افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 2 ايار 2023
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
May 02 23|09:25AM :نشر بتاريخ
"نداء الوطن"
لبنان الغارق منذ أسابيع عدّة في جدل واسع فجّرته أزمة النزوح السوري، التي قسّمت أبناءه بين مؤيّد ومعارض لعودة النازحين إلى بلادهم، كان غيابه لافتاً عن الاجتماع التشاوري الذي استضافته عمّان، وانتهى الى التأكيد على أنّ "العودة الطوعية والآمنة للاجئين إلى بلدهم أولويّة قصوى ويجب اتّخاذ الخطوات اللازمة للبدء في تنفيذها فوراً، وفق إجراءات محدّدة وإطار زمني واضح".
لقاء عمّان التّشاوري الذي شارك فيه وزراء خارجية الأردن والسعودية والعراق ومصر وسوريا، جاء استكمالاً لاجتماعات عربية وخليجية سابقة ناقشت سبل عودة دمشق الى الجامعة العربية بعد سنوات من عزلها، وهو طالب ببلورة استراتيجية شاملة لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب و"إنهاء وجود المنظمات الإرهابية في سوريا"، والتعاون لمكافحة "عمليات الاتجار بالمخدرات وتهريبها عبر الحدود السورية مع دول الجوار".
وفي إطار تعليقه على الاجتماع، قال النّائب جورج عدوان، إنّ عودة سوريا إلى الجامعة العربيّة "يجب أن تبدأَ بعودة النّازحين السوريّين من لبنان والأردن والبلدان الأخرى إلى بلدهم سوريا، وهذا الأمر بات ملحّاً وضروريّاً".
أمّا النائب وائل أبو فاعور فقال: "تقوم القيامة في بيروت حول موضوع النازحين ونزيد انقساماتنا انقساماً ويغيب لبنان الرسمي عن الاجتماعات العربية وآخرها اجتماع الأردن الذي أحد أبرز محاوره عودة النازحين"، سائلاً: "هل هذا دليل جدّية ومسؤوليّة في معالجة الأزمة؟".
الرئاسة والتحقيقات القضائية
في السياسة المحلّية، سيكون الاستحقاق الرئاسي محور اجتماع مساء اليوم الثلثاء في معراب، بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ونائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، الذي التقى الاثنين السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا، وكان تشديد على "ضرورة إيجاد مخارج للإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية".
أمّا قضائياً، فيستأنف وفد المحقّقين الأوروبي اليوم، تحقيقاته في بيروت، التي يفترض أن تشمل، شقيق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رجا سلامة، ووزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، على ما أعلن المرصد الأوروبيّ للنّزاهة في لبنان.
عيد العمّال
وعلى غرار باقي دول العالم، إحتفل العمّال في لبنان بعيدهم بمسيرتين، واحدة للحزب الشيوعي وأخرى للاتحاد الوطني لنقابات العمّال، التقتا في ساحة رياض الصلح، حيث سُجّلت مناوشات بين الطرفين على خلفية هتافات وشعارات رفعها بعض المتظاهرين، مناهضة لرئيس النظام السوري بشار الأسد ورافضة لعودة اللاجئين الى سوريا.
وعلى هامش التظاهرات العمّالية، واللقاءات التي شهدتها بعض المناطق لمناسبة الأوّل من أيّار، كانت كلمات وسلسلة تغريدات عبر تويتر، أجمعت على ضرورة تحسين ظروف العمّال ورفع رواتبهم في ظل الانهيار المستمرّ لليرة اللبنانية، وغلاء المعيشة وتراجع القدرة الشرائية.
"النهار":
تزداد صورة الازمة في لبنان غموضا وقتامة على رغم كل ما تثيره معالم المتغيرات الإقليمية من امال في لبنان بانعكاسات إيجابية لهذه المتغيرات على لبنان بما يدفع نحو استعجال انتخاب رئيس للجمهورية يأتي انعكاسا لتسويات وليس تعميقا لازمات . وبدا لافتا في الأيام الأخيرة ان منسوب الرهانات على الانعكاسات الإيجابية المفترضة للاتفاق السعودي الإيراني الذي كان مرتفعا في الفترة السابقة قد بدأ بالانخفاض والتراجع بعدما استشعرت القوى اللبنانية بمعظمها ، ان رياح هذا الاتفاق لم تلفح لبنان بعد في ما يؤشر الى احد احتمالين : اما عدم طرح الملف اللبناني على طاولة المفاوضات والاتصالات الجارية بين الدولتين راهنا والتي يرجح ان تستنفد الخطوات الجارية في اليمن أولا قبل الانتقال الى ملفات إقليمية أخرى في مقدمها او من بينها لبنان . واما ان الفريقين اجريا مقاربة أولية للملف اللبناني بدءا من الازمة الرئاسية ولم تستكمل بعد خشية الاصطدام بخلاف بينهما لا يريد أي منهما تعريض الاتفاق بينهما لاهتزاز سريع ومبكر بسببه . وهو ما يرجح المراقبون انه كان السبب في التحفظ الشديد الذي ابداه وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان حيال الازمة الرئاسية واكتفائه بالتشديد على تكرار الدعوة الى "الاتفاق والتوافق" خلال زيارته الأخيرة للبنان .
كما ان طرح ازمة النازحين السوريين امس في اجتماع عمان الخماسي في غياب لبنان البلد المعني اكثر من سواه بهذه الازمة الخطيرة التي تهدده في العمق ترك الكثير من التساؤلات الى متى يستمر هذا الغياب القاتل للبنان عن مطابخ الإقليم التي ترسم المصائر ؟
معادلة الانتظار التي تحكم وحدها المأزق الرئاسي والسياسي عموما في لبنان بدأت ترخي ذيول اخطار كثيفة إضافية على مجمل الوضع الداخلي ، سياسيا وماليا واقتصاديا ، بما بات معلوما معه ان الفترة الفاصلة عن تموز المقبل موعد نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تشكل مرحلة مفصلية حقيقية ولن يوقف اخطارها المحتمة ماليا واجتماعيا واقتصاديا سوى انتخاب رئيس الجمهورية العتيد لانه بات يبدو انه شبه مستحيل التوصل الى حل استباقي لنهاية ولاية سلامة بتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان رغم كل محاولات رئيس الحكومة الاستحصال على دراسات قانونية ودستورية تسوغ هذا التعيين . وعلى افتراض مرور مبدأ قانونية التعيين فان الصعوبة القصوى ستكمن في الاتفاق على الشخصية التي ستملأ هذا المنصب . تبعا لذلك ستتسم الأسابيع المقبلة بحماوة استثنائية في مقاربة الازمة من كل وجوهها اذ بدأ عامل الوقت يضغط بشدة على الجميع وسط تصاعد هاجس الانهيارات الكبرى الإضافية التي تتهدد اللبنانيين .
اما في التحركات السياسية الداخلية فقد اعلن امس ان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع سيستقبل في معراب نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب عند الساعة السادسة من مساء اليوم الثلثاء . كما ذكر ان بو صعب سيزور بكركي . ومعلوم ان بو صعب باشر الأسبوع الماضي تحركا نحو جميع رؤساء الكتل النيابية سعيا الى كسر الجمود ومحاولة إيجاد تسوية للازمة الرئاسية .واستقبل بو صعب امس السفيرة الاميركية دوروثي شيا في منزله بالرابية، حيث بحث الطرفان في مجمل الأوضاع العامة. وافيد ان النقاش تطرق إلى آخر المستجدات على الساحة اللبنانية لجهة الإستحقاقات الراهنة، وفي مقدّمها الملف الرئاسي، حيث كان تشديد على ضرورة إيجاد مخارج للإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية.
وفي السياق الخارجي المتصل بأزمة الرئاسة أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني امس وبعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية الإيراني للبنان أن "إيران لا تريد التدخل في الشؤون اللبنانية، وهي مستعدة لمساعدة هذا البلد، لكن الضغوط الأميركية تعيق ذلك". وقال كنعاني في مؤتمره الصحافي الأسبوعي إنه "في ما يتعلق بموضوع استئناف العلاقات الإيرانية السعودية وتأثيراتها على المنطقة ولبنان، فإن إيران لا تريد التدخل في في الشؤون اللبنانية، لكننا مستعدون لمساعدة هذا البلد للخروج من الانسداد وانتخاب رئيس الجمهورية". وأكد أنه "اقتصاديا أيضا يمكننا أن نقدم ما بوسعنا للبنان، لكن هناك من يتبع السياسات الأميركية في الداخل اللبناني قد في ما يتعلق بالطاقة وغيرها"، مضيفا: "لا زالت الضغوط الأميركية السياسية والاقتصادية في لبنان تعيق هذا التعاون، لكن نحن نتعامل مع الدول على أساس مصلحة البلدين".
على الصعيد الداخلي لم ينقطع اطلاق مواقف متفرقة من ازمة الاستحقاق الرئاسي . وفي هذا السياق اكد المكتب السياسي لـحركة "أمل" حرصه "على إنجاز عملية إنتخاب رئيس للجمهورية مع حكومة قادرة على إطلاق عجلة نهوض شامل يحتاجها لبنان" وشدد على "ضرورة إنجاز الدولة اللبنانية لملف النزوح السوري عبر التواصل والتعاون بين حكومتي لبنان وسوريا". وأشار إلى أن "المصلحة الوطنية تقتضي التوقف أمام التطورات الاقليمية في المنطقة والتي يؤمل أن ترخي بظلالها الايجابية على لبنان" معتبرا أن "موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الداعي إلى الاستفادة من هذه التطورات هو تنبيه للنيام الغافلين عن الحقائق والوقائع" .وقال: "ننظر بإيجابية إلى الانفتاح على العلاقات السورية العربية مما يبشر بإعادة الروح إلى مشروع التضامن العربي".
من جانبه أكد عضو "اللقاء الديموقراطي" فيصل الصايغ أن النشاط الإنتخابي والمسعى لإيجاد مخرج للرئاسة اللبنانية سيتصاعد وسيتفعل بشكل أفضل. وأشار إلى "أننا قادمون على إستحقاقات عدة هذا الشهر ولبنان ليس الأولوية إنما الرئاسة اللبنانية ستكون من ضمن جداول أعمال هذه اللقاءات كلها." وأمل أن نشهد إختراقًا خلال هذين الشهرين قبل الوصول إلى المحظور وهو شهر تموز. ورأى الصايغ أن "المسؤولية الوطنية هي أن نتوافق جميعًا على رئيس، وكنا واضحين كلقاء ديموقراطي ووضعنا 4 حدود للمواصفات أو للرئاسة وهي:
1- قبول مسيحي واسع للرئيس .
2- ألا يكون رئيس تحد .
3- أن يكون مقبولًا عربيًا ولاسيما خليجيًا .
4- أن يكون إصلاحيًا."
وقال: "أثبتت التجربة مؤخرًا أن مواقفنا تختلف مع الرئيس بري ، واليوم موقفنا غير متطابق في موضوع الإنتخابات الرئاسية، وهو ليس ضد بري ولا فرنجية إنما كلقاء ديمقراطي لا يمكننا تأييد رئاسة لا تكسب رضا القاعدة الأساسية المسيحية."
بدوره اعتبر عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب فادي كرم، أن "الثنائي الشيعي وضع سليمان فرنجية كأمر واقع ويقولون: هذا طرحنا وهذا مرشحنا ويجب أن تقبلوا به، أما نحن فكنا قد طرحنا مرشحنا النائب ميشال معوض وشاركنا في كل جلسات الانتخاب فيما هم هربوا وتسللوا إلى الخارج وحاولوا إقامة تسوية مع فرنسا لإقناع السعودية بفرنجية" محذرا من أن "هناك نية خبيثة لتفجير الوضع أمنيا".
وقال: "مهما عقدوا تسويات خارجية فمرشحهم لرئاسة الجمهورية لن يمر داخليا، ونحن نضمن اللانصاب" مشيرا إلى أن "حزب الله يريد أن تمر كل القضايا عبر إيران وأن نكون رهائن بيدهم" . وشدد على أن "حزب الله يريد موافقة السعودية على مرشحه إذ أنه يريد الدعم المالي لأن فرنسا لن تدعم" لافتا إلى أن "المواجهة اليوم لبناء الدولة عبر مرشحنا وهناك تطورات في صفوف المعارضة وعلى الرئيس نبيه بري الدعوة إلى جلسة قريبا".
على الصعيد الحياتي والاجتماعي والمالي سجّل سعر صرف الدولار في السوق السوداء امس انخفاضا ملحوظا، حيث تراوح ما بين 95600 ليرة للمبيع و96100 ليرة للشراء. وكان قد سجلّ صباحا، 96800 ليرة للمبيع و97000 ليرة للشراء.
ولكن ذلك لم يحجب الازمات المتفاقمة اذ اعلن "تجمّع السائقين العموميين" في بيان عن بداية تحرك في الشارع اليوم من خلال "إعلان يوم الثلثاء الواقع فيه 02-05-2023 بداية لتحرّك غير مسبوق للمطالبة بتوقيف التعديات الحاصلة من قبل السيارات الخصوصية والدراجات النارية والتطبيقات غير الشرعية والتوك توك".وطلب التجمع "المشاركة الكثيفة للضغط على المعنيين لقمع المخالفات والتعديات على القطاع." وأضاف "على جميع السائقين إغلاق التطبيقات كما نطلب من أصحاب "غروبات الواتساب" التوقف عن العمل ومشاركة المطالب المحقة من الساعة الثانية من بعد الظهر. التجمّع عند الساعة الثانية من بعد الظهر في ساحة الشهداء لتحديد الخطوات المناسبة. ونعتذر مسبقًا من المواطنين الذين سيُحتجزون في سياراتهم ولكن لم يعد لدينا خيار آخر".
"الأنباء"
طغت الأزمات المعيشية والاقتصادية والرئاسية التي يتخبط بها لبنان على ما عداها، فحلّ عيد العمال يتيماً على اللبنانيين الذين يأملون أن تحمل لهم السنة العمالية المقبلة الأمل بانهاء تلك الأزمات، وأوّلها انتخاب رئيس جمهورية يكون قادر على وقف الانهيار وانتشال لبنان من أزماته.
لكن التمنيات شيء وما يجري على أرض الواقع شيء اخر، فلا اتصالات ولا مبادرات قد تساعد على انجاز هذا الاستحقاق في ظل التعنت بالمواقف من قبل العديد من القوى السياسية، وعدم الاصغاء لصوت العقل والذهاب الى اختيار رئيس توافقي يعيد ثقة العالم بهذا البلد ويريح اللبنانيين من عذاباتهم.
في هذا السياق، أشار عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب راجي السعد في حديث الى جريدة الانباء الالكترونية الى استمرار المواقف على حالها، ولم يلحظ أية تطورات ايجابية تساعد على كسر الجمود القائم بانتظار نتائج زيارة وزير الخارجية الايراني حسين عبد اللهيان التي لم يرشح عنها شيئ بعد، كما الاتصالات التي سيجريها السفير السعودي وليد البخاري.
وتساءل السعد اذا ما كانت الأمور ذاهبة الى توافق على اسم الرئيس أم ما زالت الأمور تصطدم بالشروط والشروط المضادة.
بدوره، أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متى في اتصال مع الأنباء الالكترونية أن لا شيء تغيّر لا قبل زيارة اللهيان ولا بعدها، ونحن كتكتل ما زلنا على ثوابتنا، فلا تهمنا أسماء المرشحين بقدر ما تهمنا الرؤية للشخص الذي قد يقع الخيار عليه وضرورة أن يعرف جوهر المشكلة في لبنان ويعمل على حلّها وأن يضع نصب عينيه خلاص لبنان من أزماته، نافياً علمه بامكانية تخلّي الثنائي الشيعي عن دعمه لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
وعن امكانية تحالف القوات مع التيار الوطني الحر رئاسياً، قال متى: "لو سلّمنا جدلاً أن هذا الموضوع قابل للتنفيذ، وبعد ذلك قرّر الثنائي الشيعي التخلّي عن فرنجية والتنسيق مع باسيل، فهل يبقي باسيل على تحالفه معنا أم سينحاز الى حليفيه أمل وحزب الله؟"، مستطرداً "حتماً سيتركنا ويذهب الى حارة حريك لأنه يرى مكتسباته ليست معنا بل مع حزب الله وفريق الممانعة، جازماً ان باسيل لن يكون مع لبنان الا اذا حل عليه الروح القدس.
وقال متى: "تعالوا نفكر برجل قادر على انتشال لبنان من جهنم الذي أوقعه بها العهد البائد عندها يكون قد بدأ يفكر بواقعية بعد ست سنوات ونصف السنة من التعطيل والانهيار"، مشدداً على عدم القبول الا برئيس فعلي لا رئيس بلا لون ولا رائحة ورفض تمديد الأزمة ست سنوات جديدة، مضيفاً "سنبقى نعطّل النصاب حتى يقتنع الفريق الاخر باان مصلحة لبنان اللبنانيين تتقدم على مصالحه الخاصة".
في الشأن الاقتصادي، ومع رفع الدولار الجمركي مجدداً ليصبح وفق سعر منصة "صيرفة"، أشار الخبير المالي والاقتصادي الدكتور نسيب غبريل الى أنها ليست المرة الاولى التي يرتفع فيها الدولار الجمركي فمع بداية الأزمة تم رفعه الى 15 الف ليرة، وبعد ذلك الى 45 ألفاً الى ان وصلنا الى 60 ألفاً، وابتداء من الجاري أصبح بموازاة منصة صيرفة.
غبريل وفي حديث مع جريدة الأنباء الالكترونية، وصف هذه الطريقة باعتماد الضرائب وزيادة التعرفة الجمركية بالعشوائية وهذا أمر مضرّ بالاقتصاد اللبناني، معتبراً أن الهدف من زيادة تعرفة الجمارك لتغطية النفقات العامة للحكومة وتغطية الزيادات التي أقرت للعمال وموظفي القطاع العام، فهذه الزيادات اذا لم تترافق مع خطة نهوض اقتصادي شاملة او خطة ضريبية شاملة سوف تشجع على التهرّب الجمركي بدل أن تزيد واردات الخزينة، وعلى الدولة أن يكون لديها مصادر تمويل أخرى مثل مكافحة التهرّب الجمركي وتفعيل الجباية وضبط الحدود المتفلتة ومنع التهريب وفرض ضريبة على الذين عمدوا الى تهريب المواد المدعومة التي كلفت الخزينة 12 مليار دولار.
وتابع غبريل: "هذه القرارات يجب أن تواكبها اعادة هيكلة القطاع العام"، مشيراً الى أنه مع تعزيز القدرة الشرائية لكل مواطن ولكن في المقابل هناك الاف الوظائف الوهمية وعشرات الالاف من فائض الموظفين، فاذا تمت معالجتها سنشهد توفيراً كبيراً على الخزينة ويزيد من الانتاجية، محذراً من الاقدام على اتخاذ قرارات بشكل اعتباطي لانها ستزيد من تضخم الاسعار دون أن تفيد المواطن بشيء وسيضطر مصرف لبنان لطبع العملة من جديد بينما الأسعار فقد ارتفعت بنسبة 15% وسبب ذلك عدم الالتزام بالتسعيرات التي تصدرها الحكومة فاذا ارادوا الزيادة على القدرة الشرائية هناك أدوات يجب استخدامها، مشدداً على ضرورة لجم التضخم لأن المصرف المركزي لم يعد قادراً على ممارسة تدخله كما كان في الماضي بسبب شح الودائع على القطاع المصرفي وان لجم النفقات يتم من خلال الموازنة العامة علماً أن موازنة 2022 أقرت في أيلول وموازنة 2023 ما زالت مجهولة المصير وقد تخطى اقرارها المهلة الدستورية وهاتان الوسيلتان غير متاحتان في الوقت الراهن.
اذاً لا استقرار سياسي ولا اقتصادي، وبالتالي لا أحد بامكانه توقع ما تخبئه الأيام المقبلة اذا لم تسلك الأزمة السياسية بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية الطريق الى الحل، والأمر سينعكس حكماً على معيشة اللبنانيين وطبعاً الدولار.
"الشرق الأوسط"
لا يزال لبنان الرسمي، كما القوى والأحزاب السياسية، يراقب بتأنٍ مسار عودة سوريا إلى الحضن العربي، قبل اتخاذ مواقف نهائية في هذا المجال. فرغم زيارات وفود وزارية لبنانية إلى دمشق منذ تشكيل الحكومة الحالية لبحث ملفات شتى، لا تزال البرودة تطغى على علاقة البلدين في ظل الارتباك والانقسام الكبير الحاصل بين من يدعو لاستعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا بأسرع وقت ممكن، وحجز مقعد متقدم للبنان في عملية إعادة الإعمار، وبين من يصر على مواصلة القطيعة مع النظام السوري بانتظار تبلور التطورات الإقليمية بشكل أكبر.
وفيما يُعد "حزب الله" وحلفاؤه أبرز الدافعين باتجاه استعادة العلاقات مع دمشق، يتصدر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع القوى والمجموعات التي تعارض بشدة الرئيس السوري بشار الأسد.
وبخلاف الموقف "القواتي"، يرى عضو تكتل "الاعتدال الوطني" النائب أحمد الخير أن "لبنان معنيّ بمواكبة الانفتاح العربي على سوريا من منظور إيجابي، ما دامت المملكة العربية السعودية تقود هذا الانفتاح تحت سقف الشرعية العربية وميثاق جامعة الدول العربية، وتحت سقف تحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية، ومعالجة تداعياتها، انطلاقاً من ثقتنا بحكمة القيادة السعودية في العمل على إرساء السلام في المنطقة، في ضوء الاتفاق السعودي - الإيراني، وإعادة لُحمة الصف العربي، في ضوء مسار التقارب السعودي - السوري الذي ندعمه، ونستبشر منه خيراً للبنان وسوريا والسعودية والعرب جميعاً".
وأشار الخير إلى أن "استعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان وسوريا مطلب للجميع، خصوصاً في هذه المرحلة، سواء على صعيد ملف عودة النازحين الذي بات يشكل عبئاً كبيراً على لبنان، أو على صعيد موقع لبنان المجاور لسوريا على صعيد عملية إعادة الإعمار، خصوصاً بعد إنجاز فتح السفارات قبل 10 سنوات، وبالتالي لا بد من تفعيل هذا المسار بالتوازي مع عودة سوريا إلى المحيط العربي، وإلى ممارسة دورها في جامعة الدول العربية، ولا شك أن الأمور مرهونة بالخواتيم التي نأمل أن تكون سعيدة".
ومن جهته، يحاول رئيس "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان" النائب السابق فارس سعيد قراءة التطورات بكثير من الواقعية، فهو إذ يرى أن "النظام السوري قتل في لبنان قبل أن يقتل في سوريا"، يشير إلى أن "إعادة تأهيله على المستوى العربي تخضع لشروط فوق الإرادة اللبنانية والسورية، وبشكل خاص للعبة أمم نحن غير قادرين على التأثير فيها، أو دفعها في هذا الاتجاه أو ذاك، رغم موقفنا من هذا النظام الذي لم يتغير ولن".
ويرى سعيد في تصريح إلى "الشرق الأوسط" أن "الموقف اللبناني السليم يجب أن يكون رسالة موجهة من قبل الأحزاب واللقاءات وحكومة لبنان والشعب اللبناني إلى الجامعة العربية تدعو لربط عودة النظام السوري إلى الجامعة بعودة النازحين السوريين إلى سوريا"، مضيفاً: "لا يمكن أن يعود الأسد إلى الحضن العربي، ويبقى 12 مليون نازح سوري موزعين على دول جوار سوريا".
أما عن عملية إعادة إعمار سوريا وإمكانية أن يحجز لبنان لنفسه موقعاً فيها، فيوضح سعيد أن "هذا الموضوع يخضع أيضاً للعبة الأمم. فحتى الدول العربية غير قادرة على الدخول في عملية إعادة إعمار سوريا خارج إرادة المجتمع الدولي والقرار 2254. فالاستثمار في سوريا يخضع لقانون عقوبات لا يسمح لأحد بأن يدخل إلى سوق الترميم وإعادة التأهيل إلا إذا ارتضى النظام السوري الدخول في عملية انتقال من مرحلة إلى أخرى، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية".
وبالمقابل، تشدد الدبلوماسية السابقة في الأمم المتحدة، بريجيت خير، على وجوب أن "يتأقلم لبنان مع المستجدات الإقليمية، خصوصاً الانفتاح العربي على سوريا، فلا يبقى يغرد خارج السرب"، لافتة في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى أهمية أن "نحجز لنا موقعاً متقدماً في عملية إعمار سوريا المقبلة عاجلاً أو آجلاً".
وتشير خير إلى أن "لبنان تحمّل العبء الأكبر من النزوح، وهو أكثر بلد في العالم استقبل نازحين تبعاً لعدد سكانه؛ ما أدى لتسريع انهيار اقتصاده الذي يعد ثالث أكبر انهيار اقتصادي في التاريخ الحديث، لذلك يجب أن يجري تعويضه في عملية إعادة الإعمار، وذلك لا يمكن أن يحدث إلا إذا بدأنا من اليوم عملية ضغط"، محذرة من أن "يجري تحييد لبنان، وعقد صفقات يكون خارجها وعلى حسابه".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا