البابا يستهل يومه الثالث والأخير في مستشفى دير الصليب: ما نشهده في هذا المكان عبرة للبشرية جمعاء

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Dec 02 25|12:28PM :نشر بتاريخ

استهل البابا لاوون الرابع عشر يومه الثالث والاخير من زيارته للبنان، من مستشفى دير الصليب الذي وصل اليه عند الساعة التاسعة الا ثلثا، حيث تجمع الآلاف من مؤسسات الجمعية التربوية والكشفية والصحية في باحة الدير لاستقبال البابا، واخذ بركته رافعين الأعلام البابوية واللبنانية على وقع الهتافات والاناشيد المرحبة به. 

وكانت في استقبال البابا عند مدخل الدير الرئيسة العامة لجمعية راهبات الصليب الام ماري مخلوف والراهبات، لينتقل بعدها على وقع نشيد خصص للمناسبة أنشدته "جوقة ذخائر ابونا يعقوب" المؤلفة من مرضى المستشفى بعنوان "أملنا"، من كلمات الشاعر نزار فرنسيس، ألحان وتوزيع المايسترو إيلي العليا، ميكساج وماسترينغ إيلي فقيه.
وشارك في اللقاء اللبنانية الاولى السيدة نعمت عون وعدد من المرضى والراهبات والطاقم الطبي والاداري في المستشفى.  

مخلوف

و ألقت الرئيسة العامة لجمعية راهبات الصليب الأم ماري مخلوف، كلمة رحبت فيها بالبابا لاوون الرابع عشروقالت:

"أهلا وسهلا بكم، في مستشفى الصليب للأمراض العقلية، والنفسية، المستشفى الذي لا يختار مرضاه، بل يحتضن بحب، من لم يخترهم أحد. هنا، أشخاص منسيون، تؤلمهم وحدتهم. هم وجوه لا تطل عبر وسائل الإعلام، ولا فوق المنابر. وها أنتم، بزيارتكم، تؤكدون لإخوة يسوع الصغار، أفقر الفقراء، وأكثرهم بؤسا، أنهم محبوبون من الله، وأن لهم مكانة عزيزة في قلبه، وفي قلبكم".

أضافت: "لقد رفعتم للعالم شعارا إنجيليا: "طوبى لفاعلي السلام. "ونحن، اليوم، نقول لكم إن السلام يولد حين تمسك يد الكنيسة بيد إنسان لا يعرف، حتى، كيف ينطق اسمه. فنحن نشكر لكم زيارتكم مستشفانا الذي يشهد للعالم بأن هؤلاء المنسيين ليسوا عبئا على المجتمع، بل هم كنز الكنيسة".

تابعت: "نشكركم، لأن زيارتكم أثبتت أن العناية الإلهية التي اتكل عليها مؤسسنا الطوباوي أبونا يعقوب، لا تنفك تلازمنا، وتمدنا بالقوة، والإيمان، فرسالتنا معجزة يومية، بشهادة من عايشها، فكيف لمؤسسة فقيرة، لا تملك شيئا، أن تبقى صامدة، برغم أهوال الانفجار، والجوع، والوباء، وانهيار مؤسسات الدولة؟ كيف نستمر، بلا دعم، ومع ذلك نشرع الأبواب أوسع، كلما أغلقت أبواب العالم، في وجه قارعيها؟ العلم لا يملك تفسيرا، ولا اقتصاد الأرض، ولا منطق البشر. وحدها السماء تعرف الجواب. إنها أعجوبة أبونا يعقوب الكبرى. فنحن نعيش من "فلس الأرملة"، من غير أن يعوزنا شيء. وها هو الله يحول ما يرسله إلينا، من خلال المحسنين، إلى فيض من الحب، كما ضاعف المسيح الأرغفة الخمسة، والسمكتين، فتتكرر المعجزة، ويشبع الجياع".

وتوجهت الى البابا لاوون بالقول: "نصلي معكم، كي تأتي الساعة التي يفرح فيها لبنان، والمؤمنون في العالم، وبنات أبونا يعقوب، بعرس إعلانه قديسا على مذابح الكنيسة، ليكون نموذجا مشرقا في محبة الفقراء، وشفيعا لهم، ووجها أصيلا للعيش المشترك، هو الذي استقبل المتألمين، وأنشأ لأجلهم المؤسسات، فكان، بحق، دولة في رجل، وأيقونة حية لإنسانية الإنسان، حينما قال: "طائفتي لبنان والمتألمون".

وختمت: "شكرا، يا صاحب القداسة، لأنكم أب للمنسيين، والمتروكين، والمهمشين. كونوا واثقين بأننا، ومرضانا، وتلامذتنا، ومن نعمل معهم، نحملكم في صلاتنا، ونضرع، معكم، إلى مريم، أمنا، قائلين بكلمات قداستكم: علمينا أن نقف معك، عند الصلبان التي لا تحصى، حيث لا يزال ابنك مصلوبا".

البابا لاوون 

ثم ألقى البابا لاوون الرابع عشر كلمة قال فيها:
"شكرا على حفاوة استقبالكم، يسعدني ان التقي بكم، كانت هذه رغبتي لان يسوع يسكن هنا فيكم انتم المرضى، وفيكم انتم الذين تعتنون بهم، الراهبات والاطباء وجميع العاملين في مجال الرعاية الصحية والموظفين".

أضاف: "اود اولا ان احييكم تحية مودة واؤكد لكم انكم في قلبي وصلاتي، واشكركم على النشيد الجميل الذي انشدتموه، شكرا للجوقة وللمؤلفين، انها رسالة امل.  
هذا المستشفى اسسه الطوباوي ابونا يعقوب، رسول المحبة الذي لم يكل ولم يتعب، ونتذكر قداسة حياته التي تجلت بشكل خاص لمحبته للفقراء والمتألمين وتواصل راهبات الصليب الفرنسيسكينيات اللواتي اسسن عمله ويقمن بخدمة ثمينة. شكرا لكنّ ايتها الاخوات العزيزات على الرسالة التي تحملنها بفرح وتفان". 
تابع: "أود ايضا ان احيي واشكر شكرا جزيلا طاقم المستشفى، ان حضوركم المهني وعنايتكم بالمرضى هي علامة ملموسة على محبة المسيح وحنانه، انتم مثل السامري الرحيم الذي توقف عند الجريح واهتم به، يعينه ويشفيه، احيانا يمكن أن ينتابكم شعور بالتعب والاحباط، خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي تعملون فيها، اشجعكم على ألا تفقدوا فرح هذه الرسالة وبالرغم من بعض الصعاب أدعوكم إلى أن تضعوا دائما أمام أعينكم الخير الذي يمكنكم تحقيقه،  انه عمل كبير في عيني الله". 
وأكد أن "ما نشهده في هذا المكان هو عبرة للجميع ولارضكم، لا بل وللبشرية جمعاء، لا يمكن ان ننسى الضعفاء ولا يمكننا أن نتصور مجتمعا يركض بأقصى سرعة وهو متشبث بأوهام الرفاهية الزائدة، متجاهلا حالات كثيرة من الفقر والهشاشة". 
وقال: "نحن المسيحيين كنيسة الرب يسوع مدعوون بصورة خاصة إلى الاهتمام بالفقراء، الانجيل نفسه يطلب منا ذلك، ولا ننسى أن صرخة الفقراء التي نسمع صداها ايضا في الكتاب المقدس تخاطبنا، على وجه الفقراء المتألم نرى مطبوعة آلام الابرياء، ومن صم آلام المسيح نفسه". 
وختم: "وانتم أيها الأخوة والأخوات الاعزاء الذين امتحنكم الله بالمرض، أود فقط انكم في قلب الله ابينا وهو يحملكم بين يديه ويرافقكم بمحبتك ويغمركم بحنانه من خلال ايدي وابتسامات الذين يهتمون بكم، لكل واحد منكم يقول الرب يسوع اليوم انا احبك اريد لك كل الخير انت ابني لا تنسوا ذلك ابدا. شكرا لكم جميعا. الله معكم".

 بعد الكلمة اقام البابا صلاة قصيرة ، بعدها تسلم من الام مخلوف ايقونة مار يعقوب وهدايا تذكارية اخرى، وغادر بعدها مستشفى دير الصليب متوجها الى جناح السيدة حيث  التقى  الأطفال في مبنى "سان دومينيك" بعيدا من الاعلام، ومن هناك توجه الى المرفأ. على وقع النشيد الخاص بالمناسبة .

نشيد"أملنا"

أما نشيد "أملنا" الخاص بزيارة البابا لاوون الرابع عشر الى دير الصليب فهو من كلمات الشاعر نزار فرنسيس وألحان وتوزيع المايسترو ايلي العليا وميكساج وماسترينغ ايلي فقيه. 

حَلِّت عِنّا البركة كلّا 
وتنرحّب فيك تجمّعنا 
رغم المرض بيبقى الله 
عايش فينا وحاضر معنا 

إيدك عَلّي.. عطينا النعمة 
بدنا نصلّي.. ونمحي العتمة 
يا بابا.. في عنّا كلمة 
وْأمَلنا إنّك تسمعنا.. 

يا جايي تبارك جَمعتنا
وبصلاتك حب كبير 
بوجودك وصلت فرحتنا
للسما المنحبّا كتير 

هيكي عَلَّمنا ووَصّانا 
بونا يعقوب الرَبّانا 
شمعة بالعتمة ضَوّانا 
حتى العتمة نور تصير.. 

أكبر عجيبة بالكون 
إنّو بقينا رغم حروب 
وإنّو نحنا هلق هون 
بْعون الخالق والمصلوب 

وبونا يعقوب الوَحَّدنا 
تاليوم نقلّك شو بدنا 
يا بابا صلّي وساعدنا 
يتقدّس بونا يعقوب

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan