كيروز: الموارنة مطالبون اليوم بالعودة إلى ثوابتهم و باستعادة بوصلة وجودهم
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Feb 09 23|19:43PM :نشر بتاريخ
صدر عن النائب السابق إيلي كيروز بمناسبة عيد مار مارون بيان، “الموارنة جماعة رسالة"،قال فيه
في عيد القديس مارون ومن عمق المحنة التي تعصف بنا أود أن أتوجه الى الموارنة في لبنان وفي العالم لنستعيد في مفترقٍ خطيرٍ الثوابت المارونية التاريخية وثبات الموارنة عليها منذ مئات السنين.
أولاً: إن المارونية هي رسالة تحرير مشرقية في اللاهوت والسياسة كما هي دينامية تطور وصيرورة لأن الماروني لا يحقق ذاته إلا بقدر ما يسمو بإنسانيته والسمو في الإنسانية هو تلاقٍ مع كل إنسان في هذه البقعة من العالم.
ثانياً: لقد شكّلت المارونية في بيئتها الواسعة تلك الظاهرة الفريدة في تاريخ الشرق المتقلب والصاهر للأوطان وهي التي أحدثت أهم انقلابين في محيطها المشرقي على المستوى الاجتماعي والحضاري، الوطن التعددي الحر والمستقل والإنسان المنفتح على الحضارات ولقد مهّدت لقيام وطنٍ تعدّديٍ تشاركيٍ في قلب الإمبراطورية العثمانية.
ثالثاً: لقد شكّلت المارونية في التاريخ التزاماً نضالياً خاصاً فكوّنت مجتمعاً شاملاً لا حصرياً لا يرفض الغير لأنه مختلف بل يفتش عنه لأنه مختلف كما أنها اعتبرت الوحدة في التنوّع ثراءً للإنسان وأن كل ما هو إنساني لا يجب أن يكون غريباً عنها.
رابعاً: لقد إستطاع الموارنة بهذه الطريقة ومع الزمن أن يحققوا ما حلموا به أي الوطن التعدّدي الحرّ والمستقل والإنسان المنفتح والمُطل على الحضارة العالمية . لقد أدخل الموارنة نظرتهم الجديدة الى الأرض ونظرة أخرى جديدة هي الوطن.
لقد جاؤوا بشيءٍ جديدٍ إلى الشرق الذي لم يعرف منذ سرجون الأكادي وحتى السلطان عبد الحميد غير فكرة الإمبراطورية الأممية التي تذوّب الشخص في إطارها العقائدي وتذوّب الارض في مداها الامبريالي.
لقد أراد الموارنة نقيضاً للإمبراطوريات أكانت دينية او سياسية جاءت من الشرق أو من الغرب جاءت وتوجهوا عكسها وبدأوا برحلة جديدة لاكتشاف أرض وتعمير وطن. وبدأوا منذ القرن التاسع عشر بابتكار الأفكار والمفاهيم لإقامة ملكوت إنسان وحرية ومساواة في ظل نظام اجتماعي ومدني وسياسي وقانوني لا يميز تمييزاً سلبياً بين المواطنين.
خامساً: ومع التحولات الكبرى وعند اشتداد المظالم وكثرة الاضطهاد تميَّز الرّد الماروني بالرفض ، رفض الأمر الواقع ورفض التنازل عن لغتهم و حضارتهم وآثروا التخلي عن كل شيء في سبيل المحافظة على إيمانهم وحريتهم ولقد إستطاع الموارنة أن يصمدوا بمقاومتهم وأن يتسمّروا مع صخور لبنان وأن يستمرّوا في البقاء بالرغم من تقلّبات الدهر والتاريخ والمصير.
سادساً: إن لبنان الحديث قد حمل عن وعيٍ رسالة الموارنة بحسب المؤرّخ د. كمال الصليبي الذي قال إن "الموارنة الذين تمكنوا عبر العصور وهم الشعب الصغير من المحافظة على هويتهم التاريخية عن طريق الثبات في الموقف والكفاح المستمر ضد الجور والتعلم من الأخطاء و الحكمة في انتقاء الأصدقاء والحلفاء والاستعداد للتفاهم مع الغير والوفاء لكل من مدّ إليهم يوماً يد المساعدة، تمكنوا في الوقت ذاته دون سابق تصوّر أو تصميم من المحافظة على حق الانسان في الحرية والعيش الكريم ومن المساهمة في خلق وطن يضمن هذا الحق لأبنائه والجمهورية اللبنانية التي تجمع اليوم بين اللبنانيين على إختلاف مذاهبهم ونزعاتهم تستمر عن وعيٍ في حمل الرسالة التي حملها الموارنة في الماضي تلقائياً وقد تأتي ظروف تسمح للبنانيين بأن ينقلوا هذه الرسالة إلى غيرهم".
سابعاً: الموارنة مطالبون اليوم بالعودة إلى ثوابتهم و باستعادة بوصلة وجودهم وباستكمال النضال في مواجهة الإمبراطوريات الجديدة والاحتلالات الجديدة و الافكار الظلامية من أجل إنقاذ لبنان الوطن والمجتمع والدولة الذي رسّخته الأحداث والتطورات كمشروع سياسي للإنسان والحرية.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا