افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح يوم الاربعاء في 8 شباط 2023
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Feb 08 23|08:15AM :نشر بتاريخ
الجمهورية
فيما ظل الاهتمام مُنصبّاً على الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا وارتداداته الطبيعية والكارثية، إستمرت الهزات بكل انواعها العنيفة والمتوسطة والخفيفة على خط الزلزال السياسي والاقتصادي المدمّر الذي يضرب لبنان منذ العام 2019، وقد انتظر جميع الاوساط امس البيان الختامي للاجتماع الخماسي العربي ـ الدولي المنعقد في باريس منذ امس الاول، الا انه لم يصدر حتى ساعة متقدمة من المساء من دون معرفة الاسباب.
نَسي اللبنانيون او تناسوا زلازلهم الداخلية امام هول الزلزال الكبير الذي ضرب سوريا وتركيا ووقفوا الى جانبهما يلملمون الجروح ولو من وراء الشاشات مُعلقين على ساعة الانتظار مزيداً من الايام، حيث تراجع البحث والاهتمام بملفات اصيبت بتطورات متسارعة خلال الايام العشرة الماضية وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي الذي تركوه لقدر الوقت الكفيل بإحداث تغيّرات، علماً انّ عداد رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية لا يزال يحتسب الاصوات بحسب ما قالت مصادر متابعة للملف لـ"الجمهورية"، مؤكدة انّ رقم الستين ثابت من دون اصوات "اللقاء الديموقراطي" ونحو 3 نواب "مترددين " وقد اصبحت مواقف الدول معروفة تقريباً بين المرشحين الأقويين فرنجية وقائد الجيش جوزف عون، بين ابيض واسود ورمادي، وهذا ما يصعب الامور ويجعل النتيجة غير مضمونة لكل فريق. وبالتالي، فإن الارباك وتضارب المصالح سيّدا الموقف طالما ان لا وجود لخريطة حل. ويتوقع المصدر "ان يطول الحل قليلاً طالما ان الامور "حميت وبردت" بسرعة من دون احداث اي خرق خصوصاً من جانب قصر الايليزيه الذي أُعطي اجتماعه الخماسي حجما اكبر منه لجهة ترتيب الوضع في لبنان، وكلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من انه يجب العودة الى مجالس الوزراء الدورية لأنّ الاستحقاق الرئاسي من دون افق خير دليل على الاحباط من دخول تطورات عليه.
وفي هذه الاثناء لم تسجل امس اي معطيات حول مقررات اجتماع باريس الخماسي الذي عقد امس الاول بمشاركة فرنسية - اميركية - سعودية ـ قطرية ـ مصرية، ما أثار حالة من الاحباط في مختلف الاوساط السياسية المراهنة عليه من جهة وحالة عدم اكتراث لدى غير المهتمين به من جهة أخرى، فيما العيون شاخصة على المبادرات الداخلية وابرزها متوقّع ان يأتي من بكركي، لكن يبدو انه سيتأخر الى ما بعد الاسبوع المقبل لأنّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سيكون في الفاتيكان، ولم يبادر الى اي خطوة الّا بعد عودته.
بري يُناشد
وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، في كلمة له في احتفال تدشين المبنى الجديد لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت، في حضور مساعد وزير الخارجية الايرانية كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي الايراني علي باقري أنّ "اللبنانيين مدعوون إلى أن يثبتوا للعالم وللشقيق والصديق ولكل من يتربّص أو يتحيّن الفرص للإنقضاض على لبنان، أننا قد بلغنا سن الرشد الوطني والسياسي، ونملك الجرأة والقدرة والمسؤولية الوطنية والمناعة السيادية لصناعة توافقاتنا وإنجاز استحقاقاتنا الداخلية والدستورية بأنفسنا، وبما يتلاءَم مع مصلحة لبنان وتطلعات أبنائه في كل ما يتصل بحياة الدولة وأدوارها وتطورها في الاصلاح السياسي والمالي والاقتصادي والقضائي". واضاف: "تعالوا الى كلمة سواء نُثبت فيها أننا قادرون فهل نحن فاعلون؟"، مُجدِّداً الدعوة والمناشدة "من أجل تأمين كافة المناخات الملائمة لإنجاح المساعي التي تبذل من قبل الحكومة العراقية من أجل رأب الصدع في العلاقة بين ايران والمملكة العربية السعودية وعودتها الى ما كانت عليه"، مؤكداً أن "قدر الأمة ومنعتها وتقدمها واستقرارها وازدهارها واكتمال بدرها الإسلامي والمسيحي في سماء العروبة وبزوغ فجر فلسطيني جديد بأمسّ الحاجة لهذه العلاقات الأخوية والضرورية التي لا خيار لنا إلا أن تكون جيدة وراسخة، فهي القضاء والقدر حاضراً ومستقبلاً".
موقف "القوات"
وفيما لم يسجل اي جديد على صعيد الاجتماع النيابي المسيحي المزمع عقده في بكركي بناء على توصية القمة الروحية المسيحية الاخيرة، زار وفد من تكتل "الجمهورية القوية" برئاسة النائب ستريدا جعجع بكركي أمس والتقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. وأعلنت جعجع بعد اللقاء "أننا تمنّينا على الراعي مشاركتنا في الضغط لانتخاب رئيس للجمهورية، ومن هذا الصرح أدعو نواب الأحزاب السيادية والنواب التغييريين والمستقلين الى التعاون في موضوع انتخاب رئيس، للوصول الى انتخاب رئيس سيادي انقاذي واصلاحي بأقرب وقت". واضافت: "يهمّني أن أتوجَّه برسالة إلى كل الذين يعوِّلون على تدخلات خارجية بموضوع انتخابات رئاسة الجمهورية، وأقول إنّ رهانكم ليس في محلّه أبدًا وانتظار الخارج للتدخّل خطأ كبير، لأنّ الخارج مُنهمك بأموره ومشاكله والانتظار سيطول كثيرًا، في حين لم يَعد البلد ولا الشعب يحتملان الانتظار".
وشكرت جعجع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، مشيرة إلى "أننا تمنّينا لو نَسّق معنا لكانت نجحت مبادرته، خصوصًا أننا علمنا أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يوافق على التخلّي عن اسم رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية". وشددت جعجع على أنّ "مرشحنا هو النائب ميشال معوّض لتاريخ اليوم، وعلى الجميع الالتزام بالآلية التي سيضعها البطريرك الراعي لاجتماع النواب المقرر انعقاده".
وفد وزاري الى سوريا
في غضون ذلك ظلّت الانظار مشدودة لليوم الثاني على التوالي الى هول المأساة التي أحدثها الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا وتركيا، ووحّدت شعوب العالم في مد يد العون والاغاثة للبلدين، إذ اشارت تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 20 ألف شخص لقوا حتفهم، متوقعة بلوغ عدد المتضررين في البلدين الى 23 مليون متضرر.
وقد استنفرت الاجهزة المعنية لمحاولة تقديم المساعدة للمنكوبين، خصوصا ان ثمة مفقودين لبنانيين في البلدين، وقد تم أمس العثور على اربعة منهم في تركيا. وشكّل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفدا وزاريا سيتوجه اليوم الى سوريا للوقوف على الحاجات والبحث في سبل المساعدة بالمقدار الممكن. ويضمّ الوفد وزراء الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، الاشغال العامة والنقل علي حمية، الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار، والزراعة عباس الحاج حسن، الامين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير ومدير العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزيف حلو.
وقالت مصادر وزارية لـ"الجمهورية" انّ وزير الخارجية هو مَن اقترح تشكيل الوفد الى سوريا بعد اتصال أجراه مع نظيره السوري فيصل المقداد، تزامناً مع اتصال أجراه ميقاتي بنظيره السوري حسين عرنوس. ولمّا اقترح بو حبيب الفكرة على ميقاتي بارَكها وطلب اليه تشكيل الوفد من وزراء الاختصاص بالشؤون الانسانية والاجتماعية والنقل والاغاثة تزامناً مع توجّه فرَق من الجيش والدفاع المدني والصليب الاحمر ومجموعات من كشافة الرسالة التابعة لحركة "أمل" ومتطوعين من هيئات مختلفة.
ودعت وزارة الخارجية والمغتربين كافة المواطنين اللبنانيين الموجودين في سوريا وتركيا الى التقيد بإجراءات وإرشادات السلامة الصادرة عن السلطات المختصة، وعمّمت أرقاماً للتواصل عليها عند الضرورة والحالات الطارئة في سوريا وتركيا.
وبثّت قناة "ال بي سي آي" مساء انّ جميع المسجلين لدى سفارة لبنان في أنقرة والذين فُقد الاتصال بهم سابقاً تم العثور عليهم، في حين لا تزال أعمال البحث جارية عن الذين أبلغ ذووهم عن فقدانهم مِن غير المسجّلين ومن بينهم ثلاثة اشخاص تم تحديد مكانهم قبل ساعات.
وقالت المصادر الوزارية انّ بوحبيب الذي التقى عصر أمس القائم بأعمال السفارة السورية علي دغمان، أبلغه بنتائج لقائه مع ممثلي المنظمات الدولية العاملة في لبنان قبل ظهر امس، وزوّدهم نسخة من الاحتياجات السورية لمساعدة المنكوبين، مؤكداً استعداد لبنان لتقديم كل التسهيلات اللازمة لإيصال هذه المساعدات الى سوريا. كما تلقّى بو حبيب شكر القيادة السورية على سرعة استجابة لبنان للمساعدة، خصوصاً لجهة فَتحه مطار رفيق الحريري الدولي ومرافقه امام المساعدات الدولية لتسهيل عبورها الى سوريا بسبب الحصار المفروض على المطارات والمرافىء السورية.
وعلمت "الجمهورية" أنّ برنامج الزيارة خالٍ من أي موعد بعدما ترك الجانب اللبناني للجانب السوري اتخاذ الترتيبات المناسبة لهذه الزيارة، وأن ما تردّد في بعض الكواليس عن لقاء للوفد مع الرئيس السوري بشار الأسد ليس مؤكداً، فالجانب اللبناني لم يطلب هذا الموعد ولا غيره لأنّ لزيارته عنواناً واحداً هو التضامن مع الشعب السوري.
ورشة عمل
في غضون ذلك، شدّد 30 نائباً يمثّلون معظم الكتل النيابية والأحزاب السياسية، اجتمعوا مع ممثلي صندوق النقد الدولي في لبنان في ورشة عمل نظمّها النائب فؤاد مخزومي، على "التواصل بكل شفافية مع صندوق النقد الدولي لمناقشة القوانين الإصلاحية التي يتوقع الأخير من مجلس النواب إقرارها"، واستعجلوا "الإسراع في صَوغ وإقرار القوانين الإصلاحية المطلوبة لتوقيع اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وذلك فور انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة للبنان". وأكدوا "دعمهم الكامل" لبرنامج صندوق النقد، مشدّدين على "الحاجة لفهم معايير البرنامج بشكل أكبر، والعمل معاً للوصول إلى برنامج يصبّ في مصلحة لبنان".
وقد تم خلال اللقاء توزيع وثيقة تضمنت خريطة الطريق الأساسية التي تساعد لبنان في الخروج من أزمته المالية والاقتصادية وصولاً إلى توقيع الاتفاق النهائي مع الصندوق، والتي وافقَ عليها جميع النواب الحاضرين مُمثّلين كتلهم النيابية.
وعلى أثر هذا اللقاء تم تشكيل مجموعة تضم معظم الكتل النيابية وذلك للمتابعة والتواصل مع الفريق الممثّل لصندوق النقد الدولي، بالنسبة الى ما يخص تشريع القوانين والإجراءات ذات الصلة ببرنامج الصندوق.
إضراب المصارف
نفّذ القطاع المصرفي امس، اليوم الاول من الاضراب المفتوح الذي أعلنه في بيان صدر مساء الاثنين، عَدّد فيه الاسباب الموجبة التي دفعته الى اتخاذ هذه الخطوة.
وزار وفد من جمعية مصارف لبنان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي امس في السرايا الحكومية، لاطلاعه على المعطيات التي دفعت الى هذا الاجراء.
وفي المعلومات، انّ ميقاتي وعد بمتابعة الموضوع لمعالجة التجاوزات التي باتت تهدد القطاع المالي برمّته، خصوصاً لجهة استخدام بعض الجهات السياسية القضاء للتسلّل الى الحسابات المصرفية والحصول على معلومات قد يتم استغلالها في تصفية الحسابات السياسية.
وقالت مصادر مصرفية لـ"الجمهورية" انّ "الدولة هي المسؤولة عن تنظيم العلاقة بين المودِع والمصرف، وهي ليست مجرد طرف متفرّج على الأزمة التي تسبّبت بها بنفسها". وأوضحت "انّ الاضراب يهدف الى حماية المودع والقطاع المصرفي في آن، لأنّ سابقة إلغاء الشيكات كوسيلة دفع مقبولة، وإصدار أحكام قضائية من دون الأخذ في الاعتبار الأزمة النظامية التي تضرب الدولة ومصرف لبنان المركزي والمصارف، من شأنها ان تقضي على مبدأ المساواة بين المودعين، وان تحرم غالبيتهم من حقوقهم، سواء من خلال تعطيل تنفيذ التعميم الرقم 158، او من خلال استنفاد السيولة، وضرب القطاع والقضاء على اي امل في الانقاذ في المستقبل".
مجلس القضاء الاعلى لم يلتئم
على المستوى القضائي سجلت امس خطوة اضافية في اتجاه ترميم العلاقات ضمن السلك القضائي عقب الازمة الناشئة بين كل من المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات والمحقق العدلي في جريمة تفجير المرفأ القاضي طارق البيطار، فتَعطّل اجتماع مجلس القضاء الأعلى الذي كان مقرراً بعد ظهر أمس بعدما غادر رئيسه القاضي سهيل عبّود مكتبه قبل موعد الاجتماع، وكذلك غاب عُضوا المجلس القاضيين عفيف الحكيم وداني شبلي، وحضر القضاة الاربعة الاخرون فلم يكتمل النصاب ما حال دون انعقاد المجلس.
وفي موقف لافت نُقل عن عويدات قوله، بعد تطيير النصاب، انه ينظر الى تطيير نصاب الجلسة بإيجابية. وأضاف: "لإنو ما بدّي الحل يطلع الّا عن الرئيس الأول سهيل عبود".
وفي الوقت الذي لم تتكشّف اي معلومات عن الخطوات المقبلة، تحدثت اوساط قضائية لـ"الجمهورية" عن مشروع حل يقضي باتخاذ الاطراف كافة بعض الإجراءات لتجاوز الازمة ووضع حد للخلافات التي تسللت الى السلطة القضائية تمهيداً لطَي هذه الصفحة نهائياً.
النهار
بدا لبنان امس، غداة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا واهتزت لتردداته ذعرا كل المناطق اللبنانية، كأنه منخرط بالكامل في التداعيات والمآسي الدراماتيكية التي تسبب بها خصوصا في ظل تكشف وجود لبنانيين بين الضحايا والجرحى والمفقودين في كلا البلدين. وعلى رغم طغيان الجانب الاغاثي والإنساني في هذه الكارثة الضخمة والمريعة، فان ذلك لم يحجب دلالات مهمة برزت من خلال انخراط الحكومة والمؤسسات اللبنانية المختلفة في مد سوريا وتركيا بما امكن للبنان تقديمه رغم إمكاناته المتواضعة في أوضاعه المعروفة. من ابرز هذه الدلالات ان الازمات السياسية الداخلية بدت غارقة في جليد مماثل للطقس الجليدي الراهن مع جمود يطبع المشهد السياسي في انتظار عودة تحريك ملفات الاستحقاقات الداهمة وفي مقدمها الازمة الرئاسية، ولو ان محور المشاورات لم ينقطع على خط بكركي تحديدا. كما ان دلالات لا يمكن القفز فوقها برزت في مسألة انخراط الحكومة والوزارات والمؤسسات الامنية والانسانية في مد سوريا بالدعم الممكن وتمثلت في ما يمكن اعتباره "تطبيعا طارئا" بين لبنان ودمشق، وتجلى في اسقاط الحكومة كل التحفظات عن التواصل المباشر مع النظام السوري والحكومة السورية وفتح قنوات التنسيق على الغارب من دون ان يثير ذلك، نظرا الى طغيان العامل الكارثي في الجانب السوري، أي أصداء سلبية سياسية في لبنان.
اما في المقلب الاخر من المشهد السياسي - الديبلوماسي المتصل بالازمة السياسية والرئاسية، فقد بدا واضحا ان الاجتماع التشاوري الخماسي الذي عقد اول من امس في باريس بين ممثلين لفرنسا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، لم يكن على مستوى الحد الأدنى من الرهانات على نجاحه في التوصل الى موقف صارم متماسك وواضح للضغط على الطبقة السياسية وحملها على ملء الشغور الرئاسي او اعلان موقف مختلف عن الادبيات العمومية التي لم تعد تؤثر في مجريات الازمة السياسية. مع ذلك نقلت مراسلة "النهار" في باريس رنده تقي الدين عن مصدر ديبلوماسي غربي مطلع على الاجتماع، ان هدفه كان البحث في آليات ديبلوماسية لكسر المأزق السائد في لبنان بالنسبة للفراغ الرئاسي والاصلاحات وان الاجتماع ناقش سبل الخروج من الازمة الحالية في لبنان. واضاف ان الدول الممثلة والمجتمعة لديها آليات ديبلوماسية للضغط على اصدقائها في مجلس النواب من اجل التوصل الى انتخاب رئيس توافقي. واكد المصدر ان الاجتماع لم يدخل بلعبة اسماء المرشحين للرئاسة. كما ان مصدرا ديبلوماسيا عربيا آخر قال لـ"النهار" ان المجتمعين اتفقوا على رسائل ستوجه الى جميع الاطراف اللبنانيين. وعزا تأخير صدور بيان عن المجتمعين الى الحصول على تعليمات من العواصم حتى يتم اعتمادها. واوضح ان فحوى الرسائل هو الاعراب عن القلق من الوضع الاقتصادي الحالي واهمية ايجاد حل للفراغ الرئاسي وضرورة توصل جميع الافرقاء اللبنانيين الى انتخاب رئيس توافقي يحظى باتفاق الفرقاء.
لبنان وسوريا
وسط هذه المناخات، مضت الحكومة امس في إجراءاتها الايلة الى انخراط لبنان في اعانة المنكوبين في الزلزال في سوريا، فشكل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفدا وزاريا يتوجه اليوم الى سوريا لعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين السوريين تتناول الشؤون الانسانية وتداعيات الزلزال المدمّر الذي وقع في عدة مناطق في سوريا والامكانات اللبنانية المتاحة للمساعدة في مجالات الاغاثة. واعلن رسميا انه جرى التواصل امس بين رئيس الحكومة ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب ووزير الاشغال العامة والنقل علي حميه، وتم الاتفاق على تشكيل الوفد الوزاري الى دمشق "تعبيرا عن الوقوف الى جانب سوريا في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها، كخطوة تكاملية مع البعثة اللبنانية التي تقرر إيفادها للمساعدة في عمليات الاغاثة الانسانية، وكذلك مع قرار وزارة الاشغال العامة والنقل بفتح المرافق الجوية والبحرية اللبنانية أمام الشركات والهيئات التي تنقل المساعدات الى سوريا". ولفتت المعلومات الرسمية الى "مجلس الوزراء كان قرر تكليف وزير الاشغال العامة والنقل علي حميه بالتواصل مع الاشقاء في سوريا، ووضع كل الامكانات المتاحة لأجل المساعدة الانسانية في عمليات البحث والانقاذ وغيرها".
يشار الى ان فرق الانقاذ تمكنت امس من الوصول الى ثلاثة لبنانيين عالقين تحت أنقاض احد الفنادق في انطاكية، جراء الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا. كما تمكّنت فرق الانقاذ من انتشال شخص رابع كان عالقا في مكان آخر في انطاكية. وافيد ان تم العثور على اللبناني محمد شما وطفله. واشارت السفارة اللبنانية في تركيا الى ان هناك حوالي 30 شخصًا مفقود التواصل معهم وهناك ثلاثة لبنانيين لا يزالون تحت الأنقاض في انطاكية بعد انهيار الفندق الذي كانوا فيه وفرق الانقاذ تعمل على انتشالهم.
بدورها اعلنت قيادة الجيش ارسال 15 عنصرًا من فوج الهندسة إلى سوريا للمساهمة في أعمال البحث والإنقاذ. كما أشارت المديرية العامة للدفاع المدني اللبناني الى ارسال 20 عنصراً الى سوريا للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ والمسح الميداني الشامل في موقع الزلزال. من جانبه، أكد الأمين العام للصليب الاحمر اللبناني جورج كتاني ان فريقه وصل الى تركيا وهناك تنسيق مع الحكومة التركية وفريق آخر سيتوجه الى سوريا للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ .
وأعلنت وكالة "سانا" السورية مساء امس وصول فريق مؤلف من 70 شخصاً من الصليب الأحمر اللبناني وفوج الإطفاء والدفاع المدني وفريق الهندسة في الجيش اللبناني إلى حي الرميلة بمدينة جبلة للمساعدة في عمليات رفع الأنقاض والبحث عن ناجين.
بري
اما في المشهد السياسي، فتناول رئيس مجلس النواب نبيه بري الاستحقاق الرئاسي بموقف مقتضب في كلمة القاها خلال احتفال أقيم امس بتدشين المبنى الجديد للسفارة الإيرانية في بيروت، وحضر من اجله الى بيروت مساعد وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني علي باقري. وقال بري في كلمته ان "اللبنانيين مدعوون الى ان يثبتوا للعالم وللشقيق والصديق ولكل من يتربص أو يتحين الفرص للإنقضاض على لبنان أننا قد بلغنا سن الرشد الوطني والسياسي، ونملك الجرأة والقدرة والمسؤولية الوطنية والمناعة السيادية لصناعة توافقاتنا وإنجاز إستحقاقاتنا الداخلية والدستورية بأنفسنا وبما يتلاءم مع مصلحة لبنان وتطلعات أبنائه في كل ما يتصل بحياة الدولة وأدوارها وتطورها في الاصلاح السياسي والمالي والاقتصادي والقضائي، تعالوا الى كلمة سواء نثبت فيها أننا قادرون فهل نحن فاعلون؟". وجدد بري "الدعوة والمناشدة من أجل تأمين كل المناخات الملائمة لإنجاح المساعي التي تبذل من قبل الحكومة العراقية من أجل رأب الصدع في العلاقة بين ايران والمملكة العربية السعودية وعودتها الى ما كانت عليه".
الاخبار
فشِل لقاء باريس الخماسي، أول من أمس، في إرساء "خريطة طريق" للأزمة اللبنانية. أربع ساعات من النقاشات "الحادة"، أثبتَت أن ما تختلِف حوله الدول المُشاركة، الولايات المتحدة وفرنسا ومصر والسعودية وقطر، أكثر ممّا تجتمِع عليه. حال ذلك دون صدور بيان ختامي "يُمكن أن يُستعاض عنه ببيان لوزارة الخارجية الفرنسية في الساعات المقبلة" وفق مصادر ديبلوماسية فرنسية، مشيرة إلى "أننا منذ البداية دعونا إلى عدم رفع سقف التوقعات"، فيما رجّحت مصادر ديبلوماسية عربية أن عدم صدور البيان الموعود "إشارة واضحة إلى حجم الخلافات".
مسؤول لبناني رفيع، كان على اتصال بالأطراف المعنية، أكّد أن الأميركيين والفرنسيين باتوا على قناعة بصعوبة فرض حل، لذلك يتفق الجانبان على لازمة واحدة ستتكرر من الآن وصاعداً، ومفادها: "أيها اللبنانيون، اختاروا أنتم رئيساً لبلادكم، وشكلوا حكومة جديدة، ونفذوا الإصلاحات التي تعرفون كيف يجب أن تكون كي يقف العالم إلى جانبكم". وأكد أن هذا الموقف "لا يعني أن الخارج لن يتدخل، لكنه يعرف مسبقاً أن أي رئيس جديد للبنان لا يمكن أن يكون معادياً لأميركا وفرنسا وحتى للسعودية".
على أية حال، جاءت نتائج اللقاء مخيّبة لآمال البعض في لبنان بـ "مفاجأة" تقلب الموازين السياسية من خلال إعلان اللقاء موقفاً متشدداً يضع رسماً تشبيهياً لرئيس الجمهورية لا ينطبِق على أي من حلفاء حزب الله، والتلويح بعقوبات.
المعلومات التي وصلت إلى بيروت حول اجتماعات ثنائية عقدت قبل اللقاء أشارت إلى حال من التخبط، قبل أن ينعقد اللقاء الأساسي الذي ضم مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف والسفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، مستشار الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، مساعد وزير الخارجية القطري محمد الخليفي، المستشار في الرئاسة الفرنسية للشرق الأوسط باتريك دوريل ومديرة قسم الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية آن غيغن والسفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو، السفير المصري في باريس علاء يوسف.
وكشفت مصادر لـ "الأخبار" أن "التباين في وجهات النظر كان كبيراً"، تحديداً بينَ باريس والرياض التي بدت "كثيرة التشدّد" في شروطها بشكل يعكس عدم وجود رغبة فعلية بتقديم طوق نجاة للبنان. ورغم أن ارتدادات زلزال سوريا وتركيا جعلت من هذا الاجتماع على هامش الاهتمامات، إلا أن فيه ما يجدر التوقف عنده.
بشكل عام، تطرّق الاجتماع إلى انتخاب رئيس للجمهورية ورئيس الحكومة وآلية تشكيلها وبرنامج عملها الذي يجب أن يحظى بثقة المجتمع الدولي، إلى جانب الإصلاحات. لكن ذلِك بقي في إطار العموميات، إذ لم يتم التطرق إلى أسماء. وبينما شدّد الفرنسيون على "ضرورة تقديم المساعدة للبنان، ذكّر الوفد السعودي بموقف بلاده المُعبّر عنه في بيان نيويورك الثلاثي والمبادرة الكويتية". وبحسب المعطيات فإن "من بين الأمور التي كانت مثار خلاف إصرار السعودية على الإشارة في البيان الذي سيصدر عن الاجتماع إلى حزب الله وتحميله مسؤولية الأزمة وتأكيد رفض أي مرشح رئاسي محسوب على الحزب، فيما رأى الفرنسيون ضرورة إجراء مزيد من التشاور أكثر". فيما نقلت مصادر ديبلوماسية أن الموقف المصري كان معارضاً لأي تهديد أو تلويح بالتهديد في ما يتعلق بالملف اللبناني.
وكان لافتاً ما نقل عن مسؤولين سعوديين بأن "الملف اللبناني ليس على قائمة الأولويات السعودية وأننا شاركنا بسبب الإلحاح الفرنسي، لكن حتى الآن لا تصوّر واضحاً لمعالجة الأزمة اللبنانية". وبحسب المصادر فإن من أسباب التشدد السعودي "الاعتراض على محاولات فرنسا إشراك الإمارات في الاجتماع أو أن يكون لها دور في الملف اللبناني، وانزعاجها من الحضور القطري والمصري"، وهي تتعامل وفقَ مبدأ أن "الجميع يحتاج إلى موافقتها ومباركتها باعتبارها خزنة التمويل المالي الأكبر وما تستطيع هي أن تقدمه لا يقدِر عليه الآخرون". باختصار، عطّلت "الإملاءات السعودية" التحرك الفرنسي الذي يعكس استعجال باريس للحل، بعدما نقلت إلى بيروت "رغبة الإليزيه في انتخاب رئيس للجمهورية في شهر آذار على أبعد تقدير، وأنها لن تفرض رئيساً بعينه إلا بالتوافق بين مختلف القوى".
نداء الوطن
أقفلت المصارف أبوابها أمس تنفيذاً لتهديدها بالإضراب المفتوح، احتجاجاً على اجراءات قضائية خاصة بإنصاف المودعين وكشف السرية المصرفية في قضية تبييض أموال.
والتقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بوفد من الجمعية أمس، ووعد بمتابعة الملف، والتواصل مع المراجع المختصة لمعالجة الوضع. حتى ذلك الحين، أكدت مصادر الجمعية "بقاء الاضراب قائماً، حيث تم تقليص العمل المصرفي ليقتصر فقط على السحب عبر ماكينات الصراف الآلي ATMs، وتأمين الاعتمادات المالية الضرورية للاستيراد، كما استقبال أموال Fresh من الخارج لصالح المواطنين والشركات".
على صعيد القضايا، تراهن المصارف على "تدخل الرئيس ميقاتي مع الجهات القضائية للحؤول دون تفاقم التحقيقات الجارية، وحتى لا تفلت الأمور من عقالها وصولاً الى حصول توقيفات واقفال مصارف والقاء الحجز التحفظي عليها، وعلى اصول وأموال عدد من المصرفيين المتهمين بتبييض الأموال".
وعلمت "نداء الوطن" أنّ هناك قضية متعلقة بتحويل نحو 8.8 مليارات دولار في الأشهر الأولى للأزمة (مع ربط ذلك بعمليات هندسات مالية حصلت في 2016!)، تدافع المصارف عن نفسها بشأنها بتأكيد ان المبالغ اقترضتها من مصرف لبنان لتغطي التزامات خارجية، لئلا تنكشف إزاء البنوك المراسلة، مع ما لذلك من تداعيات قانونية دولية.
في المقابل، تؤكد جهات الادعاء أن "في تلك التحويلات شبهات، وانها أتت على حساب بقية المودعين، ولم تكن كلها لتغطية التزامات خارجية، بل فيها أموال تعود لنافذين ومصرفيين".
وفي اليومين الماضيين تلقت مصارف طلبات لكشف السرية المصرفية عن حسابات وعمليات رؤساء واعضاء مجالس الادارات والمديرين التنفيذيين في عدد من البنوك، بالاضافة الى مدققي الحسابات الحاليين والسابقين. واختلفت الآراء حول تفسير مواد في قانون تعديل السرية المصرفية، فامتنعت مصارف عن تلبية طلبات كشف السرية، ما دفع بالجهة القضائية المعنية الى فتح دعاوى جديدة بحقها مع امكان اجراء مداهمات واصدار مذكرات جلب واحضار كل من يمتنع عن تلبية طلبات كشف السرية".
فهل يتدخل ميقاتي عبر النيابة العامة التمييزية والنيابة العامة المالية لتغيير مجرى القضايا والتحقيقات فيها؟ أم تلتزم البنوك مرغمة مع تحمل تبعات قاسية ومفاجئة؟ أم يستمر العناد المصرفي بالاضراب الذي يخنق الجميع ويضعهم أمام ضرورة إيجاد مخرج بإخراج سياسي قضائي مصرفي لهذا المأزق غير المسبوق في تاريخ المصارف، حتى لو اقتضى الأمر التدخل في عمل القضاء على غرار ما حصل في قضية انفجار المرفأ؟
تبقى الاشارة الى ان المصارف تضغط أيضاً لإقرار سريع لقانون كابيتال كونترول يحميها من قضايا المودعين. وعلى سبيل المقارنة بين قضيتي تبييض الأموال وإنصاف المودعين، يؤكد مصدر قضائي أنّ "المصارف تتمسك بأهداب السرية المصرفية كأنها "قدس الأقداس"، بينما تهزأ بشعار "قدسية الودائع" التي تقتطع منها يومياً ما يصل الى 85% من قيمتها".
الديار
لم يعد لبنان يتسع للمصائب والكوارث التي تطوّقه وشعبه من كل الجهات، حتى اتى الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا، ووصلت ارتداداته المرعبة الى لبنان، وهو المزلزل اصلاً بفعل الخلافات السياسية المتواصلة والمصاعب المعيشية والاقتصادية والمالية، ولعبة الدولار التي تكويه كل يوم، ليتم نسيان كل هذا مع الضربة الاكبر، وهو الحديث الدائم على الشاشات ووسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، عن إمكان حدوث زلزال مشابه للذي وقع فجر الاحد - الاثنين او اقل منه بقليل، أي دخول مصيبة جديدة لتضيف عبئاً مخيفاً على اللبنانيين، تزامنت مع العاصفة "فرح" التي تغادر اليوم، تاركة وراءها موجة من الصقيع القارس، ستغيب عنه التدفئة في معظم بيوت اللبنانيين، بسبب السعر الخيالي لصفيحة المازوت.
هذه المشاهد التي عاشها اللبنانيون منذ فجر الاثنين، أنستهم أزمة الكهرباء الحاضرة دائماً، وفواتير المولدات الكهربائية وأقساط المدارس، وتسعيرة الدولار في السوبرماركت والمحال التجارية، والاضرابات المتتالية والفراغ الرئاسي، والملف القضائي وخلافات السياسيين، والى ما هنالك من مصائب، لانّ الهواجس تسيطرعليهم من حصول ارتدادات كبيرة في الايام القليلة المقبلة، من جرّاء الزلزال التركي- السوري.
الى ذلك أوضحت مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء في لبنان مارلين البراكس " أننا موجودون على فالق زلزالي ناشط، وكل لبنان معرّض لأن الفوالق الزلزالية موجودة في البحر، في شرق لبنان ووسطه ، واذا حصلت هزّة أرضية قوية فلا مكان آمناً عندنا، ورأت من الطبيعي حصول هزّات ارتدادية بعد زلزال قوي، أنتج أكثر من 250 هزّة ارتدادية حتى يوم امس، لم يشعر المواطنون إلا بعدد قليل منها.
ضحايا لبنانيون في حلب وانطاكيا
كالعادة دفع المواطن اللبناني ثمن الهجرة، والبحث عن لقمة العيش في الاغتراب، فسقط عدد من الضحايا في انطاكيا التي تضرّرت بشكل كبير، من ضمنهم الدكتور وسام محمد الاسعد وابنته من وادي خالد، كذلك الأب عماد الضاهر وهو لبناني من بلدة البرامية - صيدا، قضى إثر هبوط المبنى الذي كان يسكن فيه في منطقة العزيزية في حلب، فيما يجري البحث عن اكثر من 30 لبنانياً في تركيا، يُعتبرون من المفقودين، والرقم مرشح الى الارتفاع، فيما تمكنت الفرق من إنقاذ 3 لبنانيين كانوا عالقين تحت انقاض احد الفنادق في انطاكيا، اضافة الى لبناني رابع في المدينة عينها.
وفد وزاري لبناني الى سوريا وبعثة للمساعدة
شكّل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وفداً وزارياً يتوجه اليوم الى سوريا، يضمّ وزير الخارجية عبدالله بو حبيب ووزير الاشغال علي حميه، لعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين السوريين، تتناول الشؤون الانسانية وتقديم المساعدة. وفي هذا الاطار، عقد الوزير حميه اجتماعاً في مبنى فوج الإطفاء في الكرنتينا، مع البعثة اللبنانية قبل توجهّها الى سوريا، في حضور ضباط وعناصر من الجيش والدفاع المدني والمعنيين بهذه المهمة، حيث تم تزويد البعثة بالتوجيهات والمعلومات اللازمة، والاطلاع على التجهيزات اللوجستية كافة، استعداداً لمشاركتها في تنفيذ عمليات البحث والإنقاذ، والمسح الميداني الشامل في موقع الزلزال، معلناً عن فتح المرافق الجوية والبحرية امام شركات النقل المحمّلة بالمساعدات الانسانية الى سوريا وإعفائها من الرسوم.
الراعي يتريث...
هذا واشار مصدر كنسي بارز ليلاً خلال اتصال مع " الديار" الى استياء البطريرك بشارة الراعي من الخلافات المسيحية المتواصلة، كاشفاً عن وجود عقبات يعرفها الجميع، تحول حتى اليوم دون دعوته النواب المسيحيين الى الاجتماع في الصرح، لبحث الملف الرئاسي ومحاولة إيجاد الحل النهائي له، ولفت الى انّ الراعي كان بصدد تشكيل لجنة من الكتل النيابية لدراسة الوضع، لكن عاد وألغى هذه الفكرة بعدما تأكد أنّ التقارب مستبعد.
و لفت المصدر الكنسي الى انّ البطريرك الراعي يتريث ويقوم بجسّ نبض القيادات ومعرفة آرائهم، وبعد ذلك يمكنه إطلاق الدعوة الى النواب المسيحيين،علّهم يتفقون على اسم مرشح رئاسي يحظى بموافقة الاكثرية منهم، للخروج من هذا المأزق.
وفد من "الجمهورية القوية " في بكركي
ويواصل الصرح البطريركي حراكه بهدف جمع النواب المسيحيين وإنهاء الفراغ. وفي اطار اللقاءات التي يجريها مع القيادات ورؤساء الكتل، زاره يوم امس وفد من تكتل "الجمهورية القوية"، برئاسة النائبة ستريدا جعجع، وعقد لقاء مع البطريرك الراعي، جرى خلاله البحث في المستجدات وخصوصاً الاستحقاق الرئاسي، اعلنت بعده النائبة جعجع ضرورة التوصل الى انتخاب رئيس جمهورية سيادي إصلاحي في أسرع وقت ممكن، لنبدأ بمسار الإنقاذ في البلد، وبالتالي نخفِّف عن كاهل الشعب اللبناني عذاباته والمشقات الحياتية التي يعاني منها، وقالت: "تمنّينا على غبطته مشاركتنا في الضغط لانتخاب رئيس للجمهورية، ودعت نواب الأحزاب السيادية والنواب التغييريين والمستقلين الى التعاون بموضوع انتخاب رئيس للجمهورية، كي نبدأ بمسار إنقاذ لبنان من الأزمة التي يتخبَّط فيها، وتوجهّت جعجع الى كل الذين يعوّلون على تدخلات خارجية بموضوع انتخاب الرئيس، بأنّ رهانهم ليس في محلّه أبداً ، لأن الخارج منهمك بأموره ومشاكله والانتظار سيطول كثيراً، وعلينا جميعاً أن نلبنن هذا الاستحقاق، ونعمل لنوصل الشخص المناسب الى المكان المناسب.
مصادر"القوات" اكتفت بالاشارة الى انّ ما اعلنته النائبة جعجع خير دليل وتأكيد لموقف الحزب.
موفد بري لجسّ النبض الرئاسي
كما نقل مصدر سياسي لـ "الديار" أنّ موفداً من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، يقوم منذ فترة بجسّ النبض الرئاسي في بعض دول الخليج، حول أسماء مطروحة للرئاسة، وقد لمس من مسؤولي تلك الدول عدم وجود "فيتو" على اسم مرشح رئاسي بارز، وكانت الاجوبة متشابهة: "لا يوجد لدينا مشكلة معه لكن ليبرهن عن مدى تعاونه معنا، وعلاقته البناءة فإما ان نسير معه او نقطع العلاقة سريعاَ".
ولفت المصدر المذكور الى إمكان انتهاء الملف الرئاسي، وخروج الدخان الابيض خلال شهر من اليوم، او ستعّم الفوضى في الشوارع وسط كل هذه الانهيارات، التي لم يعد اللبنانيون قادرين على تحمّلها، لذا علينا ان نستبشر بالاسوأ في حال بقي المعطّلون على قرارهم.
وفد من "الاشتراكي" في البلمند واليوم عند معوض
في إطار الحراك الرئاسي الذي يقوم به النائب السابق وليد جنبلاط ولقاءاته مع القيادات السياسية، زار وفد من كتلة "اللقاء الديموقراطي" برئاسة النائب تيمور جنبلاط البلمند ، للقاء بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأورثوذكس يوحنا العاشر، وجرى بحث في الملف الرئاسي، وكان تأكيد من النائب جنبلاط على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، لانه مفتاح الحل، مع التشديد على أهمية الحوار والتواصل مع كل الأطراف السياسية. وقدّم جنبلاط التعازي للبطريرك يوحنا العاشر بضحايا زلزال تركيا وسوريا. على ان يزور اليوم رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض، وافيد وفق معلومات لـ "الديار" بأنّ الاجتماع سيخرج بموقف لافت متعلق بالمعضلة الرئاسية.
دعاوى ضد عويدات
تقدّم وكلاء الادعاء عن أهالي ضحايا مرفأ بيروت بسلسلة دعاوى ومراجعات تباعاً، ضد النائب العام التمييزي القاضي غسان عوديات، ومن تلك الدعاوى والمراجعات: دعوى مداعاة الدولة بشأن المسؤولية الناجمة عن أعمال القضاة العدليين، امام الهيئة العامة لمحكمة التمييز، لإبطال القرارات الصادرة عن النائب العام التمييزي المتنحي لعلة الخطأ الجسيم، وكتاب موجّه الى وزير العدل لاحالة عويدات الى هيئة التفتيش القضائي لاتخاذ القرارات المناسبة حياله، إضافة الى شكاوى جزائية ضده بجرائم اغتصاب السلطة والتدخل في تحقيق جنائي وتهريب موقوفين وتجاوز حد السلطة وغيرها من الجرائم الخطرة؛ فضلاً عن دعاوى ومراجعات أُخرى سيُعلن عنها في حينه.
لا نصاب لجلسة القضاء الاعلى
لم يكتمل نصاب مجلس القضاء الاعلى، الذي كان من المقرر ان يعقد اجتماعاً امس بطلب من وزير العدل هنري خوري ، للبحث في مستجدات التحقيق في ملف اتفجار المرفأ، بحيث غاب القضاة سهيل عبود وعفيف الحكيم وداني شبلي، فيما حضر 4 قضاة فقط.
جمعية المصارف تواصل إضرابها
وعرض وفد من جمعية المصارف مشاكل الجمعية أمام الرئيس ميقاتي الذي وعد بمتابعة الملف مع المراجع المختصة، وافادت الجمعية اعن استمرارها في الاضراب التحذيري الذي بدأته يوم امس، الى حين ظهور بوادر ايجابية بشأن مطالبها، مع الابقاء على تشغيل ماكينات الصراف الالي ATM وتلبية الادارات العامة، وفتح الاعتمادات والقيام بالتحويلات.
موقع جريمة 4 آب على قائمة التراث العالمي؟
ووجهت الحملة التضامنية لحماية اهراءات مرفا بيروت، رسالة الى المديرة العامة لمنظمة الاونيسكو السيدة أودري أزولاي، تطلب فيها إدراج موقع جريمة 4 آب على قائمة التراث العالمي، بهدف حشد المجتمع الدولي من اجل حماية هذا الموقع، ودعمت طلبها بدراسة ووثائق تؤكد على القيمة الانسانية والرمزية والمعمارية، التي اكتسبها الموقع بعد مأساة انفجار الرابع من آب.
تضمّنت الوثائق مواقف صادرة من العديد من المنظمات العلمية الدولية، كمنظمة تراثنا العالمي OWH ، والاتحاد العالمي للمعماريين UIA ، واللجنة الدولية لتوثيق وحفظ معالم الحركة الحديثة Docomomo ، والمجلس العالمي للمعالم والمواقع ICOMOS، والمركز الدولي لدراسة الحفاظ على الممتلكات الثقافية وترميمها ICCROM-SHARJAH، التي سبق وتبنَت وجهة نظر الحملة بضرورة حماية موقع اهراءات المرفأ، وهو الموقع الذي ابتلع رفاة العشرات من ضحايا الانفجار الرهيب.
الانباء
لا زال العالم يلملم تبعات الزلزال المدمّر الذي وقع في تركيا وسوريا. أرقام الضحايا ترتفع بشكل مطرد ومقلق، وهي غير نهائية حتى الساعة رغم أنها تجاوزت حافة الـ7500 قتيل، فيما حجم الدمار هائل ولم يتحدّد بعد. ولا بد من الإشارة إلى أن التداعيات لا تتوقف عند هذا الحد، بل إن العواقب الاجتماعية ستستمر في الظهور، مع تشرّد مئات العائلات.
ورغم كارثية وهول ما حصل، فإن الشعب السوري بدا وحيداً في محنته. وفي هذا السياق، جاءت مناشدة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي دعا كل الجهات لمساعدة الشعب السوري المنكوب في محنته، والضغط لفتح ممرات آمنة للجهات الدولية بعيداً عن ابتزاز النظام وأصدقائه، وفق ما جاء في موقف له أمس. وجاءت دعوة جنبلاط بعد دعوات منظمات أممية لمساعدة السوريين بشكل فوري، لأن الوضع الإنساني لا يحتمل أي تأخير، وأرواح تُزهق مع كل تأخير.
إلى ذلك، ومع تأثّر لبنان بهزات ارتدادية ناجمة عن الزلزال، وتصدّع مبانٍ وسقوط جدران، عادت إلى الواجهة قدرة لبنان من عدمها لمواجهة كوارث طبيعية قد تستجد في أي لحظة. وهنا، لا بد من الإشارة إلى أن تداعيات أي كارثة تحصل ستكون مضاعفة، نتيجة هشاشة المقومات، خاصة وان كارثة انفجار المرفأ لا تزال ماثلة أمام اللبنانيين. وفي هذا السياق، عادت إلى الواجهة قضية المباني المعرّضة للسقوط بسبب عمرها الكبير وغياب الصيانة.
في هذا الإطار، كشف رئيس نقابة مالكي العقارات والأبنية المؤجّرة، باتريك زرق الله، أن عدداً كبيراً من المباني في لبنان مهدّد بالسقوط عند أي كارثة طبيعية، أو ظروف مناخية قاسية، وعددها في بيروت وحدها يتخطّى الـ12 ألفاً، بالإضافة إلى أعداد أخرى في طرابلس، البقاع وصيدا.
وفي اتصال مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية، لفت رزق الله إلى أن "الإسمنت يحتاج إلى صيانة ضرورية عندما يبلغ عمره الـ60 عاماً حسب تقديرات المهندسين، وثمّة عدد كبير من الأبنية في لبنان يعود تاريخ بنائها لستنيات وسبعينات القرن الماضي، وبالتالي كلها تحتاج إلى الصيانة، دون أن ننسى التصدعات التي أحدثها انفجار المرفأ".
لكن الصيانة بعيدة المنال، وهذا الأمر يزيد من خطر انهيار الأبنية، وبحسب رزق الله، فإن "مالكي المباني غير قادرين على إجراء الصيانة بسبب عدم تطبيق قانون الإيجارات الجديد، نسبةً لتوقف عمل اللجان القضائية التي من المفترض أن تبت في طلبات التمكين والاستفادة من الصندوق المخصص لدعم مالكي الأبينة، لإجراء عمليات الترميم المطلوبة".
وطالب في ختام حديثه تفعيل عمل اللجان القضائية، من خلال ضغط مجلس القضاء الأعلى عليهم، بالإضافة إلى ضغط الرؤساء الأوائل في المحاكم أيضاً، مشدّداً على ألا حل إلّا من خلال تمكين مالكي الأبنية.
على خطٍ آخر، تتفاعل قضية تحقيقات انفجار مرفأ بيروت، مع إرجاء المحقق العدلي القاضي طارق البيطار جلسات الاستماع إلى مستدعى عليهم، لأن الضابطة العدلية لم تأتمر منه، بل بقيت في صف النيابة العامة التمييزية، فلم تنفّذ طلبات التحقيق العدلي.
وفي هذا الإطار، كان من المفترض أن يُعقد اجتماع لمجلس القضاء الأعلى لنزع صاعق تفجير "العدلية" والبحث في الملف بطلب من وزير العدل هنري خوري، لكن فقدان النصاب أرجأ الجلسة من جديد، فلم يُطرح الملف.
مصادر متابعة للشأن شدّدت على وجوب تدخّل مجلس القضاء الأعلى لحسم الملف، دون أن يكون طرفاً في النزاع، بل حكماً، لأن الانقسام الحاصل في العدلية خطير على صعيد الحياة القضائية ومن غير المفترض أن يستمر، لأنّه يضرب هيبة القضاء من جهة، ويطيّر التحقيقات في الملف من جهة أخرى.
ولفتت المصادر عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أن "البيطار أرجأ جلساته، لكنه لم يتراجع عنها، ما يعني أنّه مصمم على الاستمرار بقرار مواصلة عمله رغم قرار النيابة العامة التمييزية اعتبار خطوة البيطار غير موجودة، والاشتباك القضائي سيعود في حال لم يُحسم الملف".
وتخوّفت المصادر من حدوث إشكال بين الأجهزة الأمنية نفسها، في حال قرر النائب العام التمييزي استدعاء البيطار للاستماع إليه بعدما ادعى عليه، وبالتحديد جهاز أمن الدولة المولج تنفيذ قرارات النيابة العامة التمييزية، والجيش المولج حماية البيطار، وأشارت إلى أن هذه النقطة إضافية تستدعي حل الإشكال القضائي بأسرع وقت.
ختاماً، وكما من المطلوب عودة القضاء إلى رشده لانتظام عمله، فإن عودة السياسيين إلى ضميرهم ومسؤولياتهم أيضاً مطلوبة لانتظام العمل العام، لأن الدولة لا يُمكن أن تستمر في ظل الفراغ والشلل التام.
الشرق
شكل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وفدا وزاريا يتوجه اليوم الى سوريا لعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين السوريين تتناول الشؤون الانسانية وتداعيات الزلزال المدمّر الذي وقع في عدة مناطق في سوريا والامكانات اللبنانية المتاحة للمساعدة في مجالات الاغاثة.
ويضم الوفد وزراء: الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، الاشغال العامة والنقل علي حمية، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، والزراعة عباس الحاج حسن، الامين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير ومدير العناية الطبية في وزارة الصحة جوزف حلو.
وكان جرى التواصل امس بين رئيس الحكومة ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب ووزير الاشغال العامة والنقل علي حميه، وتم الاتفاق على تشكيل وفد وزاري يتوجه الى دمشق تعبيرا عن الوقوف الى جانب سوريا في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها، كخطوة تكاملية مع البعثة اللبنانية التي تقرر إيفادها للمساعدة في عمليات الاغاثة الانسانية، وكذلك مع قرار وزارة الاشغال العامة والنقل بفتح المرافق الجوية والبحرية اللبنانية أمام الشركات والهيئات التي تنقل المساعدات الى سوريا.
وكان مجلس الوزراء قرر امس تكليف وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية بالتواصل مع الاشقاء في سوريا، ووضع كافة الامكانات المتاحة لأجل المساعدة الانسانية في عمليات البحث والانقاذ وغيرها.
وكان رئيس الحكومة عقد امس سلسلة اجتماعات ولقاءات في السراي.
وفي هذا الاطار إستقبل النائب طوني فرنجية الذي شدد على "أهمية وقوف لبنان الى جانب تركيا وسوريا بعد الزلزال الكارثي الذي ضربهما، لاسيما إلى جانب الدولة السورية التي لا بد من ان تتعامل مختلف الدول مع الفاجعة التي ألمَّت بها بمنظار إنساني حفاظاً على أرواح الناس وحقهم في الحياة".
وإستقبل الرئيس ميقاتي النائب قاسم هاشم الذي قال بعد اللقاء: أكدنا ضرورة متابعة الحكومة للقيام بدورها، تأكيدا لواجبها الوطني والدستوري في خدمة مصالح الناس وتسيير أمور الدولة، وهذا ما تقوم به الحكومة من خلال جلساتها، اذ أن هناك ضرورة لمتابعة كل قضايا الناس خصوصا في هذا الظرف الاستثنائي الذي يتطلب التخفيف من معاناة وآلام الناس".
وإستقبل الرئيس ميقاتي النائب أحمد الخير وعرض معه الاوضاع السياسية الراهنة.
كما إستقبل الرئيس ميقاتي وفدا من جمعية المصارف عرض له الاسباب التي دعت المصارف الى اعلان الاضراب.
اللواء
تجاوز لبنان الرسمي، وبعضه السياسي "عقوبات قيصر" على سوريا، والذي حرمه لتاريخه، زيادة التغذية بالكهرباء عبر الغاز المصري والكهرباء الأردنية، وقرر إرسال وفد وزاري للتباحث في المساعدات، يصلها اليوم، وقوامه الوزراء في حكومة تصريف الأعمال: عبد الله بو حبيب (الخارجية)، علي حمية (الأشغال)، هكتور حجار (الشؤون الاجتماعية) عباس الحاج حسن (الزراعة)، والأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير.
ويضفي الوفد الوزاري صبغة رسمية وسياسية على عمليات الاغاثة التي بدأتها المؤسسات الانسانية الرسمية والاهلية في سوريا، وبالتزامن مع قرار حمية فتح المرافق الجوية والبحرية اللبنانية أمام الشركات والهيئات التي تنقل المساعدات الى سوريا.
وسمح الانشغال اللبناني بنكبة الزلزال المروع في تهدئة الصخب الداخلي، مع انحباس البيان المتوقع، أو حتى المعلومات ذات الطابع الرسمي عن الاجتماع الخماسي في باريس حول لبنان، والانصراف بالتالي الى ملاحقة بعض قرارات مجلس الوزراء الاثنين الماضي لإعادة الروح الى التعليم الرسمي، وعدم دفع اساتذة الجامعة الى اي تحرك يؤثر سلباً على انتظام العام الجامعي، فضلاً عن معالجة اضراب المصارف، الذي من شأنه أن يؤثر سلباً على حركة استيراد السلع، وحتى التحاويل المالية الى لبنان في ضوء ضغوطعات لمعاودة الحصار المالي على البلد.
ولئن كان فريق 8 اذار، الأكثر استعجالاً لكسر الحصار على سوريا، مستفيداً من المناخات الانسانية التي فرضتها اهوال نكبة الزلزال في سوريا وتركيا، فان بعض القوى السياسية المسيحية انهمكت في تدارس الفراغ الرئاسي من زاوية رغبة بكركي في جمع النواب المسيحيين، لاتخاذ موقف لمصلحة استعجال ملء الفراغ.
وعلى هذا الصعيد، لا تزال المواقف قيد التدارس، والبلورة قبل ان يوجه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي الدعوة الى الاجتماع، بعد استمزاج آراء الكتل المسيحية، الاكثر عدداً.
وتحدثت المصادر عن حماس "عوني" للقاء، وهو فكرة سعى اليها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وعدم حماس "قواتي" وفقاً لما رشح من الموقف الذي ابلغته النائب ستريدا جعجع للبطريرط، على رأس وفد من نواب الجمهورية القوية لجهة آلية للاجتماع لا تنتهي بتحميل النواب المسيحيين مسؤولية عدم الاتفاق على انتخاب رئيس.
واستبعد نائب مسيحي ناشط ان يتمكن الفرقاء المسيحيون من الاتفاق حتى على فكرة اللقاء في ضوء تضارب المصالح، واتهام التيار الوطني الحر لرئيس حزب "القوات" بالرغبة في اعلان ترشيحه في نهاية المطاف، مع رفض فكرة التصويت، وخضوع الاقلية لخيار الاكثرية، مما يعني ان كتلة "المردة" ومرشحها النائب السابق سليمان فرنجية ليسا في وارد المشاركة في طرح من هذا النوع، مسجلة عتباً على النائب وليد جنبلاط الذي لم ينسق مع "القوات" في ما خص مبادرته الاخيرة، بالتخلي عن دعم المرشح ميشال معوض، وطرح اسماء ثلاثة هم: العماد جوزاف عون، والنائب السابق صلاح حنين والوزير السابق جهاد ازعور.
هذا في حين يتوجس التيار الوطني الحر من جلسة يجري الاعداد لها، حسب اوساطه، وتقضي بالانتخاب بـ65 نائباً، بتغطية مسيحية لا تزيد عن عشرة نواب مسيحيين، مع مشاركة لتأمين النصاب.
ولم تلحظ مصادر سياسية اي تحرك داخلي واعد للخروج من مأزق تعطيل الانتخابات الرئاسية، مع استمرار وتيرة تمسك حزب الله وحلفائه بمقولة الحوار والتوافق المسبق على شخصية رئيس الجمهورية العتيد، مع إبقاء مسألة دعم الحزب لترشيح سليمان فرنجية قيد التداول،والتي تقابل بتمسك كتل ونواب المعارضة،بترشيح النائب ميشال معوض،بالرغم من وصول هذا المنحى التصادمي الى الحائط المسدود، وعدم نجاح مساعي التفاهم على مرشح توافقي مقبول من معظم الاطراف حتى اليوم، ما يؤشر إلى ازمة مفتوحة بانتخابات رئاسة الجمهورية، مع غياب اي مؤشرات مشجعة عن نتائج لقاء باريس الخماسي الذي ضم الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، الذي لم يصدر عنه اي بيان يحدد ما خلص إليه من نتائج بخصوص مساعدة لبنان ودعم مساعي حل الأزمة القائمة فيه، فيما لوحظ التزام المشاركين باللقاء الصمت المطبق، وتجنب الحديث عما دار فيه من نقاشات وما توصل اليه من توصيات او نتائج.
وبينما تواتر الحديث عن تباينات سادت النقاش داخل المؤتمر من الدور الايراني المعطل لانتخابات رئاسة الجمهورية بواسطة حزب الله، وباطالة امد حل الأزمة الضاغطة في لبنان، لحسابات ومصالح ايرانية خاصة على حساب مصلحة اللبنانيين، توقعت المصادر ان تتولى الديبلوماسية العائدة لكل من الدول المشاركة باللقاء، الاتصال بالدول المعنية، كل من موقعه، لاطلاعها على مضمون نقاشات اللقاء الخماسي، والخلاصات التي توصل اليها،لمساعدة ودعم الشعب اللبناني.
ضحايا ومفقودون لبنانيون
على الصعيد اللبناني، ارتفع عدد المفقودين اللبنانيين في تركيا جراء الزلزال المدمر ليتخطى الـ 10 اشخاص، وذلك بحسب الجالية اللبنانية. وأشارت المعلومات من أضنة - تركيا الى ان حوالي الـ15 عائلة لبنانية فقد التواصل معهم. فيما ذكرت معلومات اخرى ان سبعة لبنانيين تأكد مقتلهم في الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا فيما لا يزال أكثر من 30 لبنانيا في عداد المفقودين.
وغابت التطورات السياسية البارزة امس بإستثناء زيارة وفد كتلة القوات اللبنانية الى البطريرك الماروني بشارة الراعي، فيما طغت على الساحة إجراءات الحكومة لدعم سوريا وشعبها بمواجهة الزلزال المدمر الذي اصابها.
وقد شكل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفدا وزاريا يتوجه اليوم، الى سوريا لعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين السوريين تتناول الشؤون الانسانية وتداعيات الزلزال المدمّر الذي وقع في عدة مناطق في سوريا، والامكانات اللبنانية المتاحة للمساعدة في مجالات الاغاثة.
وكان قد جرى التواصل امس بين رئيس الحكومة ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب ووزير الاشغال العامة والنقل علي حميه، وتم الاتفاق على تشكيل وفد وزاري يتوجه الى دمشق "تعبيرا عن الوقوف الى جانب سوريا في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها، كخطوة تكاملية مع البعثة اللبنانية التي تقرر إيفادها للمساعدة في عمليات الاغاثة الانسانية ، وكذلك مع قرار وزارة الاشغال العامة والنقل بفتح المرافق الجوية والبحرية اللبنانية أمام الشركات والهيئات التي تنقل المساعدات الى سوريا".
وكان الوزير حميه قد عقد صباح امس، اجتماعاً في مبنى فوج الإطفاء في الكرنتينا، مع البعثة اللبنانية قبل توجهها الى سوريا، في حضور ضباط وعناصر من الجيش والدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت ولجنة إدارة الكوارث في رئاسة مجلس الوزراء - الأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع والصليب الأحمر اللبناني، حيث تم تزويدها بالتوجيهات والمعلومات اللازمة، والاطلاع على التجهيزات اللوجستية كافة استعدداً لمشاركتها بتنفيذ عمليات البحث والإنقاذ والمسح الميداني الشامل في موقع الزلزال.
بعد الاجتماع اكد حميه انه من الواجب الوقوف الى جانب سوريا برغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها. على كل الصعد، معلناً انه وبالتشاور مع الرئيس نجيب ميقاتي اتخذ القرار بفتح المرافق الجوية والبحرية امام شركات النقل المحملة بالمساعدات الانسانية الى سوريا من الدول والمؤسسات والمنظمات الدولية، وإعفائها من رسوم المطارات والمرافئ خصوصاً تلك المتعلقة بمواجهة تدعيات الزلزال الذي حصل.
واوضح ان هذا القرار جاء نتيجة تمنّع بعض الشركات عن الرسو والهبوط في المرافئ والمطارات السورية نتيجة العقوبات المفروضة عليها.
وكشف حميه انه اجرى اتصالات مع عدد من شركات القطاع الخاص والتي ابدت استعدادها للمساهمة في عمليات رفع الانقاض من خلال اليات توفرها لهذه الغاية، وسيتم التواصل بينها وبين المجلس الاعلى للدفاع والسفارة السورية لتنسيق الاعمال.
لا جلسة لمجلس القضاء
على صعيد آخر، كان من المقرر ان يعقد مجلس القضاء جلسة امس للبحث في تطورات التحقيقات في انفجار المرفأ، إلّا ان رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبّود والقاضي عفيف الحكيم والقاضي داني شبلي لم يحضروا الاجتماع، وحضر 4 قضاة فقط، لذلك لم يكتمل النصاب ولم يعقد المجلس جلسته.
وقال مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات تعقيبا: اقرأ تطيير نصاب جلسة مجلس القضاء الأعلى بايجابية "لأنو ما بدي الحل يطلع الا عن الرئيس الأول سهيل عبود".
الى ذلك، تقدّم وكلاء الإدعاء عن بعض أهالي ضحايا ومتضرري إنفجار المرفأ، بسلسلة دعاوى ومراجعات تباعاً، تصدّياً للمخالفات القانونية الجسيمة التي يرتكبها النائب العام التمييزي غسان عويدات المتنحي في هذه القضية؛ ومن تلك الدعاوى والمراجعات:
- دعوى مداعاة الدولة بشأن المسؤولية الناجمة عن أعمال القضاة العدليين أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز لابطال القرارات الصادرة عن النائب العام التمييزي المتنحي لعلة الخطأ الجسيم.
- كتاب موجه الى وزير العدل لإحالة النائب العام التمييزي المتنحي إلى هيئة التفتيش القضائي لإتخاذ القرارات المناسبة بحقه.
- شكاوى جزائية بحق النائب العام التمييزي المتنحي بجرائم اغتصاب سلطة وتدخل في تحقيق جنائي وتهريب موقوفين وتجاوز حد السلطة وغيرها من الجرائم الخطيرة.
بالإضافة الى دعاوى ومراجعات أُخرى سيُعلن عنها في حينه.
اضراب المصارف والدولار
اقتصاديا، وعلى وقع اعلان المصارف امس اضرابا عاما، إستقبل الرئيس ميقاتي وفدا من جمعية المصارف عرض له الاسباب التي دعت المصارف الى اعلان الاضراب.
لكن في هذه الاثناء عاود الدولار ارتفاعه وسجل سعر 64300 ليرة عند الخامسة عصراً، بينما سجلت المحروقات قبل الظهر انخفاضا طفيفا في الاسعار ثم عادت وارتفعت بعد الظهر بين بين 20 و21 الف ليرة للبنزين والمازوت و13 الفاً لقارورة الغاز.
ضحايا لبنانيون جدد
وفي جديد الوفيات، أُفيد عن وفاة رنا الترسيسي وابنتيها من آل إبراهيم في مدينة اللاذقية. أما مايا يحيى السمر، وهي من منطقة جبل محسن، فقد أفاد أقرباؤها بأنها انتشلت حيّة من تحت الأنقاض.
أما في تركيا، فقد أفيد عن ان عائلة طرابلسية من منطقة الزّاهرية مقيمة في مدينة أنطاكيا التركية، مكوّنة من الأب محمد سرحان شمّا وزوجته سوزان أسعد وطفلهما سرحان شمّا، قد انقطع التواصل معهم عقب الزلزال، لكن لاحقاً، عُثر على نجل شما تحت الأنقاض وهو بخير وبصحة جيّدة .كما تمّ العثور في وقتٍ لاحقٍ على والده محمد وقد تحدث مع أقاربه، فيما يبقى مصير زوجته مجهولاً وعمليّات البحث عنها مستمرّة.
كما تأكدت وفاة الطبيب وسام محمد خير الأسعد وابنته ندوة في الزلزال، أما زوجته وابنه فيخضعان للعلاج في أحد مستشفيات تركيا.
وفُقد التواصل مع عائلة منى عجاج وأولادها الأربعة في مدينة انطاكيا، ولكن أفيد ان زوجها محمد مصطفى عجاج ونجله هما على قيد الحياة كونهما كانا يعملان خارج المنطقة التي وقع فيها الزلزال.
وأعلنت عائلة باسل حبقوق من بلدة مغدوشة فقدان التواصل معه منذ وقوع الزلزال في تركيا، وهو كان موجودا في مدينة انطاكيا. بحسب المعلومات، إلى أنّ حبقوق، وهو من بلدة مغدوشة (شرق صيدا)، كان يقيم في فندق "OZCHIAN" في أنطاكيا (هاتاي) - تركيا".
واعلنت سفارة لبنان في سوريا عن وفاة 3 لبنانيين جراء الزلزال وانقاذ عائلة لبنانية من آل بسط في حلب.
وذكرت المعلومات لاحقاً ظهر امس، ان أربعة لبنانيين لا يزالون تحت الأنقاض في انطاكيا بعد انهيار الفندق الذي كانوا فيه وفرق الانقاذ وصلت اليهم وبدأت العمل لانتشالهم.
وافادت عائلة المفقود الياس الحداد انه عند الساعة الخامسة فجراً رنّ هاتفه بعد عدة محاولات فاشلة، والأهل بانتظار أمل كونهم يحاولون الاتصال بإبنهم في تركيا دون جدوى. وناشد شقيق الياس الحداد الدولة اللبنانية التحرك من أجل انقاذ اللبنانيين العالقين في تركيا.
وأعلنت السفارة اللبنانية في تركيا، أنها تبلغت عن وجود حوالي 18 إلى 20 لبنانياً معظمهم في حالة جيدة وهم في محافظة غازي عنتاب، وإدارة الكوارث والطوارئ التركية تعمل على تأمين الاسعافات والحاجات الاولية لهم.
وكشفت السفارة ان هناك حوالي 30 شخصاً فقد التواصل معهم، وثلاثة لبنانيين لا يزالون تحت الأنقاض في انطاكيا، بعد انهيار الفندق الذي كانوا فيه، وها ان فرق الانقاذ تعمل على انتشالهم.
كما تمكّنت فرق الانقاذ من انتشال شخص رابع كان عالقا في مكان آخر في انطاكية، ويُعمل على نقله إلى احدى المستشفيات.
وأكد السفير اللبناني في أنقرة غسان المعلّم أنهم يتابعون وضع خمسة لبنانيين تحت الأنقاض مع السلطات التركية وهيئة الإغاثة "آفاد" ووزارتي الداخلية والخارجية.
ونقل عن المعلم أن "فرق الإنقاذ لم تصل إلى المنطقة التي يوجد فيها اللبنانيون المفقودون نظراً للمساحة الشاسعة التي ضربها الزلزال وتقطّع طرقات الإمداد والمواصلات.
الشرق الاوسط
وجّهت النائبة ستريدا جعجع، زوجة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، انتقادات غير مباشرة إلى رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، لطرحه 3 أسماء على رئيس البرلمان نبيه بري، للتوافق على أحدها رئيساً للجمهورية، متمنية «لو نسق معنا مسبقاً»، ومؤكدة تمسك الحزب بترشيح النائب ميشال معوض.
وقالت جعجع بعد لقائها مع وفد من تكتل «الجمهورية القوية»، البطريرك الماروني بشارة الراعي: «يهمّنا أن نشدّد اليوم على أن من كانوا ممسكين بزمام السلطة في البلد في الفترة السابقة، يفعلون المستحيل اليوم ليستمروا بالقبض على رقاب اللبنانيين غصباً عن إرادتهم. ورأينا ما حصل أخيراً في الجسم القضائي. كما لا يمكننا أن ننسى كيف أن البعض يحاول تدمير المؤسسة العسكرية عبر تشويه صورتها وسمعتها وشفافيتها، في حين ما يمكننا قوله هو أن هذه المؤسسة، ومعها قوى الأمن الداخلي، هم الذين ما زالوا واقفين ويحمون المواطن ويفرضون الأمن والأمان في البلاد». وأضافت: «تمنّينا على البطريرك الراعي مشاركتنا بالضغط لانتخاب رئيس للجمهورية. وأودّ باسم زملائي وباسم حزب (القوات اللبنانية)، دعوة نواب الأحزاب السيادية والنواب التغييريِّين والنواب المستقلِّين، إلى أنه كما تعاونَّا في ملف انفجار مرفأ بيروت وأسقطنا محاولة إطاحة المحقق العدلي القاضي طارق البيطار وأصررنا على أن يتابع عمله في الملف لحين صدور القرار الظني، لنتعاون بموضوع انتخاب رئيس للجمهورية، لنصل لانتخاب رئيس سيادي إنقاذي إصلاحي في أقرب وقت ممكن، لنخفف الأوجاع والمآسي عن كاهل المواطن ونبدأ بمسار إنقاذ لبنان من الأزمة التي يتخبط فيها».
وتوجهت جعجع إلى كل «الذين يعوِّلون على تدخلات خارجية بموضوع انتخابات رئاسة الجمهورية»، معتبرة أن رهانهم «ليس في محلّه أبداً، وانتظار الخارج للتدخل خطأ كبير؛ لأن الخارج منهمك بأموره ومشاكله، والانتظار سيطول كثيراً، في حين لم يعد البلد ولا الشعب يحتملان الانتظار، وعلينا جميعاً أن نلبنن هذا الاستحقاق ونعمل لنوصل الشخص المناسب للمكان المناسب».
وأكدت جعجع أن «القوات» كانت «أول من أيد ودعم (اتفاق الطائف)، لا بل أكثر من ذلك، نحن الذين دفعنا الأثمان كحزب وكأفراد، واعتُقلنا واضطُهدنا وتمَّ اغتيال عدد من رفاقنا، جرّاء تمسكنا بهذا الاتفاق وحسن تطبيقه».
وشكرت لرئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط مبادرته، وقالت: «تمنينا لو نسق معنا لكانت نجحت، وخصوصاً أننا علمنا أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يوافق على التخلي عن اسم سليمان فرنجية». وشددت على أن «مرشحنا هو ميشال معوّض لتاريخ اليوم».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا