افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت في 8 نيسان 2023
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Apr 08 23|09:04AM :نشر بتاريخ
الأنباء
انتهى العمل العسكري فجر أمس الجمعة، مع قصف إسرائيلي طال البساتين التي انطلقت منها صواريخ الخميس من جنوب لبنان، وقصف آخر طال مواقع تابعة لـ"حماس" في غزّة، وبدأ العمل الدبلوماسي في محاولة للملمة ذيول التصعيد وإبقائه بحدود ما حصل، وبذلك تكون صفحة الهجوم قد طُويت، خصوصاً وأن إسرائيل أرسلت إشارات واضحة لجهة عدم رغبتها في نشوب حرب جديدة، أكان مع "حماس" أم مع "حزب الله".
لكن الأنظار ستكون شاخصة على ما بعد الهجوم، خصوصاً وأنّه يؤشّر إلى شكل جديد من المواجهة تكرّر في السنوات الأخيرة، ومن المحتمل أن يتكرّر في المرحلة المقبلة، التي توحي أنها ستكون متوترة بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران والمجموعات المدعومة منها من جهة أخرى، وذلك كردّة فعل على التقارب السعودي الإيراني.
وفي سياق الحرص على الوحدة اللبنانية، لم تخلو المواقف الرسمية التي أطلقت من الرفض لاستخدام لبنان كأداة للتهديد، واستثمار أرضه كمنصّة صواريخ، لأن اقحامه المستمر في صراع الأمم لا ينتج عنه سوى الدمار، وهو بالتأكيد لا يحتمل تجربة مشابهة اليوم في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها.
مصادر سياسية لفتت إلى أن "طرفي المواجهة بالأمس لم يريدا الحرب، لكن هذا الواقع ليس ثابتاً، وقد يتبدّل، كما أن أخطاءً غير محسوبة قد تحصل أثناء مناورات مشابهة، فتنزلق المنطقة إلى حرب لا تُحمد عقباها، خصوصاً وأنها على شفير توتر كبير بين الولايات المتحدة وإيران".
وشدّدت المصادر عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية على "عدم تحويل لبنان إلى منصّة صواريخ، خصوصاً وأن هذه المواجهات لا تخدم تطلع لبنان لاستخراج الغاز، والذي يستوجب حداً أدنى من الاستقرار الأمني".
على صعيد آخر، قرأت مصادر عسكرية في ما يحصل، فنفت أن تكون قواعد الاشتباك قد تبدّلت بين "حزب الله" وإسرائيل، لأن الحزب لم يكن هو منفّذ الهجوم، ونتائجه لم تكن دموية، وبالتالي كان الدوران في حلقة الاشتباك العسكري نفسه منذ أعوام، والذي يحصل بين الحين والآخر".
وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، لفتت المصادر العسكرية نفسها إلى "نقطة مهمة، وهي نوعية الصواريخ التي تم إطلاقها، "كاتيوشا" و"غراد"، وهي صواريخ ليست متطوّرة، تستخدمها الفصائل الفلسطينية، وليس "حزب الله" صاحب الصواريخ الدقيقة، ودمارها محدود، ما يُشير إلى أن ما حصل لم يكن هدفه إحداث الأضرار البشرية والمادية، بل خدمة رسائل سياسية".
وتطرّقت المصادر إلى ما قد يحصل في المدى القريب، فلفتت إلى أنّه "مرتبط بالوضع الإقليمي وحرب الظل الدائرة بين إسرائيل وإيران، وفي حال خرجت هذه الحرب عن الحدود المرسومة لها، فإن قواعد الاشتباك قد تتغيّر في لبنان، إلّا أن ذلك يحتاج إلى حدث ضخم".
لكن بغض النظر عن الرسائل السياسية التي وصلت من خلال هجوم الخميس، والمستفيد منها والخاسر، فإن الثابت ان لبنان الضحية الوحيدة لهذا التجاذب الحاصل عبر أراضيه، وفي ظل الأزمات المتعاقبة، فإنه يبقى من الأفضل أن يلتفت المعنيون الى الملفات الداخلية العالقة، بدءاً من رأس الاستحقاقات، انتخابات رئاسة الجمهورية.
النهار
أما وقد انحسرت عاصفة التصعيد على الحدود الجنوبية بين لبنان وإسرائيل ولو ظل الحذر سيد الموقف فأي تداعيات جديدة رتبتها التطورات التي دارت خلال الساعات الأخيرة؟
وسط الاحتفالات بالجمعة العظيمة لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي بدا من نافل القول ان مشهد التفلت والتسيب والاستباحة الذي طبع الوضع منذ لحظة تفلت الصواريخ من حقل القليلة وحتى الرد الإسرائيلي المحدود فجرا قرب مخيم الرشيدية قد أعاد لبنان الى الوراء اكثر فاكثر ورسخ أسوأ الوقائع التي ارتفعت مع سحب الصواريخ المتفلتة . في منطقة القرار 1701 والانتشار العسكري اللبناني – الاممي بدا لبنان واليونيفيل كأنهما سيان لا يملكان أي قدرة على الضبط والردع ومنع عودة استخدام الجنوب ارض استباحة لاي فصيل فلسطيني او سواه ولا أيضا، وهنا الأهم والأخطر، للحسابات الإقليمية والداخلية التي تدفع بـ"حزب الله" الى التمتع بمرجعيته الميدانية المتفوقة التي تركته "يرعى" اطلاق حليفته "حماس" صواريخها من الجنوب متسببة بوضع لبنان امام خطر حرب جديدة مع إسرائيل.
بذلك كان انكشاف الحكومة اللبنانية جسيما بحيث بدت الزوج المخدوع المرتضي دور المتلقي، ولم يعوضها الموقف المتآخر لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي بإدانة اطلاق الصواريخ من الجنوب أي ترميم لصورة عجزها وقصورها عن منع المغامرة بلبنان على مذبح التحالفات بين قوى محور الممانعة وتحديدا بين حماس وحزب الله.
ولكن هذا الانكشاف الرسمي غير المفاجئ في أي حال لم يقف عند حدود الواقع الجنوبي الحدودي وتداعياته بل تمدد ضمنا الى الخلفية السياسية الداخلية المتصلة بالاستحقاق الرئاسي بحيث لم يكن غريبا ان يثير الاهتزاز الأخطر للوضع عند الحدود منذ حرب 2006 الشكوك العميقة الإضافية في ما سمي أخيرا ملف الضمانات التي قدمها مرشح الثنائي الشيعي رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية الى فرنسا . واثيرت هذه الناحية الجوهرية من زاوية عقم الكلام عن أي قدرة لفرنجية او حتى أي مرشح سواه على لجم هذه المغامرات في حين ان حليفه وداعمه ومرشحه الأساسي أي "حزب الله" لا يتوانى عن رعاية او تغطية او القيام باي عمل يلبي ارتباطاته وحساباته دون اخذ المصالح السيادية والأمنية والاقتصادية اللبنانية في حساباته الا في الدرجات الخلفية . وهو امر سيترك الأثر الثقيل بقوة على مطالع المرحلة السياسية الاتية في ظل تداعيات هذه الجولة.
اما في ابرز الوقائع التي أعقبت التصعيد الميداني فقد اعلن رسميا انه بعد التشاور مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أوعز وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب الى بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة في نيويورك تقديم شكوى رسمية الى مجلس الامن الدولي على أثر القصف والإعتداء الاسرائيلي المتعمد فجر امس لمناطق في جنوب لبنان، مما يشكل إنتهاكا صارخا لسيادة لبنان وخرقا فاضحا لقرار مجلس الامن الدولي ١٧٠١، ويهدد الاستقرار الذي كان ينعم به الجنوب اللبناني.
وفيما عاد الهدوء على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية سادت حال من الترقب والحذر الشديدين في القطاعين الاوسط والشرقي في اعقاب القصف الصاروخي والمدفعي الذي حصل مساء اول من امس واستهدف مستعمرة المطلة في الجانب الاسرائيلي وسهل الخيام في الجانب اللبناني، وتزامن ذلك مع استنفار إسرائيلي في المواقع الحدودية الامامية تخللته احيانا طلعات استكشافية للطيران الاسرائيلي في سماء القطاعين قابله في الجانب اللبناني دوريات مكثفة للجيش اللبناني بالتنسيق مع قوات اليونيفيل على طول الحدود وفي القرى والبلدات الواقعة ضمن عمل اليونيفيل بهدف ضبط الوضع والحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة.
وبعد 10 ساعات من القصف الاسرائيلي على سهل القليلة ورأس العين في جنوب صور، وصل فريقا خبراء من الهندسة متخصصان بنزع القذائف والمتفجرات في قوات "اليونيفيل" الايطالية والجيش اللبناني، وكشفوا على مكان سقوط الصواريخ الاسرائيلية في سهل القليلة رأس العين، لالتقاط الصور ولاعداد تقارير عن القصف الذي تعرضت له المنطقة.
وكانت الطائرات الإسرائيلية الحربية استهدفت قرابة الرابعة من فجر امس المنطقة الواقعة بين سهل رأس العين ومخيم الرشيدية جنوب صور، بالإضافة الى استهداف مدفعي من مواقعها عند الحدود لسهل القليلة حيث تضرر أحد المنازل من دون وقوع إصابات بالأرواح.
وعثرت وحدة من الجيش في سهل مرجعيون على راجمة صواريخ بداخلها عدد من الصواريخ التي لم تنطلق، وعملت على تفكيكها.
وذكر بيان للجيش الإسرائيلي أنه قصف ثلاثة مواقع قريبة من جنوب مدينة صور وهي التالية:
الموقع الأول: في دير قانون سهل رأس العين في أراضي زراعية تبعد 1 كيلومتر عن مخيم اللاجئين الفلسطيني المعروف بمخيم الرشيدية قرب منتزه اليمونة. وقد أحدثت هذه الضربة اضرارا كبيرة في الجسر والطريق التي تمر في الأرض وفي مشروع جرّ المياه التابع لمشروع الليطاني والذي يجر المياه من برك رأس العين الى الأراضي الزراعية.
أما الضربة الثانية فكانت في القليلة واستهدفت أرضاً زراعية وأحدثت فجوة كبيرة في الأرض وأضراراً كبيرة.
كما استهدفت الضربة الثالثة مزرعة للحيوانات ما أدى إلى نفوق عدد من الماشية والطيور أيضاً في القليلة والمعلية، إشارة إلى أن هذا الصاروخ لم ينفجر بالكامل.
تجدر الاشارة الى ان أيا من الغارات الاسرائيلية لم تستهدف مخيم اللاجئين الفلسطينيين في الراشدية بل اقتصرت الأضرار داخل المخيم على تحطّم بعض مقتنيات احد المقاهي والمنازل جراء الغارة الإسرائيلية كما سقط 3 جرحى من الأطفال داخل المخيم ولكن اصابتهم طفيفة.
من جهتها، أكدت اليونيفيل في بيان انه في وقت مبكر من صباح امس ، أبلغ الجيش الإسرائيلي اليونيفيل أنه سيبدأ الرد المدفعي على إطلاق الصواريخ. وبعد ذلك مباشرة، سمع أفراد اليونيفيل دوي انفجارات في محيط مدينة صور. وأضافت "ان رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لازارو على اتصال مع السلطات على جانبي الخط الأزرق. كما ان آليات الاتصال والتنسيق لدينا منخرطة بشكل كامل من اجل التهدئه. و قال الجانبان إنهما لا يريدان الحرب".
اضاف البيان: "ان الإجراءات التي تمت خلال اليوم الماضي خطيرة وتنذر بتصعيد خطير". وحضت" جميع الأطراف على وقف جميع اعمال التصعيد عبر الخط الأزرق الآن'.
ولاحقا أعلنت نائب مدير مكتب اليونيفيل الاعلامي كانديس ارديل أن "اليونيفيل فتحت تحقيقا في عمليات إطلاق الصواريخ والغارات الجوية ". وقالت: "يقوم جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل، بدعم من القوات المسلحة اللبنانية، بزيارة مواقع اطلاق وسقوط الصواريخ، لجمع الأدلة وتحديد الحقائق". واضافت أرديل: "ان رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ارولدو لاثارو يواصل اتصالاته مع الأطراف، من خلال آلية الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها اليونيفيل للمساعدة في الحد من التوتر على طول الخط الأزرق".
ويذكر ان اجتماعا عقد امس بين قائد منطقة الشمال في الجيش الإسرائيلي اللواء أوري جوردن ورئيس قسم العلاقات الخارجية العقيد إيفي ديفرين ورئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء لاثارو. ونقل إعلام إسرائيلي عن مسؤولين بالجيش الإسرائيلي قولهم إنهم بحثوا مع قائد اليونيفل وقف التصعيد مع لبنان. وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر "تويتر" إلى أن القادة تداولوا الأحداث الأمنية الأخيرة المستجدة على طول الحدود مع لبنان.” وأضاف "قائد المنطقة الشمالية شدد على مسؤولية الدولة اللبنانية وجيشها فيما يتعلق بكل نشاط ارهابي منطلق من أراضيها وفي أراضيها”.
وفي هذا الإطار، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين تفاصيل النقاشات التي حصلت في تل أبيب بعد التصعيد على الحدود مع لبنان. وقال الموقع نقلاً عن المسؤولين الإسرائيليين إنّ "نقاش الوزراء الإسرائيليين في المجلس الوزراي المصغّر خلص إلى أن إسرائيل لا مصلحة لها بالانجرار لصراع إقليمي". وأضاف الموقع أنّ "رئيس الموساد أيّد ضرب أهداف لـ”حزب الله” لكن رئيس الأركان طلب إبقاء الحزب خارج المعادلة". وأشار المسؤولون الإسرائيليون بحسب الموقع إلى "أنّنا حققنا الهدف في تجنب الاشتباك مع حزب الله ومنع توحد جبهتي حماس في الشمال والجنوب".وذكر مسؤول عسكري إسرائيلي أنّ "حزب الله" نقل رسائل لإسرائيل عبر وسطاء دوليين تؤكد عدم مشاركته في الهجوم”.
وعقب الغارات جنوباً، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان ان طائراته استهدفت البنيه التحتية وأهدافا لمنظمة حماس في جنوب لبنان. واضاف البيان ان الجيش الإسرائيلي لن يسمح لمنظمة حماس بالعمل انطلاقا من لبنان ويعتبر دولة لبنان مسؤولة عن كل النيران من أراضيها. كما اعلن إنتهاء هجماته في لبنان.
اما في الأصداء الدولية حيال هذه التطورات فأكدت فرنسا أمس "تمسكها الراسخ بأمن إسرائيل وباستقرار لبنان وسيادته". وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا ديلما: "نحض جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد"، مؤكدا أن فرنسا "تدين بشدة الهجمات الصاروخية العشوائية التي استهدفت الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من غزة وجنوب لبنان".
الشرق الاوسط
أثارت عملية إطلاق القذائف الصاروخية من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل المخاوف على الوضع الأمني في الجنوب، وطرحت علامات استفهام حول تظهير دور حركة «حماس»، وفرضها لاعباً أساسياً في الأمن اللبناني، وهو ما أحيا في ذاكرة اللبنانيين مرحلة «فتح لاند» في سبعينات القرن الماضي، التي مكنت رئيس السلطة التنفيذية ياسر عرفات (أبو عمّار) من تحويل لبنان إلى منصّة للعمل العسكري ضدّ إسرائيل مستفيداً من «اتفاق القاهرة».
وقرأ مراقبون في العملية التي يعتقد أن جهات فلسطينية قامت بها بمباركة «حزب الله»، تأسيساً لمرحلة جديدة من المواجهة، قد تطيح بقرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي أقرّ في أعقاب حرب يوليو (تموز) 2006، ورسم قواعد الاشتباك بين لبنان والدولة العبرية.
ورأى منسّق الأمانة العام السابق لـ«قوى 14 آذار» النائب السابق فارس سعيد، أن «ما حصل يعدّ أول خرق حقيقي للقرار 1701 منذ 17 عاماً». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا التطور خطير للغاية بغض النظر عن الردّ الإسرائيلي، لأنه ينسف القرار 1701، ويعيدنا إلى مرحلة (فتح لاند)، ويكشف ضعف الحكومة اللبنانية أمام (حزب الله)».
وتتضارب الروايات حول الأبعاد الأمنية للرسالة التي بعث بها فصيل فلسطيني من جنوب لبنان، لكنّها تجمع على أنها تؤسس لمرحلة جديدة من العمل العسكري، ويقول فارس سعيد، «لمسنا بالوقائع إنشاء شيء جديد في جنوب لبنان اسمه (حماس لاند)، وكأنه يرث (فتح لاند)، الذي نشأ على أثر (اتفاق القاهرة) في عام 1969، الذي سمح باجتزاء منطقة من جنوب لبنان، لتكون منطلقاً للأعمال الفدائية ضدّ إسرائيل، وهذا ما أسس للحرب الأهلية اللبنانية». وتوقّف سعيد عند «اختيار هذه العملية في مرحلة حرجة جداً، عنوانها التفاهم السعودي - الإيراني». وسأل: «هل هذا مؤشر على خلاف بين أجنحة إيران العسكرية في المنطقة؟ أم أنه تحوّل نحو مشروع مواجهة جديد؟». ورأى أن «مشهد أمس (الخميس) يدل على أننا تحولنا إلى صندوق بريد لإرسال الرسائل إلى إسرائيل، بالتزامن مع انهيار اجتماعي واقتصادي ومالي، وفي وقت لا يحتمل البلد نزوحاً جديداً، ولا يتحمّل تحويل اللبنانيين إلى أكياس رمل».
المعطيات السياسية تفيد بأن عملية إطلاق الصواريخ لم تأت كردّ فعل على اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، والاعتداء على المصلين، وليست رداً على الغارات الإسرائيلية على مواقع لإيران و«حزب الله» في العمق السوري، بل أتت بعد ساعات من لقاء جمع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية بأمين عام «حزب الله» حسن نصرالله، والحديث عن غرفة عمليات مشتركة لقوى المقاومة، واعتبر السياسي اللبناني توفيق سلطان، أن «قضية مقاومة إسرائيل لا تزال حيّة في الوجدان العربي، وإن تقدمت حيناً وتراجعت حيناً آخر»، ورأى أن «ما يجري من انتهاكات في القدس وداخل المسجد الأقصى وفي غزة، ولّد شعوراً بالغضب والاحتقان لدى الشعوب العربية، خصوصاً دول الطوق، ومن هنا أتى الاختراق من جنوب لبنان، مستغلاً الوضع الهشّ». وعبّر سلطان في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عن اطمئنانه إلى أن «الموقف الرسمي للحكومة جدد التزام لبنان بالقرارات الدولية، كما أن المنظمات الفلسطينية الأساسية الموجودة في لبنان نأت بنفسها عن هذا العمل، وكذلك (حزب الله) الذي لم يتبنّ هذه العملية، وهذا يدلّ على غياب أي رغبة بالتصعيد، والذهاب إلى حرب واسعة، خصوصاً أن الصواريخ كانت محدودة الأثر، والردّ عليها غير ذي أهمية، بدليل أن الوضع في الجنوب هادئ ولا يوحي بالذهاب إلى حرب».
ولم تلغِ عودة الهدوء إلى مناطق التوتر في الجنوب اللبناني، القلق من العودة إلى دوامة العنف، وهو ما أبقى أبناء المنطقة في حالة ترقب وحذر لأي تطوّر مماثل، غير أن توفيق سلطان شدد على أن «الاختراق الذي حصل ليس له مناخ يحميه، فلبنان الذي قدّم للقضية الفلسطينية أكثر من طاقته، لا يتحمّل مثل هذه العمليات». وقال: «تستطيع القوى الفلسطينية ممارسة عملها المقاوم داخل فلسطين المحتلّة، لأن لبنان لم يعد مهيأ لها، من هنا جاء الموقف الرسمي للحكومة وللجيش اللبناني وقوات (اليونيفيل) في غاية المسؤولية»، وشدد على أن «المناخ الذي كان سائداً أيام أبو عمّار (ياسر عرفات) غير متاح حالياً، وبالتالي لا خوف من تحويل لبنان مجدداً منصّة للعمل العسكري الفلسطيني». وقال توفيق سلطان إن «الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى خطيرة للغاية». ولفت إلى أن «مواجهة هذا النمط العدواني يتطلّب موقفاً عربياً حاسماً ومؤثراً، ولا يكون الردّ عليها بعملية من هنا وهناك، لا تخدم أبناء القدس، بل تزيد الأمور تعقيداً».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا