"إضاءة الأورام".. تقنية واعدة تزف بشرى لمرضى السرطان

الرئيسية صحة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Mar 20 23|09:43AM :نشر بتاريخ

نجح باحثو كلية لندن الجامعية في تطوير تقنية جديدة تسمى "التصوير الجزيئي" أثناء الجراحة من شأنها تسهيل مهمة الجراحين عند استئصال الورم الأرومي العصبي، بحسب دراسة نشرت، الإثنين، بدورية أبحاث السرطان، الصادرة عن الجمعية الأميركية لأبحاث السرطان.

ويعرف الورم الأرومي العصبي بأنه سرطان يتطور بسبب خلايا عصبية غير ناضجة توجد في عدة مناطق في الجسم، بحسب منصّة "مايو كلينك" الطبية. ينشأ هذا الورم في معظم الأحيان في الغدد الكظرية وحولها، حيث لها أصول مشابهة للخلايا العصبية وتقع فوق الكلى. ويمكن أن يتطور الورم الأرومي العصبي أيضاً في مناطق أخرى بالبطن وفي الصدر والرقبة وبالقرب من العمود الفقري، حيث يوجد مجموعات من الخلايا العصبية.
يصيب الورم الأرومي العصبي في أغلب الأحيان الأطفال بعمر 5 سنوات أو أصغر، رغم أنه قد يحدث بشكل نادر في الأطفال الأكبر سناً. وعادةً ما يتضمن العلاج القياسي إجراء عملية جراحية لإزالة الخلايا السرطانية تماماً، والتي قد تصعب رؤيتها لأنها تشبه الأنسجة السليمة المحيطة.
الى ذلك، تعتمد تقنية "التصوير الجزيئي" أثناء الجراحة، على حقن المواد الكيميائية في مجرى الدم لتكون بمثابة مجسات تصوير، تنجذب هذه المواد الكيميائية إلى الخلايا السرطانية في الجسم، وتضيء المجسات عبر عملية تسمى "التألق"، والتي بدورها تُضيء الورم.

ونجحت التقنية الجديدة، التي استخدمت أثناء الاختبارات قبل السريرية على الفئران، في الكشف عن جزء من الورم الذي لم تتم إزالته أثناء الجراحة.

وفي حديث  ل "سكاي نيوز عربية"، يقول ديل ووترهاوس، أحد معدّي الدراسة:عزز استخدام التصوير بالموجات القصيرة بالأشعة تحت الحمراء (SWIR) تباين الصور، مما سمح لنا بتمييز الورم بشكل أوضح عن الأنسجة السليمة المحيطة.
أظهرنا أيضاً أنّ مجسات التصوير الجديدة تستهدف الورم الأرومي العصبي بدرجة عالية من الدقة.

واضاف: يمكن استخدام التقنية الجديدة لمساعدة الجراحين على تحديد حدود الورم بوضوح، علاوة على ذلك، قد يساعد الجراحين في تحديد مكان أجزاء الورم المتبقية بعد الجراحة.
لفت الى انه على المدى الطويل، يمكن تطبيق هذه التقنية في العديد من حالات الإصابة بأنواع السرطان المختلفة؛ لتحسين رؤية الجراحين، وبالتالي تحسين نتائج جراحات السرطان.

وتجدر الاشارة الى ان الموجة القصيرة IR (SWIR)  تعف بأنها مجموعة فرعية من نطاق الأشعة تحت الحمراء في الطيف الكهرومغناطيسي، وتغطي أطوال موجية تتراوح من 1.4 إلى 3 ميكرون.

هذا الطول الموجي غير مرئي للعين البشرية، ونتيجة لذلك يمكن أن يقدم في كثير من الأحيان صورة أفضل مما يمكن تحقيقه من خلال التصوير بالضوء المرئي.

ورغم أن النهجّ الحالي يستهدف الورم الأرومي العصبي، إلا أنّ ديل ووترهاوس يرى أن استخدام الجراحة الموجهة بالضوء الفلوري SWIR يمكن أن تسهم في تحسين جراحات العديد من أنواع السرطان الأخرى.

يقول ووترهاوس إنه يمكن دمج تقنية SWIR مع أكثر من 40 مجساً مختلفاً من مجسات التصوير الجزيئي، التي تستهدف أنواعاً مختلفة من السرطان قيد التجارب السريرية حالياً (بما في ذلك سرطانات: الثدي والكلى والمبيض والرئة والبنكرياس والدماغ والفم والقولون والمستقيم والمريء والبروستات).

ويلفت إلى أنّ إقران تقنية SWIR مع أي من هذه المجسات الجديدة من شأنه تحسين تباين الصورة ووضوحها بشكل أكثر دقة، مما يعزز جراحة السرطان.

وعن الخطوة المقبلة، يقول الباحث بكلية لندن الجامعية إنّه رفقة زملائه في الفريق البحثي يعكفون حالياً على بناء نظام من الجيل الثاني لاستخدامه في التجارب السريرية الأولى على البشر، آملين إنجازه في وقت لاحق هذا العام، بهدف التأكد من فعالية التقنية الجديدة وجدوى استخدامها مع البشر.

يشار إلى أنّ الدراسة أجرّيت بشراكة بين كلية لندن الجامعية والأكاديمية الملكية للهندسة بالمملكة المتحدة، فيما ضمّ الفريق البحثي تخصصات متنوعة، من جراحين ومهندسين وعلماء أحياء وعلماء كمبيوتر.

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : سكاي نيوز عربية