جمعية كمال جنبلاط الفكرية: ان ابعاد اغتيال جنبلاط كانت لضرب بنية لبنان وانهيار دولته تمهيدا لشرذمته وهو ما نعيشه اليوم

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Mar 15 23|12:31PM :نشر بتاريخ

صدر عن جمعية كمال جنبلاط الفكرية البيان التالي: 

تأتي ذكرى السادس عشر من آذار هذا العام لتوقظنا من سباتنا العميق أمام ما يجري من تطورات وأحداث، ولنستعيد معها قراءة الماضي البعيد بما حمل من معطيات لمقارنته بما نلمس مما يجري من حولنا ونحن مكتوفي الأيدي. تأتي الذكرى ليتأكد لنا أن انحدار الوضع في لبنان بدأت ترتسم ملامحه منذ لحظة اغتيال كمال جنبلاط.
       
 لم يكن كمال جنبلاط رجل سياسة عادي مرّ في حقبة من الزمن على البلاد، ولم يكن جزءا من بنية النظام اللبناني، بل كان رجلا إستثنائياً، وهذا ما تجلى بوضوح في الفراغ الذي ظهر بعد غيابه.

كان كمال جنبلاط إنسانا بكل ما للكلمة من معنى، صاحب قيم ومبادئ، حامل فكر وثقافة قلّ نظيرهما، ثائرا مسالما، معارضا عقلانيا، مناضلا في سبيل الحق والحرية. 

وها نحن اليوم بعد عقود على الاغتيال، نعيش تداعيات الأزمات التي واجهها بممارسته للسياسة بأدب وأخلاق، فترك غيابه أثراً واضحا في الساحة السياسية. لقد كان صادقا مع شعبه، مدافعا عن حقوق الفلاحين والفقراء، ومتصديا لجشع الرأسمال المتوحش وللفساد الذي فتك بالبلاد.
       
لقد أدخل القدر كمال جنبلاط في معترك الحياة السياسية، بينما شخصيته وتفكيره كانا يتجهان نحو الثقافة العامة بنواحيها الفكرية والعلمية والفلسفية، ومن هنا كانت ثورته في عالم الإنسان، نحو ديمقراطية جديدة في ظل أدب الحياة. وقد بات جليا أن أبعاد إغتياله كانت لاستهداف مستقبل لبنان، وضرب بنيته، وانهيار دولته، وتحطيم إداراته تمهيدا لشرذمته، وهو ما نعيشه اليوم. 

كمال جنبلاط كان السد الكبير أمام المؤامرة التي كانت وما زالت تستهدف القضاء على النموذج اللبناني. فتحول الصراع في لبنان من صراع عقائدي فكري بين اليمين واليسار إلى صراع مذهبي طائفي مرتبط بمصالح إقليمية ودولية على حساب اللبنانيين ومستقبل أبنائهم.
            
ستبقى ذكراك يا معلم شعلة تضيء طريق الإنسانية بكل مفاهيمها

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan