العراق..ما الذي يجري والى أين تتجه الأمور ؟

الرئيسية دوليات / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Aug 02 22|14:35PM :نشر بتاريخ

تتزايد المخاوف في العراق من احتمال اندلاع صراع مسلح شيعي شيعي، بعد اقتحام أنصار التيار الصدري مقر البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء، والاعلان عن بقاء المعتصمين فيه في اعتصام مفتوح، بالإضافة إلى دعوة الإطار التنسيقي (التحالف الشيعي الآخر الذي يضم رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي) اتباعه إلى الخروج في مظاهرات مضادة للدفاع عن الدستور والشرعية بحسب البيان الصادر منهم.
زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر كان قد دعا أمس الأحد في بيان، "الجميع لمناصرة الثائرين للإصلاح بمن فيهم العشائر والقوات الأمنية والحشد الشعبي".
هذه التطورات زادت من ضبابية المشهد السياسي والأمني في العراق..فحملة الضغط التي يشنها الصدر على خصومه السياسيين، وتمسك الإطار التنسيقي بمشروعه لتشكيل الحكومة، بالإضافة إلى المبادرات الفردية من قبل أحزاب وشخصيات سياسية دون نتيجة، جعلت توقع القادم معقدا.
يقول المراقبون،إنه ليس لدى الصدر مشكلة مع كلّ قوى «الإطار التنسيقي»؛ وهو حاول، خلال أشهر المفاوضات الفاشلة على تشكيل الحكومة في أعقاب انتخابات تشرين الأوّل، حصْر مشكلته مع رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي الذي يعتبره أحد عناوين حكومات المحاصصة التي يرفض العودة إليها، واستمالة أطراف أخرى من الإطار إليه. إلّا أنه اصطدم بواقع أن «ائتلاف دولة القانون»الذي يتزعّمه المالكي، هو ثاني أكبر كتلة شيعية في البرلمان بعد كتلته، وهو، أي المالكي، صار متخصّصاً بالوصول إلى الحكم من الموقع الثاني، لا الأوّل. وإذا كان استخدام الأدوات الدستورية، بما فيها التعطيل، مشروعة لمنع الاستئثار بالحكم من قِبَل طرف ودفْع البلد في اتجاهات تؤثّر على موقعه الطبيعي، إلّا أن الإمعان في استخدامها لتحقيق طموحات شخصيّة يصبح وبالاً على الجهة التي تقوم بذلك. لهذا، يتعيّن على قوى «الإطار التنسيقي» أن تميّز بين الأمرين.
الا ان المشكلة تتلخّص في الطموحات الزائدة لكلٍّ من الصدر والمالكي،ويرى هؤلاء انه لم يَعُد من الممكن الخروج من الأزمة الحالية في العراق، إلّا بإعادة ترتيب وضْع المكوّن الشيعي بالكامل، وفق الأوزان التي أفرزتها الانتخابات الماضية.
وما يتبقّى هو إيجاد صيغة لحكومة عراقية تأخذ في الحسبان مطالب الصدر، وهواجس الآخرين، والتوازن القائم بين الطرفين، حيث يتمتّع الصدر بقوّة شعبية لا تُضاهى، بينما يملك الفريق الآخر قوّة عسكرية تضعه في موقع قوي، إذا ما ذهبت الأمور إلى مواجهة مسلّحة.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan