ماكرون يؤكد في بكين أن للصين "دورا رئيسيا" تلعبه على صعيد الحرب الأوكرانية

الرئيسية دوليات / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Apr 05 23|20:09PM :نشر بتاريخ

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء في مستهل زيارة دولة للصين تهدف إلى إحياء الحوار مع نظيره الصيني، أنه يمكن لبكين أن "تلعب دورا رئيسيا" لإيجاد "طريق يؤدي إلى السلام" في أوكرانيا.

وأكد ماكرون أمام الجالية الفرنسية في العاصمة الصينية في بداية هذه الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام "اقترحت الصين خطة سلام  وتظهر بذلك إرادة لتولي مسؤولية ومحاولة شق طريق يؤدي إلى السلام".

وحذر ماكرون من أن دعم "المعتدي" في النزاع الأوكراني يعني التحول "إلى شريك في انتهاك القانون الدولي" في إشارة ألى احتمال إرسال الصين أسلحة إلى روسيا.

لكن الرئيس الفرنسي أكد ردا على أسئلة صحافيين انه لن يهدد بفرض عقوبات خلال لقائه مع نظيره الصيني شي جينبينغ الخميس "لأن التهديد ليس الطريقة المناسبة".

ويشكل الغزو الروسي لأوكرانيا الذي لم تدنه بكين يوما، ملفا رئيسيا في المباحثات التي سيجريها ماكرون مع شي.

وأضاف ماكرون "هذه الحرب التي وصفتها مرات عدة بأنها استعمارية داست الكثير من مبادئ شرعة الأمم المتحدة التي ينبغي علينا كأعضاء في مجلس الأمن أن ندافع عنها بحزم". وتابع "أرى أن الدفاع عنها يعني أيضا التقدم معا ومحاولة إيجاد طريق يفضي إلى السلام".

وقال ماكرون إن الصين "نظرا لعلاقاتها الوثيقة مع روسيا التي أعيد التأكيد عليها في الأيام الأخيرة" مع زيارة الرئيس الصيني لموسكو "يمكنها أن تضطلع بدور رئيسي" في حل النزاع لذا فإن "الحوار" مع سلطات بكين "أمر ضروري جدا".

وسعى الرئيس الفرنسي الذي لم يزر الصين منذ 2019 بسبب الأزمة الصحية، إلى الابتعاد عن نهج المواجهة المعتمد من جانب الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة حيال الصين.

وأكد ماكرون "نسمع أكثر فأكثر أصواتا ترتفع للتعبير عن قلق شديد حول مستقبل العلاقات بين الغرب والصين مع التوصل نوعا ما إلى خلاصة مفادها أن ثمة دوامة توتر متنام لا مفر منها".

لكنه أكد "لا أريد هذا السيناريو".

ولتأكيد موقف أوروبي موحد من مسألة إحياء العلاقات مع الصين، طلب ماكرون من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين مرافقته الخميس في جزء من محادثاته مع الرئيس الصيني.

ويرافق ماكرون أكثر من 50 رئيس شركة فرنسية منها إيرباص وكهرباء فرنسا وفيوليا. وقال الرئيس الفرنسي إن فرنسا والاتحاد الأوروبي يجب "الا ينفصلا" عن الصين على الصعيد الاقتصادي بل المحافظة على "طريق واقعي وطموح" معها.

وأضاف "يجب ألا ننفصل عن الصين بل الانخراط في علاقة تجارية متواصلة مع الصين".

وأكد أن "عقودا كبيرة عدة ستوقع" الخميس من دون أن يدخل بتفاصيلها.

ويجري ماكرون محادثات مكثفة الخميس مع نظيره الصيني شي جينبينغ. وينتقل الجمعة إلى كانتون في جنوب البلاد.

وتعول باريس على "إحياء التواصل" على كل المستويات والمبادلات الإنسانية ولا سيما بين طلاب البلدين.

وسيشدد ماكرون الأربعاء أيضا على العلاقات الثقافية بافتتاحه مهرجان "كروازمان" (تقاطعات) الصيني الفرنسي الذي يقدم على أنه أكبر مهرجان أجنبي في الصين.

ويرافقه المخرج الفرنسي جان-جاك أنو والموسيقي جان-ميشال جار فيما تشارك من الجانب الصيني الممثلة غونغ لي والرسام يان بي-مينغ.

وحتى فترة قصيرة كانت فرنسا لا تخفي أملها برؤية شي يلعب دور الوسيط بين أوكرانيا وروسيا واستخدام نفوذه لدى نظيره الروسي فلاديمير بوتين لاقناعه بالمشاركة في مفاوضات سلام.

إلا ان الوقائع خيبت هذه التطلعات فبكين التي تعلن رسميا حيادها في الحرب الأوكرانية حافظت على نهجها ولم تدن الغزو الروسي لأوكرانيا.

وجدد شي جينبينغ وفلاديمير بوتين تحالفهما قبل أسبوعين في موسكو وتخشى عواصم غربية عدة في مقدمها واشنطن أن ينتهي المطاف بالصين إلى تسليم روسيا أسلحة.

وقبيل توجّهه إلى الصين أجرى الرئيس الفرنسي محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي جو بايدن، أعربا خلالها عن أملهما بأن "تنخرط الصين معنا في جهود مشتركة لتسريع وضع حدّ للحرب في أوكرانيا وإرساء سلام مستدام"، وفق مسؤولين فرنسيين.

وترى باريس أن الأمر الأكثر إلحاحا هو الحؤول دون "انتقال الصين إلى معسكر الحرب".

ووعد الوفد الفرنسي بالتطرق إلى مسألة حقوق الإنسان ولا سيما في منطقة شينجيانغ التي يرى مراقبون كثر أنها تشهد قمعا كبيرا للمسلمين الأويغور.

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : AFP -أ ف ب