العلامة فضل الله يحذر من الرهان على توسيع المفاوضات

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Dec 12 25|13:09PM :نشر بتاريخ

أشار العلامة السيّد علي فضل الله، الى "الاعتداءات الإسرائيليّة المتواصلة والّتي تمثّلت في الغارات الّتي جرت في بعض المناطق الجنوبيّة والتّفجيرات الّتي استهدفت عدداً من المباني في القرى الحدوديّة، والّتي واكبها العدوّ بمناورات جرت في مزارع شبعا وجبل الشّيخ، فيما لم تتوقّف التّهديدات الإسرائيليّة بحرب قريبة على لبنان إن لم يقم بما عليه ممّا يريده الكيان الصّهيونيّ من هذا البلد".

 

وقال في خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك: "يأتي استمرار العدوان والتّهديدات رغم الإيجابيّة الّتي أبداها لبنان برفع مستوى التّفاوض واختيار مدنيّ في اللّجنة المكلّفة بتطبيق القرار المتعلّق باتّفاق وقف إطلاق النّار، ما يشير إلى أنّ التّفاوض الّذي يريده هذا العدوّ لا يعني إيقاف التّصعيد بل هو يريده أن يكون تحت النّار، وهذا ما جاء بشكل واضح على لسان السّفير الأميركيّ في لبنان عندما قال: إنّ التّفاوض مع الدّولة اللّبنانيّة لا يدعو الكيان الصّهيونيّ لإيقاف عمليّاته العسكريّة في لبنان وأنّ الأمرين منفصلان، ما يعني أنّ هذا العدوّ سيستمر باعتداءاته ولن يتوقّف وإذا كان من تفاوض فهو يريد من خلاله أن يحقّق الأهداف الّتي يريدها والّتي ينبغي أن لا تكون غائبة عن الدّولة اللّبنانيّة وعن اللّبنانيّين، وهو إن لم يحصل عليها بالتّفاوض فسيعمل للحصول عليها بالتّصعيد العسكريّ، وهذه الأهداف لا تقف عند حدود مطالبة لبنان بسحب سلاح المقاومة في جنوب اللّيطانيّ وشماله كما قد يتصوّر البعض في هذا الوطن، بل هو يريد ما هو أبعد من ذلك باستكمال ما بدأ يعمل له في الجنوب السّوريّ وفي غزّة إن بإنشاء المنطقة العازلة ذات البعد الأمنيّ والاقتصاديّ والّتي لم يحدّد حدودها، أو بالتّمتّع بحريّة الحركة داخل الأراضي اللّبنانيّة وقد يريد فرض شروط أخرى".

 

أضاف: "من هنا كانت دعوتنا إلى الدّولة اللّبنانيّة أن تعي أهداف العدوّ وأن لا ترى أنّ خيار توسعة المفاوضات يحقّق للدّولة اللّبنانيّة مطالبها ويؤدّي إلى إنهاء اعتداءات هذا العدوّ واحتلاله لأراضٍ لبنانيّة واستعادة أسراه، فالعدوّ يريد أن يأخذ ولن يعطي بفعل ما يراه بأنّ ميزان القوى لمصلحته".

 

وأكد "أننا لا نريد من ذلك أن نهوّن من حجم الضّغوط الّتي تمارس على لبنان بفعل القدرات الّتي يمتلكها هذا العدوّ، والتّغطية الدّوليّة الّتي يحظى بها، والّتي تسمح له بأن يفعل ما يريد ومن دون رقيب أو حسيب، لكن هذا لا يدعو إلى الاستسلام والتّسليم بشروطه بل إلى استنفار لبنان لقدراته واستخدام كلّ الإمكانات والوسائل الدّيبلوماسيّة المتاحة لديه لاستعادة حقوقه مستفيداً من تنفيذه لكلّ بنود الاتّفاق، ما يحسّن موقعه التّفاوضي".

 

وشدد على أنّ "لبنان ليس بالضّعف الّذي يدعوه إلى التّسليم بشروط العدوّ والمزيد من التّنازلات الّتي يراد منه تقديمها، فقد أثبتت وقائع التّاريخ أنّ اللّبنانيّين قادرون على أن يتجاوزوا الكثير من التّحديات وهم قادرون على تجاوزها واستعادة أرضهم إن وحّدوا جهودهم وشعروا بمسؤوليّتهم تجاه هذا الوطن وتكتّلت قواهم لأجله".

ورأى أن "على اللّبنانيّين أن يعوا أنّهم في مرحلة حسّاسة سوف تحدّد مصير هذا الوطن في وجوده ووحدته وحريّته واستقلاله"، داعياً اياهم إلى "أن يتجاوزوا خلافاتهم وحساسيّاتهم ومصالحهم الشّخصيّة والفئويّة والسّياسيّة والّتي مع الأسف تتصاعد يوماً بعد يوم وأن يتهيّأوا ومن موقع المسؤوليّة لتأمين كلّ الوسائل والإمكانات الّتي تقي هذا البلد ممّا قد يعاني منه لإخراجه من هذا النّفق المظلم الّذي دخل فيه".

 

وحذّر من "أيّ حلول تجري لحلّ الفجوة الماليّة أو لأزمة المصارف على حساب أموال المودعين الّذين من حقّهم أن تعاد إليهم أموالهم الّتي لدى المصارف كاملة بعدما أودعوها أمانة عندهم والدّولة معنية بأن تكون ضامنة لحقوق مواطنيها وأن لا تفرّط بها".

 

ولفت الى استمرار العدوان على الشّعب الفلسطينيّ وعلى الضّفّة الغربيّة في الاستباحة الّتي تجري لمدنها وقراها وبتوسيع الاستيطان حولها، أو ممّا يجري في غزّة الّتي لم يلتزم العدوّ فيها بوقف إطلاق النّار موقعاً المزيد من الشّهداء من المدنيّين أو تؤمّن لهم وسائل الحماية والسّكن مع عودة الشّتاء والفيضانات الّتي باتت تغمر غزّة والخيام فيها، مجدداً الدعوة الى "الدّول الرّاعية للاتّفاق أن تفي للشّعب الفلسطينيّ بما وعدت به" و"الدّول العربيّة والإسلاميّة إلى الوفاء بالتزاماتها حيال هذا الشّعب وقضيّته، وعدم السّماح للعدوّ باستفراده ومنع المزيد من الضّغط عليه والاستهانة بحقوقه".

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan