بايدن يشرح اسباب زيارته الى السعودية في الاسبوع المقبل والانعكاسات المتوقعة على الاميركيين 

الرئيسية دوليات / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jul 10 22|23:33PM :نشر بتاريخ

كتب الرئيس الأميركي جو بايدن مقالاً بجريدة "واشنطن بوست"  ذكر فيها سلسلة نقاط تؤكد أهمية زيارته الى المملكة العربية السعودية  الأسبوع المقبل بعدما تعهد خلال حملته الانتخابية جعلها دولة "منبوذة". كما اشار بايدن سريعاً إلى انعكاسات الزيارة المتوقعة على الشعب الأميركي

وذكر بايدن في مقدمة حديثه ان هذه "الزيارة تأتي في "وقت حيوي للمنطقة، وستعزز مصالح أميركية مهمة". وتابع أنّ منطقة "شرق أوسط أكثر أمناً واندماجاً تفيد الأميركيين بطرق عدة. ممراتها المائية أساسية للتجارة العالمية وسلاسل التوريد التي نعتمد عليها. مواردها الطاقوية حيوية للتخفيف من التأثير على الإمدادات العالمية لحرب روسيا في اوكرانيا . ومنطقة تتلاقى عبر الديبلوماسية والتعاون – عوضاً عن التباعد من خلال النزاع – يصبح أقلَ احتمالاً تسببُها بارتفاع التطرف العنيف الذي يهدد موطننا أو بحروب جديدة يمكن أن تفرض عبئاً جديداً على القوات العسكرية الأميركية وعائلاتهم"

وتوجه بايدن في مقدمة مقاله الى الناخبين الأميركيين، قائلا: إنّ مفتاح البقاء في السلطة، أو في المدى المنظور مفتاح الحد من الخسائر المتوقعة في الانتخابات النصفية، يكمن بيد المواطنين الأميركيين الذين لا تشكل السياسة الخارجية هماً مباشراً لهم إلا بمقدار انعكاسها على أوضاعهم المعيشية.  كما يدرك الأميركيون أن التضخم الذي بلغ المستوى الأعلى منذ أكثر من أربعين عاماً يتعلق ببطء سلاسل التوريد في استيعاب عودة الاقتصاد إلى حجمه الطبيعي تقريباً بعد تراجع "كورونا"، كما يتعلق بتداعيات حرب أوكرانيا التي رفعت اسعار الطاقة بشكل جنوني لافتا الى ان  إحدى الطرق الأساسية لكبح جماح أسعار النفط تكمن بالتواصل مع السعودية، لا عزلها أو محاولة تهميشها
 
من ثم أشار بايدن إلى أنّ الشرق الأوسط أكثر استقراراً بعد ثمانية عشر شهراً على استلامه السلطة. فحين وصل إلى البيت الأبيض، كانت حرب اليمن تتصاعد من دون مسار سياسي في الأفق وازدادت تحذيرات مجتمعه الأمني من أنّ المنطقة تخضع لضغوط كبيرة. لهذا السبب، فعّل بايدن الديبلوماسية ممّا أنتج الهدنة في اليمن بحسب تعبيره: "بعد سنة من ديبلوماسيتنا المتواصلة، أصبحت تلك الهدنة منفّذة، وتصل المساعدة الإنسانية إلى مدن وبلدات كانت تحت الحصار. نتيجة لذلك، كانت الأشهر القليلة الماضية في اليمن الأكثر سلمية في سبعة أعوام". وكان اليسار في الكونغرس من أوائل الذين اقترحوا قطع الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية إلى السعودية في حربها ضدّ الحوثيين

والى ذلك، سلط  بايدن الضوء على الفرق الكبير بينه وبين ترامب في التعامل مع الشرق الأوسط ككل. كتب الرئيس الأميركي أنّ ترامب خرج من الاتفاق النووي من دون أن يجد بديلاً. "حين سعت الإدارة السابقة إلى إدانة إيران لهذا السلوك (تسريع البرنامج النووي) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وجدت الولايات المتحدة نفسها معزولة ووحيدة"

 وفي هذا الاطار، أعلن بايدن في مقاله "أننا قلبنا سياسة الشيك على بياض التي ورثناها". وأشار إلى قيام إدارته بنشر تقرير المجتمع الاستخباري عن قتل الصحافي جمال خاشقجي وفرض عقوبات جديدة على المتورطين وإصدار 76 حظر تأشيرة بموجب قانون جديد أي شخص يضايق المعارضين في الخارج من دخول الولايات المتحدة.

مجدداً، أثار بايدن نقطة أخرى تبيّن حجم تعارض سياسته مع سياسة سلفه حتى ولو كانت هنالك بعض المبالغات. فإدارته لم ترث "سياسة شيك على بياض" من ترامب بما أنّ الإدارة السابقة بدأت تخفّف دعمها للسعودية في اليمن بعد قتل خاشقجي، كما فرضت عقوبات على عشرات السعوديين الذين قالت إنهم متورطون في عملية القتل. لكنّها بالمقابل رفضت عزل السعودية باعتبارها "دعامة للاستقرار" كما قال وزير الخارجية السابق مايك بومبيو

وأوضح بايدن أنه يدرك وجود العديد من المعارضين لزيارته مشدداً على أنّ نظرته إلى حقوق الإنسان واضحة وطويلة الأمد وأنّ "الحريات الأساسية هي دائماً على جدول الأعمال حين أسافر إلى الخارج..."

ولفت بايدن النظر ضمناً إلى أنّه لا يقوم بـ"إهداء" السعودية مكسباً مجانياً من خلال هذه الزيارة، وإنّما تعاون معها بعدما أظهرت سلسلة من الخطوات الإيجابية: الرياض "ساعدت في استعادة الوحدة بين الدول الست في مجلس التعاون الخليجي، دعمت بشكل كامل الهدنة في اليمن وهي تعمل الآن مع خبرائي للمساعدة في زرع الاستقرار في الأسواق النفطية مع منتجين آخرين في أوبك". ثمّ أوضح أنّ "هدفي كان إعادة توجيه – لا قطع – العلاقات مع دولة كانت شريكة استراتيجية طوال 80 عاماً"
 
وفي الختام، قال  بايدن: "الأسبوع المقبل، سأكون أول رئيس يزور الشرق الأوسط منذ 11/9 من دون قوات أميركية منخرطة في القتال. هدفي هو إبقاء ذلك على هذا النحو"

يذكّر بايدن الأميركيين بأنّه حقّق مطلباً شعبياً بإنهاء "الحروب التي لا تنتهي" بعدما انسحب من أفغانستان وأنهى المهمة القتالية لقواته في العراق، ولو أنّ مسار الخطوتين بدأ يرتسم في الإدارة السابقة

واضاف: "علينا مواجهة الاعتداء الروسي، وضع أنفسنا في أفضل موقع ممكن للتغلب على الصين، والعمل لاستقرار أعظم في منطقة مؤثرة من العالم. لفعل هذه الأمور، علينا أن نتواصل مباشرة مع دول قادرة على التأثير في هذه النتائج. المملكة العربية السعودية واحدة منها..."

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : وكالة رويترز