افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح يوم الخميس في 9 شباط 2023
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Feb 09 23|09:28AM :نشر بتاريخ
النهار: أكثر من 15 ألف قتيل جرّاء الزلزال... "الموت كلّ ثانية" في سوريا والانتقادات لإردوغان تتزايد
يعثر عمال الإنقاذ على مزيد من الناجين تحت الأنقاض رغم تضاؤل الأمل، بعد 3 أيام من الزلزال المروّع الذي ضرب تركيا وسوريا، وواصل عدد ضحاياه الارتفاع ليتجاوز 15 ألف قتيل، في وقت أجبرت الانتقادات المتزايدة في تركيا الرئيس رجب طيب إردوغان على الاعتراف بـ"ثغرات" في استجابة الحكومة.
وتعذّر الدخول إلى "تويتر" عبر مزوّدي خدمات الهاتف المحمول الرئيسيين في تركيا الأربعاء، وسط انتقادات متزايدة عبر الإنترنت لإدارة هذه المأساة من قبل السلطات.
وفي أجواء البرد القارس، يواصل عناصر الإغاثة سباقهم مع الزمن لمحاولة إنقاذ ناجين من الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات وضرب فجر الاثنين جنوب شرق تركيا وسوريا المجاورة وتلته هزّات ارتدادية.
ويُعقّد سوء الأحوال الجوية عمليات الإنقاذ، فيما أن الساعات الـ72 الأولى "حاسمة" للعثور على ناجين، بحسب رئيس الهلال الأحمر التركي كرم كينيك.
في محافظة هاتاي التركية (جنوب) التي تضررت بشدة من الزلزال، تم إخراج أطفال وفتية من تحت أنقاض أحد المباني.
وقال أحد عمال الانقاذ، ألبرين سيتينكايانوس، لوكالة "فرانس برس": "فجأة سمعنا أصوات وبفضل الحفارة تمكّنا على الفور من سماع ثلاثة اشخاص في وقت واحد".
وأضاف: "نتوقع وجود المزيد... إنّ فرص إخراج الناس أحياء من هنا عالية للغاية".
في هذه المحافظة، لحق بمدينة انطاكية دمار هائل وغرقت في سحابة كثيفة من الغبار بسبب الآليات العاملة في إزالة الأنقاض.
ويقول السكان "أنطاكيا انتهت". وعلى مد النظر، مبان منهارة كليّاً أو جزئيّاً. وحتى تلك الصامدة تبدو متصدعة ولا يجرؤ أحد على البقاء فيها.
وتجاوزت حصيلة الضحايا الإجمالية الرسمية في سوريا وتركيا 15 ألف قتيل، وحوالى 50 ألف جريح في تركيا وخمسة آلاف في سوريا.
"أين الدولة؟"
وأفاد مسؤولون أن 12,391 شخصاً لقوا مصرعهم في تركيا و2,992 في سوريا جراء الزلزال الذي ضرب في وقت مبكر الاثنين وبلغت قوته 7,8 درجات، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للقتلى الى 15,383.
ولم تصل أي مساعدة أو عمال إنقاذ الثلثاء إلى مدينة كهرمان مرعش، المدمرة والمغطاة بالثلوج ويزيد عدد سكانها عن مليون نسمة.
وتساءل المتساكن علي "أين الدولة؟ أين هي؟... مر يومان ولم نر أحداً. تجمد الأطفال حتى الموت"، مؤكداً أنه ينتظر تعزيزات وما زال يأمل في رؤية شقيقه وابن أخيه العالقين تحت أنقاض المبنى الذي يقيمان فيه.
في أديامان وهي مدينة أخرى في جنوب تركيا، لا يوجد حتى الآن عناصر إنقاذ أو معدّات في بعض المناطق المنكوبة، وفق ما أشار صحافي في وكالة "فرانس برس". ويبذل المتطوّعون قصارى جهدهم لكنّ الغضب يتصاعد بين السكان.
من جهته، قال إردوغان الذي زار محافظة هاتاي الأكثر تضرراً والواقعة على الحدود السورية: "بالطبع هناك ثغرات، من المستحيل الاستعداد لكارثة كهذه".
وأضاف: "نشر بعض الأشخاص المضلِّلين وغير الشرفاء تصريحات كاذبة مثل (لم نرَ جنوداً أو شرطة)".
وجاء ذلك بعدما امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي التركية برسائل أشخاص يشكون من قلّة جهود الإنقاذ والبحث عن الضحايا في مناطقهم، خصوصاً في منطقة هاتاي.
وأوقفت الشرطة التركية حوالى عشرة أشخاص منذ حدوث الزلزال الإثنين، بسبب منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي تنتقد طريقة إدارة الحكومة للكارثة.
وفي هذا السياق، تعذّر الدخول إلى "تويتر" الأربعاء. وأشار موقع مراقبة الوصول إلى الإنترنت "نتبلوكس" (netblocks.org) إلى أنّ الدخول إلى هذه الشبكة الاجتماعية كان مقيّداً "عبر عدد من مزوّدي خدمة الإنترنت في تركيا".
بدأت المساعدات الدولية منذ الثلثاء بالوصول إلى تركيا حيث تم اعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في المحافظات العشر المتضررة من الزلزال.
وعرضت عشرات الدول مساعدتها على أنقرة، من بينها دول من الاتحاد الأوروبي والخليج والولايات المتحدة والصين وأوكرانيا التي أرسلت رغم الغزو الروسي، 87 عامل إنقاذ.
"يموتون كل ثانية"
في سوريا، تم حتى الآن انتشال 2992 جثة من تحت الأنقاض، بحسب السلطات ومنظمة "الخوذ البيضاء"، الدفاع المدني في مناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة دمشق والخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة.
من جهتها، قدرت منظمة الصحة العالمية أن يبلغ 23 مليونًا عدد المتضررين بالزلزال بينهم نحو خمسة ملايين من الأكثر ضعفًا".
في المناطق التي لم تصلها مساعدات، يشعر الناجون بالعزلة.
في جندريس، الخاضعة لفصائل المعارضة في سوريا، قال حسن، وهو أحد السكان الذي فضل عدم الكشف عن هويته: "حتى المباني التي لم تنهار تعرضت لأضرار بالغة".
وأضاف أنّ "هناك ما بين 400 و500 شخص عالقون تحت كل مبنى منهار، بينما يحاول عشرة أشخاص فقط إخراجهم. ولا توجد معدات".
وفي قرية بسنايا على الحدود مع تركيا، كان مالك إبراهيم يزيل الأنقاض بحثاً عن ثلاثين فرداً من عائلته، مدفونين جميعاً تحت الأنقاض. وتمكّن من انتشال عشر جثث.
وقال الرجل البالغ 40 عاماً والذي أشار إلى أنه أُجبر على مغادرة منزله قبل سنوات بسبب الحرب للجوء إلى إدلب: "ما زال هناك عشرون شخصاً تحت الأنقاض. ليس لدي كلمات، إنها كارثة. ذكرياتنا مدفونة معهم. نحن شعب منكوب بكل معنى الكلمة".
من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إنّه في هذه الظروف "بإمكان تركيا وسوريا الاعتماد على الاتحاد الأوروبي"، معلنة استضافة مؤتمر للمانحين مطلع آذار في بروكسل لجمع مساعدات دولية للدولتين.
وقال المنسّق المقيم للأمم المتحدة في سوريا المصطفى بن المليح في مقابلة مع وكالة" فرانس برس": "ندائي هو... ضعوا السياسة جانباً ودعونا نقوم بعملنا الإنساني"، مشدّداً على أنه "لا يمكننا تحمّل الانتظار والتفاوض. في الوقت الذي نتفاوض فيه، يكون قُضي الأمر".
في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، ناشدت منظمة "الخوذ البيضاء" المجتمع الدولي إرسال مساعدات.
وقال المتحدث الإعلامي باسم المنظمة محمّد الشبلي لوكالة "فرانس برس": "هناك أناس يموتون كل ثانية تحت الأنقاض".
في حلب الخاضعة للسلطات الحكومية، تمكن جنود روس ليل الثلثاء الأربعاء من إخراج رجل كان عالقاً تحت الأنقاض، وفق وزارة الدفاع الروسية. وأنقذ الجنود الروس الذين يشارك 300 منهم في عمليات الإنقاذ، 42 شخصا منذ وقوع الزلزال، بحسب الجيش الروسي.
الأخبار: جلسة تشريعية لاقرار الكابيتال كونترول والتمديد لعباس ابراهيم
محركات البحث الرئاسي متوقفة لغياب أي نوع من التوافق لا على الصعيد المسيحي ولا على الصعيد الوطني ولا حتى على الصعيد الخارجي. لكن البلاد مقبلة على سجالات إضافية تتعلق بعمل الحكومة والمجلس النيابي، وسط مؤشرات على مزيد من الضغط الخارجي تحت عناوين إصلاحية، فيما يبدو المجلس النيابي متجهاً صوب إقرار قانون الـ«كابيتال كونترول» متأخراً أكثر من عامين على الأقل. وهو قانون من شأنه إعادة تنظيم عمليات التحويل للأموال من لبنان إلى الخارج وفق لوائح خاصة يتولى مصرف لبنان الإشراف عليها. ويتوقع أن تكون له نتائج على صعيد الميزان التجاري كما ميزان المدفوعات، إلا أن الفواتير الكبيرة الخاصة بالاستهلاك الضروري ستظل تستهلك الكثير من الدولارات التي يحتاجها لبنان لوقف انهيار الليرة.
وفي هذا السياق، دعا الرئيس نبيه بري هيئة مكتب المجلس إلى اجتماع الإثنين المقبل للاتفاق حول جدول الأعمال الذي يفترض وفقَ مصادر نيابية أن يتسلمه أعضاء الهيئة الجمعة. وقالت المصادر إن هناك حوالي 50 أو 60 اقتراح قانون فضلاً عن مشاريع قوانين سيجري العمل على درسها في هيئة مكتب المجلس على أن يتم حصرها بقوانين لا تشكل استفزازاً لأي طرف لأن المطلوب هو حضور كل الكتل النيابية.
من بين القوانين المشروع الخاص بقانون الـ«كابيتال كونترول» الذي انتهت اللجان النيابية من دراسته، إضافة لبند يلحظ تمديد ولاية المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم التي تنتهي مطلع آذار المقبل. ولم يعرف بعد ما إذا كان هذا القانون سيؤدي عملياً إلى تمديد ولاية جميع المدراء العامين من المدنيين، أم أنه سيشمل المؤسسات العسكرية، وسط رغبة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بأن يشمل التمديد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، علماً أن الأخير لن يحال إلى التقاعد قبل عام.
وفيما تتجه الأنظار إلى الكتلتين المسيحيتين الأكبر في المجلس، التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، لرصد موقفهما من المشاركة، قالت مصادر التيار إن هذا الأمر «نوقش في اجتماع التيار الأخير وإن كتلة لبنان القوي تنتظر جدول الأعمال النهائي لإعلان موقفها، لكن الاتجاه في الغالب يميل إلى المشاركة». أما «الجمهورية القوية» فأكدت مصادرها أن «القوات لم تغير موقفها ولن تغيره، وهي لن تحضر أي جلسة تشريعية قبل انتخاب رئيس للجمهورية، أياً كانت القوانين المدرجة على جدول الأعمال»، لأنها تعتبر أن «مجلس النواب يتحول دستورياً إلى هيئة انتخابية لا تشريعية بعد شغور سدة الرئاسة، وهذا موقف معظم قوى المعارضة».
الجمهورية: لبنان موتّر نفسياً ومقفل رئاسياً .. الإنقسامات تُحصّن التعطيل .. وتحذيرات من مُنزلقات
الوقائع المتدحرجة على المشهد اللبناني باردة مناخيًا، وموترة نفسيًا؛ الزلزال الذي ضرب المنطقة ونكب سوريا وتركيا، وروّع لبنان خوفًا وقلقًا، طغى على كل ما عداه. اللبنانيون وهم يرون الآثار المدمّرة التي خلّفها في الدولتين المنكوبتين، مستنفرون بكلّ حواسهم تحسبًا لارتدادات الزلزال، وأسئلة كثيرة تؤرقهم، وهم يسمعون مجموعات البوم التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات والشاشات، وهي تنعق بالخراب وتنسج روايات مرعبة وسيناريوهات مدمّرة وعوامل طبيعية مهولة تلوح في الأفق اللبناني.
اما على المقلب السياسي، فنهاية الاسبوع فارغة، وجفاف كامل يطوّق الملف الرئاسي، ولا تلوح في الأفق أي مؤشرات جدّية وحتى غير جدّية، عن تبدّل ما في هذا المناخ، من شأنه ان يرطّب هذا الجفاف، ويضيء بصيص نور في النفق الرئاسي، وتنقشع معه رؤية مخرج طوارئ نحو كسر حلقة التعطيل والإفراج عن رئيس الجمهورية المعتقل في دهاليز الحسابات والمكايدات.
وإذا كان لبنان بوضعه المنكوب إلى آخر درجات الاهتراء قد بادر إلى مدّ يد العون للمنكوبين في سوريا وتركيا ضمن إمكانياته المحدودة، وهي خطوة انسانية مقدّرة، الّا انّه بوضعه المزلزل على كل المستويات، بات في أمسّ الحاجة إلى استفاقة شاملة من سبات الإستخفاف والتجاهل والإنكار، تحرّك الشعور بالمسؤولية والحسّ الانساني لدى أطراف الإنقسام السياسي، لوقف المسار الذي يهوي بلبنان بوتيرة متسارعة نحو الهلاك. ولكن، لا حياة لمن تنادي، في واقع سياسي يُدفع عمداً إلى الأسوأ، تقيّده مكوناته المتعادية بأصفاد الغرائز والنزوات والحسابات والمغامرات، وتخضعه لإرادة الصراع والاشتباك، ولسادية سياسية معادية للنور، تفتك بكل فرصة انفراج من شأنها أن تنير نقطة الضوء التي يمثلها انتخاب رئيس الجمهورية، في عتمة الأزمة.
الحقد الأعمى
هذه الصورة لا تبشّر بخير قريب او بعيد على الاطلاق، ولعلّ اصدق توصيف للمشهد اللبناني، جاء على لسان مسؤول كبير بقوله لـ«الجمهورية»: «كارثة لبنان الكبرى تتجلّى في الحقد الأعمى الذي يراقص لبنان على حافة الضياع. الحقد لا يبني بلداً، وعندما يندمج الحقد مع السياسة، قل على لبنان السلام».
وإذ أعرب المسؤول عينه عن تشاؤم بالغ حيال مستقبل البلد، توجّه إلى المكونات السياسية على ضفتي التعطيل وقال: «إنّ اكبر الخسارات، هي ان تخسر بالحقد نفسك، فكيف إذا خسرت وطنك وهدمت ملاذك الوحيد، وقتلت الأمل لدى شعبك. الأزمة بكل متفرعاتها أعادت لبنان 50 سنة إلى الوراء، والمسار السياسي القائم يمعن في نسف البقية الباقية منه، ويدفعه إلى الوراء اكثر. ومع ذلك لم تنعدم الفرصة، في أيدينا كلبنانيين ان نحقق المعجزة اللبنانية، ونوقف هذا المسار، ونتلاقى في الفرصة المتاحة أمامنا للتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية».
حراك متجدّد
ولفت المسؤول الكبير إلى انّ الوقائع الداخلية والخارجية المرتبطة بالملف الرئاسي، تؤكّد حقيقة ثابتة بأنّ التوافق بين اللبنانيين لا بدّ ولا مفرّ منه، ومهما طال الوقت، سيصلون في نهاية الأمر إلى حتمية التوافق. ولكن في حالتنا الراهنة، فالوقت كلفته باهظة جداً على البلد، وكلما عجّلنا خففنا من حجم الأعباء والكلفة الغالية التي سندفعها». كاشفاً في هذا السياق عن حراك متجدّد سينطلق في وقت قريب، والدور الأساس فيه للرئيس نبيه بري. ومرحّباً في الوقت ذاته بأي محاولة حوارية توفيقية لكسر جدار التعطيل، في اشارة إلى التحرّك الاخير لرئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وكذلك إلى ما قد تقوم به بكركي من جهد لعقد اجتماع مسيحي، وقال: «المهم هو ان نصل إلى نتيجة في نهاية المطاف، ولا نعلّق أي حوار او اجتماع على حبل طويل من الطروحات والاشتراطات المسبقة».
ورداً على سؤال قال المسؤول الكبير: «اصطفافات الداخل كانت نتيجتها هي التي نعيشها حالياً بالتعطيل الكامل للحياة السياسية، ولانتخاب رئيس للجمهورية، والبعض راهن على تدخّل من الخارج، وها هو الجواب يأتي سريعاً من اجتماع باريس، الذي يصح فيه القول انّ الضجيج وحفلات الطبل والزمر التي سبقت العرس، كانت اكبر من العرس نفسه، ونتيجته تبعاً للتكتم الذي يحيطه، هي صفر مكعب. أليست هذه النتيجة كافية لأن ندرك انّ الخارج، كل الخارج، قال على مختلف مستوياته وبكل لغاته، انّه لن يتدخّل في الملف الرئاسي، ولن ينوب عن اللبنانيين في تحمّل هذه المسؤولية واختيار رئيس الجمهورية؟».
وفي سياق متصل بالاجتماع الباريسي الذي عُقد الاثنين الماضي بين ممثلين عن فرنسا والولايات المتحدة الاميركية والسعودية و قطر مصر، فإنّه لا يزال في عالم المجهول، حيث لم يرشح عنه شيء حتى الآن، وليس في الأفق ما يؤكّد حتى الآن انّ بياناً سيصدر لاحقاً عن وزارة الخارجية الفرنسية. واللافت في هذا السياق، انّ المستويات السياسية على اختلافها ليست في اجواء ما دار في الاجتماع وما تقرّر فيه. وقالت مصادر رسمية مسؤولة لـ«الجمهورية»: «كما سمعنا في الإعلام عن تحضيرات لعقد اجتماع في باريس حول لبنان، سمعنا ايضاً انّه انعقد، واكثر من ذلك لا نملك أي معطيات».
وسألت المصادر عن مغزى الصمت المطبق حيال هذا الاجتماع، وقالت: «هذا الصمت مريب، وما زلنا ننتظر. نحن نقاربه من فرضيتين متناقضتين، الاولى من زاوية انّ هذا الصمت قد يكون مؤشراً إلى قرارات نوعية خلص اليها هذا الاجتماع، ولكننا لم نلمس ما يؤكّد ذلك، لا تلميحاً ولا تصريحاً. واما الزاوية الثانية، فنلاحظ انّ هذا الاجتماع لم يحظ بقدر مهم من المتابعة الإعلامية، وبمعنى أوضح كان مهملاً اعلامياً وتمّ التعاطي معه كاجتماع مرّ مرور الكلام. وفي الوقت نفسه فإنّ هذا الصمت، وعدم صدور بيان، يؤشران إلى فشل، وتباين بين المجتمعين في النظرة إلى الملف اللبناني. ومعنى ذلك، انّ ملف الرئاسة في لبنان في موقعه الذي لم يتزحزح لا قبل الاجتماع ولا مع انعقاد الاجتماع ولا بعد الاجتماع، بأنّه خارج دائرة الاهتمامات والاولويات الدولية. والخيبة الكبرى أصابت فقط من راهن على هذا الاجتماع، وكبّر حجر التوقعات منه».
على شفير الإفلاس
هذه الصورة السياسية القلقة، تزيدها قلقاً ورعباً، صورة اكثر سواداً، تُقرأ في عودة مستويات اقتصادية ومالية مختلفة إلى رفع الصوت مجدداً، وإطلاق جرس إنذار مما سمّتها «احتمالات دراماتيكة وانهيارات اجتماعية ومعيشية ومنزلقات شديدة الخطورة وفلتان لا حدود له، ترتسم في أفق الأزمة الاقتصادية والمالية». وقالت مصادر اقتصادية مسؤولة لـ»الجمهورية»: «العلاجات بالمسكنات لا تنفع ابداً مع أزمة مستعصية، وحتى المسكنات باتت مفقودة. هي صورة مرّة نضعها برسم السياسيين، الأرقام مخيفة، الانهيار مريع، وما نشهده في هذه الايام قد لا يرقى إلى واحد في المئة من الكارثة الكبرى التي يسير البلد في اتجاهها. صار المطلوب وبإلحاح علاجات جراحية، بدءاً بانتفاضة سياسية تصوّب المسار الداخلي، بدءًا بانتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة جدّية تنطلق في رحلة العلاج الطويلة، فالوضع مميت وعلى شفير الافلاس الحقيقي».
إشتباك في الأفق
وإذا كانت التناقضات الداخلية قد عطّلت المسار الرئاسي وممترسة خلف دشم الاشتباك بين جبهات التعطيل، فإنّ المسار التشريعي في مجلس النواب يسلك بدوره طريقاً شائكاً، في ظلّ الاصوات المعارضة التي ترى أن لا دور للمجلس النيابي حالياً سوى انتخاب رئيس الجمهورية. وعلى هذا الأساس بنت بعض التوجّهات النيابية خياراتها بمقاطعة أي جلسة يعقدها المجلس خارج الإطار الانتخابي سواء اكانت تشريعية او غير ذلك.
على انّ هذا الامر، يُقابل من قِبل رئيس المجلس نبيه بري بالتأكيد على أن لا قوة تستطيع ان تعطّل الدور التشريعي للمجلس، والدستور واضح لهذه الناحية خلافاً لبعض التفسيرات السطحية للنص الدستوري. وتأكيداً على دور المجلس بالتشريع، وجّه رئيس المجلس دعوة لاجتماع هيئة مكتب مجلس النواب الاثنين المقبل، تمهيداً للدعوة إلى جلسة تشريعية، تتناول مجموعة من البنود الملحّة والأساسية، وفي مقدّمها المشروع المتعلق بالكابيتال كونترول.
وبمعزل عمّا إذا كان اجتماع هيئة مكتب المجلس سيفضي إلى تحديد موعد لعقد جلسة تشريعية، فإنّ اجواء المعارضة تشي باشتباك وشيك على «حلبة التشريع»، ينتهي بمقاطعة أي جلسة تشريعية، واعتبارها مخالفة للدستور، كون المجلس هيئة انتخابية لا تشريعية. وفي المقابل، لا توافق مصادر مجلسية مسؤولة على هذا المنطق، وتقول لـ»الجمهورية»: «انّه يندرج في السياق الاستعراضي، والجهل الدستوري، ولا يعدو اكثر من محاولة ابتزاز يُراد منها شلّ مجلس النواب وتعميم التعطيل».
وكان الرئيس بري قد التقى امس في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة نائب وزير الخارجية الايراني كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي علي باقري كني، الذي قال بعد اللقاء: «انّ مستقبل لبنان ينبغي أن يُصنع بإرادة الشعب اللبناني الشقيق الحر». فيما اعلن وفد «حزب الله» برئاسة السيد ابراهيم امين السيد، الذي زار بطريركية الأرمن الكاثوليك في الاشرفية والتقى البطريرك ميناسيان. «أنّ الخيار الوحيد أمام اللبنانيين هو أن يجلسوا ويتحاوروا لإنجاز الاستحقاق الرئاسي».
لا يصبر طويلاً
في هذه الاجواء، اكّدت مصادر وزارية لـ«الجمهورية»، انّ إدارة الدولة بحكومة تصريف الاعمال إلى ما شاء الله، تنعدم فيها اي فرصة جدّية للعلاج، وبالتالي لا يمكن القبول باستمرار الوضع على ما هو عليه. فالحكومة تتحمّل مسؤولياتها بالحدود الممكنة والمتاحة لها، لتوفير شيء من الإنعاش وتقديم الاولويات والضرورات، ولكنها تبقى قاصرة مع الأزمة المتفاقمة على كل الصعد. الرئيس نجيب ميقاتي يرى خطراً كبيراً في الأفق، واكّد انّ من الضروري والملحّ كسر التعطيل القائم وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تتفرغّ لمعالجة الأزمة، وهذا ما يجب ان يحصل على وجه السرعة.
وخلصت المصادر الوزارية إلى القول: «تصريف الاعمال مع أزمة خطيرة، واجب وضروري لإبقاء الهيكل قائماً، وفي هذا الوضع، قد يصبر المعنيون بتصريف الاعمال لشهر او شهرين او ثلاثة في أحسّ الحالات، ولكن ليس الى آجال طويلة مفتوحة. اما وأنّ الأزمة صارت تهدّد الكيان اللبناني برمته، فأولى الاولويات المسارعة إلى تحصين البنية التحتية للبلد بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، فكلما طال الامر زادت الإرباكات، وضعفت القدرة على الصمود والصبر والتحمّل، وبكلام اوضح، قد لا يبقى مكان للصبر».
اجتماع بكركي
وإذا كان حسم مصير اجتماع القيادات المسيحية السياسية والنيابية ينتظر ما سيقرّره البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي في شأنه في الايام القليلة المقبلة، فإنّ معلومات «الجمهورية» من مصادر موثوقة، أكّدت انّ طريق هذا الاجتماع ليست سالكة حتى الآن. فإذا كان «التيار الوطني الحر» اول من تلقف بيان القمة المسيحية الروحية التي أوكلت إلى البطريرك الراعي رعاية اجتماع للنواب المسيحيين في بكركي، الّا انّه في المقابل أحاطته اشتراطات توالت في الايام الاخيرة من قِبل بعض الاطراف، قلّلت من احتمالات انعقاده. وخصوصاً انّ فحوى هذه الاشتراطات يتلخص بألّا جدوى من اي اجتماع لا يحقق النتيجة التي تنسجم مع توجّهات وخيارات هذا الطرف او ذاك. وتلك إشارة شديدة الوضوح إلى انّ ثمة استحالة لبلوغ اجتماع بكركي إن عُقد، مساحة مشتركة بين المكونات المسيحية المتناقضة».
زيادة التغذية
من جهة ثانية، اعلن وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض بعد اجتماع للجنة الوزارية المكلّفة بتقييم خطة الكهرباء الوطنية في السرايا الحكومية، انّ قرارات بنّاءة ومفيدة اتُخذت في الاجتماع لجهة تنفيذ خطة الطوارئ. وأهم قرار هو أنّ مؤسسة كهرباء لبنان أصبحت جاهزة لزيادة التغذية، وستُصدر بياناً الجمعة، تعلن فيه بأنّ التغذية ستصبح بحجم 500 ميغاوات، اي ما يعادل نحو 4 ساعات تغذية يومياً.
وقال فياض: «ما مكّن مؤسسة كهرباء لبنان من اتخاذ هذا القرار هو التزام الوزارات المعنية، خصوصاً الداخلية والدفاع، بالمؤازرة الأمنية التي تحتاجها فرق كهرباء لبنان ومشغلو خدمات التوزيع لنزع التعديات. وكان هناك أيضاً التزام من وزير العدل بأنّ النيابات العامة تبلّغت هذا الأمر وتبلّغت ضرورة قيام الدعم القانوني لحملات نزع التعديات».
كما اعلن فياض عن الشروع بالجباية على أساس التسعيرة الجديدة خلال الايام العشرة المقبلة، متوقعاً ان يشعر الناس بالفرق في التغذية قبل هذا التاريخ. لافتاً إلى انّه قد تمّت الموافقة على الإيعاز لمصرف لبنان بتعجيل فتح الاعتمادات اللازمة لإدخال بواخر الفيول «الف وباء» التي لم تدخل بعد، والتي يترتب عليها غرامات.
الوفد يلتقي الاسد
في مكان آخر، أُفيد امس، انّ الرئيس السوري بشار الاسد استقبل الوفد الوزاري اللبناني الذي توجّه إلى سوريا بتكليف من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي برئاسة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، وضمّ وزير الاشغال علي حمية، وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، وزير الزراعة عباس الحاج حسن ومستشارين ومسؤولين في الوزارات الأربع. ويعقد الوفد لقاءات مع المسؤولين السوريين تتناول الشؤون الانسانية وتداعيات الزلزال المدمّر الذي تضرّرت بسببه مناطق عدة في سوريا، ومن ضمنها لقاء عقده مع وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد، معلنين «تضامنهم مع الشعب السوري في هذه المحنة بالإمكانات المتاحة للمساعدة في مجالات الإغاثة»، كما قدّموا التعازي متمنين «الرحمة للضحايا والشفاء العاجل للجرحى».
إضراب المصارف
علمت «الجمهورية» انّ مداولات بين المصارف تمّت مساء أمس، وكان هناك توجّه لاعلان الاقفال التام فوراً. وبنتيجة المشاورات، تمّ الاتفاق على تأجيل هذه الخطوة حتى منتصف الاسبوع المقبل.
وتفيد المعلومات نفسها، انّ التريّث في تنفيذ الاقفال التام، حتى منتصف الاسبوع الطالع اتُخذ بانتظار ما اذا كانت الجهات المختصة ستتخذ إجراءات تحمي استمرارية القطاع المصرفي، وحقوق المودعين والمساواة في ما بينهم، خصوصاً لجهة وقف تصفية الحسابات السياسية من خلال استخدام بعض القضاء الذي باتت أهدافه مكشوفة وواضحة.
ويقول مصدر مالي لـ«الجمهورية»، انّ خطورة انتقال المصارف من الاضراب القائم حالياً، إلى الاقفال التام، تكمُن في وقف عمل ماكينات السحب ATM، بما يعني وقف كل الخدمات المالية للأفراد، بما فيها سحب الاموال وقبض الرواتب وسواها من الخدمات الضرورية. كما يعني ايضاً وقف العمل مع الشركات، ووقف فتح الاعتمادات للاستيراد، بما سيؤدي الى إضطراب اقتصادي كبير، وإلى كارثة لا تحمد عقباها.
الانباء: "اللقاء الديمقراطي" يواصل البحث عن مخارج.. وبري يستعد لجلسة تشريعية
في الوقت الذي لا زال يعيش العالم بأسره تداعيات الزلزال المدمّر الذي استهدف مناطق واسعة في جنوب تركيا وشمال سوريا، وما خلّفه من أضرار كبيرة في الأرواح والممتلكات، يبقى الوضع السياسي في لبنان على حاله من التعقيد، لا بل أن العاصفة الثلجية قد انعكست برودة على خط الاستحقاقات والأزمات التي تراوح مكانها من دون أي أفق قريب للحلول.
وفي هذا السياق، خرق الحراك الذي يتولاه اللقاء الديمقراطي منذ فترة بغية احداث خرق ما في جدار الأزمة الجمود السياسي القاتل، مواصلاً لقاءاته بمختلف القوى السياسية، حيث التقى النائب تيمور جنبلاط أمس النائب ميشال معوض، في منزله في بعبدا، حيث تم التأكيد على ضرورة اجراء الاستحقاق الرئاسي وأهمية التنسيق والنقاش المشترك حول المرحلة المقبلة والبحث عن مخارج للأزمة.
وفي ظل المراوحة القائمة، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى الى أن لا جديد في ما خص الاستحقاق الرئاسي، لافتاً في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية الى أن الاتصالات بين الفرقاء السياسيين لم تتوقف في هذا الصدد، لكن حتى الساعة لم يظهر أي توجه جدي يفضي الى انهاء الشغور الرئاسي، مستبعدا دعوة النواب لانتخاب الرئيس في وقت قريب.
في هذه الأثناء، يسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة تشريعية لاقرار قوانين ضرورية وملحة، تحت شعار تشريع الضرورة، وفي هذا السياق لفت موسى الى دعوة مكتب المجلس للاجتماع لوضع جدول أعمال الجلسة النيابية المرتقبة، التي يبقى تحديد موعدها من صلاحية الرئيس بري وحده.
وعن اللقاءات التي يجريها البطريرك مار بشارة الراعي مع القيادات المسيحية واحتمال دعوته للقاء في بكركي، رأى موسى أن أي حوار يجري في هذا الاطار سيكون له مردود ايجابي على أمل أن يخرج بنتيجة تساعد على انهاء الشغور الرئاسي، لكن لغاية الان هناك تباعد بين الفرقاء على مختلف مشاربهم والبطريرك الراعي يدرس ما اذا كان هناك امكانية لحوار بين القوى المسيحية يؤدي الى شيء ايجابي قد يساعد على حلحلة في الملف الرئاسي.
من جهته، كشف النائب أحمد رستم في اتصال مع جريدة الانباء الالكترونية أن الامور ما زالت غامضة بما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي وانهم في زيارتهم الاخيرة للرئيس بري تمنوا عليه الاسراع بتحديد جلسة لانتخاب الرئيس، فكان رده أنه لن يدعو لهكذا جلسة قبل وجود مرشحين جديين، لأن الناس ملّوا من مسرحية الورقة البيضاء وما تعكسه من أجواء غير محبذة لدى اللبنانيين.
وقال رستم: "للأسف ليس هناك معطى ايجابي لتغيير ما، لان تركيبة البلد تتطلب انتخاب الرئيس من غالبية النواب وهذه المسألة تتطلب توافقاً نيابياً كما ان هذه الغالبية تنتظر كلمة السر تأتيها من الخارج"، مضيفاً "كنا نتوقع موقفاً ايجابياً من الاجتماع الخماسي الذي عقد في العاصمة الفرنسية لدعم لبنان الذي جرى قبل يومين لكن للأسف لم يحصل شيئا.
كل الملفات تبدو مجمدة، وحتى تلك التي توضع على الطاولة هي لتقطيع الوقت ليس أكثر، فيما بات واضحاً أن التسوية في مكان اخر ولا تزال بعيدة على الأرجح.
نداء الوطن: تشريع الضرورة: "الثنائي" يفصّل جلسة عامة "على مقاس" ابراهيم!
"تطبيع وتطبيل" فوق أنقاض السوريين وباسيل يسابق فرنجية إلى "حضن الأسد"
تحت جنح الزلزال وستار الكارثة الدامية التي ألمّت بسوريا، لم يتأخر أركان السلطة في الاندساس داخل "طروادة" الواجبات الانسانية والأخلاقية، للهرولة باتجاه قصر المهاجرين رافعين لواء التطبيع والتطبيل والرقص فوق أنقاض السوريين، تهليلاً لاستئناف العلاقات الحكومية مع نظام قتل وشرّد من أبناء شعبه وصدّع ودمّر ببراميله من مساكنهم ومناطقهم وأحيائهم أكثر مما فعلت الطبيعة الأمّ منذ يوم أطفال درعا عام 2011 حتى اليوم.
وبينما اللبنانيون لا يزال يتملّكهم الخوف من هزّات أرضية متجددة لا تبقي ولا تذر من أبنيتهم المتصدعة، وبدل أن تنكبّ حكومتهم على استعجال واجتراح خطط الطوارئ لمجابهة أي سيناريوات مأساوية محتملة، لا سيما مع تسجيل هزة مساءً بقوة 4.2 درجات على مقياس ريختر على بعد 5 كيلومترات من الهرمل جنوباً، شعر بها سكان البقاع والشمال والمتن وكسروان وبيروت وأيقظت الهواجس من نشاط زلزالي مباغت على فالق اليمونة، لم ترَ حكومة 8 آذار في اللحظة الكارثية سوى فرصة سياسية رخيصة استغلتها لتنفذ منها نحو أجندة إعادة تطبيع العلاقات الرسمية بين بيروت ودمشق، فانقضّت بكامل عدّتها وعتادها لإعادة ترميم جسور "وحدة المسار والمصير"... حتى أنّ جبران باسيل لم يتأخر في اقتناص "الفرصة الرئاسية" ليسابق سليمان فرنجية إلى "حضن الأسد".
فبالتوازي مع إيفاد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وفداً وزارياً برئاسة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب لتقديم واجب "العزاء والتضامن" إلى الرئيس السوري بشار الأسد وإبلاغه بقرار الحكومة تسخير جميع الموانئ الجوية والبحرية والبرية اللبنانية في خدمة بلاده واعتمادها كل القرارات والإجراءات اللازمة من أجل التنسيق مع المؤسسات السورية، الأمر الذي أثنى عليه الأسد وزاد عليه بالتأكيد على "أهمية التعاون بين لبنان وسوريا في جميع المجالات انطلاقاً من المصالح المشتركة التي تجمعهما"، استرعى الانتباه استنفار رئيس "التيار الوطني الحر" تياره وإعلامه وتغريداته ليركب موجة التطبيع مع النظام السوري، فأوكل هيئة التيار السياسية مسألة المطالبة بوجوب "أن يتغيّر مسار التعاطي الدولي مع سوريا وفتح الباب أمام قرارات جدّية لرفع الحصار والظلم، لأن المسألة لم تعد إستهدافاً لنظام"، وتولى هو شخصياً المزايدة بتغريدة مضادة لتغريدة رئيس "تيار المردة" التي تقدم بها بالعزاء "للدول والشعوب التي تضررت جراء الزلزالين" من دون تسمية سوريا بالاسم، ليخصّ باسيل في تغريدته "الزلزال الذي ضرب سوريا" بالاسم ويطالب بـ"فك الحصار عنها"، تاركاً لموقع "التيار" الالكتروني مهمة التصويب المباشر على فرنجية ودقّ إسفين "رئاسي" بينه وبين الأسد، من خلال طرح علامات استفهام حول "سبب عدم ذكره سوريا في تغريدته"، وإحاطة هذا الأمر بشكوك وتساؤلات عمّا إذا كان "السباق الرئاسي يمنع فرنجية من إقران إسمه بالدولة السورية في ظرف انساني بامتياز؟"، مقابل التنويه بـ"تغريدة الوزير باسيل التي شجعت على تضامن المجتمع الدولي مع سوريا"!
وعلى الطريق نفسه، كان الثنائي الشيعي، الذي شكّل القاطرة الأساس في عملية دفع عجلات التطبيع الحكومي مع سوريا، يرفع الصوت والضغط إلى مستويات أعلى في مخاطبة الحكومة على لسان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بالتشديد "بكل جدية وصراحة" على أنّ "تشكيل وفود وزارية لا يكفي" بل المطلوب "أخذ خيارات مصيرية (...) وانتفاضة وطنية شجاعة لخلع يد واشنطن عن عنق القرار السياسي بهذا البلد المحاصر"، في إشارة متكررة إلى اللازمة التي اعتمدتها قوى 8 آذار منذ لحظة وقوع الزلزال السوري للضرب على وتر "قانون قيصر" بدعوى أنه يعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، رغم أنّ كل الضالعين في الآليات التطبيقية لهذا القانون يجزمون بأنه حافل في بنوده بعشرات الاستثناءات المتصلة بإيصال وتسهيل عمليات الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى السوريين.
أما في المشهد السياسي العام، وفي الوقت الذي يوصد فيه "الثنائي" أبواب المجلس النيابي أمام الانتخابات الرئاسية بغية إخضاع أغلبية أصوات كتله لخيارهما الرئاسي، بادر رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى دعوة هيئة مكتب المجلس إلى الاجتماع الاثنين المقبل تمهيداً للدعوة إلى عقد جلسة تشريعية هي الأولى بعد الشغور الرئاسي في حال اكتمل نصابها، مع ترجيح مصادر نيابية أن يعمد بري إلى تحديدها بتاريخ 16 شباط، واصفةً إياها بأنها ستكون جلسة "مفصّلة على قياس" التمديد للمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لفترة 3 سنوات إضافية، بعد حلول موعد إحالته إلى التقاعد نهاية الشهر الجاري.
ونقلت المصادر أنّ الثنائي الشيعي ضمن تأمين باسيل "الميثاقية المسيحية" لانعقاد الهيئة العامة في ظل مقاطعة "القوات اللبنانية" لعملية التشريع في ظل الشغور الرئاسي، مؤكدةً في هذا السياق أنّ رئيس "التيار الوطني" أبدى عدم ممانعته تغطية وتمرير التمديد لابراهيم، مقابل حصوله على إقرار قانون يشمل التمديد للمدراء العامين المحسوبين على العهد العوني السابق وتياره.
الديار: الأسد استقبل الوفد اللبناني... وميقاتي تجاوب مع موقف «الثنائي» بكسر قانون قيصر
«الإشتراكي» يتبنّى العماد جوزاف عون في جولاته... وخلاف سعودي ــ أميركي مع بقيّة الأطراف حول حزب الله
المعالجات الحكوميّة للأزمات الإجتماعية على «الورق»... وتشكيك بإجراء الإنتخابات البلديّة
ما حل في سوريا وتركيا من كوارث، خطف كل الاضواء وجعل المشهد السوري يتقدم على كل الملفات من البوابة الانسانية. فقد ارتدى رئيس المجلس النيابي «البزة العسكرية» في موضوع كسر القرار الاميركي في حصار سوريا عبر قانون «قيصر» مدعوما من حزب الله والتيار الوطني الحر، واجرى سلسلة اتصالات لهذه الغاية مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي لم يكن بعيدا عن موقف بري بتقديم كل الدعم لسوريا. كما اجرى ميقاتي اتصالات مع المكونات المشاركة بالحكومة، ومرجعيات سياسية ودينية اجمعت وتلاقت على ضرورة تقديم المساعدات للشعب السوري. وعلى الاثر اتخذ وزير الاشغال علي حمية قرارا بفتح الاجواء والمرافئ والمعابر امام وصول المساعدات الدولية ومن دون اية رسومات جمركية ونقلها الى المناطق المنكوبة، كما استقبل حمية وزير الصحة السوري الذي قدم له لائحة بالحاجات، وقد نقلها وزير الاشغال الى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي رفعها الى المنظمات الدولية.
وقد تم التوافق ايضا على زيارة وفد حكومي برئاسة وزير الخارجية للتضامن مع دمشق، ورحب ميقاتي بالفكرة وجرى تأمين اتصال بينه وبين رئيس الحكومة السورية، وعلم ان بعض الوزراء اعتذروا عن المشاركة بالزيارة، وحدد موعد للوفد الوزاري مع الرئيس بشار الاسد الذي التقاه في قصر المهاجرين، وشكر الاسد للوفد اللبناني تضامنه وشرح حجم الدمار الذي خلّفه الزلزال في معظم المحافظات السورية، داعيا الى التعاون بين البلدين في كافة المجالات. فيما نقل بو حبيب تعازي ميقاتي بالضحايا وتضامن حكومته مع دمشق، ووضعه في الاجراءات التي اتخذت لايصال المساعدات، كما اجرى الرئيس ميشال عون اتصالا بالرئيس السوري.
وفي موازاة الدعم الرسمي، تطوع الآف من الشبان اللبنانيين قاصدين سوريا للمشاركة بعمليات الإنقاذ، كما باشرت عشرات الجمعيات جمع المواد التموينية والالبسة وحليب الاطفال لارسالها الى المناطق المنكوبة، كما استنفرت الاحزاب اللبنانية في ٨ آذار اجهزتها الصحية، وانطلقت المواكب باتجاه سوريا.
ومن المتوقع ان يتجاوز عدد الضحايا السوريين الـ ١٠ آلاف قتيل، مع وجود مئات العائلات تحت الانقاض، في حين ما زال اكثر من ١٥ لبنانيا مصيرهم مجهولا. واللافت ان معظم الدول العربية تجاوزت قانون «قيصر» في ايصال المساعدات، لكنه لم يصدر اي بيان عن وصول مساعدات سعودية وقطرية، وكذلك من معظم دول الاتحاد الاوروبي.
الاتصالات الرئاسية
برودة الطقس انعكست على الحركة السياسية الداخلية، باستثناء التحركات اليتيمة لرئيس «اللقاء الديموقراطي» تيمور جنبلاط على المرجعيات الدينية والسياسية، حاملا اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون والتسويق له بشكل واضح ومن دون اقنعة، مع طرح صلاح حنين وجهاد ازعور على الهامش، وترجم هذا الموقف الداعم لجوزاف عون امام المرشح الرئاسي ميشال معوض، مرشح «الاشتراكي» و»القوات» طوال الفترة الماضية.
وبالتالي فان «الاشتراكي» انتقل الى الخطة « ب»، وفي المعلومات المؤكدة، ان معوض ابلغ وفد «اللقاء الديموقراطي» الذي زاره امس استمراره بالترشح، داعيا الى وحدة قوى المعارضة وعدم تشتتها، متمسكا بالرئيس السيادي مهما كانت الاعتبارات، فيما اكد تيمور جنبلاط على ان «اللقاء الديموقراطي» لا يسعى من وراء حركته الى تسوية منفردة عن «القوى السيادية»، بل الى توافق شامل بين كل الاطراف اللبنانية.
وفي المقابل، فان الثنائي الشيعي ابلغ رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط «بالواسطة «، انه لن يمشي بالتعديل الدستوري الذي يعبّد طريق قائد الجيش الى بعبدا مهما كانت الظروف والمعطيات والضغوط، رغم ان جنبلاط وبعكس كل التسريبات لم يفاتح بري خلال اجتماعهما الاخير باسم قائد الجيش مطلقا، وكان قد طرح اسم العماد عون مع وفد حزب الله خلال اجتماعهما الاخير من ضمن سلة ضمت صلاح حنين وجهاد ازعور، كما ان الثنائي الشيعي علم بحسم تيمور جنبلاط لاسم قائد الجيش من خلال التسريبات الاعلامية عن الاجتماعات التي عقدها نواب «اللقاء الديموقراطي» خلال الايام الماضية. ويقابل هذا الحسم من رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» لاسم قائد الجيش اصرار على افضل العلاقات مع الثنائي الشيعي.
الموقف الاميركي
وفي المقابل ايضا، فان الموظفين الاميركيين في وزارة الخارجية وبعضهم من اصول لبنانية، الذين قابلوا اعضاء الوفد النيابي اللبناني، سمعوا وجهتي نظر عن لبنان، يمثل الاولى الياس بو صعب والثانية مارك ضو، فنائب رئيس المجلس النيابي الذي اجتمع بالوسيط الاميركي في ملف الترسيم هوكشتاين، اكد على ضرورة مساعدة لبنان لانجاز استحقاقه الرئاسي وشرح معاناة اللبنانيين دون الغوص بالتفاصيل، فيما تبنى مارك ضو القرار ١٥٥٩ مهاجما حزب الله ومطالبا واشنطن بالضغط للمجيء برئيس «سيادي»، وبالتالي فان معظم اجتماعات الوفد اللبناني مع الموظفين الاميركيين الصغار طُرح فيها موقفان لبنانيان متناقضان جدا. وفي المعلومات، ان سجالات وخلافات وقعت بين بو صعب ومارك ضو ترجمت في الاعلام ، وكل نائب عمل على هواه، فيما الموقف الاميركي كان واضحا لجهة عدم الاهتمام بالملف اللبناني الرئاسي، وانه ليس اولوية عند واشنطن التي لن تتدخل بالتسمية، ولا «فيتو» لديها على اي اسم، مع التأكيد على انجاز الاصلاحات ومواصلة الاجراءات ضد حزب الله، كما انتقد المسؤولون الاميركيون اداء الطبقة الحاكمة. وفي الخلاصة تبين لاعضاء الوفد اللبناني ان واشنطن مقتنعة بعدم انجاز اية اصلاحات في ظل الطبقة الحاكمة العاجزة عن الوقوف ضد حزب الله، وهذا هو الاساس عند واشنطن.
الموقف الفرنسي
اما في باريس، فكان الاجتماع عاصفا بين وجهات نظر متعددة : الاولى تبنتها السعودية وواشنطن ودعتا الى تطبيق القرارات الدولية واهمها الـ ١٥٥٩ والبيان الخليجي الذي صدر في الكويت، ورفض تقديم المساعدات بوجود حزب الله وقوته مهما كان اسم رئيس الجمهورية، ومثلت فرنسا وجهة النظر الداعية الى انتخاب رئيس للجمهورية منعا للانهيار ورفضت السقف العالي للشروط الاميركية السعودية، فيما قطر ومصر كانتا «بين – بين» مع حرصهما على الاستقرار. وشهد الاجتماع نقاشات ساخنة بين المندوبين السعودي والفرنسي، رغم حرص وزارة الخارجية الفرنسية على التعميم على الاعلاميين اللبنانيين والعرب في باريس عدم صحة ما سرب عن خلافات فرنسية سعودية.
وفي الخلاصة، فان الاجتماعات اللبنانية والدولية تلاقت حول نقطة واحدة لجهة استحالة انجاز الاستحقاق الرئاسي هذا العام، في ظل الانقسامات الداخلية وعدم الاهتمام الدولي لاول مرة منذ الاستقلال، فبعد طرد «الاسرائيلي» والانسحاب السوري ومغادرة منظمة التحرير، لم يعد لبنان اولوية عند القوى الكبرى، وارتفع منسوب عدم الاكتراث بعد انجاز اتفاق الترسيم.
المشاكل الاجتماعية وانسداد الحلول
وفي ظل انسداد الحلول الرئاسية والخلافات الداخلية، يتواصل مسلسل «الهريان» في المؤسسات الرسمية والخاصة، واحدة تلو الاخرى، مع التوافق في مجلس الوزراء الاخير على ان هامش الحلول للازمات المعيشية بات ضيقا جدا، في ظل الشح المالي وعدم القدرة على تأمين المطالب المحقة، بالاضافة الى تراجع حجم المساعدات الدولية عبر الجمعيات بعد الحرب الروسية - الاوكرانية، وسيتقلص حتما بعد الكوارث في سوريا وتركيا، في مقابل استياء السفراء الاوروبيين من عدم الشفافية في توزيع المساعدات وتقديم الكشوفات، خصوصا بالنسبة للقطاع التربوي.
اما بالنسبة لادوية السرطان، فان تأمينها لم يأخذ طريقه الى التنفيذ، وصرف ٨ ملايين دولار لدعم القمح «تجليطة « في ظل السوق السوداء وارتفاع ربطة الخبز خلال العاصفة الثلجية الى ٧٥ الفا واكثر، كما بيعت صفيحة المازوت بمليون و٥٠٠ الف في السوق السوداء هذا اذا وجدت، وقد عانى اهالي القرى الجبلية ظروفا قاسية، وسط عجز عائلات كثيرة عن تأمين وسائل التدفئة، حتى المياه ورغم الفيضانات فانها مقطوعة في معظم المناطق، بسبب العجز عن تأمين المازوت لمحطات الضخ، وصهريج المياه وصل سعره الى مليون ليرة.
اما رابطة التعليم الرسمي فلم تحسم موقفها من الاضراب المستمر منذ ٤ اسابيع لعدم الثقة بالوعود الحكومية، والقرار النهائي سيصدر اواخر الاسبوع، وهناك اتجاه لاعطاء فرصة للحكومة لتتفيذ وعودها، لكن موظفي القطاع العام مستمرون باضرابهم بسبب عدم قدرة الحكومة على تنفيذ مطالبهم.
وفي ظل هذه الاوضاع المأسوية ينفذ لبنان اضرابا شاملا في ١٦ شباط بدعوة من الهيئات النقابية وبمشاركة جميع القطاعات بما فيها النقل الجوي.
الملف البلدي
ورغم الجهود التي يبذلها وزير الداخلية بسام مولوي لاجراء الانتخابات البلدية في موعدها في ايار، وبدء الوزارة بتحضير الاجراءات اللوجيستية، فان التشكيك باجرائها يشمل جميع المرجعيات والاحزاب السياسية التي طلبت من القيمين على هذا الاستحقاق التريث في التحضيرات، وعدم اثارة المشاكل والحساسيات في القرى. كما ان الاحزاب المسيحية ترفض اجراء الانتخابات البلدية في ظل الفراغ الرئاسي، وتريد انجازه في حكومة العهد الاولى باشراف رئيس الجمهورية .
وتبقى مشكلة بلدية بيروت في ظل موقف القوى المسيحية بتقسيم البلدية ورفض المرجعيات السنية لهذا التوجه، كما يبقى عامل التمويل وتأمين 8 مليون دولارلانجازها غير متوافر حتى الآن، هذا بالاضافة الى ان ظروف البلد من جميع الجوانب لا تسمح باجراء الاستحقاق، وهناك حرص من معظم القوى السياسية على تأجيلها، رغم ان ذلك يحتاج الى قرار من مجلس النواب.
البناء: الكارثة تطلق موجة إنسانيّة تجتاح قانون قيصر وتحاصر إدارة بايدن بتهم جرائم بحق الإنسانيّة
رؤساء الكنائس والمراجع الدينية والقيادات الشعبية والجمعيات الحقوقية يندّدون بحصار سورية
الأسد يستقبل الوفد الحكومي اللبناني… أملاً بأن تكون صفحة جديدة في العلاقات الأخوية
ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بالمواقف الداعية للتضامن مع سورية بوجه الحصار والعقوبات، وفيما كانت الحملة التي بدأها المؤتمر القومي العربي ومؤتمر الأحزاب العربية والمؤتمر القومي الإسلامي، تستنهض النخب العربية وقوى الرأي العام العربي للتعبير عن التضامن مع سورية، تنمو وتكبر، حوّلت كارثة الزلزال وما حملته من تعبير فاضح عن الازدواجية التي يتعامل بها العالم الغربي مع ضحايا الكارثة في كل من تركيا وسورية، النداءات الداعية لرفع العقوبات وفك الحصار الى نداء إنساني عاجل، فرض حضوره على مواقف حكومات ودول، وعلى المنظمات الأممية، وبالرغم من عدم ظهور تحوّلات بارزة في المواقف الدولية تتجاوز حدود الاستعدادات الكلامية، كانت في المنطقة صورة جديدة تقول إن مفاعيل قانون قيصر عاجزة عن تقييد حركة التضامن مع سورية، وإن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تلبس ثوب الإجرام بحق الإنسانية في تمسكها بقوانين العقوبات، أمام مشهد إنساني بالغ التأثير، وغير قابل للتجاهل. وبدت مشاهد الطائرات التي تحمل المساعدات الى سورية كرة ثلج تكبر، لتشمل المزيد من الدول، ومثلها الاتصال بالرئيس السوري بشار الأسد بدا مرشحاً للاتساع ليشمل المزيد والمزيد من الرؤساء وقادة الدول. وصدرت مواقف روحية جمعت رؤساء الكنائس والمراجع الدينية الإسلامية تدعو لفك الحصار ورفع العقوبات، وفتح باب المساعدة والتبرعات لصالح سورية، وخرجت قيادات شعبية عربية وازنة في العديد من الدول العربية تقود حملات التضامن وجمع التبرّعات، ولبنان كخاصرة حرجة في العلاقة مع سورية، تحتزن الكثير من علامات وعناصر التأثير الدولية والعربية، كان بذاته مصدراً لمشهد استثنائي، فحملات التبرع والتطوع تشمل كل المناطق وعابرة للطوائف، والمواقف تتصاعد إيجاباً، والمواقف الحكومية ملاقاة أو تعبير عن هذا المزاج الشعبي الآخذ في الاتساع، وزيارة الوفد الحكومي وقرار بحجم الاستعداد لفتح مطار بيروت والموانئ اللبنانية أمام الطائرات والسفن التي تحمل المساعدات لسورية، رغم العقوبات يختصر هذه الحقيقة.
سياسياً، جاءت زيارة الوفد الحكومي إلى دمشق برئاسة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، ولقاءاته مع الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد ووزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد، فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات الأخوية بين البلدين، مع تعبير الوفد اللبناني عن استعدادات عالية للمشاركة مع سورية في مواجهة الكارثة، وتقدير سوريّ لحجم ما يتضمنه هذا الموقف.
وفيما تتواصل عمليات إغاثة العالقين تحت الإنقاض في سورية وتركيا إثر الزلزال المدمر، فرض الحدث نفسه على العلاقات اللبنانية – السورية وتمكنت الطبيعة بإعادة التواصل بين المسؤولين في الدولتين بعد سنوات من القطيعة، فبرزت زيارة الوفد الوزاري اللبناني إلى سورية بتكليف من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي برئاسة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، وضمّ وزراء الأشغال علي حمية، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، الزراعة عباس الحاج حسن ومستشارين ومسؤولين في الوزارات الأربع.
واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد الوفد اللبناني في قصر تشرين لمدة 45 دقيقة. وقد نقل الوفد رسالة تعزية واحترام وصداقة باسم رئيس حكومة تصريف الأعمال.
وأكد الأسد للوفد على أهمية التعاون بين لبنان وسورية في جميع المجالات انطلاقاً من الإمكانيات التي يمتلكها البلدان والمصالح المشتركة التي تجمعهما.
وشكر الرئيس الأسد خلال لقائه الوفد على الإجراءات العملية التي قامت بها الحكومة اللبنانية من أجل تقديم وتسهيل وصول المساعدات إلى سورية، والتي تحقق آثاراً فعلية على الأرض وتترك أثراً معنوياً لدى الشعب السوري.
كما استعرض أعضاء الوفد للرئيس الأسد الإجراءات والقرارات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية من أجل تقديم المساعدة والتنسيق مع المؤسسات السورية التي تعمل على الأرض للإنقاذ والإغاثة، وأشاروا إلى استعداد لبنان لفتح المطارات والموانئ لاستقبال المساعدات التي ترد إلى سورية من أيّ دولة.
وكان الوفد اللبناني عقد لقاءات مع المسؤولين السوريين تناولت الشؤون الإنسانية وتداعيات الزلزال المدمّر الذي تضرّرت بسببه مناطق عدة في سورية، ومن ضمنها لقاء عقده مع وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد، معلنين «تضامنهم مع الشعب السوري في هذه المحنة بالإمكانات المتاحة للمساعدة في مجالات الإغاثة».
ورأت مصادر سياسية الى أنه وإن كانت زيارة الوفد اللبناني الى سورية ذات طابع إنساني فرضه الزلزال، لكنها تحمل أبعاداً سياسية، وأملت عبر «البناء» أن تشكل الزيارة الإنسانية فرصة ونافذة لإعادة العلاقات الى طبيعتها وتفعيلها على كافة المستويات الاقتصادية والأمنية والسياسية، لا سيما في مسألة أزمة النازحين والتجارة الخارجية.
وإذ لم تدفع الكارثة الطبيعية التاريخية في سورية وتركيا، الدول الكبرى الغربية والعربية الى فك الحصار المفروض على سورية على كافة المستويات لا سيما عبر قانون العقوبات الأميركي قيصر، ولو بفك جزئيّ تحت دواعٍ إنسانية، دعت الهيئة السياسية لـ «التيار الوطني الحر» في بيان، بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، الدول الخارجية الى «رفع الحصار والظلم لأن المسألة لم تعد استهدافاً لنظام، بل أصبحت استنزافاً قاتلاً لشعب، وهو ما ترفضه الشرائع السماوية والوضعية».
ودعت كتلة الوفاء للمقاومة في بيان بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد أن الزلزال «كل الشعوب والدول خصوصاً تلك التي تمتلك القدرات وتتغنّى بحماية حقوق الإنسان، وكذلك من المنظمات والمؤسسات الدولية، وقفةً تضامنيّةً جادّة ومسؤولة وتضافر جهود ومساعدات لاستنقاذ ما يمكن استنقاذه من تحت الركام ولبلسمة جراحات المنكوبين وإيواء المشردين فضلاً عن إعادة البناء والتعمير».
ولفتت، إلى أن «سورية تحمّلت معاناة أزمة مريرة على مدى سنواتٍ من الاستهداف للدور والموقع وللخيار الوطني والقومي المناهض للتسلط والاستكبار، وكذلك تركيا التي نسجّل لشعبها وقفاته التضامنيّة والتزامه الدائم بنصرة الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة، يستحقان من كل دول العالم العربي والإسلامي والدول المناهضة للعنصرية والاستعمار كل دعم ومساندة».
وواصلت فرق الإغاثة اللبنانية مشاركتها بأعمال الإنقاذ وانتشال الضحايا من الركام في المناطق المنكوبة في سورية وتركيا، وعلمت «البناء» أن فرق حزب الله وحركة أمل تشارك بفعالية في عمليات الانقاذ. بدوره أعلن الجيش اللبناني أن «عناصر المجموعتين التابعتين لفوج الهندسة تواصل أعمال البحث والإنقاذ في المناطق المنكوبة في الجمهوريتين التركية والعربية السورية، بالتعاون مع عناصر من الصليب الأحمر والدفاع المدني».
على صعيد اللبنانيين العالقين في تركيا وسورية، فقد تمكنت فرق الإنقاذ من العثور على باسل حبقوق من بلدة مغدوشة وسحبه من تحت أنقاض فندق في أنطاكيا وهو بحالة جيدة، فيما تحاول فرق الإنقاذ انتشال الشاب الياس حداد من تحت الركام، بعدما صدر عنه صوت استغاثة، اضافة الى محمد المحمد.
وأكد السفير اللبناني في تركيا غسان المعلّم أننا «تبلغنا بوجود حوالى 10 إلى 15 لبنانياً معظمهم في حالة جيدة، ونجحنا في التواصل معهم، في حين هناك حوالى 4 إلى 5 أشخاص تحت الأنقاض. علماً ان لا إحصاء دقيقاً لعدد اللبنانيين الموجودين في تركيا، لأن بعضهم غير مسجّل وهو في رحلة سياحة أو عمل».
وتعرّض لبنان وسورية وفلسطين الى سلسلة هزات متلاحقة مساء أمس، ما يحمل مؤشرات خطيرة عن تعرّض المنطقة الى مزيد من الهزات والزلازل لا سيما أن الهزة الأخيرة التي ضربت لبنان أمس قريبة من فالق اليمونة في البقاع.
وأفاد المركز الوطني للجيوفيزياء في بحنس التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية أنه عند الساعة 20،58 بالتوقيت المحلي (أمس) وقعت هزة بقوة 4،2 درجات على مقياس ريختر على بعد 5 كيلومترات من الهرمل جنوباً، وشعر بها سكان البقاع والشمال والمتن وكسروان وبيروت.
على الخط الرئاسي، سُجلت حركة ناشطة أمس، فقد زار وفد من «اللقاء الديمقراطي»، النائب ميشال معوّض في بعبدا. وأشار النائب وائل أبو فاعور بعد اللقاء إلى أنه «لا تبدو الأمور رئاسيًّا واعدة حتى اللحظة وليس لدينا أي مرشّح آخر ولكنّنا نسعى ونبحث عن حلّ وتسوية وكلّ تأخير يحمّل المواطن المزيد من الأعباء».
وفيما تتجه الأنظار إلى مبادرة ما قد تطرحها بكركي على الصعيد المسيحي، تردد أن أحد المطارنة كلف إجراء اتصالات مع الاقطاب الاربعة المسيحيين سمير جعجع، جبران باسيل، سامي الجميل وسليمان فرنجية لسؤالهم عن مدى قابليتهم لعقد اجتماع رباعي في بكركي، وقد جاءه الجواب سلبياً، ومدى استعدادهم لعقد الاجتماع النيابي المسيحي الموسّع فسمع قبولاً ولكن بشروط.
وزار وفد من حزب الله بطريركية الأرمن الكاثوليك في الاشرفية حيث التقى البطريرك ميناسيان. بعد اللقاء، أشار ابراهيم أمين السيد باسم الوفد، رداً على سؤال عن لقاء باريس الخماسي الى أن «الخيار الوحيد أمام اللبنانيين هو أن يجلسوا ويتحاوروا لإنجاز الاستحقاق الرئاسي».
بدوره شدد نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في تصريح على أن «استجداء التدخل الخارجي لا يمكن أن ينتج رئيساً بل يعقِّد الأمور، وأغلب من في الخارج منكفئ عن هذا التدخل، لأنَّ أدوات التدخل بالنسبة إليه قاصرة عن أن تؤدي إلى تحقيق ما يريد».
وأشارت أوساط مطلعة لـ«البناء» إلى أن «الرئيس نبيه بري يقوم بحركة اتصالات ولقاءات ومشاورات لإحداث خرق بالجدار الرئاسي من خلال الاتفاق على مرشح موحد وفي حال تعذر ذلك، فسيعمل على تأمين أغلبية نيابية لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لكن المعضلة وفق المصادر موقف الكتلتين المسيحيتين التيار القوات، إلا إذا استطاع فرنجية جذب بعض أصوات تكتل لبنان القوي الذين هم على خلاف مع باسيل في الملف الرئاسي، ونواب آخرين من تكتل التغيير والمستقلين، أما الحل الثاني فهو أن تثمر المشاورات الخارجية لا سيما الفرنسية – السعودية «قبة باط» سعودية تترجم بحضور كتلة القوات الجلسة وتؤمن النصاب والميثاقية المسيحية وينتخب فرنجية الذي أصبح رصيده حتى الآن أكثر من 65 صوتاً».
إلا أن مصادر التيار الوطني الحر نفت أن يكون هناك انقسام بين التكتل وتوجّه بعضه الى التصويت لفرنجية، مشيرة لـ«البناء» الى أننا «ننتظر آلية الاجتماع الذي ستدعو اليه بكركي لكي نبدي رأينا ونريد له أن يكون منتجاً»، موضحة أن «مسألة الرئاسة تتجاوز المسألة المسيحية، الى أكثرية الـ86 صوتاً وعلى القوى المسيحية والمسلمة التوافق»، ولفت الى أننا نختلف مع حزب الله على المقاربة الرئاسية لكونه يطرح مرشحاً ويريد فرضه علينا، لكن الأمر يتعلق برئاسة الجمهورية اي الموقع الماروني الاول والكتلة المسيحية الأكبر معنية فيه، وبالتالي هي تطرح المرشح وعلى الحزب أن يدعمه وليس العكس».
على صعيد الكهرباء، رأس ميقاتي اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة بتقييم خطة الكهرباء الوطنية في السراي الحكومي. وقال وزير الطاقة وليد فياض بعد الاجتماع «مؤسسة كهرباء لبنان أصبحت جاهزة لزيادة التغذية وستصدر بياناً يوم الجمعة المقبل تعلن فيه بأن التغذية ستصبح بحجم 500 ميغاوات اي ما يعادل نحو 4 ساعات تغذية يومياً»، وأعلن فياض عن الشروع بالجباية على اساس التسعيرة الجديدة خلال الأيام العشرة المقبلة، متوقعاً ان يشعر الناس بالفرق في التغذية قبل هذا التاريخ».
ودعا الرئيس بري هيئة مكتب مجلس النواب الى اجتماع، الاثنين المقبل، كمقدمة للدعوة الى جلسة تشريعية الأسبوع المقبل.
ورجّحت مصادر «البناء» أن يشارك التيار الوطني الحر بالجلسة التشريعية وأن يصوّت على قانون التمديد للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
وواصل التيار الوطني الحر هجومه على ميقاتي وقال في بيان: «تحت وطأة الزلزال وسيطرة أخباره، دعا رئيس الحكومة المستقيلة والمصرفة للأعمال إلى جلسة خرق فيها مرة جديدة الدستور والميثاق. وكان واضحاً أن هدف الجلسة هو الإمعان في الاستفزاز، فلا شيء في جدول الأعمال يبرر الجلسة ولا أمور طارئة ليست لها حلول دستورية كانت تستدعيها، لا بل تمّ افتعال بنود لتبرير عقد الجلسة، وهذا أمر مرفوض. ومن المؤسف أن المشاركين في تغطية هذه المجزرة الميثاقية يساهمون في تسبب مزيد من الانقسام والشرخ الوطني، ويمعنون في ضرب الشراكة والميثاقية، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه أو القبول به».
في المقابل لفتت أوساط محسوبة على ميقاتي لـ«البناء» الى أن «جميع الأطراف اقتنعت بتجنيب أمور الناس الحيوية عن التجاذبات السياسية، لكن التيار مصرّ بمسار معارضة عقد الجلسات تحت عناوين دستورية عدة، وتساءلت هل يمكن تجاهل ملفات خطيرة من دون اتخاذ قرار بشأنها كرفع الدعم عن أدوية السرطان وانهيار القطاع التربوي والأمن الغذائي فضلاً عن الحدث الكبير المتمثل بالزلزال الذي ضرب تركيا وألقى بتداعياته الكبيرة والهائلة على سورية ولبنان؟ علماً أن خطر وقوع زلازل وهزات أرضية لم يغادر لبنان والمنطقة وبالتالي على مجلس الوزراء والوزارات والإدارات والقطاعات كافة البقاء على أتم الجهوزية لمواجهة أي حدث».
وأكدت الأوساط أن «ميقاتي سيدعو الى جلسة للحكومة كلما دعت الحاجة وسيضع جدول أعمالها بالتشاور مع الوزراء كافة، وبالتالي ميقاتي لم يخرج عن الاتفاق الذي تم بعقد جلسات للحكومة وفق الضرورة».
إلا أن الأوساط حملت بشدة على حزب القوات اللبنانية بسبب موقفة المتناقض والموجه بحسب مصلحته من انعقاد الحكومة، ووفق الأوساط فإذا كان التيار واضحاً منذ البداية برفض عقد الجلسات، فإن القوات تساوم على اجتماعات الحكومة، ففي حين أعلن رئيس القوات سمير جعجع منذ أسبوع أن اجتماع الحكومة دستوري وقانوني وأن ميقاتي لا يستهدف حقوق المسيحيين، لكنه عاد وأعلن منذ أيام بأن انعقاد الحكومة غير قانوني، ما يفضح موقف القوات بأنها تمارس الابتزاز مع ميقاتي.
على صعيد آخر، علمت «البناء» أن المدير العام للجمارك بدري ضاهر يحضر كتاباً لإرساله إلى وزارة المالية يشرح بموجبه كل الوقائع والمعطيات وما جرى معه منذ توقيفه حتى إخلاء سبيله ومسار التحقيقات معه قبل وخلال توقيفه من قبل المحقق العدلي الحالي والسابق.
الى ذلك، أعلنت وزارة الزراعة أن نتائج التحاليل المخبرية للشحنة العائدة لشركة «N.R&S Trading CO»، التي يملكها شخص من آل الرفاعي، جاءت مطابقة لما هو مصرح عنه، أي سيلفات الأمونيوم وليس كما أشيع نيترات الأمونيوم.
وأكدت الوزارة حرصها الشديد في تطبيق جميع شروط السلامة العامة وسلامة الغذاء في عمليات إدخال المنتجات الزراعية ومدخلاتها، كما حرصها على الأمن الوطني والأمن الغذائي وذلك بالتنسيق التام مع جميع الوزارات المعنية والأجهزة الأمنية المختصة.
وأشار المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري بتوقيف رئيس مرفأ بيروت أيمن كركور بعد التحقيق معه من قسم المباحث المركزية على خلفية دخول الباخرة «سكاي لايت» الى مرفأ بيروت ومخالفة إشارة النيابة العامة التمييزية بعدم دخولها الى المرفأ. وقرر القاضي الخوري التوسّع بالتحقيق بالاستماع الى موظفين آخرين في المرفأ.
اللواء: لقاء دمشق أكثر من إغاثة وأقل من تطبيع: نحو إعادة النازحين
غداً 4 ساعات كهرباء وفواتير جديدة.. ونجاحات باهرة لفرق الإغاثة اللبنانية
فتح لقاء الرئيس السوري بشار الاسد مع الوفد الوزاري اللبناني الطريق الى وضع ملف اعادة النازحين السوريين الى بلادهم على الطاولة، ما إن تنتهي أو تنجلي معطيات الكارثة الكبرى التي حلت بالشعب السوري، والشعب التركي وأشخاص من جنسيات متعددة، من بينها لبنانيون قتلوا تحت ركام «الزلزال المروع» الذي ضرب مناطق واسعة متجاورة في تركيا وسوريا.
وحسب مصدر لبناني واسع الاطلاع فان الزيارة بحد ذاتها، وإن أخذت طابعاً اغاثياً اخوياً، الا ان ما دار في اللقاء مع الرئيس الاسد ووزير الخارجية فيصل المقداد يتجاوز الطابع الاغاثي، لكنه لم يفتح الباب امام «تطبيع سياسي» بالكامل.
وبالتوازي، ولكن على مسار مختلف، فتح اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بتقييم خطة الكهرباء الوطنية في السراي الكبير برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي الطريق أمام استعادة المبادرة، في ما خص وضع المرحلة الاولى من خطة زيادة التغذية موضع التنفيذ، بدءاً من غد الجمعة بمعدل 4 ساعات يومياً، واطلاق العنان على الفور لتنظيم الجباية على أساس التسعيرة الجديدة، خلال 10 ايام، على ان يشعر الناس بالفرق في التغذية، قبل ذلك، وفقاً لتصريح وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال.
ولم تتأخر مؤسسة كهرباء لبنان باصدار بيان يكرس ما حصل في اجتماع اللجنة الوزارية، معلنة عن رفع الانتاج الحراري الى 450 ميغاواط، بدءا من غد الجمعة، ورفع ساعات التغذية 4 ساعات يومياً، مع بدء شن حملات نزع التعديات بمواكبة عناصر من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، على ان تباشر المؤسسة في طباعة الفواتير وفق التعرفة الجديدة ليصار الى البدء في تحصيل تلك الاصدارات نهاية الاسبوع المقبل.
ولاحظت مصادر سياسية أن المسؤولين يلهون اللبنانيين بامور ومشاكل جانبية، بدلا من التركيز وايلاء ملف الانتخابات الرئاسية، اهتماما استثنائيا، لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بأسرع وقت ممكن، والانطلاق بعدها لباقي الخطوات المهمة الاخرى المواكبة، اي تأليف حكومة جديدة والنهوض بالدولة من كل جوانبها.
وقالت المصادر منذ مدة تعقد الاجتماعات الوزارية والتقنية وترصد الاموال بالنقد الأجنبي، لزيادة التغذية بالتيار الكهربائي لكافة المناطق اللبنانية، بساعتين تارة وباربع ساعات او خمس يوميا تارة اخرى، حسب وزير الطاقة وليد فياض، ثم تتناقص الى ساعتين بعد ذلك، وفجأه تتبخر الوعود وتعمم العتمة الشاملة على اللبنانيين، وتخترع الحجج والذرائع التي تعيد التغذية الى حالة الصفر بالتغذية، بدءا من عدم صرف الاموال المخصصة لشراء الفيول، مرورا بعدم حل مشكلة قانون قيصر لاستجرار الطاقة الكهربائية والغاز من الاردن ومصر وصولا إلى التعديات الحاصلة على الشبكة وعدم تعاون الاحزاب والمسؤولين لنزع هذه التعديات.
بالامس عادت مؤسسة كهرباء لبنان، لتعلن بدء تنفيذ خطة الكهرباء الجديدة، بزيادة ساعات التغذية بالتيار الكهربائي إلى اربع ساعات يوميا، وبشرّت اللبنانيين بالبدء الجباية على اساس التسعيرة الجديدة، بينما تجاهلت المؤسسة بأن العديد من المناطق بالعاصمة تحديدا، موضوعة خارج خريطة التغذية بالتيار منذ مدة طويلة، ولا حتى بساعة واحدة أسبوعيا.
لم يقتصر الامر على تخبط الحكومة ووزير الطاقة بمشكلة الكهرباء فقط، قبلها وبالاسبوع المنصرم، اوهمت السلطة اللبنانيين بأن المضاربين على الليرة والصرافيين غير المرخصين، هم أحد اسباب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة، وتمت ملاحقتهم والقاء القبض على بعضهم من المعروفين بالاستزلام، والتبعية لاحزاب وتنظيمات معروفة ومسؤولين بالسلطة، وكانت النتيجة، استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار.
واشارت المصادر إلى حملة الترويج الوزارية لتسعير السلع بالدولار، ومحاسن فوائدها المزعومة، علها توفر على المواطن، جشع التجار وتلاعبهم بتسعير السلع على هواهم لتحقيق ارباح خيالية. ولكن ألغيت الحملة وتم صرف النظر عنها، وكأن شيئا لم يكن.
وبالطبع، ما زالت مشكلة احتكار الطوابع سارية، ومافيات المحتكرين معروفين من قبل وزارة المال والاجهزة الامنية، ويعملون بغطاءات على عينك يا تاجر، ولا من يحاسب او يحسبون.
وتضيف المصادر، هناك تعطيل العام الدراسي باضراب الاساتذة، واحتمال خسارة التلاميذ عامهم الدراسي، جراء الفشل الحكومي بمعالجة اوضاعهم، بينما يعطل اضراب المصارف مصالح اللبنانيين وجانبا من الدورة الاقتصادية، والسبب تلكؤ الحكومة والمجلس النيابي باقرار خطة الاصلاحات المطلوبة بالمصارف واقرار قانون الكابيتال كونترول وغيره من التشريعات المتعلقة بحل الازمة الضاغطة.
والخلاصة باجراءات الحكومة الترقيعية، زيادة صاروخية بالرسوم والضرائب على اختلافها، تحليق مستمر لاسعار الطاقة بكل انواعها، وتكلفة باهظة للكهرباء، دون مقابل مواز لساعات التغذية الموعودة مع وقف التنفيذ، استمرار تحليق سعر صرف الدولار، من دون ضوابط أو إجراءات رادعة.
وعلى الجملة، فالعالم ما زال منشغلا بمتابعة نتائج الزلزال الكارثي الذي ضرب سوريا وتركيا واودى بحياة نحو 12 الف مواطن حتى الان عدا الضحايا بالالاف تحت الانقاض، فيما انصبت المساعدات الدولية ومنها العربية على تركيا، مقابل مساعدات عربية وروسية ومن بعض الدول لسوريا بسبب الحصار المفروض على سوريا نتيجة قانون «قيصر»، وقد كان البارز امس انتشال عدد من اللبنانيين أحياء من تحت الانقاض، بينما يستمر البحث عن آخرين، وزيارة الوفد الوزاري اللبناني الى دمشق حيث التقاه الرئيس الدكتور بشار الاسد ووزير الخارجية فيصل المقداد.
اما نيابياً، فدعا رئيس مجلس النواب نبيه بري هيئة مكتب مجلس النواب الى إجتماع، وذلك في تمام الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الإثنين المقبل، للبحث في جدول اعمال الجلسة التشريعية التي سيدعو اليها بري هذا الشهر. وحسب معلومات «اللواء»، فإن جدول اعمال الاجتماع لم يوزع على الاعضاء بعد، ورجحت مصادر نيابية ان يتم انجازه يوم الجمعة ليتم توزيعه وبحثه.
واوضحت المصادر ان هناك العديد من اقتراحات ومشاريع القوانين الجاهزة، ومنها مشروع قانون الحكومة للكابيتال كونترول، واقتراح كتلة اللقاء الديموقراطي التمديد لكل الضباط العامين في كل المؤسسات العسكرية والامنية ومنها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم. لكنها اشارت الى ان هذا الاقتراح قابل للنقاش وفقاً لمواقف الكتل النيابية الاخرى.
وقالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أنه باستثناء لقاء كتلة اللقاء الديمقراطي مع رئيس حركة الإستقلال النائب ميشال معوض، لم تسجل أي حركة على الجبهة الرئاسية، وقالت المصادر أن اللقاءات الخارجية التي تعقد لم تدخل في التفاصيل الرئاسية، ومن هنا فإن التركيز ينصب على المعطيات الداخلية.
وفهم من المصادر أن اللقاء الديمقراطي وعلى الرغم من تأكيده على أفضل العلاقة مع معوض إلا أنه مهَّد لإنسحاب تكتيكي من دعم رئيس حركة الإستقلال في السياق الرئاسي.
وقالت أن هناك لقاءات أخرى يستكملها الحزب الإشتراكي وإن مواقف باقي الكتل النيابية قد تخضع لتبديل معين لناحية طرح أسماء مرشحة أو حسم قرارها في عناية التأييد وأخرى قد تواصل عملية الأنتظار .
ورأت المصادر ان الحركة في الإجمال لا تزال ِخجولة وليس في المدى المنظور إلا بعض المبادرات التي لم تشق طريقها بعد وابرزها مبادرة بكركي.
وقال عضو الوفد الذي ترأسه النائب تيمور جنبلاط: الزيارة للتشاور، وغير صحيح أن اللقاء الديمقراطي يُدير ظهره لميشال معوض، ونحن منفتحون على الخيارات التي مازالت غير متوافرة. وهناك قناعات مشتركة كالسيادة والاصلاح والوحدة الوطنية جمعتنا مع معوض منذ اليوم الاول من الاستحقاق الرئاسي، ولكن من الاساس اتفقنا على أن المسألة ليست شخصية ونؤكد على أننا في موقع النقاش المشترك.
تابع أبو فاعور: لم نرشّح معوّض كشخص إنّما كمبادئ ونموذج وأردنا أن نحشد المزيد من الأصوات، وعملنا على إقناع البعض بهذا الترشيح ونحن نبحث عمّا يمكن أن يقود الأمور قدماً.
وقال: لكن لا تبدو الأمور رئاسيّاً واعدة حتى اللحظة، وليس لدينا أي مرشّح آخر غير معوض، ولكنّنا نسعى ونبحث عن حلّ وتسوية وكلّ تأخير يحمّل المواطن المزيد من الأعباء.
اما معوّض فقال: اللقاء مع كتلة اللقاء الديمقراطي كان مهماً لوضع خارطة طريق للبننة الاستحقاق الرئاسي. والأساس هو المشروع وليس الشخص، وأنا مستعدّ لخوض معركة أي شخص يريح اللبنانيين ضمن المشروع الذي لا يمكن أن نساوم عليه.
تداعيات الزلزال
استمرت المحاولات لمعرفة مصير اللبنانيين المفقودين جراء زلزال تركيا، وافيد امس انه تم أنقاذ الشاب باسل حبقوق ابن مغدوشة من تحت أنقاض فندق في أنطاكيا – تركيا وهو بخير.كما تم انتشال الشابة فاطمة زكريا من تحت الانقاض في تركيا وهي على قيد الحياة وبصحة جيدة.
وأفادت معلومات، بأنّ فرق الإنقاذ في تركيا تحاول إنتشال الشاب اللبناني الياس حداد من تحت الركام بعدما صدر عنه صوت إستغاثة، كما محاولة انقاذ محمد المحمد.
وتعمل السفارة اللبنانية في تركيا مع السلطات التركية والجهات المعنية للكشف عن مصير المفقودين اللبنانيين، وأكد السفير اللبناني في تركيا غسان المعلّم أننا «تبلغنا بوجود حوالى 10 إلى 15 لبنانياً معظمهم في حالة جيدة، ونجحنا في التواصل معهم، في حين أن هناك حوالى 4 إلى 5 أشخاص موجودون تحت الأنقاض» .
وقال: مع ذلك، لا يوجد إحصاء دقيق لعدد اللبنانيين الموجودين في تركيا، لأن بعضهم غير مسجلّ وهو في رحلة سياحة أو عمل.
ويصف المعلّم الوضع بالـ«صعب جداً»، والمشاهد «أقسى بكثير مما نراه على شاشات التلفزة، بعض الطرقات مقطوعة ولا يمكن الدخول إليها نتيجة الدمار الهائل، وتعمل طواقم الإنقاذ التركية على تلبية النداءات، وننتظر جواباً عن مصير اللبنانيين المفقودين».
وحول عمل فرق الاغاثة والانقاذ اللبنانية في سوريا تركيا، أعلن الجيش اللبناني ان عناصر المجموعتين التابعتين لفوج الهندسة بدأوا أعمال البحث والإنقاذ في المناطق المنكوبة في الجمهورية التركية والجمهورية العربية السورية بالتعاون مع عناصر من الصليب الأحمر والدفاع المدني.
وكان عناصر المجموعة الأولى قد وصلوا إلى مدينة أضنة التركية وانتقلوا إلى مدينة البستان برًّا، فيما وصل عناصر المجموعة الثانية إلى مدينة جبلة السورية ليلًا عن طريق البر كذلك.
وأفادت دائرة العلاقات العامة في بلدية بيروت ان «عمليات البحث عن ناجين وعمليات الانقاذ التي يقوم بها فريق الانقاذ والاسعاف الموفد الى تركيا وسوريا والمؤلف من فوج اطفاء مدينة بيروت والدفاع المدني وفرق الهندسة في الجيش اللبناني وعناصر من الصليب الأحمر اللبناني، لا تزال مستمرة وعلى وتيرة عالية لمحاولة انقاذ العالقين والمصابين وانتشال الضحايا من تحت ركام المباني المدمرة جراء الزلزال الكبير الذي ضرب تركيا وسوريا .
وقالت في بيان: نجحت الجهود المبذولة من قبل رجال فوج الاطفاء والصليب الأحمر والجيش اللبناني في إنقاذ إمرأة تركية حامل وطفلتها وانتشالهما أحياء من تحت انقاض أحد المباني المدمرة بالكامل واسعافهما الى احد المستشفيات الميدانية لتلقي العلاج اللازم، كما نجحوا أيضاً في انقاذ إحدى العائلات وعدد من الأطفال الذين كانوا عالقين داخل احد الأبنية التي انهار جزء منها في احدى الولايات التركية.
وغرد وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين الموجود مع البعثة اللبنانية في تركيا، عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: اول مهمة لفريق بحث وانقاذ من البعثة اللبنانية الى تركيا بدأت أمس، لانقاذ طفل عالق تحت الانقاض في مدينة البستان في محافظة قهرمان مرعش. تحية ليوسف وجيلبير وافيديس ورفاقهم في مهمتهم الإنسانية.
وكشف الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة أنّ فريق الانقاذ اللبناني الذي يعمل في كهرمان في تركيا، يعمل في ظروف مناخية صعبة لا سيما وأن الحرارة متدنية جداً، مشيرا الى أنّه تمّ تشييد غرفة عمليات مشتركة حيث تجري عمليات الاغاثة والبحث والاسعاف والنقل.
أما في سوريا، فأوضح كتانة أن الصليب الأحمر اللبناني يعمل في منطقة جبلة في حي الرملية والبياضة في محافظة اللاذقية مشاركاً بالبحث والانقاذ وسط تجاوب كلي من المجتمع السوري والاجهزة المتواجدة على الأرض.
وعن مصير اللبنانيين في المناطق المتضررة، كشف كتانة عن افتتاح خط ساخن للم شمل العائلات اللبنانية في تركيا سيتم الاعلان عنه سريعاً وسيجري التواصل مع الهلال الأحمر التركي بهذه المسألة من أجل تسهيل هذه المهمة.
وأكد كتانة أن عمل البعثة في سوريا وتركيا سيستمر بين خمسة الى ستة ايام، مشيرا الى أنّ كلّ تأخير في عمليات الانقاذ تقلل من فرص ايجاد الناجين.
وشعر سكان البقاع والشمال بهزة ارضية قال مرصد بحنس ان قوتها 4.2 على مقياس ريختر ومركزها جنوب الهرمل.
وفي طرابلس، اخلى السكان المنازل القديمة خشية حدوث سقوط لها، والتسبب بخسائر وضحايا.
الاسد والمقداد التقيا الوفد الوزاري
وفي سوريا، التقى الرئيس السوري بشار الاسد الوفد الوزاري اللبناني الذي ترأسه وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب وضم وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية، ووزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار ووزير الزراعة عباس الحاج حسن، وكبار المستشارين والمسؤولين في الوزارات الاربع، لمدة 45 دقيقة، حيث قدم الوفد تعازيه بضحايا الزلزال واكد تضامن لبنان حكومة وشعبا مع سوريا في محنتها ووقوفه الى جانبها. وجرى بحث في ما يمكن ان يقدمه لبنان من دعم لتخفيف اثار ونتائج الكارثة.
ووفق بيان سوري رسمي فإن الوفد نقل للرئيس الأسد «تعازي وتضامن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي وجميع أعضاء الحكومة مع سوريا، إثر الزلزال الذي تعرضت له، مؤكّدين أنّ هذه الزيارة تأتي لتقديم واجب العزاء وواجب المساعدة، لأنّ اللبنانيين يعتبرون أنفسهم شركاء بالحزن لما حصل وعليهم الوقوف مع الشعب السوري في هذه المحنة».
واستعرض أعضاء الوفد للرئيس الأسد الإجراءات والقرارات التي اتخذتها حكومة تصريف الأعمال من أجل تقديم المساعدة والتنسيق مع المؤسسات السورية التي تعمل على الأرض للإنقاذ والإغاثة، وأشاروا إلى استعداد لبنان لفتح المطارات والموانئ لاستقبال المساعدات التي ترد إلى سوريا من أيّ دولة أو جهة.
ويترأس الوفد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، ويضمّ وزير الاشغال علي حمية ووزير الشؤون الاجتماعية هيكتورحجار ووزير الزراعة عباس الحاج حسن ومستشارين ومسؤولين في الوزارات الأربع.
وشكر الرئيس الأسد الوفد على الإجراءات العملية التي قامت بها الحكومة اللبنانية من أجل تقديم وتسهيل وصول المساعدات إلى سوريا، والتي تحقق آثاراً فعلية على الأرض وتترك أثراً معنوياً لدى الشعب السوري.
وأكّد الرئيس الأسد على أهمية التعاون بين لبنان وسوريا في جميع المجالات انطلاقاً من الإمكانات التي يمتلكها البلدان والمصالح المشتركة التي تجمعهما.
وتوجّه صباح امس الوفد الوزاري إلى دمشق، مكلّفاً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين السوريين تتناول الشؤون الانسانية وتداعيات الزلزال المدمّر الذي تضرّرت بسببه مناطق عدة في سوريا.
وإلتقى أعضاء الوفد وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد معلنين «تضامنهم مع الشعب السوري في هذه المحنة بالإمكانات المتاحة للمساعدة في مجالات الاغاثة، كما قدّموا التعازي متمنين «الرحمة للضحايا والشفاء العاجل للجرحى».
الكهرباء: جباية و4 ساعات
ترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إجتماعا للجنة الوزارية المكلفة بتقييم خطة الكهرباء الوطنية .
قال وزير الطاقة وليد فياض بعد الاجتماع: اتخذت في الاجتماع قرارات بناءة ومفيدة لجهة تنفيذ خطة الطوارئ. وأهم قرار هو أن مؤسسة كهرباء لبنان أصبحت جاهزة لزيادة التغذية وستصدر بيانا يوم الجمعة المقبل تعلن فيه بأن التغذية ستصبح بحجم 500 ميغاوات اي ما يعادل نحو 4 ساعات تغذية يوميا. أضاف: وما مكن مؤسسة كهرباء لبنان من اتخاذ هذا القرار هو التزام الوزارات المعنية خصوصا وزارتي الداخلية والدفاع بالمؤازرة الأمنية التي تحتاجها فرق كهرباء لبنان ومشغلي خدمات التوزيع لنزع التعديات عبر تسمية ضباط ارتباط من وزارتي الدفاع والداخلية ومن قوى الأمن الداخلي ومن الجيش، وكان هناك أيضا التزام من وزير العدل بأن النيابات العامة تبلغت هذا الأمر وتبلغت ضرورة قيام الدعم القانوني لحملات نزع التعديات. واعلن فياض عن الشروع بالجباية على اساس التسعيرة الجديدة خلال الايام العشرة المقبلة، متوقعا ان يشعر الناس بالفرق في التغذية قبل هذا التاريخ. وقال:«تمت الموافقة أيضا على الايعاز لمصرف لبنان بتعجيل فتح الاعتمادات اللازمة لإدخال بواخر الفيول «الف وباء» التي لم تدخل بعد والتي يترتب عليها غرامات، وسيتم التفاوض لخفض الغرامات.
وصدر عن الاجتماع القرارات الاتية:
أولاً: التأكيد على الجهات الأمنية تأمين المؤازرة والحماية المطلوبة في ما يتعلق بالجباية ونزع التعديات على خطوط النقل وعلى أن يتم التواصل بهذا الخصوص مع مدير العمليات في الجيش ورئيس شعبة الخدمة والعمليات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.
ثانياً: إصدار تعميم عن رئيس مجلس الوزراء يطلب فيه من الإدارات كافة التعاون مع مؤسسة كهرباء لبنان وسداد المستحقات المتوجبة لها.
ثالثاً: أخذ العلم بالطلب الذي وُجّه من قبل السيد وزير العدل إلى النيابة العامة التمييزية والذي طلب بموجبه إعطاء التوجيهات لمن يلزم لجهة التشدد وأولوية البت في المحاضر المتعلقة بالتعديات على شبكات الكهرباء.
رابعاً: البدء بجباية الفواتير من قبل مؤسسة كهرباء لبنان خلال مدة أقصاها عشرة أيام من تاريخه.
خامساً: الإيعاز لمصرف لبنان لفتح الإعتمادات اللازمة من أجل تفريغ البواخر المحملة بالفيول A,B والسماح لمؤسسة كهرباء لبنان بإستعمالها.
سادساً: السماح بإجراء مناقصة جديدة لشراء 66 ألف طن من الغاز أويل على أن يتم إطلاع اللجنة على نتيجة هذه المناقصة ومراحل تنفيذ الخطة خلال فترة التجميد وعدم البت بها قبل صدور قرار واضح بهذا الخصوص عن اللجنة.
ولاحقاً، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أنها ستقوم ضمن المرحلة الثانية من خطتها، برفع إنتاجها الحراري صباح الجمعة 10 الجاري تدريجياً إلى حوالي 450 ميغاواط، ما سيرفع التغذية بالتيار الكهربائي لحدود 4 ساعات يومياً بالتوازي مع البدء بشن حملات نزع تعديات على 216 مخرجاً.
وافادت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان، بأنها ستباشر في طباعة الفواتير وفق التعرفة الجديدة، ليصار إلى البدء في تحصيل تلك الإصدارات المعنية نهاية الأسبوع المقبل.
معالجات معيشية
وكان رئيس الحكومة قد إجتمع صباح أمس مع رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر الذي أعلن بعد اللقاء:» بحثنا مسألة الإنتاجية التي طرحت ورفع بدل النقل في القطاع العام على أن تشمل الإنتاجية كل مسميات القطاع العام، أي المؤسسات العامة، المصالح المستقلة، البلديات واتحادات البلديات، المستشفيات الحكومية، الضمان الإجتماعي وتلفزيون لبنان، وكذلك الأمر بالنسبة إلى تعويض النقل. وطرحنا التعجيل في إعطاء هذه الإنتاجية ومبدأ ان يدمج الراتبان في مقابل أساس الراتب في القطاع العام الى صلب الراتب حتى يتقاضى الموظف لدى ترك عمله تعويضا لائقا، فالموظف لا يزال يتقاضى تعويضه على سعر ١٥٠٠ ليرة لبنانية.
وردا على سؤال عن تنفيذ هذه المطالب قال: بالنسبة الى القطاع العام الأمور تتجه إلى المعالجة بشكل سريع أما بالنسبة إلى دمج الراتبين في صلب الراتب فيتطلب الأمر استشارة وزير المالية، وأنا طرحت بالأمس هذا الأمر معه والموضوع هو قيد الدرس، وهو مهم لأنه ينعكس إيجابا على تعويضات من سيتقاعدون من القطاع العام. وطلبنا أيضا بأن يشمل بدل النقل العسكريين في كل القطاعات، فالعسكري يتقاضى اليوم بدل نقل نحو 1800000 ليرة لبنانية وفي الصيغ المطروحة يجب أن يتقاضى 3.500.000 ليرة لبنانية شهريا.
كورونا: 125
كوليرا: صفر
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء أمس، عن حالات كورونا تسجيل « 125 إصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1229771، كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة «.
الشرق: اجتماع باريس نحو صيغة بديلة عن مجموعة الدعم الدولي
الاسد التقى الوفد الوزاري .. وبري يستعد لجلسة تشريعية
في سباق مع الوقت، يعمل عناصر الانقاذ على ارض تركيا وسوريا المدمرتين في اجزاء واسعة منهما ، بحثا عن ناجين محتملين تحت انقاض الزلزال المروّع الذي ضربهما بعنف منذ اربعة ايام، علّهم يفرملون عدّاد نهر الموت الجارف وقد فاق ضحاياه الـ11 الفا حتى الساعة. وعلى رغم الظروف المناخية البالغة السوء وموجة البرد القارس، ما زال المغيثون ينتشلون احياء من كوم الركام من نساء واطفال ورجال، وكان للبنان امس نصيب من بينهم مع العثور على باسل حبقوق من بلدة مغدوشة وسحبه من تحت أنقاض فندق في أنطاكيا وهو بحالة جيدة، فيما تحاول فرق الانقاذ إنتشال الشاب الياس حداد من تحت الركام، بعدما صدر عنه صوت إستغاثة،اضافة الى محمد المحمد».
وفيما تبدو الساعات الثماني والاربعين المقبلة حاسمة لجهة العثور على ناجين، تعمل السفارة اللبنانية في تركيا مع السلطات التركية والجهات المعنية للكشف عن مصير المفقودين اللبنانيين، وقد أكد السفير اللبناني في تركيا غسان المعلّم أننا «تبلغنا بوجود حوالى 10 إلى 15 لبنانياً معظمهم في حالة جيدة، ونجحنا في التواصل معهم، في حين هناك حوالى 4 إلى 5 أشخاص تحت الأنقاض.علما ان لا إحصاء دقيقا لعدد اللبنانيين الموجودين في تركيا، لأن بعضهم غير مسجلّ وهو في رحلة سياحة أو عمل».
ما بعد اجتماع باريس
اما على مستوى ازمة لبنان، وفي حين لم يصدر اي بيان عن اجتماع باريس الخماسي بشأن لبنان، قالت مصادر ديبلوماسية ان المشاركين فيه حرصوا على مراجعة المسؤولين في دولهم اولا، في ظل اتجاه لعقد اجتماع ثان على مستوى وزراء الخارجية، ومعلومات عن امكان توسيع مروحة المشاركة لتضم دولا اخرى وتشكل بديلا عن مجموعة الدعم الدولية التي تضم روسيا في عدادها وهي باتت خارج الخدمة بفعل التطورات الميدانية. وتوقعت ان تشكل الورقة الكويتية ببنودها الاثني عشر مرتكزا اساسيا لأي بيان يصدر عن الاجتماعات المرتقبة.
اتصالات بكركي
في الغضون، وعشية الاحتفال بعيد مار مارون اليوم في غياب الحضور الرسمي، اذ لم توجه دعوات الى اي من المسؤولين في الدولة، تواصل بكركي نشاطها في اتجاه ارساء حل يكفل انهاء الشغور الرئاسي. وفي السياق، علم انه تم تكليف احد المطارنة اجراء اتصالات مع الاقطاب الاربعة المسيحيين سميرجعجع، جبران باسيل، سامي الجميل وسليمان فرنجية لسؤالهم عن مدى قابليتهم لعقد اجتماع رباعي في بكركي، وقد جاءه الجواب سلبيا، بحسب المعلومات، ومدى استعدادهم لعقد الاجتماع النيابي المسيحي الموسع فسمع قبولا ولكن بشروط.
استقصاء بري
وتوازيا، اشارت المعلومات الى ان موفدا للرئيس نبيه بري يجول في عدد من دول الخليج مستطلعا توجهاتها في شأن رئاسة لبنان وتحديدا من تفضل من المرشحين ومن تضع اشارة فيتو عليهم ، وذلك عشية التحضير لجولة حوارات ثنائية سيطلقها بري قريباً.
وامس زار وفد من اللقاء الديموقراطي النائب ميشال معوض وعرض معه الاستحقاق الرئاسي، واكد النائب وائل ابو فاعور الاستمرار بدعم معوض حتى الآن.
جلسة تشريعية؟
وسط هذه الاجواء، وفي ما يبدو انها خطوة تعد لجلسة تشريعية، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري هيئة مكتب مجلس النواب الى إجتماع، في الثانية من بعد ظهر يوم الإثنين المقبل. الى ذلك، التقى بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة نائب وزير الخارجية الايراني كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي علي باقري كني ، في حضور السفير الإيراني مجتبى أماني . وقال باقري بعد الزيارة: مستقبل لبنان ينبغي أن يصنع بإرادة الشعب اللبناني الشقيق الحر.
لبنان في سوريا
على صعيد آخر، تتواصل جهود اغاثة العالقين تحت الانقاض في سوريا وتركيا ومنهم لبنانيون. في السياق، استقبل الرئيس السوري بشار الاسد الوفد الوزاري اللبناني الذي توجّه صباحا إلى سوريا بتكليف من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي برئاسة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، وضمّ وزير الاشغال علي حمية، وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، وزير الزراعة عباس الحاج حسن ومستشارين ومسؤولين في الوزارات الأربع. ويعقد الوفد لقاءات مع المسؤولين السوريين تتناول الشؤون الانسانية وتداعيات الزلزال المدمّر الذي تضرّرت بسببه مناطق عدة في سوريا، ومن ضمنها لقاء عقده مع وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد، معلنين «تضامنهم مع الشعب السوري في هذه المحنة بالإمكانات المتاحة للمساعدة في مجالات الاغاثة» ، كما قدّموا التعازي متمنين «الرحمة للضحايا والشفاء العاجل للجرحى».
4 ساعات تغذية
اقتصاديا، رأس ميقاتي إجتماعا للجنة الوزارية المكلفة بتقييم خطة الكهرباء الوطنية امس في السراي الحكومي. وقال وزير الطاقة وليد فياض بعد الاجتماع «اتخذت في الاجتماع قرارات بناءة ومفيدة لجهة تنفيذ خطة الطوارئ. وأهم قرار هو أن مؤسسة كهرباء لبنان أصبحت جاهزة لزيادة التغذية وستصدر بيانا يوم الجمعة المقبل تعلن فيه بأن التغذية ستصبح بحجم 500 ميغاوات اي ما يعادل نحو 4 ساعات تغذية يوميا.
اعقب ذلك بيان من كهرباء لبنان اكد ان زيادة ساعات التيار ستبدأ يوم غد الجمعة.
الانتظام المالي
اقتصاديا ايضا، وعلى وقع معاودة الدولار ارتفاعه، عقدت اللجنة الفرعية المنبثقة من لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان وبحثت في اقتراح قانون استعادة الانتظام المالي، وناقشت وجهات النظر المختلفة حول المنهجية والمبادئ التي يجب ان يرتكز عليها القانون لتحقيق هدفين اساسيين، الأول تحديد الفجوة المالية ومعالجتها في مصرف لبنان، والثاني حماية حقوق المودعين وتحديد الامكانات المتوفرة لذلك والمسؤوليات. كما سجلت عدم ورود الأرقام الرسمية التي طلبتها لجنة المال والموازنة من الحكومة.
لقاءات رئيس الحكومة
اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أمس مع رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر في السراي الحكومي.
واستقبل الرئيس ميقاتي ممثل مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان ايفو فريسن وكانت زيارة تعارف لمناسبة استلام مهامه الجديدة في لبنان. وتناول اللقاء نشاطات المفوضية في لبنان.
وشكر فريسن الدولة اللبنانية على تفانيها لدعم المفوضية في لبنان وأوضح «أن عملها لا يقوم فقط على دعم اللاجئين السوريين بل المجتمعات المضيفة، وتوفير الخدمات للجميع لما فيه خير لبنان».
الشرق الأوسط: وفد وزاري لبناني في سوريا يثير نقاشاً حول «التطبيع مع دمشق»
أثارت زيارة رسمية لوفد وزاري لبناني إلى سوريا جدلا داخليا بين من يعتبرها «تطبيعا» مع النظام السوري، ومن يعتبرها «واجبا» بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسويا أخيرا.
فبالإضافة إلى فرق الإنقاذ اللبنانية التي شاركت في عمليات الإنقاذ توجه صباح أمس وفد وزاري لبناني إلى دمشق، مكلفاً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين السوريين تتناول الشؤون الإنسانية وتداعيات الزلزال المدمر الذي تضررت بسببه مناطق عدة في سوريا.
وترأس الوفد وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب وضم وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، ووزير الشؤون الاجتماعية الدكتور هكتور الحجار ووزير الزراعة عباس الحاج حسن وكبار المستشارين والمسؤولين في الوزارات الأربع.
واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد أعضاء الوفد، كما التقوا وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. ونقل أعضاء الوفد للأسد تعازي وتضامن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وجميع أعضاء الحكومة مع سوريا، إثر الزلزال الذي تعرضت له، مؤكدين أن هذه الزيارة تأتي لتقديم واجب العزاء وواجب المساعدة؛ واستعرض أعضاء الوفد للأسد الإجراءات والقرارات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية من أجل تقديم المساعدة والتنسيق مع المؤسسات السورية التي تعمل على الأرض للإنقاذ والإغاثة، وأشاروا إلى استعداد لبنان لفتح المطارات والموانئ لاستقبال المساعدات التي ترد إلى سوريا من أي دولة أو جهة.
وشكر الأسد الوفد على الإجراءات التي قامت بها الحكومة اللبنانية من أجل تقديم وتسهيل وصول المساعدات إلى سوريا، والتي تحقق آثاراً فعلية على الأرض، وتترك أثراً معنوياً لدى الشعب السوري.
وأثارت الزيارة انتقادات بين فريق معارض للنظام السوري، اعتبرها خطوة لا مبرر لها على طريق «التطبيع» مع النظام السوري، إذ كان يمكن إرسال المساعدات إلى سوريا من دون لقاء سياسي مع أركان النظام، فيما اعتبر الفريق الداعم للنظام السوري أن الزيارة «واجب» تجاه سوريا وشعبها بعد الكارثة التي حلت بسبب الزلزال. وغرد النائب اللبناني إبراهيم منيمنة عبر حسابه على «تويتر»، كاتباً: «برسم الحكومة: هل زيارة الوفد الوزاري هي لتطبيع العلاقة مع نظام الأسد أم الحرص على الشعب السوري ولإغاثته؟ وإن كان لإغاثته ما جدوى زيارة قصر المهاجرين؟ ألم يكن الأجدى إرسال المساعدات والدعم إلى المناطق المتضررة مباشرة؟ وهل هناك من يسعى لاستغلال المعاناة لأجندات سياسية إقليمية؟».
وفي المقابل، أشارت كتلة نواب «حزب الله» (الوفاء للمقاومة) في بيان، إلى أن «الزلزال العنيف الذي عصف بمناطق في تركيا وسوريا... يستدعي من كل الشعوب والدول خصوصاً تلك التي تمتلك القدرات وتتغنى بحماية حقوق الإنسان، وكذلك من المنظمات والمؤسسات الدولية، وقفةً تضامنيةً جادة ومسؤولة وتضافر جهود ومساعدات لاستنقاذ ما يمكن استنقاذه من تحت الركام ولبلسمة جراحات المنكوبين وإيواء المشردين فضلاً عن إعادة البناء والتعمير».
ولفتت إلى أن «سوريا الشقيقة التي تحملت معاناة أزمة مريرة على مدى سنوات من الاستهداف للدور والموقع وللخيار الوطني والقومي المناهض للتسلط والاستكبار، وكذلك تركيا التي نسجل لشعبها وقفاته التضامنية والتزامه الدائم بنصرة الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة، تستحقان من كل دول العالم العربي والإسلامي والدول المناهضة للعنصرية والاستعمار كل دعم ومساندة».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا