المكاري: ندعو كليات الإعلام إلى تضمين مناهجها معايير صحافية

الرئيسية ثقافة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Mar 08 23|14:03PM :نشر بتاريخ

 نظمت جمعية الصحافيين الفرانكوفونيين (AFEJ) بالتعاون مع الوكالة الجامعية الفرانكوفونية   (AUF)، في اطار انشطة شهر الفرنكوفونية وتحت عنوان " الصحافة في محنة: تدريب حراس المهنة وحمايتهم"،  ندوة من حلقتين. تمحورت الاولى حول "ردم الهوة بين التعليم الجامعي للصحافة والممارسات الفعلية في سوق العمل"،  وأدارتها يمنى الشكر غريب. وركزت الثانية على "حماية الصحافيين لتأدية دورهم في المحاسبة السياسية والمواكبة الاجتماعية"،  وأدارتها رئيسة جمعية الصحافيين الفرنكوفونيين نضال أيوب. 

وإفتتح اللقاء وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري الذي شارك في اللقاءات وتبادل الافكار. وقال في الافتتاح: "يواجهنا في سياق مراحل الجامعة مفارقة وهي: ما الذي يجعل التعلم منطقيا ولمن؟  تبين أن هذا السؤال شرعي لمعظم الأسئلة، لا سيما للتدريب الأكاديمي  والتواصل حيث الفجوة بين  التعلم الجامعي وعالم التوظيف كبير في بعض الحالات.

 وعلى الرغم من أن مناهج كليات المعلومات قد خضعت للإصلاحات على مر السنين، إلا أنه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به فيما يتعلق بتكييف التدريب الأكاديمي مع احتياجات الممارسة المهنية. من هنا تأتي أهمية مراجعة المناهج والدورات التدريبية في وسائل الإعلام العامة والخاصة  لذلك فتحت وزارة الإعلام أبوابها للمتدربين من مختلف كليات الإعلام والاتصال ومن السنة الجامعية الأولى حتى يتمكن الطلاب من الاستفادة من التدريب المهني المصاحب للدورة الأكاديمية.

واضاف:  لا أخفي عنكم أن بعضهم يخيب آمالنا على مستوى الكتابة أو الإنتاج وهذا بالتأكيد يرجع إلى الفجوة التي ذكرناها سابقاً".

وتابع: "بالإضافة إلى ذلك، يجب تطوير مرحلة التدريب المتوسط بشكل أكبر من أجل ضمان الانتقال بين التدريب الأكاديمي والمهني.

على صعيد آخر، ندعو كليات الإعلام إلى تضمين مناهجها معايير صحافية مثل أخلاقيات الصحافة ومكافحة المعلومات الكاذبة وخطاب الكراهية وحرية التعبير وتشجيع الطلاب على المشاركة في الندوات والتدريب التي تنظمها اليونسكو، اليونيسف أو برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أو حتى المنظمات غير الحكومية بالشراكة مع وزارة الإعلام.

أذكر بهذا المعنى (لأنه الأحدث) المعسكر التدريبي الأخير لمراسلي ومصوري الوكالة الوطنية للإعلام وتلفزيون لبنان".

وأضاف وزير الإعلام: "في الجزء الثاني من هذا الاجتماع ، سيناقش المتحدثون التحديات التي تواجه الإعلام، خصوصا في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد.  وعلى الرغم من أن كلمة "محنة" صادمة، إلا أنها للأسف تصف الواقع القائم حاليا". 

وختم: "أود أن أشكر AUF Liban  التي  تدعم  مؤسسات التعليم العالي فضلا عن تعزيز الفرنكوفونية العلمية وايضا على النقاشات الحيوية  البناءة التي تقودها باحتراف.

 كما نشكر أيضا AFEJ ، التي تضم أكثر من 300 صحافي محترف حاصلين على دبلوم في الإعلام والاتصال والذين يدافعون عن قيم الفرنكوفونية ويدافعون عن قضايا وحقوق الصحافيين".

وأوضح المدير الاقليمي للوكالة الجامعية الفرنكوفونية جان نويل باليو أن "مواكبة شهر الفرنكوفونية تتم من خلال برامج مختارة بعيدا من الاحتفالات الكبرى وتتمحور حول قيم محددة في اللغة الأدب والصحافة والذكاء الاصطناعي وحول توظيف الخريجين الجامعيين الفرنكوفونيين". وشدد على ان "الصحافة الفرنكوفونية تساهم في صناعة الآراء ولها دورها في التنوع اللغوي والفكري". واشار الى "الشراكات التي بنتها الوكالة الجامعية الفرنسية في الشرق الاوسط مع وكالة الصحافة وصحيفة لوريان لوجور وجمعية الصحافيين الفرنكوفونيين".  

أما أيوب فرفعت "أحقية الصحافة الاصيلة في مجتمع يغرق في مادة اخبارية تتسم بالسلبية والاساءة والخطر". وجددت "التزام الجمعية القائم منذ سنوات من اجل صحافة محترفة واخلاقية تدفع باتجاه التطور والحرية والمسؤولية منذ مقاعد الدراسة الجامعية".  واعربت عن ثقتها "بقدرة الجمعية على نقل رؤيا اصيلة للصحافة بطريقة بناءة وخلاقة لاجيال قادمة من الطلاب والصحافيين المبتدئين في مواجهة الآثار السلبية لخطاب الكراهية والاخبار الكاذبة المسممة لمجتمعنا".

وفي الندوة الأولى، رأى مدير الوكالة الوطنية زياد حرفوش أن الحلقة المفقودة بين التعليم الجامعي وتطبيقات العمل الصحافي تكمن في ظروف العمل والتوترات السياسية حيث تصبح النظريات غير قابلة للتطبيق". واعتبر ان "العمل الصحافي اكثر صدقية واصالة حين تستقل المؤسسة الصحافية عن الاطراف المتنازعة، فالنظرية ثابتة في حين ان سوق العمل متحرك". وشدد على "استقلالية الوكالة الوطنية في اداء عملها الصحافي بعيدا من النزاعات السياسية القائمة"، مشيرا الى أن "الثقافة العامة والموضوعية والثقة والخبرة هي التحديات الاساسية والصعبة التي يتوجب مجابهتها في سوق العمل والتي يتخطى تطبيقهاعمليا كل النظريات الجامعية".

وأثارت الأمينة العامة المساعدة في اللجنة الوطنية للاونيسكو رمزا جابر "عوامل المحنة في الصحافة من  الاستقطاب والتحولات التكنولوجية والاقتصادية الضاغطة الى فوضى وسائل التواصل الاجتماعي والاخبار الكاذبة، وصولا الى ابتعاد بعض الصحافيين عن اخلاقيات المهنة ما يعيد رسم المشهد الاعلامي فضلا عن الحلقة المفقودة بين التعليم الجامعي والتطبيقات المهنية".

وأفادت أن "برامج الاونيسكو تركز على استقلالية وسائل الاعلام وحريتها وتعددها وعلى تشجيع التنوع في الفضاء السيبراني مع الحفاظ  على الامن فيه وحماية حقوق الانسان". واشارت الى ان "الاونيسكو تهتم عمليا بالتدريب على الاعلام وتطوير قدرات اصحاب القرار السياسي والمربين والاعلاميين والمنظمات الشبابية وتساعد في بناء الاستراتيجيات الوطنية للتربية على الاعلام ووسائله".

بدورها، دعت الصحافية في "لوريان لوجور" والاستاذة الجامعية رلى عازار دوغلاس الجامعات ووسائل الاعلام الى "التواصل ووالتعاون المتبادل". ورأت ان "معاهد الاعلام يجب ان تأخذ في الاعتبار متطلبات سوق العمل لتعليم الصحافيين الشباب كيفية العمل في هذا العالم الجديد اليوم وفي المستقبل". كما دعت  وسائل الاعلام الى "متابعة الابحاث القائمة في علوم الاعلام والتواصل وحول الكتابة الصحافية ودور الاعلام وتأثيره على الفكر الجماعي والرأي العام وعلى المسؤولية الاجتماعية للصحافي".

 اما الندوة الثانية فتناولت  "كيفية حماية الصحافيين الجسدية والمعنوية من خلال تجارب مؤسسية وفردية". وعرض المدير التنفيذي لصحيفة "لوريان لوجور" فؤاد خوري حلو "التحديات التي تجابهها الصحيفة من اجل الاستمرار والحفاظ على مستواها على بعد سنة واحدة من مئويتها". وأثار "الجانب الاقتصادي الاكثر تأثيرا في تخلي الصحافيين عن مواقعهم فيها لجوءا الى فرص مادية افضل خارج لبنان". وتناول كيفية اعادة صوغ نموذج اقتصادي جديد لضمان استدامة الصحافي ولا سيما من خلال التحول الى الصحافة الرقمية التي تطال قراءها في جميع انحاء العالم".

وردا على سؤال حول ما اذا كانت الصحيفة محمية اكثر من غيرها من الصحف "لأنها تتمتع بنوع من النخبوية"، ذكّر باكثر من حادثة تعرض لها الصحافيون واشار الى "اتصالات مستنكرة لما ينشر في احيان كثيرة".

وشدد مدير البرامج الاعلامية في مؤسسة سمير قصير وائل عقيقي على "دور دولة القانون في حماية الصحافيين"، وعزا التهديدات الى "قوى الامر الواقع بمختلف اشكالها". واشار الى "برامج التدريب على الحماية التي قادتها المؤسسة للصحافيين وقد ظهرت ثمارها في مواقع عدة خلال التغطيات الأمنية التي كانوا يقومون بها. وأكد على "التزام المؤسسة بالنضال من اجل حرية التعبير سواء للصحافيين او للناشطين".

وتحدثت الصحافية في جريدة لوموند الفرنسية وراديو فرنس انترناسونال لور ستيفان عن تجربتها في تغطية الاحداث في لبنان وعلى حدوده الحنوبية والشمالية. واعتبرت ان "رغم كل الظروف القائمة، فإن لبنان ما زال يمثل واحة حرية نسبة الى الوضع في بقية دول المنطقة". واكدت أن "من يحمي الصحافة هو الأداء المهني والأخلاقي".

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan