المجمع الانطاكي يدعو بالخير والسلام والاستقرار في العالم أجمع

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Feb 24 23|12:20PM :نشر بتاريخ

انعقد المجمع الأنطاكي المقدس برئاسة غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي في دورته الاستثنائية الخامسة عشرة في البلمند وذلك بحضور كل من أصحاب السيادة المطارنة: الياس (أبرشيّة بيروت وتوابعها)، الياس (أبرشيّة صور وصيدا وتوابعهما)، سابا (أبرشيّة بصرى حوران وجبل العرب)، جورج (أبرشيّة حمص وتوابعها)، سلوان (أبرشيّة جبيل والبترون وما يليهما)، باسيليوس (أبرشية عكّار وتوابعها)، افرام (أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما)، إغناطيوس (أبرشية فرنسا وأوروبا الغربية والجنوبية)، إسحق (أبرشية ألمانيا وأوروبا الوسطى)، غطاس (أبرشية بغداد والكويت وتوابعهما)، سلوان (أبرشية الجزر البريطانية وإيرلندا)، أنطونيوس (أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما)، نقولا (أبرشية حماه وتوابعها)، باسيليوس (أبرشية أستراليا ونيوزيلاندا والفيلبين)، إغناطيوس (أبرشية المكسيك وفنزويلا وأمريكا الوسطى وجزر الكاريبي)، أثناسيوس (أبرشية اللاذقية وتوابعها)، يعقوب (أبرشية بوينس آيرس وسائر الأرجنتين)، أفرام (أبرشيّة حلب والإسكندرون وتوابعهما) ونيفن صيقلي متروبوليت شهبا وممثل بطريرك أنطاكية لدى بطريرك موسكو. وحضر الأسقف غريغوريوس خوري أمين سر المجمع المقدس.
واعتذر عن الحضور المطران سرجيوس (أبرشية سانتياغو وتشيلي) والمطران دمسكينوس (أبرشية ساو باولو وسائر البرازيل). وقد حضر المطران بولس يازجي المغيّب بفعل الأسر في صلوات آباء المجمع وأدعيتهم.

وبعد الصلاة واستدعاء الروح القدس واستمطار الرحمة الإلهية، عرض غبطته وآباء المجمع الزلزال الرهيب الذي تعرضت له المنطقة. سأل الآباء الرحمة الإلهية للراقدين والافتقاد الإلهي للجرحى والمصابين والتعزية لجميع من فقدوا عزيزاً في هذه الكارثة. وعرض الآباء واقع الأبرشيات المنكوبة بفعل الزلزال منها منطقة لواء الإسكندرون وأبرشية حلب وأبرشية اللاذقية وأبرشية حماه. وأكدوا أن الكنيسة تبذل ومع غيرها أقصى ما تستطيع من جهود للوقوف إلى جانب الجميع في هذه المحنة. استعرض الآباء واقع العمل الإغاثي في سائر الأبرشيات المنكوبة وثمنوا استجابة أبنائهم واستجابة ذوي النيات الخيرة لنداء الاستغاثة الذي أطلقه غبطته إثر الزلزال وذلك بإرسال المساعدات المادية والعينية. 
استعرض الآباء واقع أبرشية نيويورك وسائر أمريكا الشمالية واستمعوا إلى تقرير المعتمد البطريركي المعيّن عليها المطران أنطونيوس الصوري متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعها إثر شغورها. 
وانتخب الآباء من ضمن اللائحة المنتخَبة من الأبرشية في مؤتمرها الأبرشي الترشيحي المنعقد في 13 كانون الثاني 2023 المطران سابا اسبر متروبوليت بصرى حوران وجبل العرب متروبوليتاً على أبرشية نيويورك وسائر أمريكا الشمالية وبالتالي قرر الآباء نقل المطران سابا اسبر من أبرشيته إلى أبرشية نيويورك وسائر أمريكا الشمالية.

في الختام يرسل الآباء بركتهم إلى أبنائهم في الكنيسة الأنطاكية في الوطن وفي بلاد الانتشار وإلى أبنائهم في أبرشية نيويورك وسائر أمريكا الشمالية خصوصاً. ويدعون بالخير والسلام والاستقرار في العالم أجمع.

وكان قد توجه  البطريرك يوحنا العاشر إلى الأساقفة والكهنة والشمامسة ومجلس الأمناء والأبناء في أبرشيتنا الأنطاكية في نيويورك وسائر أمريكا الشمالية المحبوبين بالرب، خلال كلمته الافتتاحية قائلا:
يا أحبّة، 
بعد انعقاد المجمع الأنطاكي المقدّس في دورته الاستثنائية في دير سيّدة البلمند، أتوجّه إليكم من أنطاكية المنكوبة بعد الزلزال الذي أصاب عمقها مكرّراً ما قلته مراراً في زيارتي الأخيرة منذ بضع سنوات إلى أبرشيتكم المحروسة بالله بأنّنا صامدون في أرض أنطاكية الأم مهما عصفت بنا التحديات وحتّى لو ضربنا الزلزال.
نعم، نحن صامدون في أرضنا الأم حيث الأصل، لكي يستطيع أبناؤنا أينما حلّوا في الانتشار ان يقولوا عن حقّ: " إنّ أصولنا وجذورنا في أنطاكية وأصلنا وجذرنا الأنطاكي باقٍ وهو حيٌّ فينا وحيٌّ أمامنا".
نقول هذا معكم لنبقي نصب أعيننا عند كل مفترق من حياة كنيستنا الأنطاكية أنّ لنا ما يميّزنا ويوحّدنا، وهو الأصل الأنطاكي المتّصل بما أرساه الرسولان بطرس وبولس من أساس حفظه آباؤنا في الكنيسة الأم بكل غالٍ ونفيس حتّى بشهادة الدم، وحفظه مثلهم تلامذتهم الآباء القديسون الذين انطلقوا بالبشارة إلى كل أقاصي الأرض.
لقد سافر آباؤكم إلى الأرض الجديدة وزرعوا فيها ما تربّوا عليه في الشرق الأنطاكي من قيم روحية سامية. هذا فعلوه بإيمانٍ كبير وجهادٍ روحي أكبر، وبنوا كنائسهم كما بنوا بيوتهم. ونحن معكم نتبرّك اليوم بما حباكم الله من نعمةٍ تحفظونها بتعب جسدي وسهر روحي، مثلما نتبرّك بحياة من رأى في أنطاكية كنيسةً أمّاً فَلاذَ في حضنها وزادها نعمةً فوق نعمة.
التأم آباء المجمع الأنطاكي المقدّس في دير سيّدة البلمند وقد تقاطروا من كل الأبرشيات على امتداد المعمورة، من كل بقعةٍ في الأرض أراد الرب أن يكون لأنطاكية الكنيسة الأم فيها مقامٌ.
التأموا هذه المرة من أجل أبرشيتكم المحبوبة بالرب أبرشية أمريكا الشمالية وذلك من أجل انتخاب راعٍ لها يقوم في وسطكم ويسهر على رعايتكم.
ويهمّنا من موقعنا الأبوي أنّ تكونوا على معرفة بالرؤية التي تجمع آباء المجمع المقدّس في كل مرّةٍ يجتمعون فيها من أجل إحدى الأبرشيّات الأنطاكية، هذه الرؤية التي تقوم على الثوابت التالية: 
-أنّ كلّ أبرشية هي عضوٌ فريد وكامل من أعضاء الجسم الأنطاكي وهمومها وهواجسها هي هموم وهواجس الكنيسة الأنطاكيّة جمعاء. 

-يتوحّد الآباء في فكرهم وقلبهم مع فكر وقلب أبناء الأبرشية المعنية عند تناول شؤونها وشجونها، وهذه ينقلها إلى المجمع مطران الأبرشية في الحالات الطبيعية والدورات العادية، والمعتمد البطريركي في حالة الدورة الاستثنائية عند شغور الأبرشي 
-أنّ الآباء على قناعة كاملة بأنّ لكلّ أبرشية خصوصيتها وحاجاتها الإدارية المتميّزة، ولكنّهم أيضاً على يقين كنسي بأنّ المنطلق واحد وهو التقليد الكنسي الأنطاكي الأوحد المكرّس في النصوص الناظمة لحياة الكنيسة الأنطاكية على امتداد الأبرشيات. 
بهذه الروح اجتمع الآباء في الدورة الاستثنائية الأخيرة واستمعوا إلى التقرير الذي قدّمه المعتمد البطريركي سيادة المطران أنطونيوس الصوري واطلعوا على أوراق مؤتمر الأبرشية المنعقد في شهر كانون الثاني الفائت وما انتهت إليه أعماله، وانتخب المجمع المقدّس من بين المرشحين الثلاثة الذين سمّاهم المؤتمر سيادة المطران سابا اسبر مطراناً على الأبرشية الأنطاكية في أمريكا الشمالية. إنّنا على يقين بأنّ سيادة المطران سابا اسبر سيكون خير راعٍ لخير رعية. معه ستكتبون فصلاً جديداً من تاريخ أبرشيتكم المجيد، موطّدين الرؤية التي سارت وتسير في هديها الأبرشية عبر ارتباطها الوثيق بالكنيسة الأم مع تميّزها بهيكلية متينة توحّد رعاياها الممتدة في كافة أنحاء أميركا الشمالية. وهكذا تعطون شهادة أنطاكية مسيحية أرثوذكسية أصيلة، تقدّم الجواب الإيماني الأرثوذكسي الشافي لكل الأسئلة الوجودية المطروحة في عالمنا المعاصر المليء بالتجارب والتحديات.
إذ نرجو لسيادة المطران سابا اسبر التوفيق في خدمته نسأل الرب القدير بشفاعات والدة الإله أن يؤيده في هذه الخدمة المباركة بما فيه خير الأبرشية وقداسة الرعاة فيها مع الأبناء المحبوبين الرب.
مع البركة الرسولية والمحبة الأبوية.

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan