في مانشيت ايكووطن:مشهد اذلال المواطن مستمر..الاضراب على حاله ..والبلد ينتظر زيارة هوكشتاين

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي

Jul 28 22|08:29AM :نشر بتاريخ

اذلال المواطن أمام الأفران أصبح عادياً بالنسبة لهؤلاء الذين يتفرجون على الطوابير ..سياسيون متواطئون ومقصرون ...فهم لا هم لهم فقد ارهقوا هذا البلد بالأزمات  من مخازن الطحين، ورغيفِ خبز مر وعتمة حالكة ليس فيها من يهرب اليه الفقير سوى حيتان المولدات ..
ولكن هذه مرة ليست كسابقاتها، فنقابات الأفران والمخابز في لبنان زادت من حدة لهجتها الاعتراضية، حيث طالبت بتنظيم عمليات استيراد القمح وتوزيعها على المطاحن العاملة في لبنان بشكل عادل في ظل رقابة فاعلة، كي تحصل كل مطحنة على حاجتها من القمح، وبالتالي كل فرن على حاجاته من الطحين لصناعة الخبز العربي بصورة عادية.
على رغم من تأكيد وزير الاقتصاد أمين سلام بأن 50 ألف طن من القمح ستدخل خلال 10 أيام وتكفي لشهر ونصف الشهر، على أن تخضع للفحوص المخبرية في وزارة الزراعة لتقوم بعدها لجنة بإدارة وزارة الاقتصاد بتنظيم وصول القمح الى المرفأ ومن ثم الى المطاحن، وبمساعدة جميع الأجهزة لمتابعة وصول القمح إلى الأفران. بالفعل، إلا أن واقع الحال مختلف عن التمنيات.
فقد وصلت الباخرة الأولى المحمّلة بالقمح الى لبنان على أن تصل باخرة أخرى في الأيام المقبلة، ولكن مع استمرار إضراب موظفي الإدارة العامة وتحديداً موظفي المختبرات في وزارة الزراعة لا يمكن إجراء الفحوص المخبرية على العيّنات المأخوذة من هذه البواخر ما يؤخّر حتماً عملية تفريغها وتوزيعها، وأيضاً بعد إضراب موظفي مصرف لبنان الذي انتهى تأخرت عملية فتح الاعتمادات اللازمة لشراء هذا القمح المدعوم، فيما تؤكد مصادر مصرف لبنان أن المركزي سيفتح الاعتمادات انطلاقاً من الموافقات التي كان قد حصل عليها من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي قبل تحوّلها الى حكومة تصريف أعمال على أن يُصرف ثمن حمولات بواخر القمح المدعوم هذه من أموال حقوق السحب الخاصة التي وصلت من صندوق النقد الدولي.
فالأزمة الحالية اشبه بورقة ضغط لا تطال إلا المواطن اللبناني، وما يحدث أمام الأفران من اشكالات يومية خير دليل على تطبيق كل اشكال الذل على المواطن الصامت أمام الزعماء ويصرخ في مواجهة مواطنيه.
في ظل ذلك، أعلنت رابطة موظفي القطاع العام الاستمرار بالاضراب ،وصوتت على مواصلة الاضراب رفضاً لمقررات اللجنة الوزارية التي اعلنت من السراي الحكومي، وهذا ما اكدته رئيسة الرابطة نوال نصر، رداً على تسريب معلومات عن تعليق الاضراب..
وأصدرت بياناً جاء فيه" بعد اللعب على وتر وضع الموظف في وجه المواطن ، وهذا ما لن يحصل بسبب معرفة المواطن بأساليب  هذه السلطة وأحقِّية مطالب الموظف،  ومعرفته بان حجة الإفلاس لدى الدولة اصبحت مستهلكة بل أصبحت ممجوجة  لأن القاصي  والداني يعرف ان لدى الدولة  الكثير الكثير من الواردات الموهوبة والمنهوبة ، والواجب استردادها سريعا ، والتي تفوق كلفة إعادة الحقوق  الى اصحابها وكلفة إعادة الإدارة العامة والقطاع العام برمته الى سكة الحياة والقيام  بالواجب الأساسي تجاه الوطن والمواطن .
وإذ ترفض الرابطة  المقررات التي  صدرت اليوم عن  اجتماع السراي الحكومي شكلا ومضمونا ، وتستنكر ما تضمنته من تهديد للموظفين  باجراءات يعرفون سلفا  انها  عصية  على التنفيذ .. لأن  من اهم المبادئ القانونية والدستورية والإنسانية ، في لبنان كما في كل دول العالم ان صاحب الحق هو السلطان والموظفون هم أصحاب الحقوق .".
وأضاف البيان، ان تحويل الموظف إلى مياوم تمهيدا لإرساء النظام التعاقد الوظيفي  الذي يؤسس  لتكريس نظام  المحاصصة  والقضاء على أسس  قيام  الإدارة العامة  ، الملاذ الآمن للمواطن اللبناني . "ويهمها التأكيد  على مطالبها المحقّة  من تحويل الرواتب  والمعاشات التقاعدية وتعويضات الصرف والتقديمات الاجتماعية كافة من طبابة واستشفاء ومنح مدرسية على منصة الدولار المصرفي التي هي حاليا 8000 ليرة لبنانية للدولار الواحد ، وربط بدل النقل بعدد ليترات البنزين  وتامين دفع كافة التقديمات من المصارف على مِنصّة صيرفة ودون سقوف ومماطلة وعلى ان هذه المطالب ما هي الا  الحد الأدنى من حقوقنا  ومن حاجاتنا  لأبسط مقومات العيش الكريم،"
وفي ظل الوقائع الجديدة، الجميع  بانتظار وصول الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، والمؤشرات الاولية التي وصلت ايجابية نوعا ما، وحملت تنازلات اميركية واسرائيلية ،بحسب ما أوردت وسائل اعلام الاحتلال الاسرائيلي .
يأتي ذلك في وقت يحظى فيه الوضع في لبنان، عشية الاستحقاق الرئاسي، باهتمام عربي ودولي، في ظل معلومات ان لبنان سيكون على جدول اللقاء السعودي الفرنسي اليوم في الاليزيه بين الرئيس ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي يجري محادثات في العاصمة الفرنسية باريس.