عودة:الأنانيات وتقاذف المسؤوليات والمطامع الشخصية والمغامرة بالبلد أوصلتنا إلى أسفل الهاوية

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Jul 17 22|15:32PM :نشر بتاريخ

 ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.
وقال عودة في عظة الاحد : "إننا في هذا البلد الحبيب نفتقد الحق والمحبة معا. فلو كانت هناك محبة لما وصلنا إلى أسفل الهاوية بسبب الأنانيات، والمطامع الشخصية، وتقاذف المسؤوليات، والمغامرة بالبلد دون وجل. لو وجدت المحبة لما تغاضى أحد من المسؤولين عن آلام الشعب، ولما مرت سنتان تقريبا من دون إحقاق الحق وإظهار الحقيقة في تفجير هو من الأضخم عالميا. لو كانت المحبة مقياسا للتعامل في بلدنا، لما أصبح الشعب يتوسل الرغيف، ولما ذل في كل مبتغى له هو من بديهيات الحياة. يكذب كل من يدعي المسيحية ويفتقد المحبة، التي يجب أن تظهر من خلال أعماله المحقة والعادلة. من يحب البلد يسعى إلى تأمين مصلحته، ولا يدخله في أي نوع من المخاطر عبر تعطيل المؤسسات أو إرباك عملها، وعبر التدخل في عمل الإدارة والقضاء، وتقديم مصلحته على حساب المصلحة العامة، أو عبر مناوشات حينا وتهديدات أحيانا، قد لا تحمد عقباها، وقد تجر الجميع إلى ما بعد الجحيم، رغم إرادتهم. سمعنا في إنجيل اليوم: "أما الذي يعمل ويعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السموات". الكلام وحده لا يغني الفقير ولا يطعم الجائع ولا يشفي الحزين والمريض. العمل بصمت ومحبة هو الذي ينتج ثمارا ويترك أثرا في النفوس. نحن بحاجة في هذا البلد المنكوب إلى عملة يصبون اهتمامهم على الخدمة والإنقاذ والعمل المجدي، يصلحون مكامن الخطأ، وعوض تهشيم الغير يعملون على إكمال الناقص وإتمام الواجب، واضعين نصب أعينهم هدفا واحدا هو انتشال البلد من الهوة، وإنقاذه، والتقدم به إلى الأمام عوض إغراقه".
 
وتابع عودة : "سمعنا قول الرب لتلاميذه: "أنتم نور العالم... فليضئ نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السموات". كيف يكون نورا من يظلم ومن يسرق ومن يحفر حفرة لأخيه أو لوطنه؟ كيف يكون نورا من هو مجبول بقبيح الخطايا، ومن هو معرض للوهن والضعف والسقوط أمام مغريات الدهر الخداعة؟ رب قائل نحن نمات يوميا ونختنق في جحيم الهموم المعيشية واليأس والقلق على المستقبل فأين النور؟ يقول القديس ديونيسيوس الأريوباغي: "إن الله يقيم في عتمة الديجور لأنه نورها. إنه النور القائم في النور على الدوام".
 
وختم عظته بالقول : "نحن نحيا بسبب نور الرب الموجود فينا والذي لا ندرك دوما وجوده. حتى في لحظات الخطيئة والضعف والسقطات يستمر نور الرب فينا لأن ظلمة الخطيئة لا تحجب نور الله. فلينتبه كل منا إلى حضور الله فيه، وليعمل بهدي هذا النور ليقدس نفسه، والعالم فيصبح فسحة مزروعة بمنارات الفضائل، ولنحفظ الإيمان الذي حدده لنا آباء المجامع المسكونية المقدسة، ونحب الجميع بلا تفرقة، لأنه بالمحبة نكمل الناموس".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الوكالة الوطنية للإعلام