صلاة النوم الكبرى في كنيسة القديس نيقولاوس-غاردينيا في زحلة

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Apr 06 23|18:58PM :نشر بتاريخ

ايكو وطن - البقاع - عارف مغامس

ترأس راعي الأبرشية  المتروبوليت أنطونيوس (الصوري) صلاة النوم الكبرى التي خدمها قدس الأرشمندريت ارمياء عزام بحضور قدس الأب بورفيريوس إبراهيم والشماس ديونيسيوس الأشقر بمشاركة عائلة غاردينيا غران دور، ورئيس المجموعة نقولا ابو فيصل.
بعد الصلاة، استهل الصوري عظته بشكر الرب على هذه البركة "ان نصلي في كنيسة القديس نيقولاوس-غاردينيا". ثم اردف كيف أن هذه الصلاة تحملنا وتحمل هواجسنا الداخلية، احزاننا آلامنا اضطراباتنا مخاوفنا تشويشنا وقلقنا، كل ذلك نضعه عند قدمي الرّبّ ونسجد له هو القائل لنا: " تَعَالَوْا إِلَيَّ يا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلثَّقِيلِي ٱلْأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.  اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لِأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ ٱلْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ.  لِأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ" (مت:11‏:28‏-30).
هكذا، من خلال هذا الصوم والصلوات اليومية، نمتد نحو الرب ونستودعه حياتنا، ليس فقط همومنا بل مشاريعنا وطموحاتنا، لكي  ينقينا من خطايانا ويبارك أعمالنا ووجودنا وينور فكرنا وقلوبنا ويرشدنا. هكذا نعيش مع الرب، لأن الانسان المتكل على الله لا يخزى حتى لو تعرض للضيقات والشدائد فهذه تكون بابا لأمور أفضل كما قال الرسول : "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ" (رو 8: 28).
وشدد الصوري انه في هذه الدنيا لا يستطيع ان الانسان أن يعيش بسلام واستقرار دائم وراحة، هذه الحالة نعيشها فقط في الملكوت. لذلك، علينا أن نقتني في داخلنا الملكوت أي السلام الداخلي، الذي مهما كانت الظروف الخارجية يحفظ الانسان في السلام والهدوء، مثل عين الاعصار الذي داخله سكون ومن خارجه دمار لكل شيء. الصلاة والصوم هم الوسيلة للوصول الى هذه الحالة. كما قال القديس سيرافيم ساروفسكي : "اقتني سلام الله فيخلُص من حولك الآلاف". 
وميّز الصوري بين نوعين من السلام: النفساني المؤقت، الذي يأتي من الراحة والاستقرار المادي ولكن يمكن أن يختفي في لحظة؛ والسلام الروحي أي السلام الذي من الله، وهو يأتي من نعمة الرّوح القدس الذي يحل في الإنسان. يقول بولس الرسول : "أَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلاَحٌ، إِيمَانٌ ..." (غل 5: 22). إذا المحبة أولا، ومنها ينبثق كل شيء، لأنه لا سلام ولا فرح من دون محبة، هي مصدر كل شيء لان "الله محبة، ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه". 
وانهى الصوري عظته بالدعاء للرب أن يعطينا الثبات في محبته حتى تثبت فينا بالرّوح القدس فنقتني سلاما وفرحًا فنصير في هذه الدنيا والظلمة التي نعيش فيها حاملين نور الرجاء والقيامة.
ثم اجتمع الكل مع الصوري حول مائدة محبة.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan