موقف البطريرك الراعي في عظة الاحد

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Mar 19 23|12:03PM :نشر بتاريخ

ايكو وطن - بكركي - عبدو متى 

 

قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد : 
ان الحوار مع الناس يتأسس هو أيضًا على الإصغاء. نسمعهم بما يقولون، ويتألّمون، ويتوقون. ونسمعهم عندما نسبقهم إلى تلبية مشاعرهم وحاجاتهم قبل أن يتكلّموا ويتظاهروا وينتفضوا. فالمسؤول هو الذي يصغي ويبتكر ويميّز حاجات الذين هم في دائرة مسؤوليّته.
واضاف : لا تستطيع الجماعة السياسيّة ممارسة السياسة بمعزل عن الحوار الصريح والمتجرّد، بالإصغاء المتبادل وتمييز القرار الواجب إتخاذه، من دون فرض الرأي عنوةً، ومن دون حسابات مخفيّة، وبمعزل عن السعي الدؤوب إلى توفير الخير العام، الذي فيه تجد معناها ومبرّر وجودها، والذي يشكّل الأساس في حقّها بالوجود. يقتضي الخير العام توفير مجمل شروط الحياة الإجتماعيّة والإقتصاديّة التي تمكّن وتسهّل لجميع المواطنين والعائلات والجمعيّات البلوغ إلى كمال حاجاتهم" (الدستور الرعوي: الكنيسة في عالم اليوم، 74). وفي عدم توفير الخير العام يكمن مصدر أزماتنا: السياسيّة والإقتصاديّة والماليّة والتجاريّة والأخلاقيّة. وهذا هو السبب الأساس لتعثّر بل لتعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّة، وبنتيجة هذا التعطيل شلل في المجلس النيابيّ والحكومة والوزارات والإدارات العامّة. 
بل هنا مكمن الفوضى والفساد وتفكيك أوصال الدولة وإفقار المواطنين والتسبّب بقتلهم وموتهم جوعًا ومرضًا وانتحارًا.
وإذا سمع المسؤولون صوت الله عبر كلامه، لوجدوا الباب إلى الحلّ. فكلام الله يحرّر ويوحّد. وأيّ كلام آخر آتٍ من المصالح الشخصيّة والفئويّة والمذهبيّة، يأسر في مواقف متحجّرة، وبالتالي يفرّق ويباعد ويعطّل سير الحياة العامّة.
 فلا ينسيّن المسؤولون السياسيّون أنّ العمل السياسيّ هو خدمة الانسان، بموجب تصميم الله الذي اراد ان يؤلف من الرجال والنساء عائلة بشرية واحدة، يتعاملون فيها بروح الاخوّة فيما بينهم، وبروح البنوّة للخالق الواحد. ما يجعل كل الاشخاص بحاجة الواحد الى الآخر، وهم في حالة ترابط. من شأن السلطة السياسية تعزيز هذا الترابط والتكامل بين المواطنين، وتسهيل سعيهم الى انشاء جمعيات ومنظمات عامة وخاصة، ووضع نظامٍ اجتماعي يضمن خير كل شخص، إذ يتأسس على الحقيقة، ويُحمى بالعدالة، وينتعش بالمحبة، وينمو بالحرية السائرة نحو مزيد من الاتزان البشري.
 نسأل الله بشفاعة القدّيس يوسف، شفيع العائلة البشريّة، أن يمنح الجميع نعمة الإصغاء لكلامه، والعمل بموجبه على مثال القدّيس يوسف، فنستحقّ أن نرفع إليه آيات الشكر والتسبيح، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan