوفا، برغم الأمطار والهواء العاصف وشدة البرد. وامضى بعضهم ليلته في السيارات.

وضرب زلزال جديد ظهراً بقوة 7.5 درجات على مقياس ريختر وسط تركيا، وفق ما أفاد مركز رصد الزلازل الأوروبي. فيما سجل زلزال ثانٍ مركزه كهرمان ماراش جنوبي البلاد بقوة 7.6 درجات، بحسب إدارة الكوارث والطورائ التركية.

واستمرت الهزات الارتدادية تضرب مناطق الشرق الأوسط، فقد وقعت هزة في ولاية شانلي أورفا التركية، كما في القامشلي، ودمشق واللاذقية وعدد من المحافظات السورية.وشعر سكان الموصل ودهوك وأربيل بهزة أرضية، على ما افاد الإعلام العراقي، كذلك حصلت هزتين متتاليتين في لبنان، أخف من تلك التي وقعت فجراً. والأمر نفسه في العاصمة الأردنية عمان.

لجنة الكوارث

ورأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عند التاسعة صباح اليوم، اجتماعا طارئا لـ«اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث والازمات» التابعة لرئاسة الحكومة في السرايا لمتابعة الاجراءات المتعلقة بالهزة الارضية التي وقعت فجرا.

وأعطيت التوجيهات اللازمة في ما يتعلق بمواكبة كل ما يحصل، وتزويد المواطن بالاجراءات والتوجيهات المناسبة منعاً لحصول أي هلع، والاستعداد لأي طارئ والكشف الوقائي على المباني والمنشآت التي يقال إنها أصيبت بأضرار.

وإستنفرت الاجهزة اللبنانية والادارات المعنية لمواكبة الوضع المستجد، فأقفلت المدارس اليوم وغدا الاربعاء بينما الخشية كبيرة من سقوط مبان قديمة متصدّعة في المناطق الفقيرة سيما في طرابلس.

واعلن الجيش اللبناني ارساله 20 عنصرًا من فوج الهندسة إلى تركيا للمساهمة في أعمال البحث والإنقاذ.

وأصدر وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام المولوي قرارا أرفقه بعبارة «عاجل جدا»، وفيه يطلب إعلان حال طوارئ بلدي وإجراء مسح بالاضرار الناتجة عن الهزة الارضية التي ضربت لبنان. وكلف المدير العام للتربية عماد الاشقر مديري التعليم الأساسي والثانوي ورؤساء المناطق التربوية في المحافظات والمسؤولين عن المؤسسات التربوية الخاصة، التعاون مع البلديات ومع الهيئة العليا للإغاثة ونقابة المهندسين ، معاينة مباني المدارس والثانويات الرسمية بعد حدوث الهزة الأرضية، وفي حال وجود أي تصدع أو تشقق، ضرورة إبلاغ الوزارة لاتخاذ التدابير اللازمة، حرصا على سلامة المدارس وتلامذتها وهيئاتها التعليمية والإدارية. وصدر عن المكتب الإعلامي في وزارة الصحة العامة بيان جاء فيه «تقفل دور الحضانة الخاصة كافة، يومي الثلثاء والاربعاء ٧ و٨ شباط، بسبب الهزة الأرضية، التي حصلت فجر اليوم (امس)، والتحذير من حدوث هزات ارتدادية جديدة، فضلا عن اشتداد العاصفة الثلجية وسوء الأحوال المناخية السائدة في لبنان. وذلك حفاظاً على صحة وسلامة الأطفال والحاضنات».

وفي مستهل جلسة مجلس الوزراء، هنأ ميقاتي اللبنانيين بالسلامة بعد الهزة الارضية التي حصلت فجرا، مبدياً أسفه «لما حصل في الدول الصديقة المحيطة بلبنان جراء الزلزال الذي وقع، مضيفاً: لن نتردد لكي نكون الى جانب اخوتنا في هذه الاوقات الصعبة، كما كانوا هم الى جانبنا دائماً».

وأجرى ميقاتي اتصالا هاتفيا برئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس متضامنا بعد الزلزال المدمر الذي اصاب مناطق سورية وتسبب بسقوط ضحايا واضرار. كما قدم له تعازيه بالضحايا الذين سقطوا، ومنهم افراد من عائلته. وابلغ الرئيس ميقاتي نظيره السوري وضع الامكانات اللوجستية المتاحة في لبنان في خدمة جهود الاغاثة الجارية.

وفي السياق، قال الأمين العام للصليب الأحمر جورج كتانة: لم ننقل أي إصابات بجروح نتيجة الهزات الارتدادية، وتعاملنا مع حالات أصيبت بنوبات قلبية وهلع.

بدوره، دعا الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير بناء على توجيهات رئيس الحكومة جميع اجهزة وافراد الخدمات الانسانية إلى الجهوزية التامة والالتحاق بمراكزها لمواكبة أضرار وتداعيات الهزة الارضية الكبيرة التي ضربت الاراضي اللبنانية وكان مصدرها تركيا.

العمالي: إرجاء الاضراب

على صعيد آخر، أعلن الإتحاد العمالي العام في لبنان، تأجيل إضرابه الذي كان مقرّراً يوم الأربعاء المقبل، إلى يوم الخميس 16 شباط.

وعلّل ذلك بسبب سوء الأحوال الجوية، وتحسسا مع المواطنين جراء الهزة الأرضية التي ضربت لبنان فجراً.

واشار الاتحاد في بيان الى انه سيعقد مؤتمراً صحفياً يوم الأربعاء في 15 شباط الحالي في مقر الإتحاد – كورنيش النهر لتحديد أطر التحرك، على أن يؤجل المؤتمر الصحافي الذي كان مقررا امس في مقر الاتحاد.

والبيطار أرجأ كل الجلسات

من جهة ثانية قضائية، أرجأ المحقق العدلي القاضي طارق البيطار جميع الجلسات التي كان قد قررها خلال شباط الجاري في ملف انفجار مرفأ بيروت. المحددة اليوم للرئيس حسان دياب والوزيرين السابقين نهاد المشنوق وغازي زعيتر الى موعد لم يحدده بعد.

ويعود السبب إلى أن القرارات الصادرة عن النيابة العامة بالامتناع عن التبليغات وعدم اعترافها بمذكراته وعدم تبلغها الكتب والرد عليها تستوجب التريث وتأجيل الجلسات.

وقال البيطار: أن عدم التعاون بين المحقق العدلي والنيابة العامة التمييزية أمر غير طبيعي ويجب حل هذا الموضوع.

واضاف: ان هناك دعوى اغتصاب سلطة بحقّي من النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات. فإن كنت مغتصب سلطة فلأحاسب وإذا لا، لأتابع. مجدداً تأكيده انه «يريد وضع التحقيق في مرفأ بيروت على الطريق الصحيح، وأن من مصلحة التحقيق العدلي التعاون بين المحقق العدلي والنائب العام التمييزي، ويقضي الأمر ايجاد حل لذلك.

المصارف خارج الخدمة

وامس، اعلنت المصارف الخروج من الخدمة باعلان الاضراب العام، مع الاستمرار بتأمين السيولة النقدية لزبائنها عبر الصراف الآلي، وبانتظار «تأمين المعالجة السريعة للأزمة المصرفية النظامية والوجودية لها ولمودعيها وللاقتصاد الوطني».

وقالت في بيان لها بسبب «عدم الاعتراف بالشيك وخاصة بالشيك المصرفي بأنه وسيلة دفع قانونية».وقالت: إن إلزام المصارف بالتعامل النقدي، فضلاً عن انه يجعلها في استحالة مكافحة تبييض الأموال مما يخرجها من النظام المصرفي العالمي، يفرض توفر مبالغ نقدية هائلة لا توجد حتى لدى أكبر المصارف في العالم، في وقت إن إمدادها بالمبالغ النقدية من قبل مدينيها وعلى رأسهم الدولة اللبنانية ومصرف لبنان،غير متوفر أو مقيّد حتى بالليرة اللبنانية.

واكدت «انه يمكن حل هذه اللزمة النظامية سوى عبر تسريع الحلول التي طال اعتمادها، وفي طليعتها قانون الكابيتال كونترول وقانون إعادة هيكلة المصارف». مطلقة الصرخة حول وجوب تأمين المعالجة السريعة لهذه الأزمة النظامية والوجودية لها ولمودعيها وللاقتصاد الوطني.

وطالبت جمعية المصارف الدولة بإقرار قانون معجل مكرر يلغي بشكل كامل وبمفعول رجعي السرية المصرفية، ويسمح للمصارف بمنح المعلومات المصرفية على كل حسابات زبائنها وفي طليعتهم القيمين على ادارتها ومساهميها وسواهم.

لا تسعير بالدولار

وعلى الصعيد المعيشي، تمّ ارجاء تسعير السلع الاستهلاكية بالدولار الأميركي في السوبرماركات في ضوء الاعتراضات التي صدرت، ولحين إيجاد صيغة قانونية مقبولة في وقت لاحق.

كورونا: 150

كوليرا: صفر

صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء أمس، عن حالات كورونا تسجيل «150 إصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1229555، كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة».

كذلك نشرت الوزارة تقريرا عن حالات الكوليرا في لبنان، اذ لم يسجل أي إصابة جديدة، وعليه استقر العدد التراكمي للحالات المثبتة على 671، كما لم يتم تسجيل أي حالة وفاة وسجل العدد التراكمي للوفيات 23.

 

 

 

الشرق: جلسة مثمرة لمجلس الوزراء.. والبيطار يتراجع

 زلزال مدمر ضرب تركيا وسوريا وشعر به سكان كل الدول المجاورة ومن بينها لبنان، وحّد الانسان مع اخيه الانسان بغض النظر عن انتماءاته السياسية والطائفية والمذهبية فهبت اجهزة الاغاثة كلها في اتجاه المناطق المنكوبة لتقديم العون والمساعدة علها تخفف من وطأة الكارثة. وقد انضم اليها لبنان على رغم ضآلة امكاناته بفعل المحنة التي يمر بها وجبل الازمات القابع في ظله لكن «فلس الارملة» قد يفعل فعله، ولو بالحد الادنى.

قتل وأصيب الاف الأشخاص في سوريا وتركيا جراء زلزال قوي ضرب فجر امس  اما في لبنان، فاستفاق المواطنون فجرا على هزة ارضية قوية شعر بها سكان البلاد من شمالها الى جنوبها، مصدرها الزلزال التركي- السوري. واذا كانت الدولتان سجلتا سقوط ضحايا بالآلاف ودمارا هائلا، الا ان العناية الالهية رأفت باللبنانيين. وفي وقت سُجلت هزات ارتدادية في لبنان امس وزلزال آخر في تركيا، استنفرت الاجهزة اللبنانية والادارات المعنية لمواكبة الوضع المستجد، فأقفلت المدارس والجامعات والحضانات اليوم وغدا بينما الخشية كبيرة من سقوط مبان قديمة متصدّعة في المناطق الفقيرة سيما في طرابلس.

استنفار تحسبا

بينما اعلن الجيش اللبناني ارساله 20 عنصرًا من فوج الهندسة إلى تركيا للمساهمة في أعمال البحث والإنقاذ، رأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قبل الظهر اجتماعاً طارئاً لـ»اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث والأزمات» التابعة لرئاسة الحكومة في السرايا لمتابعة الاجراءات المتعلّقة بالهزّة الأرضية التي وقعت فجراً.

مجلس وزراء

في الموازاة، عقد مجلس الوزراء جلسة في السراي برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

وبعد الجلسة، أعلن وزير الصحة فراس الابيض انه «لا رفع للدعم عن ادوية السرطان وتم اقرار سلفة خزينة لتسعير الأدوية على سعر صرف 1500». بدوره، أكد وزير الإقتصاد أمين سلام انه «خلال أسبوعين لن يكون هناك أي خطر من حصول أزمة قمح». وأعلن سلام انه «تم اقرار اعتمادات خلال جلسة اليوم لدعم القمح بقيمة 8 ملايين دولار». وتم ارجاء البحث في مخصصات الانتخابات البلدية.

مساعدة المعلمين

بدوره، قال وزير التربية عباس الحلبي «حيز كبير من جلسة اليوم كان للقطاع التربوي وكان حرص من جميع الوزراء على استكمال العام الدراسي». وقال وزير الإعلام زياد المكاري خلال تلاوته المقررات: ستكون هناك مساعدات مالية بقيمة مليار و500 مليون ليرة للقطاع العام ككل كما سيكونُ هناك مبلغ مماثل لوزارة التربية.

اجتماع باريس

رئاسيا، اتجهت الانظار الى باريس. وفي التفاصيل حول طبيعة الوفود المشاركة في اللقاء الخماسي الدولي بشأن لبنان، تبين ان  «عن الجهة الفرنسية يشارك كل من آن غوغين مديرة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية وباتريك دوريل مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون شمال افريقيا والشرق الاوسط. – باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى ترأس الجانب الاميركي – المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا يترأس الوفد السعودي – محمد الخليفي مساعد وزير الخارجية القطرية للشؤون الاقليمية يرأس الجانب القطري – سفير مصر لدى فرنسا علاء يوسف يشارك عن الجانب المصري.

القوات وبكركي

في الداخل، لفت رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعد اجتماع لتكتل الجمهورية القوية في معراب إلى أنّ «تجتمع الدول الخمس (السعودية- قطر- أميركا- مصر- فرنسا) في باريس، على وقع الأزمة الحاصلة في لبنان، والأكيد أنه لن يتم البحث بأسماء لرئاسة الجمهورية، لأن الأسماء تُبحث في الداخل وتحصل كما يتم التداول بها بين الكتل النيابية». وشدد جعجع على أنّ «حزب الله لم يتخل في أي لحظة عن مرشحه لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية، ومشاوراته مع باسيل لم تأت بنتيجة»، معتبرًا «أننا أمام مسرحيّة لحزب الله وحلفائه لإيصال مرشحهم للرئاسة، ولن نقبل بمرشح «لا حول ولا قوة له»، وبأنّ نمدد الأزمة 6 سنوات أخرى». وقال «الناس لا تهمّها اجتماعات فولكلوريّة واجتماع بكركي افضل ألا يحصل اذا لم تكن هناك نتيجة منه».

ينتظرون ما سنفعله

الى ذلك، وبينما يزور وفد من التكتل بكركي قبل ظهر اليوم، بحث مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مع سفير دولة قطر في لبنان إبراهيم السهلاوي في المستجدات على الساحة اللبنانية وأوضاع المنطقة وتعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين. كما بحث المفتي دريان مع وفد من كتلة «اللقاء الديموقراطي» برئاسة النائب تيمور جنبلاط وضم النواب: وائل أبو فاعور وفيصل الصايغ وبلال عبد الله، في الأوضاع الراهنة.

البيطار يرجئ

قضائيا، تراجع المحقّق العدلي في الملف القاضي طارق البيطار،وقرر تأجيل جلسات التّحقيق المحدّدة خلال شهر شباط، وذلك بالنّظر للظّروف المستجدّة المرتبطة بقرارات صادرة عن النّائب العام التمييزي، وحفاظًا على سلامة التّحقيق وحسن سيره. وأوضح البيطار، بحسب ما نقلت قناة الـ»MTV» «أنّني أجّلت الجلسات لأنّ مصلحة ملف التّحقيق العدلي تقتضي حصول تعاون بين المحقّق والنّيابة العامّة التّمييزية، وحاليًّا هذا التّعاون غير قائم، ويُفترض أن يُحلّ، وعندها نستأنف العمل». وكانت المعلومات اشارت الى أنّه «إذا سطّر القاضي البيطار مذكرات توقيف بحقّ المشنوق وزعيتر فسيُسطّر القاضي عويدات مذكرة إحضار بحق البيطار و»البادي أظلم». وفي السياق، افادت مصادر أمنية ان هناك «تخوّفا من تصادم بين أمن الدولة التي ستنفّذ مذكرة إحضار البيطار إذا سطّرها عويدات وبين قوّة من الجيش المولجة حماية أمن البيطار».

 

 

البناء: 25 ألف ضحية ومصاب ومفقود في تركيا وسورية… مغ انفجار فالق الأناضول الزلزالي
سورية تستصرخ ولا تتسوّل: رفع العقوبات وشجاعة الأشقاء… وحردان يعزي الأسد
البيطار يتراجع طلباً للتفاهم مع النيابة العامة والبتّ بوضعه… فماذا عن النواب الذين أيّدوه؟

 

ما يصفه علماء الجيولوجيا بانفجار الفالق الزلزالي هو ما حدث أمس مع فالق الأناضول الذي أنتج أكثر من اثني عشر زلزال، بقوة تراوحت بين 6.5 درجات و 7.8 درجات على مقياس ريختر، وأكثر من مائة هزة ارتدادية بقوة بين 3.5 درجات و 6 درجات على مقياس ريختر خلال أقلّ من عشرين ساعة، وتركزت آثاره الكارثية في جنوب تركيا وشمال سورية ضمن دائرة شعاعها 15 كلم، على طرفي الحدود السورية التركية، مخلفاً انهيار أكثر من خمسة آلاف مبنى، و25 ألف ضحية ومصاب ومفقود، مع احتمال زيادة العدد.
تركيا بحجم إمكاناتها الكبيرة كبلد ودولة، عجزت عن مواجهة نتائج الكارثة التي خلفها الزلزال، فتوجهت لمناشدة العالم للمساعدة، الذي بدت تلبيته خجولة قياساً بما يتمّ إنفاقه على التسلح والحروب، أو ما ينفقه الأثرياء على الرفاه والترف، أما الكارثة التي تحوّلت الى مأساة فكانت في سورية، التي تنوء تحت أثقال عشر سنوات حرب دمّرت الكثير من العمران والبنى التحتية، وقتلت عشرات الآلاف من أبنائها، وتكبّلها عقوبات قاسية وحصار ظالم، وتعاني شحّ الوقود والدواء وضعف موارد الدولة وتراجع أداء الاقتصاد، فقد أطلقت نداء مناشدة واستصراخ للضمائر الحية في العالم، للتحرك تضامناً معها طلباً لرفع العقوبات وفك الحصار، أو تقييدهما على الأقلّ بما يتيح تدفق المساعدات الإنسانية، من وقود وآليات ثقيلة ومعدات طبية ووسائل إيواء وتدفئة، بينما كانت الدول التي استجابت لنداء المساعدة تواجه مشاكل هبوط طائراتها في مطارات سورية ووصول سفنها إلى الموانئ السورية، بفعل العقوبات، وكانت سورية تستصرخ ولا تتسوّل، الأشقاء العرب الذين ظلموها مراراً، عبث كثير منهم بدماء أبنائها، تمويلاً للإرهاب وتحريضاً على القتل، ليتخذوا من الكارثة سبباً لطيّ صفحة الكراهية والقطيعة التي لم تشارك بها سورية وأبقت أبوابها مفتوحة أمامهم، عساهم يسمعون النداء ويستجيبون، وتتحرك ضمائر الحكام والمسؤولين فيهم، وهم يرون أخوتهم يواجهون خطر الموت في ظلّ الكارثة، وسورية تحتاج مطاراً ومرفأ يملك لبنان فرصة تأمينهما شمالاً، في القليعات وطرابلس، ولو اقتضى الأمر التحرك العاجل على الأمم المتحدة للتعاون معها في هذا الشأن، خصوصاً أنّ المبرّر الإنساني يعطل أيّ ذريعة لإلحاق الأذى بلبنان من أصحاب العقوبات، بل ربما يجدون في استثناء المطار والمرفأ اللبنانيين فرصة للظهور بمظهر بعض الإنسانية تجاه ما تفرضه الكارثة من موجبات.
في الخطوات الأولى للمساعدة نحو سورية تحركت روسيا وإيران والجزائر والإمارات والعراق والصين والأردن ولبنان، حيث يشرف وزير الأشغال والنقل علي حمية اليوم على إرسال فريق مساندة ومجموعة آليات للمساهمة في عمليات الإنقاذ، بينما اتصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي برئيس الحكومة السورية حسين عرنوس، وأبرق رئيس مجلس النواب نبيه بري وعدد من القيادات اللبنانية يتقدّمهم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان الى الرئيس السوري بشار الأسد للتعزية التضامن.
في الشؤون اللبنانية، انتهى مساء أمس الاجتماع الدبلوماسي الدولي الإقليمي الذي استضافته باريس حول لبنان دون أن يصدر عنه شيء، وشاركت في الاجتماع مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى باربرا ليف، ونزار العلولا مستشار الديوان الملكي السعودي، ومساعد وزير الخارجية القطري محمد الخليفي والمستشار في الرئاسة الفرنسية للشرق الأوسط باتريك دوريل وآن غيغن مديرة قسم الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية. ومثّل مصر في الاجتماع سفيرها في باريس علاء يوسف، بالإضافة الى كلّ من سفيرة الولايات المتحدة في بيروت دوروثي شيا وسفيرة فرنسا في لبنان آن غريو، وبينما قيل إنّ البيان الختامي سوف يصدر خلال الليل، لم يكن مع منتصف ليل أمس قد صدر شيء بعد.
قضائياً أعلن المحقق العدلي طارق البيطار تجميد مساره الذي سبق وبشر بانطلاقه دون قيود، متذرّعاً باستحالة المضيّ قدماً دون استعادة التعاون مع النيابة العامة التمييزية، متحدثاً عن الحاجة لجواب قضائي على اتهامه باغتصاب السلطة والبتّ به سلباً كي يتمكن من استئناف مهامه، ما يعني أنه يعود للإذعان بمعادلة لا قانونية اجتهاده بأنّ صلاحياته مطلقة وأنه لا يقبل الردّ، وانّ ما قاله يصلح بأحسن الأحوال لتقديمه أمام هيئة قضائية ذات صفة لتبتّ به، تاركاً وراءه النواب الذين استنفروا لدعمه وتأييده والإعلاميين الذين احتشدوا لتبرير كلامه، والجمعيات التي تحمل اسم أهالي الضحايا والجمعيات الحقوقية الذين تشاركوا الشارع وكادوا يتسبّبون بفتنة طلباً لتأييده ودعمه، فهو كما استفاق وقرّر أنه عاد بعد ثلاثة عشر شهر من الردّ، استفاق أمس وقرّر أنه لا يحقّ له فعل ما يفعل، تاركاً من دعموه يعيشون شعور القطيع الأعمى.

ولا تزال المنطقة تحت تأثير الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سورية وامتدّ الى لبنان بهزات ارتدادية عدة، ما ألحق أضراراً ضخمة بشرية ومادية، حيث أصيب آلاف الأشخاص في تركيا وسورية فيما استمرت عمليات الإغاثة وانتشال الضحايا والجرحى من تحت الأنقاض في ظلّ صعوبة كبيرة تواجهها فرق الإغاثة بسبب ضعف القدرات والإمكانات وسوء الأحوال الجوية إثر العاصفة المناخية التي تضرب الحوض الشرقي للبحر المتوسط.
ورفعت السلطات التركية حالة الإنذار إلى المستوى الرابع، وهو يشمل طلب المساعدة الدولية. وقالت إدارة الطوارئ والكوارث التركية إنّ زلزالاً بقوة 7.4 درجات على مقياس ريختر ضرب ناحية بازارجيك من ولاية كهرمان مرعش جنوب تركيا، على عمق 7 كيلومترات فجر الإثنين.
وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية إنها سجلت حتى الآن 78 هزة ارتدادية. وبالإضافة إلى كهرمان مرعش، ضرب الزلزال ولايات غازي عنتاب وأضنة وملاطيا وديار بكر وشانلي أورفا وعثمانية، وتسبّب في انهيار مئات المباني وحوصر العديد تحت الأنقاض. وأظهرت مقاطع مصوّرة السكان وهم يهرعون للشوارع وسط أجواء باردة بسبب الثلوج التي تساقطت في الأيام الماضية.
وقال رئيس مرصد الزلازل في تركيا إنّ هذا الزلزال هو الأكبر منذ زلزال آب 1999 الذي تسبّب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في اسطنبول.
أما في سورية فضرب الزلزال محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية وطرطوس، ورفع عدد القتلى الى أكثر من 1000 وآلاف الجرحى والمفقودين.
وإذ أبرق رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الرئيسين التركي رجب أردوغان والسوري بشار الأسد معزياً بضحايا الزلزال، عزى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال اتصال هاتفي مع رئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس، بالضحايا الذين سقطوا، ومنهم أفراد من عائلته، معبّراً عن “تضامنه بعد الزلزال المدمّر الذي اصاب مناطق سورية وتسبّب بسقوط ضحايا وأضرار”.
وأبلغ ميقاتي نظيره بـ”وضع الإمكانات اللوجستية المتاحة في لبنان في خدمة جهود الاغاثة الجارية”. وقد كلف ميقاتي وزير الأشغال العامة والنقل علي حميّة متابعة الملف وتقديم ما يلزم.
وقدّم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان أحرّ التعازي بضحايا الزلزال الذي ضرب عدداً من المناطق السورية.
وتواصل رئيس الحزب، منذ ساعات الفجر مع رئيس المكتب السياسي في الشام ومسؤولي المناطق، موجهاً بضرورة المشاركة الفاعلة إلى جانب مؤسسات الدولة في عمليات الانقاذ ومساعدة المواطنين والوقوف الى جانبهم.
وقال حردان في بيان: “نتقدّم من السيد رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الأسد والقيادة السورية وعائلات ضحايا الزلزال بأحرّ التعازي، ونضع كلّ طاقاتنا الى جانب مؤسسات الدولة في عمليات الإنقاذ وإسعاف المصابين ومساعدة أهلنا”.
بدوره، أعرب حزب الله عن تضامنه وتعاطفه مع الشعبين السوري والتركي في المصاب الكبير الذي نزل بهم جراء الزلزال المدمّر، ودعا كلّ الدول والحكومات والمنظمات الدولية والإنسانية الى المبادرة الفورية بتقديم يد العون والمساعدة بكلّ المجالات الممكنة لإنقاذ المحتجزين تحت الأنقاض وإسعاف الجرحى وانتشال الضحايا وإيواء المشرّدين، ووضع كلّ الإمكانات المتاحة للتخفيف من المعاناة والظروف الصعبة التي يعيشها البلدان جراء هذه الكارثة.
وأعلن الجيش اللبناني إرساله 20 عنصراً من فوج الهندسة إلى تركيا للمساهمة في أعمال البحث والإنقاذ، ورأس ميقاتي اجتماعاً طارئاً لـ”اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث والأزمات” التابعة لرئاسة الحكومة في السرايا لمتابعة الاجراءات المتعلّقة بالهزّة الأرضية.
وكشفت وزارة الخارجية والمغتربين، أنّ “اثنين من أبناء الجالية اللبنانية لا يزالان تحت الأنقاض في جنوب تركيا جراء الزلزال”. وكشف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، أن “لا اتصال مع اللبنانيَين المفقودَين في جنوب تركيا بسبب توقف الاتصالات في المنطقة”.
وكان اللبنانيون استفاقوا فجر الاثنين على هزة أرضية قوية شعر بها سكان البلاد من شمالها الى جنوبها، مصدرها الزلزال التركي ـ السوري. واذا كانت الدولتان سجلتا سقوط ضحايا بالآلاف ودماراً هائلاً، الا انّ العناية الإلهية حالت دون سقوط ضحايا من اللبنانيين. وفي وقت سُجلت هزات ارتدادية في لبنان أمس وزلزال آخر في تركيا، استنفرت الأجهزة اللبنانية والإدارات المعنية لمواكبة الوضع المستجدّ، فأقفلت المدارس اليوم وغداً.
وأعلن مركز بحنّس لرصد الزلازل، بأنّ “لبنان تعرّض لهزّة بقوة 3.3 درجات منذ ثلاث ساعات مركزها المتن الأعلى وتحديداً بلدة المتين، وتركيا تعرّضت لهزّة جديدة حوالى الساعة 7:13 دقيقة بقوة 4.03 وهي تتعرّض لهزة كلّ ربع الى نصف ساعة تقريباً”.
بدورها، أعلنت مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء مارلين براكس، أنّ هزتين حصلتا أمس منفصلتان عن الزلزال الذي حصل في تركيا ولكنهما تزامنا بالصدفة.
وكشفت البراكس أن “لا تسونامي آتٍ ويجري التداول بتسجيل صوتي منسوب لي وهو مزوّر ومفبرك”.
وأصدر وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام المولوي قراراً أرفقه بعبارة “عاجل جداً”، وفيه يطلب إعلان حال طوارئ بلدي وإجراء مسح بالأضرار الناتجة عن الهزة الأرضية التي ضربت لبنان. ولفت مولوي الى أن “لا أضرار بشرية في لبنان وهناك بعض الأبنية المتضرّرة وتمّ استنفار جميع طاقات الدولة كي نكون إلى جانب المواطنين”.
وأعلنت وزارة الصحة العامة “إقفال دور الحضانة الخاصة كافة، يومي الثلاثاء والاربعاء 7 و 7 شباط، بسبب الهزة الأرضية، والتحذير من حدوث هزات ارتدادية جديدة، فضلاً عن اشتداد العاصفة الثلجية وسوء الأحوال المناخية السائدة في لبنان. وذلك حفاظاً على صحة وسلامة الأطفال والحاضنات”.
وعلى وقع انتفاضة الطبيعة وتردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، عقد مجلس الوزراء جلسة في السرايا برئاسة ميقاتي.
وفي بداية الجلسة، قال ميقاتي: “انعقد اليوم اجتماع لهيئة إدارة الكوارت وأعطيت التوجيهات اللازمة في ما يتعلق بمواكبة كلّ ما يحصل وتزويد المواطن بالإجراءات والتوجيهات المناسبة منعاً لحصول ايّ هلع، والاستعداد، لا سمح الله، لأيّ طارئ، والكشف الوقائي على المباني والمنشآت التي يُقال إنها أصيبت بأضرار، وخاصة سد القرعون للتأكد من عدم حصول اي تصدّع”.
وجدد ميقاتي دعوته للجميع للتعاون والتلاقي في سبيل معالجة الملفات الكثيرة والداهمة التي تتطلب ان نكون معا لتمرير هذه المرحلة الصعبة.
وقال: “عندما تحدث الدستور عن مرحلة تصريف الأعمال، كان في بال المشترع أنّ الشغور الرئاسي سيكون لفترة قصيرة، يعود بعدها الانتظام في عمل المؤسسات، ولكن يبدو أنّ الشغور الحالي لا أفق واضحاً لإنهائه بعد، وها نحن بدأنا الشهر الرابع من شغور في منصب رئيس الجمهورية، يتزامن مع واقع مالي واقتصادي واجتماعي في غاية الخطورة. وإزاء هذا الواقع وجدنا أنفسنا أمام كمّ هائل من المشكلات والتعقيدات التي ينبغي حلها، مما يفرض تكثيفاً للعمل والاجتماعات الوزارية والحكومية، لتأمين الحلول المطلوبة. وكلما طال أمد الشغور كلما ازدادت التعقيدات والمطالبات”.
وبعد الجلسة، أعلن وزير الصحة فراس الأبيض انه “لا رفع للدعم عن أدوية السرطان وتمّ إقرار سلفة خزينة لتسعير الأدوية على سعر صرف 1500”. بدوره، أكد وزير الاقتصاد أمين سلام انه “خلال أسبوعين لن يكون هناك أيّ خطر من حصول أزمة قمح”. وأعلن سلام انه “تمّ إقرار اعتمادات خلال الجلسة لدعم القمح بقيمة 8 مليون دولار”. وتمّ إرجاء البحث في مخصصات الانتخابات البلدية.
بدوره، قال وزير التربية عباس الحلبي “إنّ حيّزاً كبيراً من الجلسة كان للقطاع التربوي وكان حرص من جميع الوزراء على استكمال العام الدراسي”. وقال وزير الإعلام زياد المكاري خلال تلاوته المقرّرات: ستكون هناك مساعدات مالية بقيمة مليار و500 مليون ليرة للقطاع العام ككلّ كما سيكونُ هناك مبلغ مماثل لوزارة التربية.
وفي ظلّ هذه الأوضاع الكارثية على كافة المستويات، وبدل أن تقف المصارف الى جانب الدولة والحكومة والمؤسسات لمواجهة الظروف القاسية التي تضرب البلاد، فاجأت جمعية المصارف اللبنانيين بإعلانها الاضراب العام، مشيرة في بيان الى أن “لا يمكن حلّ الأزمة النظامية عن طريق الاستدعاءات التعسفية بحقنا”.
وتوقع خبراء لـ “البناء” أن يؤدي هذا القرار الى تسجيل المزيد من الارتفاع بسعر صرف الدولار.
ولم يسجل المشهد الرئاسي أيّ جديد، في وقت كانت العيون السياسية اللبنانية ترصد وتتابع وقائع ونتائج اللقاء الخماسي الذي عقد في فرنسا أمس للبحث بالملف اللبناني، ونقلت مصادر إعلامية لبنانية عن مصادر فرنسية، إنّ اجتماع باريس الخماسي انتهى مساء أمس ومن المتوقع صدور بيان.
وشاركت في الاجتماع مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، نزار العلولا مستشار الديوان الملكي السعودي، مساعد وزير الخارجية القطري محمد الخليفي والمستشار في الرئاسة الفرنسية للشرق الأوسط باتريك دوريل وآن غيغن مديرة قسم الشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية. ومثّل مصر في الاجتماع سفيرها في باريس علاء يوسف.
وشارك في الاجتماع أيضاً سفيرة الولايات المتحدة في بيروت دوروثي شيا وسفيرة فرنسا في لبنان آن غريو.
على صعيد آخر، وفي خطوة تراجعية، قرّر المحقّق العدلي في الملف القاضي طارق البيطار، تأجيل جلسات التّحقيق المحدّدة خلال شهر شباط.
وأوضح البيطار، بحسب ما نقلت قناة عنه قناة “أم تي في” “أنّني أجّلت الجلسات لأنّ مصلحة ملف التّحقيق العدلي تقتضي حصول تعاون بين المحقّق والنّيابة العامّة التّمييزية، وحاليّاً هذا التّعاون غير قائم، ويُفترض أن يُحلّ، وعندها نستأنف العمل”.
ولفتت مصادر مطلعة على الملف لـ “البناء” الى أنّ خطوة بيطار لم تأتِ من حرصه على البلد وعلى ملف التحقيقات في ملف المرفأ، ولا انطلاقاً من التعاون مع السلطات القضائية الأخرى، بل خوفاً من الرسائل الحاسمة التي تلقاها بيطار من القاضي غسان عويدات ومفادها بأنه في حال أصدر بيطار مذكرات توقيف بحقّ الوزيرين السابقين نهاد المشنوق وغازي زعيتر فإن القاضي عويدات سيصدر مذكرة إحضار بحق البيطار.
وأبدت مصادر أمنية مخاوفها من احتمال اشتعال العدلية من خلال تصادم بين أمن الدولة التي ستنفّذ مذكرة إحضار البيطار في حال أصدرها عويدات وبين قوّة من الجيش المولجة حماية البيطار.

 

 

الشرق الأوسط: لبنان ينجح في سحب فتيل «التفجير القضائي»
محقق مرفأ بيروت أجل جلساته بانتظار تعاون النيابة العامة

 

خالف المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار كلّ التوقعات، وأرجأ جلسات التحقيق التي حددها طيلة أيام شهر فبراير (شباط) الحالي إلى أجلٍ غير مسمى، نظراً للتداعيات التي خلفّها ادعاؤه قبل أسبوعين على شخصيات سياسية وأمنية وقضائية، والتي ردّ عليها النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات بإقامة دعوى ضدّ البيطار بجرم «اغتصاب السلطة» ومنع من السفر، واستتباعها بدعاوى أخرى من سياسيين ومتضررين من هذه الملاحقات.
لم يستغرق وجود البيطار في مكتبه في قصر العدل في بيروت أمس (الاثنين) أكثر من ساعة واحدة، خصصها لإبلاغ أطراف القضية عن تأجيل تحقيقاته. وأفاد بيان مقتضب تلقاه المحامون الذين يمثلون فريق الادعاء الممثل لضحايا الانفجار، بأنه «بالنظر للظروف المستجدة المرتبطة بقرارات صادرة عن النائب العام التمييزي، وحفاظاً على سلامة التحقيق وحسن سيره، قرر المحقق العدلي تأجيل عقد الجلسات المحددة إلى مواعيد لاحقة».
وحضر البيطار إلى مكتبه عند التاسعة والنصف صباحاً وسط مواكبة أمنية، وكانت على جدول أعماله جلستا استجواب الأولى لوزير الأشغال العامة السابق الوزير النائب الحالي غازي زعيتر، والثانية لوزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، حيث جرى استدعاؤهما للتحقيق إثر تبليغهما لصقاً مواعيد الجلسات، وهي الطريقة نفسها التي أبلغ فيها رئيس الحكومة السابق حسان دياب جلسته التي كانت مقررة غداً (الأربعاء). وسرعان ما وصل محامو الادعاء الشخصي، الذين دخلوا إلى مكتب المحقق العدلي وتبلغوا قراره بتأجيل الجلسات والأسباب التي حملته على ذلك.
وعبّر عدد من محامي الادعاء عن استيائهم من التأجيل غير المتوقع، ووضعوه في خانة «الضغط على التحقيق ومحاولة تغيير مساره». وأكد أحد وكلاء الادعاء لـ«الشرق الأوسط» أن «تأجيل التحقيقات إلى مواعيد غير محددة، يدل على تراجع الزخم الذي عاد فيه البيطار»، واضعاً الأمر في خانة «إنهاء التحقيق وفي أحسن الأحوال حرف القضية عن مسارها». وفي انتقاد ضمني للبيطار قال المحامي، الذي رفض ذكر اسمه: «سنواكب ما يحصل في الأيام المقبلة، والمسار الذي ستسلكه الأمور ليبنى على الشيء مقتضاه».
وفنّد المحقق العدلي أسباب إرجاء الجلسات، وأكد خلال لقائه الإعلاميين المعتمدين في قصر العدل، أن «التحقيق العدلي يجب أن تواكبه النيابة العامة التمييزية ضمن تعاون بينهما، وعدم التعاون بين المحقق العدلي والنيابة العامة أمر غير سليم». وقال البيطار: «هناك دعاوى ضدي بجرم (اغتصاب السلطة) يجب حلّها وإجراء تحقيق بشأنها، فإذا ثبت أنني مغتصب للسلطة فيجب أن أحاسب، وإذا ثبت العكس فيجب استكمال التحقيق من حيث توقّف». وشدد على أن غايته «إجراء تحقيق عدلي سليم وقانوني وشفاف، غير متشنج ولا يترافق مع إشكالات. فالتعاون بين المحقق العدلي يجب أن يكون موجوداً ومستمراً».
تراجع البيطار خطوة إلى الوراء، سبقته اتصالات مكثّفة خلال عطلة الأسبوع، تولاها رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبّود مع البيطار وعويدات ووزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري، لنزع فتيل التوتير والحؤول دون تفجير الوضع القضائي على نطاق واسع. وكشف مصدر قضائي بارز لـ«الشرق الأوسط»، أن القاضي عبّود «يريد حلّاً كاملاً لأزمة التحقيق لا تكسر المحقق العدلي ولا تحرج النائب العام التمييزي». وأوضح أن «اتصالات الساعات الماضية نجحت في تبريد الأجواء وسحب صاعق التفجير». وقال إن «فرص الحل تتقدم، والعقد إلى تراجع، ولا بد أن يكون العلاج قضائياً، والمراجع القضائية قادرة على اجتراح الحلول».
وبموازاة الجلسة التي كانت مقررة أمس، تقدّم فريق الدفاع عن المشنوق بدعوى أمام محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضية رندة كفوري، طالب فيها بـ«نقل ملف المرفأ من عهدة البيطار إلى قاضٍ آخر بسبب الارتياب المشروع»، وعلل هذا الفريق شكواه بذريعة أن البيطار «يخالف الدستور عبر الادعاء على موكله (المشنوق) واستدعائه للتحقيق، رغم أنه ليس مرجعاً صالحاً لملاحقته، وأن هذه الصلاحية في حال توفر شبهات تبقى من اختصاص المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء».

 

 

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية